الفكر يُعالَجُ بالفكر والحجة تُقارَع بالحجة والإفك يُدحضُ بالأدلة والبراهين، أما استعمال القوة ضد ما سبق ذكره لا يمكن أن يُعالِج الخلل ولا يمكن للقوة أن تقضي على الكلمات والأفكار وتمحوها بل تزيدها اشتعالا.

عندما يعجز الحكام عن إسكات العلماء والمفكرين والصحفيين بالحجة يستخدمون القوة ضدهم وهذا يدل على هشاشة مرتكزاتهم وضعف فلسفتهم وانعدام شرعيتهم.
صحيح أن الكتاب ضعيف أمام الدبابة، لكن لا يمكن للدبابة أن تدهس شعبا بأكمله إن اعتنق أفكار الكتاب واكتشف الحقيقة من خلاله.
الكتاب لا يموت بموت صاحبه ولا يُسجن بسجنه، والدبابة تصدأ والبارود يَبْلَى

#أنور_الزهري
#شارك

الأمة بين منافع الهزيمة ومضار النصر


لا شك أن النصر يهواه كل إنسان ويتمناه والكثير يضحي ليناله، وعلى مدار التاريخ ظل بني آدم يقيم المعارك الحربية والسياسة ليثبت نفسه ويحافظ على قوميته أو دينه أو قبيلته، وللنصر وبهجته حالة نفسية فريدة في تصرف الإنسان، تتجلى على ذاته وحركاته؛ حيث تجعله يحس بالوجود وأنه ذا قيمة شريفة بين الأمم الأخرى..
والهزيمة لها تأثيرات سلبية نفسية وجسدية يشعر بها المنهزم ويتأثر بها، فاْلأمم المهزومة تعيش الذل وفقدان الذات؛ الشيء الذي يُنتج اليأس والقنوط والتسليم بالواقع أو التعايش معه في أقل الأحوال.
الهزيمة كلها شر إلا أنه يوجد في هذا الشر خير قَلَّ من يتفطن له، فلا يمكن مثلا أن تعرف مدى صلابة صفك وصدقه ما لم تتزلزل القلوب وتبلغ الحناجر، ولا يمكن أيضا أن تميز الخبيث من الطيب بتوالي النصر ودوامه.

فالمدسوس أو العدو الداخلي له استراتيجية طويلة الأمد في النقب من داخل البنيان ليوقعه من أساسه، وهذا الصنف لا يمكن أن تعرفه وأنت تعيش نشوة النصر وبهرجته، وهو لا يمكنه أيضا أن يُكشِّر عن أنيابه لأنه يعلم أنه هالك لا محالة إن كُشِف وفُضِح، وهذا الصنف أخطر من العدو الخارجي الظاهر، فعند الهزيمة يظهر هؤلاء ويعلو صوتهم ويكملون نفس مخططهم! ولكن بطريقة علنية كالعرقلة وبث الشكوك والإشاعات لتفريق الصفوف وتفتيت اللُّحمة المجتمعية.

الهزيمة خسارة ليست بالسهلة ولا يمكن للإنسان أن يتمناها أو يسعى لها ليميز صفه وُينقيه، لكن حين تقع يجب أن يُستَغل ذلك الظرف ويعاد ترتيب الصفوف واختيار الأشخاص المناسبين ليخوضوا غمار التحول والتحدي.
نحن عشنا قرن الهزيمة وعرفنا خلال مِحَنه وابتلاءاته الصادق من الكاذب، والصَّدِيق من العدو، وعرفنا كذلك من يصلح لإرجاع الأمجاد وإصلاح الواقع ومن لا يصلُح، سواءً أكانوا أفرادا أم جماعات أم حكومات، وبما أن المسلم لا يُلدغ من جحر مرتين؛ يجب على الشعوب المسلمة في أي حركة تحررية أن لا تتسامح مع كل من جاء مع المحتل أو جاء به أو طعن الأمة في ظهرها في قرن الضعف هذا.

بعد هذه الهزائم المتتالية التي مُنِيت بها الأمة عبر المائة سنة الماضية نحن مقبلون ــ إن شاء الله ــ على مراحل أخرى سينتصر فيها المسلمون ويعلو شأنهم من جديد، فإن لم نستفد مما مرَّ علينا من هزائم ونستخلص الدروس والعبر ونتلافى الأخطاء، فإننا لن نخرج من الشَّرَك المنصوب لنا، ولن نتجاوز الخطوط المرسومة سلفا إن لم نُمَيِّيز بين الخبيث والطيب.
قال الله تعالى: مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ

أنور الزهري
15 محرم 1441هـ
14 أيلول 2019

إعدام ميداني من قِبل يهود ضد امرأة فلسطينية مستضعفة.
هل ستبقى دماء المسلمين تسيل بلا ثمن ؟


يَا لَلْمدائنِ أَضْحَى أَهلُها جَزَراً
لِلحَادِثَاتِ وأَمْسَى جَدُّهَا تَعَسا

في كُلِّ شارِقَةٍ إِلْمَامُ بَائِقَةٍ
يَعُود مَأتَمُها عِندَ العِدَى عُرُسا

وكُلِّ غَارِبَةٍ إِجْحَافُ نائِبَةٍ
تَثْنِي الأَمَانَ حِذاراً والسرُور أَسَى


مَحَا مَحَاسِنَها طاغٍ أُتِيحَ لَها
مَا نامَ عَن هَضْمِهَا حِيناً وَلا نَعَسا

خلا لَهُ الجوُّ فَامْتَدَّتْ يَداهُ إلَى
إِدْراك ما لَمْ تَطَأْ رِجْلاهُ مُخْتَلِسا

طَهِّرْ بِلادَك مِنْهُم إِنَّهُم نَجَسٌ
وَلا طَهَارَةَ ما لَم تَغْسِل النَّجَسا

واضْرِب لهَا مَوْعِداً بِالفَتْحِ تَرْقُبُهُ
لَعَلَّ يوْمَ الأَعادِي قَدْ أَتَى وعَسَى

#السيسي فقط أظهر الوجه الحقيقي للعسكر الذي اعتبره الشعب المصري أنه جيشه!
الجيوش العربية كلها لم تُنشأ أبدا لحماية الشعوب والمساهمة في ازدهارها أو أن تكفل الحرية لها!
الجيوش العربية أنشِأت لتحرس مصالح المحتل _الذي ساهم في إنشائها_ وتضمن بقاء الشعوب في الحظيرة الوطنية! وتحت السيطرة!

#أنور_الزهري

لا يُمكن إرجاع الشعوب لمرحلة ما قبل 2011
الشعوب التي ذاقت الحرية لا يمكن لها أن تقبل بهذه الأنظمة الطاغية من جديد.
حي الصالحية #دير_الزور
هتافات وتمزيق أعلام النظام وانسحاب قواته من حي الصالحية

بعد أن هزمته #طالبان في #أفغانستان، #ترامب يرفع يد رئيس الهند كمنتصر على المسلمين العُزّل في #كشمير_المحتله كما يُرفع يد المنتصر في حلبة الملاكمة.
هكذا يهنئ الطغاة بعضهم بعضا بالانتصار على الضعفاء، هذا جانب قليل من الحقد وما تخفي صدورهم أكبر.
فالمحاربون للإسلام بعضهم أولياء بعض.

لكن نسوا أنهم انتصروا في الجولة الأولى فقط.
والعاقبة للمؤمنين

https://twitter.com/AnwarEzzohry/status/1176531894915293185?s=20

#جديد
#شجون على يوتيوب

عندما تعودُ لنا الميادينُ

#قصيدة تتكلم عن الاشتياق للحرية والعودة إلى ميادين النضال لمحاربة المفسدين الطاغين الذين ما فتئوا يحاربون العدل والحق.

إعداد وتقديم: أنور الزهري

https://www.youtube.com/watch?v=upjZjBO-fWk

سُئِل أحد حكماء بني أمية عن سبب سقوط دولتهم فقال:
"أمورٌ صغار سلمناها لكبار
وأمورٌ كبار سلمناها لصغار
فضعنا بين إفراطٍ وتفريط
قرّبنا العدو طمعاً في كسب وده
وبعّدنا الصديق ضامنين ولاءه
فنالنا غدر الأول وخسرنا ولاء الثاني"
كم لنا في التاريخ من حِكمٍ وعِبرٍ ولكن هل من مُعتبر ؟!

دونك والحرية كسر الأغلال التي رسمها العدو في مخيلتك، تحرَّر منها أولا، لأن بداية التحرر تبدأ في إرادتك بتحطيم القيود الذهنية التي تقيدك وتكبل حركتك

#أنور_الزهري

‏لإن أرعى الجمال عند ابن تاشفين في الصحراء خير لي من أن أرعى الخنازير عند آلفونسو في قشتالة.
متى يعي الذين يأتون مساندين للمحتل ‎#أمريكي ‎#أروبي ‎#يهودي هذا الوعي ويقطعوا صلتهم بالعدو الذي يفرق صفنا

لقد عشنا 14 قرن إخوة بكل قومياتنا ما لنا اليوم نحتمي ب ‎#ترامب ضد مسلمين؟
‎#نبع_السلام

https://twitter.com/AnwarEzzohry/status/1182041987861680132?s=19

‏الشعب ‎#الكوردي بريء منكم فهو شعب أصيل ولا يمكن له أن يقبل منكم كسرة خبز المغمسة بدم إخوانهم الفلسطينيين.
الشعب الكوردي هو فلسطين صلاح الدين الكورد جزء لا يتجزأ من أمتنا
أما تلك العصابات التي تدعمونها أول من سيلفضها ويطردها حين تحصحص ساعة الحق هو الشعب الكوردي نفسه.
‎#نبع_السلام https://t.co/skxTuEp52s‎

ليس هناك ثورة على نظام، لأنه لا يوجد نظام أساسا
كل ما في الأمر مافيات وعصابات تنهب لتعيش وتتنعم على حساب الشعوب.
يجب على الثورة أن تبدل شعار الشعب يريد إسقاط النظام
إلى الشعب يريد إسقاط العصابات والمافيات، فلم يعد هناك نظام في أي دولة عربية أساسا

#أنور_الزهري

كل الشعوب العربية ستنتفض حتى لا يبقى فيها بيت مدر ولا وبر إلا وانتفض ليأخذ حقه من هذه الحكومات التي تمثل الخارج المستعمر ولا تمثل الشوب العربية ولا تعبر عنها بتاتا
ليس لنا نحن معشر الشعوب العربية إلا أن نأخذ حقنا بيدنا ونعيد سيادتنا وشرفنا
#لبنان_ينتفض

#أنور_الزهري

هل تظنون أن الجيوش العربية أُنشئت لتحمي الحدود وتحافظ على السيادة الوطنية!!
أي حدود سيحمون ويحرسون والعدو جالس في قمرة القيادة مع القائد الخالد يحتسيان الخمر

هم فقط يحرسون الحدود التي تفصل بين العشيرة والعائلة الواحدة وتفرق المسلمين، هذه هي الحدود التي يتسلحون بأحدث الأسلحة ليحافظوا عليها كما قسمها العدو.

#أنور_الزهري

الثورة تَقتَلِع.. ولا تتسامح


منذ نحو قرن والشعوب العربية تعيش تحت هذه الأنظمة التي أنشأها ورعاها الغرب في بلداننا ودعَّمها بكل أسباب القوة العسكرية والسياسية والأمنية لتتمكن وتسيطر على الشعوب وتخمد أي فكرة للتحرر أوالتمرد عليه، إلى أن صارت جل الأنظمة العربية شرطي يحمي مصالح المستعمر بكل تفانٍ ويسهر على مصالحه وحسب.
خاضت الشعوب العربية منذ بداية الاحتلال في كثير من أقطارها معارك وثورات ضد المستعمر وهزمته في كثير من المواطن وزعزعت تواجده حتى كاد أن يغادر، لكن العدو لا يلبث أن يخرج من الباب حتى يعود من النافذة بخطط وحيل لم يكن قادة الشعوب على علم بكثير منها أو بسبب ضعف التواصل وقلة التجربة لدى حركات التحرر آنذاك بمقارنة مع العدو ومكره.
ومع مرور كل تلك التجارب القديمة المريرة جاءت الثورات الحديثة التي لم يسبق لها مثيل في أوطاننا ضربت أكثر من دولة عربية وتمددت عروقها في العالم العربي كله مستلهمة ومستنهضة للهمم، فسقطت أنظمة متجذرة طاغية وتزعزعت أخرى، وأزالت أقنعة عن وجوهٍ كانت الشعوب تحسب أنها في صفها.

وكأي ثورة تخرج على حين غرة ودون إعداد أو ترتيب وقعت في أخطاء قاتلة كادت تودي بحياة هذا الربيع العربي الجميل إلا قليلا.
فمن أخطر الأخطاء هو التسامح مع منظومة الفساد القديمة أو ما صار يُعرف "بالدولة العميقة" التي كانت السبب في بؤس شعوب المنطقة وتردي أوضاعهم فكيف يمكن التسامح مع منظومات وشخصيات رعاهم المحتل طوال سنين في أوطاننا وصنعهم على عينيه ليرعوا مصالحه، فبدلا من أن يقلع الثائرون تلك الأنظمة من جذورها ويقطعوا الحياة عن أغصانها الفاسدة بعد أن مهدت لهم الشعوب الطريق ومنحتهم الفرصة لذلك، وقفوا في منتصف الطريق و تصالحوا وتقاسموا معها الحكم من جديد في التفاف على مطالب الشعوب الثائرة التي كانت أبرز شعاراتها "الشعب يريد إسقاط النظام".

ففي مخالفة صريحة لمعاني الثورة لغويا وسياسيا وواقعيا رضي من تزَّعم الشعب الثائر بحلول لا ترتقي لمستوى المرحلة حينذاك ولا لتطلعات الشعوب الهائجة على الأنظمة، فمن بديهيات الثورة التي يعلمها حتى الأميين في ميادين النضال أنها تعني: اندفاع جامح لتغيير الأوضاع السياسية والاجتماعية تغييرا جذريا أساسيا لا يرضى بأنصاف الحلول ولا التسامح مع منظومات الفساد أيٍّ كانوا، فالتسامح والتقاسم هو الذي أعطى الأمل "للثورة المضادة" للتحرك من جديد فالمقود كان لا يزال في يديها، هل يُعقل ثورة مثل الثورة المصرية! لم تجد غير مُبارك وبعض معاونيه لترمي عليهم تهم السنين من الفساد والاستبداد والخيانة!! هل كان النظام كله صالحا إلا أولئك الذين لا يتعدى عددهم أصابع اليد الواحدة!؟

من هذه التجربة المريرة التي نتج عنها ضحايا وآلام واختطاف حلم شعوبٍ تحقق لبرهة ثم اختُطِف لسبع سنين عجاف ذاقت فيها الشعوب كل أنواع البطش والطغيان والتجبر من هذه التجربة يجب أن لا نفسر الثورة إلا بتفسيرها الظاهر على جبهتها الذي يعلمه العالم والجاهل وهو أنَّ الثورة تَقْتِلع
فلا يمكن تصور التغيير والانعتاق والحرية والتطور دون قلع هذه الأنظمة التي جاءتنا مع المحتل من جذورها في أي فرصة سنحت للشعوب، فالمعهود على الثورات إذا بدأ زحفها لا تقف في منتصف الطريق ولا تعرف الحلول الوسط مع الاستبداد، الثورة فقط تقتلع كل من وجب قلعُه.

أنور الزهري
5ربيع الأول 1441
11/2/2019ــ

#المغرب.. ماذا بعد 2021

بلغ الانغلاق السياسي ذروته في المغرب سنة 2010 أي قبل ثورة تونس بأشهر قليلة، وكان الوضع أشبه بغيوم سوداء تلف العالم العربي والمغرب من ضمنه، فالمعيشة والخدمات في الحضيض ومستويات الحرية والتعبير كانت شبه منعدمة حتى بلغ اليأس مداه وانعدمت الآمال في انفراج الأوضاع لدى غالب الناس، كان وضعا كارثيا في تلك الحقبة ولا زال.

لا أنسى حينها كيف خرج "فؤاد عالي الهمة"مستشار الملك رجل الظل الذي كان يحكم المغرب من خلف الكواليس ويديرُ هو ومن معه دفة الحكم من وراء الستار بترتيب من المخزن، لم يقتنعوا بجدوى الحكم عن بعد فقرروا اقتحام ميدان "الأحزاب" فأحدث لنفسه حزبا في آواخر 2008 أَطلَق عليه "حزب الأصالة والمُعاصرة" بينما أطلق عليه الشعب حزب الملك، وكان مقررا للوافد الجديد أن يكتسح الساحة السياسية في المغرب آنذاك وهو ما حدث بالفعل حيث فاز فوزا ساحقا بعد شهور من إنشائه في الانتخابات الجماعية 2009 الأمر الذي أثار التساؤلات والاستفهامات في الوسط السياسي حينها.
لم يكن هناك شك في الأوساط السياسية ولا لدى المراقبين أن "عالي الهمة" _الخارج من القصر للميدان السياسي بخطط وأهداف محددة_ سيكون رئيسا للحكومة بمجرد انتهاء فترة الحكومة القائمة وهي مسألة وقت فحسب، وهذا كان يعني بدأ مرحلة جديدة ومنعطف سياسي سيلجه المغرب، توقع الكثيرون انتهاء الأحزاب لصالح هذا الحزب الأوحد الناشئ المدعوم من المخزن معنويا وماديا.

كانت 2010 بحق سنة الانغلاق والأزمة في كل شيء ابتداءً من ضنك العيش وانتهاءً بانعدام الحرية وانتهاج سياسة القمع وتكميم الأفواه والاختطافات وسَوْق الناس إلى المعتقلات السرية بأبسط انتقاد أو معارضة، زد على ذلك محاربة "الإسلاميين" بكل توجهاتهم والسيطرة التامة على المساجد وتسييسها لصالح النظام وبرامجه.

بعد هذا اليأس والقنوط هلت بشائر ربيع الثورة من تونس البلد الذي كان يعيش نفس التأزم كما يعيشه المغرب، فتنفس الناس الصعداء وانتعش الأمل من جديد وانتقلت الثورة إلى باقي البلدان العربية، ولم يكن المغرب إلا واحدا من تلك البلدان حيث خرجت في 20 فبراير 2011 كل أطياف الشعب المغربي في حراك شعبي عارم ضد الوضع والحكرة والتسلط الذي ساد في تلك الحقبة السوداء، وبدأ الوضع ينفرج شيئا فشيئا وخفَّت قبضة المخزن على الشعب وتنفس الناس الحرية بعد أن خُنقوا لعقود.

حينها اقترح المخزن تعديل الدستور والاستفتاء عليه بما يوافق رغبة الشعب الثائر واتخذ بعض الخطوات ليحتوي الحراك الشعبي فسارع بالدعوة لإجراء انتخابات، ليفتح الطريق لحزب العدالة والتنمية "الإسلامي" لتكون له الأغلبية في البرلمان، بعد أن كان على كرسي الاحتياط في البرلمان لسنوات، ليقوم بدوره الوظيفي في وقته وليس هناك وقت مناسب وملح أكثر من تهديء الشارع إلى أن تمر العاصفة والتي معها تبخر حزب القصر الذي كانوا يعدونه لاستلام الحكم، بينما أمينه العام رجل القصر "عالي الهمة" توارى عن الأنظار إلى اليوم وفشل حزبه ومخططاته.

واليوم نتساءل
ماذا بعد انقضاء فترة حزب العدالة والتنمية!؟

2021 هو انتهاء الولاية الثانية لهذا الحزب، وما أشبه الليلة بالبارحة، بعد خطة "عالي الهمة" وحزبه الذي تبخر في لحظة استفاق فيها الشعب، عاد المخزن المغربي من جديد يجرب المجرب وينفخ الروح في حزب متهالك "التجمع الوطني للأحرار" ويضع على رأسه أحد رجالات القصر الملياردير "عبد العزيز أخنوش" أغنى أغنياء المغرب ليتكلم باسم الفقراء!! ويلعب نفس دور "عالي الهمة" الذي أفشله المغاربة ويعيد الكَرة لعلهم يسيطرون على الشعب ويعيدونه لبيت الطاعة والخنوع والخضوع.

بعد فترة حزب العدالة والتنمية الذي كان حكمه كارثيا على الشعب المغربي معيشيا وحقوقيا واقتصاديا ومُررت فيها أغلب القوانين المُجحفة والزيادات الفاحشة في فترته..
ففيها سقط آخر حزب خُدع به المغاربة ومنحوه الثقة ظنا منهم أنه حزبُ معارضة حقيقية ليتفاجأوا بأنه الوجه الشعبي للمخزن يؤدي دوره الذي رُسِم له لا كما وعد الشعب في برنامجه الانتخابي.

إن الوضع السياسي في المغرب اليوم يشبه مرحلة ما قبل الربيع العربي مع فارق بسيط، فالربيع العربي بدأ فعليا في بعض البلدان العربية والمغرب ليس استثناء فما عندنا من فساد وانسداد سياسي يجعل المغرب مرشحا أيضا، فهل يعي المسؤولون في البلاد هذا الأمر ويبادروا بالإصلاح والتصالح مع الشعب وحل مشاكله بجدية وتحقيق تطلعاته وفق خُطط مرسومة ومدروسة!؟
أم سيستمرون على ما هم عليه من اللامبالاة وتأجيل الحلول وتسويفها!؟
وإلا ستكون حكومة العدالة والتنمية آخر حكومة للمخزن يلُدغ منها المغاربة ولن يُلدغ الشعب المؤمن من جحر مرتين.


#أنور_الزهري
7 ربيع الأول 1441
4 نوفبر 2019

الزفزافي يدفع فاتورة الخَطَّابي
#المغرب

حراك الريف كان امتدادا للاحتجاجات والمظاهرات التي تعم العالم العربي وليس بدعا أو استثناءً، وما يعانيه الريف الغني بموقعه الجغرافي من تهميش وانعدام الشغل وندرة المرافق الحيوية من مستشفيات ومراكز خدمية إلى غير ذلك يجعل من الحراك أو الاحتجاج شيئا طبيعيا على الوضع المعيشي المتردي والمتفاقم.

أزمة الريف ليست وليدة الحركة الاحتجاجية التي قادها ناصر الزفزافي _آواخر أكتوبر 2016 إلى أن اعتقل 29 ماي 2017_ بل جذورها تاريخية تعود إلى حقبة الاستعمار والمقاومة التي قادها المجاهد عبد الكريم الخطابي رحمه الله ضدهم، فمعاقبة الريف المقاوم ممتدة من تلك الحقبة إلى يومنا هذا وإن ادُّعِي غير ذلك، فسكان الريف وما حولهم يعرفون هذا جيدا، وإلا كيف يبقى عبد الكريم الخطابي منفيا عن بلده بعد "الاستقلال" حتى توفي بمصر سنة 1962 ودُفن في المنفى!.

لن ننبش التاريخ كثيرا فهذا يحتاج مقالا لوحده، يكفينا الأحداث الأخيرة لنعلم حجم الظلم والحيف الذي مورس على هذه المنطقة التي عانت التهميش والفقر وبُطئ التنمية المتعمد!
حادثة محسن فكري رحمه الله الأليمة كانت القطرة التي أفاضت الكأس وأخرجت الريفيين إلى الشارع مطالبين بحقوقهم المعيشية من خيرات هذا البلد، فهم مواطنون يحق لهم ما يحق لكل المغاربة من الشمال حتى الجنوب، فكيف يُعقل مدينة كالحسيمة ليس فيها مستشفى للسرطان، علما أن هذا المرض يعاني منه كثير من الناس هناك بسبب القصف الذي تعرض له أجدادهم بقنابل كيميائية وغازات سامة من الطيران الإسباني إبان الاستعمار!! زد على ذلك ندرة الشغل وانتشار البطالة بين الشباب، هذه المعطيات كافية ليخرج أهل الحسيمة للتظاهر والمطالبة بحقوقهم الطبيعية فالدولة مطالبة بتوفيرها وتلبية تلك المطالب الاجتماعية البسيطة، بدل سياسة القمع والسجن التي مع الأسف الشديد عُولج بها ملف الحراك، الأمر الذي زاد من تعميق الأزمة وأعطاها بعدا دوليا بعدما كان يمكن ولا زال حلحلة الملف داخليا والاستجابة للمطالب ضمن برنامج متفق عليه ومحدد.

لقد استُخدِمت القوة بدل العقل، والظلم بدل العدل في ملف حراك الريف، ومما زاد الطين بلة اتهام قادة الحراك بالانفصال ولمزهم بأبناء الإسبان، وكل المغاربة يعرفون أهل الريف الشرفاء وتاريخهم الناصع في الحفاظ على البلد والدفاع عنه، وغالبية الشعب المغربي يشهدون أن الحراك كان داخليا سلميا لا علاقة له بالانفصال ولا بالخارج، والمخزن لا يحتاج إلا أدلة ليلقي بمن يريد خلف القضبان، فالقوة والبطش لا تحتاج إلى ذلك.

وزعت 266 سنة من اﻷحكام السياسية الجائرة على معتقلي حراك الريف ورموا خلف القضبان بدل الاستجابة لمطالبهم الحقوقية التي هي من واجب الدولة، لقد أحدث ذلك جرحا عميقا لدى سكان المنطقة وصدمة لدى الشعب المغربي ولا زالت أمهات المعتقلين يبكين أبناءهن بعد مضي ثلاث سنوات دون أن يلتفت المخزن لهذا الجرح الذي أحدثه ويقدم المصلحة في منطقة حساسة من بلدنا.

وقع على حراك الريف ظلم كبير من طرف الدولة وكل مرة يخرج فيها سكان المنطقة يتعرضون للقمع ومعالجة احتجاجاتهم بالقوة بدل تقديم حلول واقعية وهذا ما يذكرنا بأحداث 58 و59 وأحداث 1984 فيما عُرف "بانتفاضة الخبز" فإلى متى ستبقى معالجة مشاكل هذه المنطقة محصورة بمنطق القمع والسجن!؟
يجب على الدولة أن تعيد النظر في تعاملها مع هذا الملف وتطلق سراح جميع المعتقلين وتعتذر منهم ومن سكان المنطقة وتلبي مطالبهم بدل إلقاء التهم التي تزيد الاحتقان وتُؤزِّم الوضع أكثر وإلا سيبقى الاعتقاد السائد لدى أهل الريف خصوصا والمغاربة عموما أن سكان الريف يدفعون فاتورة الخطابي التي يبدو أنها لم تُسَدَّد بعد.

أنور الزهري
11 ربيع الأول 1441
8 نوفبر 2019

هل الخطوط الحمراء أشد حمرة من الدم السوري!؟

الدم السوري في المناطق المحررة لم يتوقف نزيفُه على مدى سنين الثورة، مجازر "النظام" السوري _مع تحفظي على كلمة نظام_ ووحشيتُه في قتل الأبرياء فاقت الوصف ولا يمكن مقارنتها إلا بما نسمعه تاريخيا عن المغول والتتار لمَّا غزوا بلاد المسلمين، حتى أكاد أجزم أن المغول والتتار لم يسرفوا في القتل كما يفعل النصيرية اليوم تحت غطاء النظام الدولي.
مساجد، بيوت، مشافي، أسواق، مدارس، مزارع، شوارع..، كلها تحت الاستهداف المباشر، يُقبر الناس تحتها، تتناثر الأشلاء تسيل الدماء وترتقي فيها الأرواح كل يوم.
رغم كل هذه الوحشية الشعب السوري صامد يقاوم لأجل حريته ويدفع الثمن لذلك من دمه من ماله ومن أمنه غير متسخط ولا مستجدٍ، بينما تجد الفصائل التي ينبغي أن تمثل طموح شعبها وتحقق تطلعهاته تتقيد بمواثيق واتفاقيات _سرية أو علنية_ لا يرتضيها الشعب الثائر الذي يراق دمه كل يوم، التقيد بهذه الخطوط الحُمْر التي رُسِمَتْ دوليا هي التي تعطي للنصيري الراحة وتفسح لهم المجال لقتل الشعب الثائر وإبادته، فكيف تأمن مناطق بعينها من عدم استهداف الفصائل لها وتحريرها بينما الناس في إدلب يُقتلون ويُقصفون صباح مساء.
الثورة ليست لها خطوط حمراء ولا خطوط عريضة ولا خنوع لأي اتفاقيات فإما أن تكون الفصائل حرة مثل الشعب الثائر وإما فليفسحوا له المجال كي يكمل ثورته كما بدأها فالخطوط الحمراء التي رُسِمت للفصائل ليست أشد حُمْرة من الدم السوري المستباح في المناطق المحررة.

هل نشهد انهيار نظام الملالي في طهران!؟


شهدت إيران ثورة عام 1978 ضد النظام الشاه الملكي بسبب الحالة الاجتماعية والفوضى السياسية والتوحش الرأسمالي، وبعد 16 شهرا من نشوب الثورة التي تجاوز عدد قتلاها 60 ألفا أسقط الشعب الإيراني "الشاه رضا بهلوي" الذي كانت تدعمه أغلب الدول الغربية أبرزها أميركا، فنشأت عن هذه الثورة جمهورية "إسلامية" يحكمها نظام ولاية الفقيه.

استبشر العالم الإسلامي على _مستوى الشعوب_ بهذه الثورة وفرحوا بانتصار الشعب الإيراني على نظام الشاه الذي كان يمثل الاستعمار الغربي والتسلط الديكتاتوري المفروض على جميع الدول الاسلامية، ولم تكن شعوب الأمة تنظر إلى الإيرانيين من منظور المذهبية وإنما من منظور الأمة الواحدة، الذي تعايشت به عبر قرون، لهذا استبشرتْ وسُرَّتْ حينها بنجاح الثورة الإيرانية على الشاه رجل أمريكا.

ومع الغزو الأمريكي للعراق سنة 2003 أقدم نظام الملالي في إيران والأحزاب الشيعية الموالية له بالوقوف مع أمريكا ضد الشعب والمقاومة العراقية طمعا منه في تقاسم كعكة العراق، وهذا الدور الذي لعبه النظام الإيراني أثار الاستغراب في العالم الإسلامي، إذ كيف لنظام أتى بعد ثورةٍ ضد أمريكا يتحالف اليوم معها لقتل الشعب العراقي!، مع كل هذا ظلَّ النظام الإيراني يتستر بشعار المقاومة ويدعي أنه عدو لأمريكا في سيناريو رديء غير محبوك تكذبه الوقائع.

لكن مع ذلك بقي موقف النظام الإيراني وصورته مشوشة في أذهان كثير من المسلمين حتى أتت ثورة الربيع العربي التي أسقطت المنظومة العربية، وفي ازدواجية غير مفهومة وقف نظام إيران ضد حرية الشعوب العربية وضد ثورتهم وحقهم في إسقاط حكامهم الذين فاقوا "الشاه البهلوي" إجراما وطغيانا، فكيف لنظام جاءت به ثورة الشعب الإيراني أن يقف ضد الثورة العربية وفي صف الطغاة، ويرسل النظام ميليشياته الطائفية لتخوض الحرب ضد شعوب الأمة الثائرة وترتكب في حقها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية!!.

بعد أربعين عاما على الثورة في إيران فشل نظام الملالي في النهوض ببلده وتلبية مطالب الشعب الإيراني من تحسين الوضع المعيشي والحقوقي والاقتصادي، بل زيادة على ذلك أدخل هذا النظام الطائفي المنطقة في حروب طائفية وأسرف في قتل المسلمين سعيا لفرض مشروعه الصفوي الطائفي على أنقاض بلاد المسلمين وفوق جماجمهم، لتنكشف سرقة هذا النظام لثورة الشعب الإيراني ويستعملها طائفيا ضد الأمة وطموحها في التحرر ويطعنها في وقت ضعفها كما فعل سلفه الشاه الصفوي من قبل.

لقد سقط نظام الملالي من أعين المسلمين جميعا وكُشف إجرامه وطغيانه بسبب ممارساته الوحشية ووقوفه في صف الطغاة ومساندتهم، فكانت لهذه الصورة الطائفية _التي رُسمت على جبين نظام الملالي_ الأثر البليغ في تحريك الشارع اللبناني والعراقي والآن الإيراني، فشعوب الأمة يتأثر بعضها ببعض ويُلهم بعضها بعضا بغض النظر عن المذاهب، لأن الظلم والتجبر والطغيان مذموم ومكروه في كل المذاهب والملل.

ما ارتكبه نظام الملالي في العالم الإسلامي _وفي إيران نفسها_ من جُرم لا يمكن أن تغفره الشعوب ولا يمكن نسيانه ولا التسامح معه فالجرح عميق والثأر كبير.
فها نحن نشهد بعد أربعين عاما من سقوط الشاه بوادر انهيار نظام الملالي ومشروعه الطائفي كأقصر مدة حكم فيها طائفيون المنطقة.

أنور الزهري
20 ربيع الأول 1441
17 نوفبر 2019

#المغرب

كل من تصلُه حصتُه من خيرات هذا البلد العزيز ويتَنعَّم بأموال الشعب ويسطو على حقهم وينهب ثرواتهم سيكره حتما شعار #عاش_الشعب

لأنه إذاعاش الشعب واستفاق لن يجدَ أولئك اللصوصُ ما يعيشون لأجله داخل #المغرب