Telegram Web Link
لله ما أعطى وما أخذ، زرعه وحصاده

والدي في ذمّة الله

الفاتحة لفظا، جزاكم الله خيرا.
مُذ كنت برعما وأنت تصطحبني بيديك الدافئتين الحنونتين، كوننا لم نكن أبا وابنا بل صديقين ورفيقين لنؤدّي مراسيم الزيارات سويةً كل ليلةِ جُمُعَة.

ألوذ بين الإيوان والآخر أقرأ دعاءَ علقمة، أو كميل أو أبي حمزة الثمالي والزيارات الناحية وعاشوراء جميعها وانت تنظر لي فاغرا شفاهك بابتسامتك التي تحمل سحر الاطفال تلك.

اليوم مر اسبوع لك يا أبي وأنت تحت الأديم في مستقرّك الأبديّ، أول خميس ولم يلهج لسانك بأبيات العترة الطاهرة، أو تعطّر الزائرين بعطورك الفوّاحة أو كما تسميها " لا تترك أثرًا ولا تسبب الحساسية" كونك تعرف انّي اعاني من الأخيرة.

اليوم...وكما وعدتك على نعشك؛ زرت بالإنابة عنك، وبين اصابعي خاتمك المفضّل، أحمله حرز أمان.
أدّيتها كما كنت تفعل بالمثل وأكثر، وسأبقى احمل اثرك الطيب أينما حللت وارتحلت، ويا ليتك تعرف عطايا الدعاء والذكر الطيّب الذي حظيت به وتركته في نفوس الناس من بعدك، فنعمة أن يُذكَر اسمك من مُكَبِّر إمام الجماعة في حرم أبي الفضل ع بين صلاتي ليلة الجمعة، تحت القبة الشريفة وآلاف الزائرين تصلِّ لك ليلة الوحشة، او تهديك ختمات من القرآن، نعمة لا يحظى بها سوى من أراد أبو الفضل بذلك، يا من كنت تناديه رفيق المستحيلات والشدائد العِظَام
ذاك الذي تقف وتناديه باكيا لو ردت صعبات أيامك تلين انخى ام البنين...

نَم في سكينة وسلام يا صديقي
هنيئًا لي بك...
إجه العيد
وما إجيت..
واشعَلت للملگة عُمري
وأيّست
تالي انطفيت..

وانتظرتك

شمعة ذوّبني الصبر لمّن گضيت..
وانتظرتك شمعة ذوّبني الصبر فوگ الصواني
وخيط، بس الخيط، يحبيّب، صفيت..
إجه العيد وما إجيت
وهم إجه وما جاب روحي
عايش بلا روح
من يوم المشيت.
(الگاطع)
*
حفظ الله أحباءكم وغفرَ لموتاكم، الفاتحة آجركم الله على روح فقيدي عباس فاضل (طاب ثراه).
صباح الخير ايها المسافر دون عودة، والراحل دونَ وداع
يا وتين فؤاد ابنك، بل -صديقك- المنقطع 

ويا مُرُّ أيامه دونَ سُكَّرِ وجودك.

أو كما وصفها مُظَفّر بـ"مگطوعة مثل خيط السمچ روحي"

يا رحيق النحلات، واصوات الراحة أجمعها، ويا أشجار أماني التي غاب ظلها.

اليوم مَرَّ أربعون يومًا على رحيلك
وسبعٌ وأربعون يومًا عن آخر مرة سمعت بها صوتكَ النَّديِّ، يا اعجوبة الدنيا الثامنة في طيبة قلبك الساحرة.

اربعون يوما مذ ودعتك لمثواك الأخير
وواريتك الثرى الذي سيحتضنك للأبد بيديّ هاتين.


أتذكّر القصة التي كانت ترويها جدتي لنا عديد المرّات، وفي آخر مرةٍ روَتها بكيتَ كثيرًا وتركت وجبة عشائك
لذلك الطفل الذي أُعتُدِيَ عليه أبان إحدى زيارات الأربعين، وشعر بالغُبن والحسرة، فصرخ باكيًا ناحبًا في وجه ذلك الشخص،" والله لو چان ابوي هنا عايش، فلا تگدر تمدّ إيدَك عَلَيَّ"
بكيت لبكائك وقتها، وانقبضَ قلبي، لا أعلم لِمَ، كنتَ كمن يرثي نفسه بصيرورةِ سرمدية البكاء التي لم يعرف الجنس البشريّ كنهها أو أصل بدايتها ونهايتها.


تعرف؟

طوال عمري لم اعجز عن وصف أي شيء، حتى باتَ من يعرفني يصفني بشتى أنواع الوصف والثناء على مَلَكة الله لي في وصفِ وتقمّصِ أدوار الحزن، لأعبِّر عن الآخرين ما يعجزون عن تعبيره.

لكن عندك؟ والله أنا عاجزٌ وكسير!

بم أرثيك يا صديقي، وكل الكلمات خرقاء،
باهتة، مبتذلة، رثّة وعاجزة عن التعبير
ذلك النّفَس القادر على حمل جبالٍ من الصبر، اليوم لا يقدر على حمل قلمٍ صغير بوزن بضعة غرامات، لقد حاولت مرارًا الهجوم بأشرس افكاري كي اكتب ولم اقدر حتى مئات الكتب التي قرأتها لم تسعفني.

مالي لا استطيع رصف أسطرٍ من لغتنا الأم مع بعضها يا أبي؟ عَلّها تُهَدِّأ سعير هذه النار المشتعلة في غابات روحي السوداء!

ولكن لا جدوى! لا أعلم ما الذي أسميه

انه ليس حزنًا، والله انه شيءٌ أكبر واعمق بكثير، انها الملنخوليا بأشدّ صورها

الحزن يختفي تدريجيًا، وهذا الشيء اللعين عجيب، يتكلّس في الصدر مقطّعًا إيّاه بنهم، يعصره بخبث، شَيْءٌ يُشبه السكاكين ذواتَ الحدّين!
رحم الله من قرأ ثواب الفاتحة
لروح فقيدي، رحم الله أمواتكم وتغمّدهم أعالي الجنان مع الشهداء والصّديقين والصالحين
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
هل تعلم بأن شيعة البادية في يوم مقتل الامام العباس بن علي بن ابي طالب (ع)... يقلبون الدلال ويسكبون القهوة منها ويطفؤون النار وينزعون العِقَال من على رؤوسهم، وكل شيخ ينزل أوتاد خيمة المضيف الرئيسية، ويقوم بقطع احبال المضيف الامامية، في جو من حالة حزن كبيرة وفقدان ويتلثمون رجالا ونساء ولايتكلمون فيما بينهم خجلا من السيدة أم البنين (ع) لان كل معتقداتهم أن الامام العباس أبن أختهم ولم يأخذوا بثأره....( الرواية مأخوذة من احد شيوخ البادية )...

السلام عليك يا سيدي ومولاي يا قمر العشيرة


#أبا_الحسن_عباس
اعظم ( لا ) قيلت في التاريخ
2024/09/21 01:11:35
Back to Top
HTML Embed Code: