طُويلِبَةُ العِلمِ وَخَادِمتهُ 🎓 4585

668 views03:55

• • 🌱 ✉️

رسالة إلى المغتربين المسلمين:

أريد أن أحدثم بشيء مهمٍ ربما قد تكرر طرحه، ولكني لا أمل من تكراره لأهميته، ولغيرتي على لغتنا التي اختارها الله من بين كل اللغات لينزل بها دينه؛ ارتأيت كتابة هذه الرسالة، لعلها تلامس قلوب الأهالي فتوقظهم، وتنبههم لأمر قد غفلوا عنه أو تغافلوا.

من واقع اختلاطي بأطفال المسلمين من قبل والآن، كثيرًا ما رأيت عجزهم عن فهم اللغة العربية والتكلم بها، أو ثقل لسانهم، رغم أن آباءهم عرب، يعرفون العربية ويتقنونها، فما لهم لا يعلمون أولادهم! وهذا أمر مؤسف جدًا لا يدل إلا على إهمال وقلة تقدير ووعي بأهمية تعلم اللغة العربية. وفي المقابل نجد أطفالًا -وهم قلة- خلقوا في بلاد الغربة لكن يتكلمون العربية ويكتبون بها! وذلك لحرص أهلهم على تعليمهم إياها، فجزاهم الله خيرًا.

ينبغي أن نعلم أن اللغة العربية لها ارتباطٌ وثيق بالدين الإسلامي، والقرآن الكريم، فقد اصطفاها الله من بين لغات العالم لتكون لغة كتابه العظيم و لتنزل بها الرسالة الخاتمة {إنا أنزلناه قرآنًا عربيًا لعلكم تعقلون}، واللغة هوية، فلماذا كل هذا التفريط منّا؟ فكم من شخصٍ مسلمٍ غير عربي يتمنى لو يعرف العربية؛ ليتعلم أكثر عن دينه، وذلك لقلة المصادر الدينية المترجمة للغات أخرى! وكم من مسلم غير عربي يتمنى لو يعرف العربية ليتلذذ بسماع القرآن وفهمه! وكم من مسلم غير عربي يتمنى لو يجيد قراءة القرآن كما العرب المسلمون!

فما لنا لا نقدر نعمة أعطانا الله إياها، وفضلنا بها على كثير من خلقه! أولا يستوجب أن نشكر الله على نعمه؟ والشكر لا يكون باللسان فقط، وإنما في استعمال نِعم الله فيما يرضى الله، فمالنا نتغافل عن نعمة أعطانا الله إياها ولا نعلم أبناءنا لغة القرآن؟ أليس كل راعٍ مسؤول عن رعيته؟! فاتقوا الله في أولادكم.

وكلامي هذا لا يزهّد من أهمية تعلم اللغات الأخرى، لأن تعلم لغة البلد الذي نعيش فيه ضرورة لا بد منها، ولكن ليس على حساب لغتنا العربية!

وهنا يأتي سؤال مهم يحول كل ما قلناه من شيء نظري إلى شيء عملي تطبيقي، وهو: كيف نعوّد أبناءنا على اللغة العربية كي ينشؤوا بلسان قويم لا ثقل فيه؟

١) يجب على الأهل وضع قانون في المنزل يستوجب التحدث بين أفراد العائلة باللغة العربية فقط، ولا تُستخدم لغة أخرى إلا عند الضرورة.

٢) لا تعتمد فقط على تحدثك أنت مع ولدك باللغة العربية، بل اجعله هو يتحدث بها، فبعض المشاكل المنتشرة أن بعض الأطفال تفهم العربية ولكن لا تستطيع التحدث بها، بسبب اعتيادها على سماعها لا التكلم بها.

٣) الحرص على تحفيظ الأولاد القرآن، والتأكد من ضبط مخارج الحروف عندهم؛ فذلك مما يقوّم لسانهم؛ لأن هناك حروفًا باللغة العربية غير موجودة في لغات أخرى.

٤) إن كان أطفالكم ممن يشاهدون أفلام الكرتون، فلتحرصوا أن تكون باللغة العربية الفصيحة.

٥) إن كان أطفالكم ممن لا يعرفون القراءة بالعربية، فاحرصوا على إرسالهم لمدارس إسلامية، وإن كان الأمر صعبًا، فعلموهم الحروف في المنزل (هناك طرق كثير تجدونها على يوتيوب).

٦) إن كان أولادكم ممن يجيدون القراءة، أو يعرفون الحروف ولكن لا زالت قراءتهم ضعيفة، فاحرصوا على تقوية قراءتهم ومخزونهم اللغوي، من خلال إعطاءهم قصصًا قصيرةً باللغة العربية ليقرؤونها، ومع الوقت ستجدون تحسنًا ملحوظًا، سواء من جهة النطق أو من جهة الكلام ومخزون الكلمات.

(٧) أخبروا أبناءكم ألّا يتحدّثوا بلغة عجميّة أبدًا في حياتهم إلّا مع شخصٍ غير ناطق بالعربيّة، خاصّة مع أصدقائهم العرب فهذا ينشر ثقافة العربيّة في المجتمع العربيّ هنا شيئًا فشيئًا.

وكي لا أطيل عليكم، أختم الكلام بنقولات قصيرة عن أأمتنا وعلمائنا فيما يتعلق بأهمية تعلم اللغة العربية..

- قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، قال: "تَعَلَّمُوا الْعَرَبِيَّةَ فَإِنَّهَا تُثَبِّتُ الْعَقْلَ، وَتَزِيدُ فِي الْمُرُوءَةِ".

- وقال ابن تيمية رحمه الله: "إن اللسان العربي شعار الإسلام وأهله، واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميزون".

- وقال الإمام الشافعي: "اللسان الذي اختاره الله عز وجل لسان العرب فأنزل به كتابه العزيز، وجعله لسان خاتم أنبيائه محمد -صلى الله عليه وسلم-، ولهذا نقول: ينبغي لكل أحد يقدر على تعلم العربية أن يتعلمها لأنها اللسان الأولى".

675 views11:13