Telegram Web Link
Forwarded from ذَوِيْ الْأَلْبَاب ..🌱 (رضا علي)
الّلهَمُ صلِّ على فاطمة الزهراء وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
Forwarded from ذَوِيْ الْأَلْبَاب ..🌱 (رضا علي)
يا بن أمي ! لقد كللتُ عن المُدافعة لهؤلاء النساء والأطفال ،وهذا متني قد أسود مِن الضَرب !!
Forwarded from ذَوِيْ الْأَلْبَاب ..🌱 (رضا علي)
ماتت كمدًا وحزنًا على الحُسَين (عَليه السَّلام)..
Forwarded from ذَوِيْ الْأَلْبَاب ..🌱 (رضا علي)
[[ والله ما رأيت إلا جميلا]]

سلامٌ علىٰ الحوراء ما بقيَّ الدهرُ
وما أشرقتْ شَمسٌ وما طلعَ البدُر

سلامٌ علىٰ القلبَ الكبير وصبرهُ
بما قد جرتْ حُزناً لهُ الأدمعُ الحُمرُ

جرىٰ ما جرىٰ في كربلاءَ وعينُها
ترىٰ ما جرىٰ مما يذوبُ له الصخرُ

لقد أبصرت َجسمَ الحُسينِ موزَّعا
فجاءتْ بصبرٍ دونَ مفهومِه الصبرُ

رأتهُ ونادَتْ يا أبن أمي و والدي
لكَ القتلُ مكتوبٌ ولي كُتِبَ الأسرُ

(١٥)رجب الاصب ذكرى استشهاد السيدةِ زينب عليها افضل الصلاة والسلام 💔

عظم الله لك الاجر يامولاي ياأبا عبدلله الحسين

عظم الله لنا ولكم الاجر.
Forwarded from ذَوِيْ الْأَلْبَاب ..🌱 (رضا علي)
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Forwarded from ذَوِيْ الْأَلْبَاب ..🌱 (رضا علي)
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Forwarded from ذَوِيْ الْأَلْبَاب ..🌱 (رضا علي)
على الله في كل الأمور توكلي بالخمسة اصحاب الكساء توسلي ، محمد المبعوث وابنيه من بعدهِ
وفاطمة الزهراء والمرتضى علي ...🩶
Forwarded from ذَوِيْ الْأَلْبَاب ..🌱 (رضا علي)
نسألكم الدعاء احبابي في الله

الدعاء لي والإخواني ، الله يبارك بيكم 🩶
Forwarded from ذَوِيْ الْأَلْبَاب ..🌱 (رضا علي)
قَالَ الإِمَامُ الصَّادِقُ (عليه السلام):

« أنهاك عن خصلتين فيهما هلك الرجال أن تدين الله بالباطل وتفتي الناس بما لا تعلم »

....
Forwarded from ذَوِيْ الْأَلْبَاب ..🌱 (رضا علي)
قَالَ الإِمَامُ الصَّادِقُ (عليه السلام):

«من حفظ عني أربعين حديثا من أحاديثنا في الحلال والحرام بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما ولم يعذبه.»
Forwarded from ذَوِيْ الْأَلْبَاب ..🌱 (رضا علي)
وَ إِذَا خَرَّ بِكَ أَمْرَانِ لَا تَدْرِي أَيُّهُمَا خَيْرٌ وَ أَصْوَبُ فَانْظُرْ أَيُّهُمَا أَقْرَبُ إِلَى هَوَاكَ فَخَالِفْهُ فَإِنَّ كَثِيرَ الصَّوَابِ فِي مُخَالَفَةِ هَوَاكَ "

- عن الإمام موسي الكاظم عليه السلام‏
Forwarded from ذَوِيْ الْأَلْبَاب ..🌱 (رضا علي)
" إن الله تعالى ليبغض العبد النوام، أن الله تعالى ليبغض العبد الفارغ ."

_ الامام الكاظم (عليه السلام)
Forwarded from ذَوِيْ الْأَلْبَاب ..🌱 (رضا علي)
إن لله عبادا في الأرض يسعون في حوائج الناس، هم الآمنون يوم القيامة.

الإمام الكاظم (عليه السلام):
وَلَم تَجعَل لِلخَلقِ طَريقاً إلى مَعرِفَتِكَ إلاّ بِالعَجزِ عَن مَعرِفَتِكَ، إلهي فَاجعَلنا مِنَ الَّذينَ تَرَسَّخَت أشجارُ الشَّوقِ إلَيكَ في حَدائِقِ صُدورِهِم وَأخَذَت لَوعَةُ مَحَبَّتِكَ بِمَجامِعِ قُلوبِهِم، فَهُم إلى أوكارِ الأفكارِ يأوونَ وَفي رياضِ القُربِ وَالمُكاشَفَةِ يَرتَعونَ وَ مِن حياضِ المَحَبَّةِ بِكَأسِ المُلاطَفَةِ يَكرَعونَ وَشَرايِعَ المُصافاتِ يَرِدونَ، قد كُشِفَ الغِطاءُ عَن أبصارِهِم وَانجَلَت ظُلمَةُ الرَّيبِ عَن عَقائِدِهِم وَضمائِرِهِم وَانتَفَت مُخالَجَةُ الشَّكِّ عَن قُلوبِهِم وَسَرائِرِهِم وَانشَرَحَت بِتَحقيقِ المَعرِفَةِ صُدورُهُم وَعَلَت لِسَبقِ السَّعادَةِ في الزَّهادَةِ هِمَمُهُم وَعَذُبَ في مَعينِ المُعامَلَةِ شِربُهُم

مناجاة العارفين
'
《  يا سلمان هذان شنفا عرش رب العالمين بهما تُشرق الجنان, وأمهما خيرة النسوان 》

—————————-

عن أمير المؤمنين (عليه السَّلام) أنه قال:

يا سلمان, إنه لا يعرفني أحد حق معرفتي إلا كان معي في الملأ الاعلى,
قال: ثم دخل الحسن والحسين (عليهما السّلام) فقال:

يا سلمان هذان شنفا عرش رب العالمين بهما تُشرق الجنان, وأمهما خيرة النسوان,

أخذ الله على الناس الميثاق بي, فصدَّق من صدق وكذَّب من كذب،
أما من صدق فهو في الجنة وأما من كذب فهو في النار, وأنا الحجة البالغة والكلمة الباقية, وأنا سفير السفراء.
قال سلمان:

يا أمير المؤمنين, لقد وجدتك في التوراة كذلك, وفي الإنجيل كذلك
بأبي أنت وأمي يا قتيل كوفان, والله لولا أن يقول الناس:

واشوقاه! رحم الله قاتل سلمان!
لقلت فيك مقالا تشمئز منه النفوس, لأنك حجة الله الذي به تاب على آدم, وبك أنجى يوسف من الجب‏.

📄البرهان ج٤ ص٦٧٦

'
[[ العابد الهندي و ما ناله من الفضل و الكرامة بولايته للكاظم من آل محمد ]]

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ وَ آلِ مُحَمَّدْ وَ عَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَ أهْلِكْ عَدُوَهُمْ

عن يعقوب بن جعفر قال : كنت عند أبي إبراهيم عليه السلام و أتاه رجل من أهل نجران اليمن من الرهبان و معه راهبة ، فاستأذن لهما الفضل بن سوار فقال له : إذا كان غدًا فأت بهما عند بئر أم خير .
قال : فوافينا من الغد فوجدنا القوم قد وافوا ، فأمر بخصفة بواري ثم جلس و جلسوا ، فبدأت الراهبة بالمسائل فسألت عن مسائل كثيرة كل ذلك يجيبها .
و سألها أبو إبراهيم عليه السلام عن أشياء لم يكن عندها فيه شيء ، ثم أسلمت .

ثم أقبل الراهب يسأله فكان يجيبه في كل ما يسأله ، فقال الراهب : قد كنت قويًا على ديني و ما خلفت أحدًا من النصارى في الأرض يبلغ مبلغي في العلم ، و لقد سمعت برجل في الهند إذا شاء حج إلى بيت المقدس في يوم و ليلة ثم يرجع إلى منزله بأرض الهند ، فسألت عنه بأي أرض هو فقيل لي إنه بسندان ، و سألت الذي أخبرني فقال : هو علم الاسم الذي ظفر به آصف صاحب سليمان لما أتى بعرش سبأ ، و هو الذي ذكره الله لكم في كتابكم ، و لنا معشر الأديان في كتبنا .

فقال له أبو إبراهيم عليه السلام : فكم لله من اسم لا يرد ؟
فقال الراهب : الأسماء كثيرة ، فأما المحتوم منها الذي لا يرد سائله فسبعة .
فقال له أبو الحسن عليه السلام : فأخبرني عما تحفظ منها ؟
فقال الراهب : لا و الله الذي أنزل التوراة على موسى ، و جعل عيسى عبرة للعالمين و فتنة لشكر أولي الألباب ، و جعل محمدًا بركة و رحمة و جعل عليًا عليه السلام عبرة و بصيرة ، و جعل الأوصياء من نسله و نسل محمد صلى الله عليه و آله ما أدري ، و لو دريت ما احتجت فيه إلى كلامك و لا جئتك و لا سألتك .

فقال له أبو إبراهيم عليه السلام : عد إلى حديث الهندي .
فقال له الراهب : سمعت بهذه الأسماء و لا أدري ما بطائنها و لا شرائحها ، و لا أدري ما هي ، و لا كيف هي ، و لا بدعائها ، فانطلقت حتى قدمت سندان الهند ، فسألت عن الرجل فقيل لي : إنه بنى ديرًا في جبل ، فصار لا يخرج و لا يرى إلا في كل سنة مرتين ، و زعمت الهند أن الله تعالى فجر له عينًا في ديره ، و زعمت الهند أنه يزرع له من غير زرع يلقيه ، و يحرث له من غير حرث يعمله ، فانتهيت إلى بابه ، فأقمت ثلاثًا لا أدق الباب ، و لا أعالج الباب .

فلما كان اليوم الرابع فتح الله باب ، و جاءت بقرة عليها حطب تجر ضرعها يكاد يخرج ما في ضرعها من اللبن ، فدفعت الباب فانفتح فتبعتها و دخلت ، فوجدت الرجل قائمًا ينظر إلى السماء فيبكي ، و ينظر إلى الأرض فيبكي ، و ينظر إلى الجبال فيبكي .
فقلت : سبحان الله ما أقل ضربك في دهرنا هذا .
فقال لي : و الله ما أنا إلا حسنة من حسنات رجل خلفته وراء ظهرك .
فقلت له : أخبرت أن عندك اسمًا من أسماء الله تعالى تبلغ به في كل يوم و ليلة بيت المقدس و ترجع إلى بيتك .
فقال لي : فهل تعرف البيت المقدس ؟
فقلت : لا أعرف إلا بيت المقدس الذي بالشام .
فقال : ليس بيت المقدس و لكنه البيت المقدس و هو بيت آل محمد .
فقلت له : أما ما سمعت به إلى يومي هذا فهو بيت المقدس .
فقال لي : تلك محاريب الأنبياء ، و إنما كان يقال لها حظيرة المحاريب حتى جاءت الفترة التي كانت بين محمد و عيسى صلى الله عليهما ، و قرب البلاء من أهل الشرك و حلت النقمات في دور الشياطين ، فحولوا و بدلوا و نقلوا تلك الأسماء ، و هو قول الله تبارك و تعالى البطن لآل محمد و الظهر مثل { إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَ آبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ } .

فقلت له : إني قد ضربت إليك من بلد بعيد تعرضت إليك بحارًا و غمومًا و همومًا و خوفًا ، و أصبحت و أمسيت مؤيسًا ألا أكون ظفرت بحاجتي .
فقال لي : ما أرى أمك حملت بك إلا و قد حضرها ملك كريم ، و لا أعلم أن أباك حين أراد الوقوع بأمك إلا و قد اغتسل و جاءها على طهر ، و لا أزعم إلا أنه كان درس السفر الرابع من سحره ذلك فختم له بخير ، ارجع من حيث جئت ، فانطلق حتى تنزل مدينة محمد صلى الله عليه و آله التي يقال لها طيبة ، و قد كان اسمها في الجاهلية يثرب ، ثم اعمد إلى موضع منها يقال له البقيع ، ثم سل عن دار يقال لها دار مروان فانزلها ، و أقم ثلاثًا ، ثم سل الشيخ الأسود الذي يكون على بابها يعمل البواري ، و هي في بلادهم اسمها الخصف ، فتلطف بالشيخ و قل له : بعثني إليك نزيلك الذي كان ينزل في الزاوية في البيت الذي فيه الخشيبات الأربع ، ثم سله عن فلان بن فلان الفلاني ، و سله أين ناديه ، و سله أي ساعة يمر فيها فليريكاه ، أو يصفه لك فتعرفه بالصفة ، و سأصفه لك .
قلت : فإذا لقيته فأصنع ماذا ؟
فقال : سله عما كان و عما هو كائن ، و سله عن معالم دين من مضى و من بقي .
فقال له أبو إبراهيم عليه السلام : قد نصحك صاحبك الذي لقيت .
فقال الراهب : ما اسمه جعلت فداك ؟
قال : هو متمم بن فيروز ، و هو من أبناء الفرس ، و هو ممن آمن بالله وحده لا شريك له ، و عبده بالإخلاص و الإيقان ، و فر من قومه لما خالفهم فوهب له ربه حكمًا ، و هداه لسبيل الرشاد ، و جعله من المتقين و عرف بينه و بين عباده المخلصين ، و ما من سنة إلا و هو يزور فيها مكة حاجًا ، و يعتمر في رأس كل شهر مرة ، و يجئ من موضعه من الهند إلى مكة فضلًا من الله و عونًا ، و كذلك نجزي الشاكرين .

ثم سأله الراهب عن مسائل كثيرة كل ذلك يجيبه فيها و سأل الراهب عن أشياء لم يكن عند الراهب فيها شيء فأخبره بها .
ثم إن الراهب قال : أخبرني عن ثمانية أحرف نزلت فتبين في الأرض منها أربعة ، و بقي في الهواء منها أربعة على من نزلت تلك الأربعة التي في الهواء و من يفسرها ؟
قال : ذلك قائمنا فينزله الله عليه فيفسره و ينزله عليه ما لم ينزل على الصديقين و الرسل و المهتدين .

ثم قال الراهب : فأخبرني عن الاثنين من تلك الأربعة الأحرف التي في الأرض ما هي ؟
قال : أخبرك بالأربعة كلها ، أما أولين :
فلا إله إلا الله وحده لا شريك له باقيًا .
و الثانية محمد رسول الله مخلصًا .
و الثالثة نحن أهل البيت .
و الرابعة شيعتنا منا ، و نحن من رسول الله صلى الله عليه و آله ، و رسول الله من الله بسبب .

فقال له الراهب : أشهد أن لا إله إلا الله ، و أن محمدًا رسول الله ، و أن ما جاء به من عند الله حق ، و أنكم صفوة الله من خلقه ، و أن شيعتكم المطهرون المستبدلون و لهم عاقبة الله و الحمد لله رب العالمين .

📗 المصادر و المراجع


📗الكافي|1|529 📗العوالم ، الإمام الكاظم|1|303 📗بحار الأنوار|48|94 📗تفسير نور الثقلين|4|91 📗تفسير كنز الدقائق|9|568

#المعرفة_بالنورانية
.
🔸️ من وصية الإمام الكاظم صلوات الله عليه لهشام بن الحكم :

يا هشام !.. لكل شيء دليل ، ودليل العاقل التفكّر ، ودليل التفكّر الصمت.. ولكلِّ شيء مطيّة ، ومطية العاقل التواضع ، وكفى بك جهلاً أن تركب ما نُهيت عنه.

يا هشام !.. لو كان في يدك جوزة وقال الناس : في يدك لؤلؤة ، ما كان ينفعك وأنت تعلم أنّها جوزة ، ولو كان في يدك لؤلؤة وقال الناس : إنّها جوزة ، ما ضرّك وأنت تعلم أنّها لؤلؤة....

يا هشام !.. ما من عَبدٍ إلاّ ومَلَكٌ آخذ بناصيته ، فلا يتواضع إلاّ رفعه الله ولا يتعاظم إلاّ وضعه الله.

يا هشام !.. إنّ لله على الناس حجتين : حجة ظاهرة ، وحجة باطنة :
فأمّا الظاهرة فالرسول والأنبياء والائمة ، وأمّا الباطنة فالعقول.

يا هشام !.. إنّ العاقل ، الذي لا يُشغل الحلال شكره ، ولا يغلب الحرام صبره.

يا هشام !.. من سلّط ثلاثاً على ثلاث فكأنّما أعان هواه على هدم عقله : من أظلم نور فكره بطول أمله ، ومحا طرائف حكمته بفضول كلامه ، وأطفأ نور عبرته بشهوات نفسه ، فكأنّما أعان هواه على هدم عقله ، ومن هدم عقله أفسد عليه دينه ودنياه .

يا هشام !..كيف يزكو عند الله عملك ، وأنت قد شغلت عقلك عن أمر ربك ، وأطعت هواك على غلبة عقلك .

يا هشام !.. الصبر على الوحدة علامة قوة العقل ، فمن عقل عن الله تبارك وتعالى اعتزل أهل الدنيا والراغبين فيها ، ورغب فيما عند ربّه ، وكان الله آنسه في الوحشة وصاحبه في الوحدة ، وغناه في العيلة ، ومعزَّه في غير عشيرة.

يا هشام !.. نُصب الخلق لطاعة الله ولا نجاة إلا بالطاعة ، والطاعة بالعلم ، والعلم بالتعلم ، والتعلم بالعقل يُعتقد ، ولا علم إلا من عالم ربّاني ، ومعرفة العالم بالعقل.

يا هشام !.. قليل العمل من العاقل مقبول مضاعف ، وكثير العمل من أهل الهوى والجهل مردود.

يا هشام !.. إنّ العاقل رضي بالدّون من الدنيا مع الحكمة ، ولم يرض بالدّون من الحكمة مع الدنيا ، فلذلك ربحت تجارتهم.

يا هشام !.. إن كان يغنيك ما يكفيك فأدنى ما في الدنيا يكفيك ، وإن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس شيء من الدنيا يغنيك.

يا هشام !.. إنّ العقلاء تركوا فضول الدنيا فكيف الذنوب ، وترك الدنيا من الفضل ، وترك الذنوب من الفرض.

يا هشام !.. إنّ العقلاء زهدوا في الدنيا ورغبوا في الآخرة ، لأنهم علموا أنّ الدنيا طالبة ومطلوبة ، والآخرة طالبة ومطلوبة ، فمن طلب الآخرة طلبته الدنيا حتى يستوفي منها رزقه ، ومن طلب الدنيا طلبته الآخرة فيأتيه الموت فيفسد عليه دنياه وآخرته.

يا هشام !.. من أراد الغنى بلا مال ، وراحة القلب من الحسد ، والسلامة في الدين ، فليتضرع إلى الله في مسألته بأن يكمل عقله ، فمن عقل قنع بما يكفيه ، ومن قنع بما يكفيه استغنى ، ومن لم يقنع بما يكفيه لم يدرك الغنى أبداً.

يا هشام !.. إنّ الله جلّ وعزّ حكى عن قوم صالحين أنّهم قالوا:
{ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنّك أنت الوهاب} حين علموا أنّ القلوب تزيغ ، وتعود إلى عماها ورداها ، إنّه لم يخف الله من لم يعقل عن الله ، ومن لم يعقل عن الله لم يعقد قلبه على معرفة ثابتة يبصرها ويجد حقيقتها في قلبه ، ولا يكون أحد كذلك إلاّ من كان قوله لفعله مصدقاً ، وسرّه لعلانيته موافقاً ، لأنّ الله لم يدلّ على الباطن الخفي من العقل إلا بظاهر منه وناطق عنه.

يا هشام !.. كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول :
ما من شيء عُبد الله به أفضل من العقل ، وما تمّ عقل امرئ حتى يكون فيه خصال شتى :
الكفر والشر منه مأمونان ، والرشد والخير منه مأمولان ، وفضل ماله مبذول ، وفضل قوله مكفوف ، نصيبه من الدنيا القوت ، ولا يشبع من العلم دهره ، الذل أحبّ إليه مع الله من العز مع غيره ، والتواضع أحب إليه من الشرف ، يستكثر قليل المعروف من غيره ، ويستقلّ كثير المعروف من نفسه ، ويرى الناس كلهم خيراً منه وأنه شرّهم في نفسه ، وهو تمام الأمر.

يا هشام !.. لا تمنحوا الجهّال الحكمة فتظلموها ، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم.

يا هشام !.. لا دين لمن لا مروّة له ، ولا مروة لمن لا عقل له ، وإنّ أعظم الناس قدراً ، الذي لا يرى الدنيا لنفسه خطراً ، أمَا إنّ أبدانكم ليس لها ثمن إلا الجنة ، فلا تبيعوها بغيرها.

يا هشام !.. إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يقول : ( لا يجلس في صدر المجلس إلاّ رجلٌ فيه ثلاث خصال:

يجيب إذا سُئل ، وينطق إذا عجز القوم عن لكلام ، ويشير بالرأي الذي فيه صلاح أهله ، فمن لم يكن فيه شيء منهنّ فجلس فهو أحمق ).. وقال الحسن بن علي (عليهما السلام) :
( إذا طلبتهم الحوائج فاطلبوها من أهلها ) ، قيل : يا بن رسول الله ومنْ أهلُها ؟!.. قال: ( الذين قصّ الله في كتابه وذكَرهم فقال:
{إنما يتذكر أولو الألباب} قال: هم أولوا العقول ).
يا هشام !.. قال الله جلّ وعزّ : وعزّتي وجلالي وعظمتي وقدرتي وبهائي وعلوي في مكاني !.. لا يؤثر عبد هواي على هواه إلا جعلت الغنى في نفسه ، وهمّه في آخرته ، وكففت عليه ضيعته ، وضمّنت السماوات والأرض رزقه ، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر.

يا هشام !.. الغضب مفتاح الشر ، وأكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً ، وإن خالطت الناس فإن استطعت أن لا تخالط أحداً منهم إلا من كانت يدك عليه العليا فافعل.

يا هشام !.. قول الله : {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} ، جرت في المؤمن والكافر والبرّ والفاجر.. من صُنع إليه معروف فعليه أن يكافيء به ، وليست المكافأة أن تصنع كما صنع حتى ترى فضلك ، فإن صنعت كما صنع فله الفضل بالابتداء.

يا هشام !.. إنّ مَثَل الدنيا مثل الحية مسّها لين ، وفي جوفها السم القاتل ، يحذرها الرجال ذووا العقول ، ويهوي إليها الصبيان بأيديهم....
يا هشام !.. مَثَل الدنيا مثل ماء البحر ، كلما شرب منه العطشان ازداد عطشا حتى يقتله.

يا هشام !.. تمثّلت الدنيا للمسيح (ع) في صورة امرأة زرقاء ، فقال لها :
كم تزوجتِ ؟.. فقالت : كثيرا ، قال : فكلٌّ طلّقكِ ؟.. قالت : لا ، بل كلاًّ قتلت ، قال المسيح : فويح لأزواجك الباقين ، كيف لا يعتبرون بالماضين؟!

يا هشام !.. إنّ ضوء الجسد في عينه ، فإن كان البصر مضيئا استضاء الجسد كله ، وإنّ ضوء الروح العقل ، فإذا كان العبد عاقلا كان عالما بربه ، وإذا كان عالما بربه أبصر دينه ، وإن كان جاهلا بربه لم يقم له دين ، وكما لا يقوم الجسد إلا بالنفس الحية ، فكذلك لا يقوم الدِّين إلا بالنية الصادقة ، ولا تثبت النية الصادقة إلا بالعقل .

يا هشام !.. إنّ الزرع ينبت في السهل ولا ينبت في الصفا ، فكذلك الحكمة تعمر في قلب المتواضع ولا تعمر في قلب المتكبر الجبار ، لأنّ الله جعل التواضع آلة العقل ، وجعل التكبر من آلة الجهل ، ألم تعلم أنّ من شمخ إلى السقف برأسه شجّه ، ومن خفض رأسه استظل تحته وأكنّه ، وكذلك من لم يتواضع لله خفضه الله ، ومن تواضع لله رفعه .

يا هشام !.. ما أقبح الفقر بعد الغنى ، وأقبح الخطيئة بعد النسك ، وأقبح من ذلك العابد لله ثم يترك عبادته .

يا هشام !.. لا خير في العيش إلا لرجلين : لمستمع واع ، وعالم ناطق .

يا هشام !.. ما قُسّم بين العباد أفضل من العقل ، نوم العاقل أفضل من سهر الجاهل ، ما بعث الله نبيا إلا عاقلا حتى يكون عقله أفضل من جميع جهد المجتهدين ، وما أدى العبد فريضة من فرائض الله حتى عقل منه .

يا هشام !.. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إذا رأيتم المؤمن صموتا فادنوا منه ، فإنه يُلَقِّى الحكمة ، والمؤمن قليل الكلام كثير العمل ، والمنافق كثير الكلام قليل العمل " .

يا هشام !.. أوحى الله تعالى إلى داود : قل لعبادي : لا تجعلوا بيني وبينهم عالما مفتونا بالدنيا ، فيصدهم عن ذكري وعن طريق محبتي ومناجاتي ، أولئك قطّاع الطريق من عبادي ، إنّ أدنى ما أنا صانع بهم أن أنزع محبتي ومناجاتي من قلوبهم .

يا هشام !.. من تعظّم في نفسه لعنته ملائكة السماء وملائكة الأرض ، ومن تكبّر على إخوانه واستطال عليهم فقد ضادّ الله ، ومن ادّعى ما ليس له فهو أعنى لغير رشده .

يا هشام !.. أوحى الله تعالى إلى داود : يا داود!.. حذّر فأنذّر أصحابك عن حبّ الشهوات ، فإنّ المعلقة قلوبهم شهوات الدنيا قلوبهم محجوبة عني.

يا هشام !.. إياك ومخالطة الناس والأنس بهم ، إلا أن تجد منهم عاقلا ومأمونا ، فأْنسْ به واهرب من سائرهم كهربك من السباع الضارية ، وينبغي للعاقل إذا عمل عملا أن يستحيي من الله.
وإياك أن تغلب الحكمة وتضعها في الجهالة ، فقلت له : فإن وجدت رجلا طالبا له غير أنّ عقله لا يتسع لضبط ما ألقي إليه ؟
قال: فتلطّف له في النصيحة ، فإن ضاق قلبه فلا تعرضنّ نفسك للفتنة ، واحذر رد المتكبرين....
واعلم أن الله لم يرفع المتواضعين بقدر تواضعهم ، ولكن رفعهم بقدر عظمته ومجده ، ولم يؤمَن الخائفين بقدر خوفهم ، ولكن آمنهم بقدر كرمه وجوده ، ولم يفرّج المحزونين بقدر حزنهم ، ولكن بقدر رأفته ورحمته ، فما ظنك بالرؤوف الرحيم الذي يتودّد إلى من يؤذيه بأوليائه ، فكيف بمن يؤذى فيه ، وما ظنك بالتواب الرحيم الذي يتوب على من يعاديه ، فكيف بمن يترضاه ، ويختار عداوة الخلق فيه .

يا هشام !.. من أحبّ الدنيا ذهب خوف الآخرة من قلبه ، وما أوتي عبد علماً فازداد للدنيا حبا ، إلا ازداد من الله بعدا ، وازداد الله عليه غضبا.
قال هشام : فقلت له : فأي الأعداء أوجبهم مجاهدة؟..قال :

أقربهم إليك ، وأعداهم لك ، وأضرهم بك ، وأعظمهم لك عداوة ، وأخفاهم لك شخصا مع دنوه منك ، ومن يحرّض أعداءك عليك - وهو إبليس الموكل بوسواس من القلوب - فله فلتشتدّ عداوتك ، ولا يكوننّ أصبر على مجاهدتك لهلكتك منك على صبرك لمجاهدته ، فإنه أضعف منك ركنا في قوته ، وأقل منك ضررا في كثرة شره ، إذا أنت اعتصمت بالله فقد هديت إلى صراط مستقيم .
2025/03/10 13:07:36
Back to Top
HTML Embed Code: