Telegram Web Link
التغابِي أو التغافُل المحمود هو ما حملَ في طيَّاته معنى السماحَة واللِّين وغضِّ الطرف، فإنه كلما افتقَر التغابِي إلى هذا المعنى، فإنه سيُصبِحُ حينئذٍ جُزءً من المشاكل لا جُزءً من الحُلول. وهذا سرُّ كثيرٍ من الخُصومات والأحقاد والتربُّص بالآخرين. فإنه ليس من الفُتُوَّة التشبُّث بزلاَّت الآخرين، والفرحُ باستِحصالها على وجه التتبُّع، والحرث في أرض النوايا، وحملها أكثر مما تحتمِل. ناهِيكم عن إغلاق أبواب الأعذار والاعتِذار، وحمل الأخطاء والزلاَّت على أقلِّ الوجوه سُوءً في الظنِّ، وغُلوًّا في النوايا، والشقِّ عن القلوب..
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
{إنّ اللهَ وملائكتَهُ يُصَـلُّونَ على النبي يا أيها الذين آمنوا صَلُّوا عليه وسلِّمُوا تسليما}

#الصلاه_علي_النبي

#يوم_الجمعه
لا حول ولا قوة إلا بالله
إنها الكنزُ الذي يفتقِرُ إليه كلُّ واحدٍ منَّا، إنه الكنزُ الغائِبُ عن أوساطِنا، إنه الكنزُ العظيم ذو الثمن الضَّئيل، إنها كلمةٌ عظيمةٌ مليئةٌ بكل معاني التوحيد واللُّجوء إلى الله، والبراءة من حَول العبد الضعيف وقوَّته إلى حَول العظيم الجبَّار وقوَّته. إنها الزادُ لمن أرادَ السداد، إنها أُنسُ المهمُوم وجلاء المغمُوم، من التزمَها سعِد وربِح، ومن زهِد فيها شقِيَ وخسِر؛ كيف لا وهي من الباقِيات الصالِحات...
من سَلِمَ قلبُه مِن الأحقادِ خَفَّ حِمْلُه وقلَّ خصومُه فنامَ قريراً وعاشَ كبيراً يَألَفُ النّاسَ ويألفونه.
بالموت ينقطع العمل ويبدأ الجزاء، والسعيد من خلّف عملاً يسرُّه أن يرى جزاءه في أخراه (ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى).
أبارك لكم بلوغ الشهر تقبل الله فيه طاعتكم وأعاننا على صيامه وقيامه ورزقنا فيه المغفرة والعتق من النيران
هذا هو شهر البركات والرحمات الذي تتجلى فيه النفوس الصافية وتصعد فيه الهمم الندية إلى معالي الإيمان ومعرفة الله سبحانه وتعالى ، شهر تضيّق فيه منافذ الشياطين فتصفو عبادة المرء لربه ويلذ الأنس بكتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، إنه شهر القرآن الكريم شهر الانكسار والمناجاة شهر التدبر والاعتبار والخشية لأن المرء بلا قرآن كالحياة بلا ماء ولا هواء.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
{إنّ اللهَ وملائكتَهُ يُصَـلُّونَ على النبي يا أيها الذين آمنوا صَلُّوا عليه وسلِّمُوا تسليما}

#يوم_الجمعه
إمكانية التصوير بهاتف جوالك لا تبيح لك تصوير ما شئت من خصوصيات الناس دون إذنهم؛ فربما كان ذلك افتياتا عليهم بما يكرهون.
بالأمس -عباد الله- كانت ألسنتُنا تلهَجُ تباشُرًا بقدوم شهر رمضان، وما هي إلا لحظاتٌ مرَّت مرورَ الرِّيح المُرسَلة، فكأنَّ شيئًا لم يكن إذا انقضَى، وها نحن اليوم تخنُقُ حلوقَنا عبرةُ فِراقِه، وتسيلُ على خُدودِنا دموعُ تصرُّمه. فلله ما أصعبَ فِراق الحبيب، وما أحزنَ القلب وهو يشعرُ بضيفه الكريم يُوثِقُ رِكابَه آذِنًا بالرحيل كُرهًا لا حيلةَ لمُحتالٍ في بقائِه.
إن شجرة شهر رمضان المُثمِرة قد تساقَطَ جُلُّ أوراقها، بعد أن عصفَت بها ريحُ الزمن، وإن كان ثمَّة خطيئةٌ فيما مضَى فيه من تفريط العبد، فإن أعظمَ منه خطيئةً إصرارُه على التفريط في قابلِ الأيام.



فانظر -يا عبد الله- من أيّ الناس أنت مع رمضان؟ أمِمَّن هو ظالمٌ لنفسِه فيه، أم ممَّن هو مُقتصِد، أم ممَّن هو سابقٌ بالخيرات بإذن الله؟!



إن لم تكن ممَّن اتَّعَظَ بالقرآن في رمضان .. فبأيِّ شيءٍ تتَّعِظ؟!

إن لم تكن نهَلتَ من مدرسة رمضان .. فمن أيّ المدارِس ستنهَلُ؟!

إن لم تكن ممن تصدَّق في رمضان .. فمتى بعده ستتصدَّق؟!



ألا فاعلم -يا عبد الله- أن هذا الشهر المُبارَك إما شاهدٌ لك أو شاهدٌ عليك، فما أنت صانعٌ فيه فيما بقِيَ من ليالِيه؟ (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ) [الزمر: 56].



فيا لله! ما أضيَع الإنسان إذ ضيَّع رمضان؛ فخامَرَ عقلَه مطلُ التسويف، وغفلَ عن التوبة حتى رأى حِبالَ خِيامِه تُحلُّ، وأروِقتَها تُطوَى، على ما كان كلُّ واحدٍ منَّا من عمل.
إن شهرَكم هذا قد آذَن بالوداع، وإن ما بقِيَ منه فسيمُرُّ كطرفة عينٍ أو لمحِ بصرٍ؛ فإنه عند ذوِي الألباب كفَيْءِ الظلِّ، بينما يرونَه سابغًا حتى قلَص، وزائدًا حتى نقَص. وإن ما بقِيَ من الشهر هو المِضمار، وفي خِتامِه السبق، والجائزةُ الجنَّة.



وإنما تزدادُ الجِيادُ سُرعةً في النهايات، والعبدُ الموفَّقُ هو من أدركَ أن حُسن النهاية يطمِسُ تقصيرَ البداية، وما يُدريكَ -يا عبد الله-! لعل بركة عملك فيه مُخبَّأةٌ في آخره؛ فإن الأعمال بالخواتيم. وكم من عبدٍ شمَّ مِسكَ الختام في خِتامِ المِسك.



فيا بُؤسَ مُذنبٍ فيه إذ لم يتُب! ويا ويحَ طالبِ الجنة إذ قد غفا! ويا شقاء الهارِب من النار إذ قد نام! (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) [المطففين: 26].
2024/06/26 12:42:14
Back to Top
HTML Embed Code: