Telegram Web Link
وقد تولى الرد على المقال السابق الذي ذكر فيه هذا الكلام أخونا المفضال: كريم بن علي بن موسى في منشوره بعنوان: "تهافت ذوي الحقد والمين...".

وأبان أخونا كريم أيضا أن الأثيوبي أصلحه الله ينشر في قناته كتبا يقرر أصحابها فيها مذهب الإرجاء، بعضها للعميري، وبعضها لرشيد العويش المغربي، وبعضها لغير هذين، وبعضها بتقريظ سفر الحوالي!.

قال الأثيوبي: (لكن القوم حملوا كلامنا على غير محمله، وقوّلونا ما لم يكن في حُسباننا البتة).

أقول: هذا غير صحيح، بشهادتكم على أنفسكم في كتاباتكم، وصوتياتكم، المنشورة في قناتكم وقناة: "الرد على الطائفة الجربوعية والحازمية"!، والله المستعان!.

قال: (وذلك حيدة، وتغطية لِما هم يتهربون منه، والذي كثيرا ما طالبناهم بأن يبينوا الصادق والكاذب، أهو الجزائري أم أتباعه الحبشيون: مصطفى ومحمود وأبو عاصم في الكلام الذي نسبوه إليه ).

أقول: قد راسلته على الواتس؛ من أجل التأكد من ذلك، فكتب إلي بالحرف الواحد من غير زيادة ولا نقصان: (قد أشرت إليهم في عدة مقالات بأنهم على خط الجربوع والغلو.

انقل عني تكذيبهم فيما نقلوا من أن أبا بلال على طريقة داود بن جرجيس، وأنه على مذهب الجهم بن صفوان، أو رمي الشيخ الألباني بالإرجاء.

كل هذا كذب، بل الواقع على النقيض من ذلك؛ فقد نشرت مقالا في الإنكار على الجربوع في نفيه الإسلام عن أبي بلال.

وكتبت رسالة في بيان براءة الشيخ الألباني من الإرجاء بعنوان (شبهة واهية) وضمنتها كتابي (الحجج السلفية) وهو مطبوع ومنشور متداول منذ نحو ثماني سنين). ا.ه‍.

قال الأثيوبي أصلحه الله: (فقد كرر الجزائري في رسالته الأخيرة رميه للسلفيين بأنهم برامكة جدد، وأنهم متحزبة، فهذا من غرائبه).

أقول: هذا تلبيس، فالجزائري لم يرم السلفيين بأنهم برامكة جدد وأنهم متحزبة، إنما رمى بذلك من يسلك مسلك الحزبيين من البرامكة وغيرهم في الكذب والتلبيس والمراوغة والتستر والفجور في الخصومة، الذين يسعون جاهدين في إلصاق فكر التكفير به، وأنشؤوا قناة لهذا الغرض! ظاهر عنوانها الرحمة! وحقيقتها ومضمونها العذاب!.

قال: (ونحن لا نرميه بالحزبية أو البدعة؛ كردة فعل فليقل ما عنّ له ولاح في فكره، ولسنا ولله الحمد برامكة).

أقول: هذا الكلام يكذبه ما بعده، وهو:

قوله: (وإنما البرامكة هم أتباعه الذين فرّخهم في الحبشة والذين هم من ثمرات ملزمته المسماة بالنصح السديد فهم البرامكة؛ لأن كثيرا منهم يدافعون عن محمد بن حزام البعداني وأمثاله... وينشرون صوتياته وفتاويه كأمثال محمود ويونس وأبي عاصم وغيرهم من التكفيريين ويعتبرونه من العلماء الكبار وفضلائهم.... فنبز السلفيين بالبرامكة ما هي إلا شماعة! استخدمها الجزائري للتوصل إلى بغيته، ونحن ولله الحمد نحذر منهم ومن التكفيريين الجدد الذين تجرؤوا على بعض مشايخ السنة، وعلى طلبة العلم من السلفيين، فهؤلاء هم الذين أخبرونا ـ متشبِّثين ومتبجحين بالجزائري ـ أن لهم تواصلا به وأنهم سألوه عن الجربوع فأجابهم بأن عقيدته مستقيمة.. وأنه يتهم الشيخ أبا بلالٍ الحضرمي بأنه على منوال جهم بن صفوان وأن ما يقرِّره هو عينُ ما يقرره داود بن جرجيس النقشبندي ..إلى آخر ما نسبوه إليه.. ولا زالت نصحه! المزعومة التي هي غير سديدة تُدَرَّس إلى الآن وتُشْرَح على ألسنة الحبشيين الذين يرونه ربّ المسألة ومهندسها الفذ ومحررها دون غيره؛ ويرفعونه فوق قدره ومنزلته: فضيلة الشيخ، العلامة، الباحث المفيد... حتى إن أحد أتباعه ذكر في ورقة مصورة بعض من وصفهم بالعلماء الذين هم أبرز ورثة الأنبياء في هذا العصر ذكر في المرتبة الثامنة: "فضيلة الشيخ صاحب الردود الرصينة أبو حاتم يوسف العنابي"، وذكر السادس منهم: "فضيلة الشيخ الفقيه محمد بن حزام اليماني البعداني"، أما شيخُ الجزائري والبعداني الذي هو شيخنا الشيخ العلامة يحيى بن علي الحجوري قد وضعه في المرتبة الأخيرة، أي:في العاشر منهم؛ ولا يبعد عن كونه ذرا للرماد في عيون الطيبين).

أقول: في هذا الكلام أمور:

أولها: رمي الشيخ يوسف الجزائري بالحزبية ومنهج التكفير!، وهم يعتقدون هذا، ويبديه بعضه أحيانا، وقد يتسترون ويجبنون عن التلفظ به أحيانا، لكنه يظهر على فلتات ألسنتهم!.

فوصف (أتباعه) بأنهم برامكة وتكفيريون وأنهم من ثمرات ملزمته: "النصح السديد!" يعد وصفا له بذلك، والله المستعان!.

فإن البرامكة حزبيون، ومن ثبت عنه منهج التكفير فإنه أسوأ من مجرد حزبي!

وإن كنتم تجحدون هذا فبرؤوا الشيخ يوسف الجزائري من منهج التكفير والغلو وانشروا ذلك في قنواتكم، والتي منها: قناة الرد على الطائفة الجربوعية والحازمية!، إن كنتم صادقين!.

هل تستطيعون فعل ذلك؟! هيهات وأنتم على هذا الحال!.

ثانيا: محاولة إلصاق البرمكة! بالشيخ يوسف أمر مضحك!، فإنه من أول من رد عليهم من أول ظهور فتنتهم وحزبيتهم، ولا يزال يرد عليهم إلى الٱن!
وكانت له جهود ظاهرة وردود مؤصلة على ابن حزام وبيان فتنته، في الوقت الذي كان فيه بعضكم يتجلد في الرد عليه؛ دفاعا عن ابن حزام بنفس طويل في مقال عريض عليل! يمل قارئه من طوله!.

ثالثا: ما هي البغية التي أراد يوسف الجزائري التوصل إليها في نبزه بالبرمكة من رٱهم أهل فتنة وكذب وتلبيس ومراوغة وبغي عليه وفجور في خصومته؟

رابعا: لا تحتج عليه بأقوال وأفعال ذوي الخبط والخلط والشطط والغلو أو التمييع من أهل بلدك، فدونكم عصيدكم!، بضاعتكم ردت إليكم!.

ولو كان الغلو في شخص من الأشخاص يلزم منه الطعن فيه على أي حال لكان غلو النصارى في عيسى ابن مريم موجبا للطعن في نبي من أنبياء الله، والعياذ بالله، ولكان الغلو في علي رضي الله عنه موجبا للوقيعة فيه، والعياذ بالله!.

وأخونا الشيخ يوسف الجزائري - فيما نحسبه والله حسيبه - يعرف قدر نفسه، ولا يحب أن يرفع فوق منزلته، ولا أن يقال فيه علامة، ومع ذلك فلا يجوز غمطه، فعنده من الخير ما ليس عند كثير من أهل السنة، وهو من أبرز تلاميذ شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله وأيده.

ثم إن لقب (علامة) يخلع على عدد من شيوخ أهل السنة - في البلاد اليمنية من إخوان وتلاميذ شيخنا يحيى، بعضهم - في الحقيقة - دون الشيخ يوسف الجزائري في المكنة العلمية، فهل هذا مسوغ للتشنيع عليهم؟!

فلا يجوز إساءة الظن برجل ظاهره الخير والسلامة بمثل هذه التخرصات، والله المستعان !.

خامسا: تدريس مثل هذا الأصناف لملزمته لا يبرر الطعن فيه واتهامه!، ولا يزكيهم بها، كما أن نقل فتاوى صوتية ومكتوبة لبعض الأئمة المعاصرين في تقرير ما هو مقرر في "النصح السديد" لا يبرر الطعن فيهم، ولا يكون في ذلك تزكية لمن يتناقلها ويحتج بها من البطالين.

ثم إن "النصح السديد" ليس من نسج خيال يوسف الجزائري، ولا ابتدعه، ولا تابع فيه مبتدعا قبله، ولكن فيه أدلة من الكتاب والسنة، وإجماعات، ونقول موثقة عن الأئمة وأهل العلم من المتقدمين والمتأخرين.

فالطعن فيه طعن في ما تضمنه، والله المستعان!

أبينوا لنا بالحجة والبرهان ما فيه من باطل؛ حتى نتجنبه ونحذره ونحذر منه!.

قوله: (فليت الجزائري أجاب عما سئل عنه وطولب منه ـ سواء ما جاء من قِبلنا أو مما طالبه به الشيخ! أبو العباس الجزائري أن يجيب عنه ـ بدلا من السِّباب والمراوغة والحيدة، ورمي السلفيين بما هم منه برآء!!
وليته تبرأ هو بنفسه ـ وليس عبر الإدارة المزعومة ـ مما نَسب إليه تكفيريو الحبشة أمثال مصطفى ومحمود وأبو عاصم، وقد نقلنا ما نسبوا إليه بالصوت والكتابة مرارا وتكرارا ؛ فكان الواجب عليه أن يرد على الذين ينسبون إليه تلك الأقوال ويتبرأ منهم ويبين كذبهم ـ إن كانوا فِعلا قد كذبوا عليه ـ بدلا من أن يحزِّب إخوانه وينبزهم بالبرامكة وما أشبه ذلك من التهم).

أقول: قد أجاب أصلحكم الله، كما تقدم ذكره.

وأما السباب والمراوغة والحيدة ورمي السلفيين بما هم برٱء منه فهي أدواؤكم، فلا ترموا بها غيركم!.

قال تعالى: {ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثنا مبينا} [النساء: ١١٢].

قال الأثيوبي أصلحه الله: (شغلوا عباد الله أما يسع الجزائري ومقلديه ما وسع العلماء الراسخين المتقدمين منهم والمتأخرين العاذرين منهم وغير العاذرين؟! فهل كانت المسألة ديدن حياتهم وشغلهم الشاغل كما هي الحال عند هؤلاء؟! فلِم يلوكها هؤلاء صباح مساء؟!).

أقول: (رمتني بداءها وانسلت)، وفي المثل العامي عندنا في اليمن: (ضربني وبكى، وسبق واشتكى!).

من الذي أثار هذه المسألة بغير روية في أوساط أهل السنة إلا أهل الشطط والغلو من أهل بلدك الحبشة!

ثم من أثارها مؤخرا بعد أن أمرنا شيخنا يحيى بترك الأخذ والرد فيها إلا أنت وأصحابك أصحاب قناة: (الرد على الطائفة الجربوعية والحازمية!) التي هي أشبه بقنوات البرامكة، والله المستعان!.

وهذه القناة - كما هو ظاهر من اسمها - مخصصة للرد على الطائفة الجربوعية والحازمية!، بينما شغلها الشاغل - في الحقيقة - محاولة إقناع الناس بأن يوسف العنابي تكفيري!، وقد تضمنت ردودا عليه، وعلى نجيب الشرعبي، وخلت من ردود يوسف العنابي على الجربوع وعلى الحازمي وتحذيراته منهما، وبعضها قديم، قبل نحو ثمان سنين!.

فماذا يعني هذا يا أهل السنة حفظكم الله؟!!!

وقد حذر بعض شيوخ ودعاة أهل السنة في البلاد اليمنية من هذه القناة، وقرنوا هذا التحذير بالثناء على الشيخ يوسف الجزائري، منهم: فضيلة الشيخ أبي حمزة حسن با شعيب، والشيخ الفاضل عبد الرحمن الشميري.

فلماذا لم تأخذوا بنصح هؤلاء؟!!!

ثم إن في التسمية المذكورة تضخيما لشأن الجربوع والحازمي!، يذكرني هذا التضخيم بأمر شيخنا يحيى حفظه الله وأيده لأخينا الفاضل زياد الحبيشي بتغيير اسم قناة: "الردود العلمية على الفرقة الحزامية!" إلى: قناة: الردود العلمية على الفرقة البرمكية الإبانية"، وقال: (لا تعطه فوق حجمه، هو تبع لأصحاب الإبانة)، أو نحو هذا.
هذا مع أن ابن حزام أحسن حالا عندنا وعندكم من الجربوع والحازمي، وأذكر، وأشهر!.

قبل أكثر من أسبوع نشر القصراوي! في قناته المخصصة للردود على الجربوع والحازمي! مقالا على طريقة البرامكة في الفتنة والكذب والتلبيس والتهويل، وقد رد عليه أخونا الشيخ يوسف الجزائري برد مفحم، عنوانه: "بيان انحراف أهل الكذب والفجور وفضيحتهم فيما نشروا من المقطع الصوتي المبتور"، أبان فيه كذب القصراوي وتلبيسه وتحامله، والحمد لله رب العالمين.

ونشر مقاله القاصر على أنه رد عن سؤال وجه إليه ممن هو على شاكلته!، جاء فيه:

قد سمعت ثناء أخينا يوسف الجزائري على الجربوع في مسألة العذر بالجهل وقوله: "وإن كان مصيبا في قوله في جملة ما قاله في هذه المسألة". اهـ

وهذا معناه أن شيخنا يحيى مخطئ في هذه المسألة بل مقتضاه أن الشيخ يحيى خالف السلف في هذه المسألة، كما سيأتي.

💥وخاصة أن أخانا يوسف لا يرى أن المسألة خلافية بل يراها مجمع! عليها من السلف، وهو عدم العذر.

فالذي يرى العذر بالجهل كشيخنا يحيى مخالف للسلف والإجماع عند أخينا يوسف.

وقال أيضا: فقال في كتابه الحجج السلفية صفحة (6-7)!:

«هم وافقوا السلف الصالح في مسألة الإيمان مسألة العذر بالجهل»

وهذا لازمه أن شيخنا يحيى مخالفٌ للسلف.

وبعد صدور رسالة شيخنا "مختصر المقالة في العذر بالجهالة" وبيان الصواب في المسألة لم نجد لأخينا يوسف كلاما أن شيخنا يحيى وافق السلف في هذه المسألة، أم خالف السلف والإجماع ـ المدَّعى ـ.

ولم نر لأخينا يوسف إشادة أو تصويبا لكلام شيخنا يحيى في مسألة العذر بالجهل.
ولا تخطئة للشيخ وبيان الصواب في المسألة.

وعليه فبعد بيان الشيخ يحيى لمسألة العذر بالجهل:

- إما أن يكون الجربوع وفالح الحربي والتكفيريون هم المصيبون في هذه المسألة، والشيخ يحيى مخطئ مخالف للسلف والإجماع.

- وإما أن يكون الشيخ يحيى هو مصيب والجربوع وغيره مخطئون وهم الذين لم يفهموا المسألة.

والواجب على أخينا يوسف أيضا أن يقول :

1- أنا لا أبدع من يرى العذر بالجهل ولا أراه موافقا للمرجئة.

وأنكر على من من يضلِّل أو يبدع من يرى العذر بالجهل، وأرى أن المسألة خلافية.

2- أو يقول أنا أرى من يعذر بالجهل مرجئا ومنهم الشيخ يحيى، فالشيخ يحيى مرجئ أو وافق المرجئة.

والبيان وقت الحاجة لازم، بأبسط عبارة حتى لا تبقى شكوك حول الشخص .

وليكن الإنسان صادقا في دعوته في كتاباته في كل ما يقرره، ظاهره كباطنه، ومن أخفى شيئا فإن الله يظهره وإن حاول صاحبه إخفاءه. ا.ه‍.

ونحو هذا قول الأثيوبي أصلحه الله: (أما يكفيه ويكفينا ما قرره شيخنا الشيخ يحيى بن علي الحجوري في رسالته المفيدة المدعمة بأدلة الكتاب والسنة وأقوال الأئمة المسماة: بـ"مختصر المقالة في العذر بالجهالة" ورسالة الشيخ!!! أبي العباس أنور الرفاعي بعنوان: "الإعلام بثبوتية الخلاف في العذر بالجهل بين الأعلام.."!!!

• المشكلة الكبرى عند القوم هي أنهم لا يرون المسألة خلافية بل هي أمرٌ أجمع عليه المتقدمون والمتأخرون؛ فمن خالف فيها اعتُبِرَ منحرفا، وشُنِّع عليه ورُمي بالإرجاء والتجهم، ورُمي بالعظائم، وربما يكفَّر أو يصير زنديقا قبوريا عند بعضهم).

أقول: أنا لم أكتب هذا الرد إلا لأني رأيت الحاجة ماسة إلى البيان ودفع الشكوك عمن حولي في، فكان هذا الرد موافقا لطلبكم ورغبتكم، كما ذكرتم أنتم، ولله الحمد.

والجواب عن هذا الكلام وما تضمنه من إلزامات وتهويل هو جواب كل من يقول بأن فاقد التوحيد جهلا لا يسمى مسلما، والإلزامات التي هي فيه ليست ليوسف الجزائري ولا لنجيب الشرعبي فحسب، ولكنها للأئمة قديما وحديثا!، والجواب عنها من وجوه:

الأول: أنتم تقررون أن المسألة خلافية، يسع المخالف فيها خلافه، فلماذا تشنعون على المخالف فيها، وتعقدون عليها الولاء والبراء، وترتبون عليها الإلزامات؟!

ثانيا: إلزاماتكم هذه وتشنيعاتكم موجهة إلى كل من نقل الإجماع في المسألة وقال بخلاف قولكم من الأئمة المتقدمين، ومنهم:

- الإمام ابن جرير الطبري (ت ٣١٠ه‍)، فقد قال رحمه الله في "تهذيب الٱثار - مسند ابن عباس رضي الله عنهما"(ج٢/ص: ٦٨٤): لا خلاف بين الجميع أنه لو أقر وعمل على غير علم منه ومعرفة بربه أنه لا يستحق اسم مؤمن، وأنه لو عرف وعلم وجحد بلسانه، وكذب وأنكر ما عرف من توحيد ربه أنه غير مستحق اسم مؤمن.اه‍.

- والإمام ابن حزم الأندلسي الظاهري (ت٤٥٦ه‍)، قال رحمه الله في "الفصل في الملل والأهواء والنحل"(ج٣/ص: ١٢٧): وصح يقينا أن الله تعالى نقل اسم الكفر والشرك إلى إنكار أشياء لم تعرفها العرب، وإلى أعمال لم تعرفها العرب قط، كمن جحد الصلاة أو صوم رمضان أو غير ذلك من الشرائع التي لم تعرفها العرب قط حتى أنزل الله تعالى بها وحيه، أو كمن عبد وثنا، فمن أتى بشيء من تلك الأشياء سمي كافرا أو مشركا، ومن لم يأت بشيء من تلك الأشياء لم يسم كافرا ولا مشركا، ومن خالف هذا فقد كابر الحس، وجحد العيان، وخالف الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم والقرآن
والسنن وإجماع المسلمين، وبالله تعالى التوفيق.ا.ه‍.

- والإمام العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى (ت٧٥١ه‍)، فقد قال رحمه الله في "طريق الهجرتين"(ص: ٤١٢): طبقة المقلدين وجهال الكفرة وأتباعهم وحميرهم الذين هم معهم تبعا لهم، يقولون: إنا وجدنا آباءنا على أمة، ولنا أسوة بهم. ومع هذا فهم متاركون لأهل الإسلام، غير محاربين لهم، كنساء المحاربين وخدمهم وأتباعهم الذين لم ينصبوا أنفسهم لنا نصب أولئك أنفسهم من السعى فى إطفاء نور الله وهدم دينه وإخماد كلماته، بل هم بمنزلة الدواب.

قال: وقد اتفقت الأمة على أن هذه الطبقة كفار، وإن كانوا جهالا مقلدين لرؤسائهم وأئمتهم، إلا ما يحكى عن بعض أهل البدع أنه لم يحكم لهؤلاء بالنار، وجعلهم بمنزلة من لم تبلغه الدعوة، وهذا مذهب لم يقل به أحد من أئمة المسلمين لا الصحابة ولا التابعين ولا من بعدهم، وإنما يعرف عن بعض أهل الكلام المحدث فى الإسلام.

وقال أيضا: وصح عنه أنه قال صلى الله عليه وسلم: «إن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة»، وهذا المقلد ليس بمسلم، وهو عاقل مكلف، والعاقل المكلف لا يخرج عن الإسلام أو الكفر. وأما من لم تبلغه الدعوة فليس بمكلف فى تلك الحال، وهو بمنزلة الأطفال والمجانين.

قال: والإسلام هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له، والإيمان بالله وبرسوله واتباعه فيما جاء به، فما لم يأت العبد بهذا فليس بمسلم وإن لم يكن كافرا معاندا فهو كافر جاهل. فغاية هذه الطبقة أنهم كفار جهال غير معاندين، وعدم عنادهم لا يخرجهم عن كونهم كفارا، فإن الكافر من جحد توحيد الله وكذب رسوله، إما عنادا وإما جهلا وتقليدا لأهل العناد.

قال: فهذا وإن كان غايته أنه غير معاند فهو متبع لأهل العناد، وقد أخبر الله فى القرآن فى غير موضع بعذاب المقلدين لأسلافهم من الكفار، وأن الأتباع مع متبوعيهم، وأنهم يتحاجون فى النار، وأن الأتباع يقولون: {ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار، قال لكل ضعف}. ا.ه‍.

- والإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب النجدي رحمه الله (ت١٢٠٦ه‍)، فقد قال في معرض نقض شبه القبوريين - كعادته رحمه الله - في رسالته "شرح ستة مواضيع من السيرة" - كما في "مجموعة رسائل في التوحيد"(ص: ٣٦٠-٣٦١) له رحمه الله -: والذي يبين ذلك من قصة الردة أن المرتدين افترقوا في ردتهم، فمنهم من كذب النبي صلى الله عليه وسلم ورجعوا إلى عبادة الأوثان، وقالوا: لو كان نبيا ما مات، ومنهم من ثبت على الشهادتين، ولكن أقر بنبوة مسيلمة ظنا أن النبي صلى الله عليه وسلم أشركه في النبوة، لأن مسيلمة أقام شهود زور شهدوا له بذلك، فصدقهم كثير من الناس، ومع هذا أجمع العلماء أنهم مرتدون ولو جهلوا ذلك، ومن شك في ردتهم فهو كافر.

قال: فإذا عرفت أن العلماء أجمعوا أن الذين كذبوا ورجعوا إلى عبادة الأوثان وشتموا رسول الله صلى الله عليه وسلم هم ومن أقر بنبوة مسيلمة في حال واحدة ولو ثبت على الإسلام كله، ومنهم من أقر بالشهادتين وصدق طليحة في دعواه النبوة، ومنهم من صدق العنسي صاحب صنعاء، وكل هؤلاء أجمع العلماء أنهم سواء.ا.ه‍.

- والعلامة أبا بطين رحمه الله (ت١٢٨٢ه‍)، حيث قال في "الانتصار"(ص: ٦٢): ... فمن خص ذلك الوعيد بالمعاند فقط وأخرج الجاهل والمتأول والمقلد فقد شاق الله ورسوله، وخرج عن سبيل المؤمنين.

وقال أيضا - كما في "الدرر السنية"(ج١٠/ص: ٣٧٠) - في معرض بيان مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في هذه المسألة: وكلامه رحمه الله في مثل هذا كثير، فلم يخص التكفير بالمعاند، مع القطع بأن أكثر هؤلاء جهال لم يعلموا أن ما قالوه أو فعلوه كفر، فلم يعذروا بالجهل في مثل هذه الأشياء، لأن منها ما هو مناقض للتوحيد، الذي هو أعظم الواجبات، ومنها ما هو متضمن معارضة الرسالة، ورد نصوص الكتاب والسنة الظاهرة المجمع عليها بين علماء المسلمين. انتهى.

- ونقل الإجماع أيضا عدد من أئمة الدعوة النجدية، إلى شيخ الإسلام في زمانه الإمام ابن باز رحمه الله (ت١٤٢٠ه‍)، فقد قال: (ليست خلافية، إلا في الدقائق التي قد تخفى).

ونقله أيضا العلامة الفوزان والعلامة الراجحي حفظهما الله وختم لهما بخير، في صوتيتين لهما، وأبان الفوزان أن الخلاف محصور في المتأخرين!.

لقنونا حجتنا أمام الله، هل عند هؤلاء الأئمة مشكلة كبرى؟!؛ فإن هذا الأثيوبي يزعم أن المشكلة الكبرى في نقل الإجماع!

صرحوا لنا: هل وافقوا التكفيريين والغلاة؟!

وهل أخطؤوا في نقل الإجماع؟!

فقد ذكر من رد علي منشوري: "التوضيح" نحو هذا المعنى، فقال: (والله أن الإجماع المزعوم الذي نقله يوسف العنابي! من أضعف الإجماعات في الإسلام وأوهنها!).

أقول: على كلامه هذا مٱخذ، وهي:

- الصواب كسرة همزة (أن)!؛ لأنها بعد قسم!.

- زعمه أن الإجماع من نقل يوسف العنابي!.

- وصفه تلك الإجماعات بأنها من أضعف الإجماعات في الإسلام وأوهنها!.

- تأكيده ذلك باليمين!.
ثالثا: أن إلزام من نقل الإجماع في المسألة بالطعن في الشيخ يحيى حفظه الله إلزام باطل، منتقض من وجوه، منها:

✍🏻 أن ما قرره شيخنا يحيى حفظه الله في رسالته: "مختصر المقالة في العذر بالجهالة" في القول بالعذر بالجهل في الجملة والرد على بعض ضلالات الجربوع حق، ونحن نعتقده ونقول به، ولا نرى الخلاف فيه سائغا، ونرى الجهل من موانع التكفير، ولي نظم مشهور منذ أول أيام الطلب في دار الحديث بدماج، في نظم موانع التكفير، قلت فيه:

موانع التكفير يا خليل*** الجهل والإكراه والتأويل

إن كان سائغا كذا النسيان *** والخطأ ليهنك البيان

فتلك خمسة أخي النبيها *** جاء الدليل مرشدا إليها

لكن النزاع في مسألة محددة، وهي: هل الجاهل بالتوحيد يسمى مسلما؟

فمن وقع في كفر بواح جهلا، والأصل فيه التوحيد، كمن استحل الخمر جهلا، أو زعم جهلا أن القرٱن مخلوق فهذا يعذر بحهله، فلا يكفر إلا بعد قيام الحجة عليه.

وأما فاقد التوحيد جهلا كالجاهلين من عباد القبور الذين يشركون بالله في الربوبية والألوهية معا ويعتقدون
في الموتى في قبورهم التصرف في الكون وإنزال المطر والقدرة على الخلق وجلب النفع ودفع الضر ويستغيثون بهم، ويسألونهم شفاء الأمراض وجلب الأرزاق فظاهر النصوص وهو الذي نقله عدد من أهل العلم إجماعا أنهم لا يسمون مسلمين، ويجري عليهم اسم الشرك والكفر في الظاهر، وأما باطنهم فموكول إلى الله، يمتحنون يوم القيامة، شأنهم في ذلك شأن أهل الفترة، وبالله التوفيق.

قال العلامة إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن رحمه الله (ت١٣١٩ه‍) في "تكفير المعين"(ص: ٩): اتفق العلماء على أن أهل الفترات الذين عبدوا غير الله مشركون ليسوا بمسلمين.ا.ه‍.

✍🏻 ولشيخنا يحيى حفظه الله فتوى منشورة بتاريخ: ٢٥ شوال/ ١٤٤٣ه‍، سئل فيها:

إذا رأينا رجلا مسلما يفعل الشرك الأكبر، لكنه جاهل بهذا الفعل؛ لكونه حديث عهد بالإسلام أو نشأ في بادية لم تبلغه الحجة، ماذا نقول، هل نخرجه من الإسلام ونطلق عليه اسم المشرك ونعامله معاملة الكفار أم يعذر بجهله؟

فأجاب حفظه الله: المشرك مشرك إذا عمل ما يقتضي الحكم عليه بالشرك يحكم عليه به، ولكن لنا ما ظهر من أعماله وأقواله وأفعاله، ما كان الناس يؤخذون إلا بالظاهر، ما يفتش عن القلوب، كما في حديث أسامة، وكما قال عمر رضي الله عنه، فمن أظهر خيرا حكم عليه بما أظهر، ومن أظهر شرا حكم عليه بما أظهر، وعواقب الأمور عند الله سبحانه وتعالى، إن كان معذورا، إن كذلك لم تبلغه الحجة شيء ٱخر، أما من مات على الشرك فإنه مات على ما يحكم عليه به.ا.ه‍.

✍🏻 فإن كان ما نقوله ونعتقده في المسألة المحددة يخالف ما حرره شيخنا يحيى حفظه الله وأيده في رسالته "مختصر المقالة" فلا ينبغي الإنكار علينا فيها، كما تقررونه أنتم أنفسكم من كون الخلاف فيها سائغا.

ولا ينبغي إلزامنا بتقليد شيخنا حفظه الله، وأنا على يقين من أنه لا يلزمنا بذلك، وأنه لا يلزمنا بتقليده عموما، وقد سمعته مرة حفظه الله في بعض دروسه العامة الماتعة النافعة في دار الحديث بدماج ينقل عن شيخه الإمام الوادعي قوله: (لا يقلدني إلا ساقط).

ثم قال حفظه الله مثل قول شيخه: (لا يقلدني إلا ساقط).

ونحن نخالفه في بعض المسائل الفقهية الاجتهادية التي يسوغ الخلاف فيها، وهو يعلم بذلك ولا ينكره علينا، كالقول بإدراك المسبوق الركعة بإدراكه إمامه راكعا، ولي رسالة اطلع عليها شيخنا يحيى حفظه الله قبل سنين، وقد قررت فيها أن القول بالإدراك إجماع من الصحابة والتابعين وأتباعهم، وأن أول من أظهر الخلاف فيها الحافظ علي بن المديني، وتبعه الإمام البخاري رحمه الله، وجماعة، وقررت فيها أيضا أن الخلاف سائغ فيها، وإن كان مرجوحا.

✍🏻 هذا مع اعتقادي أن شيخنا يحيى حفظه الله إمام الدعوة السلفية في البلاد اليمنية بعد الشيخ مقبل، وأنه ممن يمتحن به، فأنا أدين الله بإمامته وعلمه وفضله وثباته ونصحه ونفعه، وأحبه في الله حبا جما؛ لما تقدم ذكره، ولكونه شيخي ومعلمي، وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «لا يشكر الله من لا يشكر الناس». رواه أبو داود (رقم: ٤٨١١) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وهو في "الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين"(رقم: ١٣٣٠).

وأنا - ولله الحمد - منذ عقد ونصف من الزمان أنافح عنه وعن الدعوة السلفية بما يسره الله لي من النظم والنثر، وأسأل الله الإخلاص والثبات على ذلك، وأعد ذلك عملا صالحا أرجو ذخره بين يدي الله.

وما أعلم من شيخنا يحيى حفظه الله إلا محبته لي، وثناءه علي، كما هو شأنه في محبته لطلابه وتشجيعهم وفرحه بما هم عليه من الخير، فجزاه الله عنا خير الجزاء.

وقد سأل عني أخي في الله ورفيقي وبلديي الشيخ الفاضل أبا عبد الله يوسف الشرعبي حفظه الله ونفع به، وذلك بعد أن بلغه كلام بعض الفضلاء في، فأجابه بأن حالي طيب، وأني على خير، فقال له: (قل له: ما يضره كلام فلان فيه).

أسأل الله أن يمتعنا به، وأن يطيل في عمره على طاعته.
✍🏻 ثم هبوا أننا مخطؤون في هذه المسألة من رؤوسنا إلى أخمص أقدامنا، ولكننا لا نلتزم الطعن في شيخنا يحيى لا من قرب ولا من بعد، فلماذا تلزموننا به؟! ولازم القول ليس بلازم، إلا إذا التزمه صاحبه، كما هو مقرر في الأصول.

رابعا: القول بأننا نبدع من يخالف في المسألة من أهل السنة ونرميه بالإرجاء كذب مفضوح، ولعل بعض هؤلاء يعلم أنه كذب!، لكن يذكره تشغيبا وتكثيرا لإلزاماته التي لا طائل من وراءها.

فقد نفيت هذا من قبل وأكرر نفيه الٱن، أني لا أعتقد بدعية أحد من أهل السنة ممن يخالف في هذه المسألة، وإن كنت أعتقد أن الصواب في المسألة خلاف ما خالفوا فيه.

وأما قولي في صوتية لي ومنشور لي سابق بعنوان: "توضيح حول مسألة العذر بالجهل" في شأن خلاف من خالف في المسألة بأنه: (يوافق قول المرجئة)؛ فلا يلزم منه التبديع، ولا إطلاق بدعة الإرجاء، ولكنه مرجح من جملة المرجحات في المسألة، وليس كل من وافق قوله من أهل السنة في مسألة ما قول طائفة من أهل البدع يكون قد وقع في بدعتهم، معاذ الله، وهذا له نظائر كثيرة، منها - على سبيل المثال -:

- اختلاف أهل السنة في الحديث القدسي: هل معناه من عند الله عز وجل ولفظه من عند النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟ أم أن لفظه ومعناه من عند الله عز وجل؟

إلى القول الأول ذهب جمهور السنة، والأشاعرة، وإلى الثاني ذهب بعض أهل السنة.

وذكر كلا الفريقين وجوها للترجيح، كان من وجوه ترجيح القول الثاني: أن القول الأول يوافق قول الأشاعرة في قولهم في كلام الله: إنه نفساني، أي: أن معناه من عند الله عز وجل، وعبر به جبريل.

- ومنها: قول بعض أهل السنة كأبي يعلى والزاغوني والسفاريني من الحنابلة: (إن الظلم مستحيل في حق الله تعالى، ممتنع لذاته، غير مقدور عليه!)، وهذا القول منسوب إلى الأشعري، وصرح به من الأشاعرة: القاضي أبو بكر الباقلاني، وأبو المعالي الجويني.

ولا شك أن هذا القول غير صحيح؛ لأن مفاده نسبة العجز عن الظلم إلى الله تعالى، وهذه صفة يذم بها المخلوق؛ لأنها تدل على ضعفه وذله، وإنما يمدح على تركه الظلم مع قدرته عليه.

راجع: "طريق الهجرتين"(ص: ١١٧) لابن القيم، و"رفع الشبه والغرر عمن يحتج على فعل المعاصي بالقدر"(ص: ٥٣) لمرعي بن يوسف الحنبلي، و"تلخيص القواعد المثلي"(ص: ٣٤-٣٥) لابن عثيمين رحمه الله، بتلخيصي، مع تعليقي عليه.

وهذه التعبير - أعني قولي: (يوافق قول المرجئة) - أهون من تعبير بعض أهل العلم المعاصرين كالفوزان والراجحي وٱل الشيخ عن الخلاف في المسألة، فمنهم من قال: (هذا قول المرجئة!)، ومنهم من قال: (إرجاء شديد!).

فهل تستبيحون بهذا أعراضهم كما استبحتم أعراضنا، أم أنكم تستأسدون علينا وتجبنون عنهم؟!

شنعوا عليهم كما تشنعون علينا، وردوا عليهم وحذروا الناس؛ نصحا لهم إن كنتم صادقين!.

فقولكم هذا: (وليكن الإنسان صادقا في دعوته في كتاباته في كل ما يقرره، ظاهره كباطنه، ومن أخفى شيئا فإن الله يظهره وإن حاول صاحبه إخفاءه) موجه إليكم في المقام الأول، وأنتم أولى له!.

ووالله لو كنت أعتقد أن المخالف من أهل السنة في المسألة مبتدع! أو مرجئ لصرحت بذلك غير متهيب، ولم أخفه، لكنني صرحت بخلافه.

وقد اعترف بعضكم بشجاعتي في منشوري: "توضيح حول مسألة العذر بالجهل"، لكنه زعم أنها في غير موضعها!، وكال لي السب والطعن بغير حق!، كالشطط!، والغلط!، والتبديع!، والتضليل!، والجرأة!، والوقاحة!، وفقني الله وإياه، وغفر لي وله، والله المستعان!.

وإذا كنا لا نبدع المخالف من أهل السنة في هذه المسألة فيكف نكفره؟! {سبحانك هذا بهتان عظيم} [النور: ١٦].

قال الأثيوبي: (وأنا ـ والله ـ لم أسمع ممن ينتسب إلى السلفية وتخرَّج من دار الحديث السلفية بدماج الحبيبة من يتجرأ بسبب مسألةٍ كهذه على العلماء الذين أفنوا عمرهم في تثبيت العقيدة وترسيخها في أذهان طلبة العلم والأمة الإسلامية، مِن أمثال الإمام محمد أمان الجامي رحمة الله عليه إلا من المُغرَمين بالجزائري وبملازمه وبما يثيره من تلك الإطلاقات التي لا زمام لها ولا قيد، وممن يصرح بملء فيه أنه يقلده!!
"من قال كيت وكيت يوافق قوله قول المرجئة كائنا من كان نقول هذا بملء الفم..).

أقول: بعض ما في هذا الكلام تقدم الرد عليه.

وزعمه أني أصرح بملء في أن أقلد الجزائري! كذب والله.

فأنا لم أصرح بذلك، لا بملء في، ولا بنصفه، ولا بعشر عشره!

ولست أقلد أحدا من الأئمة أهل العلم من المتقدمين والمتأخرين في ديني، فضلا عن أن أقلد أحد إخواني وأقراني!، ولكن أتبع الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة مع معرفة الفضل لأهله، والدلالة على ما عندهم من خير، والحث على الاستفادة منهم، وإنما يعرف الفضل لأهل الفضل ذووه.

ولو كنت مقلدا أحدا لقلدت الإمام الشافعي والإمام أحمد وشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، لكن ليس لي ذلك.
وأما زعمه أني تجرأت على العلامة الجامي فكذب، إنما نسبت قوله في تسمية الريفي الذي يعبد الأضرحة؛ تقليدا لعلماء يدرسون في مسجد بجوار الضريح، وربما حج بعض هؤلاء فدعا الولي من دون الله في عرفة، ونذر أن يذبح له كبشا بعد عودته إلى بلده إن استجاب الولي دعاءه!، نسبته إلى الخطإ!.

وليس في هذا تجرؤ عليه! ولا حط من قدره؛ فليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بمعصوم من الخطإ، وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، كما قال الإمام مالك رحمه الله.

وقد أثنيت على العلامة الجامي رحمه الله في نفس الصوتية التي نسبت فيها قوله إلى الخطإ، فكان ماذا؟!

وكذلك الشيخ أبو بلال الحضرمي حفظه الله وسدده الله دافعت عنه في نفس الصوتية، ونفيت عنه مذهب الإرجاء، وأنصفته من نفسي في أول الصوتية بقولي: (مثلي لا يسأل عن مثله!).

ولا زلنا نسمع من يقول من أهل السنة من العلماء وطلبة العلم: أخطأ الألباني في مسألة الحجاب!، ولا يعدون هذا طعنا في الألباني رحمه الله.

فإذا كان هذا سائغا في الإمام الألباني رحمه الله - وهو أجل وأشهر علماء العصر بعد ابن باز رحمة الله عليهما - فمن دونه من باب أولى، فلماذا التهويل؟!!!.

ورحم الله الشيخ وهبا الذيفاني ورفع درجته في المهديين، اتصل بي بعد كلمة للشيخ أبي بلال كالمعتذر؛ لما عرف عنه من حسن خلقه، ومحبته لإخوانه رحمه الله، وذلك قبل وفاته بنحو عشرين يوما تقريبا رحمه الله، وأخبرني أنه دخل على الشيخ أبي بلال، فسأله: هل سمعت صوتية نجيب الشرعبي؟ فقال: لا، فقال: يا شيخ، طيبة، ما فيها شيء، فيها دفاع عنك أو ثناء عليك، أو نحو هذا.

فقال الشيخ أبو بلال: هكذا؟ قال: نعم.

وكان الشيخ وهب رحمه الله يقول بخلاف قول شيخه أبي بلال في هذه المسألة، وقد اتصل ببعض الإخوة الدعاة الأفاضل، وقال له: قل للشيخ فلان - أحد كبار شيوخ أهل السنة في اليمن - لا يكتب في المسألة؛ سيعادونه!.

رحمه الله فقد كان معقلا للحلم والإنصاف.

وذكر لي رحمه الله أن ذكري لملزمة يوسف الجزائري في الباب وإحالتي إليها سبب النقمة علي!.

فإذا كان الأمر كذلك فلماذا لا تسألوا شيخنا يحيى حفظه الله - وهو مرجعيتنا جميعا - عن يوسف الجزائري وملازمه وعن نجيب الشرعبي وقوله!.

وأنا موطن نفسي على قبول ما يوجهني به إن شاء الله.

ويعلم الله أني ما قصدت في هذا الرد التعرض لمسألة العذر بالجهل بعد أن وجهني شيخنا حفظه الله وأيده بترك الخوض فيها، ولكن قصدت الرد على طعون هؤلاء الذين أثاروا المسألة والإلزامات فيها مجددا، ووجهوا إلي تهما باطلة، وقد قال الله تعالى: {لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم}.

وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إن لصاحب الحق مقالا». متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله.

وقد تقدم أن بعض هؤلاء المشنعين ذكر أن البيان لازم وقت الحاجة؛ حتى لا تبقى شكوك حول الشخص!، فهو من هذا الباب.

قال الأثيوبي أصلحه الله: (وكم سمعنا من الغرائب ممن أُولِع بالجزائري من الحبشيين، بعضُهم كان قد درس في دماج والآن بسبب تلك الملازم والفتاوى الغير السديدة تجاوزوا الحدود وأصدروا أحكاما جائرة، حتى وصل ببعض مَن يزعم أن له تواصلا بالعنابي أن يكفِّر الشيخ أبا بلال الحضرمي ويعتبره زنديقا قبوريا جرجيسيا، بل ويلعنه قائلا: قاتله الله أنى يؤفك عن كتاب الله، ويرمي السلفيين بالحجاورة.. وينتقص الشيخ يحيى بن عليٍّ الحجوري حفظه الله.
ومنهم من يقول: "أنصح أبا بلال ـ الحضرمي ـ أن يذهب إلى السعودية ليتعلم العقيدة أو إلى الشيخ يوسف الجزائري...").

أقول: هذا الغرائب لا يقرها أحد من أهل السنة، فلماذا تحتجون علينا بغرائبكم؟! ولماذا تكر علينا بغرائبك في نحو مقالك هذا؟!!!

قال الإثيوبي: (كل هذه التجرؤات والتهورات لم نسمع بها من قبل إلا بعد ولادة ملازم الرجل؛ فرضعوا منها على عجرها وبجرها حتى ارتووا وتقوَّوا بها، ثم رموا مَن رموا من غير قوس ولا وتر).

أقول: أنت تصرح بهذا أن ملازم الرجل! ترضع التهورات والتجرؤات والتي منها التكفير، فأنت بهذا تناقض ما سبق أن ذكرته في أول المقال!.

قال: (ومع ذلك يتستر هؤلاء تارة بالمراوغة والحيدة وتارة بأخرى ... اليوم وإن تستر من تستر بما يتستر به وستسقط الأقنعة غدا أو بعد غد، ويُزاح الستار، وسينجلي الأمر، وسيُخرج كلٌّ ما في جعبته، ويَظهر ما في الزوايا من الخبايا إن شاء الله؛ (والله مخرجٌ ما كنتم تكتمون). ا.ه‍.

أقول: من قرأ ما قدمته في هذا الرد علم من هو المتستر المراوغ ذو الحيدة، والله المستعان!.

وهذه النغمة شنشنة أعرفها من أخزم: ستسقط الأقنعة غدا أو بعد غد...، ويُزاح الستار...، وسينجلي الأمر...

ولطالما سمعناها ممن تلبس بفتنة البرامكة في حق شيخنا يحيى وطلابه!، ولطالما سمعناها ممن تلبس بفتنة المشوري وابن حزام!

وبحمد الله انجلى الأمر!.

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا *** ويأتيك بالأخبار من لم تزود
{اعملوا على مكانتكم إنا عاملون وانتظروا إنا منتظرون} [هود: ١٢١-١٢٢].

{فتربصوا إنا معكم متربصون} [التوبة: ٥٢].

{فتربصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى} [طه: ١٣٥].

افهموا إن كنتم تريدون أن تفهموا: الجربوع وأصحابه مدفوعون للطعن في دعوة الإمامين الألباني والوادعي والمصادمة بين الشيخ يحيى وعلماء نجد والحجاز، وقد صرح الجربوع بأن الألباني والوادعي وراء فتنة جهيمان!، والله المستعان!.

فلا تشمتوا بنا الأعداء، ولا تعينوهم علينا!.

فقد نشرت قناة: "البيان العلمي لضلالات الحجوري وأتباعه!" مقالا بعنوان: "حقائق مفزعة، وأخبار مضحكة مبكية عن وضع دعوة الحجوري في بلاد #الحبشة #أثيوبيا وعن #صراعات_الحجاورة_الداخلية هناك".

وذكرت أشياء عن بعض المنتسبين إلى السلفية في بلاد الحبشة لو صحت لكانت فضائح لا يغطيها سواد الليل، والله المستعان!

ومما قاله كاتب المقال المذكور:
(قبل قليل لفت انتباهي مقال مكتوب أن كاتبه👈 سعيد الحبشي رادا على صاحبهم العنابي ( الجزائري ) وحقيقة كل من قرأ الرد ودقق في عباراته ومفرداته وأسلوب صياغته يكاد يتيقن أن كاتبه ليس حبشيا!!. ا.ه‍.

أسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى، وأن يرزقنا الأخوة فيه، وأن يجنبنا نزغات الشيطان، وأن يكفينا وإياكم شر أنفسنا وأن يكفينا شر أنفسكم، وأن يلهمنا رشدنا جميعا، وأن لا يشمتكم بنا، وأن يحفظنا بالإسلام والسنة وطلب العلم والدعوة إلى الله قائمين وقاعدين وعلى جنوبنا، إنه سميع عليم، قريب مجيب.

💫 كتبه: أبو يوسف نجيب بن عبده الأحمدي الشرعبي، في ليلة ويوم الأحد/١٦ ربيع أول/١٤٤٥ من الهجرية النبوية، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، في مسجد السنة وسكنه بجرانع، حامدا، ومصليا 💫
تنبيه تحذير أهل السنة.pdf
927.9 KB
⬆️⬆️⬆️  *📚  #مؤلفات_ورسائل_أبي_يوسف_نجيب_الأحمدي_الشرعبي_حفظه_الله 🏞️

تحذير أهل السنة من الساعين بالتحريش والفتنة [تنسيق ٱخر].pdf

*🔷️ لأبي يوسف / نجيب الأحمدي الشرعبي حفظه الله وغفر الله له ولوالديه ولسائر المؤمنين ونفع به الإسلام والمسلمين 🔶*
Audio
⤴️⤴️⤴️

(محاضرة قوية) بعنوان: 

((وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا))


🎙لفضيلة الشيخ المبارك الباحث المفيد :

أبي حاتم يوسف الجزائري- حفظه الله تعالى-


🎞 سجلت في معهد تحفيظ القرآن الأمين/مدينة أمبون/ جزيرة مالوكو/ بلاد أندونيسيا


------------------
_
__
📎رابط مجتمع شيخنا الفاضل أبي حاتم يوسف الجزائري حفظه الله على الواتساب: 
https://chat.whatsapp.com/IMoI4MRuFBDCJHrhiVcr8U

📎رابط قناة شيخنا الفاضل أبي حاتم يوسف الجزائري-حفظه الله-:
https://www.tg-me.com/youssefalgazairi


📎رابط قناة الشيخ أبي حاتم يوسف الجزائري على التيليجرام باللغة الإنجليزية:
https://www.tg-me.com/AbuHaatimEn

📎 رابط قناة دروس 🌾مركز الخير🌾 بموانزا القائم عليه الشيخ أبو حاتم الجزائري-وفقه الله- مترجمة إلى السواحلية:
https://www.tg-me.com/abuhatemelkheir

📎 رابط مجموعة دروس 🌾مركز الخير🌾 بموانزا القائم عليه الشيخ أبو حاتم الجزائري -وفقه الله- مترجمة إلى السواحلية : https://chat.whatsapp.com/DTXZMlPiGsO7FpGlwlsMFF
❀؁❀؀❀؁❀؀❀؁❀
Audio
⤴️⤴️⤴️

(محاضرة قوية) بعنوان: 

وقفات عند أصول وقواعد تضمنها قوله تعالى: (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ).


🎙لفضيلة الشيخ المبارك الباحث المفيد :

أبي حاتم يوسف الجزائري- حفظه الله تعالى-


🎞 سجلت في معهد تحفيظ القرآن الأمين/مدينة أمبون/ جزيرة مالوكو/ بلاد أندونيسيا


------------------
_
__
📎رابط مجتمع شيخنا الفاضل أبي حاتم يوسف الجزائري حفظه الله على الواتساب: 
https://chat.whatsapp.com/IMoI4MRuFBDCJHrhiVcr8U

📎رابط قناة شيخنا الفاضل أبي حاتم يوسف الجزائري-حفظه الله-:
https://www.tg-me.com/youssefalgazairi


📎رابط قناة الشيخ أبي حاتم يوسف الجزائري على التيليجرام باللغة الإنجليزية:
https://www.tg-me.com/AbuHaatimEn

📎 رابط قناة دروس 🌾مركز الخير🌾 بموانزا القائم عليه الشيخ أبو حاتم الجزائري-وفقه الله- مترجمة إلى السواحلية:
https://www.tg-me.com/abuhatemelkheir

📎 رابط مجموعة دروس 🌾مركز الخير🌾 بموانزا القائم عليه الشيخ أبو حاتم الجزائري -وفقه الله- مترجمة إلى السواحلية : https://chat.whatsapp.com/DTXZMlPiGsO7FpGlwlsMFF
❀؁❀؀❀؁❀؀❀؁❀
AUD-20231019-WA0000.
1004 KB
⤴️⤴️⤴️⤴️⤴️

‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
 
 
قنوت العلامة الشيخ يحيى الحجوري -حفظه الله- للمسلمين في فلسطين
 
ليلة الخميس 4 ربيع الآخر 1445هجرية
مسجد إبراهيم _ شحوح _ سيئون


https://sh-yahia.net/show_sound_13834.html
كلمة العلامة الشيخ يحيى الحجوري _ حفظه الله _ أَنَّ الكافرين تكالبوا…
⤴️⤴️⤴️⤴️⤴️

كلمة العلامة الشيخ يحيى الحجوري -حفظه الله- أَنَّ الكافرين تكالبوا على المسلمين والإكثار من الدعاء على الكافرين والدعاء للمسلمين في فلسطين

https://sh-yahia.net/show_sound_13837.html
بسم الله الرحمن الرحيم

إجابة شيخنا الفاضل أبي حاتم يوسف الجزائري -وفقه الله وسدده وبارك فيه وفي علمه-

السؤال:
ما حال الشيخ عبدالمحسن العباد علما بأنه ما زال يدافع عن أبي الحسن المأربي ويرى سلفيته؟
إن قلتم هو سلفي، فلماذا فرقتم بينه وبين ابنه عبدالرزاق ولماذا تحذرون عن ذاك ولا تحذرون عن هذا؟

الجواب:
فرق شاسع بين ما هو عليه عبد الرزاق من التجلد في نصرة إحياء التراث والحزبيين.
وبين أبيه الشيخ العباد الذي لم يتبين له -وهذا الظن به- تلاعب هؤلاء المبطلين، وهو نفسه يرد على كثير من تأصيلاتهم؛ لكنهم يتباكون عنده ويدَّعون أنهم تابوا من ضلالاتهم كما فعل أبو الحسن.

تاريخ الإجابة: ٨ جمادى الأولى ١٤٣٨ هـ


__

📎رابط مجتمع شيخنا الفاضل أبي حاتم يوسف الجزائري حفظه الله على الواتساب: 
https://chat.whatsapp.com/IMoI4MRuFBDCJHrhiVcr8U

📎رابط قناة شيخنا الفاضل أبي حاتم يوسف الجزائري-حفظه الله-:
https://www.tg-me.com/youssefalgazairi


📎رابط قناة الشيخ أبي حاتم يوسف الجزائري على التيليجرام باللغة الإنجليزية:
https://www.tg-me.com/AbuHaatimEn

📎 رابط قناة دروس 🌾مركز الخير🌾 بموانزا القائم عليه الشيخ أبو حاتم الجزائري-وفقه الله- مترجمة إلى السواحلية:
https://www.tg-me.com/abuhatemelkheir

📎 رابط مجموعة دروس 🌾مركز الخير🌾 بموانزا القائم عليه الشيخ أبو حاتم  الجزائري -وفقه الله- مترجمة إلى السواحلية : https://chat.whatsapp.com/DTXZMlPiGsO7FpGlwlsMFF
2024/09/30 17:20:14
Back to Top
HTML Embed Code: