Telegram Web Link
وعن الإمام الصادق عليه السلام:

"لستُ أحب أن أرى الشاب منكم إلاّ غادياً في حالين (إما عالماً أو متعلماً) فإن لم يفعل فرَّط وضيَّع، فإن ضيَّع أثِمَ، وإن أثم سكن النار والذي بعث محمداً بالحق".
قال أحدهم رأَيتُ الحَسَن بَنْ عَليّ عَلَيْهِ السَّلام يأكلُ وبينَ يديهِ كَلبٌ ، كلَّما أكلَ لُقمة طرح للكلبِ مِثلها ، فقلتُ لهُ ؛ يا ابن رسول الله ، ألا أرجمُ هذا الكلبَ عن طَعامِكَ؟
‏قال عَلَيْهِ السَّلام ؛ دَعهُ ، إنّي لأَستحي مِنْ الله عزَّ وجلّ أن يكون ذو روح ينظرُ فِي وجهي وأنا آكلُ ثمَّ لا أُطعِمُهُ .
Forwarded from مَوْلى فاطِمَة (﮼حُسين 🌻)
ليسَ هنَاكَ زوجٌ أو زوجَة كَاملين،
ولا خَاليَان منَ العيُوب؛
أنتَ تكمّلها، وهِي تكّمّلُك؛
أنتَ سترٌ لهّا، وهِي ستْرٌ لَك؛
أنتَ تَحتويـهَا، وهِي تحتَويِك.
{هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ}
‏الإمام جعفر الصادق عليه السلام‏

إِنَّ لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ زَكَاةً وَ زَكَاةُ الْعِلْمِ أَنْ يُعَلِّمَهُ أَهْلَهُ.

بحار الأنوار، ج ٧٥، ص: ٢٤٧
🤍
لَا تُؤاخِ أَحَدًا حَتّیٰ تَعرِفَ مَوارِدَهُ وَمَصادِرَهُ، فإذَا استَنبَطتَ الخِبرَةَ وَرَضيتَ العِشرَةَ، فَآخِهِ عَلیٰ إِقالَةِ العَثرَةِ وَالمُواسَاةِ فِي العُسرَةِ.

- الإمامُ الحَسَنُ المُجتَبىٰ عَليْه السّلام.
‏رسول الله (صلّى الله عليه و آله و سلم‏)‏

مُدَارَاةُ النَّاسِ نِصْفُ الْإِيمَانِ وَ الرِّفْقُ بِهِمْ نِصْفُ الْعَيْشِ‌.

بحار الأنوار، ج ٧٢، ص: ٤٤٠
‏الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام‏

أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ فَمَا خُلِقَ امْرُؤٌ عَبَثاً فَيَلْهُوَ وَ لَا تُرِكَ سُدًى فَيَلْغُوَ.

نهج البلاغة، الحكمة ٣٧٠
عَلِّم وَلدَكَ القُرآن، وَالقُرآن سَيُعَلِّمهُ كُلَّ شَيءٍ.
#سألني_شاب .. عن الزواج؛ كيف اختار زوجتي؟

قلت له: قبل كل شيء، قل لي: ما هو الزواج عندك؟ وما هي الزوجة؟
هل الزواج مُتعة جنسية لتحصين النفس؟ او سَكَن نفسي و عاطفي؟ او مشروع لبناء اُسرةٍ فاضلة وتنشئة جيلٍ صالح؟ او ربما تريد أن تتزوج لكي تُعين زوجتُك امَّك في أمور المنزل؟

ثم،
ما هي الزوجة عندك؟ هل ديكورٌ للتباهي .. او شريكة حياة؟

فكما تنظر بعض النساء الى الزوج على انَّه (محفظةٌ للصرف) فتختار بناء على رصيده في المصرف، كذلك ينظر بعض الرجال للزوجة على انّها (مشروع لذة)، فيختار بناء على معيار الجمال.. وكلاهما سيحصلان على ما يريدان، لكن يفقدون – عادة- السعادة.

قال: اريدُ أن أكون سعيداً، فكيف اختار؟

قلت: في المسألة لابد الحديث عن (المعيار)، أي الصفة التي لابد البحث عنها في الفتاة حتى تكون زوجتك من بين كل نساء العالم.. وبالطبع ان المعايير مختلفة، ولكن نبحث هنا عن الأساسيات.

ومع ان اغلب الشباب يجعلون في اذهانهم معيار (الجمال) كاصلٍ اصيل، الا انَّه معيارٌ لا يناسب من يبحث في الزواج عن (السعادة)، لأن الجمال امرٌ نسبي و ذوقي اولاً، وثانياً فإن السعادة لا تتوقف عليه، فكم من حسناءٍ تُظلم في نفسك الفضاء تعاسةً، فلا ترى – بعد حين- في جمال وجهها الا قُبح خصالها، وكم من امرأة بجمالٍ متوسط تعكس صورتها جمال روحها، فتعيش معها افضل السعادة والهناء.

قال: اذن.. دعوتك ان اتزوج قبيحة؟!

قلت: لا .. لا ريب، لابد أن تكون الفتاة بمقدارٍ مقبولٍ من الجمال، بل المهم أن تكون ممن تهتم بجمالها، حتى ترتاح معها، فتسرك اذا نظرت اليها، وتكون معها اقرب الى تحقيق العفة، واحصان النفس، وقصر الطرف عن الحرام. ولكن ما اقصده ان لا يكون معيار البحث عندك يقتصر على (الجمال) ولا ان تبحث عن (ملكة الجمال).

وحتى لو ظفرتَ بفتاةٍ رائعة الجمال
فمن المهم أن لا تكون مغرورةً مأخوذةً بجمالها؛ لأن من كانت تلك صفتها فسوف لا تحاول –عادة- أن تنمي سائر صفاتها – كالثقافة والذكاء و مهارات المنزل وتربية الأطفال والعلاقات الاجتماعية والأخلاق..- مستغنيةً بجمالها عن ذلك، وربما رأت لنفسها الفضل عليكَ أن قبلت بك زوجاً ولا تفتأ تُذكِّرك –وربما تحقرك- بكثرة طلابها وخطابها بين الرجال. ولو ظفرتَ بها وكانت غير مأخوذة بجمالها فمن المهم ان يكون جمالها لزوجها وليس للشارع، لأن الجمال من دون العفة لعنة –كما في المثل الأجنبي-

وعلى كل حال يبقى الجمال معياراً ثانويا.

وفي ظني فإن المعيارین الاساسيان لاختيار الزوجة هما: الدينُ والتكافؤ.

ففي الدين يدخل عنوانُ العقيدة، والأخلاق الحسنة، و حُسن المعاشرة والعفة والالتزام و وغير ذلك.

فمعيار الدين مهم جداً، بل – كما في الروايات- (
عليكَ بذات الدين تَرِبَت يداك) خصوصاً انّ موضوع الزواج لا ينحصر في العلاقة بين شخصين بل يتجاوز ذلك الى بناء الاسرة وتربية جيلٍ صالح.

ومن المهم جداً ان تتزوج ذات عقلٍ و وعي لأنك تريد ان تأمنها على بيتك و اطفالك، فلا تتزوج الحمقاء – مهما كانت جميلة او ذات حسبٍ و مال- لأنك تهدم بذلك بيتك بنفسك.

ففي الحياة مواقف وصعاب لا ينفع فيها مالُ الانسان ولا حسبه او جماله، بل يحتاج الى عقلٍ وحكمة في التصرف. فقد يحدث في بيتك ولأطفالك حادث وانت غائبٌ في سفرٍ او عمل، فكيف تتصرف المرأة؟ هل تفقد رباطة جأشها وتلطم على رأسها فقط، ام تعرف كيف تتصرف بحكمة فتتلافي الموقف؟ ..

ولذا ورد في الحديث الشريف:
(إِيَّاكُمْ وَ تَزْوِيجَ الْحَمْقَاءِ فَإِنَّ صُحْبَتَهَا بَلَاءٌ وَ وُلْدَهَا ضِيَاعٌ)

اما التكافؤ فاقصد به الانسجام، أي أن يكون هناك نوع من التقارب الفكري والخُلُقي بينكما، ولا اعني بالتقارب التطابق، بل القدرة على التفاهم فالتعايش والتكامل. فلا يعني أن تحب الفتاة كل ما تحبه انت او العكس، ولا ان تشجع النادي الذي تشجعه او تنتمي سياسياً الى فريقٍ تنمتي اليه.. فهي امورٌ يجوز الاختلاف فيها.

وانما اعني ان لا تكون الاختلافات كبيرة بحيث تسبب شقاً مستقبليا.

وما يدل على هذا الانسجام – عادة- هو التقارب في المستوى الاجتماعي، والمستوى الاقتصادي، وكذلك التقارب في التحصيل الدراسي، وعدم وجود فارق عمري كبير بين الزوجين. وهذا الانسجام هو ما يعبَّر عنه في الروايات الشريفة بعنوان (الكفؤ) أي ان يكون الزوج كفؤاً لها وبالعكس.

فلا يمكن مثلاً ان تتزوج فتاةٌ متقية صالحة، ذات علمٍ واخلاق، من شابٍ طائش ثري، لا يحترم ايمانها ولا صلاحها، او علمها واخلاقها. ولا ان يتزوج شابٌ رسالي من فتاةٍ مادية لا تهتم الا بالرفاه والعيش الرغيد.
فالحياة الزوجية رحلةٌ طويلة مشتركة كلما زادت وجوه الاشتراك والتقارب الفكري والاخلاقي و.. بين الشخصين كلما كان فرص نجاح الرحلة اكثر.

فإذاً: المعايير الأساسية هي: الدين، و التكافؤ.

قال: فماذا عن (الحب)؟
..
(للحديث تتمة)

- السيد محسن المدرسي
‏رسول الله (صلّى الله عليه و آله و سلم‏)‏

أَشَدُّكُمْ مَنْ مَلَكَ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ.

بحار الأنوار، ج ٧٤، ص: ١٥٠
‏رسول الله (صلّى الله عليه و آله و سلم‏)‏

لَعَنَ اللَّهُ مَنْ مَثَّلَ بِالْحَيَوَانِ.

بحار الأنوار، ج ٦١، ص: ٢٨٢
دُررّ.
#سألني_شاب .. عن الزواج؛ كيف اختار زوجتي؟ قلت له: قبل كل شيء، قل لي: ما هو الزواج عندك؟ وما هي الزوجة؟ هل الزواج مُتعة جنسية لتحصين النفس؟ او سَكَن نفسي و عاطفي؟ او مشروع لبناء اُسرةٍ فاضلة وتنشئة جيلٍ صالح؟ او ربما تريد أن تتزوج لكي تُعين زوجتُك امَّك في…
#سألني_شاب عن الزواج.. كيف يكون اختار زوجتي؟
القسم الثاني: ماذا عن الحب؟

قال: فماذا عن الحب؟
قلت: ماذا تقصد من "الحب"؟
قال: الحب .. وهل لا يعرف احدٌ معناه؟!
قلت: وما الحب؟
قال: انّك لا تعرف معنى الحياة حتى تعرف معنى الحب، الحب طعام العُشّاق، والحياة من دون الحب جحيمٌ لا يطاق، اما سمعتَ الشعراء والأدباء...
قاطعتُه قائلاً:لا اريد كلام الشعراء ، اذ انّي عارفٌ به، ولكني قصدتُ ايَّ نوعٍ من الحب تقصد؟

قال: وهل للحب أنواع؟

قلت: هناك تصوران عن الحب، التصور الأول، الذي في اذهان كثيرٍ من شبابنا وفتياتنا، وهو وحي قصصٍ وافلامٍ وروايات، الحُبُّ الشهواني الصاعق، ذلك الذي يصطدم فيه الشاب بالفتاة في الجامعة، فتتبعثر اوراقها .. فينحني مُحرجاً ليساعدها، فيقع نظره الى وجهها .. ويقع الحب العميق! وتبدأ احداث روايةٍ ذات 1000 صفحة!

ليس هذا حبا حقيقيا.. انما شهوة غريزية عارمة. عشقٌ لأنوثة المرأة لا شخصيتها .. لجسد المرأة لا روحها، ولا يمكن باي حالٍ من الأحوال ان يكون كافياً لزواجٍ سعيد، بل هو حبٌ افلاطوني مثالي نابع عن هوى وليس فيه حالة عقلائية، ولذا قيل ان الحب بعض شعب الجنون، او يكون الجنونُ اساساً لحياةٍ سعيدة؟! .. بالطبع كلا.

ولو تنزَّلنا و تنزَّلنا لقلنا ان هذا مجرَّد "اعجاب"، ولا يمكن للإعجاب ان يتحمَّل ثقل حياةٍ زوجية طويلة.

فالحب الصاعق سريعاً ما يتلاشى، وقد قالوا لو أن روميو تزوج جوليت لطلقّها!، لأنه حب مادي جنسي. ولو نظرتَ في كثيرٍ من الزيجات لوجدتَ ان الذي بُني على الحب الغريزي فإن الخط البياني للزواج يشبه كثيراً رسم دالة (Y=1/x) تكون السعادة في اعلى درجاتها عند زمن الصفر! ثم تسقط بمرور الزمن سقوطاً حُراً، حتى تقترب من الصفر.. فتكون للشقاء أقرب منه الى السعادة.

ولو كان حباً حقيقيا، لما تعدد في كل الحالات تقريبا، فكم يدعي احداً حُبَّ فتاةٍ بسيطة، لكنه سرعان ما ينساها و ينتقل الى حُبِّ فتاةٍ أخرى!

وقد يصوَّر الحب هنا على انه سبب لكل شيء، ولا يخضع لأي قاعدة او قانون.. فقد نجد فكرة خاطئة صورتها فتاة تغضب في وجه زوجها – او خطيبها- فتعتدي عليه بفعلٍ او قول، وتسبه وتسب اباه و عشيرته كلها.. لكنه ولأنه يحبها! لابد ان ينظر اليها بابتسامةٍ كارتونية ثم يقول لها بهدوء: كم اعشق لحظات غضبكِ!

واذا لم يفعل ذلك فإنه لا يحبها!
هذا فلم كارتوني لا اكثر.

نعم، يمكن ان يكون الإعجاب اساساً لحياةٍ سعيدة، لكنه حين يؤطر باطار العقل.

اما الثاني: هو الحب العقلائي.. الحب القائم على معرفة الشخص والتفاعل معه.. الحب الذي يتغذى على المواقف الصحيحة، والمعاشرة الجميلة، وحسن الاخلاق والانسجام.
فما من زواج ناجح الا وهو مبنيٌ على الحب.. لكنه يبدأ في بدايته فتياً، ثم يرعاه الزوجان كما يرعيان طفلاً صغيراً.. فينمو بمرور الزمن .. ليصبح شجرةً باسقة تضرب جذورها في أعماق قلب الزوجين، بحيث لا يمكن أن يعيش احدهما دون الاخر، فلو فقد احدهم الآخر فكأنما فقد عضواً من أعضاء جسده.. يبقى يشعر بالنقص طيلة حياته وربما ماتَ كمداً على ذلك، والأمر بالنسبة الى المرأة اصدق.. لأن حبها اصدق.

وهذا الذي قال عنه تعالى:
(ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم ازواجاً، وجعل بينكم مودةً ورحمة)

فشتان بين فكرتين: بين من يرى المودة والحب بين الزوجين "سبب" لا يخضع لأي قانونٍ او قاعدة، وبين من يراه "نتيجة" للمعاشرة الجميلة وحسن الاخلاق – بعد تحقق الانسجام السابق طبعا-. ويؤيدني في ذلك المتزوجون اذ يعرفون حقيقة كيف ان مواقف، وتصرفات، و كلمات معينة .. تزيد من حُبِّ زوجاتهم لهم، وكيف لأخرى أن تنقصها.

فاولاً اختيار الزوجة وفق معايير صحيحة - تحدثنا عنها سابقاً-، و بطريقة صحيحة - نتحدث عنها لاحقاً-..
بعد ذلك
الزواج بدءاً.. ثم نمو المودةِ والرحمة شيئا فشيئا.

فلا ننسى دور الرب في صناعة المودة.. فمن سلك طريق الرب، فإن الله سبحانه وتعالى يبارك في زواجه ويعينه عليه .. فمن کان أصل زواجه صحيحاً يطلب به تحصين نفسه و دينه، ثم سلك الطريق السليم في اختيار الزوجة، و بحث عن المعايير الصحيحة .. ثم طلب من الله العون سيعينه و يلقي بينه وبينها مودة ورحمة.

فالله الذي جعل الحب – بل العشق- بين المرأة و وليدها، يمكنه ان يجعله بين الرجل و زوجته.. لو سلك الطريق السليم.
‏الإمام جعفر الصادق عليه السلام‏

ثَلَاثٌ فِيهِنَّ الْمَقْتُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ نَوْمٌ مِنْ غَيْرِ سَهَرٍ وَ ضَحِكٌ مِنْ غَيْرِ عَجَبٍ وَ أَكْلٌ عَنِ الشِّبَعِ.

بحار الأنوار، ج ٧٣، ص: ١٨٠
‏الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام‏

إِنْ عَقَدْتَ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ عَدُوِّكَ عُقْدَةً أَوْ أَلْبَسْتَهُ مِنْكَ ذِمَّةً فَحُطْ‌ عَهْدَكَ بِالْوَفَاءِ وَ ارْعَ ذِمَّتَكَ بِالْأَمَانَةِ وَ اجْعَلْ نَفْسَكَ جُنَّةً دُونَ مَا أَعْطَيْتَ.

نهج البلاغة، الرسالة ٥٣
عَن زُرَارة، عَن بَاقرِ العُلوم:
« ذُرْوَةُ الأَمْرِ وَسِنَامُهُ وَمِفْتَاحَهُ وَبَابُ الأَشْيَاء وَرِضَا الرَّحْمَن تَبَارَكَ وَتَعَالَى الطَّاعَةُ لِلإِمَامِ بَعدَ مَعْرِفَتِه »

-الكافي-

هذا الحديثُ يُوجزُ كُلَّ الكلام.
2025/02/24 17:01:20
Back to Top
HTML Embed Code: