Telegram Web Link
حب ، إنسانية ، سلام💙..
كل إبتسامة تطلقها ستعود إليك بمثلها ،، كل خيراً تفعله سينعكس على مشاعرك ،، كل حب تبذلة سترى أثرة على نفسِك ...
يعاني العالم من نقص فادح في العاطفة !...
إنتي معتادة على ملامحك ،، لاتعلمين كم تبدين جميلة لشخصٍ غريب...
يتجاوز المرءُ لحظاته الموحشة .. بكلمة حنونه واحدة .
مبارك عليكم شهر رمضان 🌙
*دقيقتين_من_سيرة_المصطفى*
#الحلقة_الأولى....

سوف نتناول سيرة النبي محمدعليه الصلاه والسلام في عدة حلقات في الشهر الفضيل وسوف نبدا بأسرته الكريمة ابتدائاً بجده عبدالمطلب ....


#عبدالمطلب هو جد النبي محمد عليه الصلاة والسلام واسمه شيبه وزوجته اسمها فاطمة من بني مخزوم وهيا والدة عبدالله والد الرسول عليه الصلاة والسلام،، ومن اهم ماحدث لعبد المطلب من أمور البيت شيئاً:
*حفر بئر زمزم _ ووقعة الفيل*
فقد أُمر بالمنام بحفر زمزم ووصف له موضعها ، كانت زمزم قد طمرتها جُرهم عند مغادرتها مكة لظلمها وانهزامها، وكان ذلك منها نقمة على أهلها الذين حاربوها وطردوها. وظلت زمزم مطمورة إلى عهد جد الرسول عبدالمطلب فأري في المنام مكانها، وحاول إعادة حفرها، ومنعته قريش، ولم يكن له يومئذ من ولد يعينه على تحقيق مراده إلا الحارث فنذر لله تعالى إن رزقه عشرة من الولد يحمونه ويعينونه ذبح أحدهم، ولما رزقه الله عشرة من الولد وأراد أن يفي بنذره لربه فاقترع على أيهم يكون الذبح، فكانت القرعة على عبد الله، وهمَّ أن يذبحه عند الكعبة فمنعته قريش، وطلبوا إليه أن يرجع في أمره إلى عرافة بالمدينة تفتيه في أمر ذبح ولده. فأرشدته إلى أن يضع عشراً من الإبل وهي دية الفرد عندهم، وأن يضرب بالقداح على عبد الله وعلى الإبل، فإن خرجت على عبد الله الذبيح زاد عشراً من الإبل، وإن خرجت على الإبل فانحرها عنه فقد رضيها ربكم، ونجا صاحبكم!! فوصلوا إلى مكة وجيء بالإبل وصاحب القداح، وقام عبد المطلب عند هبل داخل مكة يدعو الله - عز وجل-، وأخذ صاحب القداح يضربها، وكلما خرجت على عبد الله زادوا عشراً من الإبل حتى بلغت مائة، كل ذلك وعبد المطلب قائم يدعو الله - عز وجل - عند هبل، فقال رجال قريش قد انتهى رضا ربك يا عبد المطلب فأبى إلا أن يضرب عنها القداح ثلاث مرات، ففعل فكانت في كل مرة تخرج على الإبل، وعندها رضي عبد المطلب ونحر الإبل، وتركها لا يُصدٌّ عنها إنسان ولا حيوان، ونجَّى الله تعالى عبد الله والد رسول الله.
ولذالك روي عن النبي انه قال :((أنا ابن الذبيحين )) يعني إسماعيل واباه عبدالله ...


ولرسول تسع اعمام وهم: (( الحارث_الزبير_ ابو طالب _حمزة _ابو اللهب_ الغيدق _ المقوم_صفار_العباس))

ولديه صلوات الله عليه ست عمات وهن( صفية_ عاتكة_أروى_وأميمة_وبرة_وام حكيم البيضاء) ...
*دقيقتين_من_سيرة_المصطفى*
#الحلقة_الثانية....

*عبدالله* بن عبدالمطلب الهاشمي القرشي وهو والد الرسول عليه الصلاة والسلام والذبيح الذي وقعت عليه القرعة كما ذكرنا في الحلقة السابقة تزوج من *امنة* بنت وهب وهي يومئذٍ أفضل نساء قريش نسباً وموضع من جهة أبيها وأمها ،كان أبوها وهب بن عبد مناف سيد بني زهرة شرفا وحسبا ،  وكذلك نسبها من أمها نشأت في أسرة عريقة النسب، مشهود لها بالشرف والأدب، ورباها عمها وهيب بن عبد مناف، وكانت تعرف "بزهرة قريش" فهي بنت بني زهرة. وقيل إنها عندما خطبت لـعبد الله بن عبد المطلب كانت حينها أفضل فتاة في  قريش نسبًا وموضعًا.
ذهب عبد الله للتجارة في أرض غزة من فلسطين ،، إلاَّ أن عبد الله عاد منها فمرض في طريق عودته ، فنزل عند أخواله من بني النجار فمكث عندهم شهرًا، وتوفي بعدها عن عمر 25 سنة، ودفن في دار تُسمّى "دار النابغة وكانت زوجته آمنة بنت وهب يومئذٍ حامل بالنبي محمد  لشهرين ،، وقد ترك عبد الله وراءه خمسة جمال،وقطيع من الغنم ،  وجارية حبشية اسمها "بركة" وكنيتها أم أيمن....

كانت آمنة والدة الرسول عليه الصلاة والسلام تحدّث أنّها حين حملت به أُتِيَت فقيل لها «إنّك قد حملت بسيّد هذه الأمّة، فإذا وقعَ على الأرض فقولي "أعيذه بالواحد من شرِّ كل حاسد"، ثم سمّيه "محمدًا"»..
وكانت  تحدّث أيضا أنّها لم تجد حين حملت به ما تجده الحوامل من ثقل ولا وحام.


#يتبع...
*دقيقتين_من_سيرة_المصطفى*
#الحلقة_الثالثة....

وُلد الرسول عليه الصلاة والسلام في مكة في شعب أبي طالب، في الدار عرفت بدار ابن يوسف  وتولّت ولادته "الشِّفاء" أم عبد الرحمن بن عوف..
وكان مولده يوم الإثنين ١٢ ربيع أول من عام الفيل بخمسين يومآ ، تقول امنة والدة الرسول : "لمّا وضعته وقع إلى الأرض مستقبل القبلة رافعًا رأسه إلى السماء، مقبوضة أصابع يديه مشيرًا بالسبابة كالمسبّح بها،، وأنّها رأت حين ولدته كأنّه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام.

قالت أمّ عثمان بن أبي العاص «حضرتُ ولادة رسول الله ، فرأيت البيتَ حين وضع قد امتلأ نورًا، ورأيت النجوم تدنو حتى ظننتُ أنها ستقعَ عليّ».
 وبعدما ولدته أرسلت إلى عبد المطلب تبشّره بحفيده، ففرح به فرحًا شديدًا، ودخل به الكعبة شاكرًا الله، وقال «ليكوننّ لابني هذا شأن»...
واختار له اسم "محمّد" ولم تكن العرب تسمي به آنذاك، إلا ثلاثة طمع آباؤهم حين سمعوا بذكر محمد وبقرب زمانه وأنه يُبعث في تهامة فيكون ولدًا لهم.


وقد علمت اليهود آنذاك بولادة محمد، يقول حسان بن ثابت «والله إني لغلام يفعة، ابن سبع سنين أو ثمان، أعقل كل ما سمعت، إذ سمعت يهوديًا يصرخ بأعلى صوته على أطمة بيثرب: يا معشر يهود، حتى إذا اجتمعوا إليه، قالوا له: ويلك ما لك؟ قال: طلع الليلة نجم أحمد الذي ولد به».

ومن معجزات ولادة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أنه لما كان الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ارتج إيوان كسرى، وسقطت منه أربع عشرة شرفة، وكان في هذا إشارة إلى أنه سيملك الفرس أربعة عشر ملكًا بعدد ما سقط من الشرفات، فملك منهم عشرة ملوك بعد كسرى في أربع سنين، وملك الباقون إلى إمارة عثمان رضي الله عنه حتى سقطوا جميعًا، وتهاوت الأصنام المنصوبة في الكعبة وحولها، وانكبت على وجوهها، وغاضت بحيرة ساوة التي كانت تسير فيها السفن وجف ماؤها، وخمدت نار فارس، ولم تخمد قبل ذلك ألف سنة...
*دقيقتين_من_سيرة_المصطفى*
#الحلقة_الرابعة....

أول من ارضعة الرسول صل الله عليه وسلم بعد أمه هي ثويبة مولاة أبي لهب من لبن أبنها مسروح وقد ارضعة قبلة عمهُ حمزة بن عبدالمطلب وأبا سلمة ، ثم ألتمس عبدالمطلب مرضعة لرسول عليه الصلاة والسلام من بني سعد وهي حليمة بنت أبي ذؤيب، وزوجها الحارث بن عبد العزى .
وكانت حليمة وزوجها قد قدموا مكّة بحثاً عن الرضع مقابل أجر، وكلّ اللاتي أتين للبحث عن الرضعاء كنّ يرفضن إرضاع النبيّ لأنه كان يتيماً ، خوفاً من ألا يحصلوا على الأجرة من أهله، لكنّ حليمة قبلت في النهاية حتى لا ترجع خالية الوفاض، وحين عادت به وبدأت إرضاعه لاحظت أن البركة تصاحبها منذ أخذته، وبدأت البركة تظهر في بيتها، فقد كثُر لبن غنمها وأدرت لبناً كثيراً وكانت لا تدر قبلها..
وظل النبي عليه الصلاة والسلام مع بني سعد حتى السنة الرابعة او الخامسه.
أحبّت حليمة النبيّ صلى الله عليه وسلم وكانت تحبّ أن يبقى عندها في البادية، ولكن حصلت حادثة جعلتها تُرجعه إلى أمّه في مكة، وهذه الحادثة هي حادثة شقّ صدر النبيّ صلى الله عليه وسلم فخافت أن يصيبه مكروه وتقع المسؤولية عليهم، فردته إلى أمّه ...

وإخوته صل الله عليه وسلم في من أمه حليمة هم((عبدالله بن الحارث _ أنيسة بنت الحارث_ الشيماء بنت الحارث _ابو سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب ابن عم الرسول ))


ولما بلغ الرسول عليه الصلاة والسلام ست سنين خرجت به أمه آمنة إلى أخواله بني عدي بن النجار بيثرب تزورهم به، ومعه أم أيمن تحضنه، وهم على بعيرين، فنزلت به في دار النابغة عند قبر أبيه عبد الله بن عبد المطلب، فأقامت به عندهم شهرا، ثم رجعت به أمه إلى مكة فلما كانوا *بالأبواء* توفيت آمنة بنت وهب وهي ابنة العشرين سنة وقبرها هناك ،، ورجعت به أم أيمن على البعيرين إلى مكة...
*دقيقتين_من_سيرة_المصطفى*
#الحلقة_الخامسة....

بعد وفاة أم الرسول عليه الصلاة والسلام كفله جده عبد المطلب، فعاش في كفالته، وكان يؤثره على أبنائه أي أعمام النبي صلى الله عليه وسلم -فقد كان جده مهيبًا، لا يجلس على فراشه أحد من أبنائه مهابة له، وكان أعمامه يتهيبون الجلوس على فراش أبيهم، وكان صلى الله عليه وسلم يجلس على الفراش ويحاول أعمامه أن يبعدوه عن فراش أبيهم، فيقف عبدالمطلب بجانبه، ويرضى أن يبقى جالسًا على فراشه متوسمًا فيه الخير، وأنه سيكون له شأن عظيم وكان جده يحبه حبًا عظيمًا، وكان إذا أرسله في حاجة جاء بها وذات يوم أرسله في طلب إبل فاحتبس عليه فطاف بالبيت وهو يرتجل يقول:

رب رد راكبي محمدا ***  رده لي واصنع عندي يدا
فلما رجع النبي صلى الله عليه وسلم وجاء بالإبل فقال له: يا بني، لقد حزنت عليك كالمرأة حزنًا لايفارقني أبدًا.

ثم توفي عبد المطلب والنبي صلى الله عليه وسلم في الثامنة من عمره، فأوصى جده بهِ عمه أبا طالب فكفله عمه وحنّ عليه ورعاه وكان يحبه حبا شديدا لا يحبه ولده ، وكان لا ينام إلا إلى جنبه، ويخرج فيخرج معه وكان يخصه بالطعام...
وأبا طالب هو الاخ الشقيق لعبدالله والد الرسول من امه فاطمه
*دقيقتين_من_سيرة_المصطفى*
#الحلقة_السادسة....

انتقل الرسول عليه الصلاة والسلام بعد وفاة جده إلى دار عمه أبو طالب للعيش مع بقية أبناء عائلته ولقد تكفل أبي طالب برعايته مع انه لم يكن اكبر إخوته أو أكثر إخوانه مالا حيث انه لا مال له إلا انه كان يحب الرسول عليه الصلاة والسلام حبا شديدا وكان لا يفارقه، ولهذا لما عزم أبو طالب أن يخرج للتجارة الى الشام تعلق به النبي صل الله وعليه وسلم وهو يقول له (إلا من تكلني يا عم لا أب ولا أم لي ) فرق له أبو طالب وقال والله لأخرجن به معي لا يفارقني ولا أفارقه أبدا.
 
فخرج به معه وكان عمر الرسول أن ذاك ١٢ عاماً، وعندما نزلت القافلة في بصرى من أرض الشام كان بها راهب يقال له *بحيرا* واسمه جرجيس ، كان في صومعة له ،، وكان عليماً بالانجيل خبيراً بالنصرانية، وكانت كثيرا ماتمر به القافلة التي بها ابو طالب لايكلمهم ولا يعرض لهم، حتى مروا به هذا العالم ونزلوا بالقافلة قريباً من صومعته فصنع لهم طعاماً كثيراً ، ثم أرسل إليهم فقال : إني قد صنعت لكم طعاماً يامعشر قريش، وأنا أحب أن تحضروا كلكم صغيركم وكبيركم ،، وحركم وعبدكم ، فقال له رجل منهم : يابحيرا إن لك اليوم لشأناً ماكنت تصنع هذا فيما مضى، وقد كنا نمر بك كثيراً فما شأنك اليوم؟
فقال له بحيرا: صدقت قد كان ماتقول، ولكنكم ضيف وقد أحببت أن أكرمكم وأصنع لكم طعاما تأكلون منه كلكم فاجتمعوا إليه،، وتخلف الرسول عليه الصلاة والسلام لحداثة سنة في رحال القوم تحت الشجرة،، فلما نظر بحيرا في القوم لم يرى الصفة التي يعرف ويجد عنده ، قال: يامعشر قريش لايتخلف أحد منكم عن طعامي هذا ، قالو له: يابحيرا ماتخلف عنك أحد ينبغي له أن يأتيك إلا غلام هو أحدث القوم سناً ،، تخلف في رحالهم ،، قال: فلا تفعلوا ادعوه فليحضر هذا الطعام معكم،فقال رجل من القافلة من قريش: واللات والعزى إن هذا للؤم بنا، يتخلف ابن عبد الله بن عبد المطلب عن الطعام ، ثم قام إليه فاحتضنه ،ثم أقبل به حتى أجلسه مع القوم ، فلما رآه بحيرا جعل يلحظه لحظاً شديداً، وينظر إلى أشياء من جسده قد كان يجدها عنده في صفته ، حتى إذا فرغ القوم من الطعام وتفرقوا قام بحيرا إلى الرسول عليه الصلاة والسلام يسأله عن أحواله من نومه وهيئته وأموره والنبي صل الله وعليه وسلم يجاوبه وبحيرا يقارن بعلومه ، وعندما تطابقت علوم بحيرا مع ماسمعه قام ينظر إلى ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه على موضعه من صفته التي عنده ، فلما فرغ منه أقبل على عمه أبي طالب فقال له: ما هذا الغلام منك؟ قال: ابني، قال له بحيرا: ما هو بابنك، وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حياً، قال: فإنه ابن أخي
قال: فما فعل أبوه؟ قال: مات وأمه حبلى به، قال: صدقت، ارجع بابن أخيك إلى بلده، واحذر عليه اليهود، فو الله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت ليبغنه شراً، فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن فأسرع به إلى بلاده، فخرج به عمه أبو طالب سريعاً حتى أقدمه مكة حين فرغ من تجارته بالشام ....
*دقيقتين_من_سيرة_المصطفى*
#الحلقة_السابعة..

عمل الرسول عليه الصلاة والسلام في صغرة برعي الاغنام وكان ياخذ عليه أجرا مساعدة لعمه أبا طالب ، قال: «ما بعث الله نبيًا إلا رعى الغنم ، فقال أصحابه: وأنت؟ فقال: نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة»..

لقب صل الله عليه وسلم بمكه ب*الصادق الأمين* فكان الناس يودعون أماناتهم عنده ، كما عُرف عنه أنه لم يسجد لصنم قطّ ، رغم أنتشار ذلك في قريش ، ولم يشارك مع شبابهم في لهوهم ولعبهم ، وإنما كان يشارك كبرائهم في حربهم ومساعدتهم بعضًا بعضًا، ففي الرابعة عشر من عمره، وقيل في العشرين من عمره حدثت حرب الفجار بين كنانة وقيس عيلان، وشارك النبي مع قريش ضمن بني كنانة لأن قريش من كنانة ، وأما خصومهم قيس وعيلان فكان منهم قبائل هوازن وغطفان وسليم وعدوان وغيرهم من القبائل القيسية، فشارك النبي فيها، وقال النبي صل الله وعليه وسلم عن حرب الفجار:«قد حضرته مع عمومتي، ورميت فيه بأسهم، وما أحب أني لم أكن فعلت» ، وقال عن حرب الفجار كذلك:«كنت أنبل على أعمامي» وقال عنها أيضا:« ما سرني أني لم أشهده إنهم تعدوا على قومي عرضوا عليهم أن يدفعوا إليهم البراض صاحبهم فأبوا»
كما شارك قريشًا في "حلف الفضول" وهو ميثاق عقدته قريش في دار عبد الله بن جدعان بمكة ، وتعاهدت فيه أن تحمي الضعفاء والمظلومين ، قال الرسول عليه الصلاة والسلام «لقد شهدتُ في دار عبد الله بن جدعان حِلفًا، لو دُعيت به في الإسلام لأجبتُ»
ولمّا أصاب الكعبة سيل أدّى إلى تصدّع جدرانها، قرر أهل مكة تجديد بنائها، وفي أثناء ذلك اختلفوا فيمن يضع الحجر الأسود في موضعه، فاتفقوا على أن يضعه أول شخص يدخل عليهم، فلما دخل عليهم النبي صل الله عليه وسلم وكان عمره خمسًا وثلاثين سنة، قالوا «هذا الأمينُ، قد رَضينا بما يقضي بيننا» فأمر بثوب فوضع الحجر في وسطه وأمر كل قبيلة أن ترفع بجانب من جوانب الثوب ثم أخذ الحجر فوضعه موضعه...
*دقيقتين_من_سيرة_المصطفى*
#الحلقة_الثامنة.....

كان صل الله وعليه وسلم مميزاً في شبابه كما هو مميزاً في طفولته وصباه، فقد برزت فيه اسمى الصفات الخلقية حتى لقبته قريش ب الصادق الامين ، فلما كان هذا حاله في قومه فقد جذبت هذه الخصال اليه السيده *خديجة بنت خويلد* ...

كانت ام المؤمنين خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف ومال ، فبلغها عن الرسول من أمانته، فعرضت عليه أن يخرج بمالها إلى الشام متاجراً وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار،فقبل وخرج معه غلامها *ميسرة*، فقدما الشام فنزلا في سوق بصرى في ظل شجرة قريبة من صومعة راهب يُقال له "نسطورا"، فاطلع الراهب إلى ميسرة وقال له «ما نزل تحت هذه الشجرة قطّ إلا نبيّ»، وكان ميسرة إذا اشتد الحر يرى ملكين يظلانه من الشمس وهو على بعيره فلما أقبل عائدًا إلى مكة قدم على خديجة بمالها وقد ربحت ضعف ما كانت تربح، بعد ذلك عرضت خديجة عليه الزواج بواسطة صديقتها *نفيسة بنت منيّة*، فرضى بذلك، وعرض ذلك على أعمامه، فخرج معه عمه حمزة بن عبد المطلب حتى خطبها من عمها *عمرو بن أسد*، وقيل بل خطبها له أبو طالب،ثم تزوجها بعد أن أصدقها عشرين بكرة، وكان عمره خمساً وعشرين سنة وهي أربعين سنة،  وكانت خديجة أول امرأة تزوجها الرسول عليه الصلاة والسلام ولم يتزوج غيرها حتى ماتت، بعد ما بقيت معه خمسًا وعشرين سنة، عشرًا بعد المبعث وخمس عشرة قبله ، وقد تزوج خديجة قبل الرسول وهي بِكر *عتيق بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم* (وولدت له هند) ثم مات عنها فتزوجها "أبو هالة النباش بن زرارة" (وولدت له هند وهالة)...

أنجب الرسول صل الله وعليه وسلم من خديجة كل أولاده إلا إبراهيم ، وحين تزوج خديجة، أعتق حاضنته *أم أيمن*  ووهبت خديجة لنبي عليه الصلاة والسلام زيد بن الحارثة...
*دقيقتين_من_سيرة_المصطفى*
#الحلقة_التاسعة...

كما ذكرنا في الحلقة الثامنة أن جميع اولاد الرسول صل الله عليه وسلم من خديجة سوى إبراهيم، ولدت له‏:‏ أولًا القاسم ـ*وبه كان يكنى* ثم زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة وعبد الله‏، وكان عبد الله يلقب بالطيب والطاهر، ومات بنوه كلهم في صغرهم، أما البنات فكلهن أدركن الإسلام، فأسلمن وهاجرن،إلا أنهن أدركتهن الوفاة في حياته صلى الله عليه وسلم، سوى فاطمة رضي الله عنها فقد تأخرت بعده ستة أشهر، ثم لحقت به‏...

كان النبي صلى الله عليه وسلم قد جمع في نشأته خير ما في طبقات الناس من ميزات، وكان طرازا رفيعا من الفكر الصائب، والنظر السديد، ونال حظا وافرا من حسن الفطنة، وأصالة الفكرة، وسداد الوسيلة والهدف، وكان يستعين بصمته الطويل على طول التأمل، وإدمان الفكرة واستكناه الحق، وطالع بعقله الخصب، وفطرته الصافية صحائف الحياة، وشئون الناس، وأحوال الجماعات، فعاف ما سواها من خرافة، ونأى عنها، ثم عاشر الناس على بصيرة من أمره وأمرهم، فما وجد حسنًا شارك فيه وإلا عاد إلى عزلته العتيدة، فكان لا يشرب الخمر، ولا يأكل مما ذُبح على النصب، ولا يحضر للأوثان عيدًا، ولا احتفالًا، بل كان من أول نشأته نافرًا من هذه المعبودات الباطلة، حتى لم يكن شيء أبغض إليه منها، وحتى كان لا يصبر على سماع الحلف باللات والعزى‏.‏

ولا شك أن القدر حاطه بالحفظ، فعندما تتحرك نوازع النفس لاستطلاع بعض متع الدنيا، وعندما يرضى باتباع بعض التقاليد غير المحمودة *تتدخل العناية الربانية* للحيلولة بينه وبينها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ «‏ما هممت بشيء مما كان أهل الجاهلية يعملون غير مرتين، كل ذلك يحول الله بيني وبينه، ثم ما هممت به حتى أكرمني برسالته، قلت ليلة للغلام الذي يرعى معي الغنم بأعلى مكة‏:‏ لو أبصرت لي غنمي حتى أدخل مكة وأسمر بها، كما يسمر الشباب، فقال‏:‏ أفعل، فخرجت حتى إذا كنت عند أول دار بمكة، سمعت عزفًا، فقلت‏:‏ ما هذا‏؟‏ فقالوا‏:‏ عرس فلان بفلانة، فجلست أسمع، فضرب الله على أذنـي فنمت، فما أيقظني إلا حر الشمس‏.‏ فعدت إلى صاحبي فسألني، فأخبرته، ثم قلت ليلة أخرى مثل ذلك، ودخلت بمكة فأصابني مثل أول ليلة‏.‌‏.‌‏.‏ ثم ما هممت بسوء‌‌‏».‏

وروى البخاري عن جابر بن عبد الله قال‏:‏ «لما بنيت الكعبة، ذهب النبي صلى الله عليه وسلم وعباس ينقلان الحجارة، فقال عباس للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ اجعل إزارك على رقبتك يقيقك من الحجارة، فخر إلى الأرض، وطمحت عيناه إلى السماء، ثم أفاق، فقال‏:‏ ‏«إزاري، إزاري»‏، فشد عليه إزاره‏.‏ وفي رواية‏:‏ فما رؤيت له عورة بعد ذلك»‏.‏
Forwarded from مكتبتي📘📒
*دقيقتين_من_سيرة_المصطفى*
#الحلقة_العاشرة...

لما تقاربت سنه صلى الله عليه وسلم الأربعين ،، وكانت تأملاته الماضية قد وسعت الشقة العقلية بينه وبين قومه، حُبِّب إليه الخلاء، فكان يأخذ السَّوِيق والماء، ويذهب إلى غار حراء في *جبل النور* ، على مبعدة نحو ميلين من مكة ، *فيقيم فيه شهر رمضان* ، ويقضي وقته في العبادة والتفكير فيما حوله من مشاهد الكون وفيما وراءها من قدرة مبدعة، وهو غير مطمئن لما عليه قومه من عقائد الشرك المهلهلة، ولكن ليس بين يديه طريق واضح، ولا منهج محدد، ولا طريق قاصد يطمئن إليه ويرضاه‏.‏

وكان اختياره صلى الله عليه وسلم لهذه العزلة طرفًا من تدبير الله له، وليكون انقطاعه عن شواغل الأرض وضَجَّة الحياة وهموم الناس الصغيرة التي تشغل الحياة نقطة تحول لاستعداده لما ينتظره من الأمر العظيم، فيستعد لحمل الأمانة الكبرى، وتغيير وجه الأرض، وتعديل خط التاريخ‏.‌‏.‌‏.‏
دبر الله له هذه العزلة قبل تكليفه بالرسالة بثلاث سنوات، ولما أصبح عمره صل الله وعليه وسلم أربعون سنة،
بدأت طلائع النبوة تلوح وتلمع، فمن ذلك أن حجرًا بمكة كان يسلم عليه، ومنها أنه كان يرى الرؤيا الصادقة، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، حتى مضت على ذلك ستة أشهر *ومدة النبوة ثلاث وعشرون سنة* ، فهذه الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة ، فلما كان رمضان من السنة الثالثة من عزلته صلى الله عليه وسلم بحراء، شاء الله أن يفيض من رحمته على أهل الأرض، فأكرمه بالنبوة، وأنزل إليه جبريل بآيات من القرآن‏.‏

وكان عمره صلى الله عليه وسلم إن ذاك بالضبط أربعين سنة ...
ولنستمع إلى عائشة الصديقة رضي الله عنها تروي لنا قصة هذه الوقعة التي كانت نقطة بداية النبوة، وأخذت تفتح دياجير ظلمات الكفر والضلال، حتى غيرت مجرى الحياة، وعدلت خط التاريخ.

قالت عائشة رضي الله عنها‏: أول ما بديء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فَلَق الصبح، ثم حُبِّبَ إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء، فيتحنث فيه ـ وهو التعبد ـ الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة؛ فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال‏:‏ اقرأ‏:‏ فقال‏:‏ «‏ما أنا بقارئ»‏، قال‏:‏ «‏فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال‏:‏ اقرأ، قلت‏:‏ مـا أنـا بقـارئ، قـال‏:‏ فأخذني فغطني الثانية حتى بلـغ منـي الجهد، ثم أرسلني فقال‏:‏ اقرأ، فقلت‏:‏ ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة، ثـم أرسلـني فـقـال‏:‏
‏{‏اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ‏}‌‏ [‏العلق‏: ‏1‏-‏ 3‏]‌‏»‏، فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد، فقال‏:‏ «‏زَمِّلُوني زملوني»‏، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة‏:‏ ‏«ما لي‏؟‌‏» فأخبرها الخبر، «‏لقد خشيت على نفسي»، فقالت خديجة‏:‏ كلا، والله ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل ابن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة ـ وكان امُرأً تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبرانى، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًا قد عمي ـ، فقالت له خديجة‏:‏ يابن عم! اسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة‏:‏ يابن أخي ماذا ترى‏؟‏ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى، فقال له ورقة‏:‏ هذا الناموس الذي نزَّله الله على موسى، يا ليتني فيها جَذَعا، ليتني أكون حيًا إذ يخرجك قومك!! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ «‏أو مخرجيّ هم‏؟‌‏» قال‏:‏ نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عُودِي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا، ثم لم يَنْشَبْ ورقة أن توفي، وفَتَر الوحي...‏


 
Forwarded from مكتبتي📘📒
*دقيقتين_من_سيرة_المصطفى*
#الحلقة_الحادية عشر ..

بقي رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام فتور الوحي كئيبًا محزونًا تعتريه الحيرة والدهشة، فقد روى البخاري في كتاب «التعبير» ما نصه‏:‏

وفتر الوحي فترة حزن النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا حزنًا عدا منه مرارًا؛ كي يتردى من رءوس شواهق الجبال، فكلما أوْفى بذِرْوَة جبل؛ لكي يلقي نفسه منه تَبدَّى له جبريل فقال‏:‏ يا محمد، إنك رسول الله حقًا، فيسكن لذلك جأشه، وتَقَرّ نفسه، فيرجع، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك، فإذا أوفي بذروة الجبل تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك‏.‏

وقال ابن حجر‏:‏ وكان ذلك أياماً ‏*أي انقطاع الوحي* ‏ليذهب ما كان صلى الله عليه وسلم وجده من الروع، وليحصل له التشوف إلى العود، فلما حصل له ذلك وأخذ يرتقب مجيء الوحي، أكرمه الله بالوحي مرة ثانية‏.‏ قال‌‏ صلى الله عليه وسلم‏: «جاورت بحراء شهرًا فلما قضيت جواري هبطت ‏فلما استبطنت الوادي فنوديت، فنظرت عن يميني فلم أر شيئًا، ونظرت عن شمالي فلم أر شيئًا، ونظرت أمام فلم أر شيئًا، ونظرت خلفي فلم أر شيئًا، فرفعت رأسي فرأيت شيئًا، ‏[‏فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض، فَجُئِثْتُ منه رعبًا حتى هويت إلى الأرض‏]،‏ فأتيت خديجة فقلت‏:‏ ‌‏زملوني، زملوني، دثروني، وصبوا على ماء باردًا‏، قال‏:‏ ‏فدثرونى وصبوا على ماء باردًا، فنزلت‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ‏}»‏ ‏[‏المدثر‏:‏ 1‏-‏ 5‏]‌‌‏ وذلك قبل أن تفرض الصلاة، ثم حمي الوحي بعد وتابع...
Forwarded from مكتبتي📘📒
*دقيقتين_من_سيرة_المصطفى*
#الحلقة_الثانية_عشر ..

بعد نزول سورة المدثر على الرسول صل الله وعليه وسلم كان هذا هو الأمر الواضح بالرسالة وبالتبليغ وبالإنذار، فتغيرت حالة النبي صلى الله عليه وسلم من حالة الشك والارتياب وعدم التأكد من أمر النبوة إلى حالة من العزيمة والقوة والإصرار والنشاط، ولما كانت تطلب منه السيدة خديجة بعض الراحة كان يقول: مَضَى عَهْدُ النَّوْمُ يَا خَدِيجَةُ..

فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الله سبحانه وابتداء بأهل بيته والمقربين منه ، وكل من توسم فيه الخير ممن يعرفهم ويعرفونه، يعرفهم بحب الحق والخير، ويعرفونه بتحري الصدق والصلاح، فأجابه من هؤلاء ـ الذين لم تخالجهم ريبة قط في عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم، وجلالة نفسه، وصدق خبره ، وفي مقدمتهم زوجة النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، ومولاه زيد بن حارثة ،وابن عمه عليّ بن أبي طالب ـ وكان صبيًا يعيش في كفالة الرسول صلى الله عليه وسلم ـ وصديقه الحميم أبو بكر الصديق‏.‏ أسلم هؤلاء في أول يوم الدعوة‏.‏..

ثم نشط أبو بكر في الدعوة إلى الإسلام، وكان رجلًا مألفًا محببًا سهلًا ذا خلق ومعروف، وكان رجال قومه يأتونه ويألفونه؛ لعلمه وتجارته وحسن مجالسته، فجعل يدعو من يثق به من قومه ممن يغشاه ويجلس إليه، فأسلم بدعوته عثمان بن عفان ، والزبير بن العوام ، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص ، وطلحة بن عبيد الله .‏ فكان هؤلاء النفر الثمانية الذين سبقوا الناس الأول وطليعة الإسلام‏.‏
2024/10/07 04:27:46
Back to Top
HTML Embed Code: