Telegram Web Link
كنا نتعجب عند انحراف أحد الإخوة ، كيف لسلفي عرف المنهج وأصوله ، سمع بوجوب التمسك بالكتاب والسنة ، عرف صفات الفرقة الناجية ، ثم يتعصب للرجال مع ظهور مخالفاتهم ، يتبع المتشابه ولا يخاف من الزيغ

ومع مرور الزمن وتقدم السن وكثرة الفتن ، فتن كقطع الليل المظلم ، ذهب العجب
فأصبحنا نرى من يظن فيه العقل والحلم ، يتبع الجاهل والسفيه سيء الأخلاق ، لا علم ولا حلم

وأصبحنا نرى من يظن فيه العقل والتثبت ، ينكر ماكان يعرف، ويعرف ماكان ينكر ، يترك حديث رسول اللهﷺ ويتعصب للرجال ، يترك أصول المنهج السلفي ويتعصب لمن يريدون تغيير المسار ، والتشكيك في الثوابت كما قال الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله عن الإنكار العلني:(ثوابت عادوا للتشكيك فيها)

ألم يكن من المسلَّمات عند السلفيين أن القول بالانكار العلني في الغيبة من صفات الخوارج ومن خلع البيعة كان من أشدهم ، ومن دندن على الحاكمية ، وأن التشريع أصل الشرك وأخطره ، يحذر منه ، ومن زهد في كتب شيخ الإسلام محمد بن الوهاب رحمه الله، وأنها لأهل الحجاز ، ويصفهم بالوجهة التقليدية ، وفتاويهم مسيَّسة، يساء به الظن ،
فاتقوا الله وحافظوا على دعوة الحق بالمحافظة على أصولها ، وبترك التعصب ، وبرد قول كل من خالفها ،
(وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ)

فالحمدلله بعد بيان أسباب انحراف القوم تبين للبعض مخالفاتهم ورجعوا عنها بفضل الله ، وبعضهم قال عرفنا أنه الحق ولكن كيف تغيروا ، كيف يخفى عليهم ، فإن اتبعوا الحق فقد اهتدوا ، وإن لم يتبعوه وقدموا عليه غيره ، فوالله لهذا هو الضلال، وتقدم بين يدي الله ورسوله قال الله تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) ،
وهذا هو الكبر قال رسول اللهﷺ(الكِبْرُ: بَطَرُ الحَقِّ وغَمطُ النَّاسِ) ،
وهذا الذي حذر منه السلف ، قال الشافعي رحمه الله: (إذا صح الحديث فاضربوا بقولي الحائط)

نسأل الله الهداية لإخواننا أجمعين ، وأن يجمعنا على كلمة الحق ، ويتوفنا مسلمين ،ويلحقنا بالصالحين ، في جنات النعيم ، على سرر متقابلين ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، آمين
الله أعلم

(سعدالأغواطي)
2024/09/28 16:20:40
Back to Top
HTML Embed Code: