Telegram Web Link
ماذا لو عُدنا بالزمنِ للوراءِ؟ ماذا إن أصبح الأمرَ أشبه برجوعِ خطواتٍ للوراءِ وتقدم خطوات للأمامِ؟ ماذا إن أصبح الرجوع عن ارتكابِ الخطايا شيئًا يمكن الرجوع عنه في أي وقتٍ وفي أي مكانٍ؟ ماذا إن كُتب لنا اللقاء مِن الوهلةِ الأولى؟ رُبَّما لم تُخلق هذه العقبات أمامنا، رُبَّما نُزيلها لاحقًا، رُبَّما لا شيء غير لومٍ وعتابِ الماضي.

_ أحـمـد جـان.
أخُط كلماتي لتنسدل بها آلامك، أنظر كيف تغرق في أعماق حزنك، أكتب لك وأنا بيدي اليمنى قلم محبرُه سائل عيني، وكلماته آلام قلبي، ويدي اليسرى سكين تنتظر نهاية السطر لتنهي معاناة قلوبكم، كُتب في السطر الأول « أنا وطن لمن ليس له وطن، أنا وطن خرِب أقام الاستعمار عليه فلم يظهر فيه معنى الرحمة، فلم ترحمِ أنتِ كذلك»
والسطر الثاني كُتب الرد الذي دائمًا ما أراد سماعه « أحببتك كمّٰ أنتَ أحببت نيران قلبك، أحببت تلك الأشجار المحترقة أحببت تلك المباني المحطمة، لا تقلق إن مُت سأموت معك»
والسطر الثالث « أنظر إلى من أخدع، أنني أسرد الحقائق وليست الروايات، فلا يفني شخصًا حياته لأجلك فلا شيء دون مقابل»
والسطر الرابع « كيف الروايات والقصص تسرد عن خيالات فتُحبها الناس ظنًا أنها أرض الوقائع والمعاناة أنظ.....»
وكتبت راء السطر الرابع بدماء الكاتب لتنهي ما تبقى.
#جاان
ماذا لو عاد كلُّ شيءٍ كما هو؟ ماذا لو حلَّ الربيع دائمًا ولم يأتي الشتاء بِحُزنِه علينا؟ رغم مـتعة الأمطار، ماذا لو لم يحل الليل لنستعيد ذكرياتنا المؤلمة؟ ماذا لو أصبحت الأيام بغير بشر سواكِ؟ ماذا لو أكملت كلَّ شيءٍ بكِ؟ ماذا إن تمكنت مِن الفرار لكِ وليس منكِ؟ ماذا لو لم يكون كلُّ شيءٍ كما هو الآن؟ أُعيد الذكريات لأجسدها الآن، رُبَّما نحتاج إلى هُدنةٍ تَريح كِلانا، رُبَّما إلى رياحٍ مُحملةٍ بالعطورِ، رُبَّما بشيءٍ مُحمل بِرائحتِك.

_ أحمد جان.
ما سُميَّ الإنسان إنسانٌ إلا أنه كثير النسيان، فلم تنطبق المقولة على قلبي، دائمًا ما كان أول شيء يذكره هو ما يؤلمه، الحُب يؤلمه، الكره يؤلمه، القُرب والبُعد، كلُّ شيءٍ ونَـقِيضُه.
رُبَّما لم أصلح لأصبح إنسانًا، لم أندرج ضمن الإنسانية، رُبَّما أنا النوع الآخر مِن الحياةِ، نوعًا يعيش على طاقةٍ، طاقةٌ مِن نوعٍ خاصٍ، طاقةٌ تُسمى بـطاقةِ «الـحب»؛ بمجرد نفاذها أصبح أنا الآن، أصبح تعِيسًا مُهمشًا داخل جُدران غُرفتي ذات الرداء الأسود، تتجول نظراتي بين هُنا وهُناكَ؛ دائمًا ما كُنتِ هُنا الآن أنتِ هُناكَ.

_ أحمد جان.
ماذا لو عاد الوقتُ بالزمنِ؟ ماذا لو عاد لقائنا بالمكانِ؟ ماذا لو عاد قلبي لجسدكِ؟ ماذا لو عاد كلُّ شيءٍ كما مُخطط له أن يعود؟ رُبَّما أنفر مِن الجميعِ، رُبَّما منكِ أنتِ قبلهم؛ لأن مَن يعرفني لا يفهم كيف وأين ولماذا أفعل!
ليس بالحُجةِ القويةِ لإثبات أنني المخطئ دائمًا، لطالما كنت مِن السيئين داخل رأسي ومِن صميمِ قلبي، أعلم أنني لا أحتمل الفـراق والبعاد، مِن صميم قلبي أعلم كيف أبدو كطفلٍ في ثنايا قلب أُمه، أعلم كيف كنتُ، كيف أنا، كيف أصبحتُ أسيرًا لِحُبكِ دون البوح به!

_ أحمد جان.
المهديُّ المنتظرُ حررَ الأجسادَ ولازالت القلوبُ أسيرةً بيني وبينك: بين الواقعِ والخيالِ، بين الحبِّ والكرهِ، بين كلِّ شيءٍ ونقيضِه؛ تركَ أحدُنا يدَ الآخرِ مُعتمدًا على الآخرِ أن يتمسَّكَ به؛ كيف يخذلُ يدَ الآخر؟ كيف يخذلُ المرءُ نفسَه بنفسِه؟ فقط إذا كنتَ تقرأُ هذا، تمسَّك بالجزءِ الأخيرِ منك.

_أحمد جان.
ماذا لو أخبرتك أنكِ كلَّ شيءٍ؟ بكِ ولكِ يبدأ كلُّ شيءٍ، ماذا لو كُنَّا في أزمنةٍ مختلفةٍ عن وقتِنا الحالي؟ رُبَّما كُنَّا سنلتقي!
لقد كُتب علينا اللقاء مُنذ الأزل، مُنذ الصدعِ الأبديِّ، مُنذ بداية البشرية، رُبَّما لم يُعجل اللّٰه آمرنا لكنتِ الآن في مكانٍ ليس بين جنبي، رُبَّما أصبحتِ ملكة مِصر  الأولى، رُبَّما لخوضِ الحروبِ كما خاضها أنطونيو لـعشقِ كليوباترا، رُبَّما كُنت إخناتون في عُبديةِ الشمسِ، رُبَّما ضحيت بما أملك لأمتلكك؛ فكنتِ خير الامتلاك! كنتِ أنا وحسب.

_ أحمد جان.
مرحبًا فقيدي:
تحية طيبة وبعد..
ليس لكِ حقًا عليَّ، لقد طال الزمنُ بِما هو محاطٌ مِن خيباتِ أملٍ، ليس لديكِ أيًّا مِن الأفضالِ عليَّ غير أنكِ أول الناجين بعد رحيلك؛ لأن ما تركتيه وحيدًا صار غير محبوبًا، خائفٌ مُدمرٌ ليس بِيدَهُ ما يبكي على إطلالِه؛ يَكسِر البشر دون سابقِ إنذارٍ، ولكن بحضوركِ أنتِ يتذكر كم المعاناة التي حصل عليها جراء سقوطه في هاويةِ حُبكِ؛ ليعلم القدر أنكِ مَن جعلتي كلماتي تَـكتب الحزن وقلبي ينبض بالتعاسةِ الأبديةِ.

_ أحمد جان.
ماذا لو عُدنا بالزمنِ للوراءِ؟ ماذا إن أصبح الأمرَ أشبه برجوعِ خطواتٍ للوراءِ وتقدم خطواتٍ للأمامِ؟ ماذا إن أصبح الرجوع عن ارتكابِ الخطايا شيئًا يمكن الرجوع عنه في أي وقتٍ وفي أي مكانٍ؟ ماذا إن كُتب لنا اللقاء مِن الوهلةِ الأولى؟ رُبَّما لم تُخلق هذه العقبات أمامنا، رُبَّما نُزيلها لاحقًا، رُبَّما لا شيء غير لومٍ وعتابِ الماضي.

_ أحـمـد جـان.
اعتدتُ الكتابة رُبَّما تُطفئ نيران قلبي المُشتعلة، رُبَّما تصنع مِن كلماتي دواءً ومِن دموعي المُنهمِرة مياهًا؛ ليرتوي كلَّ مَن ثقِم بعذاب الحُب، رُبَّما كلماتي لِحاق ضد الخذلان، رُبَّما تركت كلماتي لكِ؛ لتعلمينَ أنكِ لستِ وحدك، كلانا أقسمت الحياة على خذلانِه، رُبَّما أمسك يدكِ في أحد سطوري، رُبَّما بعنوانٍ «كيف تنطفئ الشمس؟»

_أحمد جان.
ظلامُ العقولُ رُبَّما يُنيرُه العلم والتعلم، فماذا عن ظلامِ القلوبِ؟ أيُنيرُه شخصٌ؟ أم يُنيرُه شيءٌ؟ رُبَّما يُنيرُه مَن أطفأ قلبي أول مرةً؛ فأخذ معه فتيل قلبي؛ ليحرمني مِن النورِ الأبديِّ للأجيالِ المقبلةِ، فمرحبًا بك في الظلامِ الحالكِ.

_أحمد جان.
صباح يوم جديد يَظنون أنه يومٌ جديدٌ يمتلئ بالسعادةِ، صباح يوم مِن سماتهِ الشماتةِ، صباح يوم ما فيه سِوى الانكسار، وكأن قلبي كُتب عليه الدمارُ، فصباح الخيرُ لكم، ولا أتمنى صباح اليومُ التالي.

_أحمد جان.
حَسبتُ أني خالدًا مُخلدًا معكِ، مكانٌ بلا قوانين الطبيعة، بلا عُمر وبلا وقت، مجتمعٌ لا يعرف معنى الوقتَ وكيف يبدو، مكانٌ ليس به أي قوانين غير قوانين حُبك وعِشقك، بَقيتُ معكِ وأنا على يقينٍ أن الكويكب سيعود لمداره يومًا ما؛ سيخرج مِن شرنقةِ الثقبِ الأسودِ؛ ليعود في مدارٍ يلتزم بالطبيعةِ ويعود الوقت ويعود كلُّ شيءٍ، تمنيتُ لو أبقى جانبكِ طوال عمري، تمنيت لو تمسكت بكِ نلهو بين النجوم كعادتنا، تمنيتُ لو لم يحدث كلَّ هذا، تمنيتُ أنني لم أتخلى عن كوكبي.

_ أحمد جان.
بين أعينِ الدنيا تظلينَ أنتِ عالقةً بين حبٍ يُرهق الجسد ويُذهب العقل، تظلينَ عالقةً حتى تنغلق الأبوابُ دون رجعةٍ، تنغلق كلُّ السُبلِ للمُضيِ قُدمًا، فتُكتب رسائلي بين أحبار قلمي وحبر الجفون، كلاهما كُتب، الأول كَتب الأحرف، والآخر كَتب كيف كانت المعاناة الحقيقية، أكتب لكِ كلماتي لتُذهب جحيم حبك، وتمسح دموع العشق؛ فكانت رسائلي ما هي إلا مِنشفة تمحي آثار دمارك.

_أحمد جان.
فضلًا الكل يدعيلي بالشفاء ♥️
ومازالت الأمورُ تتوالى ولا يبقى شيءٌ بخيرٌ، كلُّ شيءٍ محطمٍ، قلبي محطم ولم أكن بقادرٍ على الاعترافِ بذلك، أعترف بكلِّ شيءٍ مِن البدايةِ، لا شيءٌ أشعر به سِوى الخوف، الخوف والبكاء.. هذه الأشياء تشعرني أني بخير.

_أحمد جان.
ومَن يحتضِن مَن ظنَّ أنَّ يد العونِ معه وما هي إلا سراب، ومَن يحتضِن مَن هَـبط مِن الحافةِ ظنَّ أنَّ يدًا تمسكه، وظنَّ أنَّه بخير، ولم يَكُن سوى بداية سقوط مِن سقوطٍ.

_أحمد جان.
مَحبوبتي القُدس، كيف حالك الآن؟ أخبريني بما حدث مُنذ لقائنا، كيف حالك؟ هل دَمرك الأعداءُ؟ أم لازلتي صامدةً بين شظايا الحروبِ ودمارِ البيوت؟ أم أنكِ مُنهارة كفراقِ الشهيدِ لمَحبُوبته؟ أم تتمسكين بالعقيدةِ أنَّ الشهيد حي داخلنا؟ أكتب لكِ كلَّ يومٍ قصة لنا تحكيها أمجادنا سويًا.

_أحمد جان.
ليس لدي ما يدعوني للخوف، فماذا أفقد إذ فقدت كل شيء من قبل! انفَض البشر من حولي وكأن الكون قد هُجر من الجميع إلا أنا، دائمًا ما شعرت بالفراغ داخل صدع قلبي، دائمًا توفد الطائرات من حين إلى آخر تتفقدني، فتأتي أنتِ يوم، يومين؟ ثلاثة أيام؟ ماذا عن بقية الأيام والشهور، لم يفكر أحد كيف سأقضي الثلاثمائة واثنان وستون يوم دونك! أتمنى أن يتغير التقويم فيصبح مكونًا من ثلاثة أيام فقط، هم يوم وجودك.
_ أحـمـد جـان.
2024/09/29 11:26:42
Back to Top
HTML Embed Code: