Telegram Web Link
من كتاب كربلاء الشهود
Forwarded from ذَوِيْ الْأَلْبَاب ..🌱 (رضا علي)
كأن الدنيا لم تكن»، شهودها بكربلاء
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️

لما ورد سيدنا ومولانا أبو الشهداء أبو عبد الله الحسين نينوى، قال مخاطباً أصحابه :

الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم، فإذا مخصوا بالبلاء (۱) قل الديانون» (٢).

وردت هذه الكلمات النورانية على لسان الوجود المقدس لأبي عبد الله الحسين عند دخوله أرض نينوى. وقبل إلقاء هذه الخطبة أوبعدها - إذ لم يكن هناك فاصل كبير بين الأمرين - كتب رسالة وبعث بها إلى أخيه العزيز الجليل محمد بن الحنفية في المدينة. ونصت الرسالة على الآتي :

بسم الله الرحمن الرحيم (1)، من حسين بن علي إلى أخيه محمد بن الحنفية، أما بعد، فكأن الدنيا لم تكن وكأن الآخرة لم تزل، والسلام (۱). كانت الرسالة بهذا الإختصار والإيجاز، وكان الكلام بمثابة القوت لمحمد بن الحنفية وللخلق أجمع. وثمة ربط دقيق جداً بين هذين المطلبين، فقد قال :

«الناس عبيد الدنيا، في حين أورد في تلك الرسالة تفصيلاً دقيقاً عن هذه الدنيا. لقد كان لمحمد بن الحنفية تجربة عظيمة في الحروب واستكشاف البلدان والقتال فيها، ولكنه قال للإمام الحسين حين عزم على التوجه إلى كربلاء: لا تذهب. وإذا عزمت على ذلك، فلا تصحب معك العيال والأطفال. وقد كان أمير المؤمنين أمر ولده في إحدى المعارك قائلاً له : تقدم يا محمد، أدخل قلب الجيش. غير أن محمداً قال : انتظروا ريثما تقل أسهم العدو، فهي تنزل الآن كالمطر. عندئذ توجه إليه أمير المؤمنين بالقول : أدركك عرق من أمك. فابن علي لا يكون هكذا ولا يقول كقوله الذي قاله ولا يتريث ويفكر في تلك المسائل. وصحيح أن والدة محمد كانت من الأشراف، ولكن أين شرف الشرفاء من الشرف الهاشمي؟ قال أمير المؤمنين هذا الكلام لابنه محمد بن الحنفية، وقد تخلف الأخير عن ركب كربلاء، ولم يكن مع الجمع.

قال الله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (٢) ،
أي أن عبيد الدنيا لفي خسر.

ولذا، يسعى الناس المتعلقون بالدنيا وراء الباطل. وهنا ثمة مفهومان يجب الإلتفات إليهما بعناية : إن من الناس من يأخذ جانباً معيناً من الدنيا، فتتكون لديه حيثية خاصة في فهمها وإدراكها ورؤيتها ومعرفتها. وهكذا، يبتعد مثل هذا الإنسان عن العبثية ولا يُعير لها بالاً على الإطلاق. وفي سياق هذا التشخيص، تظهر الدنيا بصبغة معينة وتمثل محدد يتنافى معه المفهوم والمعنى الذي سبق تقديمهما. وعلى المقلب الآخر، يلهث عبيد الدنيا وراءها فيضيعونها ويجعلونها بائسة نتيجة سلوكهم هذا. وبناءً عليه، فإنه حينما تكتسب الدنيا مفهوماً معيناً، يتجلى الإنسان فيها بزخرفة معنوية تسقط معها دنيا العبيد بكل حيثياتها.
👍43😢1
Forwarded from ذَوِيْ الْأَلْبَاب ..🌱 (رضا علي)
عِندَمَا تَسقُط دُمُوعَك عَلَىٰ مُصِيبَة الإمَام الحُسَين (عَلَيهِ السّّلَام) لَا تَمسحهَا بِشَيء!
بَل أمسحهَا عَلَىٰ خَدّيك لَعَلّهَا تُنِير وَجهَك يَومَ تُسودّ الوجُوه، وَأمسحهَا عَلَىٰ قَلبكَ لَعلّهُ يستَنِير وَيُشفَىٰ مِنَ الذّنُوب،
فَلَا شَكَّ أنَّ تلِكَ الدُّمُوع المَذرُوفَة عَلَىٰ حُبِّ الحُسَين تَكشف الحُجُب.

‏لَا تَنسونَا مِن الدُّعَاء
..
💔11👍1
َ
«إلهي عَظُمَ البَلاءُ وَبَرِحَ الخَفاءُ وَانكَشَفَ الغِطاءُ وَانقَطَعَ الرَّجاءُ وَضاقَتِ الأرضُ وَمُنِعَتِ السَّماء وَأنتَ المُستَعانُ وَإلَيكَ المُشتَكَى وَعَلَيكَ المُعَوَّلُ في الشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ اُولي الأمرِ الَّذينَ فَرَضتَ عَلَينا طاعَتَهُم وَعَرَّفتَنا بِذلِكَ مَنزِلَتَهُم، فَفَرِّج عَنَّا بِحَقِّهِم فَرَجاً عاجِلاً قَريباً كَلَمحِ البَصَرِ أو هُوَ أقرَبُ ؛ يا مُحَمَّدُ يا عَليُّ يا عَليُّ يا مُحَمَّدُ إكفياني فَإنَّكُما كافيانِ وانصُراني فَإنَّكُما ناصِرانِ يا مَولانا يا صاحِبَ الزَّمانِ الغَوثَ الغَوثَ الغَوثَ، أدرِكني أدرِكني أدرِكني، السَّاعَةَ السَّاعَةَ السَّاعَةَ، العَجَلَ العَجَلَ العَجَلَ، يا أرحَمَ الرَّاحِمينَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطّاهِرينَ».
💟🕊🦋
7💔2
من كتاب كربلاء الشهود..
2
Forwarded from ذَوِيْ الْأَلْبَاب ..🌱 (رضا علي)
أبو الفضل هو الساقي

بالعودة إلى أبي الفضل العباس ، فقد كان هو ساقي أهل الحرم وسقاء عطاشى كربلاء، ولم يُعط باب الحوائج هذه المنزلة بعدما أتى إلى كربلاء، بل إنه حصل عليها في وقت سابق. ففي ذلك الزمن، كان أفضل ما يُقدَّم للضيف هو كأس من الماء النقي والبارد. وكان الرجل يُظهر نبله للناس، من تقديم فأصبح ذلك تقليداً لدى أهل العراق وباتوا يحضرون لك الماء خلال الماء لهم. في كل مكان تذهب إليه.

كان أبو الفضل العباس مسؤولاً . عن تأمين الماء في منزل الحسين المدينة وكان ذلك المنزل يشهد حركة كثيفة للضيوف ويعج بالأولاد ومن هناك ظهرت تلك السمة التي خُص بها أبو الفضل ، إذ كانوا كلما أرادوا الماء توجهوا إليه، فبات هو الساقي. وعندما قلّ الماء في كربلاء، لم يقصد الأولاد أباهم أو أياً من شباب ،المخيم بل كان العباس مقصدهم. وقد كان هو المسؤول عن تأمين الماء للقافلة طوال رحلة السفر إلى كربلاء. فقدموا جميعهم إلى خيمة العباس وهم يصطرخون ويبكون مُنادين : يا عمّ العطش العطش. صبروا غير أن الجواب لم يأتهم. فجاءت السيدة سكينة ، واقترحت عليهم في فكرة للحصول على الماء. فجمعت كل الأطفال ونظمتهم . صفين، صف على اليمين وآخر على اليسار، فيما وقفت هي الوسط. وأخذت تعلمهم كيف يقومون بتحريك عواطف عمهم ومشاعره. لم يكن عددهم معلوماً ولكن قيل إن الواصلين إلى الشام كانوا أربعاً وستين امرأة وطفلاً على الأقل، وكان جُلّهم من الأطفال. وقد حضر الإمام الباقر واقعة كربلاء حيث كان يبلغ من العمر أربع سنوات. وكان ممن شاركوا في ذلك الطرح، حيث طلبت منهم السيدة سكينة أن يحضروا كل ما لديهم من وسائل التعبئة الماء. فمنهم من أحضر كأساً ومنهم من أحضر جرة ومنهم من أحضر إبريقاً. ثم قالت لهم : إقتربوا وارفعوا ما في أيديكم إلى الأعلى وعندما يأتي عمّكم ليمر من هنا، أروه جميعكم أن هذه الأواني فارغة. رأى أبو الفضل العباس هذا المنظر، والله وحده يعلم ما الذي اختلج في قلبه فأسرع إلى أخيه الحسين
قائلاً له : ه : سيدي، أما زلت لا تريد الترخيص لي بإحضار الماء؟ أنظر إلى حال الأطفال وما صنعوا معي بتوجيه من ابنتك سكينة. فقال الإمام : بلى، أعطيك الإذن ) ، ولكن ارم ِ سيفك، وارم ِ
ترسك وقوسك وسهامك وكل أسلحتك على الأرض، فلا حاجة لك بها، لأنك ذاهب لإحضار الماء لا للقتال. تخلى أبو الفضل العباس عن كامل سلاحه ولكنه كان مسروراً لأنه امتلك سلاحاً واقعياً له من الفعالية على الأعداء ما يمكنه من أن يغنيهم

عن بكرة أبيهم.

العين واليد، سلاحا آل الله الأكثر نفاذاً

سلاحان هما هبة من الله ويختزنان قوة الولاية بأسرها، وهما بحوزة كل أهل الولاية أحدهما العين والآخر هو البدء فيهم برؤوس أصابعهم الخمسة (1) . يستطيعون أن يبثوا أشعة ساطعة على
الجميع، بحيث لا يعود بمقدور أحد التجرؤ على النطق حتى. وهكذا، كان أبو الفضل العباس يمتلك سلاحين تفقد أمامهما كل آلات الحرب قيمتها فكان يستطيع بنظرة واحدة منه أن يدمر جيش الكفار، لا بل أن يجعلهم مسلمين، وأن يحرك يده فيخضع كل أولئك القوم لسيطرته. وليس هذا إلا تصرف ولائي وإظهار المعنى قول الإمام الله عمنا العباس، كان نافذ البصيرة، حيث كان بإمكانه الهزيمة أي كان بعينيه، ببرق ارحم

البصر

العباس قيامة العشق

حصل أبو الفضل على الإذن وانطلق باتجاه المشرعة بسرعة شديدة ولكن فجأة أبطأ في وسط الطريق وأخذ يفكر يا عباس، أتريد أن تفدي الحسين أو أن تستخدم لنفسك القوة الدفاعية الكامنة بالعين واليد؟ فليس هذا إلا نقص في طريق العشق. ولذا عليك قبل كل شيء أن تعالج مسألة عينيك ويديك. ولهذا، أصاب السهم عين أبي الفضل ، في طريق عودته من المشرعة بإشارة وقوة وإرادة منه نفسه، فداء للمعشوق. وكذلك الأمر بالنسبة إلى يده، فقد قطعت لكي لا تقف في طريق عشقه للحسين

وهكذا، نحى العباس نفسه جانباً، بتنحية عينه

ويديه

ويمثل أبو الفضل العباس قيامة العشق. فحين وصل إلى المشرعة واغترف غرفة من الماء بيده ونظر فيه، لم يكن ذلك لكي يشرب، إنما لينظر في الماء ويرى وجهه ويعاين حقيقة التوحيد فيه ويبصر توحده ووحدته مع الإمام الحسين ، وهذه أمور ذوقية ليست إلا لأهلها ولا تعيها إلا أذن واعية ومن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ولكن الأعداء عندما رأوه يغترف من الماء ظنوا أنه يريد أن يشرب فقالوا ما قالوه عن أنه تذكر عطش أخيه فرمى الماء من يده. والحقيقة أنه عندما نظر إلى الماء، رأى أن وجهه صارعين وجه الحسین ، فقال يا نفس من بعد الحسين هوني، أي أن كل شيء بات هيناً بعدما صرت حسيناً، وبعده لا كنت أن تكوني، أي أنكِ عدم بلا حسين، وارتجز قائلاً: «يا نفس، لا تخشي من الكفار وأبشري برحمة الجبار»، أي الرحمة الواسعة للإمام الحسين .....

من كتاب كربلاء الشهود
..
💔91👍1
Forwarded from ذَوِيْ الْأَلْبَاب ..🌱 (رضا علي)
- كَلَامُ الْإِمَامِ الْحُسَيْنِ (عَ) فِي حَقِّ ولدهِ علي الأكبر :

لَمَّا رَأَى الْإِمَامُ إِصْرَارَ وَلَدِهِ الْأَكْبَرِ عَلَى الْقِتَالِ وَتَفَانِيهُ فِي مُحَارَبَةِ الْقَوْمِ صَاحَ: "يَابْنُ سَعْدٍ قَطَعَ اللَّهُ رَحِمَكَ كَمَا قَطَعْتَ رَحِمِي وَلَمْ تَحْفَظْنِي فِي رَسُولِ اللَّهِ، وَسَلِّطْ عَلَيْكَ مَنْ يَذْبَحُكَ عَلَى فِرَاشِكَ". ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ اشْهَدْ عَلَى هَؤُلَاءِ فَقَدْ بَرَزَ إِلَيْهِمْ أَشْبَهَ النّاسَ بِرَسُولِكَ مُحَمّدٍ خَلْقًاً وَخُلْقًاً وَمَنْطِقًاً، وَ كُنّا إِذَا اشْتَقْنَا إِلَيَّ رُؤْيَةِ نَبِيِّكَ نَظَرْنَا اِلْيهِ".ثُمَّ قَالَ : أَلِلّهُمْ امْنَعْهُمْ بَرَكَاتِ الْأَرْضِ، وَفَرَّقَهُمْ تَفْرِيقًاً، وَمَزَّقَهُمْ تَمْزِيقًاً، وَإِجْعَلَهُمْ طَرَائِقَ قِدَدًاً، وَلَا تَرْضِ الْوُلَاةُ عَنْهُمْ أَبَدًاً، فَإِنّهُمْ دَعَوْنَا لِيَنْصُرُونَا ثُمَّ عَدَوا عَلَيْنَا يُقَاتِلُونَنَا ثُمّ رَفَعَ صَوْتَهُ وَتَلًا  :
إِنّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ  ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ  .
Forwarded from ذَوِيْ الْأَلْبَاب ..🌱 (رضا علي)
- رَجْزُهُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ :

بَعْدَ أَنْ رَدّ عَلِيٌّ الْأَكْبَرُ عَلَى الْقَوْمِ أَمَانَهُمُ الَّذِي عَرَضُوهُ عَلَيْهِ شَدّ عَلَيْهِمْ وَهُوَ يَرْتَجِزُ، وَيَقُولُ  :

أَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ  نَحْنُ وَرَبّ الْبَيْتِ أَوْلَى بِالنَّبِيِّ
تَاللَّهِ لَا يَحْكُمُ فِينَا ابْنُ الدَّعِيِّ  أَضْرَبَ بِالسَّيْفِ أُحَامِي عَنْ أَبِي   ضَرَبَ غُلَامُ هَاشِمِي قُرَشِي
وَكَانَ كُلَّمّا بَرَزَ ارْتَجَزَ بِذَلِكَ الشِّعَارِ
   .
💔8👍1
وكان العباس عليه السلام يكنى أبا قربة؛ لحمله الماء لأخيه الحسين عليه السلام، ويقال له: السقاء، وقتل وله أربع وثلاثون سنة، وله فضائل. (1)

عندما أذن الإمام الحسين عليه السلام لهم بالرجوع :فقال له إخوته وأبناؤه وبنو أخيه وابنا عبد الله بن جعفر: لم نفعل؟ لنبقى بعدك! لا أرانا الله ذلك أبدا. بدأهم بهذا القول العباس بن علي عليه السلام. (2)


-------------
(1) إعلام الورى ج 1 ص 395
(2) الإرشاد ج 2 ص 91, روضة الواعظين ص 182, بحار الأنوار ج 44 ص 393, تاريخ الطبري ج 4 ص 318, مقتل الإمام الحسين عليه السلام لأبي مخنف ص 109, إعلام الورى ج 1 ص 455
👍1😢1
Forwarded from ذَوِيْ الْأَلْبَاب ..🌱 (رضا علي)
• مَاحَدَث بَعَد مَقِتَل الحُسَيْن عَلَيّه السَّلام.

- عَن الصَّادِق قَال : إنّ السَمَاء بَكَت عَلىٰ الحُسَيْن أَرّبَعِيْن صَبَاحًا بِالدَم وإنَ الأَرّض بَكَت أَرّبَعِيْن صَبَاحًا بِالسَوْاد وإن الشَمسْ بَكَت أَرّبَعِيْن صَبَاحًا بِالكِسْوف والحُمْرَة وإنّ الجِبْال تَقَطَّعَت وأنتَثَرَّت وإنّ البِحَار تَفَجَرَّت وإنّ المَلَائِكْة بَكَت أَرّبَعِيْن صَبَاحًا عَلىٰ الحُسَيْن.

• المَصدر : بِحَار الأنوَار ج٤٥ ، ص٣٠٥
💔51👍1
Forwarded from ذَوِيْ الْأَلْبَاب ..🌱 (رضا علي)
الاستفادة...🩶
6
تحف العقول (١):
عن الحسين عليه السلام في قصار هذه المعاني:


1 - قال عليه السلام: في مسيره إلى كربلا (٢): إن هذه الدنيا قد تغيرت وتنكرت، وأدبر معروفها، فلم يبق منها إلا صبابة كصابة الاناء، وخسيس عيش كالمرعى الوبيل (٣)، ألا ترون أن الحق لا يعمل به، وأن الباطل لا ينتهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله محقا، فإني لا أرى الموت إلا الحياة، ولا الحياة مع الظالمين إلا برما. إن الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم (٤) يحوطونه ما درت معائشهم فإذا محصوا بالبلاء (٥) قل الديانون.

المصدر: بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧٥ - الصفحة ١١٦ و١١٧.
(١) التحف ص ٢٤٥.
(٢) ذلك في موضع يقال: ذي حسم ونقل هذا الكلام الطبري في تاريخه " عن عقبة ابن أبي العيزار قال: قام الحسين عليه السلام بذى حسم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: " أما بعد انه قد نزل من الامر ما قد ترون.. الخ " مع اختلاف يسير.
(٣) الصبابة - بالضم -: بقية الماء في الاناء. والمرعى: الكلاء. والوبيل: الوخيم.
(٤) في بعض النسخ " لغو على ألسنتهم ".
(٥) محص الله الرجل: اختبره.
👍4
Forwarded from ذَوِيْ الْأَلْبَاب ..🌱 (رضا علي)
مواقف السيدة زينب بطلة التاريخ في مسيرتها الرسالية مع الإمام الحسين (ع

)

من مواقف السيدة زينب بطلة التاريخ في مسيرتها الرسالية مع الإمام الحسين (ع)وهي كالتالي:
• السيدة زينب (ع) قدمت ولديها إلى الميدان الطف حيت قال اللعين عمر بن سعد : ما أعجب محبة هذه الأخت لأخيها ترسل فلذتي كبدها إلى الميدان , وهي خرجت لجميع الشهداء إلا أولادها لعلها تظهر الجزع وقلة الصبر فيذهب أجرها ولعل الحسين يراها في هذه الحالة لما نزل بها من مصيبة عظيمة
• ان للسيدة زينب (ع) موقف بعد ما انتهى القتال حيث كانت السيدة العظيمة تشاهد المجزرة وفي عينها لوهة حارقة ويخيم على آل الرسول الحزن والجزع هذا رأس الحسين على رمح طويل وهو صريع بالميدان فهنا تبدأ مهمة عقيلة الهاشميين لترفع راية الرسالة بعد أخيها الشهيد وتعيد للإسلام واقعه , حيث شقت صفوف الجيش الأموي وقد جللها الأسى والمصاب حتى وقفت على جسد أخيها الحسين وجلست عنده ومسحت عنه الدماء الجامدة عليه وأزالت عنه بقايا السيوف وركام الرماح والنبال , ثم رفعت يديها , ورمقت السماء بناظريها , ونطقت وملا شفتيها الإيمان , وقالت(0 : "اللهم تقبل منا هذا القربان , ففي سبيل دينك ضحى بنفسه , وأهل بيته وأصحابه " )). فبهذا القول تجسد البطلة مفهوم الفداء من اجل العقيدة في أذهان الحفنة الطائشة التي حاربت سيد شباب أهل الجنة حفيد الرسول المصطفى (ص)أخيها الحسين (ع).

• وللسيدة الصابرة موقف مع ابن أخيها الإمام علي بن الحسين السجاد (ع) حينما أراد عمر بن سعد – في اليوم الحادي عشر من محرم – اقتياد السبايا إلى الكوفة , كان الإمام السجاد من شدة ما الم به من مرض لا يقوى على ركوب الناقة , لذلك قاموا بشد رجليه من أسفل بطن الناقة . وعندما اقتيد السبايا من وسط ساحة المعركة , رمت النسوة والصبية بأنفسهن على جثث الشهداء , إما الإمام السجاد (ع) فلم يستطع فعل ذلك , ويقول في هذا الشأن : فكادت نفسي تخرج فتبينت ذلك عمتي زينب ... . لذلك عندما رأت الإمام السجاد (ع) يوشك أن يلفظ أنفاسه , تركت جثث الشهداء وتوجهت إليه , وذكرت له بعض الأمور – والتي طبعا هو اعلم بها –حتى هدا قليلا . وقد أخبرت العقيلة زينب (ع) ابن أخيها (ع) بان " لا يجزعنك ما ترى فو الله إن ذلك لعهد من رسول الله (ص) إلى جدك وأبيك وعمك (ع) اخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمة لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض وهم معروفون في أهل السموات إنهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة فيوارونها وينصبون لهذا الطف علماً لقبر أبيك سيد الشهداء (ع) لا يدرس أثره ولا يعفى رسمه على مرور الليالي والأيام , وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محو وتطميسه فلا يزداد إلا ظهورا وأمره إلا علواً " .
• ولبنت علي المرتضى وقفة مع أهل الكوفة وذلك عندما ساق القوم حرم رسول الله (ص) كما تساق الاسارى حتى بلغوا الكوفة خرج الناس ينظرون إليهم وجعلوا يبكون ويتوجعون , وعلي بن الحسين مريض , مغلول مكبل بالحديد , قد نهكته العلة , فقال : ألا إن هؤلاء يبكون ويتوجعون من اجلنا , فمن قتلنا إذن ؟ فالسيدة زينب عليها السلام أومأت إلى الناس أن اسكتوا ! فارتدت الأنفاس وسكنت الأجراس , فقالت السيدة زينب (ع): " الحمد لله والصلاة على أبي محمد رسول الله , وعلى اله الطيبين الأخيار آل الله. وبعد يا أهل الكوفة ! ويا أهل الختل , والخذل والغدر ! أ تبكون ؟ فلا رقأت الدمعة , ولا هدأت الرنة , إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا .أ تتخذون إيمانكم دخلا بينكم ؟.ألا وهل فيكم إلا الصلف (الوقاحة),والطنف (فساد الأخلاق), والشنف (الكراهة), والنطف (النجاسة), وملق الاماء وغمز الأعداء , او كمرعى على دمنه , او كقصة (الجص) على الملحودة !ألا ساء ما قدمت أنفسكم , إن سخط الله عليكم وفي العذاب انتم خالدون أتبكون وتنتحبون ؟ أي والله فابكوا كثيرا واضحكوا قليلا , فلقد ذهبتم بعارها وشنارها ,ولن ترحضوها بغسل بعدها أبدا , وانى ترحضون قتل سليل خاتم الانبياء وسيد شباب اهل الجنة , وملاذ خيرتكم ومفزع نازلتكم , ومنار حجتكم ومدره (كمنبر المقدم من في اللسان ) ألسنتكم ألا ساء ما تزرون وبعدا لكم وسحقاً ! فلقد خاب السعي وتبت الأيدي , وخسرت الصفقة , وبؤتم بغضب من الله , وضربت عليكم الذلة والمسكنة , ويلكم يا أهل الكوفة , أتدرون أي كبد لرسول الله فريتم , وأي دم سفكتم وأي كريمة له أبرزتم , وأي حريم له أصبتم , وأي حرمة له انتهكتم ؟ " لقد جئتم شيئا ادا , تكاد السموات يتفطرن منه , وتنشق الأرض, وتخر الجبال هدا " إن ما جئتم به لصلعاء , عنقاء , سوءا , فقماء , خرقاء , شوهاء كطلاع الأرض ملاء السماء .
💔2👍1
Forwarded from ذَوِيْ الْأَلْبَاب ..🌱 (رضا علي)
عِبَادَةُ الْعَقِيلَةِ زَيْنَبَ (عَلَيْهَا السَّلَامُ)

كَانَتْ زَيْنَبُ (عَلَيْهَا السَّلَامُ) فِي عِبَادَتِهَا ثَانِيَةَ أُمِّهَا الزَّهْرَاءُ (عَلَيْهَا السَّلَامُ) وَكَانَتْ تَقْضِي عَامَّةً لَيَالِيهَا بِالتَّهَجُّدِ وَتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ.
قَالَ بَعْضُ ذَوِي الْفَضْلِ: إِنَّهَا - صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهَا - مَا تَرَكَتْ تَهَجُّدَهَا لِلَّهِ تَعَالَى طُولَ دَهْرِهَا، حَتَّى لَيْلَةِ الْحَادِي عَشَرَ مِنْ الْمُحَرَّمِ.
قَالَ: وَرُوِىَ عَنْ زَيْنِ الْعَابِدِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُهَا تِلْكَ اللَّيْلَةَ تُصَلِّي مِنْ جُلُوسٍ!
وَعَنْ الْفَاضِلِ الْقَائِينِيِّ الْبِيرْجَنْدِيِّ، عَنْ بَعْضِ الْمَقَاتِلِ الْمُعْتَبَرَةِ، عَنْ مَوْلَانَا السَّجَّادِ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ عَمَّتِي زَيْنَبَ (عَلَيْهَا السَّلَامُ) مَعَ تِلْكَ الْمَصَائِبِ وَالْمِحَنِ النَّازِلَةِ بِهَا فِي طَرِيقِنَا إِلَى الشَّامِ مَا تَرَكَتْ نَوَافِلَهَا اللَّيْلِيَّةَ.
وَعَنْ الْفَاضِلِ الْمَذْكُورِ، إِنَّ الْحُسَيْنَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) لَمَّا وَدَّعَ أُخْتَهُ زَيْنَبَ (عَلَيْهَا السَّلَامُ) وَدَاعَهُ الْأَخِيرُ قَالَ لَهَا: يَا أُخْتَاهُ لَا تَنْسِينِي فِي نَافِلَةِ اللَّيْلِ.
وَفِي مُثِيرِ الْأَحْزَانِ لِلْعَلَّامَةِ الشَّيْخِ شَرِيفِ الْجَوَاهِرِيِّ قُدِّسَ سِرُّهُ: قَالَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) وَأَمَّا عَمَّتِي زَيْنَبُ (عَلَيْهَا السَّلَامُ) فَإِنَّهَا لَمْ تَزَلْ قَائِمَةً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْ الْعَاشِرَةِ مِنْ الْمُحَرَّمِ فِي مِحْرَابِهَا تَسْتَغِيثُ إِلَى رَبِّهَا، فَمَا هَدَأَتْ لَنَا عَيْنٌ، وَلَا سَكَنَتْ لَنَا رَنَّةٌ

ليلة عاشوراء في الحديث والأدب - الشيخ عبد الله الحسن - الصفحة ٦٥
عبادة العقيلة
💔6👍1
Forwarded from ذَوِيْ الْأَلْبَاب ..🌱 (رضا علي)
لا أعلم عنكم
لكنّي في عشرة أيام من العزاء
بين جموع المعزّين
ختامها في ركضة الطويريج

ما رأيتُ إلا..
حزناً صادقاً عميقاً على مصاب سيد الشهداء
شعور التفجُّع على مصابه
وتأسُّفاً على نصرته
ونيَّةً صادقة على نصرته

وكُلّ سلامٍ على امامهم الغريب، سلام ولده المنتظر (عج):
"سلام من لو كان معك بالطفوف، لوقاك بنفسك حدَّ السيوف، وبذل حشاشته دونك بالحتوف"

فالحزن عندهم ليس حزناً فارغاً، بل حزنٌ عميق ينتهي الى إرادة النصرة

نصرة امامهم.

نعم

سيحاول ابليس أن يغيِّر هذا الشعور، وأنْ يبث فيهم التخاذل، وسينجح في عدد منهم، لكن تبقى ثلة مؤمنة
تزداد عزماً كل عامٍ، على نصرتها، تردد صادقةً: (ونصرتي لكم معدَّة، حتى يحكم الله..)
#وللحق_ناصرا
قال الإمام الحسين للسيدة زينب (عليهما السلام):

«يا أخية إني أقسمت فأبري قسمي، لا تشقي علي جيبا، ولا تخمشي علي وجها، ولا تدعي علي بالويل والثبور إذا أنا هلكت».

المصدر: الإرشاد - الشيخ المفيد - ج ٢ - ص ٩٤.
💔5
«أن العباس(عليه السلام) لما رأى وحدة الامام الحسين (عليه السلام) أتى أخاه وقال:

يا أخي هل من رخصة؟ فبكى الحسين (عليه السلام) بكاء شديدا ثم قال: يا أخي أنت صاحب لوائي وإذا مضيت تفرق عسكري! فقال العباس: قد ضاق صدري وسئمت من الحياة وأريد أن أطلب ثأري من هؤلاء المنافقين.»

المصدر: بحار الأنوار - ج ٤٥ - ص ٤١.
💔6
2025/07/09 02:11:23
Back to Top
HTML Embed Code: