Telegram Web Link
مرقاة العبودية وطريق الحرية 🍃🍃

كلما زاد علم الانسان بالله ومعرفته به؛ قلت شكواه إلى الخلق، ولم يصرفها إلا إلى الخالق ﴿قالَ إِنَّما أَشكو بَثّي وَحُزني إِلَى اللَّهِ وَأَعلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعلَمونَ﴾.
وإذا أكثر العبد من دعاء الله، وطمع في رحمته، وافتقر إليه، وتضرع بين يديه لقضاء حاجاته ودفع ضروراته؛ تحرر من رق المخلوقين، وسمت نفسه، وقوي توحيده، وارتفع في مقام العبودية درجات، قال ابن تيمية: (وكلما قوي طمع العبد في فضل الله ورحمته لقضاء حاجته ودفع ضرورته قويت عبوديته وحريته مما سواه).
مجموع الفتاوى ( ١٨٢/٥).
والشكاية للمخلوقين تضعف توحيد العبد واعتصامه بالله، وضررها أقرب من نفعها وغالبًا يأتي الخذلان من جهتها، قال ابن تيمية: (فإن المخلوقين إذا اشتكى إليهم الإنسان فضررهم أقرب من نفعهم والخالق إذا اشتكى إليه المخلوق وأنزل حاجته واستغفره من ذنوبه؛ أيّده وقوّاه وهداه وسدّ فاقته وأغناه وقرّبه وأحبّه واصطفاه….. وهذا باب واسع قد كتبت فيه شيئا كثيرًا وعرفته : علمًا وذوقًا وتجربة).
مجموع الفتاوى (٤٠/٢٨) .
كلمة السر قد تكون دعوة 🤲🏼

رأيته جلدًا في إلقاء الدروس، ويقضي الساعات الطوال في ذلك، ويدرّس الكتب الصعبة، وإلى آخر لحظات الدرس وهو على قوته وحماسه، ويبلغ مجموع ما يُدرِّسه من الساعات أحيانًا في اليوم اثنتي عشرة ساعة، فسألته عن سر ذلك فقال: (كنت لا أصبر على إلقاء الدروس، وأضعف عنها، حتى ألهمني الله دعوة أصبحت أكررها كثيرًا قبل الدروس فرأيت بركتها وأثرها، وهذه الدعوة هي:
(اللهم أفرغ علينا صبرًا).
فمنذ أن أبدأ في الدرس وأحيانًا أكون مُتعبًا إلا وأجد مددًا عظيمًا من الله وصبرًا وإعانة كبيرة)
.

نعم، ففضل الله لا منتهى له، وإذا نزلت الفتوحات الإلهية غابت معها الحسابات المادية، ومن أناخ ركابه على باب الله الكريم أتته البركات والخيرات من كل جانب.
من رحيق السيرة العطرة 📚

علم السيرة النبوية من أصول العلوم الشرعية، ومن المحكمات التي ينبغي التعمق في دراستها ومدارستها، لما لذلك من أثر في تزكية النفس وفهم الكتاب والسنة. ولذا كان من أنفع الأمور لطالب العلم؛ الإقبال التام على سيرة نبيه ﷺ ومعاهدة قراءتها، والتأمل في أحداثها وفقهها.
و(القراءة في السيرة مجرَّدةً نورٌ وبرهان، وحياةُ قلوبٍ، وعلمٌ جمٌّ غزير، لكن الوقوف مع الدروس والعبر، وفقه الموقف والحدث، والتأمل في الدلالات والغوص في الأهداف والغايات = علمٌ أعمقُ غزارةً، وأنفعُ في السلوك والتطبيق، وأكثرُ تحقيقًا لمعاني المحبة والاقتداء).

وهذا لقاء مُطوّل نافع ومفيد من أنفع ما سمعت في بابه، استفدت منه كثيرًا، وأضاف لي إضافات طيبة في باب السيرة وكتبها ومناهج المؤلفين فيها، من شخص أقبل عليها إقبال المحب، وأكرمه الله بالعناية بهذه السيرة النبوية العطرة مدة طويلة قراءةً وتدريسًا وتأليفًا وجمعًا وتحريرًا ألا وهو الشيخ أحمد بن غانم الأسدي حفظه الله وبارك في علمه وجهوده ونفعه ونفع به.

أسأل الله الكريم أن يمنّ علينا بالعلم النافع والعمل الصالح، ويرزقنا حسن التأسي والاتباع للنبي ﷺ، ويرزقنا مرافقته في أعلى جنة الخلد.


https://youtu.be/t2slxcz6hm0?si=4-A6sbM4f8jEYr28
بحمد الله..
صدرت الطبعة الجديدة من كتاب (ما تركتهن -مداومة الصحابة ضي الله عنهم على العمل)
فيها تصحيح وإضافات على النسخة السابقة..

و هو كتاب نافع وفكرته لطيفة، وفيه بيان مداومة الصحابة على الأعمال الصالحة وحرصهم عليها ..
مناسب جدًا للمدارسة والحفظ والتعليق عليه مع الأسرة والطلاب ..

فجزى الله المؤلف خير الجزاء ونفع بعلمه وبارك فيه..
فلن يقود خميسًا
مرقاة العبودية وطريق الحرية 🌱
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
السر الأعظم لحفظ القرآن
كلمة السر = دعوة 🤲🏼 🌧️
يوم الدعاء ، فما أنت صانع ؟
الهمّة التي لا يُحدِّثك عنها أحد🌱
التبكير إلى بيوت الله🌿🌿

ما من شيء يلقي ببركاته وهداياته وأنواره على حياة العبد كالصلاة والعناية بها وإقامتها على الوجه الصحيح.

وكلما كان العبد ذا عناية بصلاته والخشوع فيها وتحسينها؛ عاد ذلك على حياته كلها بالخير والفلاح، لأنها جذر إصلاح دين العبد ودنياه.
ومقياس منزلة الإسلام عندك يكون بمنزلة الصلاة في حياتك، ومدى عنايتك بها واهتمامك بإقامتها. ولهذا قال الإمام أحمد: ( قدر الإسلام في قلبك؛ كقدر الصلاة في قلبك).

وها هنا أمر عظيم من وُفِّق إليه فقد هُدي إلى صراط مستقيم، وهو من أعظم أمارات إرادة الله خيرًا بالعبد؛ ألا وهو المبادرة إلى الصلاة مع الأذان أو قبله والتبكير إليها، فهذه حال المشتاق إلى لقاء الله، ومن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه
فالانطلاق للمسجد مع الأذان له أثر عظيم في فتح أبواب الخيرات على العبد وفي صلاحه وهدايته.

إن أساس الرشد والهداية أن تكون الصلاة التي هي موعدك مع ربك قرة عينك، فتبادر إليها مع الأذان، وتسعى جاهدًا أن تكون صلاتك في غاية الحسن لأن الله مُطّلع عليها، وكفى بالله شهيدًا.

ومما تواترت عليه وصايا الصالحين أن من فُتح له في باب الصلاة؛ فُتحت له أبواب بقية الطاعات، لأنها الركيزة الأساسية نحو سير العبد إلى الله، وإذا صلحت صلح سائر العمل.

وليس كثيرًا على الصلاة أن يُضحّى بكل شيء من أجل إقامتها كما أمر الله، والمبادرة إليها، ولا شيء معين على ذلك مثل تضرع العبد إلى ربه، وسؤاله أن يعينه على إقامة الصلاة على الوجه الذي يرضيه، ولهذا كان من دعاء الأنبياء عليهم السلام (ربِّ اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ).

وأذكر أن أحد طلاب العلم كان يوصي من هو حديث عهد باستقامة وتوبة، أو من يستنصحه بشيء ينفعه بثلاثة أمور :
١- المبادرة إلى الصلاة مع الأذان.
٢- الورد اليومي في قراءة القرآن.
٣- قيام الليل ولو بركعتين، وتكون في السحر قبيل الفجر.
وأضيف إليها:
٤- الإكثار من الدعاء ودوام اللجأ إلى الله.
وهذه وصايا عظيمة، من عمل بها وأخذها بقوة فسيفلح بإذن الله، وهي أولى عتبات التربية الإيمانية وتعميق الصلة بالله.

وجميل لمن ولّاه الله أمر التربية والتوجيه أن يحرص على غرس مثل هذا المعاني في طلابه، خاصة في بواكير أعمارهم، لأن من شبّ على شيء شاب عليه.

ومن الكتب اللطيفة في ذلك كتاب من ثمرات التبكير إلى المساجد للشيخ عبدالعزيز السدحان.
فلعل قراءة هذا الكتاب تكون معينة على هذا المشروع العظيم الذي لا يقبل الخسارة.

رابط مباشر للكتاب 👇🏼👇🏼
أذكار الصباح والمساء 🌧️

عمل يسير وعوائده عظيمة على المسلم، وفيه من الفضائل والبركات والخيرات شيئًا كبيرًا، ألا وهو المحافظة على أذكار الصباح والمساء في وقتها، واستشعار معانيها، والحرص عليها.
فهي الحصن الحصين من الشيطان وجنوده من الإنس والجن، وطوارق الليل والنهار.
قال الشوكاني: "من أكثر الأذكار أجورًا وأعظمها جزاءً؛ الأدعية الثابتة في أذكار الصباح والمساء فإن فيها من النفع والدفع ما هي مشتملة عليه، فعلى من أحب السلامة من الآفات في الدنيا والفوز بالخير الآجل والعاجل أن يُلازمها ويفعلها في كل صباح ومساء، فإن عسر عليه الإتيان بجميعها أتى ببعضها ".
انظر: قطر الولي على حديث الولي( ٣٨٦).

ولذا كان لزامًا على مريد الهداية والاستقامة والتزكية الحرص عليها، والإتيان بها وعدم الغفلة عنها.
فالإنسان في سيره إلى الله في أمسِّ الحاجة إلى حفظ الله وعنايته ورعايته، ولو وكله الله إلى نفسه؛ زالت سماء إيمانه وأرضه عن مكانهما، ولذا كان على مريد التزكية والهداية أن يتسلح بكل سلاح يعينه ويقويه على مواجهة عدوه الأول الشيطان، فإذا بدأ الإنسان يومه ولم يذكر الله أو يعتصم به؛ قد يتسلّط عليه الشيطان، ويتحكّم به، ويثبّطه عن الخير والصالحات.
ولذا كان من أولى عتبات تزكية النفس؛ سد منافذ الشيطان وإضعاف نفوذه على الإنسان، لأن الشيطان هو مادة الشر وفساد الدين والدنيا.

وحاجة الإنسان إلى هذه الأذكار شديدة، أهمّ من الطعام والشراب، فإن الطعام والشراب بهما غذاء البدن، وفي الأذكار غذاء الروح والقلب، فكم من عينٍ عطّلت، وشيطان تسلّط وشرور وصلت للعبد بسبب تفريطه في الأذكار وعدم حرصه عليها.
ونصيحتي لنفسي ولمن يقرأ حروفي هذه: أن يعيد علاقته مع أذكار طرفي النهار، ويربّي من حوله من الأبناء والطلاب ومن هم تحت يده على حفظها والالتزام بها، وبعضهم كان يرصد مكافآت ضخمة لأبنائه حتى يحفظونها ويواظبوا عليها، وهذا من العقل وحسن التربية، فبالأذكار يختصر الإنسان على نفسه طريق التربية، لأنه يعلقهم بربهم، ويحصّنهم ضد عدوهم الأكبر الشيطان الرجيم، وإذا تعلّق العبد بربّه وفوّض أمره إليه، وتحصّن من الشيطان الرجيم؛ نال سعادة الدنيا والآخرة.

وكثير من الناس يخطط ليومه في بداية صباحه، والصحيح أن التخطيط لليوم يبدأ بالحرص على أذكار الصباح والإتيان به بتدبر واستشعار وفهم، ثم انظر عظيم أثرها على يومك وعلى استقامتك وسلوكك، ومعلوم أن الخير يسلمك إلى خير بعده، والهداية تجلب الهداية، قال الله:(ويزيد الله الذين اهتدوا هدى).

وإذا كانت الأذكار بهذه الأهمية فمما يُضاعف الانتفاع بها؛ فهمها واستشعار معانيها، فجميل بالمرء أن يقرأ كتابًا مختصرًا في شرحها، يوضّح معانيها، ويبيّن غوامضها حتى يعي ما يقول، وكذلك عقد مجالس مدارسة مع الأهل والأبناء والطلاب في شرحها وتوضيحها والاستهداء بها.

ومن أجمع وأصحّ ما كُتب فيها، ما كتبه فضيلة الشيخ د مطلق الجاسر، فقد جمع هذه الأذكار ورتبها بهذه الورقة المختصرة، حتى تكون قريبة ممن يريدها، فكتب الله أجره وجزاه خيرًا.
2025/07/04 10:15:34
Back to Top
HTML Embed Code: