‏فيديو من الصفحة الفاطمية

الصفحة الفاطمية:
المحاضرة (53).
عنوان المحاضرة عاقبة المكذبين والمستهزئين بالدين.
مجلس للسيدة زينب عليها السلام.

المقدمة:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صلى الله عليك يا سيدي ومولاي يا رسول الله وعلى آل بيتك المظلومين لعن الله الظالمين لكم من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين
ما خاب والله من تمسك بكم وأمن من لجأ والتجأ إليكم يا ليتنا كنا معكم سادتي فنفوز والله فوزا عظيما

السلام عليكِ يا بنت النبأ العظيم السلام عليكِ يا بنت من قاد زمام ناقتها جبرائيل وشاركها في مصابها إسرافيل وغضب بسببها الرب الجليل وبكى لمصابها إبراهيم الخليل ونوح وموسى الكليم في كربلاء, السلام عليكِ يا بطلة كربلاء يا أم المصائب زينب

القصيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لـم أنسَ زينبَ بعد الخِدر حاسرةً                  تُبـدي النيـاحة ألحاناً فألحانـا
مَسجـورة القلـب إلا أنّ أعينَهـا                     كالمُعصرات تصُبّ الدمع عقيانا.
  تـدعـو  أبـاها   أميـر  المؤمنين ألا                يـا والدي حَكمَـت فينـا رَعايانا.
  وغـابَ عنّـا المُحامي والكفيلُ فمَن              يَحمي حِمانـا و مَن يُؤوي يَتامانا
نـدعـوا فلا أحدٌ يَصبوا لِدَعوتِنا.                    و إن شكَونـا فلا يُصغى لِشَكوانا
قُـم يا عليّ فما هـذا القعود و مـا                   عهدي تَغُضّ علـى الأقذاء أجفانا
عَجّـل لعلّك مِـن أسـرٍ أضَرّ بنـا                          تَفُكّنـا أو تَوَلّـى دفـن قتـلانـا

نــعـــي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

الوكت عذبها بت حيدر/ولمهه
وتودي عتاب لخوتهه/ولمهه
بوكت الموت اخو يوصل //ولمهه
ويزت تابوتهه ابدمعه جريه


تعالج والحزن بيهه/علي هم
وتكول ابعازت اليبجي/علي هم
انه منهد اخواني //علي هم
وهداني السبي والغاضريه

يومي  كرب وبعاد اخوتي
ويا حيف ما حضرو بموتي
انه أعاتبه اليسوه نخوتي

اعالج وروحي اتريد يمهم
واليقره العديله كون منهم
انه الغاليه وعمة بزرهم

دفاني وكت الموت اريده
خال الولد يدفني بيده
ويحطني بنص لحدي بهيده

كون اهلي اتشيل الجنازه
وجدامهه ياريت ساده
ويبجي الولي العمة أولاده

زاتوت أريدن منكم وياي
وساعة منيتي ينكط الماي
يغسل اخيته كون بهداي

يدري مريضه منهد يومه
وهدني الولي كلش ابنومه
اريد اليجي صوبي يهومه

الـمــوضــوع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الله تعالى في كتابه العزيز:

بسم الله الرحمن الرحيم.

*ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوء أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون.*

إن الذنب أو الإثم يقع على روح الإنسان كالمرض الخبيث، فيأكل إيمانه ويعدمه، ويبلغ الأمر حدا يكذب الإنسان فيه آيات الله، وأبعد من ذلك أيضا إذ يحمل الذنب صاحبه على الاستهزاء بالأنبياء، والسخرية بآيات الله، ويبلغ مرحلة لا ينفع معها وعظ ونصيحة أبدا، ولا تؤثر فيه أية حكمة ولاأية آية، ولا يبقى طريق سوى أسواط عذاب الله المؤلمة له.
واذا نظرنا في تاريخ كثير من الجناة والبغاة يتضح أنهم لم يكونوا هكذا في بداية الأمر، إذ كان لديهم على الأقل نور إيمان ضعيف يشع في قلوبهم، ولكن ارتكابهم للذنوب المتتابعة سبب يوما بعد آخر أن ينفصلوا عن الإيمان والتقوى، وأن يبلغوا آخر الأمر إلى المرحلة النهائية من الكفر.
ونلاحظ في خطبة العقيلة زينب (عليها السلام) أمام يزيد بن معاوية في الشام ، هذه النتيجة ... لأنها حين رأت يزيد يسخر بكل شئ ويتكلم بكلمات  الكفر التي تكشف عن عدم إيمانه بأساس الإسلام، فحمدت السيدة زينب الله تعالى وصلت وسلمت على النبي (صلى الله عليه وآله) وقالت:
" صدق الله، كذلك يقول: ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوء أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون ".
أي إذا أنكرت الإسلام والإيمان هذا اليوم بأشعارك التي تتصف بالكفر، وتقول لأسلافك المشركين الذين قتلوا على أيدي المسلمين في معركة بدر: ليتكم تشهدون انتقامي من بني هاشم، فلا مجال للتعجب، فذلك ما قاله الله سبحانه: ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوء أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون..
وبمعنى اخر عاقبة كل شيء هو : آخره ، أي : ثم كان آخر أمر الذين أساؤا إلى نفوسهم ـ بالكفر بالله وتكذيب رسله ، وارتكاب معاصيه ـ السوئي ، أي : الصفة التي تسوء صاحبها إذا أدركته ، وهي عذاب النار.
ومعنى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزؤون أي : بسبب تراكم الذنوب والمعاصي في ملف أعمالهم حصل منهم التكذيب بآيات الله والحقائق الثابتة ، وظهر منهم الإستهزاء بها وبالمقدسات الدينية.

والسيدة زينب (عليها السلام) تشير بكلامها ـ هذا ـ إلى تلك الأبيات التي قالها يزيد :

لعبت هاشم بالملك فلا ... خبر جاء ولا وحي نزل.
ومعنى هذا البيت من الشعر : أن بني هاشم ـ والمقصود من بني هاشم : هو رسول الله ـ لعب بالملك بإسم النبوة والرسالة ، والحال أنه لم ينزل عليه وحي من السماء ، ولا جاؤه خبر من عند الله تعالى. هذا حسب تفسير يزيد بشعره.
فتراه ينكر النبوة والقرآن والوحي!!
وهل الكفر والزندقة إلا هذا؟!
ثم إن بعض الناس ـ بسبب أفكارهم المحدودة ـ يتصورون ـ خطأ ـ أن الإنتصار في الحرب يعتبر دليلاً على أنهم على حق ، وعلى قربهم من عند الله تعالى ، فتستولي عليهم نشوة الإنتصار والظفر ، ويشملهم الكبرياء والتجبر بسبب التغلب على خصومهم ؛
ولكن السيدة زينب الكبرى (عليها السلام) فندت هذه الفكرة الزائفة ، وخاطبت الطاغية يزيد باسمه الصريح ، ولم تخاطبه بكلمة : أيها الخليفة أو يا أمير المؤمنين وأمثالهما من كلمات الإحترام.
نعم ، خاطبته باسمه ، وكأنها تصرح بعدم إعترافها بخلافة ذلك الرجس ، فقالت : أظننت ـ يا يزيد ـ
وتتحداه تحدياً لا تنقضي عجائبه؟
ولا تهاب الحرس المسلح الذي ينفذ الأوامر بكل سرعة وبدون أي تأمل أو تعقل؟!
وأعجب من ذلك سكوت يزيد أمام ذلك الموقف مع قدرته وإمكاناته؟
وكأنه عاجز لا يستطيع أن يقول شيئاً أو يفعل شيئاً!
أليس من العجيب أن يزيد ـ وهو طاغوت زمانه ، وفرعون عصره ـ لم يستطع أو لم يتجرأ على أن يرد على السيدة زينب كلامها ، بل يشعر بالعجز والضعف عن مقاومة السيدة زينب وانه ما كان يتصور أن سيدة أسيرة سوف تغمسه في بحار الخزي والعار ، فلا يستطيع يزيد أن يغسل عن نفسه تلك الوصمات .. إلى يوم القيامة.
وتكشف الغطاء عن هوية يزيد ، وترفع الستار عن ماهيته وأصله ، وحسبه ونسبه ، وسوابقه ولواحقه ، وتخاطبه بكل تحقير ، وتقرع كلماتها مسامع يزيد ، وكأنها مطرقة كهربائية ، ترتج منها جميع أعصابه ، فيعجز عن كل مقاومة!!
وعل أيّة حال، فإنّ يزيد اللعين حينما أحسّ بالخطر وتوقّع الفتنة حيث أخذ أهل الشام يلعنونه عمد واضطر إلى تخيّر أهل البيت عليهم السلام بين البقاء في الشام والرحيل إلى مدينة جدّهم رسول الله صلى الله عليه وآله. قالت العقيلة زينب عليها السلام: ردّنا إلى المدينة فإنّها محلّ هجرة جدّنا رسول الله صلى الله عليه وآله وعادت قافلة الحسين الى المدينة من دون الحسين.
واستقبل أهل المدينة السيدة زينب بالحُزن والبكاء وكادت أن تحدث ثورة غضب ضد يزيد بن معاوية فأرسل إليه ( والى المدينة ) يخبره بأن بقاء زينب بنت علي في المدينة فيه خطر عظيم علينا، فأمره يزيد بخروجها إلى أى بلد فرفضت السيدة زينب وقالت : كيف أخرج من مدينة جدى وأبى وأمى ؟!!
نعم على كل الاحوال وفي ظروف غامضة وكما يقول المؤرخون انتقلت السيدة زينب عليها السلام من المدينة الى الشام واختلف الرواة في المدة التي اقيمت  فيها السيدة زينب عليها السلام في الشام الى ان جاء ذلك اليوم الذي استشهدت فيه وانتقلت روحها الى بارئها راضية مرضية غريبة وحيدة بعيدة عن الاهل والاخوان وكأن لسان الحال يقول:

الــنـــعــي
ـــــــــــــــــــــــــــــ

شالت والدمع يجري من العيون
وگضت روح العقيله ويه اهلهه

ملت والفراگ يعذب الحال
وما گطعت بچيهه الخال ابنهه

اجاها الموت بس كلهم بعيدين
اخوها حسين وبعيد الكفلهه

مكسوره وعليهم ودت اعتاب
وجنازه الاهل كون بنعشهه

الله يعين كلبچ كاضي يا ام عون
وروحچ شايله من الظيم چنهه

تمنيتي البطل بالنعش شيال
وكل ظنهه بعجل بيده اليزتهه

ماتت والعمر خلص بالاحزان
ودروب اليسر زينب گضنهه

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اعداد المحاضرة: الصفحة الفاطمية
النعي: شاعرة وخادمة اهل البيت العلوية ام جعفر الموسوي.


https://www.tg-me.com/temperature90