Telegram Web Link
أبارك لكم بلوغ الشهر تقبل الله فيه طاعتكم وأعاننا على صيامه وقيامه ورزقنا فيه المغفرة والعتق من النيران
هذا هو شهر البركات والرحمات الذي تتجلى فيه النفوس الصافية وتصعد فيه الهمم الندية إلى معالي الإيمان ومعرفة الله سبحانه وتعالى ، شهر تضيّق فيه منافذ الشياطين فتصفو عبادة المرء لربه ويلذ الأنس بكتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، إنه شهر القرآن الكريم شهر الانكسار والمناجاة شهر التدبر والاعتبار والخشية لأن المرء بلا قرآن كالحياة بلا ماء ولا هواء.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
{إنّ اللهَ وملائكتَهُ يُصَـلُّونَ على النبي يا أيها الذين آمنوا صَلُّوا عليه وسلِّمُوا تسليما}

#يوم_الجمعه
إمكانية التصوير بهاتف جوالك لا تبيح لك تصوير ما شئت من خصوصيات الناس دون إذنهم؛ فربما كان ذلك افتياتا عليهم بما يكرهون.
بالأمس -عباد الله- كانت ألسنتُنا تلهَجُ تباشُرًا بقدوم شهر رمضان، وما هي إلا لحظاتٌ مرَّت مرورَ الرِّيح المُرسَلة، فكأنَّ شيئًا لم يكن إذا انقضَى، وها نحن اليوم تخنُقُ حلوقَنا عبرةُ فِراقِه، وتسيلُ على خُدودِنا دموعُ تصرُّمه. فلله ما أصعبَ فِراق الحبيب، وما أحزنَ القلب وهو يشعرُ بضيفه الكريم يُوثِقُ رِكابَه آذِنًا بالرحيل كُرهًا لا حيلةَ لمُحتالٍ في بقائِه.
إن شجرة شهر رمضان المُثمِرة قد تساقَطَ جُلُّ أوراقها، بعد أن عصفَت بها ريحُ الزمن، وإن كان ثمَّة خطيئةٌ فيما مضَى فيه من تفريط العبد، فإن أعظمَ منه خطيئةً إصرارُه على التفريط في قابلِ الأيام.



فانظر -يا عبد الله- من أيّ الناس أنت مع رمضان؟ أمِمَّن هو ظالمٌ لنفسِه فيه، أم ممَّن هو مُقتصِد، أم ممَّن هو سابقٌ بالخيرات بإذن الله؟!



إن لم تكن ممَّن اتَّعَظَ بالقرآن في رمضان .. فبأيِّ شيءٍ تتَّعِظ؟!

إن لم تكن نهَلتَ من مدرسة رمضان .. فمن أيّ المدارِس ستنهَلُ؟!

إن لم تكن ممن تصدَّق في رمضان .. فمتى بعده ستتصدَّق؟!



ألا فاعلم -يا عبد الله- أن هذا الشهر المُبارَك إما شاهدٌ لك أو شاهدٌ عليك، فما أنت صانعٌ فيه فيما بقِيَ من ليالِيه؟ (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ) [الزمر: 56].



فيا لله! ما أضيَع الإنسان إذ ضيَّع رمضان؛ فخامَرَ عقلَه مطلُ التسويف، وغفلَ عن التوبة حتى رأى حِبالَ خِيامِه تُحلُّ، وأروِقتَها تُطوَى، على ما كان كلُّ واحدٍ منَّا من عمل.
إن شهرَكم هذا قد آذَن بالوداع، وإن ما بقِيَ منه فسيمُرُّ كطرفة عينٍ أو لمحِ بصرٍ؛ فإنه عند ذوِي الألباب كفَيْءِ الظلِّ، بينما يرونَه سابغًا حتى قلَص، وزائدًا حتى نقَص. وإن ما بقِيَ من الشهر هو المِضمار، وفي خِتامِه السبق، والجائزةُ الجنَّة.



وإنما تزدادُ الجِيادُ سُرعةً في النهايات، والعبدُ الموفَّقُ هو من أدركَ أن حُسن النهاية يطمِسُ تقصيرَ البداية، وما يُدريكَ -يا عبد الله-! لعل بركة عملك فيه مُخبَّأةٌ في آخره؛ فإن الأعمال بالخواتيم. وكم من عبدٍ شمَّ مِسكَ الختام في خِتامِ المِسك.



فيا بُؤسَ مُذنبٍ فيه إذ لم يتُب! ويا ويحَ طالبِ الجنة إذ قد غفا! ويا شقاء الهارِب من النار إذ قد نام! (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) [المطففين: 26].
:: عيدكم مبارك ::

أهنئكم بمناسبة عيد الفطر المبارك
أعاده الله علينا وعليكم بالخير والبركات
تقبل الله منا ومنكم الطاعات

:: وكل عام وأنتم بخير ::
سأتحدث عن صيام ست من شوال في تغريدات مختصرة جدا؛ لعلها توضح مسألة يكثر طرحها في وقتنا هذا
وهي مسألة تقديم صيام ست من شوال على قضاء رمضان.

1- دليل صيام ست من شوال هو قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر"
رواه مسلم وغيره.

2- يؤخذ من قوله صلى الله عليه وسلم "من صام رمضان" أي رمضان كاملا وليس بعضه؛ لأن صيامه كله واجب، ولو قال قائل: يصدق بصيام أكثره، قلنا: هذا تحكم بما لم يدل عليه النص.

3- جعل النبي صلى الله عليه وسلم ثواب صيام ست من شوال بعد صيام رمضان يعدل سنة كاملة حيث صح عنه صلى الله عليه وسلم أن الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان عن عشرة أشهر، وست من شوال عن شهرين.

4- أن لفظة "ثم" تفيد الترتيب والتراخي كما هو مقرر عند أهل اللغة، فلو قدم الست على القضاء فقد أخل بهذا المراد إخلالا صريحا يصعب الجواب عنه.

5- أن من قدم صيام الست من شوال على القضاء يكون قد عكس نص الحديث، فيصدق عليه أنه قد صام الست ثم أتبعها بشيء من رمضان وهذا قلب لنص الحديث.

6- ظاهر الحديث أن ثبوت اﻷجر مثل صيام الدهر ينتهي بانتهاء شهر شوال، وهذا مالا يحصل عند من قال بجواز تقديم الست في بعض صور القضاء؛ لأنها تتجاوزه.

7- اﻷصل في النصوص الشرعية أن تجرى على ظاهرها مالم يدل دليل يجب الرجوع إليه من كتاب أو سنة، وما سوى ذلك ففيه تكلف ظاهر.

8- أن أكثر اﻷئمة المحققين من متقدمين ومتأخرين لم يقولوا بتقديم ست من شوال على قضاء رمضان عملا بالحديث الصحيح "اقضوا الله فالله أحق بالقضاء".

9- استدلال من قال بجواز التقديم بأن عائشة رضي الله عنها كانت تؤخر القضاء فلا يتصور أن تفرط في صيام ست من شوال، إنما هو استدلال لا يقاوم النص الصريح لسببين :

أحدهما: أنه لم يرد أن عائشة رضي الله عنها صامت الست من شوال، فلا نترك ظاهر النص الصريح لاحتمال ظني ليس عندنا فيه برهان، لأننا لا نعلم متى شرع صيام الست.

ثانيهما: أن عائشة رضي الله عنها كانت تؤخر القضاء لمكانة النبي صلى الله عليه وسلم واحتياجه، وهذه العلة موجودة أيضا في صيام الست وإن كان نفلا لكن المعنى المشترك بينهما ظاهر.

10- من قال بجواز تقديم صيام ست من شوال على قضاء رمضان يحتاج إلى اﻷجابة عن تساؤلين هما محل إشكال يصعب الجواب عنهما إلا بتكلف أو تحكم مذموم.

11- التساؤل
اﻷول: لو أن شخصا لم يصم من رمضان إلا يوما فقط، فيلزم من أجاز تقديم الست على القضاء أن يقول بجواز تقديمها على قضاء29 يوما وهذا بعيد.

الثاني: بل لو أفطر رمضان كله لعذر، فيلزم من أجاز تقديم الست إجازة هذه المسألة، فيكون قدم الست قبل صوم أي يوم من رمضان، وهذا انحراف عن النص.

12- ولهذا فلا أعظم ولا أسلم من الوقوف عند النصوص، وعدم التكلف في تحميلها ما لا تحتمل من افتراضات واحتمالات لا يشملها ظاهر النص الصحيح الصريح.

13- وختام المسألة أن القول بأن من أفطر في رمضان لعذر فكأنه صام رمضان لا وجه له؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم علق الحكم بصوم رمضان لا بمجرد إدراك الشهر وحضوره.


فضيلة الشيخ أ.د.
سعود بن إبراهيم الشريم
الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، بلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده

أما بعد لقد كرم الله ـ عز وجل ـ، بني الإنسان على كثير من مخلوقاته (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى ءادَمَ وَحَمَلْنَـاهُمْ فِى الْبَرّ وَلْبَحْرِ وَرَزَقْنَـاهُمْ مّنَ الطَّيّبَـاتِ وَفَضَّلْنَـاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) [الإسراء:70].

إن رذيلة المخدرات والمسكرات آفة خبيثة، لم تفش في عصر من العصور كما فشت في عصرنا الحاضر، ولم تصب المجتمعات بحمى السكر التي شنها أعداء الإسلام على جميع بلاد المسلمين، بهدف تخديرهم، وإهدار طاقاتهم، وشل جهودهم، وتغييب عقولهم علنا، كما أصيبت في هذا العصر.

لقد قام أعداء الإسلام، بزج كميات مخيفة من جميع أصناف المخدرات، إلى بلاد المسلمين حسدا من عند أنفسهم، يريدون للأمة المسلمة أن تتورط بهذه السموم، فلا تخرج منها إلا بعد لأي وشدائد، وتعب مضن، وتوبة صادقة.

وقع جمع من الناس في براثنها، ورضعوا من أثداء المخدرات والمسكرات؛ فنقضوا بناء المجتمعات ونثروا أعضاءها، وبددوها شذر مذر، نفخت روح الحضارة العصرية في بعضهم نفخة كاذبة، وخيلت إليهم أنهم خلق وجيل، مغاير لما مر من الأجيال في التاريخ كله، زعم المتفننون منهم، أنهم خلق لا تنطبق عليهم سنة، ولا يخضعون لسابقة، رأوا في عصر الذرة، وعصر المعلومات، فقالوا للناس أجمع: أما علمتم أن الدنيا دخان وكأس سكر وغانية؟!.

كم من الآلاف في أمتنا، يعكفون على المسكرات والمخدرات، يهلكون أنفسهم عن طريق هذه الكيوف السامة القتالة، فأخذوا يزهقون أرواحهم، ويحفرون قبورهم بأيديهم حتى صاروا أشباحا بلا أرواح، وأجساما بلا عقول.

إن للمسكرات والمخدرات مضارَّ كثيرةً أثبتها الطب العصري، وأكدتها تجارب المجتمعات، وذكروا فيها أكثر من مائة وعشرين مضرة، دينية ودنيوية .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: "إن الحشيشة حرام، يحد متناولها كما يحد شارب الخمر، وهي أخبث من الخمر، من جهة أنها تفسد العقل والمزاج، حتى يصير في الرجل تخنث ودياثة، وغير ذلك من الفساد، وأنها تصد عن ذكر الله" .انتهى كلامه ـ رحمه الله ـ.

ومن أعظم مضار المسكرات والمخدرات، أنها تفسد العقل والمزاج. وما قيمة المرء إذا فسد عقله ومزاجه؟ يتعاطى المسكرات والمخدرات، فيرتكب من الآثام والخطايا، ما تضج منه الأرجاء، وما يندم عليه حين يصحو، ولات ساعة مندم، ولقد روى القرطبي ـ رحمه الله ـ في تفسيره، أن أحد السكارى جعل يبول، ويأخذ بوله بيديه ليغسل به وجهه وهو يقول: اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين.

قال الضحاك بن مزاحم ـ رحمه الله ـ لرجل: ما تصنع بالخمر؟ قال: يهضم طعامي. قال: أما إنه يهضم من دينك وعقلك أكثر.

وقال الحسن البصري ـ رحمه الله ـ: لو كان العقل يشترى، لتغالى الناس في ثمنه، فالعجب ممن يشتري بماله ما يفسده!

أيها الناس، في بلاد المسلمين، كثرت حوادث المخدرات، من مروجين ومدمنين، وكثرت الجرائم بتعاطيها، وأصبحت مكافحة المخدرات قضية تشغل الحكومات المختلفة. وكل هذا يتم في غياب وازع الإيمان.

أخرج النسائي وابن حبان في صحيحه، أن عثمان رضي الله عنه قام خطيبا فقال: " أيها الناس، اتقوا الخمر؛ فإنها أم الخبائث، وإن رجلا ممن كان قبلكم من العباد، كان يختلف إلى المسجد، فلقيته امرأة سوء، فأمرت جاريتها فأدخلته المنزل. فأغلقت الباب، وعندها باطية من خمر، وعندها صبي، فقالت له: لا تفارقني حتى تشرب كأسا من هذا الخمر، أو تواقعني، أو تقتل الصبي، وإلا صحت، تعني: صرخت، وقلت: دخل علي في بيتي، فمن الذي يصدقك؟ فضعف الرجل عند ذلك وقال: أما الفاحشة فلا آتيها، وأما النفس فلا أقتلها، فشرب كأسا من الخمر. فقال: زيديني. فزادته، فوالله ما برح، حتى واقع المرأة وقتل الصبي".

قال عثمان رضي الله عنه: " فاجتنبوها، فإنها أم الخبائث، وإنه ـ والله ـ لا يجتمع الإيمان والخمر في قلب رجل، إلا يوشك أحدهما أن يذهب بالآخر" .



فاتقوا الله أيها المسلمون، واعلموا أن الإسلام تدرج في الخمر، حتى ختمها الله بالتحريم، ثم قال ـ عز وجل ـ: (فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ) [المائدة:91]؛ فقال الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ: "انتهينا انتهينا".

ويشمل تحريم الخمر، جميعَ أنواعِ المسكرات؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: " كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام" رواه مسلم.
(ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَلْمَيْسِرُ وَلاْنصَابُ وَلاْزْلاَمُ رِجْسٌ مّنْ عَمَلِ الشَّيْطَـانِ فَجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَـانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَلْبَغْضَاء فِى الْخَمْرِ وَلْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَوةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ) [المائدة:90، 91].

فضيلة الشيخ أ.د.
سعود بن إبراهيم الشريم
2024/09/29 23:16:20
Back to Top
HTML Embed Code: