Telegram Web Link
Forwarded from فريق نفس
اهلاً وسهلاً بالجميع ♥️
"كيف تواسي من يبكي"
سأتحدث عن موضوع -كيف تواسي شخصاً أمامك انخرط في البكاء؟، ما التصرف الصحيح في هذا الموقف، وما التصرف غير المناسب في هذا الموقف، جميعنا قد نتعرض لمثل هذه المواقف مع من يهمنا أمرهم وقد نرتبك ولا نعرف ماذا نفعل، ونخشى من تصرف خاطئ أو كلام ليس في محله.
أولاً: هو إبراز تواجدك ودعمك، احذر القفز نحو الحلول فليس هذا هو التوقيت المناسم فهو متألم الآن، فقط تعاطف، أظهر أنك هنا لأجلهم وأنك سند لهم، وتقبل بكائهم، احذر أن تطلب التوقف عن البكاء، فليس هذا تصرف سليم، إذ من أجل التعافي لابد أولا من التفريغ العاطفي.
ثانيا: لا تتحدث كثيرا وكأنك تشرح، هو في حالة ألم، أحيانا من المناسب جملة قصيرة داعمة، وربما لمسة حانية، كذلك لا تصمت تماماً فتصبح بلا دور، تواجدك، وكلماتك قصيرة الداعمة، وإيماءاتك الجسدية كلها مهمة، أتحدث هنا عن الفترة الأولى في التواصل.
ثالثا: أثناء الموقف لا تقل: (ما توقعتك تبكي)-(خلّك قوي)-(ابتسم وكن إيجابي بدل البكاء لا تكن سلبي)-(ليه تبكي هذا أمر تافه)-(توقف عن البكاء)-(أن تتحدث عن نفسك وكيف تغلبت على مصاعب أشد أو غيرك تغلب على مصاعب أشد بحيث تعقد مقارنة)-(المسالة لا تستحق البكاء).
رابعاً: حاول أن تنظر للحالة من منظار المتألم لا من منظارك، اسأل نفسك ما الشيء الذي يفكر فيه الآن، مثلا هو يفكر أنه سيكون وحيداً فجملة "أنا معك ولن أتركك" ستكون مناسبة، أو يفكر أن مصيبته عظيمة، فجملة "مصيبتك عظيمة وأجرك أعظم"، أو يفكر أنه مظلوم "فجملة "تعرضت للظلم وسنحن سندك في أخذك لحقك"..وهكذا.
خامساً: قدّم منديلا لأجل الدموع، أو رداءً لأجل البرد، أو كرسياً لأجل الجلوس، أو ماءً لبل الريق، إن مثل هذه الفوارق الصغيرة تخفف على الطرف الآخر، وتصنع دفئاً في العلاقة وأنك تشعر بالآخر. ثم حثهم على التحدث إذا استطعت، إذا أمن المتألم أنك لن تلومه على حزنه ربما سيرتاح أكثر لو تحدث.
ما بعد الموقف بأقل من يوم، أجري اتصالاً معه للاطمئنان عليه، فسيقدر ذلك لك كثيراً، لا تتبع الاتصال بطلب أو موضوع خارج الاطمئنان عليه، كلما شعر المتألم بالأمان في حضرتك زاد ارتياحه لك، لذلك لا تطلق أحكاماً يشعر المتألم من خلالها أنه ضعيف أو أن ما قام به من إظهار لمشاعره هو أمر غير لائق. شكرا للجميع.
أسامة الجامع- أخصائي نفسي اكلينيكي
2024/06/26 03:20:00
Back to Top
HTML Embed Code: