Telegram Web Link
الحمد لله والصلاة والسلام على عبده ومصطفاه

كلمات في الثبات 1/2

يتعرض المسلم وهو يحاول التمسك بدينه في زماننا لفتن وتحديات، فيلاحظ مثلا التفنن المعاصر في تسويق المعاصي وبهرجتها وربط مصطلحات السعادة وعيش الحياة بها بصورة ممنهجة مكثفة، ويلاحظ التظاهر بالسعادة ممن يتوسعون في مظاهر الاستمتاع الدنيوي أو يبالغون في التعبير عن ذلك وتوثيقه في المقاطع

ويلاحظ من جهة أخرى التشويه الممنهج للتمسك بالدين وربطه بالتخلف عن التطور والحرمان من " الحياة الطبيعية " و "السعادة"، أو تصويره بأنه ظاهرة منتهية الصلاحية تجاوزها الزمن، وكل من يدخل فيها سينتكس وينطفئ حماسه أو يصاب بأمراض نفسية.. آلخ الأسطوانة

ثم يأتي الشيطان مع ذلك ليساعد من الداخل شياطين الخارج، فيوسوس للإنسان المتدين بانسداد الأفق وسوداودية الحياة وباليأس من ثباته وإصلاح نفسه، وإذا وقع في شيء من الذنوب وسوس بأنه دليل نفاق وعدم صدق أو استحالة ثبات، إلى أن يدخله في حالة صراع وضيق، وربما وسوس له بالشبهات التي يستحل بها بعض المحرمات ليريح ضميره، ليأخذه في طريق الانحراف الفكري المظلم

وبعد تصوير هذا الحال الذي استوحيته من سؤال فتاة عن توجيه للخلاص أقول :

يجب أن ندرك أن تركيز التفكير على الدنيا وأحوال الناس فيها يضعف عزمنا على الثبات

إننا معاشر المسلمين في رحلة مؤقتة للابتلاء، غايتها أن نعبد الله تعالى ونطيعه، ونحن نفعل ذلك لأنه سبحانه يستحق العبادة وحده، فهو الخالق المتصف بالكمال وهو المنعم، وهو الذي يملكنا، وبيده سعادتنا ومصيرنا إلى جنة أو نار

ونحن في هذه الدنيا في دار عبور لا استقرار، وسيمر كل هؤلاء الناس الذين نشاهد أحوالهم وتمضي معهم الأعمال، فيسعدون سعادة الأبد أو يشقون شقاوة الأبد

ثم الناس ليسوا سواء، فهناك كثر من الله عليهم بالثبات، وقد يمرون بابتلاءات ترفع أجورهم وفيها مصالح وحكم يعلمها خالقهم، فليس وجود بعض من ينتكس شبهة تشكل على وجوب الثبات، ولا وجود ابتلاءات كذلك، بل قد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، وإذا أحب الله عبدا ابتلاه، وأنه يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب

ومن حيل الشيطان أنه يجعل الإنسان يركز على ما يثبط عن الثبات، فيرى الصورة مضخم فيها السلبيات والانتكاسات، ويغفل عن الأمور الحسنة التي تنشط للاقتداء والثبات، لذا يجب على العبد أن يلزم الأذكار والاستعاذة ويتحصن من كيد الشيطان ويحذره

والحرص الحرص على صحبة صالحة تعين على الخير، فهذا من أعظم أسباب الثبات، وليقرأ المسلم ويتأمل أحوال الأنبياء وأتباعهم بإحسان في كل زمان، فهذا مما يعين وينشط كذلك

وعلينا بالدعاء واللجوء لله أن يشفي صدورنا ويثبت قلوبنا على الخير، مع الاستعاذة من الفتن والابتعاد عن أسبابها بقدر الاستطاعة

ومن المهم أن نقرأ عن أسماء الله الحسنى ونتعلم معانيها ونعايشها، وخير ما يعين على ذلك القرآن الكريم مع تفسير ميسر مثل تيسير الكريم الرحمن للسعدي، وكذلك الكتب المختصرة المتخصصة مثل كتاب (لأنك الله) لعلي الفيفي، ففي ذلك ما يعرف بالله تعالى ويزيد المحبة والأنس به

ومما ينبغى الانتباه له موضوع الشعور بالذنب ولوم النفس، فهو إذا كان بقدر يعين على محاسبة النفس والإنابة لله وتجديد التوبة فهو حسن، لكن إذا صار بحيث يورث القنوط أو المبالغة في جلد النفس واليأس من إصلاحها، ويمنع الفرح بالطاعة التي تحصل، فهذا مدخل للشيطان، يجب سده باستشعار الرجاء وسعة رحمة الله والتركيز على الحسنات لأنها تمحو السيئات، وعدم الوقوع في أسر الماضي، فالعبرة بالخواتيم والتوبة تجب ما قبلها

وأما شهوة المعاصي التي قد تقع لبعض الناس فيشعر بالإحباط من نفسه، فاشتهاء المعاصي قد يحصل، والدنيا فيها زينة وشهوات، والمشكلة الأكبر تكون في أن نفتن بهذه الدنيا ونكون عبيدا لها، أما مجرد الاشتهاء فهو أمر قد يحصل ويكون من باب الابتلاء

لكن على الإنسان أن يحذر من الاسترسال مع الخواطر السيئة، ويحاول صرف تفكيره عن المعاصي إلى الطاعات أو المباحات على الأقل، وعليه أن يشغل نفسه بما ينفعها في دينها ودنياها، لأن الفراغ يساعد على تطور التفكير في الشهوات المحرمة، وباب المباحات واسع جدا، فليأخذ منها ما يعين على العفاف وشغل نفسه عن المحرم

والعبد إذا ترك شهوته لله أورثه الله نورا في قلبه وراحة في نفسه، حتى أنه ربما يجد بعد فترة أنه صار يتقزز من المعاصي ويرغب عنها، وهذا لا يمنع انه تاتيه خواطر ووسواس أحيانا، لكن يصير أقل عرضة للتفكير المسترسل في هذه الأمور

لذلك يا عبد الله ويا أمة الله ينبغي أن يجاهد الإنسان نفسه، ويصبر حتى يحصل هذا الأمر، ولا ييأس مهما طال الوقت، فالله يرى صبرك ويحبه، وثق أنه لا يضيع أجر من صبر له، وسيجد أثر ذلك بإذن الله ويحمده

وليحذر محاولة إرضاء الضمير بالدخول في انحرافات الفكر والشبهات وأهلها، فهذا يوقع في إشكالات أكبر كما هو مشاهد

للجزء الثاني (https://www.tg-me.com/ttangawi/1745)
كلمات في الثبات 2/2 (للجزء الأول : https://www.tg-me.com/ttangawi/1744)

وأما تلك المظاهر المحرمة التي يسمونها حياة ويحتفلون بها، فالحياة الحقيقية هي التي تكون متفقة مع طبيعة الدنيا وهدف وجودها وغاية خلقنا فيها، وغير ذلك وهم وغفلة يستفيق صاحبها ولو بعد حين ويندم، وقد لا ينفع الندم وقتها

انظر عبد الله لنعمة الطاعة وأنك على الفطرة مع الصالحين والملائكة وسائر المخلوقات التي تطيع الله تعالى، وانظري أمة الله للنهاية الحسنة، ولا تنظري لمن سقطوا وانحرفوا نحو نهايات أخرى، فتغتري بمظاهر مؤقتة مصيرها الزوال

وقد جعل الله لنا متسعا في المباحات، لكن الشيطان يجعلنا نركز على الممنوع مثل ما حصل مع أبينا ادم حين ترك كل الجنة وأغراه بتلك الشجرة

فالواقع الذي يصور في المشاهد أو يوحى به بالتلاعب بالمصطلحات هو وهم شيطاني، والواقع الحقيقي مرتبط بسبب وجودنا وغاية خلقنا وسنن الله تعالى في وجودنا التي لا تتبدل، وأقرأ مثلا قوله تعالى : ﴿ أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يَسۡجُدُۤ لَهُۥۤ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ وَٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُ وَٱلنُّجُومُ وَٱلۡجِبَالُ وَٱلشَّجَرُ وَٱلدَّوَآبُّ وَكَثِيرٞ مِّنَ ٱلنَّاسِۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيۡهِ ٱلۡعَذَابُۗ وَمَن يُهِنِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِن مُّكۡرِمٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يَشَآءُ۩ ﴾ [الحج - ١۸]

وتأمل في صفات الملائكة وحديث القرآن عن عبادتهم ودعائهم للمؤمنين، تجد أن في الوجود حركة غالبة دؤوبة لا تتوقف، وأن ما يوحى لك بأنه واقع حتمي وتطور نهائي لا رجعة فيه هو مجرد شذوذ ووهم! والتاريخ أيضا شاهد بهذا

وتذكر أنك ستموت وحدك وتدفن وحدك وتسأل وحدك وتحاسب وحدك وتواجه مصيرك وحدك، فالجانب المصيري في حياتك لا يحدده من يعيشون "الحياة الطبيعية" المزعومة، وهي حياة الوهم والشرود عن حقائق الوجود والتمرد على أمر الذي يملك هذا الوجود ويدبره ويحدد مصيره

فلنحذر الغفلة ولنفق من هذا الوهم، ولنترك قليلا تلك المقاطع والصور والزخرفات المصطنعة، وحينها سنجد دلائل الحقائق بادية بأدنى تأمل، ومنثورة في كل مخلوق وكل مشهد، بل في أنفسنا، قال تعالى: ﴿ سَنُرِيهِمۡ ءَايَٰتِنَا فِي ٱلۡأٓفَاقِ وَفِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّۗ أَوَلَمۡ يَكۡفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ ﴾ [فصلت - ٥٣]

#رسائل_العبودية
#رسائل_الوعي
#رسائل_الثبات
#رسائل_الغربة
#دحض_الأباطيل
شتان بين منهجين :

▪️منهج من يرى عناية الله تعالى بهذه الأمة وحفظه دينها وتسخيره لذلك العلماء وعصمته لمجموعهم من الضلالة، وعلى أثر ذلك يعتني بتراث المسلمين ويستفيد منه، وإن تخلل بعضه خلل وأمور دخيلة لم تطبق عليها الأمة، فالأمة لم يزل فيها خيرية على خطى سلفها، ولم تزل العلوم تزدهر بجهود متصلة في كل زمان، وفي مساحة العذر مع بيان الخطأ متسع عن ضيق الاطراح ودفن الصواب

▪️ ومنهج يهدم تراث المسلمين لقرون بالطعن والإسقاط لعلمائهم والتزهيد في علومهم، متذرعا بالاكتفاء بعلوم السلف وكأنها علوم قاصرة ظهرت في حقبة قديمة واحترقت، ويدعو للانكباب على ما وجد في تلك الحقبة دون نظر لاستقراء وفهم العلماء المحققين له، ودون نظر لامتداداته في جهود العلماء المتبعين لهم بإحسان

فهذا الاخير منهج جدير بالاطراح، ولو جاء من مدعي عناية بعلم السلف ومنهجهم، فما كل من ادعى أمرا صح له ادعاؤه

ومن العجب الذي رأيته في كلام بعض هؤلاء الترويج لنظرية مؤامرة تاريخية لتفسير رواج علم بعض العلماء الذين وقعوا في زلات لا يتابعون عليها، فيدعون أن السبب هو أن السلطة كانت بيد المذهب الفلاني الفقهي أو العقدي، وبذلك يظنون أنهم يطرحون الثناء عليهم من الكافة فيما أصابوا فيه ونفعوا به الأمة، وهل هذا إلا نظير للطرح الحداثي عن تأثر كبار المحدثين بمثل هذا !

فمثل هذا التنظير والخيال الواسع يفتح باب الطعن حتى في السلف

منشورات سابقة عن هذا الانحراف :

https://www.tg-me.com/ttangawi/1592
https://www.tg-me.com/ttangawi/1595
https://www.tg-me.com/ttangawi/1596
https://www.tg-me.com/ttangawi/1601
https://www.tg-me.com/ttangawi/1603

#إضاءة_منهجية
رسائل..
شتان بين منهجين : ▪️منهج من يرى عناية الله تعالى بهذه الأمة وحفظه دينها وتسخيره لذلك العلماء وعصمته لمجموعهم من الضلالة، وعلى أثر ذلك يعتني بتراث المسلمين ويستفيد منه، وإن تخلل بعضه خلل وأمور دخيلة لم تطبق عليها الأمة، فالأمة لم يزل فيها خيرية على خطى سلفها،…
بعض الإيضاحات تتعلق بهذا المنشور:

1/ تركيزي في المنشور كان على جانب الهدم في هذا المنهج، والذي يتجلّى في مقولات هدمية صريحة وقفت عليها، ولا يهمني أن أناقش جوانب قد يحتمل بعضها النقاش -ولو في بعض الشخصيات بقدر ما-، ولا التشعب مع قضايا لا تنبني عليها القضية الأساسية التي أركز عليها، وإن كان قد يكون لها نوع تعلّق.
2/ المنشور موجه لمن يقررون صراحة التشنيع على طائفة واسعة من الرموز العلمية التي لم يزل العلماء يحتفون بنتاجها، وهم مع تشنيعهم هذا يطعنون ويسقطون ويزهدون في ذلك النتاج، أما من يحذر من أخطاء أو حتى يبدّع ثم يقرّر أنّ ذلك لا ينافي الانتفاع والإقرار بالمحاسن، فالمنشور لم يكتب له من حيث الأصل.
3/ احتفى المنشور بعلوم السلف، ونصّ على أنّها ليست مجرد علوم قاصرة ظهرت في حقبة واحترقت، وذكر أنّ ما بعدها هو امتداد لها. وأودّ أن أضيف هنا أنّ هذا الامتداد ليس مجرد تلخيص وتبسيط، بل فيه قياسات واستخراج لقواعد وتركيب لنظريات متكاملة استقر تأثيرها في علوم المسلمين، وهذا من تراث الأمة الذي يعين على فهم الشرع وتنزيله مع اختلاف الأحوال وطروء النوازل في كل زمان ومكان، ولا يصح اطراحه بدعوى ما دخل على بعض من شارك فيه من بدع وكلاميات يمكن تمييزها ونقدها
4/ المنشور لا ينفي التأثير التاريخي للسياسة في المذاهب العقدية المخالفة لأهل السنة وانتشارها، فأصل ذلك ليس محل نزاع، لكن الذي ركزت عليه هو ما في تراث أهل السنة من ثناء العلماء ورواج بعض النتاج العلمي الذي قدمه بعض من وقعت لهم مخالفات عقدية، فلا يصح جعل هذا الثناء والقبول من علماء أهل السنة من تأثير السلطة بتفسير تآمري متخيّل للتخلص من حمولة ذلك الثناء، ولا يبرر ذلك وجود استضعاف لأهل السنة في بعض الأزمنة يبرر بعض المداراة في بعض المواقف الفردية، ففرق بين المداراة في مواقف فردية وبين التقريرات العلمية التي تكتب وتنسب بعد ذلك قطعا لأصحابها فتلتبس، والخلط بين المقامين يفتح باب التشكيك في جملة كبيرة من تراثنا بأنه قد يكون فيه ما هو من قبيل المداراة لدفع الاستضعاف، فيؤول ذلك لما حذرت منه من هدم التراث.
5/ تقدير خطأ العالم وتصنيفه على أنّه زلة مغمورة أو جزء من مجموعة أخطاء عقدية توجب مزيد تشديد في وصفه، يرجع كثيراً لفهم حال الشخصية وضبط خطئها والنظر في بقية أقوالها وعموم منهجها وموقف العلماء منها، وكثير من طلاب العلم – فضلاً عن العوام- ليسوا على علم تفصيلي بذلك، بل يقلدون ما شاع عند جماهير مشاهير العلماء المتأخرين من الاعتذار لكثير من الشخصيات، وهذا أسلم في التقليد، فالسلامة هي الأصل في المنسوبين للعلم والفضل ممن كثر الثناء عليهم بين العلماء، والخطأ في العذر مع عدم تبيّن الحال وضبط قواعد الحكم أسلم، وغايته أنّه تقليد مقلد لمن يصح تقليده، وهو أسلم من تقليد من لا يعرف حاله عند كثير من العلماء لمجرد أنّه يدّعي أنّه أعلم بمقولات السلف وتنزيلها ويشنّع على من يخالفه.

بل أكثر من يُدعى اليوم لقبول التبديع والإسقاط لا يعرفون ضوابط الحكم على المخالف على التفصيل، وإنما أحسن أحوالهم أنهم يعرفون تقريرات أهل السنة بأدلتها وبطلان ما يخالفها، وأما مراتب المخالفة وما يترتب على المخالف وما وقع في الحكم عليه من خلاف وتفصيل فلا يعرفونه، فكيف يخاطبون بأن يفرعوا على ذلك تبديع وتشنيع أصحاب مصنفات لم تزل محل ثناء وقبول العلماء إلى أئمة زماننا من المشاهير المتبوعين، وأي تحقيق علمي يصلون له بسماع هذه الدعوات، غاية ما في الأمر أن هذا شأن تخصصي يناقش بين طلاب العلم المتخصصين، وأما نثره في عوام الناس أو حتى عوام الطلبة فليس من الفقه، وهو مظنة ما نراه من إسقاط وهدم، وتطوير عوام الطلبة وضيقي العطن لهذه المقولة لأقصى حد يتجاوز ما يقرره أصحابها في الأصل.

والناظر في بعض من أخذوا أصل هذه المقولات ثم طوّروها بالجهالة وحبّ الانتصار في الخصومات يرى ما يؤسف حقا، فكثير منهم صار اشتغاله بالمناكفة في هذه القضية وما يشبهها، ولا يظهر فيما يشتغل به أنه يطور نفسه علميا ويتفقه في علم السلف، فلا هو بالذي انتمى حقا للسلف ولا هو بالذي سلم الناس من سفاهته ونزقه بسكوته عما لا يحسن، بل قد بلغ الحال ببعضهم أن ثار حتى على من يزعم أنّه يقتدي به في هذا المنهج واصطدم به ولقي منه التوبيخ!

هذا بعض ما رأيت أهمية توضيحه مما يمس المنشور مباشرة، وأسأل الله أن يبصرنا بالحق ويعيذنا من الضلال
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

بين أولويات الفرد وفرض النماذج!

واقع اليوم يفرض الكثير من التحديات والثغرات، وأبواب الدين وأنواع الواجبات وأساليب القيام بها تتعدد، ولكل إنسان قدرات واهتمامات وصفات شخصية تساعده في أمور دون أخرى، وهذا كله يفرض التنوع والاختلاف السائغ

إذا أضفنا لذلك وجود الخلاف في بعض المسائل الشرعية، واختلاف النظر في فهم الواقع وترتيب المصالح والمفاسد، سواء كان ذلك عند البعض سائغا أو غير سائغ، فهذا أيضا يفضي لتعدد النماذج والطرائق في مواجهة التحديات وسد الثغرات التي فتحت على المسلمين منذ زمن وتتزايد في هذا العصر

ومع هذا كله يحتاج الأمر لإدارة هذا الاختلاف، وهنا أيضا تختلف الأنظار وتتعدد النماذج، بدءا من تصنيف الخلاف على أنه انحراف أو اجتهاد، والحكم على المخالف، والنظر في الأصلح في طريقة التعامل معه وبيان حاله

وإذا أخذ الناظر في تحليل ذلك كله فلا بد أن يلاحظ التعقيد في العوامل المؤثرة فيه، ولا يصح أن يرده كله إلى عامل واحد دوما، ولا يصلح لمثل هذا المقام رجل المسألة الواحدة كما يقال أو حتى المنهمك في التخصص الواحد

وهذا الخلل ملاحظ في بعض التحليلات، فتوصيف المواقف يرجع لتصنيفات شرعية تراثية عند بعضهم، أو يرجع إلى أوصاف تتعلق بالاتجاهات الفكرية والفلسفات المعاصرة عند الآخر، أو ينطلق من تخصص إنساني معين وقراءة للواقع يطغى عليها هذا التخصص

يبدأ بعد هذا الخلل مع ضيق العطن ممارسة فرض النماذج، فإما أن تتبنى نموذجي في التحليل ثم في العمل والتفاعل مع الواقع، أو أسقط عليك ما عندي من قوالب جاهزة، بين تصنيف وتشخيص ووصم بالجبن وغير ذلك من المعائب

والذي يحتاجه الإنسان الفاعل في هذا الواقع المتشابك هو الهدوء والتأمل المستمر، ومحاولة النأي عن الانسياق وراء الانفعالات الآنية، وأن يسعى باستمرار للنضج والتأثير الموافق لمقاصد الشرع بعيدا عن الأسر للنماذج والقوالب

وأما المتابع الذي يتلقى في غالب حاله، فيحتاج للتمسك بالمحكمات، والاهتمام ببناء النفس علميا وتربيتها إيمانيا، ولا يدخل في صراعات وجدليات لا تنفعه ولا ينفع هو بالدخول فيها

ومن المهم أن نفهم أن تحديات أزمنة الفتن تفرض شيئا من التحير خاصة إذا أصر الإنسان على أن يكون له رأي في كل شيء ولم يرتب أولوياته ويعرف مكانه اللائق به في العلم والعمل، فليس من الحكمة أن يضع الإنسان نفسه في غير موضعها، غافلا عن غاية خلقه الأساسية وما تقتضيه من العمل لآخرته وفق مناهج الشرع وأولوياته

بصرنا الله بما ينفعنا وأعاننا على ما يرضاه منا، والحمد لله

#إضاءة_منهجية
#رسائل_الوعي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، اما بعد.

الصدق بين القيمة الخلقية والخديعة الفردانية! (١/٢)

من المقولات المنتشرة في عصرنا: كن نفسك.. وربما غلفت بغلاف الصدق فيقال: كن صادقا مع نفسك، ويعنون بذلك أن تطابق بظاهرك باطنك، ويقرّرون بأنّ في ذلك الراحة والسعادة، وعادة ما تساق هذه المقولات بإطلاق دون تقييد.

ولا يمكن أن تكون مطابقة باطن النفس بما فيها من تنوع في الأفكار والرغبات والأحاسيس والأهواء هي قيمة الصدق المحمودة بإطلاق، ولو حاول إنسان أن يكون صادقا بهذا المعنى فيفعل ما بدا له ولو كان مستقبحا عند العقلاء لعدّ مسيئاً ولم يحمد أحد له فعله بدعوى أنّه من الصدق.

وقد جاء في الحديث المتفق عليه: (إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، ‌والفرج ‌يصدق ذلك كله ويكذبه)، قال النووي: " معناه أنه قد يحقق الزنى بالفرج وقد لا يحققه "، ففعل الزنا تصديق لما يدور في النفس.

وإنّما تكون مطابقة الباطن محمودة باعتبارين:

الأول: أن يستقيم الباطن بأن يكون حقاً، لكونه فطرة سليمة، وضمان سلامة الفطرة عرضها على الوحي، لأنا نعلم أن التحريف يصيب داخل الإنسان بالمؤثرات الخارجية، كما في حديث (ما من مولود إلا ويولد على الفطرة، فأبواه يهودانه..) الحديث، ولذلك أنزلت الشرائع، فهي تصحح الظاهر وتردّ الباطن لميزان الحقّ.
الثاني: أن يطابق بتعديل الباطن، فبدلاً من أن يفكّر في تغيير ظاهره لموافقة باطن باطل، يغيّر هذا الباطن إلى حقّ، فتكون المطابقة بالحق، وفي هذا تصحيح لما في النفس من باطل، وردّ له لما فيها من فطرة وصواب، ولهذا تحمد النفس اللوامة، ويحمد إصلاح النفس، ودواخل النفس تتنازع، خاصة إذا اعتبرنا تأثير الهداية وإلهام الخير مقابل الوسوسة الشيطانية، فتغليب الخير باطناً وظاهراً هو الصدق المحمود.

ويرجع الصدق الأعظم إلى الصدق مع الله تعالى، فأنت عبد مخلوق، وغيرك مخلوق، والحق سبحانه هو الذي يحمد لذاته، وتكون موافقته لذاته في محبوباته وتصديق ما يخبر به هو المعيار الثابت الذي لا يشوبه نقص ولا تبديل، وهنا يأتي صدقك في عبوديته بطاعته ظاهرا وباطنا ولو جاء ذلك خلافا لرغبة النفس.

يقول تعالى : ﴿ يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّدِقِينَ} ، ثم يقول ﴿ مَا كَانَ لِأَهۡلِ ٱلۡمَدِينَةِ وَمَنۡ حَوۡلَهُم مِّنَ ٱلۡأَعۡرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ ٱللَّهِ وَلَا يَرۡغَبُواْ بِأَنفُسِهِمۡ عَن نَّفۡسِهِۦۚ} الآية من سورة التوبة

ففي هذه الآيات من هذه السورة التي أكثرت من الحديث عن المنافقين الذين يخالف ظاهرهم باطنهم، جعل الله تعالى الصدق في عدم إيثار النفس على نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم، فالصدق هنا لم يكن في رغبة النفس بل في خلافها صدقاً مع الله تعالى في عهد العبودية، فيكون عمله مطابقاً لهذا العهد المركوز في فطرته والموافق حقيقة لخلقته ومصلحته في الدارين.

إنّ مدح مطابقة ما في النفس واعتباره معيارا بإطلاق من أثر النزعة الفردانية التي ولدت لنا مفردات مثل تحقيق الذات وتوكيدها وعدم الاهتمام بما يقوله الآخرون وما إلى ذلك، وأيضا تقديس المشاعر الداخلية وكأنّ باطن الإنسان مصدر حق بإطلاق.

ولهذه المعاني صلة أيضاً بعبادة اللذة الفردية والسعي في تعظيمها وجعلها هي الهدف الأعظم من الحياة، ومحاولة إشباع ذلك بالاستهلاك واللهث المادي وراء مغذيات اللذة المؤقتة، وكل ذلك مخالف لمبدأ العبودية، وفيه حقيقة تعاسة الإنسان لمصادمته لسنن الحياة وطبيعة الاحتياجات النفسية الفطرية التي تطلب العبودية لله تعالى ولا تسكن لغيره جل في علاه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (تعس عبد الدينار..) الحديث.

ومن أثر تصحيح الرؤية في هذه القضية قبول عدم المطابقة على أنه خير من المطابقة أحيانا!

فعدم المعصية رغم أن الشخص يشتهيها في داخله هو عدم مطابقة محمودة، وهي في نفسها تطابق الفطرة والعبودية.

بل يمكن أن يكون الإنسان مقيما على معصية على استحياء وانكسار ويكون ذلك غير مطابق لبعض الفطرة وكمال العبودية من وجه كونه معصية، ومطابقا من وجه آخر هو الاعتراف والانكسار، ويكون ذلك خيرا له من مطابقة داخل فاسد بإطلاق يدعوه لعدم التناقض مطلقا، ويقول له كن صادقا وأظهر معصيتك وجاهر بها واطرد عليها في كل حين!

ولهذا دخل الشيطان على بعض الناس من هذا الباب، فشنع في نفوسهم انهم يتناقضون في اختلاف حالهم من بلد لآخر، أو بين وقت لآخر، وبدلا من التصحيح قادهم لاطراد الخطأ، كل ذلك كرها لعدم المطابقة وتزيينا لمطابقة باطلة باسم الصدق، وهو من جنس تصديق الفرج لشهوة الحرام!

يتبع..
للجزء الثاني : https://www.tg-me.com/ttangawi/1751
الصدق بين القيمة الخلقية والخديعة الفردانية! (٢/٢) - للجزء الأول : https://www.tg-me.com/ttangawi/1750

= ولو بقي هؤلاء في تناقض لكان خيرا لهم، لكن تضخيم الذات وفلسفة كن نفسك وهذه المعزوفات الرنانة جعلتهم يستعظمون التناقض، والتناقض هنا يمكن أن يجتمع مع الاعتراف بالضعف والانكسار للرب، ونفس لوامة خير من نفس مستكبرة تبرر الخطأ وتستحله بطريقة أو أخرى لتهرب من وخز الضمير وشهود عيوب النفس باسم ترك التناقض.

ومن أوجه تفضيل عدم المطابقة أحيانا ترجيح أعلى المصلحتين، كترك إنكار منكر يجر إنكاره لمنكر أكبر، أو عدم إنكاره بطريقة صريحة، وقد يرى بعض الناس أن من الصدق إظهار المساوئ في العلن بقالب الندم والاعتراف بالقصور، وهذا وإن كان قد يعد عند البعض شجاعة، لكنه يخالف مقصدا قدمه الشرع وهو الستر، ما يؤكد على ضرورة الضبط لرؤية الإنسان للصدق المحمود تبعا للشرع واتساقا مع العبودية.

#رسائل_العبودية
#إضاءة_منهجية
#رسائل_الوعي
#دحض_الأباطيل
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد.

بين شيطنتين!

ننتبه كثيرا إلى شيطنة المخالف من غيرنا، حين يصوّر على أنّه كتلة شر محض لا خير فيه، فننزعج من ذلك التصوير الظالم، ولكن قلّما ننتبه إلى الشيطنة الداخلية، والتي يكون التصوير فيها من الشيطان نفسه، فيجعلنا نتصور من يزل أو يخطأ على غير صورته، فلا نرى فيه إلا قصد الشر وصفات الشر، فنظلمه في دواخلنا، ثم ننتقل لمرحلة شيطنته في عيون الآخرين بلا رحمة، لأنّا قبلنا عنه صورة منزوعة الخير

وليست هذه دعوة للاتجاه المعاكس، الذي لا يتصوّر إنساناً أضمر الشر وهويه وصيره قائدا له، فهذه الصورة موجودة، ومحاولة محوها من الوجود تضفي سذاجة في الوعي، وتخلّ بالمواقف المناسبة التي يجب اتباعها تجاه نوع من البشر لا يزال موجوداً

بل المراد أن نعي بوعينا، فننتبه لما يجري في دواخلنا ولا ننساق مع وساوس خفية تقودنا لتصورات لا تطابق الواقع، وحين يحصل هذا الوعي مع العلم بمنازل الأعمال في الشرع والتفريق بين الخير والشر في ضوء معاييره، حينها تكون التصورات والأحكام أقرب للصواب

فلننتبه لتأثير الشيطان في دواخلنا، كما ننتبه لشيطنة الناس الجائرة التي تكون من خارجنا، دون إفراط ولا تفريط، مع الأناة والاعتراف بجهل النفس وعدم وضعها في مواضع حكم على الآخرين ليست مؤهلة لها، خاصة في مواضع الاشتباه واختلاط الخير والشر

#رسائل_الوعي

ذو صلة:
https://www.tg-me.com/ttangawi/1524
لمحبي السوداوية وتشويه التاريخ :

التاريخ الإسلامي بما فيه من محاسن وإخفاقات هو في مداه الكبير منحنى صعود للبشر، يعرف ذلك من عرف الجاهلية، وأما من يظن أن في الحياة الدنيا نشاط بشري نزعت منه صفات البشر، فهذا يحتاج أن يتذكر أن الدنيا دار ابتلاء وأن الإسلام لم يأتي لاقتلاع طبيعة البشر بل بإصلاحها، ولم يأت لينقل الناس من دار الابتلاء والنقص لدار الجزاء والكمال قبل أن ينتهي الامتحان

ومن سنن الدنيا أن يظهر للفساد آثار بما كسبت أيدي الناس، ويظهر للعدل والصلاح آثار من بركة الطاعة، وطبيعة هذا التداول السنني تقتضي أن يظهر أثر ذلك في حركة التاريخ فيتلون بآثار الأحوال، ويعتبر الإنسان فينيب ويعتصم بحبل الله

#رسائل_الوعي
Forwarded from رسائل..
أواسيك نفسي إذ فقدتِ المواسيا
وأوصيك صبرا ما لقيتِ المآسيا

ومالي لا أحنو وأمسح دمعة
وأذكر أجرا في القيامة باقيا

تلفّت لا ألقى من الناس شاعرا
ولم ألق من يبكي إذا بت باكيا

فقلت أيا نفسي أواسيك ساعة
ولكن محال أن أدوم مواسيا

فقومي دعاء وابتهالا للحظة
ليجبرك الرحمن دهرا مواتيا

وهيا اقرئي أم الكتاب وآية
وهيا اشهدي الألطاف منها تداويا

ومهما بدا عسرٌ فيُسْرُك غالبٌ
ستستسلم الآلام - واللهِ- تاليا

#رسائل_الصبر
#رسائل_البلاء
#شعر
الأحلام الكبيرة تحلو في البدايات، ثم مع تقدم العمر شيئا فشيئا تبدأ الأقدار في تحديد المسارات، فينكشف للإنسان حقيقة أن القدر هو مصيره، وأن أحلامه منها ما سيتحقق ومنها ما سيتعذر مهما فعل

ومن المهم هنا أن تكون العبودية هي الغاية الكبرى، فمهما ماجت الأحلام تبقى هي الحقيقة الثابتة التي تشعر الإنسان بأنه لم يضع، وأنه سائر في اتجاه نهاية حسنة مهما كانت إحباطاته، وأن لتلك الغاية خيارات كثيرة قد يكون بعضها مرادا له في مرحلة، ثم يتعذر أو ينكشف أن غيره أولى منه

وحقيقة العبودية تقتضي أن يستسلم الإنسان لقضاء ربه إذا نزل، ويعلم أن الخيرة في التسليم لما اختاره الله له، وبهذا يكون قد حقق الهدف الأعظم مهما كانت الأمور تسير على غير ما كان يخطط

جميل أن نحلم ونرتفع بالهمم، ولكن مع إدراك هذه الحقيقة التي تكسبنا المرونة والطمأنينة مهما حصل في هذه الحياة، والتي لا تخلو من آلام ومفاجآت غير متوقعة.. وتبقى الحقيقة ثابتة: العبودية.

#رسائل_العبودية
#رسائل_الوعي
#رسائل_الصبر
#رسائل_البلاء
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

جاء القرآن موعظة يذكر الإنسان بحقيقته وحقيقة الدنيا، مخبرا عن أحوال الناس في الآخرة، معرفا الإنسان بربه ليحبه ويعظمه، مذكرا له بحقه مخوفا عقابه مرجيا ثوابه، قاصا له أحسن القصص التي تكشف أحوال أهل الصراط المستقيم ومآلاتهم، وأحوال أهل السبل المغضوب عليهم والضالين ومآلاتهم، وفي ذلك وغيره ما يكفي لصلاح القلب ويقظته من كل غفلة

#رسائل_القرآن
#رسائل_التزكية
*سيشرح - بإذن الله - الدكتور : محمد بن عبدالعزيز نصيف منظومته: ( أصول السير إلى الله )*

*وذلك كل جمعة في الساعة السادسة صباحا بتوقيت السعودية عن بعد ابتداء من ٩ صفر ١٤٤٥.*

*رابط الحضور عبر زوم:*
https://tinyurl.com/3j6mjzzx

*رابط المنظومة مع التمرينات بصيغة بي دي اف:*
https://tinyurl.com/4ztabsh3
رسائل..
‏#إضاءة_منهجية (٢٤) إندومي مؤامرة! يقوم العقل بفحص ظواهر الأفكار والأحداث وفهمها وتحليلها وتكوين التصورات حولها، ثم يتخذ الإنسان المواقف.. هذه العملية يجريها العاقل باستمرار بهذه التلقائية ويبني عليها أغلب قناعاته ومواقفه، وليس بحاجة لقطع هذا التسلسل الطبيعي…
من حين لآخر تلمع بعض الأحداث التي يمكن بالتأمل فيها معرفة خطورة تسطيح العقل وسرحانه بعيدا في نظريات المؤامرة

تفسيرات المؤامرة كثيرا ما تكون سطحية تعطل عمل العقل المطلوب في الرصد والتحليل المعقد، فيكون التفسير التآمري مماثلا للقراءة السطحية للوقائع، كلاهما يتجاوز جهد العمل العقلي الممنهج، إما بقبول السرديات الشائعة كما هي، أو بقبول التفسيرات التآمرية السطحية كما هي

https://www.tg-me.com/ttangawi/472

https://www.tg-me.com/ttangawi/1663
تمسك بإيمانك وحافظ عليه بإنكار قلبك لكل ما أسخط الله تعالى، فليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل

تمسك بالإيمان الذي يتضمن تعظيم الرب سبحانه والغضب له إذا انتهكت محارمه، وحب ما يحب وبغض ما يبغض

تمسك بالإيمان الذي أنت فيه عبد فقير لمولاك، وربك الغني الكريم، الذي خلقك ورزقك وسخر لك ودبرك، وهو رب كل شيء، فجحوده والإساءة له سبحانه أشنع جرم وأعظم ذنب، وغضبك له دليل حياة قلبك

تمسك بالإيمان الذي يحركك وفق شرعه معظما لأمره ونهيه، محبا لأوليائه مبغضا لأعدائه

واحذر الإيمان الفلكلوري، الذي يجعل علاقتك بالله علاقة عادة وتقاليد مجتمع يتغير بتغير الأحوال بلا انقياد لأمر الله ولا تسليم لشرعه، أو إيمان عبودية النفس، الذي تطلب فيه مشاعر روحانية تخفف بها أعباء الحياة، ثم لا تعتقد عليك تكليف العبودية وانقياد الطاعة، فأنت وهواك فيه المركز، وغير ذلك تبع

جاء في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاَوَةَ الإِيَمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِواهُما، وأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ للَّهِ، وَأَنْ يَكْرَه أَنْ يَعُودَ في الكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ في النَّارِ

فالإيمان النافع إذا يستلزم المواقف القلبية الصحيحة، وليس مجرد معرفة لا تثمر عملا ولا تحرك موقفا

فليتفقد العبد إيمانه إذا انتهكت حرمات الله تعالى، وليحرك لسانه بالدعاء والبراءة والدعوة للمواقف الصحيحة حسب استطاعته، وليحضر في قلبه أن الله تعالى يمهل بحلمه ولا تتخلف سننه في استدراج أعدائه والمكر بهم، وأن الأمر كله له، ولا يغتر بمن يتقلب في نعمه ثم يستعملها في انتهاك حرماته، فإنه مغرور ممكور به

#رسائل_العبودية
#رسائل_الوعي
روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج -وهو القتل القتل- حتى يكثر فيكم المال فيفيض».

اللهم الطف بإخواننا في المغرب واغفر لنا أجمعين وعافنا مما لا يرضيك وارزقنا موجبات رحمتك
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

حساسية الناس لما خلق الله تعالى ويخلق من الآيات الدالة على ربوبيته وسننه متفاوتة، وقد قال تعالى : ﴿ وَكَأَيِّن مِّنۡ ءَايَةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ يَمُرُّونَ عَلَيۡهَا وَهُمۡ عَنۡهَا مُعۡرِضُونَ ﴾ [يوسف - ١۰٥]

ومع ذلك فإن تلك الحساسية تزداد حتى عند من يعرض مع ضغط بعض الآيات، ثم يسرع الإعراض إليه فور زوال الضغط، قال تعالى: ﴿ فَإِذَا رَكِبُواْ فِي ٱلۡفُلۡكِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمۡ إِلَى ٱلۡبَرِّ إِذَا هُمۡ يُشۡرِكُونَ ﴾ [العنكبوت - ٦٥]
وقال سبحانه :﴿ فَلَمَّا كَشَفۡنَا عَنۡهُمُ ٱلرِّجۡزَ إِلَىٰٓ أَجَلٍ هُم بَٰلِغُوهُ إِذَا هُمۡ يَنكُثُونَ ﴾ [الأعراف - ١٣٥]


والمؤمن بالغيب يتحسس الآيات ويتفكر فيها وينزلها على حاله ويتفاعل معها، وقد كان النبي صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا رَأَى مَخِيلَةً في السَّمَاءِ، أقْبَلَ وأَدْبَرَ، ودَخَلَ وخَرَجَ، وتَغَيَّرَ وجْهُهُ، فَإِذَا أمْطَرَتِ السَّمَاءُ سُرِّيَ عنْه، فَعَرَّفَتْهُ عَائِشَةُ ذلكَ، فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما أدْرِي لَعَلَّهُ كما قالَ قَوْمٌ: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ} [الأحقاف: 24] الآيَةَ. (أخرجه البخاري عن عائشة رضي الله عنها)

وكذلك حاله صلى الله عليه وسلم مع الكسوف وتشريع الصلاة فيه والدعاء..

ولاحظ في حديث الغيم أن مجرد احتمال كونه عذابا أثر في قراءة المشهد، فأين من يشهد آيات كالزلازل ثم يقرأها على أنها أحداث طبيعية محضة لا تدعو لعبرة ولا تستدعي خوفا وتوبة!

ومن كان هذا حاله فكيف سيعتبر بالآيات المتكررة مثل ما ذكر الله تعالى: {ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر} الآية!

وهل يقنع مثل هؤلاء إلا بآية تخضع أعناقهم ثم تبقى تخضعها دواما! فإن كان هذا مرادهم فهو ليس مرادا من الآيات الشرعية، فهي آيات تستدعي إيمان الغيب الذي ينفع الإنسان، إيمان العقل والفكر والاتعاظ، لا إيمان القهر الذي لا ينفع

قال تعالى: ﴿إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (٤)﴾. قال السعدي :

" ولكن لا حاجة إلى ذلك ولا مصلحة فيه؛ فإنَّه إذْ ذاك الوقت يكون الإيمان غير نافع، وإنَّما الإيمانُ النافعُ الإيمانُ بالغيب؛ كما قال تعالى: ﴿هل يَنظُرون إلاَّ أن تَأتِيَهُمُ الملائكةُ أو يأتيَ رَبُّكَ أو يأتِيَ بعضُ آياتِ ربِّكَ يومَ يأتي بعضُ آياتِ ربِّكَ لا يَنفَعُ نفساً إيمانُها ... ﴾ الآية ".

فينبغي للإنسان أن يصحح نظرته لسنة الله تعالى في الآيات وكيف تقرأ بشكل صحيح، ليخرج بذلك عن حال الغفلة والإعراض، إلى حال الانتفاع والاتعاظ..

والله الموفق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد

#رسائل_الوعي
#الزلزال

https://www.tg-me.com/ttangawi/1764
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#طائر_اللقلق #Stork
كأن الطائر أراد تدفئة زوجته التي تحضن البيوض في الطقس البارد
#العائلة #محبة


(عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)
للهداية طريق الإنسان مطالب بمعرفته وتمييزه وسلوكه، وللضلالة طرق يجب عليه تجنبها، ومن قصر في ذلك وسلك طرق الضلالة لم ينفعه أن يحسب أنه على هداية

قال تعالى {فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون}

قال الطبري: وهذا من أبين الدلالة على خطأ قول من زعمَ أن الله لا يعذِّب أحدًا على معصية ركبها أو ضلالة اعتقدها، إلا أن يأتيها بعد علم منه بصواب وجهها، فيركبها عنادًا منه لربه فيها. لأن ذلك لو كان كذلك، لم يكن بين فريق الضلالة الذي ضلّ وهو يحسَبُ أنه هادٍ وفريق الهدى فَرْقٌ، وقد فرَّق الله بين أسمائهما وأحكامهما في هذه الآية.


وقال السعدي: وفيه دليلٌ على أن الهداية بفضل الله ومَنِّه، وأن الضلالة بخذلانه للعبد إذ تولى ـ بجهله وظلمه ـ الشيطانَ، وتسبَّب لنفسه بالضلال، وأن من حسب أنه مهتدٍ وهو ضالٌّ فإنه لا عذر له؛ لأنه متمكِّن من الهدى، وإنما أتاه حسبانه من ظلمه بترك الطريق الموصل إلى الهدى

وعليه، فالمؤمن يخشى على نفسه من هذا الحال فيتفقد ويحاسب ويتثبت بالرجوع للمصادر الصحيحة والمنهج الشرعي، فنفسه لا تهون عليه ليسلك بها كل واد ويتبع بها كل صائح

#رسائل_الوعي
#رسائل_الهداية
2024/11/14 15:25:04
Back to Top
HTML Embed Code: