Telegram Web Link
بين الفوز والخسران في ضيافة الرحمن



ها هو شهر رمضان الخير يأتي حاملًا معه رحمةً وغفرانًا وعتقًا من النيران، والفائز الحقيقيّ بجوائز هذا الشهر هو الذي يعطيه حقَّه، فيلتزم بطاعة الله تعالى، ويُحسِّن أخلاقه، ويسعى إلى التغيُّر نحو الأفضل.

كحال جميع العائلات تبدأ عائلة أبي مصطفى بالتحضيرات المعتادة لشهر رمضان، مثل: تنظيف المنزل، وتعليق الزينة، وشراء الأطعمة المختلفة.
بعد أنِ انتهوا من التحضيرات جلس مصطفى أكبر أبناء العائلة مع أخوته الثلاثة (عليّ وزينب وآمنة) يتبادلونَ أطراف الحديث في مختلف المواضيع.

قالت زينب لآمنة: هل شاهدتِ الإعلانات الجديدة لمسلسلات شهر رمضان؟
تبدو مشوِّقة جدًّا!
لا أطيق صبرًا حتَّى أبدأ بالمشاهدة، ليت الوقت يسعفني كي أتابع كلَّ ما يعجبني منها.

تألَّم قلب مصطفى وهو يستمع إلى أخته الصغرى التي لم تتجاوزِ الثَّانية عشرة من عمرها وهي متأثِّرة هكذا، فقال مُخاطبًا الجميع:
يا أخوتي، هل تعلمونَ أنَّ شهر رمضان شهرٌ دعينا فيه إلى ضيافة الله كما قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم) في خُطبته؟ والضيف يجب أن يلتزم الأدب، ولا يفعل ما يغضب مُضِيفه، أليس كذلك؟

أجاب الجميع: بلى، بالتأكيد.

فأكمل قائلًا: أريد أن أحذِّرَكم من أمر خطير يهدِّد سلامة شهركم وسلامة إيمانكم، فجنود إبليس يبدَؤُونَ بالتحضير قبل أشهر، ويُعلنونَ عن أعمالهم قبل أسابيع، وكلّ هذا من أجل إثارة إعجابكم، وجذب انتباهكم عن طاعة الله (عزَّ وجلَّ) وعنِ العبادة.

قالت آمنة: ولكن يا أخي ليست كلُّ المسلسلات مُحرَّمة، وهذا ما عرفتُهُ عندما سألتُ أمِّي!

وأكمل عليّ: أجل، ولو كان المرء منَّا مُحصِّنًا نفسه، فلن يتأثَّر بمثل هذه الأمور، يشاهد لكن لا يتأثَّر بأفكارهم.

أجابهم مصطفى: أنَا لم أقل إنَّ جميعها مُحرَّمة، وإنَّما جزء كبير منها ملوَّث بأفكار سيِّئة، وفضلًا عن ذلك فهي تسرق الوقت.
تخيَّلوا التلفاز وخاصَّة البرامج التافهة والمسلسلات الخالية من القيمة في شهر رمضان مثلَ السارق، يسرق منكم الوقت في شهرٍ ساعاته أفضل الساعات، فيُشغِلكم عنِ العبادة بمشاهدة المسلسلات المتتابعة، ويُحرمكم من الجوائز الإلهيَّة التي يحصل عليها كلُّ مَن أدَّى العبادات وأحسن العمل، ففي نهاية الشهر منَّا مَن يحصل على جائزة، ومنَّا مَن يحصل على اثنتينِ أو ثلاثٍ أو عشرٍ، والمسكين هو الذي يخرج خالي اليدين محرومًا بسبب مسلسلٍ فارغٍ!!
وبالنسبة إلى عدم التأثُّر، فهو ليس عذرًا يجعلنا نشاهد بلا حدود.
فالمرحلة الأولى التوجُّه وتأثيره على القلب: إنَّ القلب عاكس كالمرآة، فيمكنك أن تصنع السعادة والتعاسة الإيجابيَّة والسلبيَّة في قلب المتوجِّه إليك لوجود الانجذاب.
أمَّا المرحلة الثانية فهي التقبُّل والتطبُّع، فما المراد منهما؟
التقبُّل يعني أن تتقبَّل الخطأ ولا تفعله، فالخطأ مرَّةً يكون فكريًّا ومرَّةً يكون أخلاقيًّا، ولا ننسى أنَّ محوريَّة كلامنا هي القلب، فما العلاقة بين القلب وتقبُّل الانحراف مع عدم تطبيقه؟
العلاقة بين القلب والقبول هي علاقة إيمانٍ فتيٍّ، يعني أنَّ القلب إذا تقبَّل الأمر ولم يعملِ العمل فهو مؤمن به، ولذلك تسمعونَ أنَّ مَن أحبَّ عمل قومٍ حُشِرَ معهم، لماذا يُحشر معهم؟ لإيمانه بهم، فمركز الإيمان هو قلب العبد، وبهذه العمليَّة يبدأ العبد بفتح الباب للاستدراج؛ لأنَّ القلب هو منشأ التحرُّك.
ولهذا فالأمر يتعلَّق بمحورينِ هما أوَّلًا تلويث الأفكار، ولا يستطيع أحد أن ينكر أنَّ ما يُعرض معظمه أفكار خاطِئة ومُنحرِفة، والمحور الثاني هو تضييع الوقت، والخاسر حقيقةً هو الذي يخرج من شهر رمضان صفر اليدينِ، لم يستغلَّ الفرصة، فضيَّع غفران الذنوب والعتق من النار من أجل مشاهدةٍ لا تنفع في شيء!
نحن خلال السنة نأكل ونشرب كما نشاء، وكذلك نشاهد ما نريد ضمن حدود الشرع لكنَّ هذا الشهر يتميَّزُ بأنَّنا نمتنع عنِ الطَّعام والشراب، وكذلك نمتنع عنِ التَّرفيه المبالغ فيه وتضييع الوقت.
يمكنكم يا أعزَّائي -إن لم تقدروا على ترك التلفاز نهائيًّا في هذا الشهر وهو الأفضل- أن تختاروا بدائل نافعة وممتعة في ذات الوقت كقراءة الكتب أو متابعة البرامج المفيدة أو الاستماع إلى المحاضرات الدينيَّة أو تعلُّم أشياء جديدة ولكنِ اجعلوا أغلب أوقاتكم في هذا الشهر في ذكر الله (عزَّ وجلَّ) وعبادته، فكلُّ دقيقة هي فرصة عظيمة، فاسألوا الله تعالى أن يكون شهر رمضان هذا هو أفضل شهر رمضان مرَّ عليكم.

قالت زينب: الحمد لله الذي هدانا ونبَّهنا من غفلةٍ كانت ستسرق منَّا بركة وروح شهر رمضان.
أيَّدها عليٌّ وكذلك آمنة، وتعاهدوا على أن يحذروا كثيرًا، ويحاولوا ترك اللهو طوال شهر رمضان؛ لكي يكونَ شهرًا مُباركًا بكلِّ معانيه مليئًا بالنورانيَّة، فيصلوا إلى ليلة القدر وهم في أفضل حالٍ واستعدادٍ.


✍🏼فريق يُحبُّهم ويُحبُّونَه الثقافي

https://www.tg-me.com/youhebahm313
#يا_صاحب_الزمان_مدد


بعد إكمالهم اليوم الثاني
https://youtu.be/pdjobGza1gI
أصبحت بذرة الحبِّ تنمو.

لم يستطع مصطفى وأصدقاؤه الصبر دون الحديث إلى أستاذهم الذي مع كلِّ حرفٍ يقوله يغرس بذرة معرفة، فأصبح الحديث حول الإمام بديلًا من الماء، فهو سرُّ حياتهم، وهو الماء المعين.

وفي اليوم الثالث ستكون المعرفة ذات لونٍ خاصٍّ، سوف يرتدي الحبُّ رداءَهُ الحقيقيّ، وهو الوفاء بالأفعال.
ستنبعث رائحةٌ تشبه رائحة كربلاء، حيث تضحِّي الأمُّ بحياتها من أجل ابنها!

فَلْنرحل في رحلةٍ مع مصطفى وأصحابه حيث ستُذكِّرنا جلستهم في هذا اليوم بشيءٍ قد غفلنا عنه!
فهَلمُّوا معنا لنتعرَّف عليه...
https://youtu.be/6OZ9hmkc8K8



#كتاب_مسموع
#حوارات_مهدوية
#اللهم_عجل_لوليك_الفرج
🌸


متباركين بميلاد السبط الأول ل رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم"


https://www.tg-me.com/youhebahm313
:

كانتِ السيِّدة الزَّهراء (عليها السَّلام) تبدأ بالتهيُّؤ لإحياء ليالي القدر منذُ النهار.

نعم، الأعمال المُهمَّة لهذه الليالي المُباركة يبدأ وقتها من بعد الغروب إلى الفجر، ولكن هل سنحييها بكسل ونحول أم بمجرَّد قراءة الأدعية قراءة سطحيَّة لإسقاط فرض إحيائها؟

يجب إحياؤها منذُ النهار، وذلك من خلال كثرة التسبيحات، وعدم الدخول في اللَّغو والمجادلات والنقاشات غير المجدية التي تجعل بالكم مشوَّشًا، وعدم القيام بأعمالٍ شاقَّةٍ قدر المستطاع، وإذا استطعم أن تأخذوا إجازة من أشغالكم فهو الأفضل؛ لتتهيَّأوا نفسيًّا وروحيًّا وجسديًّا لنيل الفيوضات الإلهيَّة.

#اللهم_عجل_لوليك_الفرج
https://www.tg-me.com/youhebahm313
:

قالت أمُّ كلثوم بنتُ أمير المؤمنينَ (صلوات الله عليه):
لمَّا كانت ليلةُ تسعَ عَشْرَةَ من شهر رمضان قدَّمَتْ إليه عند إفطاره طبقًا فيه قرصانِ من خبز الشَّعير وقَصْعَةٌ فيها لبنٌ ومِلحٌ جَرِيشٌ، فلمَّا فَرَغَ من صلاته أقبل على فطوره، فلمَّا نظر إليه وتأمَّلَهُ حرَّك رأسه وبكى بكاءً شديدًا عاليًا، وقال: يا بُنيَّة، ما ظننتُ أنَّ بنتًا تسوء أباها كما قد أسأتِ أنتِ إليَّ، قالت: وماذا يا أباه؟ قال: يا بُنيَّة، أتقدِّمينَ إلى أبيكِ إدامينِ في فردِ طبقٍ واحدٍ؟
أتريدينَ أن يطولَ وقوفي غدًا بين يديِ اللهِ عزَّ وجلَّ يومَ القيامةِ؟
أنَا أريد أن أتبع أخي وابنَ عمِّي رسولَ الله (صلَّى الله عليه وآلِهِ)، ما قُدِّمَ إليه إدامانِ في طبقٍ واحدٍ إلى أن قبضه الله، يا بُنيَّة، ما من رجل طاب مطعمُهُ ومشربُهُ وملبسُهُ إلَّا طال وقوفُهُ بين يديِ اللهِ عزَّ وجلَّ يومَ القيامة،يا بُنيَّة، إنَّ الدُّنيا في حلالِها حسابٌ، وفي حرامِها عقابٌ، وقد أخبرني حبيبي رسولُ اللهِ (صلَّى الله عليه وآلِهِ) أنَّ جبرَئِيل (عليه السَّلام) نزل إليه ومعه مفاتيح كنوز الأرض وقال: يا مُحمَّد، السَّلام يُقرِئُكَ السَّلام، ويقول لك: إن شئتَ صيَّرتَ معك جبالَ تِهامةَ ذهبًا وفضَّةً، وخُذْ هذهِ مفاتيحَ كنوزِ الأرضِ ولا ينقص ذلك من حظِّك يومَ القيامة، قال: يا جبرَئِيل، وما يكون بعد ذلك؟ قال: الموت، فقال: إذًا لا حاجة لي في الدُّنيا، دعني أجوعُ يومًا وأشبعُ يومًا، فاليومَ الذي أجوعُ فيه أتضرَّعُ إلى ربِّي وأسألُهُ، واليومَ الذي أشبعُ فيه أشكرُ ربِّي وأحمَدُهُ، فقال له جبرَئِيل: وُفِّقتَ لكلِّ خيرٍ يا مُحمَّد.
ثُمَّ قال (عليه السَّلام): يا بُنيَّة، الدُّنيا دار غُرور ودار هوان، فمَن قدَّمَ شيئًا وجدَهُ، يا بُنيَّة، واللهِ لا آكلُ شيئًا حتَّى ترفعينَ أحدَ الإدامينِ، فلمَّا رفعَتْهُ تقدَّم إلى الطعام فأكل قرصًا واحدًا بالملح الجَرِيش، ثُمَّ حَمِدَ اللهَ وأثنى عليهِ، ثُمَّ قام إلى صلاتِهِ فصلَّى، ولم يزل راكعًا وساجدًا ومبتهلًا ومتضرِّعًا إلى الله سبحانه ويُكثر الدخول والخروج وهو ينظر إلى السماء وهو قَلَقٌ يتململُ، ثُمَّ قرأ سورة يس حتَّى ختمها.

📚 بحار الأنوار: ج ٤٢، الصفحة ٢٧٦

https://www.tg-me.com/youhebahm313
"وأنتَ المظلوم المضطهد بعدي"


https://www.tg-me.com/youhebahm313
:


وهكذا انطفأت الشمس الذي أضاءت العالم...


https://www.tg-me.com/youhebahm313
الأب العَظيم


كلُّنا نعلم أنَّ حقَّ الأب الذي ننتسب إليه علينا كبير، وطاعته وبِرَّه واجبانِ، ومع ذلك يُفرِّطُ الكثير منَّا في هذا الحقِّ، وينسى فضله غافلًا عن خطورة الأمر الذي يُعدُّ فرضًا أوجبه الله تعالى علينا في حياة الأب وبعد وفاته أيضًا، فعنِ الإمام الرِّضا (عليه السَّلام) أنَّهُ قال: "عَلَيْكَ بِطَاعَةِ اَلْأَبِ وَبِرِّهِ، وَاَلتَّوَاضُعِ وَاَلْخُضُوعِ وَاَلْإِعْظَامِ وَاَلْإِكْرَامِ لَهُ، وَخَفْضِ اَلصَّوْتِ بِحَضْرَتِهِ، فَإِنَّ اَلْأَبَ أَصْلُ اَلاِبْنِ، وَاَلاِبْنَ فَرْعُهُ وَلَوْلَاهُ لَمْ يَكُنْ بِقُدْرَةِ اَللَّهِ، اُبْذُلُوا لَهُمُ اَلْأَمْوَالَ وَاَلْجَاهَ وَاَلنَّفْسَ، (وَقَدْ رُوِيَ أَنْتَ وَمَالُكَ لِأَبِيكَ، فَجُعِلَتْ لَهُ اَلنَّفْسُ وَاَلْمَالُ)، تَابِعُوهُمْ فِي اَلدُّنْيَا أَحْسَنَ اَلْمُتَابَعَةِ بِالْبِرِّ، وَبَعْدَ اَلْمَوْتِ بِالدُّعَاءِ لَهُمْ وَاَلتَّرَحُّمِ عَلَيْهِمْ، فَإِنَّهُ رُوِيَ أَنَّ مَنْ بَرَّ أَبَاهُ فِي حَيَاتِهِ وَلَمْ يَدْعُ لَهُ بَعْدَ وَفَاتِهِ سَمَّاهُ اَللَّهُ عَاقّاً".
إنَّ هذا الحقَّ يأتي من إحسان الأب إلى ابنه وفضله عليه بتربيته وتعليمه والتكفُّل بكلِّ احتياجاته حتَّى يكبر، وهنا يجب أن نتأمَّل في أمر أعمق، فإذا كان حقُّ الأب النسبيِّ بقدر إحسانه لابنه، فكيف سيكون حقُّ الأب الروحيِّ الذي لا يُقارَن إحسانه بإحسان أحد، ولا يصل إلى فضله أحد؟ فهو الأب حقًّا وصدقًا، وطاعته من أوجب الواجبات، فقد جاء في الرواية عن عليِّ بن الحسين (سلام الله تعالى عليهما) أنَّه قال: «إِنْ كَانَ اَلْأَبَوَانِ إِنَّمَا عَظُمَ حَقُّهُمَا عَلَى أَوْلَادِهِمَا لِإِحْسَانِهِمَا إِلَيْهِمْ فَإِحْسَانُ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ إِلَى هَذِهِ اَلْأُمَّةِ أَجَلُّ وَأَعْظَمُ فَهُمَا بِأَنْ يَكُونَا أَبَوَيْهِمْ أَحَقُّ» والأحاديث تشير إلى أنَّ الإحسان الذي أسداه لنا مُحمَّدٌ (صلَّى الله عليه وآلِهِ) وعليٌّ (عليه السَّلام) إحسان عظيم جدًّا، لا يقارنه ولا يساويه أيُّ إحسان، ولذلك فحقُّهما علينا وعلى الأمَّة جمعاء حقُّ الأبوَّة، الأبوَّة الروحيَّة، فهما اللذانِ أنقذَنا الله (عزَّ وجلَّ) بهما من الظلام والظلمة والشرك إلى الهدى والإيمان، ونقلَنا بهما من شفا جرف الهلكات، ومن النار ومن ذلك المصير الأسود إلى النور والسعادة والإيمان.
ونقرأ في الأحاديث الشريفة أنَّ سبب هذا هو الإحسان الأكبر، تقول السيِّدة فاطِمة (عليها السَّلام) في حديثٍ مرويٍّ عنها: «أَبَوَا هَذِهِ اَلْأُمَّةِ مُحَمَّدٌ وَعَلِيٌّ، يُقِيمَانِ أَوَدَهُمْ وَيُنْقِذَانِهِمْ مِنَ اَلْعَذَابِ اَلدَّائِمِ إِنْ أَطَاعُوهُمَا، وَيُبِيحَانِهِمُ اَلنَّعِيمَ اَلدَّائِمَ إِنْ وَافَقُوهُمَا» فهذه الأبوَّة هي أبوَّة روحيَّة، وكلُّ مَن يتنكَّر لمُحمَّدٍ وعليٍّ فهو عاقٌّ لأبويه وإن كان غير عاقٍّ لمَن ولده، فمَن يتنكَّر لمُحمَّدٍ وعليٍّ (صلَّى الله عليهما وآلِهما) فهو عاقٌّ لأبويه اللذينِ أمر الله سبحانه كلَّ مسلمٍ أن يكون بارًّا بهما، الأبوَّة هنا أبوَّة الاتِّباع والطاعة والائتمار بأوامرهما والانقياد بما يأمرانِ به والابتعاد عمَّا ينهيانِ عنه؛ لأنَّ كلَّ ما قاله مُحمَّدٌ وعليٌّ (صلوات الله تعالى عليهما وآلِهما) إنَّما يعبِّر عنِ الله (عزَّ وجلَّ)، وهذا هو الصراط المستقيم، ومكانة مُحمَّدٍ وعليٍّ مكانة الأبوَّة في هذه الأمَّة؛ لأنَّ هذه المكانة تعني ضرورة الطاعة التامَّة لهما، وإنَّ أيَّ انحرافٍ عنهما هو عقوق، والعاقُّ ملعون عند الله (عزَّ وجلَّ)، فكلُّ مؤمنٍ يجب أن يلتفت إلى هذا الأمر، ويعلم أنَّ له أبًا مفترض الطاعة، عظيم المنزلة، رفيع القدر.
فما أجمله من انتماء! وما أحلى طعمَ قولك: أبي هو عليٌّ (عليه السَّلام)!، فآدم أبو البشر جميعًا لكنَّ الرسول مُحمَّدًا (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم) وعليًّا (عليه السَّلام) أبوا هذه الأمَّة، فلهما الأبوَّة الخاصَّة والفضل الأعظم علينا وعلى الناس، ولكنَّ أكثر الناس لا يعلمونَ أو غافلونَ عن حقِّ الأبوَّة الأكبر لأمير المؤمنينَ (عليه السَّلام)، ولذلك علينا أن نسعى إلى أن نكون أبناء بارِّينَ مُطيعينَ، لا يسلكونَ إلَّا مسلك الأب، ولا يتمسَّكونَ إلَّا بحبله، فهو طريق نجاتنا، وسعادة حياتنا الدُّنيا، وفوز آخرتنا، فالحمد لله الذي فضَّلنا وشرَّفنا وكلَّفنا بهذه النعمة، وهذه الليالي التي نعيشها الآن تجعل كلَّ مؤمنٍ يتحسَّسُ فقد الأب وألم اليتم.

وختامًا يقول الإمام السجَّاد (عليه السَّلام) في رسالة الحقوق:
"وأمَّا حقُّ أبيكَ، فأن تعلمَ أنَّه أصلُكَ، وأنّكَ لولاه لم تكن، فمهما رأيتَ في نفسكَ ممَّا يُعجبُكَ، فاعلم أنَّ أباكَ أصلُ النعمة عليكَ فيه، فَاحْمَدِ اللهَ واشكرْهُ على قدر ذلك، ولا قوَّة إلَّا باللهِ".


فريق يُحبُّهم ويُحبُّونَه الثقافي

https://www.tg-me.com/youhebahm313



عنِ النَّبِيِّ الأكرَمِ مُحمَّدٍ (صلَّى الله عليه وآلِهِ) أنَّه قال:

«مَنِ اسْتَمَعَ إِلَى فَضِيلَةٍ مِنْ فَضَائِلِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ الذُّنُوبَ الَّتِي اكْتَسَبَهَا بِالاسْتِمَاعِ ومَنْ نَظَرَ إِلى كِتَابَةٍ فِي فَضِيلَتِهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ الذُّنُوبَ الَّتي اكْتَسَبَهَا بِالنَّظَرِ»

📚 الأمالي للشيخ الصدوق




من يوم مبايعة الأمير (عليه السَّلام) إلى يوم تشييعه يبقى صوت فضائِلِهِ مُزمجرًا في القلوب، فهلمُّوا لنستذكَّر غيضًا من فيض فضائِلِهِ
https://www.tg-me.com/youhebahm313/1202
التي أهداها لكم فريقكم في عيد غديره.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#ليلة_الإمضاء

ليلةُ الثالثِ والعشرينَ من شهر رمضان كما يظهر من بعض الروايات هي أهمُّ ليالي القدر، يوجد حديث عنِ الإمام الصَّادق (صلوات الله وسلامه عليه) مضمونه أنَّه في اللَّيلة التاسعة عشرة يكون التقدير، وفي اللَّيلة الحادية والعشرينَ يكون القضاء، وفي اللَّيلة الثالثة والعشرينَ يكون الإبرام.
ويظهر من هذا الحديث أنَّ جميع الأمور تُحدَّد في هذه اللَّيلة إلى السنة القادمة، أي أنَّ جميع الأشياء (الحياة والموت، الصحَّة والمرض، الغنى والفقر، السعادة والشقاء) تُحدَّد في هذه اللَّيلة، اللَّيلة الثالثة والعشرينَ، لذلك ينبغي لنا في هذه اللَّيلة أن نلجأ إلى الدُّعاء، وإلى الطلب، وإلى التضرُّع إلى الله سبحانه وتعالى، فلربَّما دعاء واحد أو توجُّه واحد يغيِّر مصير الإنسان! إذ توجد في حياته عقد تتولَّد، عقدٌ لا تُحلُّ، وفي الدُّعاء المرويِّ عنِ الإمام زين العابدينَ (صلوات الله وسلامه عليه): "يَا مَنْ تُحَلُّ بِهِ عُقَدُ الْمَكَارِهِ" الدُّعاء يحلُّ هذه العقد، لذلك في الواقع يجب أن نلجأ إلى الله سبحانه وتعالى في هذه اللَّيلة، ونطلب من الله أن يحلَّ عقدنا ومشكلاتنا ومشكلات الآخرينَ، وأن يُعجِّل لوليِّه الفرج، ويُسهِّل له المخرج.


✍🏼السيِّد مُحمَّد رضا الشيرازي (رضوان الله تعالى عليه). (بتصرُّف)

#اللهم_عجل_لوليك_الفرج
https://www.tg-me.com/youhebahm313
.


الموت بشرف يُفضَّل بألف مرة على الحياة الذليلة


الشهيد العلوي الدكتور مصطفى شمران (قدس)


#ليلة_الشهداء


https://www.tg-me.com/youhebahm313
2024/09/30 11:26:07
Back to Top
HTML Embed Code: