Telegram Web Link
تتضمّن طريقةُ الحبّ وِفق أسلوب التملّك السيطرةَ على من نحبّ، واحتواءَه وسَجنه. إنّها عمليّة خنق وإهلاك، وليست عطاءً للحياة. إنّ ما يسميّه الناس حُبًّا ليس في الغالب إلّا إفسادًا وابتذالًا للكلمة لإخفاء أن الحقيقة هي العكس.

- ‏إيريك فروم
نحن نحتاج إلى ترميم بين فترة وأخرى، الإنسان مادة، والمواد يصيبها التلف ما لم تُتَعهد بالعناية، العقول تصدأ، الجوارح تذبل الروح تهرم، القلب يشيخ، والكلمات تشح، وشجرة الخلد تتساقط ورقةً ورقة.

‏- أيمن العتوم
"أظن أننا بحاجة إلى علاقات عميقة في هذا الزمن أكثر من السابق، هذا الزمن موحش وبه تحديات نفسية ضخمة لا يمكن للمرء مواجهتها منفردًا. علاقة واحدة على الأقل تظهر من خلالها مخاوفنا وتساؤلاتنا وتُطمئننا."
روي أن النبيﷺ كان يستعيذ من "شتات الأمر"، يعني: تفرقه وعدم انضباطه؛ أن تخبط في حياتك خبط عشواء، تنشغل عما ينفعك بما لا ينفعك، وتقدم ما حقه التأخير، وتؤخر ما حقه التقديم، يتناثر وقتك الذي هو بعضك فيما لا طائل تحته، وذلك في أمرك كله؛ في العلم والعمل والعلاقات والاهتمامات والأوقات.

يشبه هذا الشتات للأمر تعبيرٌ قرآني آخر، وهو: (انفراط الأمر) قال الله: ﴿ولا تُطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا﴾، قال السعدي: ﴿وَكَانَ أَمْرُهُ﴾ أي: مصالح دينه ودنياه ﴿فُرُطًا﴾ أي: ضائعة معطلة!

ومن أعظم ما ينتظم به الأمر = وضوح المعنى الكبير في هذه الحياة (=العبودية) واستشعاره على الدوام. معرفةُ غاية الخلق الهدفُ الذي تتجه له كل الأهداف الأخرى وتنتظم به.
‏وأعظم أدواء هذا الاستحضار: الغفلة، واتباع الهوى. ودواؤهما: الذكر والتذكير؛ تأمل:﴿أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه﴾

دوام الذكر والتذكير تحصل به يقظة القلب للإنسان، وتندفع به الغفلة المسببة لهذا الداء، ويتفطن به مواضع الهوى من مواضع الحق.
‏قال ابن عثيمين في وصف هذا الذي انفرط عليه أمره: "تجده يبقى الساعات الطويلة وهو لم يحصِّل شيئًا، لكن لو كان قلبه مع الله لحصلت له البركة في جميع أعماله".

طبيعة الهوى واتّباعه: التفرق وعدم الانتظام؛ لأن شهوات النفس وإراداتها متقلبة تقلبًا كبيرًا، ولا يضبطها ضابط. وطبيعة الدوران مع الحق حيث دار وإرادته: الانسجام والانتظام؛ حينما يكون "نجم الشمال" بالنسبة لكل خياراتك: موقع هذا الاختيار من إرادة الله تعالى؛ هكذا تنتظم أمورك ولا تنفرط.

ويزيد حالة الشتات هذه إذا انضاف لها مع شهوات النفس وأهوائها= أهواءَ غيرها من الناس، وهؤلاء هم من أشقى الناس.
‏- وهل يتتبع أحد أهواء غيره؟
‏- نعم، ألست ترى اليوم -مثلا- ما تخلقه الحياة المادية، في تمظهراتها المختلفة، في شبكات التواصل = من مشاكلة لرغبات الآخرين وأفكارهم وقناعاتهم؟!


- طيب، حالة التذكر والاستشعار الدائم لغاية الخلق وللمعنى الكبير من هذه الحياة كيف تتحقق؟
‏- أعظم ما يحققها التعرض المستمر والمتكرر للقرآن العظيم. سُمِّي القرآن "ذِكْرًا" لهذا المعنى، القرآن ينتشلك من الشتات والانفراط في كل مرة تتغشاك فيها سُحُب الغفلة، ويذكرك من أنت وإلى أين تسير!

القرآن لايُجرّب، بل حقه الإقبال عليه بيقين؛ لكن تجوّزا أقول: ألست طرقت كل باب تبحث فيه عن صفاء الروح وإشراقها وعُدتَ صِفر اليدين؟ جرب أن تتعرض للقرآن، تعرض الموقن أنه كلام الله، تعرضا مستمرا متكررا، وحدثني بعدها عن صفاء الصورة التي ترى بها الأشياء، واتضاح الغاية، واستشعار المعنى!
"حتى تلك المشاعر القوية ستخفت وقد تختفي إذا أُهملت أو عوملت كشيء مسلم به."
لقد مرَّ بي أكثر العمر ورأيت الحياة، ونلت لذاتها، وتجرعت آلامها، لم تبق متعة إلا استمتعت بها، فلا اللذائذ دامت ولا الآلام، ولا الشهرة أفادت ولا الجاه، وما وجدت شيئًا يدوم ولم يبق من دنياي إلا مطلب واحد: يقظةُ قلبٍ أدرك بها حقائق الوجود، وغاية الحياة وأستعدُّ بها لما بعد الموت.

- الطنطاوي
"ونسألك عُمرًا من اليُمن والبركة والرحابة، وحظًا في توالي النِعم، وعافيةً في المال والأهل والأبدان والأرواح، وعوضًا وفيرًا يفيض على ندوبنا بالبشائر والرضا.."
"رُوِيَ أنَّ السَّفينةَ التي خرقَها الخضرُ كانت سفينة جديدةً.. من أحسن السّفن وأجملها، ولكنّه خرقها -كما يُخبرنا القرآن- كيلا تضيع من أصحابها للأبد..

‏وكأنّ الآيةَ تقول للنّاس: ليست العبرةُ ببقاء الأشياء على هيئتها؛ فبعض الجراح والنّدوب خير لكم إن كنتم تعلمون."
يوسفيات
https://twitter.com/mryousiff/status/1487895130170396680?s=21
لكل من يعاني من القلق.. اقرأ هذه التجربة
من أحبك، وكنتَ منه، حرَصَ عليك، وتفقد وجودك، وتعلل بأدنى سبب ليكون متصلًا بك.
‏ومن كنتَ عابرًا في حياته، فلا تقترف إثم الوقوف له على رصيف الانتظار، وخَلِّه ومساحاته الشخصية ‏= وهذا عندي من جوالب السكينة، والصفاء، والتماس العذر للآخرين: أنهم لا يحسنون أن يكونوا أصدقاء، وإن من الظلم تكليف الإنسان بما لا يطيق.

- وجدان العلي
وكأن العالم كله غصَّ في حزنه..

‏إنا لله وإنا إليه راجعون 💔
"مِن مَعانِي اسمُ الله "الأوّل" أنّه في كل أمر وعويصة هو أول الأسباب في نفاذك إلى الحلّ؛ بالدعاء، بالاستشفاء بالقرآن، بالتقرب إليه بأي طاعة، ثم بعدها تضع الخطوة الأخرى للحلول التالية، ولا تعجب أن تكون "الأسبق" في حل المشاكل لأنّك لُذتَ إلى "الأول" والجزاء من جِنس العمل."
2024/09/27 17:24:47
Back to Top
HTML Embed Code: