شاعر الثورة صالح سحلول.pdf
30.8 MB
كتاب
الأمثال والنصائح والحكم والطرائف اليمنية
الشاعر صالح أحمد سحلول
الأمثال والنصائح والحكم والطرائف اليمنية
الشاعر صالح أحمد سحلول
كتاب روائع من فنون الشعر الشعبي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فنون الشعر الشعبي متعددةومتنوعة بتنوع نشاط الإنسان اليمني، وهي الأكثر تأثيراً في وجدانه؛ لأنها تعبر عنه، وترسم تفاصيل حياته بدقة متناهية، وتتغلغل في نفسه معانيها الصادقه المعبرة عنه في كل المواقف التي يعيشها، وهي فنون عريقة ومتوارثة جيلاً بعد جيل ومفردات هذه الفنون يتم تداولها شفاهية لأنها؛ تفتقر للدراسات والبحوث التي توثق ما تزخر به من أقوال، وأحداث مرتبطة ببعض، إلا ما ندر.. ومن الضرورة إبرازها وإعادة اكتشاف بقية عناصرها كونها جزءاً من الموروث اليمني المشرق بصورته الناصعة والمثمرة، والتي تحتل مكانة مرموقة ومتميزة بعراقتها في سجلات التاريخ.
جمع وإعداد: وليد زيد المصري
الطبعة: الأولى 2021
مطابع دمشق، الجمهورية اليمنية
https://drive.google.com/file/d/15wYmAhO8y8AMhj4UAbM6CMCNgOCzVvFL/view?usp=drivesdk
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فنون الشعر الشعبي متعددةومتنوعة بتنوع نشاط الإنسان اليمني، وهي الأكثر تأثيراً في وجدانه؛ لأنها تعبر عنه، وترسم تفاصيل حياته بدقة متناهية، وتتغلغل في نفسه معانيها الصادقه المعبرة عنه في كل المواقف التي يعيشها، وهي فنون عريقة ومتوارثة جيلاً بعد جيل ومفردات هذه الفنون يتم تداولها شفاهية لأنها؛ تفتقر للدراسات والبحوث التي توثق ما تزخر به من أقوال، وأحداث مرتبطة ببعض، إلا ما ندر.. ومن الضرورة إبرازها وإعادة اكتشاف بقية عناصرها كونها جزءاً من الموروث اليمني المشرق بصورته الناصعة والمثمرة، والتي تحتل مكانة مرموقة ومتميزة بعراقتها في سجلات التاريخ.
جمع وإعداد: وليد زيد المصري
الطبعة: الأولى 2021
مطابع دمشق، الجمهورية اليمنية
https://drive.google.com/file/d/15wYmAhO8y8AMhj4UAbM6CMCNgOCzVvFL/view?usp=drivesdk
من كتاب " شهادة من الريف "
… " ولأن نتائج مؤتمر " خَمِر " الذي انعقد في 2 مايو 1965 م لم تنل موافقة الجانبين المصري والسعودي - كما أسلفت ـ فقد تم الاتفاق على عقد مؤتمر آخر في مدينة " حَرَض " في 23 نوفمبر 1965 م ، وبرغم أن مؤتمر حرض كان قد ضم معظم الشخصيات اليمنية من الجانبين الجمهوري والملكي .. إلا أن كلاً من قائد القوات المصرية ، ومستشار الملك فيصل السيد رشاد فرعون ظلَّا يُشكلان ضغطاً مستمراً على الجمهوريين والملكيين .. وليس هذا فحسب .. بل إن الضغط والهيمنة والسيطرة على القرار من قبل الجانبين المصري والسعودي وصل إلى حد استقدام فرق عسكرية بكامل أسلحتها ومعداتها من الجانبين لحراسة المؤتمر وتنظيم وتسيير أعماله .. وأصبح اليمنيين لا حول لهم ولا قوة ، وليس أمامهم من خيار غير ما يُملى عليهم من القاهرة والرياض .. وكانت الصدمة الحقيقية للأطراف اليمنية ، هي أن أهم ما نتج عن مؤتمر " حرض " ، هو نفسه ما كان قد تم الاتفاق عليه أصلاً بين كلاً من الرئيس جمال عبدالناصر والملك فيصل .. ويتضمن : إلغاء النظامين الجمهوري والملكي ، وإجراء الاستفتاء الشعبي في ظل حكومة إسلامية مؤقتة .. وقد كان هذا – بحد ذاته – عبارة عن " رد فعل " من مصر والسعودية .. فالرئيس جمال عبدالناصر يرى أن اليمنيين قد خرجوا عن الطوق في مؤتمر " خمر " - حسب تعبيره - .. وذلك لأن من أبرز القرارات التي كان قد خرج بها مؤتمر خمر - والذي لم يكن للمصريين والسعوديين أي دور فيه – : أُتركونا وشأننا ، فها نحن اجتمعنا كيمنيين قبل أن نكون جمهوريين أو ملكيين ، وسنتحمَّل مسؤولية بلادنا ، وبدون أن تكون اليمن ميدان حرب لكم .
أحدث قرار مؤتمر " حَرَض " المُتفَق عليه مُسبقاً بين عبدالناصر وفيصل ، والمشار إليه آنفاً ، والذي قضى بإلغاء النظام الجمهوري ، استياءً عاماً لدى الرأي العام اليمني ، بمختلف شرائحه واتجاهاته وانتماءاته ، وإن كان الملكيين لوحدهم قد أُعجبوا به ، لأنه يُشكِّل اعترافاً بهم ، وصدرت ردود أفعال مُعارضة ، وخرجت المظاهرات. والمسيرات والتجمعات القبلية تُعلن وقُوفها صفاً واحداً ضد كل من يحاول إلغاء النظام الجمهوري ، الذي اختاره الشعب لنفسه ، وضحى في سبيل الحفاظ عليه بكل ما يملك .. وكان الشاعر الشعبي الثائر صالح أحمد سحلول ، الذي اشتهر بأنه شاعر الثورة ، قد لَمَسَ ولاحظ - مع غيره من الغيورين من أبناء الشعب – حجم المؤامرات التي تُحاك على البلاد ، والخطر المُحدق باليمن وبالثورة والنظام الجمهوري ، وعبَّر عن هذا الرفض الشعبي في قصيدة طويلة .. منها :
قَال سحلول بالله يتـــــــــــــــوَكَّل ..
ربنا القـــــــــاهر المُتعــــــــــــــــــال
أيُها الشعب ، صَبراً ولا تَعجَـــــل ..
ما عَجِل سَاق جَمَل ، قال في الأمثال
مَا لَنَا بينَنا البَين ، نِتقَــــــــــاتل ؟ ..
ولمَن هذه المصلحة ؟ يَا رِجـــــــــال
مَا لَنا يَا بَني الشــــــعب نِتبَهذَل ؟ ..
والأعَادي إلى أرضَنَا ، تِنهَــــــــــــال
ما السبب للخلاف الذي قد حصل؟ ..
السبب يا أخي .. أنَّنَا جُهـــــــــــــــال
إننا لا نقُول السبب " فيصـــــــل " ..
أو نقول المُسبب لذلك " جمــــــــال "
إن تاريخنا اليوم ، قد سجَّــــــــــل ..
مهزلة في اليمن ، تُبكي الأجيــــــــال
إنَّك اليوم يا شعبنا ، تَجهَـــــــــــل ..
ما يدور حول أرضَك ، بطبع الحــــال
حولهـــا . حولهــا ، يغزل المُغزَل ..
كيف لا تعرف ، الغَزْل ، والغَــــــــزَّال ؟ … "
… " ولأن نتائج مؤتمر " خَمِر " الذي انعقد في 2 مايو 1965 م لم تنل موافقة الجانبين المصري والسعودي - كما أسلفت ـ فقد تم الاتفاق على عقد مؤتمر آخر في مدينة " حَرَض " في 23 نوفمبر 1965 م ، وبرغم أن مؤتمر حرض كان قد ضم معظم الشخصيات اليمنية من الجانبين الجمهوري والملكي .. إلا أن كلاً من قائد القوات المصرية ، ومستشار الملك فيصل السيد رشاد فرعون ظلَّا يُشكلان ضغطاً مستمراً على الجمهوريين والملكيين .. وليس هذا فحسب .. بل إن الضغط والهيمنة والسيطرة على القرار من قبل الجانبين المصري والسعودي وصل إلى حد استقدام فرق عسكرية بكامل أسلحتها ومعداتها من الجانبين لحراسة المؤتمر وتنظيم وتسيير أعماله .. وأصبح اليمنيين لا حول لهم ولا قوة ، وليس أمامهم من خيار غير ما يُملى عليهم من القاهرة والرياض .. وكانت الصدمة الحقيقية للأطراف اليمنية ، هي أن أهم ما نتج عن مؤتمر " حرض " ، هو نفسه ما كان قد تم الاتفاق عليه أصلاً بين كلاً من الرئيس جمال عبدالناصر والملك فيصل .. ويتضمن : إلغاء النظامين الجمهوري والملكي ، وإجراء الاستفتاء الشعبي في ظل حكومة إسلامية مؤقتة .. وقد كان هذا – بحد ذاته – عبارة عن " رد فعل " من مصر والسعودية .. فالرئيس جمال عبدالناصر يرى أن اليمنيين قد خرجوا عن الطوق في مؤتمر " خمر " - حسب تعبيره - .. وذلك لأن من أبرز القرارات التي كان قد خرج بها مؤتمر خمر - والذي لم يكن للمصريين والسعوديين أي دور فيه – : أُتركونا وشأننا ، فها نحن اجتمعنا كيمنيين قبل أن نكون جمهوريين أو ملكيين ، وسنتحمَّل مسؤولية بلادنا ، وبدون أن تكون اليمن ميدان حرب لكم .
أحدث قرار مؤتمر " حَرَض " المُتفَق عليه مُسبقاً بين عبدالناصر وفيصل ، والمشار إليه آنفاً ، والذي قضى بإلغاء النظام الجمهوري ، استياءً عاماً لدى الرأي العام اليمني ، بمختلف شرائحه واتجاهاته وانتماءاته ، وإن كان الملكيين لوحدهم قد أُعجبوا به ، لأنه يُشكِّل اعترافاً بهم ، وصدرت ردود أفعال مُعارضة ، وخرجت المظاهرات. والمسيرات والتجمعات القبلية تُعلن وقُوفها صفاً واحداً ضد كل من يحاول إلغاء النظام الجمهوري ، الذي اختاره الشعب لنفسه ، وضحى في سبيل الحفاظ عليه بكل ما يملك .. وكان الشاعر الشعبي الثائر صالح أحمد سحلول ، الذي اشتهر بأنه شاعر الثورة ، قد لَمَسَ ولاحظ - مع غيره من الغيورين من أبناء الشعب – حجم المؤامرات التي تُحاك على البلاد ، والخطر المُحدق باليمن وبالثورة والنظام الجمهوري ، وعبَّر عن هذا الرفض الشعبي في قصيدة طويلة .. منها :
قَال سحلول بالله يتـــــــــــــــوَكَّل ..
ربنا القـــــــــاهر المُتعــــــــــــــــــال
أيُها الشعب ، صَبراً ولا تَعجَـــــل ..
ما عَجِل سَاق جَمَل ، قال في الأمثال
مَا لَنَا بينَنا البَين ، نِتقَــــــــــاتل ؟ ..
ولمَن هذه المصلحة ؟ يَا رِجـــــــــال
مَا لَنا يَا بَني الشــــــعب نِتبَهذَل ؟ ..
والأعَادي إلى أرضَنَا ، تِنهَــــــــــــال
ما السبب للخلاف الذي قد حصل؟ ..
السبب يا أخي .. أنَّنَا جُهـــــــــــــــال
إننا لا نقُول السبب " فيصـــــــل " ..
أو نقول المُسبب لذلك " جمــــــــال "
إن تاريخنا اليوم ، قد سجَّــــــــــل ..
مهزلة في اليمن ، تُبكي الأجيــــــــال
إنَّك اليوم يا شعبنا ، تَجهَـــــــــــل ..
ما يدور حول أرضَك ، بطبع الحــــال
حولهـــا . حولهــا ، يغزل المُغزَل ..
كيف لا تعرف ، الغَزْل ، والغَــــــــزَّال ؟ … "
أعلام أسهموا في بناء الدولة المدنية الحديثة..
صالح أحمد سحلول.. شاعر الثورة السبتمبرية الخالدة
بقلم الأستاذ/ محمد بن محمد عبدالله العرشي
نتكلم في هذه الأيام عن رجالات الدولة اليمنية، الذين كان لهم الإسهام الكبير في إرساء مداميك وأسس الدولة المدنية الحديثة، وإن لم يكن قد تولى مناصب في الدولة، ولكنه قدَّم الأدب والشعر، ولعلها رسالةٌ كبيرة لما فيه تنوير وتثقيف شعبٍ بكامله.. وسنتكلم عنه بصفته علماً من أعلام هذه الدولة؛ وهو شاعر الثورة السبتمبرية الشيخ الشاعر/ صالح بن أحمد بن علي سحلول؛ المولود (1337هـ/1919م)، ولد في قرية (العميسي) من مخلاف العرش مديرية رداع في محافظة البيضاء، والتحق بأحد كتاتيبها وعمره خمس سنوات، فدرس القرآن الكريم، وتعلم القراءة والكتابة، ثم رحل مع أبيه إلى بلاد الحبشة، وأريتريا، مع بداية الحرب العالمية الثانية، فتعلم اللغة الحبشية، واللغة الإيطالية، واللغة الإنجليزية، وعمل هناك حتى عام 1361هـ/ 1942م..
وفي حياة الهجرة والاغتراب تطورت موهبته الشعرية ونـمت مع آلام الغربة وقسوة الحياة بعيداً عن الأهل طيلة خمس سنوات قضاها بالمهجر، وعاد الشاعر إلى أرض الوطن عام 1942م بعد كارثة الوباء العام الذي حصد عشرات الآلاف من الشعب اليمني وكان منهم أفراد أسرة الشاعر نفسه.
بدأ في عام 1943م في تدوين أبياته الشعرية والتي عبر فيها عن آلامه وآلام المواطنين وعن آمال الشعب اليمني في الخلاص من ذلك الحكم الكهنوتي البغيض.. وعبر بأشعاره عن آمال الشعب اليمني في ثورتي 1948م و1955م.. نظم الشعر شابًّا، وأسهم شعوره بالغربة بعيدًا عن وطنه في تفتح موهبته، وحين قامت الثورة والجمهورية التي قضت على الحكم الإمامي في اليمن عام 1382هـ/ 1962م ساهم في الدفاع عنها، وكتب كثيرًا من قصائده في الدعوة إلى مناصرتها والذود عنها.. ومنحه الزعيم العربي جمال عبدالناصر منحة دراسية إلى الأزهر الشريف بـمصر؛ إلا أنه لم يتمكن من السفر لهذه المنحة للظروف العامة السائدة في ذلك الوقت.
من مؤلفاته: ديوان (يقول سحلول) سنة 1963م – ديوان (صورت الثورة) سنة 1985م– ديوان (سحلول في النقد والنصائح والحكم والأمثال) سنة 1992م – ديوان (روائع الكتاب الرابع) سنة 1999م – ديوان (أشعار الحكماء من آل سحلول القدماء) سنة 1999م – ديوان (المساجلات الشعرية) سنة 2005م– كتاب (الأعمال الشعرية الكاملة) 2011م.. وله أيضا عدة إنتاجات شعرية تحت الطبع وهي: كتاب (الأمثال اليمنية) – كتاب (مذكرات تسعة عقود)– كتيب (الملحمات الشعرية).
شارك في كثير من الأسابيع الثقافية، وفي المهرجانات الشعرية داخل اليمن وخارجها، ونال عددًا من الأوسـمة والشهادات التقديرية، ومن ذلك: وسام الفنون من الدرجة الأولى، ووسام الآداب والفنون، ودرع الثقافة من وزارة الثقافة والسياحة، ولقبه الرئيس المشير (عبدالله السلال) بـ(شاعر الثورة).
ومن قصائده: قصيدة موجهة للنظام السعودي:
ألا يا طويل العمر احسست بالظنك
واعيتني الحيله واضنتني الشكوك
شعوري واحساسي وتفكيري ارتبك
وجلدي تمزق دم من كثرت الحكوك
فهل يا طويل العمر تسمح لي اسألك
وهل باتفضل بالإجابة على اخوك
أنا اخوك في الاسلام والدين مشترك
وأما العماله لست ممن يعاملوك
نعم يا طويل العمر ما قصدي احرجك
ولا مطلبي منك الملايين واللكوك
أنا مطلبي منك ان توقف تتدخلك
لنا يا طويل العمر منعك ومنع ابوك
فلا أنت تحكمنا ولا نحن نحكمك
ولا صعده الدمام ولا قعطبه تبوك
نعم يا طويل العمر لا احد شي اركنك
من قالك تركن فما غير يخدعوك
بلادي وأنا احكم لها بعد من هلك
أنا الوارث الشرعي وانا قاهر الملوك
ورغم الفوارق بين فقري وغنوتك
فعندي شموخ اغلى واغنى من البنوك
تأكد بانا احرار مهما نصادقك
ومهما ترى افراد منا يجاملوك
فأما الوطن والحكم مابا نجاملك
لانه وطن عشرين مليون يكرهوك
فكم من نفوس زهقت وكم من دم استفك
ومن تحت راسك ضلت المعركه تزوك
وانت السبب في كل قتله ومعترك
فغاية رجانا اترك الترك يتركوك
وحاذر تحاول لليمن تنصب الشبك
وتحرق بنار الحرب من ليس يشغلوك
فما مثلنا من يحفظو لك كرامتك
وما مثلنا بين العرب من يجاوروك
ومن قصائده المعلنة (الفرح بثورة 26 سبتمبر):
الحمد لله تحرّرنا
جميعنا بعد ما ثرنا
ووحّد الله كلمتنا
من الحديدة إلى بيحان
بالله يالعاصمة صنعا
هل كان فيك الوفا يرعى
أو كانت الرجعية تسعى
لخيرنا أو صلاح الشان
هل كان فـي أرضنا دكتور
أو شبه قانون أو دستور
أو حق مشروع للجمهور
أو حكم للشعب أو سلطان
ما كانت إلا عبودية
وبربرية ووحشية
وشافعية وزيدية
وتفرقة فـي بني قحطان
ما كان فـي ارضنا تنظيم
ولا مدارس ولا تعليم
ما كان فيها سوى تحطيم
يحارب العلم والعرفان
ما كان فـي أرضنا معهد
ولا مصانع بها توجد
ولا طريق كان يتعبّد
ولا تطوّر ولا عمران
فعن جنوب أرضنا المحتل
لا بد من الانجليز يرحل
وينتهي من معه يعمل
من السلاطين والأعوان
وقصيدة أخرى:
قال ابن سحلول يا عجب يا عجب
كم فـي بلادي من عجائب
صالح أحمد سحلول.. شاعر الثورة السبتمبرية الخالدة
بقلم الأستاذ/ محمد بن محمد عبدالله العرشي
نتكلم في هذه الأيام عن رجالات الدولة اليمنية، الذين كان لهم الإسهام الكبير في إرساء مداميك وأسس الدولة المدنية الحديثة، وإن لم يكن قد تولى مناصب في الدولة، ولكنه قدَّم الأدب والشعر، ولعلها رسالةٌ كبيرة لما فيه تنوير وتثقيف شعبٍ بكامله.. وسنتكلم عنه بصفته علماً من أعلام هذه الدولة؛ وهو شاعر الثورة السبتمبرية الشيخ الشاعر/ صالح بن أحمد بن علي سحلول؛ المولود (1337هـ/1919م)، ولد في قرية (العميسي) من مخلاف العرش مديرية رداع في محافظة البيضاء، والتحق بأحد كتاتيبها وعمره خمس سنوات، فدرس القرآن الكريم، وتعلم القراءة والكتابة، ثم رحل مع أبيه إلى بلاد الحبشة، وأريتريا، مع بداية الحرب العالمية الثانية، فتعلم اللغة الحبشية، واللغة الإيطالية، واللغة الإنجليزية، وعمل هناك حتى عام 1361هـ/ 1942م..
وفي حياة الهجرة والاغتراب تطورت موهبته الشعرية ونـمت مع آلام الغربة وقسوة الحياة بعيداً عن الأهل طيلة خمس سنوات قضاها بالمهجر، وعاد الشاعر إلى أرض الوطن عام 1942م بعد كارثة الوباء العام الذي حصد عشرات الآلاف من الشعب اليمني وكان منهم أفراد أسرة الشاعر نفسه.
بدأ في عام 1943م في تدوين أبياته الشعرية والتي عبر فيها عن آلامه وآلام المواطنين وعن آمال الشعب اليمني في الخلاص من ذلك الحكم الكهنوتي البغيض.. وعبر بأشعاره عن آمال الشعب اليمني في ثورتي 1948م و1955م.. نظم الشعر شابًّا، وأسهم شعوره بالغربة بعيدًا عن وطنه في تفتح موهبته، وحين قامت الثورة والجمهورية التي قضت على الحكم الإمامي في اليمن عام 1382هـ/ 1962م ساهم في الدفاع عنها، وكتب كثيرًا من قصائده في الدعوة إلى مناصرتها والذود عنها.. ومنحه الزعيم العربي جمال عبدالناصر منحة دراسية إلى الأزهر الشريف بـمصر؛ إلا أنه لم يتمكن من السفر لهذه المنحة للظروف العامة السائدة في ذلك الوقت.
من مؤلفاته: ديوان (يقول سحلول) سنة 1963م – ديوان (صورت الثورة) سنة 1985م– ديوان (سحلول في النقد والنصائح والحكم والأمثال) سنة 1992م – ديوان (روائع الكتاب الرابع) سنة 1999م – ديوان (أشعار الحكماء من آل سحلول القدماء) سنة 1999م – ديوان (المساجلات الشعرية) سنة 2005م– كتاب (الأعمال الشعرية الكاملة) 2011م.. وله أيضا عدة إنتاجات شعرية تحت الطبع وهي: كتاب (الأمثال اليمنية) – كتاب (مذكرات تسعة عقود)– كتيب (الملحمات الشعرية).
شارك في كثير من الأسابيع الثقافية، وفي المهرجانات الشعرية داخل اليمن وخارجها، ونال عددًا من الأوسـمة والشهادات التقديرية، ومن ذلك: وسام الفنون من الدرجة الأولى، ووسام الآداب والفنون، ودرع الثقافة من وزارة الثقافة والسياحة، ولقبه الرئيس المشير (عبدالله السلال) بـ(شاعر الثورة).
ومن قصائده: قصيدة موجهة للنظام السعودي:
ألا يا طويل العمر احسست بالظنك
واعيتني الحيله واضنتني الشكوك
شعوري واحساسي وتفكيري ارتبك
وجلدي تمزق دم من كثرت الحكوك
فهل يا طويل العمر تسمح لي اسألك
وهل باتفضل بالإجابة على اخوك
أنا اخوك في الاسلام والدين مشترك
وأما العماله لست ممن يعاملوك
نعم يا طويل العمر ما قصدي احرجك
ولا مطلبي منك الملايين واللكوك
أنا مطلبي منك ان توقف تتدخلك
لنا يا طويل العمر منعك ومنع ابوك
فلا أنت تحكمنا ولا نحن نحكمك
ولا صعده الدمام ولا قعطبه تبوك
نعم يا طويل العمر لا احد شي اركنك
من قالك تركن فما غير يخدعوك
بلادي وأنا احكم لها بعد من هلك
أنا الوارث الشرعي وانا قاهر الملوك
ورغم الفوارق بين فقري وغنوتك
فعندي شموخ اغلى واغنى من البنوك
تأكد بانا احرار مهما نصادقك
ومهما ترى افراد منا يجاملوك
فأما الوطن والحكم مابا نجاملك
لانه وطن عشرين مليون يكرهوك
فكم من نفوس زهقت وكم من دم استفك
ومن تحت راسك ضلت المعركه تزوك
وانت السبب في كل قتله ومعترك
فغاية رجانا اترك الترك يتركوك
وحاذر تحاول لليمن تنصب الشبك
وتحرق بنار الحرب من ليس يشغلوك
فما مثلنا من يحفظو لك كرامتك
وما مثلنا بين العرب من يجاوروك
ومن قصائده المعلنة (الفرح بثورة 26 سبتمبر):
الحمد لله تحرّرنا
جميعنا بعد ما ثرنا
ووحّد الله كلمتنا
من الحديدة إلى بيحان
بالله يالعاصمة صنعا
هل كان فيك الوفا يرعى
أو كانت الرجعية تسعى
لخيرنا أو صلاح الشان
هل كان فـي أرضنا دكتور
أو شبه قانون أو دستور
أو حق مشروع للجمهور
أو حكم للشعب أو سلطان
ما كانت إلا عبودية
وبربرية ووحشية
وشافعية وزيدية
وتفرقة فـي بني قحطان
ما كان فـي ارضنا تنظيم
ولا مدارس ولا تعليم
ما كان فيها سوى تحطيم
يحارب العلم والعرفان
ما كان فـي أرضنا معهد
ولا مصانع بها توجد
ولا طريق كان يتعبّد
ولا تطوّر ولا عمران
فعن جنوب أرضنا المحتل
لا بد من الانجليز يرحل
وينتهي من معه يعمل
من السلاطين والأعوان
وقصيدة أخرى:
قال ابن سحلول يا عجب يا عجب
كم فـي بلادي من عجائب
تعبت وانهارت جميع العَصَبْ
واسهرت طرفـي والحواجب
كم بانلاقي فـي الطريق من نَصَبْ
كم بانحارب من رواسب
ما كنت بالحاجة لهذا التعب
لولا على الإنسان واجب
لازم نؤدي ما علينا وجب
مهما نواجه من مصاعب
والله ما أصبَحْت يوماً ذنب
لأي مستعمر وغاصب
لو يبذلوا لي وزن صنعا ذهب
أو يعمروا لي سدّ مارب
جمهورية أو موت والموت احب
من عيش فـي ظل الأجانب
أما أسد لندن طويل الشنب
ما عاد أفادته المخالب
أصبح يمرّغ نوعته فـي الخلب
ومخلبه فـي الأرض حانب
والشعب فـي أرض الجنوب انقلب
وحاصره من كل جانب
يعيش جبل ردفان ما دام هب
وشب نيران الحرائب
انتقل إلى رحمة الله يوم 10 نوفمبر 2014م عن عمرٍ ناهز 96 سنة، بعد حياة حافلة بالعطاء الثقافي والإبداعي والدفاع عن الثورة اليمنية من خلال إبداعاته الشعرية طوال أكثر من نصف قرن.. ويعد الشاعر الكبير من أهم الأسماء في مجال الشعر الشعبي اليمني وذلك من خلال إسهاماته الهامة والفاعلة في ساحة الشعر الشعبي اليمني حيث قدم الكثير من الأعمال الشعرية الشعبية التي ناقشت وتناولت الكثير من القضايا الوطنية والثورية والاجتماعية والتي من خلالها عرف الشاعر بصوته الثوري وفكره التنويري المميز طوال المراحل المختلفة والمواقف والقضايا الوطنية والاجتماعية التي كان يتصدى لها الشاعر بكل جسارة ووطنية وإخلاص وذلك لإيـمانه برسالته في خدمة وطنه ومجتمعه من خلال شعره المبدع والقريب إلى قلوب كل الناس.
وقد كتب الأستاذ والصديق خالد بن عبدالله الرويشان – وزير الثقافة السابق – ترثيةً للشاعر سحلول بعنوان: (وداعاً شاعر الثورة.. صالح سحلول)
يا لها من حَياةٍ توزّعت على شاهق هاويتين، وتقسّمت على ذؤابة شُفرتين! ولَعَمري، أنها غايةٌ شريفةٌ تتقطّع دونها عزائم الشعراء وتشرئبّ صوب ضوئها أعناق الرجال .
وقد كانت حياةُ هذا الشاعر العاصف منذ بداياتها مرتقىً صعباً، واختياراً مُرَّاً، واختباراً قاسياً قساوةَ بيئته التي تَشرّب أجمل ما فيها ؛ كرمَ الروح، وشجاعةَ الموقف، وأضاف إليها رؤيةَ العصر ورؤيا الشاعر. إنه يلتفت الآن إلى ماضيه راضياً، ضاحكاً ! وقد أفنى معظم سنّي عمره المديد فـي اللهب المقدّس أي فـي مجمرة التغيير الهائلة الصاهرة التي غيّرت مجرى التاريخ، وأجْرت الأنهار الزاخرة بالجديد والأجد .
صالح سحلول، جبلٌ شعريٌّ مسلول فـي فضاء هذه البلاد، وعاصفةُ حريقٍ فـي ليل هذه الوهاد . ما أجمله الآن هانئاً راضياً عن رحلته المضنية الطويلة . هذا غبارُ معاركه وقد فتَّق براعمَ الأمل، فما كذب الحلم، وهذا لهبُ حرائقه وقد شقّق جدارَ الليل، فما كذب الضوء.. أيها الشاعر المقاتل.. هذا وطنُك يحيّيك، وهذا شعبُك يردّ التحيّة.. كبيرةً تبلغُ سماءَ أجنحتك، حارةً تندفق فـي حرارةِ قلبِك..
أما الرئيس السابق علي ناصر محمد فقد كتب مرثيةً قال فيها: (الوطن يخسر وطناً صالحاً برحيل "صالح سحلول")
غيّب الموت قبل أيام قامة يمنية عظيمة وهامة أدبية مهابة .. مناضل كان في الصفوف الأولى وشاعر فارس لا يشق له غبار ..
الوطن برحيل شيخ الشعراء صالح سحلول يخسر وطناً صالحاً كان يسكنه ويترجمه لغة للأجيال منذ الرعيل الأول مثالاً يُحتذى لأولئك الكبار الذين تصدوا لمسيرة التحرر الوطني في منتصف القرن الماضي وحتى وفاته وهو يشهد مسيرة استكمال ثورات لم تبلغ مداها النهائي لشعب لايزال بحاجة لسحلول وأمثاله من الشخصيات الوطنية ليراكم تجربته في النضال والتحدي والإصرار على التغيير .
لقد أثرى الراحل الكبير صالح سحلول الحركة الوطنية بثورة شعرية أغنت المكتبة اليمنية والعربية بتراث أدبي للمقاومة والصمود وصناعة الحياة الحرة الكريمة .
كان صالح سحلول ملهماً للتنوير والتثوير فقد فعلت كلماته فعلها العميق في إشعال روح الحماسة والتضحية والفداء وخاطبت أجيالاً متعاقبة معبرة عن شخصية عابرة لحدود الزمان والمكان بمتغيراتها المختلفة ، فتقاطعت حروفه عند (صوت الثورة) وهذا أحد أسماء دواوينه ليصبح الصوت واحداً والشعب واحداً والملهم واحداً هو ( يقول سحلول) وذلك عنوان آخر لأحد أعماله الأدبية التي قرت في الذاكرة الوطنية أرضاً وإنساناً إضافة إلى أعمال أخرى عديدة وروائع طرقت مختلف أبواب الأدب والفن والحكمة .
لم يكن (سحلول) شاعراً ثورياً فحسب بل شاعر تاريخي ثقافي بامتياز استطاع بأعماله أن يوثق لتجربة شعب يتوق للحرية ليس يمنياً فحسب بل وعربياً قومياً يدرك حجم الارتباط الوثيق بين أبناء الوطن العربي الكبير الذي لا يشترك في اللغة والدين والقيم بل يتشابه في الأحلام والتطلعات وطريقة إدراكه للماضي والحاضر والمستقبل .
ولازلت اتذكره في عام 1997م وهو يلقي قصيدة تشيد بالدور المصري في المساهمة بالدفاع عن عن النظام الجمهوري في صنعاء ودعم الثورة في الجنوب حيث صفق الحاضرون تصفيقاً حاراً لهذا الشاعر الكبير الذي لم يحظى بالاهتمام الكافي الذي يستحقه تقديراً لدوره الوطني الشجاع
واسهرت طرفـي والحواجب
كم بانلاقي فـي الطريق من نَصَبْ
كم بانحارب من رواسب
ما كنت بالحاجة لهذا التعب
لولا على الإنسان واجب
لازم نؤدي ما علينا وجب
مهما نواجه من مصاعب
والله ما أصبَحْت يوماً ذنب
لأي مستعمر وغاصب
لو يبذلوا لي وزن صنعا ذهب
أو يعمروا لي سدّ مارب
جمهورية أو موت والموت احب
من عيش فـي ظل الأجانب
أما أسد لندن طويل الشنب
ما عاد أفادته المخالب
أصبح يمرّغ نوعته فـي الخلب
ومخلبه فـي الأرض حانب
والشعب فـي أرض الجنوب انقلب
وحاصره من كل جانب
يعيش جبل ردفان ما دام هب
وشب نيران الحرائب
انتقل إلى رحمة الله يوم 10 نوفمبر 2014م عن عمرٍ ناهز 96 سنة، بعد حياة حافلة بالعطاء الثقافي والإبداعي والدفاع عن الثورة اليمنية من خلال إبداعاته الشعرية طوال أكثر من نصف قرن.. ويعد الشاعر الكبير من أهم الأسماء في مجال الشعر الشعبي اليمني وذلك من خلال إسهاماته الهامة والفاعلة في ساحة الشعر الشعبي اليمني حيث قدم الكثير من الأعمال الشعرية الشعبية التي ناقشت وتناولت الكثير من القضايا الوطنية والثورية والاجتماعية والتي من خلالها عرف الشاعر بصوته الثوري وفكره التنويري المميز طوال المراحل المختلفة والمواقف والقضايا الوطنية والاجتماعية التي كان يتصدى لها الشاعر بكل جسارة ووطنية وإخلاص وذلك لإيـمانه برسالته في خدمة وطنه ومجتمعه من خلال شعره المبدع والقريب إلى قلوب كل الناس.
وقد كتب الأستاذ والصديق خالد بن عبدالله الرويشان – وزير الثقافة السابق – ترثيةً للشاعر سحلول بعنوان: (وداعاً شاعر الثورة.. صالح سحلول)
يا لها من حَياةٍ توزّعت على شاهق هاويتين، وتقسّمت على ذؤابة شُفرتين! ولَعَمري، أنها غايةٌ شريفةٌ تتقطّع دونها عزائم الشعراء وتشرئبّ صوب ضوئها أعناق الرجال .
وقد كانت حياةُ هذا الشاعر العاصف منذ بداياتها مرتقىً صعباً، واختياراً مُرَّاً، واختباراً قاسياً قساوةَ بيئته التي تَشرّب أجمل ما فيها ؛ كرمَ الروح، وشجاعةَ الموقف، وأضاف إليها رؤيةَ العصر ورؤيا الشاعر. إنه يلتفت الآن إلى ماضيه راضياً، ضاحكاً ! وقد أفنى معظم سنّي عمره المديد فـي اللهب المقدّس أي فـي مجمرة التغيير الهائلة الصاهرة التي غيّرت مجرى التاريخ، وأجْرت الأنهار الزاخرة بالجديد والأجد .
صالح سحلول، جبلٌ شعريٌّ مسلول فـي فضاء هذه البلاد، وعاصفةُ حريقٍ فـي ليل هذه الوهاد . ما أجمله الآن هانئاً راضياً عن رحلته المضنية الطويلة . هذا غبارُ معاركه وقد فتَّق براعمَ الأمل، فما كذب الحلم، وهذا لهبُ حرائقه وقد شقّق جدارَ الليل، فما كذب الضوء.. أيها الشاعر المقاتل.. هذا وطنُك يحيّيك، وهذا شعبُك يردّ التحيّة.. كبيرةً تبلغُ سماءَ أجنحتك، حارةً تندفق فـي حرارةِ قلبِك..
أما الرئيس السابق علي ناصر محمد فقد كتب مرثيةً قال فيها: (الوطن يخسر وطناً صالحاً برحيل "صالح سحلول")
غيّب الموت قبل أيام قامة يمنية عظيمة وهامة أدبية مهابة .. مناضل كان في الصفوف الأولى وشاعر فارس لا يشق له غبار ..
الوطن برحيل شيخ الشعراء صالح سحلول يخسر وطناً صالحاً كان يسكنه ويترجمه لغة للأجيال منذ الرعيل الأول مثالاً يُحتذى لأولئك الكبار الذين تصدوا لمسيرة التحرر الوطني في منتصف القرن الماضي وحتى وفاته وهو يشهد مسيرة استكمال ثورات لم تبلغ مداها النهائي لشعب لايزال بحاجة لسحلول وأمثاله من الشخصيات الوطنية ليراكم تجربته في النضال والتحدي والإصرار على التغيير .
لقد أثرى الراحل الكبير صالح سحلول الحركة الوطنية بثورة شعرية أغنت المكتبة اليمنية والعربية بتراث أدبي للمقاومة والصمود وصناعة الحياة الحرة الكريمة .
كان صالح سحلول ملهماً للتنوير والتثوير فقد فعلت كلماته فعلها العميق في إشعال روح الحماسة والتضحية والفداء وخاطبت أجيالاً متعاقبة معبرة عن شخصية عابرة لحدود الزمان والمكان بمتغيراتها المختلفة ، فتقاطعت حروفه عند (صوت الثورة) وهذا أحد أسماء دواوينه ليصبح الصوت واحداً والشعب واحداً والملهم واحداً هو ( يقول سحلول) وذلك عنوان آخر لأحد أعماله الأدبية التي قرت في الذاكرة الوطنية أرضاً وإنساناً إضافة إلى أعمال أخرى عديدة وروائع طرقت مختلف أبواب الأدب والفن والحكمة .
لم يكن (سحلول) شاعراً ثورياً فحسب بل شاعر تاريخي ثقافي بامتياز استطاع بأعماله أن يوثق لتجربة شعب يتوق للحرية ليس يمنياً فحسب بل وعربياً قومياً يدرك حجم الارتباط الوثيق بين أبناء الوطن العربي الكبير الذي لا يشترك في اللغة والدين والقيم بل يتشابه في الأحلام والتطلعات وطريقة إدراكه للماضي والحاضر والمستقبل .
ولازلت اتذكره في عام 1997م وهو يلقي قصيدة تشيد بالدور المصري في المساهمة بالدفاع عن عن النظام الجمهوري في صنعاء ودعم الثورة في الجنوب حيث صفق الحاضرون تصفيقاً حاراً لهذا الشاعر الكبير الذي لم يحظى بالاهتمام الكافي الذي يستحقه تقديراً لدوره الوطني الشجاع
قليلة هي الأوسمة التقديرية التي نالها الراحل الكبير صالح سحلول قياساً بمكانته الوطنية الثقافية والأدبية والسياسية فالراحل كان وساماً على جبين الوطن وسيبقى كذلك مابقيت كلماته بين ظهرانينا تحدّث عن عظيم عاش حراً وترجل أباً للأحرار
فوداعاً أيها الشاعر الكبير والمبدع الذي سيبقى حياً والثائر الذي لايزال يعطي الثورة حتى بعد وفاته.
تقبل الله الراحل الكبير (صالح سحلول) في الصالحين والحكماء في أعلى عليين ،، وإنا لله وإنا إليه راجعون)...
(رحم الله شاعرنا صالح سحلول، والتحية لكل المتابعين، ولكم من ألمانيا سلام)
فوداعاً أيها الشاعر الكبير والمبدع الذي سيبقى حياً والثائر الذي لايزال يعطي الثورة حتى بعد وفاته.
تقبل الله الراحل الكبير (صالح سحلول) في الصالحين والحكماء في أعلى عليين ،، وإنا لله وإنا إليه راجعون)...
(رحم الله شاعرنا صالح سحلول، والتحية لكل المتابعين، ولكم من ألمانيا سلام)
الشاعر المجربي عندما كتب في رثاء الشاعر صالح سحلول رحمة الله تغشاهم جميعاً
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه القصيده مرثاة في فقيد الوطن الشاعر الكبير الحاج صالح احمد علي سحلول تغمده الله في واسع جنته وانا لله وانا اليه راجعون
يا الله ادعيك يا حامي وحارس وشارح
ياكريم العطاء استغفره واستميحه
تجعل المجربي في الآخرة عبد ناجح
(( يوم روحه يغادرها وهي مستريحه
وأجعل النفس ملفوفة بطيب الروائح
تنعش أهل السماء والأرض نكهه وريحه
بعد فرض العشاء رن الجرس أمس بارح
((((( قال الاستاذ عبدالله بلهجه وضيحه
قد رحل شاعر الثوره وكلين رايح
التقى يومه المعلوم يسكن ضريحه
ويش باقول انا في موت سحلول صالح
هل سيعطيه حقه هاجسي والقريحه
كيف با نوصفه ذاك اللسان المكافح
صاحب الملحميات الحسان الفصيحه
سوف يتناوله عبدالعزيز المقالح
والرويشان واصحاب العقول الرجيحه
سوف يكتب له التاريخ عبر الصوافح
عن فقيد الوطن مولى الصفات المليحه
إبن سحلول ذي ناضل وقرنه يناطح
قرن كسر به آلاف القرون النطيه
نضرته للوطن مانظزته للمصالح
كان دفاعه عن الثوره تجاره ربيحه
ناضل اثنين وخمسين عام ما عاش مادح
رغم من حاولوا يغروه يشتو مديحه
كان غيره معه في الشعر عدة شرايح
بينما هو تجد في شعره إلا شريحه
هاجسه ناصر الوحده وذا أمر واضح
أعظم أهدافها ما واجب أحد يبيحه
شعب واحد وطن واحد وتأييد كاسح
في الخريطه نشاهدها مساحه فسيحه
خيرنا في توحدنا وحب التسامح
وانفصال الوطن ذي قد توحد فضيحه
افتقدناك يابو جبر شاعر وناصح
كم لك أقوال مملوءة بروح النصيحة
حيث غادرتنا والجو قاتم وطافح
واختلالات مفضوحه بصوره قبيحة
جيشنا درعنا ذي كان حامي وفاتح
كيف تأتي مليشيات تسعى تزيحه
هل سيبقى لنا حامي وطنا وشارح
مستحيل اليمن ترضى بمن يستبيحه
كل جانب يظن انه على الحق سابح
لو درسنا مغازيها فلا هي صحيحه
هل سنسترجع الأقصى بحرب المناسح
حرب سنه مع الشيعه وهات يا شبيحه
هل على جندنا قاموا بتلك المذابح
غيض للشعب الامريكي وتغضب مسيحه
ضاع فينا الوفا والمعرفه والتصالح
والاسير الذي ماسور يصبح ذبيحه
في رداع المدينه ملتقى كل سايح
حطموها وصارت في الأسره طريحه
صار يتسائلوا ماذا حصل امس بارح
قال هذا مضى ماذا حدث في الصبيحه
في مدينة رداع ما تسمع إلا القوارح
تقتل الأبرياء والشارعه مستريحه
قتل خارج من المسجد بصوت الفواتح
من سمح له إلى قتله ودمه يبيحه
الله أكبر سمعناها على ذا الفضايح
ادورونا بها والناسفه في الصفيحه
والصاحف على ايديهم وكم يامسابح
بالفريقين وافونا بكلمه صريحه
منهم اعدايكم احنا اولا تمازح
والعداوه على امريكا نراها شحيحه
خافوا الله في الشعب الكريم المكافح
خافوا الله لاانتو تقبلون النصيحه
وادعو الله يجمعنا بحب التسامح
يمحي الغل من كل القلوب الجريحه
واليمن يحفظه ربي من أهل المصالح
ما يريدوا لهذا الشعب عيشه مريحه
وانت يا شاعر الثوره إلى الله رايح
يدخلك جنته وسط المروج الفسبحه
والف صلوا على من جاءنا بالنصائح
سيد الخلق نرسلها تعطر ضريحه
مع تحيات احمد علوي المجربي
2014 /11/11
هذه القصيده مرثاة في فقيد الوطن الشاعر الكبير الحاج صالح احمد علي سحلول تغمده الله في واسع جنته وانا لله وانا اليه راجعون
يا الله ادعيك يا حامي وحارس وشارح
ياكريم العطاء استغفره واستميحه
تجعل المجربي في الآخرة عبد ناجح
(( يوم روحه يغادرها وهي مستريحه
وأجعل النفس ملفوفة بطيب الروائح
تنعش أهل السماء والأرض نكهه وريحه
بعد فرض العشاء رن الجرس أمس بارح
((((( قال الاستاذ عبدالله بلهجه وضيحه
قد رحل شاعر الثوره وكلين رايح
التقى يومه المعلوم يسكن ضريحه
ويش باقول انا في موت سحلول صالح
هل سيعطيه حقه هاجسي والقريحه
كيف با نوصفه ذاك اللسان المكافح
صاحب الملحميات الحسان الفصيحه
سوف يتناوله عبدالعزيز المقالح
والرويشان واصحاب العقول الرجيحه
سوف يكتب له التاريخ عبر الصوافح
عن فقيد الوطن مولى الصفات المليحه
إبن سحلول ذي ناضل وقرنه يناطح
قرن كسر به آلاف القرون النطيه
نضرته للوطن مانظزته للمصالح
كان دفاعه عن الثوره تجاره ربيحه
ناضل اثنين وخمسين عام ما عاش مادح
رغم من حاولوا يغروه يشتو مديحه
كان غيره معه في الشعر عدة شرايح
بينما هو تجد في شعره إلا شريحه
هاجسه ناصر الوحده وذا أمر واضح
أعظم أهدافها ما واجب أحد يبيحه
شعب واحد وطن واحد وتأييد كاسح
في الخريطه نشاهدها مساحه فسيحه
خيرنا في توحدنا وحب التسامح
وانفصال الوطن ذي قد توحد فضيحه
افتقدناك يابو جبر شاعر وناصح
كم لك أقوال مملوءة بروح النصيحة
حيث غادرتنا والجو قاتم وطافح
واختلالات مفضوحه بصوره قبيحة
جيشنا درعنا ذي كان حامي وفاتح
كيف تأتي مليشيات تسعى تزيحه
هل سيبقى لنا حامي وطنا وشارح
مستحيل اليمن ترضى بمن يستبيحه
كل جانب يظن انه على الحق سابح
لو درسنا مغازيها فلا هي صحيحه
هل سنسترجع الأقصى بحرب المناسح
حرب سنه مع الشيعه وهات يا شبيحه
هل على جندنا قاموا بتلك المذابح
غيض للشعب الامريكي وتغضب مسيحه
ضاع فينا الوفا والمعرفه والتصالح
والاسير الذي ماسور يصبح ذبيحه
في رداع المدينه ملتقى كل سايح
حطموها وصارت في الأسره طريحه
صار يتسائلوا ماذا حصل امس بارح
قال هذا مضى ماذا حدث في الصبيحه
في مدينة رداع ما تسمع إلا القوارح
تقتل الأبرياء والشارعه مستريحه
قتل خارج من المسجد بصوت الفواتح
من سمح له إلى قتله ودمه يبيحه
الله أكبر سمعناها على ذا الفضايح
ادورونا بها والناسفه في الصفيحه
والصاحف على ايديهم وكم يامسابح
بالفريقين وافونا بكلمه صريحه
منهم اعدايكم احنا اولا تمازح
والعداوه على امريكا نراها شحيحه
خافوا الله في الشعب الكريم المكافح
خافوا الله لاانتو تقبلون النصيحه
وادعو الله يجمعنا بحب التسامح
يمحي الغل من كل القلوب الجريحه
واليمن يحفظه ربي من أهل المصالح
ما يريدوا لهذا الشعب عيشه مريحه
وانت يا شاعر الثوره إلى الله رايح
يدخلك جنته وسط المروج الفسبحه
والف صلوا على من جاءنا بالنصائح
سيد الخلق نرسلها تعطر ضريحه
مع تحيات احمد علوي المجربي
2014 /11/11
قصيدة شاعر الثورة اليمنية المرحوم/ صالح أحمد سحلول. ألقاها في ثمانينات القرن الماضي في احدى الفعاليات أعياد ثورة ٢٦ سبتمبر المجيد.
ففي مثل هذا يومنا شعبنا انطلق
من القمقم المظلم ومن غفلته أفاق
تحرر من الإرهاب والكبت وانعتق
من الجن والقطران ياله من انعتاق
طوى الماضي الأسود كما تنطوي الورق
وحطم سجونه وأطلق القيد والوثاق
ومن سفح صنعاء بارق الحرية برق
فَحيّت لصنعاء مصر والشام والعراق
#ثورة_٢٦_سبتمبر
ففي مثل هذا يومنا شعبنا انطلق
من القمقم المظلم ومن غفلته أفاق
تحرر من الإرهاب والكبت وانعتق
من الجن والقطران ياله من انعتاق
طوى الماضي الأسود كما تنطوي الورق
وحطم سجونه وأطلق القيد والوثاق
ومن سفح صنعاء بارق الحرية برق
فَحيّت لصنعاء مصر والشام والعراق
#ثورة_٢٦_سبتمبر