Telegram Web Link
شذا الياسمين في أخبار المعاصرين.

أخبار الصالحين وقصصهم عبرة لأولي الألباب، وهي جند من جنود الله، يثبت الله بها القلوب السليمة، ويُنشّط بها الهمم الفاترة..

وفي هذا الزمن التي طغت فيه الحياة المادية، وأصبح كل ما حولك يُزيّن الدنيا في عينيك، ليجعلك تلهث خلفها وتنسى آخرتك، هناك طائفة موفقة وثُلة مباركة اختصهم الله بمزيد عناية وفضل، وحبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، وأرسل معهم معونته وتوفيقه، فلم يشغلهم شيء من زخرف الدنيا عن الله والدار الآخرة، وآثروا الباقي على الفاني، وأقبلوا على العبادة وقراءة القرآن وقيام الليل، وهؤلاء لم يكونوا في أيام السلف السابقين، وإنما أُناس بيننا، عاشوا في هذا الزمن الذي نعيش فيه، بجميع زخارفه وفتنه وملهياته ..

ومن الكتب الجميلة التي جمعت أخبارًا رائعة ومحفزة من قصص العباد المعاصرين في قيام الليل والعبادة وقراءة القرآن كتاب شذا الياسمين في أخبار العُبّاد المعاصرين في قراءة القرآن وقيام الليل بجزئيه الأول والثاني لفضيلة الشيخ عبدالله بن زعل العنزي وفقه الله وجزاه خيرًا.

فهذا الكتاب كتاب نافع جدًا، أدهشني والله ما رأيته في تلك السير المذكورة فيه من التبتل والعبادة وقيام الليل وقراءة القرآن،. سبحان من ذلل لهم العبادة وسهّلها عليهم، وجعل فيها أنسهم وسلوتهم ..

ولو تأملنا لوجدنا أن السر الذي يسّر ذلك لهم، وشرع أمامهم أبواب الخيرات، هو باختصار: (عون الله للعبد)، الذي إذا رُزقه العبد فقد أخذ بمجامع الفلاح والسعادة، وإذا أرسل الله معونته لأحد فلا تسل عن شيء بعدها.
إذا استصحبتَ هذا المعنى، وسلّطته على كثير من الأخبار المشرقة والنماذج المشرّفة في العبادة والاستقامة فسيتضح لك الأمر جليًا.

كثير من النفوس تشتكي من عدم الاستمرار على عمل الطاعات والعبادات، وعلاج ذلك يكون باستمطار عون الله، فالعبادة مهما كانت لاتكون إلا بإعانة الله لك، وكلما زادت المعونة ارتقى العبد في سلّم العبادة، ومن هنا يُعلم شدة الحاجة لقول الله: ( إياك نعبد وإياك نستعين )، وجاء عن مُعَاذٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُول اللَّه ﷺ، أَخَذَ بِيَدِهِ وَقالَ: يَا مُعَاذُ واللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ، ثُمَّ أُوصِيكَ يَا مُعاذُ لاَ تَدَعنَّ في دُبُرِ كُلِّ صلاةٍ تَقُولُ: اللَّهُم أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ، وحُسنِ عِبَادتِك. وعن أبي هريرة أَنَّ رَسُول اللَّه ﷺ قال: أتُحِبُّونَ أنْ تَجْتَهِدُوا في الدعاءِ؟ قولوا اللهمَّ أَعِنَّا على شُكْرِكَ، وذكرِكَ، و حُسْنِ عِبادَتِكَ. قال ابن القيم : " فجمع ﷺ بين الذكر والشكر، كما جمع سبحانه وتعالى بينهما في قوله تعالى (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ) فالذكر والشكر جماع السعادة والفلاح ، .. وأنفع الدعاء طلب العون على مرضاته، وأفضل المواهب إسعاف العبد بهذا المطلوب، وجميع الأدعية المأثورة مدارها على هذا، وعلى دفع ما يضادّه، وعلى تكميله، وتيسير أسبابه".
وقال ابن تيمية: " تأملت في أنفع الدعاء؛ فإذا هو سؤال الله العون على مرضاته".
ما رأيك أخي المبارك أن نبدأ من هذه اللحظة، ونطبق وصية النبي ﷺ المباركة لمعاذ، ونجعل هذا الدعاء وردًا ثابتًا لنا دبر كل صلاة، أجزم أننا إن فعلنا ذلك فسنرى من ألطاف الله ومعونته ما يُدهش الألباب، ستخف علينا الطاعات، وستستجد عندنا عبادات لم نحسب له حسابًا، فالله إن تقربت منه شبراً تقرب منك ذراعًا، وإذا أعطاك أدهشك.

ويسرني أن أضع هذا الكتاب بجزئيه بين يديك، لعلّك تجد فيه ما يعينك ويشحذ همتك 👇🏼👇🏼
مفتاح طريق الهداية العلمية 💡📚

الانطراح بين يدي الله تعالى، وسؤاله الهداية والسداد، وإدمان النظر في الكتاب والسنة، مع الاستعانة بفهم الصحابة رضي الله عنهم على ذلك؛ بوابة الفلاح وسبب الهداية الأعظم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ( فإذا افتقر العبد إلى الله ودعاه، وأدمن النظر في كلام الله وكلام رسوله وكلام الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين=انفتح له طريق الهدى)
مجموع الفتاوى ( ١١٨/٥) .
لا تحقرنّها، فلعلّ بها نجاتك
بهذا صار الإمام أحمد إمامًا للسنة 🌿

قال بكر أبو زيد في كتابه المدخل المفصل ( ٣٣٦/١) عن الإمام أحمد : "إن أعظم صفة أخذت بمجامع قلبي، هي ما أَفاض به مترجموه - رحمه الله تعالى - في أخبار تعبده، وزهده، وتألُّهه، وقراءته القرآن، وورعه، مما لا ينقضي منه العجب، لكنها المعونة الربانية، والعناية الِإلهية، وهي بحق تقضي له بالإمامة في العلم والدِّين، إِذ العالم لا يكون عالمًا حتى يكون عاملًا، تَقَبَّلَ الله مِنَّا ومنه، آمين".
الأطفال وجناية الشهرة 🍂🍂
سبيل الثبات على العلم والإيمان 🌿
إنه نفع الناسِ إذن 🍃
أن تكون أسعد الناس بعلمك 🍂🍂
منشأ الخذلان = عدم سؤال الهداية.
2024/11/20 09:30:58
Back to Top
HTML Embed Code: