Telegram Web Link
#أسباب_الصلح
كما تُصَوِّرُها النصوص الواردة عنِ الإمام الحسن (عليه السَّلام):

روى الشيخ الصدوق في علل الشرايع بسنده عن أبي سعيدٍ عَقِيصَا الذي سأل الإمام الحسن (عليه السَّلام) عنِ السَّبب الذي دفعه إلى الصلح مع معاوية مع أنَّه (عليه السَّلام) يعلم بأنَّه على الحقِّ، وأنَّ معاوية ضالٌّ وظالِم، فأجابه الإمام (عليه السَّلام): يا أبا سعيد، ألستُ حجَّةَ اللهِ تعالى ذِكْرُهُ على خلقِهِ، وإمامًا عليهم بعد أبي (عليه السَّلام)؟ قلتُ: بلى، قال: ألستُ الذي قال رسولُ الله (صلَّى الله عليه وآلِهِ) لي ولأخي: الحسنُ والحسينُ إمامانِ قامَا أو قعدَا؟ قلتُ: بلى، قال: فأنَا إذنْ إمامٌ لو قمتُ، وأنَا إمامٌ إذا قعدتُ، يا أبا سعيد عِلَّةُ مصالحتي لمعاوية علَّة مصالحة رسول الله (صلَّى الله عليه وآلِهِ) لبني ضَمْرَةَ، وبني أشجعَ، ولأهل مكَّة حين انصرف من الحديبيَّة، أُولئك كفَّار بالتنزيل، ومعاوية وأصحابه كفَّار بالتأويل، يا أبا سعيد إذا كنتُ إمامًا من قِبَلِ الله تعالى ذِكْرُهُ لم يجب أن يُسَفَّهَ رأيي فيما أتيتُهُ من مهادنةٍ أو محاربةٍ وإنْ كان وجهُ الحكمةِ فيما أتيتُهُ مُلتبِسًا، ألَا ترى الخضر (عليه السَّلام) لمَّا خَرَقَ السفينةَ وقتلَ الغلامَ وأقامَ الجدارَ سَخِطَ موسى (عليه السَّلام) فِعْلَهُ لاشتباه وجه الحكمة عليه حتَّى أخبرَهُ فَرَضِيَ؟ هكذا أنَا، سَخِطْتُمْ عليَّ بجهلكم بوجه الحكمة فيه، ولولا ما أتيتُ لَمَا تُرِكَ من شيعتنا على وجهِ الأرضِ أحدٌ إلَّا قُتِلَ.

📚 اُنظر: إعلام الهداية (الإمام الحسن المُجتبى عليه السَّلام): ص ١٤٨

https://www.tg-me.com/youhebahm313
لماذا قَبِلَ الإمام الرِّضا عليه السَّلام ولاية العهد؟

لم يعرضِ المأمون ولاية العهد على الإمام الرِّضا عليه السَّلام ويتركه يختار القَبول أو الرفض بل فرض عليه قَبول ذلك، فلم يكن إمامنا الرِّضا عليه السَّلام مُخيَّرًا في هذه القضيَّة بل أُجبِرَ عليها من قِبل المأمون، ولذلك نجد الإمام الرِّضا عليه السَّلام قد رفض هذا الأمر في البداية لكنَّ المأمون هدَّدهُ بالقتل، فرأى الإمام عليه السَّلام في قَبول ولاية العهد مصلحةً على الرغم من الإكراه والإجبار الذي فيها، وهو عليه السَّلام يدرك حجم المؤامرة التي يسعى إليها المأمون، ويدرك الأهداف التي يريد تحقيقها من هذه القضيَّة لكنَّه عليه السَّلام في الوقت نفسه يعمل لتفويت الفرصة عليه، ونستطيع أن نلخِّص الإجابة عنِ السُّؤال المطروح في قَبول ولاية العهد في نقطتينِ:

١- إنَّ الإمام الرِّضا عليه السَّلام كان مُكرهًا عليها.

٢- إنَّ الإمام عليه السَّلام رأى فيها نوعًا من المصلحة للمسلمينَ كما عَمِلَ النبيُّ يُوسُف عليه السَّلام مع فرعون عصره، ومن خلال هذا المنصب المهمِّ سيتعرَّف عليه كبار رجال الدولة وعلماء البلاد ممَّا يُعزِّز موقعه أكثر فأكثر.

وقد سُئِلَ الإمام عليه السَّلام عن قَبوله ولاية العهد في ذلك الزَّمان، فأجاب عليه السَّلام:

قد عَلِمَ اللهُ كراهتي لذلك فلمَّا خُيِّرتُ بين قَبولِ ذلك وبين القتلِ اخترتُ القَبولَ على القتلِ، وَيْحَهُمْ أمَا عَلِمُوا أنَّ يُوسُفَ عليه السَّلام كان نبيًّا رسولًا فلمَّا دفعَتْهُ الضرورةُ إلى تولِّي خزائِنِ العزيزِ قال لهُ: ﴿اجْعَلْنِي عَلى‏ خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾ ودفعتني الضَّرورةُ إلى قَبول ذلك على إكراهٍ وإجبارٍ بعد الإشرافِ على الهلاكِ، على أنِّي ما دخلتُ في هذا الأمرِ إلَّا دُخُولَ خارجٍ منه، فإلى اللهِ المُشتكى، وهو المُستعانُ.


📚 اُنظر: عيون أخبار الرِّضا عليه السَّلام، والبحار، والمُنتخب من سيرة المعصومينَ عليهم السَّلام

https://www.tg-me.com/youhebahm313
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM


#إعـــــــلان

الخيمة القرآنية
سندخل إن شاء الله تعالى مساء هذا اليوم خيمتنا القرآنيَّة؛ لنقتبس فيها من ضياء القرآن الكريم ما يُقرِّبنا إلى الله تعالى وإلى سيِّد الشهداء عليه السَّلام؛ فنحن في خيمتنا هذه سنجمع بين إحياء أمر القرآن الكريم وأمر العِترة الطاهِرة كما أوصانا بذلك رسول الله صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم..
فلا تُفوِّتوا الفرصة، وكونوا معنا؛ لنبدأ هذه الرحلة القرآنيَّة القصيرة على بركة الله تعالى.

لدخول خيمتنا القرآنية اضغطي هنا

https://www.tg-me.com/+qv8lY7xWwqwyMDMy


#للنساء_فقط

•┈┈┈┈•


#مدرسة_روح_وريحان_القرآنية
https://www.tg-me.com/mdrast_rwh_wa_rayhan
.


زيارة الأربعين غنيمة كبيرة


https://www.tg-me.com/youhebahm313
عيوبُكَ أولى بالإصلاح

قال رسول الله صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم: «طُوبَى لِمَن مَنَعَهُ عَيبُهُ عَن عُيوبِ المُؤمِنينَ مِن إخوانِهِ».

لا يُحدِّثنا رسول الله صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم بشيء إلَّا وفيه صلاح دنيانا وآخرتنا، وفي هذا الحديث يخبرنا نبيُّنا صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم عن أشدِّ الآفَات المنتشرة بين الناس في كلِّ المجتمعات، ويحثُّنا صلَّى الله عليه وآلِهِ على عدم تتبُّع عيوب الآخرينَ، والتركيز في عيوب أنفسنا، فعيوب الإنسان أولى بالتتبُّع والتصحيح من عيوب الآخرينَ ومساوئهم.
وللأسف! نرى اليوم الكثير ممَّن لا يعمل بهذا الحديث، ويكون شغله الشاغل هو تقصِّي عيوب غيره، فيراقب زلَّاته وهفواته، فإذا عرف أيًّا منها بدأ بذمِّه والتسقيط به والتشهير، وكأنْ لا زلَّات له ولا هفوات!
وهذا الأمر لا علاقة له أبدًا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلهذا الأخير شروط وضوابط لا تتضمَّن التعدِّي على الغير وتتبُّع عيوبه، فإنَّ لكلِّ شخص عيوبه وزلَّاته، ولا يوجد مَن يخلو من العيوب إلَّا المعصوم عليه السَّلام.
ولتتبُّع عيوب الناس آفَة أخرى، وهي افتخار الإنسان بنفسه، وتكبُّره على غيره، وهذا ما يصوِّره إبليس اللعين، ويظهر ذلك جليًّا في حديث مولانا أمير المؤمنينَ عليه السَّلام حيث يقول: «شرُّ الناس مَن يرى أنَّهُ خيرُهم».
إنَّ وضوح الحديث يكفي ليعيدَ الإنسانُ حساباته، ويتوقَّفَ عن التكبُّر ورؤية نفسه أفضل من غيره، فهو ليس خاليًا من العيوب وإنَّما شغلته عيوب الناس، فلم يعد يرى عيوبه، ولو التفت هُنيهة إلى نفسه لرأى كثرة زلَّاتها وعيوبها نظرًا لإهماله لها، وعدم عكوفه على إصلاحها، وهذا يعني أنَّك يا مَن تتبَّع عيوب غيرك أنت أيضًا لديك عيوب مثلهم بل ربَّما أكثر منهم، فلماذا لا تنشغل بإصلاحها بدلًا من بحثك عن عيوب الناس؟! أليس هذا ما أمرنا به نبيُّنا الكريم وآلُهُ صلوات الله تعالى عليهم؟!
إصلاح نفوسنا والارتقاء بها يجعلها تسمو في سُلَّم الكمالات، فلو انشغل الإنسان بعيوبه وداوم على إصلاحها لشغلته بكثرتها عن عيوب غيره، ولطال به الأمد في طريق التخلية، ومراقبة الأفعال، والحرص على عدم العودة إلى الذنب بعد التوبة منه، فكلُّ هذا كفيل بأن يشغله حتَّى آخر حياته، فيظفر بذلك بسعادة الدارين، وله كما وعد نبيُّنا صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم (طُوبَى) التي هي شجرة في الجنَّة.
عن عليِّ بن إبراهيم القُمِّي في تفسيره، عن أبي عبيدةَ عن أبي عبد الله عليه السَّلام قال: طُوبَى شجرةٌ في الجنَّة في دار أمير المؤمنينَ عليه السَّلام، وليس أحدٌ من شيعته إلَّا وفي داره غصنٌ من أغصانِها، وورقةٌ من أوراقِها، يستظِلُّ تحتها أمَّةٌ من الأمم.

فلنعزم على تطبيق هذا الحديث مواساةً لقلب السيِّدة الزَّهراء عليها السَّلام وتعزيةً لها بمصاب أبيها صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم ولنجلس مع أنفسنا، ونعدِّد عيوبها، فنبدأ بإصلاحها ومراقبتها، ولتكُنْ ذكرى استشهاد نبيِّنا صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم نقطة انطلاق وتغيير لنا، فالتزامُنا بتعاليمه صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم ومودَّة أهل بيته عليهم السَّلام هو أقلُّ ما يمكننا تقديمه له صلوات الله تعالى عليه وعلى آلِهِ، فقد تحمَّل في سبيل الرسالة ما تحمَّل، ولم يسألنا على ذلك أجرًا إلَّا مودَّة أهل بيته عليهم السَّلام.


✍️ فريق يُحبُّهم ويُحبُّونَه الثقافي


╭➢ https://www.tg-me.com/youhebahm313
╰━━━━━━━━━━━
السيِّدة سكينة في كربلاء

مِن هذا وذاك صَحِبها أبو الضيم إلى محلِّ شهادته في جملة مَنِ انتخبهم الباري سبحانه دعاةً لدينه، فشاهدت بين تلك الثنايا والعقبات الآيات المُنذِرة بتدابير النفوس، وتخاذل القوم عن نصر الهدى، واجتماعهم على إزهاق نفس ريحانة الرسول صلَّى الله عليه وآلِهِ وإراقة دمه الطاهر، وأنَّهم قادمونَ على عصبة لا ترقُب فيهم إلًّا ولا ذمَّة، فلم تعبَأْ بتلكُمُ الأهوال التي يشيب لها فؤاد الطفل تسليمًا للقضاء وطاعةً للرحمن عزَّ شأنه.
وشاهدت أولئك المناجيد مُضرَّجينَ بالدماء، مُقطَّعي الأوصال، وبينهم علَّة الكائِنات، ومدار الموجودات، أبو عبد الله الحسين عليه السَّلام وقد مثَّلوا فيه بكلِّ مثلة.

ووجَّهوا نحوه في الحرب أربعة:
السهم والسيف والخَطِّيَّ والحجرَا

فقابلت تلكُمُ الفوادحَ برباطة جأش وهدوء بال، ولولا انخراطها في الاستغراق مع الله تعالى، وتفانيها في الطاعة له كما أخبر أبوها الحُجَّة عليه السَّلام بقوله: (الغالب عليها الاستغراق مع الله) لانهدَّت قواها، وسَاخَ صبرُها، وتبلبلَ فكرُها، وفقدت مشاعرَها، ولكنَّها على الرغم من ذلك لم يَرِعْها ذلُّ الأسر، ولا شماتة العدوِّ، وتراكم الرزايا، وأنين الأطفال، وبكاء الفواقِد، فلم يصدر عنها ما لا يتَّفق مع الخضوع للأصلح المُرضي لله تعالى.


📚 اُنظر: موسوعة السيِّد المقرم: ج ٩

https://www.tg-me.com/youhebahm313
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#خيرة_النساء

السيِّدة سكينة حضنتها الحجور الزاكية، وتلقَّت من أبيها سيِّد الشهداء التعاليم الراقية والآداب الإلهيَّة، ودرسَتِ القيمَ الإسلاميَّة، وجارت في المجاهدة والرياضة جدَّتها الصِّدِّيقة وعمَّتها العقيلة حتَّى حازت أرقى مراتب العبادة التي يرضاها ربُّ العالمينَ، ومن هنا منحها الإمام الحجَّة عليه السَّلام الواقِف على نفسيَّات البشر ومقادير أعمالهم أرقى صفة تليق بامراةٍ كامِلة تفانت في طاعة الله تعالى، وهي (خيرةُ النساء).


📚 اُنظر: موسوعة السيِّد المقرم: ج ٩

https://www.tg-me.com/youhebahm313
#يا_صاحب_الزمان_مدد

عن زُرارةَ قال: قال أبو عبد الله عليه السَّلام:
«اِعرف إمامَك، فإنَّك إذا عرفتَ لم يَضُرَّكَ، تقدَّمَ هذا الأمرُ أو تأخَّرَ»

معرفةُ إمام الزَّمان (عجَّل الله تعالى فرجه الشريف) من أهمِّ الأمور التي يجب أن نسعى لها.

بعد خمسِ حلقاتٍ مضت من كتابنا المسموع (حواراتٌ مهدويَّة) نقدِّم إليكم الحلقة السادسة
https://youtube.com/watch?v=zl6aWCHgaDQ&si=DquE2787hYl7UQsZ

راجِينَ لكم استماعًا طيّبًا وفائدة كبيرة.


#كتاب_مسموع
#حوارات_مهدوية
#اللهم_عجل_لوليك_الفرج
قال الإمامُ الحسنُ العسكريُّ عليه السَّلام:

"مَن وعظَ أخاهُ سرًّا فقد زانَهُ، ومَن وعظهُ عَلاَنِيَةً فقد شانَهُ"

في هذا الحديث الشريف يحثُّ الإمام عليه السَّلام على حفظ ماء وجه الإخوان، فإذا رأيتَ أخاك على خطأ، ورَغِبْتَ في وعظه ونصحه، فلا تفعل ذلك أمام الناس، فيشعر أخوك بالذلِّ والإهانة، وتكون بذلك قد أسأتَ إليه بدل أن تحسنَ إليه بنصحك، لذا فليكُنْ نصحُك له سرًّا حيث لا يسمعكما أحد، فتكون بذلك قد ساهمتَ في تحسين صورته، ويكون نصحك له في محلِّه، فيمتلِئ قلبه بالامتنان لك؛ لأنَّه سيلتمس في نصحك الرغبةَ في صلاحه وستر خطئِهِ.


فريق يحبُّهم ويحبُّونَه الثقافي

https://www.tg-me.com/youhebahm313
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
قال الإمامُ الحسنُ العسكريُّ عليه السَّلام:

"ما أقبحَ بالمؤمنِ أن تكونَ لهُ رغبةٌ تُذِلُّهُ"

المؤمن عزيز، وكرامته ليست هيِّنة، لذلك يُنبِّهنا إمامنا العسكريُّ عليه السَّلام أنَّ مِن القبيح أن يخسر المؤمن كرامته من أجل رغبة ما..
وللأسف نجد الكثير من الناس يُضحُّونَ بكلِّ شيء من أجل رغبة أو شهوة! فالإمام عليه السَّلام هنا لم يُبيِّنِ اختصاص الرغبة بالأمور المُحرَّمة، لذلك فهي تشمل حتَّى المُباحات، فلا ينبغي للمؤمن أن يَذِلَّ نفسه، ويخسرَ ماء وجهه من أجل رغبة دنيويَّة زائِلة.


فريق يحبُّهم ويحبُّونَه الثقافي

https://www.tg-me.com/youhebahm313
تمهيد الإمامِ العسكريِّ لولدِهِ المهديِّ (عجَّل الله تعالى فرجه الشريف)


بعد استشهاد الإمامِ العسكريِّ عليه السَّلام مسمومًا على يد الظلمة انتقلتِ الإمامة مباشرة إلى ولدِهِ الحجَّة عجَّل الله تعالى فرجه الشريف، ومن هنا بدأتِ الغيبتانِ الصغرى والكبرى، ونلفت الانتباه إلى شيء مهمٍّ، وهو أنَّه لولا تمهيد الإمام الحسن العسكريِّ والإمام عليٍّ الهادي عليهما السَّلام لما كانتِ الأمَّة مُهيَّأة لتقبُّل موضوع الغيبة بهذه السهولة، وقد يسأل سائِل: كيف تمَّ ذلك؟!
لقد تمَّ التمهيد لتقبُّل الشيعة الغيبة بعدَّة أمور، منها أنَّ الإمامينِ العسكريَّينِ كانا في حصار شديد، ما أدَّى إلى صعوبة رؤيتهما عليهما السَّلام من قِبَلِ شيعتهما، ولذلك كان لهما وكلاء ثِقات يَرجِعُ الناس إليهم، كما صدرت تواقيع منهما عليهما السَّلام إلى شيعتهما لغرض تقبُّل العامَّة لهذه الأمور التي ستصبح دائِمة في غيبة الإمام الحجَّة عجَّل الله تعالى فرجه الشريف.
وقد جرى التمهيد أيضًا من خلال إظهار الإمام المهديِّ عجَّل الله تعالى فرجه الشريف لبعض الخَوَاصِّ من الشيعة وإراءتِهِ لهم، وإخفائِهِ عن العوامِّ منهم حِفاظًا عليه، وكذلك عن طريق الأحاديث التي تُبيِّن للشيعة كيفيَّة التعامل في زمن الغيبة، فكان منها ما يحثُّ على معرفة الإمام عليه السَّلام، وأنَّ مَن لم يعرف إمامه فإنَّه سوف يموت ميتة جاهليَّة، ومنها ما يحثُّ على الثبات على الدين وعدم الشكِّ أو إنكار إمامة وليِّ الله، وقد أوصى مولانا الإمامُ العسكريُّ عليه السَّلام شيعته بالصبر وانتظار الفرج، مِن ذلك ما كتبه عليه السَّلام إلى أبي الحسنِ عليِّ بنِ الحُسينِ بنِ بَابَوَيْهِ القميِّ:
"عليك بالصَّبر وانتظار الفرج، قال النبيُّ صلَّى الله عليه وآلِهِ: أفضلُ أعمالِ أمَّتي انتظارُ الفرجِ، ولا يزالُ شيعتُنا في حُزْنٍ حتَّى يظهرَ ولدي الَّذي بشَّر به النبيُّ، يملأُ الأَرض قسطًا وعدلًا كما مُلئت جورًا وظلمًا، فاصبر يا شيخي يا أبا الحسن عَلِيَّ، وَأْمُرْ جميعَ شيعتي بالصبر، فإنَّ الأرضَ للهِ يُورِثُها مَن يشاءُ مِن عبادِهِ والعاقبةُ للمُتَّقينَ".

وختامًا..
من المناسب في هذا اليوم الذي تسلَّم فيه مولانا الحجَّة عجَّل الله تعالى فرجه الشريف الإمامة أن نتفكَّر في علاقتنا بإمام زماننا، فنجدِّد العهد معه بالحبِّ والطاعة والتوبة النصوح، ونعيد النظر في أفعالنا وأقوالنا؛ لنرى مدى رضا إمامنا صلوات الله تعالى عليه بها، ومن الضروري لكلِّ موالٍ أن تكون له جلسة لمحاسبة نفسه، ليس فقط في هذا اليوم بل في كلِّ يوم وليلة، فعنِ الإمام الصادق عليه السَّلام أنَّه قال:
«حقٌّ على كلِّ مسلمٍ يَعْرِفُنَا أن يَعْرِضَ عملَهُ في كلِّ يومٍ وليلةٍ على نفسِهِ، فيكونَ مُحاسِبَ نفسِهِ، فإن رأى حسنةً استزادَ منها، وإن رأى سيِّئةً استغفرَ منها، لِئلَّا يخزى يومَ القيامة».


فريق يحبُّهم ويحبُّونَه الثقافي

https://www.tg-me.com/youhebahm313
عنِ الإمام أبي الحسن موسى بن جعفر الكاظم (عليهما السَّلام) أنَّه قال:

«أَنَا القَائِمُ بِالحَقِّ، وَلكِنَّ القَائِمَ اَلَّذِي يُطَهِّرُ الأَرْضَ مِنْ أَعْداءِ اللهِ (عزَّ وجلَّ) وَيَملَؤُهَا عَدْلاً كَمَا مُلِئتْ جَوْراً وَظُلْماً هُوَ الخامِسُ مِنْ وُلْدِي، لَهُ غَيْبَةٌ يَطُولُ أَمَدُها خَوْفاً عَلَى نَفْسِهِ، يَرْتَدُّ فِيهَا أَقْوَامٌ وَيَثْبُتُ فِيها آخَرُونَ. ثُمَّ قَالَ (عليه السَّلام): طُوبَى لِشِيعَتِنَا، المُتَمَسِّكينَ بِحَبْلِنَا في غَيْبَةِ قَائِمِنَا، الثَّابِتِينَ عَلَى مُوالاتِنَا وَالبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِنَا، أُولَئِكَ مِنَّا وَنَحْنُ مِنْهُمْ، قَدْ رَضُوا بِنَا أَئِمَّةً، وَرَضِينَا بِهِمْ شِيعَةً، فَطُوبَى لَهُمْ، ثُمَّ طُوبَى لَهُمْ، وَهُمْ وَاللهِ مَعَنا فِي دَرَجَاتِنَا يَوْمَ القِيَامَةِ»


📚 كمال الدين وتمام النعمة: ج ٢، ص ٣٦١، ب ٣٤

https://www.tg-me.com/youhebahm313
-

نبارك لكُم ولادة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه و اله وسلم

https://www.tg-me.com/youhebahm313
2024/09/29 23:25:53
Back to Top
HTML Embed Code: