و الله سترنا

‏"ونوركم يهتدي الساري لرؤيتهِ
كأنكم في ظلام الليل أقمارُ"

كسروكَ، كم كسروكَ كي يقفوا على ساقيك عرشاً،
وتقاسموك وأنكروك وخبَّأوك وأنشأوا ليديكَ جيشاً،
حطوكَ في حجرٍ وقالوا: لا تُسَلِّم، ورموك في بئر،
وقالوا: لا تُسَلِّم، وأطلْتَ حربَكَ، يا ابن أمِّي، ألفَ
عام ٍ ألفَ عام ٍ ألفَ عام ٍ في النهار ِ، فأنكروكَ لأنهم
لا يعرفون سوى الخطابة والفرار، هم يسرقون الآن
جلدكْ، فاحذرْ ملامحهم وغمدكْ، كم كنت وحدك،
يا ابن أمِّي، يا ابن أكثر منْ أبٍ، كم كنت وحدكْ.

_ محمود درويش

أخاف أن أصبح شيئا قاسياً او هشاً أن لا أنظر للوسطية من ناحية العاطفة، أن أتجاهل بقسوة او أحس بهشاشة أن أكون اما مَطر او جفاف

يابه شنو نسيتوني

سَأَصْبِر حَتَّى يَعْجِز الْصَّبْر عَن صَبْرِي
سَأَصْبِر حَتَّى يَنْظُر الْرَّحْمَن فِي أَمْرِي
سَأَصْبِر حَتَّى يَعْلَم الْصَّبْر أَنِّي
صَبَّرْت عَلَى شَيْء أَمَر مِن الْصَّبْرِ

لو صاحي أبعتلي مَزيكا

‏أَنَّ الزَمانَ الَّذي مازالَ يُضحِكُنا
‏أُنساً بِقُربِهِمُ قَد عادَ يُبكينا

‏كيف لي أن أشرح لك بأني مُتعب ؟
مُتعب من الطريق
ومن الناس
والأحلام
وحذري وترددي
وقلّة حيلتي
ومُتعب أيضًا من الغد وهو لم يأتِ بعد
ومن الأمِس وهو مُنتهي
ومن الأيام
والوعود
والصّبر
وطولة البَال
ومن التعقل والتأني
والغضب
دون أن تشعر بأنني مبالغ!

‏تنكّر لي دهري ولم يدرِ أنّني
أعِزُّ وأحداثُ الزمانِ تهونُ
فظلّ يُرِيني الخَطْبَ كيف اعتداؤُه
وبِتُّ أُرِيهِ الصّبرَ كيف يكون

أليومُ يا سَمْراءُ حُسْنكِ بَادِ
تنْسَابُ منْكِ رَوَائِحُ وَغَوادِي

"عجبتُ لمحبوبٍ أتاني مُهنئًا
‏بعيدي.. وهل تدرونَ فيمَ التعجّبُ؟
‏لقد جاءني عيدي يُهنئني به
‏فمن منهُما عيدي الذي أتَرقبُ!"

قَضاها لِغَيري وَ ابتَلاني بحُبَّها
فَهَلّا بِشَيءٍ غَيرَ لَيلى اِبتلانِيا؟

‏سُرُوري أن أراكَ وَ أن تَراني
‏وأن يَدنُو مكانكَ مِن مَكاني

‏ففي كُلِّ نفسٍ غُصَّةٌ ما تُسيغُها‏
وفي كُلِّ قلبٍ كَسرةٌ ما لها جَبرُ.

يُحَدِّثُني الحَبيبُ حديثَ ودًّ
‏فأبْسِمُ ثُمَّ أطلبُ أنْ يُعيدا
‏وليسَ صعوبةً في الفهم
‏لكن أُحِبُّ حَديثَهُ حُبَّاً شديد

سَأظَلُ عَنْ تِلْكَ العُيُونِ أُقَاتلُ
‏أنا عَنْ هَواكِ وعَنْكِ لا أتَنَازَلُ
‏وسَأُشْعِلُ الدُّنْيَا حُرُوبًا كُلَّمَا
‏قَطَعُوا الرَّسَائِل بَيْنَناَ أوْ حَاوَلُوا
‏وسَيَعْرِفُ العُشَّاقُ عَنِّي دائِماً
‏أنِّي إذا مَا قُلْتُ شَيْئا فَاعِلُ

"‏سُرِرتُ في العُمرِ مرَّةْ
‏وكُنتِ أنتِ المَسَرَّةْ."