موقع الشيخ أ.د. سعود الشريم 3598

*مقتطفات مختارة من خطبة الجمعة*
*[٤-٨-١٤٣٩هـ] والتي ألقاها*
*فضيلة الشيخ/ د. سعود بن إبراهيم الشريم*
*•من منبر المسجد الحرام•*

١ - لا تجدون مجتمعا راقيا متألقا متكاتفا متآلفا إلا كان لصفاء قلوب
ذويه وحسن نواياهم القدح المعلى لرقيه وتألقه،فإن الأخلاق ألطف ما يغور
في القلوب ويأخذ بالألباب،وإنه مهما بلغت الشعوب من التقدم المادي في
العلم والصناعة والتجارة والحضارة فإنها ستكون صفرا بلا أخلاق وعجلة تدور
ولا تلوي على شيء.

٢ - إن كل مجتمع لم يزل على فطرته التي فطر الله الناس عليها من خلق كريم
وسجايا فاضلة فهو بخير ما لم يجتثه ما يكدر صفوه وينغص هناءه ويثلم لحمته
ويفرق مجتمِعَه،وهو لم يزل بخير ما لم يبل بالمشوشين المهوشين سود القلوب
حداد الألسن من جعلوا شعارهم القالة بين الناس،والاتزار بالتجييش
والتحريش.

٣ - التحريش الذي ما دخل في مجتمع إلا فرقه ولا أسرة إلا مزقها ولا صحبة
إلا قلبها عداوة وبغضاء،إنه التحريش الذي يوغر الصدور ويذكي نيران
التنابز والتدابر والتصارع.

٤ - التحريش الذي لا رابح فيه من جميع أطرافه،التحريش الذي تغتال به بيوت
ورفاق ورجالات ونساء،التحريش الذي يضر ولا ينفع ويفتق ولا يرقع وينكأ ولا
يضمد.
٥ - التحريش مهنة شيطانية ما تلبس بها أحد إلا أفسد أيما إفساد وفرق أيما
تفريق،وكان في الناس نفرة منه تقودهم إلى أن يسلكوا طريقا غير طريقه
يتقون كل مجلس يكون هو أحد حضوره.
٦ - إن لكم أن تتصوروا خطورة التحريش بين الناس من خلال تأمل يأس إبليس
عليه لعائن الله من أن ينال بغيته في صرف الناس عن عبوديتهم لله إلى
عبوديتهم له ليصب جام انتقامه في تحقيق التحريش بينهم .

٧- لقد حسم الإسلام سوءة التحريش فنهى عنه وذمه وجعله ضربا من ضروب الخيانة .
٨- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ
إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ
فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً ، يَجِيءُ
أَحَدُهُمْ ، فَيَقُولُ : فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا ، فَيَقُولُ : مَا
صَنَعْتَ شَيْئًا ، قَالَ : ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ ، فَيَقُولُ : مَا
تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ ، قَالَ :
فَيُدْنِيهِ مِنْهُ ، وَيَقُولُ : نِعْمَ أَنْتَ " ، قَالَ الْأَعْمَشُ :
أُرَاهُ قَالَ فَيَلْتَزِمُهُ. رواه مسلم .
٩- لقد حرص الإسلام كل الحرص على الاجتماع وحض عليه كل الحض ونهى عن كل
وسيلة تثلم ذلكم أو تنقضه،فنهى عن التحريش بين الرجل وزوجه والخادم وأهله
وجعل من التاث بذلكم خارجا عن نهجه صلى الله عليه وسلم فقد روى أبو داود
في سننه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ليس منا من خبب امرأة
على زوجها أو عبدا على سيده ".
١٠- إنه لم ير أضر على دين المرء ولا أذهب لإيمانه من قلبه ولا أفسد
لمروءته عند الناس من تدثره بآفة التحريش،كيف لا ومن بلي بها كأنه يحلق
دينه بيده رضا واختيارا.
١١- لا إله إلا الله ما أعظم سلامة الصدر،ولا إله إلله ما أكرم ذا القلب
النقي التقي الذي لا غل فيه ولا حسد ،إن رأى صديقين سره اجتماعهما وإن
رأى زوجين دعا لهما بالبركة،وأحب لغيره ما يحب لنفسه.
١٢- إنه لا سلامة للفرد والجماعة إلا أن يسدوا باب التحريش قبل أن يقع
أو أن يردموا نقبه بعد الوقوع أسوة بمن كان القرآن خلقه
١٣- إن من يبلغك ما يسوؤك فإنما هو كمن يبغي لك السوء ذاته،وقد قيل: من
جعل النمام عينا هلك،مبلغك الشر كباغيه لك.

*مع تحيات*:
*إدارة شؤون الأئمة والمؤذنين*
*بالرئاسة العامة لشؤون*
*المسجد الحرام والمسجد النبوي*

1.4K views10:07

2024/10/05 03:24:10
Back to Top

HTML Embed Code:

<iframe width="100%" src="https://www.bootg.com/buyppe/web?embed=1" title="Telegram Web" frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen></iframe>