Telegram Web Link
مطالبُك التي استعصت عليك، لها يومُ عرفة.
السلام عليكَ يا صاحبي..

جِئتُ أُبشّرك أنك الليلة على أعتابِ ‏"فَاسْتَجَبْنَا لَهُ"، ولعلّ ما بينك وبين مُراد قلبك دعوة عرفَة، ودَمعةٌ في سَجْدة؛ فتتساقط بعدها البُشريات على فؤادك تَتْرىٰ!

‏الأمْر هذا العام مهِيبٌ مَهِيب..
تخيّل معِي ثلاث مواطِن -مَضْمونة- لإجابة الدعاء بإذن الله ستجتمع في آنٍ واحِد!
يوم عرفَة خير أيام الدنيا ‏وخَير الدعاء دعاء عرفة، يوم الجُمعة خير أيام الأسبوع وفيه -أيضًا- ساعة إجابة، ودعوَة صائِم لا تُرَد.

أتُراكَ ترجع مِن دعائك خائبًا صِفر اليَديْن!
حاشَى لله الحنّان المنّان أن يُضيّع عبدًا آوَى إليه ورفَع يداه؛ فسبحانه سميعٌ قريب يستجيب لمَن دعاه.

- تسنيم أشرف
المواقعُ لن تتبخّر، والأصدقاء -الذين لا يحادثونكم أصلًا- لن يحادثوكم الآن، والأجواء المضطربة في العالم لن تستقر بوجودكم، والحروبُ لن تعلن توقّفها ان ظللتم،
الكونُ كما هو، دورانُ الأحداثِ كما هي، ولكن أحداثك؟
ستنقلبُ رأسًا على عقب، لن يموتَ بدونِك أحدٌ في ليلةٍ ونهارها، لن تتقطّع آواصر الرحمِ في عدم سؤالك عنهم في ذلكَ الوقتِ، ولكن نياطك ستتقطّعُ ندمًا إن فرّطت.

اعتزِل، ألقِ كل ذا وكل هؤلاءِ عرضَ الحائط، أغلق كلّ شيءٍ وتلحّف بثوبٍ من نورٍ الليلة، قُل لساعاتِ المزاجِ قِفي! هو يومٌ، يومٌ واحدٌ فقط، وبعدها عُد للعالمِ الميؤوس منهُ ثانيةً لن يمنعكَ أحدٌ..

غدًا بدايةُ حلمٍ جديدٍ واقعهُ آتٍ -بحسنِ الظنّ- لا محالَة
{ادعونِي استَجِب}
لن يُطلقُ اللسانُ عبثًا، ولن يعرجَ القلبُ لأريجِ السماءِ هائمًا على وجههِ بلا قبلةٍ، ولن يُقذفَ الدعاءُ في كلّ جوارحكَ بلا فائدة

اللهُ كريم، والكريمُ حينَ يُسألُ يعطِي، وحين يُسترجَىٰ يعفو، وحينَ يُطلبُ منهُ يلبّي!
اللهُ ودود، جعلَ ودّهُ للمؤمنين، وجعلَ محبّته لمن أحبّه، وجعل تحنانهُ لمن لجأ إليهِ وعلمَ أنّ لهُ ربًا يأوي ويحمي وينصر ويرحم!
اللهُ غفُور، ومن يستغفره يُغفرُ له ولا يُبالي، وسعت رحمتهُ كلّ شيءٍ، غنيٌّ عنّا وعن عبادتنَا ولكنّه الحب!.. الحُبّ الإلهيّ،
ينادي ليغفر، يتودّدُ لعبادِه بالنفحاتِ وهو العزيزُ القويّ الذي لا يعجزهُ شيءٌ في الأرضِ ولا في السّماوات!

اللهُ لطِيفٌ، لطفهُ يجترّنا بخطايانا ليُلقينا تحت العرشِ نادمين، ويخرجنَا من حرم الملكوتِ الربّانيّ السماويّ المطهّرِ ومن رحاباتِ العلا مُطهّرين
طُف بقلبِك في قيامٍ حول العرشِ، افترش بساطَ آيةٍ وتجوّل في عَرَض الرحمةِ والعزّة، تشَبّث بحبالِ النّورِ في {يغفرُ لمن يشَاء} مردّدًا [أنا يا ربّ! اجعلني ممن تشاء!]

سيقبلكَ بعيبك، بسوادكِ، بندوبكَ في القلبِ، بذنوبِ أعوامٍ مضَت، وبحملٍ ثقيلٍ، وبوجهٍ شاحبٍ ومقلتينِ شاخصتينِ من شدةِ النظرِ إلى ما حرّم، وروحٍ مُزهقةٍ من قِبلِ شهوةٍ تلو أخرىٰ
سيقبلكَ إن أبتَ وتُبت {نِعم العبدُ إنّهُ أوَّاب}

لا يقعدّنّك عن الإغترافِ يأسٌ، واللهِ ما أقعدَ اليأسُ عبدًا وفلحَ، ولا غلبَ اليأسَ عبدٌ إلا وفازَ فوزًا عظيمًا

{الشيطانُ يعدُكم الفقرَ ويأمركُم بالفحشاءِ واللهُ يعدكُم مغفرةً منهُ وفضلًا}
لا تبرَح حتّى تبلُغ، ما نالَ المكارِمَ نائمٌ، ولا يستوي قائمٌ -في الدّجىٰ- وراقدٌ!.
.

-[رهام أشرف]
عرفة هو يوم حسن الظن بالله عزوجل.. لا تستذكر ذنوبك وتقصيرك ثم يُلبس عليك الشيطان ويقول لن يستجاب لك..

‏تستحضرني مقولة سفيان الثوري عندما سُأل في يوم عرفة من أسوأ هذا الجمع حالاً ؟! قال : الذي يظن أن الله لن يغفر له !

‏اليوم يوم المغفره والعتق من النيران واجابة الدعوات

قال رسول الله ﷺ:
‏"مامن يومٍ أكثر من أن يُعتِقَ الله فيه عبادً من النار من ⁧ يوم عرفة⁩".

نظر الفضيل بن عياض إلى تسبيح الناس وبكائهم عشية ⁧ يوم عرفة⁩ فقال:
‏أرأيتم لو أن هؤلاء صاروا إلىٰ رجل فسألوه دانقاً -يعني سدس درهم- أكان يردهم ؟!
‏ قالوا : لا!
‏ قال: والله للمغفرة عند الله أهون من إجابة رجل لهم بدانق.
لا تنسوني من دعواتكم يا اصدقاء ♥️
كل عام وأنتم بخير يا أصدقاء ♥️
«المعركة الواقعة الآن في نهر جاسم، أقل وقعاً على قلبي المسكين من فراقك»

‏رسالة جندي عراقي إلى حبيبته في معركة نهر جاسم 1987

‏الأسلوب النابع من صدق المشاعر يفوق كتابات الأدباء والمفكرين
"كنت قديمًا؛ إن زارني حزن وأثقل في زيارته، أغلقت شُرُفَات الأمل، وجلست في غرفتي، أهرب من نومٍ لآخر، أغُض الطرف عن العالم كله، أعجز عن أي شيء، حتى عن عكف شعري، وأتحسس صدري بحذرٍ، إنه ملتهب. تترائىٰ قطرات الدمع في عيني فأكتمها بنومٍ مفتعل، وتمر الأيام وربما الأسابيع، وأنا على هذا الحال، بعد سنين قلائل ومن أشهر مضت، ضَرَبَتني الأيام على ظهري فاستقام، وقلدتني مهامٍ لا فِرار منها، يزورني الحزن، فأعكف على قلبي أصبِّرُه، أطبطب عليه، وأتخذ مكانًا قصيًّا أدعو الله فيه، أُشرِق مع الشمس في صبحيتها وأنام مع السحر، مهام وواجبات ودروس، لا مكان للحزن. أصبحت أتلذذ بالقضاء على حزني بالعمل، ربما لأنّ حرارة العمل تذيب صقيع الروح، أضع عشرات المهام، أركض، أنهي هذا، وأبدأ في ذاك، وإنْ دَجَىٰ الليل وحَلْ، انزوىٰ التفكير جانبًا وفَرْ، بسملةٌ فاستعاذةٌ فنَوم، وهكذا، حتى تحررت، من ضغط الحزن المفجع، الذي ما زار يومًا وخفَّف، أنزل للشارع أحمله معي بقلبي، أعبر من الطريق للآخر ومن الناصية الأخرى، أخبئه في جيب عيني، أو ربما في رأسي. علمتني الأيام أن أقتل حزني بالعمل، حتى تأقلم قلبي..
مَنْ وراء الباب؟
أنا الحزن
فيرد حَيَّ على العمل."
"للهِ فيما قضى خيرٌ ومرحمةٌ
‏ فالعُسرُ تَعقبُه الخيراتُ والنِّعمُ"
"ماذا يأكلُكَ؟"

يا له من تعبيرٍ عجيب!
لقد سمعته بعد ذلك مراتٍ عديدة، واستخدمته كتعبير مجازي عما يفعله القلق والاكتئاب والهموم بالإنسان، لكنني لم أفهم معناه الحقيقي إلا فيما بعد، حين قرأتُ عما يفعله القلق بالإنسان، فإذ به "يأكله" حقيقةً لا مجازًا، وإذ بهذا التعبير الشائع عند الإنجليز تصوير دقيق لما جاء في كتب علم النفس الجسمي.

فالقلق يسبب توتر الأعصاب وحِدَّة المزاج، وتوتر الأعصاب يحول العصارات الهاضمة في المعدة إلى عصارات سامة تنهش جدرانها فتصيبها بالقرحة. وهكذا يأكل القلق جدار معدة الإنسان أولًا.. ثم قد يتوحش بعد ذلك فيلتهم أو يتلف العديد من أعضائه الأخرى!

وكل إنسان يخاف غالبًا من شيء ما؛ من المرض أو الفشل أو فقد الأحباء أو العوز أو فقد المكانة أو انعدام الدور أو الموت، ولا بأس بأن نخاف من أي شيء.. لكن المهم هو كيف نحتفظ بالخوف الإنساني في حدوده الطبيعية، وألَّا نسمح له بأن يسلمنا إلى "غول الاكتئاب".

لقد قال وليم جيمس مؤسس علم النفس التطبيقي ذات مرة: "إنَّ الله يغفر لنا أخطاءنا.. لكن جهازنا العصبي لايغفرها لنا أبدًا". وهذا صحيح إلى حد كبير!

وأكبر أخطائنا في حق أنفسنا هو القلق والاستسلام للاكتئاب والشعور بالاحباط، وكثيرًا ما نتعرَّض لهذه الأعراض إذا بدا لنا فجأة كأن الطريق قد أصبح مسدودًا أمامنا وأن المشكلة التي نواجهها جبلٌ شاهق لن نستطيع أن نتسلقه لکی تهبط إلى طريق الأمان من الناحية الأخرى، مع أن أكثر مَن شقوا طريقهم بنجاح في الحياة قد اصطدموا بمثل هذه العقبات أو بأعتىٰ منها.. فتخطاها البعض، وتحوَّل البعض الآخر عنها إلى طريق آخر في الحياة لم يلبث أن حقَّق فيه أكثر مما كان يحلم به لو سار في طريقه الأولىٰ!
أما مَن جلسوا على الأرض يستشعرون العجز، ويشکون سوء الحظ، وينحسرون على ما كانوا سيحققونه لو لم تصادفهم هذه العقبة. فلقد خسروا طموحهم وأعصابهم وصحتهم وقدرتهم على الاستمتاع بالحياة.

إنّ كتاب التراجم الشهيرة يفتشون في حياة المشاهير دائمًا على نقطة التحول التي كانت بداية انطلاقهم إلى المجد، فيكتشفون في أحيان كثيرة أنها كانت عقبة كئودًا أو فشلًا ذريعًا، أو اخفاقًا في تحقيق هدف.. حوَّل مجرىٰ حياتهم إلى الطريق الذي لمعت فيه عبقرياتهم.

فلماذا نقف مكتوفي الأيدي أمام أول مشكلة تصادفنا، أو أول عقبة تعترض طريقنا، فتحزن على ما فاتنا ونتحسر على ما ضاع منا كأننا ننتقم من أنفسنا بالحزن والاكتئاب؟!

إن الحياة لا تتوقف أبدًا، ومياه النهر لا تكف عن الجريان، وأحد فلاسفة الإغريق كان يقول إن كل شيء في الحياة يتغير إلا قانون التغير نفسه! فلماذا نتصور أن الحياة سوف تخالف هذا القانون فما يخصنا نحن فقط فتبقىٰ الأبواب دائمًا مسدودة.. والأحلام بعيدة؟!

إن الحياة جديرة بأن نحياها.. والأحلام جديرة بأن نكافح من أجلها، والثقة في الله وفي النفس تشد أزرنا، وتشحذ إرادتنا، لكي نتطلع إلى نصيبنا العادل من السعادة والنجاح..

فإذا كان الأمر كذلك، فلماذا يا صديقي تأكل نفسك؟!

- عبد الوهاب مطاوع
الانسجام الذي أعرفه أن تكون غايتنا واحدة، أن يستأنس أحدنا بالآخر في وحشة الطريق نفسه، أن نقرأ كتابًا معا فنجد انطباعاتنا عنه وتعليقاتنا عليه متشابهة إلى حد كبير.

هناك أشكال عديدة للحب، لا أنكر أيًّا منها، لكنني أؤمن بالحب الذي يبدأ من الرأس ويحط رحاله في القلب، الحب الذي يشعر فيه المرء أنه وجد ضالته؛ إنسانا على مقاس عقله وقلبه وغاياته وأحلامه.

-شيماء هشام سعد.
- ثم ما فائدة أن تُحبني ولا يأتيني خبرٌ بذلك؟!

أن تحبني وأنت صامت، أن تحبني ولا أرى الحُب في أفعالك!
أن تحبني ولا تنطق بذلك، ألا تسمع أُذني ما يُثبتُ الحب، ولا ترى عيني منه شيئا، أن تحملني في قلبك، ولا تحملني في حياتك..

أن تمتلئ حياتُكَ بكل شيءٍ عداي، يمضي يومكَ دوني، و تنام دون الاطمئنان على حالي..

أن يشغلك حالي ولا تجتهد ليكون بخير، ويشغلك أمري ولا يأتيني منك سؤال؟

الحب الصامت كاللاحب، يُلقي بصاحبه في بئر اللاشيء، والعين يكفيها ما ترى والأذن لها ما تسمع والقلب لا يرضى بالقليل ..!*
2024/09/27 04:23:20
Back to Top
HTML Embed Code: