Telegram Web Link
-
كان ابن عثيمين يوصِي بإنجاز الحزب اليومي من القرآن أول النهار، ليكون أثره وبركته على بقيّة اليوم، ولأن الإنسان لا يدري عن ما يشغله ويصرفه عن وِرده في آخر اليوم 💜.
إن بدأت رحلتك مع الحفظِ وتوقفت ألفاً فعُد ولا تيأس ، فإنَّ لذة الوصُول تُنسيك مشقة الطرِيق ، وإن مشقة الحفظ ليس في ذاتِه وإنمَا في تحرير النيَّة والإخلَاص ، وإنَّ الحفظَة ما نالُوا ما نالوا بالتمنِّي وإنما بسلوكِ السبيل وسؤال الخَبير والإستعانَة بهِ ، ستحفظ القرآن بفضلِ الله ربّ العالمين وستتلو الطوالَ غيباً ، وستسرد الأجزاء في جَلسة واحِدة ، وستتلو من الفاتِحة إلى المائِدة في ليلةٍ واحِدة ، بعدما كانت تشق عليك قراءة جزء واحد في اليومِ ، وستَتبين لك المُتشابِهات ، وستجِد لذة في تلاوة وضبط الآياتِ المتشابهة ، سَيفتح الله لك فتحاً فقط رابِط ولا تعجَلَن وقُل ياربّ سائلك بِك إلا فتحت لي فتحاً يليقُ بكرمِك 💜.
مما قيل في علاقة القرآن بالبركة في الأوقات : "قال أحد السلف : كلما زاد حزبي من القرآن، زادت البركة في وقتي ، ولا زلت أزيد حتى بلغ حزبي عشرة أجزاء " 💜.
- قدْ حَاصرتْنِي الأحْزانُ حتّى أنّني أكَادُ أنْفِجِرُ، سَاعِدْنِي . .
- يَا بُنَيّ، الحُزْنُ سِكّينُ إبْليس يحَاوِلُ أنْ يَطْعَنَ بِها قُلوبَ العِبادِ ، تضييقَاً عليهِمْ، وَ صرفاً لَهُمْ عنِ التّفْكِيرِ فِي الطّاعَة، وَمُلازَمَتِها، يا بنيّ : من أراد السعادة فليقرأ كتاب الله أما سمعت قوله تعالى: ﴿ طه • مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى﴾ 💜.
-
من اشتكى من سوء حفظه وثقل ذاكرته فلا يترك القرآن بالجملة فما لا يدرك جله لا يترك كله وطالما ربط المرء وقته وحياته بالقرآن فهو على خير باذن الله ، فإن لم يكن من أهل الحفظ المتقنين فليكن من أهيل القرآن التالين للذكر آناء الليل وأطراف النهار 💜.
لاتحزن فالخالق يُرسل لك الأمل في أكثر اللحظات يأساً لا تنسَ أن المطر الشديد يأتي مِن الغيوم الأكثر سواداً 💜.
-
﴿وأنَّ إلى ربك المُنتهى﴾ نور إلهي يتهادى من هذه الآية المباركة فيرفع القلب عن عثرات الغبار، وشواغل الأغيار ويكتفي بربه، غاية ومقصدا ومرادًا وسيدا، وحبيبًا ودودًا لا إله إلا هو 💜.
-
في أزماتك الحالية تَذَكَّر استجابةَ ربِّك لِـ دعواتك السابقة ، وتوسل إليه بِـ سابق إحسانه إليك وقُل ﴿إنَّا كنَّا مِن قَبلُ نَدعُوه إنَّهُ هُوَ البَرُّ الرَّحيم﴾ 💜.
-
الذي يمدحُك اليوم قد يذُمك غدًا، وربما من أدنى شبهة أو إشاعة عنك سيقول لك : سقطت من عيني ، فلماذا تنشغل بعينه؟! كُن مع الذي عينُه لا تنام، الذي إذا أكرم قال: ﴿ولِتُصنعَ على عَيني﴾ وإذا أحب قال: ﴿فإنكَ بأعيُنِنا﴾ 💜.
-
في اللحظة التي تقرر فيها العودة إلى الله، يخلق الله في دربك نورًا، وفي قلبك أُنسًا، وفي روحك بوصلة 💜.
لقد مررتُ بكل ما اعتقدت أنه إن حصل سيكون نهايتي، تجاوزتُ كل ما ناجيت الله فيه أنني سأُسحق تحتَه، الآن أنظر إلى تلك الأوقات وأوقن أن الله يَعلمُني وأنا لا أعرف نفسي ، في كل مرةٍ أمرُّ بشيءٍ اعتقدت بهلاكي فيه وأنجو منه أسمع قول الله لي: ﴿ألا يعلمُ مَن خلقَ وهو اللطيفُ الخبير﴾ قريبةً، مؤنسةً، باعثةً على غبطة الناجي واطمئنانِ مَن له عالمٌ بما لا يعلمُه عن نفسه💜.
-
‏اعمل لما بعد الممات ولا تكن ‏عن حظ نفسك في حياتك غافلا 💜.
-
مَا ترفضَه مِّن حَرام، يَرد الله لَك أضَعاف بالحَلال 💜.
ڪذلكَ لنثّبتَ به فؤادكَ 💜. 𓂆
Photo
#البَابُ_الأوَّلُ_في_العَقيدَة

-الفَصْلُ الثاني : الإيمانُ بِربوبيَّة اللَّه تعالىٰ لكلِ شيءٍ ..

يُؤْمن المُسلم بِربوبيَتهِ تعالىٰ لكلِّ شيءٍ ، وأنَّه لا شَريكَ له في رُبوبيَّته لجَميعِ العَالمينَ ، وذَلك لِهدايةِ اللَّه تَعالىٰ لهُ أولًا ، ثم للأدِلةِ النقليَّة والعَقليَّة الآتية ثانيًا :
• الأدلَّة النقْليَّة :
إخْبَارهُ تَعالىٰ عن رُبوبيَّته بنفْسه ، إذْ قالَ تعالىٰ في الثَّناء علىٰ نفسِهِ ﴿ الحمد للَّه ربّ العَالمين﴾ وقال في تقْريرِ رُبوبيَّته ﴿وقل مَن رَّبُ السَّمواتِ والأرضِ قُل اللَّهُ﴾
وقالَ في بَيان رُبوبيَّته وأُلُوهيته : ﴿ ربّ السَّمواتِ والأرضِ وما بيْنهما إن كُنتم موقنين • لا إلهَ إلا هو يُحيي ويُميت رَبُّكمْ وربُّ آبائِكمُ الأولين﴾ وقال في التَّذْكير بالميثاقِ الَّذي أخذهُ علىٰ البشرِ وهُم في أصْلاب آبائِهم بأنْ يُؤمنوا بِربوبيَّته لهُم ، ويعبُدوهُ ولا يُشِركوا به غيرَهُ : ﴿ وإذْ أخذَ ربكَ من بني آدمَ من ظُهُورهِم ذُريتَهمْ وأشْهَدهُم علىٰ أنفُسِهم ألسْتُ بِربّكم قالوا بَلىٰ شهدنا ﴾ وقالَ في إقَامَةِ الحُجَّة علىٰ المُشْركين وإلزَامهِم بِها : ﴿ قُل من رَّبُ السَّمواتِ السَّبْع وَربُّ العرْشِ العَظِيم • سَيَقولون للَّه قُل أفَلا تتقون﴾ .
إخْبَار الأنْبياءِ والمُرسَلين بربُوبيَّته تَعَالىٰ وشَهَادتُهم عليْها وإقرارهم بهَا ،فآدم - عليهِ السلام - قال في دُعائِه : ﴿ رَبَّنا ظَلَمْنا أنفُسَنا وإن لم تَغْفر لنَا وتَرْحَمنا لنَكونَنَّ منَ الخَاسِرِين ﴾ ونوح قال في شَكواه إليهِ تعالىٰ : ﴿رَّب إنَّهم عَصونِي واتَّبَعوا مَن لَّم يزِدهُ مَالهُ ووَلدُهُ إلاَّ خَسَاراً﴾ وَقَالَ : ﴿ قَالَ رَبّ إنَّ قَومي كَذَّبُون • فافْتَحْ بَينِي وبَينَهم فَتحًا ونَجنِي ومَن مَّعي منَ المؤْمنين ﴾ وقَال إبْرَاهيمُ - عليه السلام - في دعَائِهِ لمَكَّة حَرَمِ اللَّه الشَّريفِ ولِنفْسِه وذُريتِهِ : ﴿ رَبّ قَدْ آتيتني مِنَ المُلم وَعلَّمتني من تَأويلِ الأحَادِيثِ فاطِر السَّمواتِ والأرضِ أَنتَ وَليّي في الدنيا والآخرة تَوفَّني مُسْلمًا وأَلْحقني بالصَّالحين ﴾ وقالَ مُوسىٰ في بَعضِ طَلبه : ﴿ رَبِّ اشْرح لِي صَدري • وَيَسّر لي أمْري • وَاحْلُل عُقدةً مِن لّسَاني • يَفقَهوا قَولي • وَاجعل لّي وزِيرًا من أهْلي ﴾ وقال هَارون لبَني إسرائيل : ﴿ وإنَّ رَبكُم الرَّحْمنُ فَاتبعُوني وأَطيعوا أَمري ﴾ وقال زكريا في استرحامه : ﴿ رَبِّ إنِّي وهَن الْعَظْمُ منّي واشْتَعلَ الرَّأْسُ شيبًا وَلمْ أكُن بِدعائكَ رَبِّ شقِيَّا ﴾ وقال في دُعائه : ﴿ رَبِّ لا تَذرني فَرْدًا وُأنت خيُر الوَارثين ﴾ وقال عيسىٰ في إجابته لهُ تعالىٰ ﴿ مَا قُلت لَهم إلا مَا أمرتني بِهِ أَن اعبدوا اللَّه رَبي وربَّكُم ﴾ وقَالَ مُخاطبًا قَومهُ : ﴿ يَا بني إسْرائيل اعبدوا اللَّه ربي ورَبكُم إنهُ مَن يُشرك باللَّه فَقد حَرم اللَّهُ عَليه الْجنَّة وَمأْواهُ النَّار ومَا للظالمينَ من أنصَار ﴾ ونبيُنا مُحمَّدٌ صلىٰ اللَّه عليه وسلم وعلىٰ إخوانهِ المرسلين -كان يقولُ عند الكَربِ : " لا إلهَ إلا اللهُ العَظيمُ الحليمُ ، لاَ إله إلا اللهُ رَبُّ العرشِ العظيم ، لاَ إله إلاَّ اللَّهُ رَبُّ السَّمواتِ ورَبُّ الارضِ وربُّ العرشِ الكريم "
فجميع هَؤلاءِ الأنبِياء والمُرسَلينَ وَغَيْرِهم منْ أنبياءِ اللَّه ورُسلهِ عليهِم الصَّلاةُ والسلام كانُوا يَعترفون برُبوبية اللّٰه تعالىٰ ، ويَدعونَه بِهَا وهُم أتمُّ الناسِ معارفَ ، وأكمَلُهم قوة ، وأصْدَقهم حَديثًا ، وأعْرفَهم باللّٰه تعالىٰ وبصفاتِهِ من سَائر خلقهِ في هَذِهِ الأرض .
إيمانُ البلايين منَ العُلماء والحُكماء برُبوبيَّته تعالىٰ لَهم ولكلِ شيء، واعتِرافُهُم بِها، واعتقَادُهم إيَّاها اعتقادًا جازِمًا .
إيمانُ البلايين والعَدَد الذي لا يُحصىٰ من عُقَلاء البَشر وصالحِيهمْ بربوبيَّتهِ تعالیٰ لِجميعِ الخَلائق .
الأدلَّة العَقْلية :
من الأدلَّة العَقلية المنْطقِية السَّليمَة علىٰ رِبوبيَّته عزَّ وجل لكُلِ شيءٍ ما يلي :
تَفردُه تعالىٰ بالخَلق لكلِ شيءٍ ، إذْ منَ المُسلَّم به لدَى كلِ البَشرِ أنَّ الخلقَ والإبدَاعَ لمْ يدَّعهما أو يقْوَ عليهما أحدٌ سوىٰ اللَّه عزَّ وجلَّ ، ومهما كَانَ الشيءُ المخْلُوق صغيرًا وضئيلاً ، حتىٰ ولوْ كانَ شَعْرَة في جِسم إنسَان أو حيَوان، او ريشةً صغيرةً في جناحِ طائرٍ ، أو وَرَقةً في غُصْن مائدٍ ، فضلاً عن خَلقِ جِسم نامٍّ اوْ حي ٍّمن الأجْسام، اوْ جِرم كَبيرٍ أو صغيرٍ من الاجرَام .
أمَّا الله تَبارك وتعالىٰ فقد قالَ مُقررا الخَالقيَّة المُطلقةَ لهُ دُون سِواهُ ﴿ ألا لهُ الخلقُ والأمرُ تَباركَ اللَّه ربُّ العالمين وَقال ﴿ واللَّه خلَقَكم وماتَعملون ﴾ وأثنَىٰ علىٰ نفسِه بخالِقِيته فقَال : ﴿ الحمدُ للَّهِ الذي خلَق السَّمواتِ والأرضِ وجعلَ الظُلماتِ والنور﴾ وقال : ﴿ وهُو الذي يَبدأُ الخَلْق ثمَّ يُعيدهُ وهُوَ أهونُ عليهِ ولهُ المَثل الأعلىٰ في السَّمواتِ والأرضِ وهوَ العزيزُ الحكيمُ﴾ أفليستْ إذًا خَالقِيتهُ سُبحانهُ وتَعالىٰ لكُل شيءٍ هي دليلُ وجودهِ وربوبيَّته ؟ بلىٰ وإنا ربَّنا علىٰ ذلك من الشاهِدين .
تفردُه تعالیٰ بالرزق ، إذْ ما منْ حَيوانٍ سارحٍ في الغبراءِ أو سابحٍ في الماء أو مُستكنٍ في الأحشاء، إلا واللهُ تعالىٰ خالِقُ رزقهِ وهَاديه إلىٰ معرفةِ الحُصولِ عليهِ وكيفيَّة تناولهِ والانْتِفاعِ بهِ .
فمن النَملةِ كأصغرِ حیوانٍ ، إلىٰ الإنسانِ الذي هوَ أكملُ وأرْقىٰ أنواعه ، الكُل مُفتقرٌ إلىٰ اللَّه عزَّ وجلَّ في وجودِهِ وتكوينهِ ، وفي غذائِهِ ورِزقه ، واللَّه وحدَهُ موجِدُهُ ومُكونهُ ومُغذِّيه ورَازقُه ، وها هيَ ذي آيات كتابِه تقرِّرُ هذه الحقيقة و ها ناصِعةً كما هي قال تعالىٰ : ﴿ فلينظرِ الإنسانُ إلىٰ طعامهِ • أنَّا صبَبنا الماءَ صبًا • ثُمَ شقَقنا الأرضَ شَقَّا • فَأنبتنا فيها حبًا • وَعنَبًا وَقضبًا • وَزيتونًا ونَخلاً • وَحدائِقَ غُلبًا • وَفَاكهةً وأبَّا ﴾ وقال تعالىٰ ﴿ وَأنزلَ من السَماءِ ماءً فأخرجنا بِهِ أزواجًا • من نَّباتٍ شتَّىٰ • كُلوا وَارعوْا أنْعَامكُم ﴾ و قال لاَ إلهَ الاَّ هُو ولا ربَّ سِواهُ "فَأنزلْنَا مِن السَماءِ مَاء فَأسقَيناكُموهُ ومَا أنتُمْ لَه بِخازنِین"، وقالَ لا رَازِق إلا هُو سُبحَانه: ﴿و‌ما مِن دابَّة فِي الأرْض إلاَّ علَى اللَّه رِزقُها وَيعلم مُستَقرهَا وَمستَودعها ﴾ وإذا تَقرَّر بلا مُنازعٍ انَّه لا رَازِق إلا اللهُ كانَ ذَلكَ دليلاً على ربُوبيتِه سُبحانهُ وتعالَى لِخلقهِ .
شَهادة الفِطرة البشَرية السليمَة بربوُبيته تَعالى، وإقرَارهَا الصاَّرخ بِذلكَ ، فإنَّ كُل إنسانٍ لم تَفسد فِطرتُه يَشعرُ في قَرارَة نَفسِه بأنهُ ضَعيِف و عَاجزٌ أمامَ ذي سُلطَان غَنيً قَويًّ، وأنَّه خَاضعٌ لتصرّفاتهِ فيه، وتدبِيرهِ لهُ بِحيثُ يَصرخُ في غيرِ ترَددٍ: أنَّه الله ربُّه وربُ كُل شيءٍ .
وإنْ كانتْ هذهِ الحَقيقةُ مُسلمَة لا يُنكرهَا أوْ يُمارِي فيها كُل ذي فِطرةٍ سليِمة فإنّٕه يذكرُ هُنا زِيادةً في التَّقريرِ مَا كانَ القُرآن الكَريم ينتَزعهُ من اعتِرافَات أكَابر الوثَنيِين بِهذه الحقيقةِ الَّتي هي رُبوبيَّه الله تَعالى للخَلق ولكُل شيءٍ . قال اللهُ تعالَى : ﴿ ولَئن سألتُهم مَّن خَلق السَّموات والأرْض ليُقولنَّ خلَقهن العزِيز العَليم﴾
وقال جلَّ جلالُه: ﴿ ولئِن سَألتهم مَّن خَلق السَّموات والأرْض وسخَّر الشَّمس والقَمر ليقُولن الله﴾ وقال عز وجلَّ : ﴿قُل مَن رَّب السَّموات السَّبع وربُ العَرش العظِيم سيقُولون لِله ﴾ .
تَفردهُ تعالَی بالمُلك لكُل شيءٍ،وَتصرفهُ المطْلقُ في كُل شيءٍ وتدبِيره لكُل شيءٍ دلَّ على ربوبتِه ، إذ من المُسلَّم به لَدى كافَّة البشرِ أنَّ الإنسانَ كَغيرِه مِن الكَائناتِ الحيَّة في هذا الوُجودِ لا يَملكُ على الحقيقةِ شيئًا، بدليلٍ أنه يخرُج أوَّل ما يَخرجُ إلى هذا الوُجودِ عارِيَ الجِسمِ حاسرَ الرأسِ حافِي القدمين، ويخرجُ عندمَاَ يخرجُ منهُ مُفارقاً لهُ ليسَ مَعهُ شيءٌ سوى کَفنٍ يُوارى بِهِ جَسدهُ، فكيف إّذا يَصحُّ أن يُقال: إنَّ الإنسانَ مالكٌ لشيء على الحقيقةِ في هذا الوُجودِ؟! وإذَا بطَل أنْ يكونَ الإنسانُ وهو اشرفُ هذهِ الكائناتِ ۔ مالكًا لشيءٍ منهَا، فَمنِ المَالك إذَن؟ المالكُ هُو اللهُ والله وحدهُ، وبدُونِ جدلٍ ولا شكًّ ولا رَيب، ومَا قِيلَ وسُلم في الملْكية يُقالُ ويُسلم كَذلكَ في التَّصرفِ والتدبِير لكُل شأنٍ مِن شئونِ هذهِ الحيَاة، ولعَمر اللهِ إذًا لهِي صفاتُ الرُبوبيَّة : الخَلقُ، الرزقُ، الملكُ، التصرفُ ، التدبيرُ، وقديماً قدْ سلمَها أكابِر الوَثنييِن من عبَدة الأصْنام ، سَجلَ ذلك القُرآنُ الكَريمُ في غيرِ سورَة من سورِه، قال تعَالى : ﴿قُل من يرزقُكم مّن السَّماء والأرْض أمَّن يملكُ السَّمعَ والأبصارَ وَمن يخْرجُ الحَي مِن الميّت ويخرجُ الميّت مِن الحَي ومَن يُدبّر الأمْر فسيَقولُون الَّله فقُل أفَلا تتَّقون فذلكُم اللهُ ربُكمُ الحَق فمَاذَا بعْد الحَق إلاًَ الضَّلال﴾ .
2024/10/04 11:32:37
Back to Top
HTML Embed Code: