قصص وأمجادتاريخية
ثم رأى عمر بن الخطاب أن يقف بالفتوح عند حدود العراق، غير أن الأحداث عدَّلت من سياسته، فالفرس لم يعترفوا بالهزيمة، فجمعوا قوَّاتهم في الأهواز في الجنوب الشرقي من العراق، واتَّخذوها قاعدة انطلاق لشنِّ هجمات خاطفة على المسلمين، فاضطر المسلمون إلى فتح الأهواز…
الخلفاءالراشدين ==6==
تكملة الفتوحات
وتسلم امير المؤمنين مفاتيح المسجد الاقص
أما شُرَحْبِيل
وعمرو بن العاص
فقد قصدوا بَيْسَان، فحاصروا أهلها أيَّامًا وأرغموهم على طلب الصلح والأمان، ولمَّا عَلِمَ أهل طبرية بما حلَّ بأهل فِحْل وبَيْسَان طالبوا بعقد صلح مع المسلمين،
وكتب عمرو بن العاص
إلى عمر t بالفتح.
أمَّا فلسطين في ذلك الوقت فكان عليها والٍ روماني يُدعى (أرطبون)،
وكان من أدهى القوَّاد الرومان, من أقام جندًا كثيرًا ببيت المقدس -إيلياء- والرملة باعتبارهما أهمّ المدن الفلسطينيَّة،
على حين عسكر بجنده الكثيف بأَجْنَادَيْنِ.
ولما رأى عمرو أن القوَّة التي مع الروم أقوى مما كان يظنُّ،
كتب إلى عمر بن الخطاب، فقال : قد رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب، فانظروا عمَّا تنفرج.
وكتب إلى القوَّاد أن يسيروا إلى قيسارية والرملة وبيت المقدس؛ ليشغلوا الروم عن عمرو[47].
سار عمرو إلى أَجْنَادَيْنِ (15هـ)،
واقتتل المسلمون والروم قتالاً شديدًا -
لا يقلُّ عن قتال اليرموك- فانهزم أرطبون بعد منازلته لعمرو بن العاص,
فارتدَّ بالفارِّين إلى بيت المقدس.
وكان من أثر انتصار عمرو على أرطبون أن أَذْعَن للمسلمين كل مَن كان بـيافا، ونابلس، وعسقلان، وغزة، والرملة، وعكا، وبيروت، ولُدّ، والجبلة،
و وفُتِحَت أبوابها لهم من غير قتال
.... إلا بيت المقدس.
ثم قصد عمرو بن العاص بعد ذلك بيت المقدس، وضرب حولها حصارًا شديدًا, وأخذ يُراسل الأرطبون مراسلة ودِّيَّة، ويطلب إليه تسليم المدينة، والأرطبون يأبى ذلك،
واستمرَّ هذا الحصار أربعة أشهر لم ينقطع فيها القتال, والمسلمون صابرون على البرد والثلج والمطر،
إلى أن يئِس الروم من مقاومة حصار المسلمين لمدينتهم،
فقرَّر بِطْرِيقهم (صفرونيوس) القيام بمحاولة أخيرة,
وكتب إلى عمرو بن العاص -قائد جيش المسلمين- رسالة يُغريه فيها بفكِّ الحصار؛
نظرًا لاستحالة احتلال المدينة.
أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه يتسلم مفاتيح بيت المقدس:
___
لما اشتدَّ حصار المسلمين للمدينة أيقن أهلها أن فتح المسلمين لها مسألة وقت؛ لذلك أرسل أرطبون إلى عمرو رسالة يطلب فيها أن يتسلَّم أمير المؤمنين مفاتيح بيت المقدس بنفسه، فأرسل عمرو بن العاص إلى
امير المؤمنين عمر بن الخطاب،
فخرج في مَدَدٍ قاصدًا بيت المقدس
–بعد استشارة الصحابة- فصالحوه على الجزية، وفتحوها له، وكان ذلك في أوائل سنة (16هـ).
ثم كتب كتاب الأمان لأهل بيت المقدس قال فيه:
🌴"بسم الله الرحمن الرحيم،
هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان،
أعطاهم أمانًا لأنفسهم
وأموالهم، ولكنائسهم وصلبانهم،
وسقيمها وبريئها وسائر ملَّتها،
أنه لا تسكن كنائسهم ولا تُهدم، ولا يُنتقص منها، ولا من حيِّزها ولا من صليبهم، ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرهون على دينهم ولا يُضارُّ أحد منهم، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود، وعلى أهل إيلياء أن يُعطوا الجزية كما يُعطي أهل المدائن،
وعليهم أن يُخْرِجوا منها الروم واللصوت (اللصوص)، فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله، حتى يبلغوا مأمنهم، ومَن أقام منهم فهو آمن، وعليه مِثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومَن أحبَّ من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم، ويخلِّي بِيَعهم وصُلُبهم، فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بِيَعهم وصُلُبهم، حتى يبلغوا مأمنهم،
ومَن كان بها من أهل الأرض قبل مقتل فلان؛ فمن شاء منهم قعد،
وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن شاء سار مع الروم، ومن شاء رجع إلى أهله، فإنه لا يُؤخذ منهم شيء حتى يُحصد حصادهم، وعلى ما في هذا الكتاب عهدُ الله وذمَّةُ رسوله وذمَّة الخلفاء وذمَّة المؤمنين إذا أعطَوا الذي عليهم من الجزية،
شهد على ذلك خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وعبد الرحمن بن عوف، ومعاوية بن أبي سفيان
"[48].
فكان الصلح الذي أبرمه عمر t يشهد شهادة حقٍّ بأن الإسلام دين تسامح وليس دين إكراه، وهو شاهد عَدْل بأن المسلمين عاملوا النصارى الموجودين في القدس معاملة لم تخطر على أذهانهم.
_____
أمير المؤمنين يصلي بالمسجد الأقصى:
أراد عمر بن الخطاب t
الصلاة بالمسجد الأقصى،
فسأل كعبًا:
أين ترى أن أُصَلِّيَ؟
فقال: إن أخذت عنِّي، صليت خلف الصخرة؛ فكانت القدس كلُّها بين يديك. فقال عمر: ضاهيت اليهوديَّة، لا، ولكن أُصَلِّي حيث صلَّى رسول الله r. فتقدَّم إلى القبلة فصلَّى،
ثم جاء فبسط ردائه، فكنس الكناسة في ردائه، وكنس الناس
[49].
*****
تأمين الفتوحات الشامية:
ظلَّ عمرو بن العاص مع جيشه في فلسطين؛
للقضاء على القوَّة التي كانت لا تزال مع قسطنطين
بن هرقل،
تكملة الفتوحات
وتسلم امير المؤمنين مفاتيح المسجد الاقص
أما شُرَحْبِيل
وعمرو بن العاص
فقد قصدوا بَيْسَان، فحاصروا أهلها أيَّامًا وأرغموهم على طلب الصلح والأمان، ولمَّا عَلِمَ أهل طبرية بما حلَّ بأهل فِحْل وبَيْسَان طالبوا بعقد صلح مع المسلمين،
وكتب عمرو بن العاص
إلى عمر t بالفتح.
أمَّا فلسطين في ذلك الوقت فكان عليها والٍ روماني يُدعى (أرطبون)،
وكان من أدهى القوَّاد الرومان, من أقام جندًا كثيرًا ببيت المقدس -إيلياء- والرملة باعتبارهما أهمّ المدن الفلسطينيَّة،
على حين عسكر بجنده الكثيف بأَجْنَادَيْنِ.
ولما رأى عمرو أن القوَّة التي مع الروم أقوى مما كان يظنُّ،
كتب إلى عمر بن الخطاب، فقال : قد رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب، فانظروا عمَّا تنفرج.
وكتب إلى القوَّاد أن يسيروا إلى قيسارية والرملة وبيت المقدس؛ ليشغلوا الروم عن عمرو[47].
سار عمرو إلى أَجْنَادَيْنِ (15هـ)،
واقتتل المسلمون والروم قتالاً شديدًا -
لا يقلُّ عن قتال اليرموك- فانهزم أرطبون بعد منازلته لعمرو بن العاص,
فارتدَّ بالفارِّين إلى بيت المقدس.
وكان من أثر انتصار عمرو على أرطبون أن أَذْعَن للمسلمين كل مَن كان بـيافا، ونابلس، وعسقلان، وغزة، والرملة، وعكا، وبيروت، ولُدّ، والجبلة،
و وفُتِحَت أبوابها لهم من غير قتال
.... إلا بيت المقدس.
ثم قصد عمرو بن العاص بعد ذلك بيت المقدس، وضرب حولها حصارًا شديدًا, وأخذ يُراسل الأرطبون مراسلة ودِّيَّة، ويطلب إليه تسليم المدينة، والأرطبون يأبى ذلك،
واستمرَّ هذا الحصار أربعة أشهر لم ينقطع فيها القتال, والمسلمون صابرون على البرد والثلج والمطر،
إلى أن يئِس الروم من مقاومة حصار المسلمين لمدينتهم،
فقرَّر بِطْرِيقهم (صفرونيوس) القيام بمحاولة أخيرة,
وكتب إلى عمرو بن العاص -قائد جيش المسلمين- رسالة يُغريه فيها بفكِّ الحصار؛
نظرًا لاستحالة احتلال المدينة.
أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه يتسلم مفاتيح بيت المقدس:
___
لما اشتدَّ حصار المسلمين للمدينة أيقن أهلها أن فتح المسلمين لها مسألة وقت؛ لذلك أرسل أرطبون إلى عمرو رسالة يطلب فيها أن يتسلَّم أمير المؤمنين مفاتيح بيت المقدس بنفسه، فأرسل عمرو بن العاص إلى
امير المؤمنين عمر بن الخطاب،
فخرج في مَدَدٍ قاصدًا بيت المقدس
–بعد استشارة الصحابة- فصالحوه على الجزية، وفتحوها له، وكان ذلك في أوائل سنة (16هـ).
ثم كتب كتاب الأمان لأهل بيت المقدس قال فيه:
🌴"بسم الله الرحمن الرحيم،
هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان،
أعطاهم أمانًا لأنفسهم
وأموالهم، ولكنائسهم وصلبانهم،
وسقيمها وبريئها وسائر ملَّتها،
أنه لا تسكن كنائسهم ولا تُهدم، ولا يُنتقص منها، ولا من حيِّزها ولا من صليبهم، ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرهون على دينهم ولا يُضارُّ أحد منهم، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود، وعلى أهل إيلياء أن يُعطوا الجزية كما يُعطي أهل المدائن،
وعليهم أن يُخْرِجوا منها الروم واللصوت (اللصوص)، فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله، حتى يبلغوا مأمنهم، ومَن أقام منهم فهو آمن، وعليه مِثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومَن أحبَّ من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم، ويخلِّي بِيَعهم وصُلُبهم، فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بِيَعهم وصُلُبهم، حتى يبلغوا مأمنهم،
ومَن كان بها من أهل الأرض قبل مقتل فلان؛ فمن شاء منهم قعد،
وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن شاء سار مع الروم، ومن شاء رجع إلى أهله، فإنه لا يُؤخذ منهم شيء حتى يُحصد حصادهم، وعلى ما في هذا الكتاب عهدُ الله وذمَّةُ رسوله وذمَّة الخلفاء وذمَّة المؤمنين إذا أعطَوا الذي عليهم من الجزية،
شهد على ذلك خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وعبد الرحمن بن عوف، ومعاوية بن أبي سفيان
"[48].
فكان الصلح الذي أبرمه عمر t يشهد شهادة حقٍّ بأن الإسلام دين تسامح وليس دين إكراه، وهو شاهد عَدْل بأن المسلمين عاملوا النصارى الموجودين في القدس معاملة لم تخطر على أذهانهم.
_____
أمير المؤمنين يصلي بالمسجد الأقصى:
أراد عمر بن الخطاب t
الصلاة بالمسجد الأقصى،
فسأل كعبًا:
أين ترى أن أُصَلِّيَ؟
فقال: إن أخذت عنِّي، صليت خلف الصخرة؛ فكانت القدس كلُّها بين يديك. فقال عمر: ضاهيت اليهوديَّة، لا، ولكن أُصَلِّي حيث صلَّى رسول الله r. فتقدَّم إلى القبلة فصلَّى،
ثم جاء فبسط ردائه، فكنس الكناسة في ردائه، وكنس الناس
[49].
*****
تأمين الفتوحات الشامية:
ظلَّ عمرو بن العاص مع جيشه في فلسطين؛
للقضاء على القوَّة التي كانت لا تزال مع قسطنطين
بن هرقل،
قصص وأمجادتاريخية
ثم رأى عمر بن الخطاب أن يقف بالفتوح عند حدود العراق، غير أن الأحداث عدَّلت من سياسته، فالفرس لم يعترفوا بالهزيمة، فجمعوا قوَّاتهم في الأهواز في الجنوب الشرقي من العراق، واتَّخذوها قاعدة انطلاق لشنِّ هجمات خاطفة على المسلمين، فاضطر المسلمون إلى فتح الأهواز…
فسار إلى قيسارية (قيصرية)؛
حيث عسكر قسطنطين بجيش كثيف،
وقد تغلَّب على هذا الأمير عوامل الخوف حين علم بسقوط طبريَّة وهروب أبيه من أنطاكية،
وتوهَّم أن عمرو بن العاص اخترق أسوار المدينة،
فانسلَّ من قصره هو وأسرته خِفْيَة،
ورحل إلى القسطنطينية كما رحل أبوه مِن قبلُ، فلمَّا علموا بهروب أميرهم سلَّموا لعمرو.
#قصص_وأمجاد_تاريخية
#يـــتــــبــع_أن_شــاء_الله 👇
https://www.tg-me.com/+Tq61B7Se2346IAiQ
┄┉❈❖❀✺❀❖❈
حيث عسكر قسطنطين بجيش كثيف،
وقد تغلَّب على هذا الأمير عوامل الخوف حين علم بسقوط طبريَّة وهروب أبيه من أنطاكية،
وتوهَّم أن عمرو بن العاص اخترق أسوار المدينة،
فانسلَّ من قصره هو وأسرته خِفْيَة،
ورحل إلى القسطنطينية كما رحل أبوه مِن قبلُ، فلمَّا علموا بهروب أميرهم سلَّموا لعمرو.
#قصص_وأمجاد_تاريخية
#يـــتــــبــع_أن_شــاء_الله 👇
https://www.tg-me.com/+Tq61B7Se2346IAiQ
┄┉❈❖❀✺❀❖❈
الخلفاءالراشدين ==7==
عام الطاعون
#فتح_مصر
شهدت خلافة عمر بن الخطاب t انتشار وباء الطاعون بصورة بشعة في بلاد الشام عام (18هـ)،
وعُرف هذا الطاعون بطاعون عَمْواس،
نسبة إلى قرية من قرى فلسطين،
وقد تسبَّب هذا الطاعون في وفاة خمسة وعشرين ألف شخص،
من بينهم بعض كبار الصحابة كأبي عُبَيْدَة، ومُعَاذ بن جبل، وشُرَحْبِيل بن حَسَنَة، وسُهَيْل بن عمرو، ويزيد بن أبي سفيان، وعامر بن غيلان الثقفي، وغيرهم[50].
_
فتح مصر :
عندما انتهى المسلمون من فتح بلاد الشام طلب عمرو بن العاص من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
السير إلى مصر لفتحها، وقد استطاع عمرو إقناع عمر بن الخطاب بفتح مصر،
حتى لا تكون أرض الشام معرَّضة لخطر مهاجمتها من الروم شمالاً،
وجنوبًا من مصر عن طريق سيناء البريِّ،
وغربًا من بحر الروم، وبخاصة أن (أرطبون) -
قائد الروم في فلسطين- قد فرَّ من فِلَسْطِينَ
ولحق بمصر، وحشد جنود الروم في مصر لقتال المسلمين لاستعادة بيت المقدس،
فرأى عمرو بن العاص أن على المسلمين ألاَّ يُضَيَّعوا الوقت سُدًى دون مسوِّغ، وأن يُوقِعوا بالأرطبون وقوَّات الروم قبل أن يستفحل أمرهم،
وقد أيَّده الفاروق عمر بن الخطاب،
المعروف بتفكيره الحصيف المتميِّز[51]،
ثم أمدَّه بالزُبَيْرِ بن العوَّام، ومعه بُسر بن أبي أرطاة، وخارجة بن حذافة،
وعمير بن وهب الجُمَحِي، فاتجه عمرو إلى حصن بابليون،
وضيَّق عليه الخناق بضعة أشهر،
وعندما طال وقت القتال،
أرسل المقوقس برسالة إلى عمرو يتهدَّده فيها ويتوعَّده؛
إذ الروم مؤيِّدُون للمقوقس،
وهم قوَّة معه على قوَّته في مواجهة عمرو ومَن معه،
لكنَّ عمرو بن العاص أرسل للمقوقس قائلاً:
"ليس بيني وبينكم إلا إحدى ثلاث خصال:
١- إمَّا أن دخلتم في الإسلام فكنتم إخواننا، وكان لكم ما لنا، وإن أبيتم
٢- فأعطيتم الجزية عن يدٍ وأنتم صاغرون،
٣- وإما أن جاهدناكم بالصبر والقتال، حتى يحكم الله بيننا وهو أحكم الحاكمين"[52].
وبعد أن تبيَّن للمقوقس عَجْزَ البيزنطيين عن الوقوف ضدَّ المسلمين، وافق على عقد الصلح بشرط
موافقة الإمبراطور عليه،
ومع رفض الإمبراطور البيزنطي للصلح مع المسلمين،
وحثِّه المقوقس على محاربتهم،
هاجم المسلمون الحصن بالمجانيق، واستطاع الزبير بن العوام t
أن يدخل الحصن ببسالة فائقة منه،
وتبعه المسلمون عام (20هـ/ 641م)،
فاضطر المقوقس إلى عقد معاهدة مع عمرو بن العاص t،
وبمقتضى هذه المعاهدة دخل كثير من المصريين في الإسلام،
ومَن بقي منهم على دينه كان يدفع الجزية
التي أقرَّها الصلح,
ولأن الشعب المصري عانى كثيرًا من ظلم الرومان فقد رحَّب بالمسلمين؛
لما يحملونه من قيم العدل والمساواة[53].
ثم أرسل عمرو بن العاص t
قوَّةً إلى الصعيد
بإمرة عبد الله بن سعد بن أبي سرح بِنَاءً على أوامر الخليفة ففتحها،
وكان الوالي عليها،
كما أرسل
و خارجة بن حُذافة إلى الفَيُّوم،
وففتحها وصالح أهلها، وأرسل
عُمَيْرَ بن وهب الجُمَحِيَّ إلى دِمْيَاط وتِنِّيس
وما حولهما؛
فصالح أهل تلك الجهات،
ثم سار عمرو بن العاص
إلى الغرب،
ففتح بَرْقَةَ
وصالح أهلها،
وأرسل عقبة بن نافع ففتح زَوِيلَةَ،
واتجه نحو بلاد النوبة ففتحها
فتمَّ بذلك فتح مصر[54].
----------------------
**إرساء مؤسسات الخلافة* :
*في عهد عمر* tرضى الله عنه وارضاة
اتَّسعت رقعة الدولة الإسلاميَّة اتِّساعًا كبيرًا، فكان لا بُدَّ لهذه الدولة من تنظيم حتى تستمرَّ،
فحدَّد عمر
اولا - نظام القضاء وأصوله في العهد الذي ولّى بموجبه أبا موسى الأشعري،
وقد استلزمت الفتوح الإسلاميَّة التوسُّع في نظام القضاء،
فكان يُرسل إلى كل مصرِ من الأمصار قاضيًا،
يختاره ليتولى الحكم في المسائل الدينيَّة أو الدنيويَّة بين أهل المصر، وليُشرف على الفيء والغنائم،
ثانيا - خصَّص رجلاً آخر يقوم بتقسيم الغنائم،
ويُعَدُّ عمر أوَّل مَن فصل السلطة القضائيَّة عن سلطة الحُكَّام،
فكان القضاة يُعَيَّنُون منه مباشرة،
ويتَّصلون به فيما يرَوْن من شئون المسلمين،
ودون تدخُّل من وُلاة الأقاليم،
ثالثا- أوجد عمر إلى جانب القضاء ما يشبه ديوان المحاسبة،
فكان لا يُصدر قرارًا بمعاقبة أحد من وُلاته
أو عمَّاله إلا بعد تحقيق دقيق[55].
رابعا- إنشاء الدواوين:
كان إنشاء الدواوين ضرورة لا بُدَّ منها؛
نظرًا لتدفُّق الأموال بكثرة على المدينة،
بفعل اتِّساع رقعة الفتوحات,
مما دفع عمر إلى التفكير في وضع نظام لإحصائها وتوزيعها،
فأقام عمر بن الخطاب تنظيم الديوان في عام (20هـ)
على ثلاثة أسس
هي: درجة القرابة والنسب من الرسول, والسابقون الأوَّلون في الإسلام,
ودرجة الجهاد والبلاء والشجاعة والإقدام في سبيل نشر الإسلام[56].
عام الطاعون
#فتح_مصر
شهدت خلافة عمر بن الخطاب t انتشار وباء الطاعون بصورة بشعة في بلاد الشام عام (18هـ)،
وعُرف هذا الطاعون بطاعون عَمْواس،
نسبة إلى قرية من قرى فلسطين،
وقد تسبَّب هذا الطاعون في وفاة خمسة وعشرين ألف شخص،
من بينهم بعض كبار الصحابة كأبي عُبَيْدَة، ومُعَاذ بن جبل، وشُرَحْبِيل بن حَسَنَة، وسُهَيْل بن عمرو، ويزيد بن أبي سفيان، وعامر بن غيلان الثقفي، وغيرهم[50].
_
فتح مصر :
عندما انتهى المسلمون من فتح بلاد الشام طلب عمرو بن العاص من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
السير إلى مصر لفتحها، وقد استطاع عمرو إقناع عمر بن الخطاب بفتح مصر،
حتى لا تكون أرض الشام معرَّضة لخطر مهاجمتها من الروم شمالاً،
وجنوبًا من مصر عن طريق سيناء البريِّ،
وغربًا من بحر الروم، وبخاصة أن (أرطبون) -
قائد الروم في فلسطين- قد فرَّ من فِلَسْطِينَ
ولحق بمصر، وحشد جنود الروم في مصر لقتال المسلمين لاستعادة بيت المقدس،
فرأى عمرو بن العاص أن على المسلمين ألاَّ يُضَيَّعوا الوقت سُدًى دون مسوِّغ، وأن يُوقِعوا بالأرطبون وقوَّات الروم قبل أن يستفحل أمرهم،
وقد أيَّده الفاروق عمر بن الخطاب،
المعروف بتفكيره الحصيف المتميِّز[51]،
ثم أمدَّه بالزُبَيْرِ بن العوَّام، ومعه بُسر بن أبي أرطاة، وخارجة بن حذافة،
وعمير بن وهب الجُمَحِي، فاتجه عمرو إلى حصن بابليون،
وضيَّق عليه الخناق بضعة أشهر،
وعندما طال وقت القتال،
أرسل المقوقس برسالة إلى عمرو يتهدَّده فيها ويتوعَّده؛
إذ الروم مؤيِّدُون للمقوقس،
وهم قوَّة معه على قوَّته في مواجهة عمرو ومَن معه،
لكنَّ عمرو بن العاص أرسل للمقوقس قائلاً:
"ليس بيني وبينكم إلا إحدى ثلاث خصال:
١- إمَّا أن دخلتم في الإسلام فكنتم إخواننا، وكان لكم ما لنا، وإن أبيتم
٢- فأعطيتم الجزية عن يدٍ وأنتم صاغرون،
٣- وإما أن جاهدناكم بالصبر والقتال، حتى يحكم الله بيننا وهو أحكم الحاكمين"[52].
وبعد أن تبيَّن للمقوقس عَجْزَ البيزنطيين عن الوقوف ضدَّ المسلمين، وافق على عقد الصلح بشرط
موافقة الإمبراطور عليه،
ومع رفض الإمبراطور البيزنطي للصلح مع المسلمين،
وحثِّه المقوقس على محاربتهم،
هاجم المسلمون الحصن بالمجانيق، واستطاع الزبير بن العوام t
أن يدخل الحصن ببسالة فائقة منه،
وتبعه المسلمون عام (20هـ/ 641م)،
فاضطر المقوقس إلى عقد معاهدة مع عمرو بن العاص t،
وبمقتضى هذه المعاهدة دخل كثير من المصريين في الإسلام،
ومَن بقي منهم على دينه كان يدفع الجزية
التي أقرَّها الصلح,
ولأن الشعب المصري عانى كثيرًا من ظلم الرومان فقد رحَّب بالمسلمين؛
لما يحملونه من قيم العدل والمساواة[53].
ثم أرسل عمرو بن العاص t
قوَّةً إلى الصعيد
بإمرة عبد الله بن سعد بن أبي سرح بِنَاءً على أوامر الخليفة ففتحها،
وكان الوالي عليها،
كما أرسل
و خارجة بن حُذافة إلى الفَيُّوم،
وففتحها وصالح أهلها، وأرسل
عُمَيْرَ بن وهب الجُمَحِيَّ إلى دِمْيَاط وتِنِّيس
وما حولهما؛
فصالح أهل تلك الجهات،
ثم سار عمرو بن العاص
إلى الغرب،
ففتح بَرْقَةَ
وصالح أهلها،
وأرسل عقبة بن نافع ففتح زَوِيلَةَ،
واتجه نحو بلاد النوبة ففتحها
فتمَّ بذلك فتح مصر[54].
----------------------
**إرساء مؤسسات الخلافة* :
*في عهد عمر* tرضى الله عنه وارضاة
اتَّسعت رقعة الدولة الإسلاميَّة اتِّساعًا كبيرًا، فكان لا بُدَّ لهذه الدولة من تنظيم حتى تستمرَّ،
فحدَّد عمر
اولا - نظام القضاء وأصوله في العهد الذي ولّى بموجبه أبا موسى الأشعري،
وقد استلزمت الفتوح الإسلاميَّة التوسُّع في نظام القضاء،
فكان يُرسل إلى كل مصرِ من الأمصار قاضيًا،
يختاره ليتولى الحكم في المسائل الدينيَّة أو الدنيويَّة بين أهل المصر، وليُشرف على الفيء والغنائم،
ثانيا - خصَّص رجلاً آخر يقوم بتقسيم الغنائم،
ويُعَدُّ عمر أوَّل مَن فصل السلطة القضائيَّة عن سلطة الحُكَّام،
فكان القضاة يُعَيَّنُون منه مباشرة،
ويتَّصلون به فيما يرَوْن من شئون المسلمين،
ودون تدخُّل من وُلاة الأقاليم،
ثالثا- أوجد عمر إلى جانب القضاء ما يشبه ديوان المحاسبة،
فكان لا يُصدر قرارًا بمعاقبة أحد من وُلاته
أو عمَّاله إلا بعد تحقيق دقيق[55].
رابعا- إنشاء الدواوين:
كان إنشاء الدواوين ضرورة لا بُدَّ منها؛
نظرًا لتدفُّق الأموال بكثرة على المدينة،
بفعل اتِّساع رقعة الفتوحات,
مما دفع عمر إلى التفكير في وضع نظام لإحصائها وتوزيعها،
فأقام عمر بن الخطاب تنظيم الديوان في عام (20هـ)
على ثلاثة أسس
هي: درجة القرابة والنسب من الرسول, والسابقون الأوَّلون في الإسلام,
ودرجة الجهاد والبلاء والشجاعة والإقدام في سبيل نشر الإسلام[56].
👍1
كما أنشأ عمر
"بيت المال" لحفظ الأموال الفائضة عن أعطيات الجند، والإنفاق الضروري منها على مصالح المسلمين،
وكانت موارده متعدِّدة الجوانب أساسها الزكاة والصدقات والجزية والعُشور والفائض
من الخراج[57].
#قصص_وأمجاد_تاريخية
#يـــتــــبــع_أن_شــاء_الله 👇
https://www.tg-me.com/+Tq61B7Se2346IAiQ
┄┉❈❖❀✺❀❖❈
"بيت المال" لحفظ الأموال الفائضة عن أعطيات الجند، والإنفاق الضروري منها على مصالح المسلمين،
وكانت موارده متعدِّدة الجوانب أساسها الزكاة والصدقات والجزية والعُشور والفائض
من الخراج[57].
#قصص_وأمجاد_تاريخية
#يـــتــــبــع_أن_شــاء_الله 👇
https://www.tg-me.com/+Tq61B7Se2346IAiQ
┄┉❈❖❀✺❀❖❈
الخلفاءالراشدين ==8==
استشهاد الفاروق
#وخلافة_عثمان
ظلَّت الدولة الإسلاميَّة في عهده في قمَّة ازدهارها وتألُّقها،
حتى جاء اليوم الموعود
(4 من ذي الحجة عام 23هـ)
الذي خرج عمر ليؤُمَّ الناس لصلاة الفجر،
حتى إذا انتظم جمع المصلِّينَ،
دخل في تلك اللحظة
رجل ظهر فجأة بجانبه، وطعنه عدَّة طعنات بخنجر مسموم،
كان هذا الرجل
أبا لؤلؤة فيروز،
غلام المغيرة بن شعبة،
وهو مِن سَبْي فارس،
وتُوُفِّيَ عمر بعد ثلاثة أيام،
ودُفِنَ بجوار قبر النبي r
وأبي بكر الصِّدِّيق[58
انتخاب الخليفة
استمرَّ اهتمام الفاروق بالأُمَّة ووَحدتها حتى اللحظات الأخيرة من حياته،
فابتكر طريقة جديدة لانتخاب الخليفة؛
بأن جعل الشورى في عدد محصور من خيرة الصحابة، كلهم شهدوا بدرًا،
ويصلحون لتولِّي أمر المسلمين,
فعيَّنَ الفاروق رضى الله عنه
ستَّة رجال من أفضل
صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانة،
حتى يتشاور المسلمون في اختيار أحدهم خليفة، وهم:
عثمان بن عفان,
وعلي بن أبي طالب,
والزبير بن العوام,
وطلحة بن عبيد الله,
وسعد بن أبي وقاص, وعبد الرحمن بن عوف ،
وأمرهم أن يجتمعوا في بيت أحدهم ويتشاوروا،
وفيهم
عبد الله بن عمر
يحضر معهم مشيرًا فقط،
وليس له من الأمر شيء
[59].
كما أمر
صهيبًا الرومي أن يُصَلِّيَ بالناس أثناء التشاور،
حتى لا يُوَلِّيَ إمامةَ
الصلاة أحدًا من الستة؛
فيصبح هذا ترشيحًا من عمر له بالخلافة،
وأمر
المقداد ابن الأسود
وأبا طلحة الأنصاري
أن يراقبا سير الانتخابات[60].
وحدَّد الفاروق رضي الله عنه
ثلاثة أيام لاختيار الخليفة الجديد -
وهي مدَّة كافية-
ولا يَزيدون عليها؛
حتى لا يحدث شقاق وخلاف بين المسلمين،
ولذلك
قال عمر لهم:
لا يأتي اليوم الرابع
إلا وعليكم أمير[61].
#مبايعة_عثمان
استقرَّ الأمر على مبايعة عثمان
خليفة للمسلمين،
وأُخِذَت البيعة في المسجد النبوي في شهر ذي الحجة (23هـ),
إذ أقبل عبد الرحمن بن عوف -
وقد اعتمَّ بالعِمَامة التي عمَّمه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم-
بعدما أرسل إلى من كان حاضرًا من المهاجرين والأنصار وأمراء الأجناد،
ومنهم:
معاوية أمير الشام،
وعمير بن سعد أمير حمص،
وعمرو بن العاص أمير مصر،
فاجتمع رجال الشورى عند المنبر
فبايعه
عبد الرحمن أوَّلاً,
ثم بايعه المهاجرون والأنصار وأمراء الأجناد والمسلمون،
ويُرْوَى أن علي بن أبي طالب
أوَّل من بايع بعد عبد الرحمن بن عوف[62].
وقد شهدت خلافته
وخاصَّة في العشر سنوات الأولى العديد من الفتوحات التي أرست دعائم الدولة الإسلاميَّة،
وخاصَّة بعدما انتشر خبر وفاة عمر بن الخطاب t،
فكان ذلك الخبر بمنزلة نقطة فاصلة في حياة الفرس والروم
وبعض البلاد التي تمَّ فتحها في عهده،
حيث بدءوا التفكير في نقض العهود التي أبرموها مع المسلمين،
ةوفكَّروا في استرداد مُلْكِهم.
حيث بدأت جيوش الروم في الإسكندريَّة التحرُّك بمعاونة القوَّة البَحْرِيَّة المرابطة لهم في الإسكندريَّة,
فنقضت الإسكندريَّة عهدها عام (25هـ)،
فسار إليها
ة عمرو بن العاص،
وقاتل أهلَها،
وأجبرهم على الخضوع، والعودة إلى عهدهم[63].
*الفتوحات في خلافة عثمان بن عفان:
فتح إفريقية
كان عمر بن الخطاب قد منع عمرو بن العاص من الانسياح في إفريقيَّة بعدما فتح طرابلس،
إلا أن عثمان بن عفان t
قد سمح بذلك،
وأرسل عبد الله بن سعد بن أبي سرح على رأس قوَّة،
فاجتاز طَرَابُلُس،
واستولى على سفن للروم كانت راسية هناك على الشاطئ،
ثم واصل سيره في إفريقيَّة،
والتقى بجيوش للبيزنطيين عام (27هـ)
في (سُبَيْطِلَة) في جنوب غربي القيروان التي لم تكن قد أُسِّسَت بعدُ،
وحقَّق المسلمون فيها انتصارًا ساحقًا,
إلا أن عبد الله بن سعد بن أبي سرح قد اضطر إلى عقد معاهدة للصلح مع البيزنطنيين مقابل جزية سنويَّة يدفعونها على أن يخلي إفريقيَّة،
حيث اضطر للعودة إلى مصر لمواجهة النوبة،
الذين هدَّدوا مصر من ناحية الجنوب[64].
إنشاء الأسطول
الإسلامي
ظلَّ معاوية t يُقنع عثمان t
بضرورة إنشاء أسطول قويٍّ،
قادر على غزو البحر؛ لمواجهة التهديدات الروميَّة،
فأَذِنَ له قائلاً:
لا تنتخب الناس،
ولا تقرع بينهم،
خيِّرهم، فمن اختار الغزو طائعًا فاحمله وأَعِنْهُ.
ففعل ذلك،
واستعمل على البحر
عبد الله بن قيس الجاسي حليف بن فزارة[65].
ثم غزا معاوية قُبْرُص[66]،
وصالح أهلها على سبعة
آلاف دينار يؤدُّونها
استشهاد الفاروق
#وخلافة_عثمان
ظلَّت الدولة الإسلاميَّة في عهده في قمَّة ازدهارها وتألُّقها،
حتى جاء اليوم الموعود
(4 من ذي الحجة عام 23هـ)
الذي خرج عمر ليؤُمَّ الناس لصلاة الفجر،
حتى إذا انتظم جمع المصلِّينَ،
دخل في تلك اللحظة
رجل ظهر فجأة بجانبه، وطعنه عدَّة طعنات بخنجر مسموم،
كان هذا الرجل
أبا لؤلؤة فيروز،
غلام المغيرة بن شعبة،
وهو مِن سَبْي فارس،
وتُوُفِّيَ عمر بعد ثلاثة أيام،
ودُفِنَ بجوار قبر النبي r
وأبي بكر الصِّدِّيق[58
انتخاب الخليفة
استمرَّ اهتمام الفاروق بالأُمَّة ووَحدتها حتى اللحظات الأخيرة من حياته،
فابتكر طريقة جديدة لانتخاب الخليفة؛
بأن جعل الشورى في عدد محصور من خيرة الصحابة، كلهم شهدوا بدرًا،
ويصلحون لتولِّي أمر المسلمين,
فعيَّنَ الفاروق رضى الله عنه
ستَّة رجال من أفضل
صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانة،
حتى يتشاور المسلمون في اختيار أحدهم خليفة، وهم:
عثمان بن عفان,
وعلي بن أبي طالب,
والزبير بن العوام,
وطلحة بن عبيد الله,
وسعد بن أبي وقاص, وعبد الرحمن بن عوف ،
وأمرهم أن يجتمعوا في بيت أحدهم ويتشاوروا،
وفيهم
عبد الله بن عمر
يحضر معهم مشيرًا فقط،
وليس له من الأمر شيء
[59].
كما أمر
صهيبًا الرومي أن يُصَلِّيَ بالناس أثناء التشاور،
حتى لا يُوَلِّيَ إمامةَ
الصلاة أحدًا من الستة؛
فيصبح هذا ترشيحًا من عمر له بالخلافة،
وأمر
المقداد ابن الأسود
وأبا طلحة الأنصاري
أن يراقبا سير الانتخابات[60].
وحدَّد الفاروق رضي الله عنه
ثلاثة أيام لاختيار الخليفة الجديد -
وهي مدَّة كافية-
ولا يَزيدون عليها؛
حتى لا يحدث شقاق وخلاف بين المسلمين،
ولذلك
قال عمر لهم:
لا يأتي اليوم الرابع
إلا وعليكم أمير[61].
#مبايعة_عثمان
استقرَّ الأمر على مبايعة عثمان
خليفة للمسلمين،
وأُخِذَت البيعة في المسجد النبوي في شهر ذي الحجة (23هـ),
إذ أقبل عبد الرحمن بن عوف -
وقد اعتمَّ بالعِمَامة التي عمَّمه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم-
بعدما أرسل إلى من كان حاضرًا من المهاجرين والأنصار وأمراء الأجناد،
ومنهم:
معاوية أمير الشام،
وعمير بن سعد أمير حمص،
وعمرو بن العاص أمير مصر،
فاجتمع رجال الشورى عند المنبر
فبايعه
عبد الرحمن أوَّلاً,
ثم بايعه المهاجرون والأنصار وأمراء الأجناد والمسلمون،
ويُرْوَى أن علي بن أبي طالب
أوَّل من بايع بعد عبد الرحمن بن عوف[62].
وقد شهدت خلافته
وخاصَّة في العشر سنوات الأولى العديد من الفتوحات التي أرست دعائم الدولة الإسلاميَّة،
وخاصَّة بعدما انتشر خبر وفاة عمر بن الخطاب t،
فكان ذلك الخبر بمنزلة نقطة فاصلة في حياة الفرس والروم
وبعض البلاد التي تمَّ فتحها في عهده،
حيث بدءوا التفكير في نقض العهود التي أبرموها مع المسلمين،
ةوفكَّروا في استرداد مُلْكِهم.
حيث بدأت جيوش الروم في الإسكندريَّة التحرُّك بمعاونة القوَّة البَحْرِيَّة المرابطة لهم في الإسكندريَّة,
فنقضت الإسكندريَّة عهدها عام (25هـ)،
فسار إليها
ة عمرو بن العاص،
وقاتل أهلَها،
وأجبرهم على الخضوع، والعودة إلى عهدهم[63].
*الفتوحات في خلافة عثمان بن عفان:
فتح إفريقية
كان عمر بن الخطاب قد منع عمرو بن العاص من الانسياح في إفريقيَّة بعدما فتح طرابلس،
إلا أن عثمان بن عفان t
قد سمح بذلك،
وأرسل عبد الله بن سعد بن أبي سرح على رأس قوَّة،
فاجتاز طَرَابُلُس،
واستولى على سفن للروم كانت راسية هناك على الشاطئ،
ثم واصل سيره في إفريقيَّة،
والتقى بجيوش للبيزنطيين عام (27هـ)
في (سُبَيْطِلَة) في جنوب غربي القيروان التي لم تكن قد أُسِّسَت بعدُ،
وحقَّق المسلمون فيها انتصارًا ساحقًا,
إلا أن عبد الله بن سعد بن أبي سرح قد اضطر إلى عقد معاهدة للصلح مع البيزنطنيين مقابل جزية سنويَّة يدفعونها على أن يخلي إفريقيَّة،
حيث اضطر للعودة إلى مصر لمواجهة النوبة،
الذين هدَّدوا مصر من ناحية الجنوب[64].
إنشاء الأسطول
الإسلامي
ظلَّ معاوية t يُقنع عثمان t
بضرورة إنشاء أسطول قويٍّ،
قادر على غزو البحر؛ لمواجهة التهديدات الروميَّة،
فأَذِنَ له قائلاً:
لا تنتخب الناس،
ولا تقرع بينهم،
خيِّرهم، فمن اختار الغزو طائعًا فاحمله وأَعِنْهُ.
ففعل ذلك،
واستعمل على البحر
عبد الله بن قيس الجاسي حليف بن فزارة[65].
ثم غزا معاوية قُبْرُص[66]،
وصالح أهلها على سبعة
آلاف دينار يؤدُّونها
إلى المسلمين كل سنة وذلك عام (28هـ),
بينما غزا حبيب بن مسلمة بعض الحصون في الشام، والتي كانت لا تزال بيد الروم وذلك عام (28هـ)[67].
------------
وفي عام (31هـ) جَرَت معركة بحْرِيَّة حاسمة بين المسلمين والروم تُعْرَف
بـ (ذات الصواري)،
وكان قائد المسلمين أمير مصر
عبد الله بن سعد بن أبي سرح،
وقائد الروم الإمبراطور قسطنطين الثاني،
الذي كان يقود أكثر
و من خمسمائة سفينة،
ومع ذلك فقد فرَّ من المعركة،
وهُزِم الروم شرَّ هزيمة
[68].
في عام (33هـ) غزا معاوية بن أبي سفيان
"حصن المرأة"
من أرض الروم قرب ثغر ملاطية[69]
#قصص_وأمجاد_تاريخية
#يـــتــــبــع_أن_شــاء_الله 👇
https://www.tg-me.com/+Tq61B7Se2346IAiQ
┄┉❈❖❀✺❀❖❈
بينما غزا حبيب بن مسلمة بعض الحصون في الشام، والتي كانت لا تزال بيد الروم وذلك عام (28هـ)[67].
------------
وفي عام (31هـ) جَرَت معركة بحْرِيَّة حاسمة بين المسلمين والروم تُعْرَف
بـ (ذات الصواري)،
وكان قائد المسلمين أمير مصر
عبد الله بن سعد بن أبي سرح،
وقائد الروم الإمبراطور قسطنطين الثاني،
الذي كان يقود أكثر
و من خمسمائة سفينة،
ومع ذلك فقد فرَّ من المعركة،
وهُزِم الروم شرَّ هزيمة
[68].
في عام (33هـ) غزا معاوية بن أبي سفيان
"حصن المرأة"
من أرض الروم قرب ثغر ملاطية[69]
#قصص_وأمجاد_تاريخية
#يـــتــــبــع_أن_شــاء_الله 👇
https://www.tg-me.com/+Tq61B7Se2346IAiQ
┄┉❈❖❀✺❀❖❈
👍2
الخلفاءالراشدين ==9==
فأفزع ذلك حذيفة،
ففزع فيه إلى خليفة المسلمين وإمامهم,
وطلب إليه أن يُدرك الأُمَّة قبل أن تختلف فيستشري بينهم الاختلاف،
ويتفاقم أمره،
ويعظم خطبه،
فيُمَسُّ نصُّ القرآن، وتُحَرَّف كلماتُه وآياته
عن مواضعها،
كالذي وقع بين اليهود والنصارى
من اختلاف كلِّ أُمَّة على نفسها في كتابها.
ولم يُقْدِم عثمان t على هذه الخطوة إلا بعد أن جمع المهاجرين والأنصار وشاورهم في الأمر،
وفيهم أعيان الأُمَّة وأعلام الأئمة وعلماء الصحابة، وفي طليعتهم علي بن أبي طالب t،
وعرض عثمان t هذه المعضلة على صفوة الأُمَّة وقادتها الهادِينَ المهديِّين، ودارسهم أمرها ودارسوه، وناقشهم فيها وناقشوه، حتى عَرَف رأيهم وعَرَفوا رأيه، فأجابوه إلى رأيه في صراحة لا تجعل للرَّيْب إلى قلوب المؤمنين سبيلاً، وظهر للناس في أرجاء الأرض ما انعقد عليه إجماعهم،
فلم يُعرف قط يومئذ لهم مخالف،
ولا عُرف عند أحد نكير، وليس شأن القرآن الذي يخفى على آحاد الأُمَّة فضلاً عن علمائها وأئمتها البارزين[79].
وبعث t مع كل مصحف مَن يُرشد الناس إلى قراءته،
بما يحتمله رسمه من القراءات ممَّا صحَّ وتواتر،
فكان عبد الله بن السائب مع المصحف المكِّي،
والمغيرة بن شهاب مع المصحف الشامي،
وأبو عبد الرحمن السلمي مع المصحف الكوفي،
وعامر بن قيس مع المصحف البصري،
وأمر زيد بن ثابت أن يُقرئ الناس بالمدينة[80].
الفتنة
بدأت بوادر الفتنة في الظهور في أواخر عهده t على يَدِ يهودي يُسَمَّى
"عبد الله بن سبأ"،
وكان أوَّلُ ظهوره في اليمن عام (30هـ),
حيث أظهر الإسلام,
ولكنَّه طعن فيه بما تَلقَّاهُ من تعاليم المجوسية,
فأخذ يتنقَّل بين بلاد المسلمين ناشرًا أفكاره وآراءه,
فذهب إلى الحجاز,
ومنها إلى العراق, فالبصرة
فتبعه الأشتر النَّخَعِيُّ, وحُكَيْم بن جَبَلَة,
ثمَّ انتقل ابنُ سبأ إلى مصر، ووجد في مصر مناخًا مناسبًا لأفكاره؛
لأن معظم المجاهدين خرجوا إلى الفتوحات في ليبيا,
وآخرين في السودان،
ومَن كان موجودًا إنما هم قِلَّة من المسلمين, فاستطاع ابن سبأ أن يجمع حوله قِلَّةً من الناس,
واستقرَّ في مصر,
وكان لدى ابن سبأ عدد من الأفكار والعقائد الأساسيَّة التي كان يبثُّها في أتباعه, ويدعو إليها وينشرها, فمن ذلك:
( *عقيدة الرجعة* ) المأخوذة عن المجوسية, والتي يدَّعي فيها عودة محمد r بعد موته, وكذلك
( عقيدة الوصاية )،
ويزعم فيها أنَّ أمر النبوَّة منذ آدم u وحتى محمد r
بالوصاية، ويدَّعي فيها أيضًا أن النبي صل الله عليه وسلم r
قد أوصي بالأمر لعليٍّ t,
وأَخَذ يُرسل بذلك إلى أهل الأمصار المختلفة[81].
فتبعه المنافقون والطـامعون في الإمـارة والموتورون، الذين أقام الخليفة الحدَّ على أحدهم, فقاموا ضدَّه,
وتبعه كذلك الجهلة من المسلمين، فبدأ هؤلاء الطعن في الأمراء, ثم وصل إلى الطعن في الخليفة نفسه, وأعدَّ ابن سبأ قائمة بالطعون في عثمان t، وأرسلها إلى الأمصار والبُلدان, ووصل الأمر إلى أمراء المسلمين, وإلى الخليفة t,
فأرسل مجموعة من الصحابة يفقِّهون الناس, ويعلِّمونهم,
ويدفعون عنهم هذه الشبهات,
فأرسل محمد بن مَسْلَمَة إلى الكوفة,
وأسامة بن زيد إلى البصرة, وعمَّار بن ياسر إلى مصر, وعبد الله بن عمر إلى الشام[82].
وكان أهل الشام أقلَّ الناس تأثُّرًا بهذه الفتنة،
لأن معاوية t كان يَسُوس الناس بحكمة وحلم،
فأحبَّه الناس حبًّا شديدًا, وظهرت الفتنة لأوَّل مرَّة بصورة علنية في الكوفة سنة (33 هـ)،
فقد جمع الأشتر النَّخَعي حوله مجموعة من الرجال تسعة أو عشَرة,
وبدأ يتحدَّث جهارًا نهارًا عن مطاعن يأخذها على عثمان t،
كلها مطاعن زورٍ وبهتان
[83].
فأرسل عثمان t إلى وُلاته كي يستشيرهم في أمر هذه الفتنة,
فأرسل إلى معاوية بن أبي سفيان واليه على الشام, وإلى عبد الله بن عامر واليه على البصرة,
وسعيد بن العاص واليه على الكوفة,
وعبد الله بن أبي سرح واليه على مصر,
وجاءوا جميعًا
إلى عثمان t بالمدينة, وبعد أن عرض عليهم الموقف فأشار عبد الله بن عامر أن يشغل الناس بالجهاد حتى لا يتفرَّغوا لهذه الأمور,
وأشار سعيد بن العاص باستئصال شأفة المفسدين وقطع دابرهم,
وأشار معاوية t بأن يُرَدَّ كلُّ والٍ إلى مصره فيكفيك أمره,
أما عبد الله بن أبي سرح فكان رأيه أن يتألَّفهم بالمال،
وقد جمع عثمان t في معالجة هذا الأمر بين كل هذه الآراء,
فأخرج بعض الجيوش للغزو,
وأعطى المال لبعض الناس, وكلَّف كلَّ والٍ بمسئوليَّته عن مصره,
ولكنه لم يستأصل شأفتهم[84].
#اشتعال_الفتنة
فأفزع ذلك حذيفة،
ففزع فيه إلى خليفة المسلمين وإمامهم,
وطلب إليه أن يُدرك الأُمَّة قبل أن تختلف فيستشري بينهم الاختلاف،
ويتفاقم أمره،
ويعظم خطبه،
فيُمَسُّ نصُّ القرآن، وتُحَرَّف كلماتُه وآياته
عن مواضعها،
كالذي وقع بين اليهود والنصارى
من اختلاف كلِّ أُمَّة على نفسها في كتابها.
ولم يُقْدِم عثمان t على هذه الخطوة إلا بعد أن جمع المهاجرين والأنصار وشاورهم في الأمر،
وفيهم أعيان الأُمَّة وأعلام الأئمة وعلماء الصحابة، وفي طليعتهم علي بن أبي طالب t،
وعرض عثمان t هذه المعضلة على صفوة الأُمَّة وقادتها الهادِينَ المهديِّين، ودارسهم أمرها ودارسوه، وناقشهم فيها وناقشوه، حتى عَرَف رأيهم وعَرَفوا رأيه، فأجابوه إلى رأيه في صراحة لا تجعل للرَّيْب إلى قلوب المؤمنين سبيلاً، وظهر للناس في أرجاء الأرض ما انعقد عليه إجماعهم،
فلم يُعرف قط يومئذ لهم مخالف،
ولا عُرف عند أحد نكير، وليس شأن القرآن الذي يخفى على آحاد الأُمَّة فضلاً عن علمائها وأئمتها البارزين[79].
وبعث t مع كل مصحف مَن يُرشد الناس إلى قراءته،
بما يحتمله رسمه من القراءات ممَّا صحَّ وتواتر،
فكان عبد الله بن السائب مع المصحف المكِّي،
والمغيرة بن شهاب مع المصحف الشامي،
وأبو عبد الرحمن السلمي مع المصحف الكوفي،
وعامر بن قيس مع المصحف البصري،
وأمر زيد بن ثابت أن يُقرئ الناس بالمدينة[80].
الفتنة
بدأت بوادر الفتنة في الظهور في أواخر عهده t على يَدِ يهودي يُسَمَّى
"عبد الله بن سبأ"،
وكان أوَّلُ ظهوره في اليمن عام (30هـ),
حيث أظهر الإسلام,
ولكنَّه طعن فيه بما تَلقَّاهُ من تعاليم المجوسية,
فأخذ يتنقَّل بين بلاد المسلمين ناشرًا أفكاره وآراءه,
فذهب إلى الحجاز,
ومنها إلى العراق, فالبصرة
فتبعه الأشتر النَّخَعِيُّ, وحُكَيْم بن جَبَلَة,
ثمَّ انتقل ابنُ سبأ إلى مصر، ووجد في مصر مناخًا مناسبًا لأفكاره؛
لأن معظم المجاهدين خرجوا إلى الفتوحات في ليبيا,
وآخرين في السودان،
ومَن كان موجودًا إنما هم قِلَّة من المسلمين, فاستطاع ابن سبأ أن يجمع حوله قِلَّةً من الناس,
واستقرَّ في مصر,
وكان لدى ابن سبأ عدد من الأفكار والعقائد الأساسيَّة التي كان يبثُّها في أتباعه, ويدعو إليها وينشرها, فمن ذلك:
( *عقيدة الرجعة* ) المأخوذة عن المجوسية, والتي يدَّعي فيها عودة محمد r بعد موته, وكذلك
( عقيدة الوصاية )،
ويزعم فيها أنَّ أمر النبوَّة منذ آدم u وحتى محمد r
بالوصاية، ويدَّعي فيها أيضًا أن النبي صل الله عليه وسلم r
قد أوصي بالأمر لعليٍّ t,
وأَخَذ يُرسل بذلك إلى أهل الأمصار المختلفة[81].
فتبعه المنافقون والطـامعون في الإمـارة والموتورون، الذين أقام الخليفة الحدَّ على أحدهم, فقاموا ضدَّه,
وتبعه كذلك الجهلة من المسلمين، فبدأ هؤلاء الطعن في الأمراء, ثم وصل إلى الطعن في الخليفة نفسه, وأعدَّ ابن سبأ قائمة بالطعون في عثمان t، وأرسلها إلى الأمصار والبُلدان, ووصل الأمر إلى أمراء المسلمين, وإلى الخليفة t,
فأرسل مجموعة من الصحابة يفقِّهون الناس, ويعلِّمونهم,
ويدفعون عنهم هذه الشبهات,
فأرسل محمد بن مَسْلَمَة إلى الكوفة,
وأسامة بن زيد إلى البصرة, وعمَّار بن ياسر إلى مصر, وعبد الله بن عمر إلى الشام[82].
وكان أهل الشام أقلَّ الناس تأثُّرًا بهذه الفتنة،
لأن معاوية t كان يَسُوس الناس بحكمة وحلم،
فأحبَّه الناس حبًّا شديدًا, وظهرت الفتنة لأوَّل مرَّة بصورة علنية في الكوفة سنة (33 هـ)،
فقد جمع الأشتر النَّخَعي حوله مجموعة من الرجال تسعة أو عشَرة,
وبدأ يتحدَّث جهارًا نهارًا عن مطاعن يأخذها على عثمان t،
كلها مطاعن زورٍ وبهتان
[83].
فأرسل عثمان t إلى وُلاته كي يستشيرهم في أمر هذه الفتنة,
فأرسل إلى معاوية بن أبي سفيان واليه على الشام, وإلى عبد الله بن عامر واليه على البصرة,
وسعيد بن العاص واليه على الكوفة,
وعبد الله بن أبي سرح واليه على مصر,
وجاءوا جميعًا
إلى عثمان t بالمدينة, وبعد أن عرض عليهم الموقف فأشار عبد الله بن عامر أن يشغل الناس بالجهاد حتى لا يتفرَّغوا لهذه الأمور,
وأشار سعيد بن العاص باستئصال شأفة المفسدين وقطع دابرهم,
وأشار معاوية t بأن يُرَدَّ كلُّ والٍ إلى مصره فيكفيك أمره,
أما عبد الله بن أبي سرح فكان رأيه أن يتألَّفهم بالمال،
وقد جمع عثمان t في معالجة هذا الأمر بين كل هذه الآراء,
فأخرج بعض الجيوش للغزو,
وأعطى المال لبعض الناس, وكلَّف كلَّ والٍ بمسئوليَّته عن مصره,
ولكنه لم يستأصل شأفتهم[84].
#اشتعال_الفتنة
👍1
أراد رءوس الفتنة أن يُشعِلوا الأمر أكثر وأكثر, حتى يجتثُّوا الدولة الإسلاميَّة من جذورها, فبدءوا يُكثرون الطعن على عثمان،
ويكتبون هذه المطاعن المكذوبة والمفتراة, ويُرسلونها إلى الأقطار مُوَقَّعَةً بأسماء الصحابة افتراء على الصحابة, فيُوَقِّعُون الرسائل باسم طلحة بن عبيد الله,
والزبير بن العوام,
والسيدة عائشة ].
وكان الثوَّار قد جمعوا أنفسهم من البصرة, والكوفة, ومصر,
وبدءوا في التوجُّه ناحية المدينة المنوَّرة,
واتَّفقوا على عزل عثمان t،
واختلفوا فيمن يتولَّى الخلافة بعده,
فأرادها أهل مصر
لعليِّ بن أبي طالب t،
في حين أرادها
أهل الكوفة
للزبير بن العوام t،
وأرادها أهل البصرة
لطلحة بن عبيد الله،
فلمَّا وصلوا المدينة -
وعلم المسلمون بقدومهم لهذا الأمر-
أرسل عثمان t لكلِّ فرقة منهم مَن أرادوه خليفة, فذهب عليٌّ لفرقة أهل مصر فزجرهم وعنَّفهم, وقال ارجعوا لا صبَّحكم الله
وفعل مثله صاحباه
طلحة والزبير رضي الله عنهما,
فطلب الثوَّار من الثلاثة مقابلة الخليفة
لعرض شكواهم عليه, فدخلوا المدينة,
والْتَقَوْا بأمير المؤمنين عثمان t, وأخذوا يُناقشونه فيما أخذوه عليه,
ثم أخذوا يَعُدُّونَ عليه المآخذ, وهو يردُّ عليهم ويفنِّد[]
مزاعمهم.
وبعد أن انتهَوْا من حوارهم قال لهم عثمان t:
ماذا تريدون؟
قالوا:
المنفيُّ يعود,
والمحروم يُعطَى, وتَسْتَعْمِلُ ذوي الأمانة والقوَّة،
وأن تَعْدل في القسمة. فوافقهم t
على ما قالوا،
وكتب ذلك في كتابٍ, وشرط عليهم عثمان t
ألاّ يشقُّوا له عصًا,
ولا يُفَرِّقوا جماعة المسلمين,
وأعطَوْه عهدًا بذلك، وخرجوا من المدينة راضِين، وظنَّ المسلمون في المدينة أن الفتنة قد خمدت,
وبات المسلمون ليلة سعيدة بعد خِضَمِّ أحداث عظيمة استمرَّت شهورًا.
#حصار_عثمان
ولكن الفتنة لم تُخْمَد بتحقيق المطالب؛
ذلك لأن قادة الفتنة لم يكونوا في الحقيقة طالبين للحقِّ,
وإنما متآمرين للفتنة, وللتفريق بين المسلمين,
من هنا ما إن بدأت الفِرَقُ في العودة حتى انتشرت بعض الرسائل الملفَّقة,
منها رسالة
مع الفرقة القادمة من مصر, بأن عثمان t أَمَر بقتل محمد بن أبي بكر t,
وأَمَر والِيَه على مصر بقتل رءوس الفتنة,
فعاد رءوس الفتنة إلى المدينة من جديد، وحاصروا عثمان t في بيته, وعندما وجد عثمان t
أن الأمر قد وصل إلى هذا الحدِّ,
وأن اللين لن يُجدي
مع هؤلاء؛ كتب t رسائل إلى ولاته في الأمصار أن يرسلوا إليه بالجيوش لحلِّ هذه الأزمة,
فكتب إلى معاوية بن أبي سفيان بالشام,
وإلى أبي موسى الأشعري t بالكوفة،
وإلى والي البصرة,
ولكن فكرة قتل الخليفة
لم تكن قد ظهرت بعدُ, بل ما يطلبونه هو عزله,
ولم يُصرِّحوا بكلمة القتل مطلقًا[].
ولكنَّهم اقتحموا داره t، فدخل عليه كنانة بن بشر -الملعون- وحمل السيف وضربه به، فمات شهيدًا t يوم 18 من ذي الحجة 35هـ[89].
#قصص_وأمجاد_تاريخية
#يـــتــــبــع_أن_شــاء_الله 👇
https://www.tg-me.com/+Tq61B7Se2346IAiQ
┄┉❈❖❀✺❀❖❈
ويكتبون هذه المطاعن المكذوبة والمفتراة, ويُرسلونها إلى الأقطار مُوَقَّعَةً بأسماء الصحابة افتراء على الصحابة, فيُوَقِّعُون الرسائل باسم طلحة بن عبيد الله,
والزبير بن العوام,
والسيدة عائشة ].
وكان الثوَّار قد جمعوا أنفسهم من البصرة, والكوفة, ومصر,
وبدءوا في التوجُّه ناحية المدينة المنوَّرة,
واتَّفقوا على عزل عثمان t،
واختلفوا فيمن يتولَّى الخلافة بعده,
فأرادها أهل مصر
لعليِّ بن أبي طالب t،
في حين أرادها
أهل الكوفة
للزبير بن العوام t،
وأرادها أهل البصرة
لطلحة بن عبيد الله،
فلمَّا وصلوا المدينة -
وعلم المسلمون بقدومهم لهذا الأمر-
أرسل عثمان t لكلِّ فرقة منهم مَن أرادوه خليفة, فذهب عليٌّ لفرقة أهل مصر فزجرهم وعنَّفهم, وقال ارجعوا لا صبَّحكم الله
وفعل مثله صاحباه
طلحة والزبير رضي الله عنهما,
فطلب الثوَّار من الثلاثة مقابلة الخليفة
لعرض شكواهم عليه, فدخلوا المدينة,
والْتَقَوْا بأمير المؤمنين عثمان t, وأخذوا يُناقشونه فيما أخذوه عليه,
ثم أخذوا يَعُدُّونَ عليه المآخذ, وهو يردُّ عليهم ويفنِّد[]
مزاعمهم.
وبعد أن انتهَوْا من حوارهم قال لهم عثمان t:
ماذا تريدون؟
قالوا:
المنفيُّ يعود,
والمحروم يُعطَى, وتَسْتَعْمِلُ ذوي الأمانة والقوَّة،
وأن تَعْدل في القسمة. فوافقهم t
على ما قالوا،
وكتب ذلك في كتابٍ, وشرط عليهم عثمان t
ألاّ يشقُّوا له عصًا,
ولا يُفَرِّقوا جماعة المسلمين,
وأعطَوْه عهدًا بذلك، وخرجوا من المدينة راضِين، وظنَّ المسلمون في المدينة أن الفتنة قد خمدت,
وبات المسلمون ليلة سعيدة بعد خِضَمِّ أحداث عظيمة استمرَّت شهورًا.
#حصار_عثمان
ولكن الفتنة لم تُخْمَد بتحقيق المطالب؛
ذلك لأن قادة الفتنة لم يكونوا في الحقيقة طالبين للحقِّ,
وإنما متآمرين للفتنة, وللتفريق بين المسلمين,
من هنا ما إن بدأت الفِرَقُ في العودة حتى انتشرت بعض الرسائل الملفَّقة,
منها رسالة
مع الفرقة القادمة من مصر, بأن عثمان t أَمَر بقتل محمد بن أبي بكر t,
وأَمَر والِيَه على مصر بقتل رءوس الفتنة,
فعاد رءوس الفتنة إلى المدينة من جديد، وحاصروا عثمان t في بيته, وعندما وجد عثمان t
أن الأمر قد وصل إلى هذا الحدِّ,
وأن اللين لن يُجدي
مع هؤلاء؛ كتب t رسائل إلى ولاته في الأمصار أن يرسلوا إليه بالجيوش لحلِّ هذه الأزمة,
فكتب إلى معاوية بن أبي سفيان بالشام,
وإلى أبي موسى الأشعري t بالكوفة،
وإلى والي البصرة,
ولكن فكرة قتل الخليفة
لم تكن قد ظهرت بعدُ, بل ما يطلبونه هو عزله,
ولم يُصرِّحوا بكلمة القتل مطلقًا[].
ولكنَّهم اقتحموا داره t، فدخل عليه كنانة بن بشر -الملعون- وحمل السيف وضربه به، فمات شهيدًا t يوم 18 من ذي الحجة 35هـ[89].
#قصص_وأمجاد_تاريخية
#يـــتــــبــع_أن_شــاء_الله 👇
https://www.tg-me.com/+Tq61B7Se2346IAiQ
┄┉❈❖❀✺❀❖❈
الخلفاءالراشدين =10=
خلافة علي بن أبي طالب
ظنَّ المتآمرون أنهم قضَوْا على الدولة الإسلاميَّة العملاقة،
ولكن خاب ظنُّهم بعدما تمَّت بيعة عليٍّ t بالخلافة عقب استشهاد عثمان بن عفان,
وبعد إلحاح شديد من الصحابة؛
حتى يَقْبَل قيادة الأُمَّة في مثل هذا الوقت العصيب, فذهب بعض الصحابة إليه، فقالوا:
إن هذا الرجل[90]
قد قُتل،
ولا بُدَّ للناس من إمام،
ولا نجد أحدًا أحقَّ بها منك؛
أقدم مشاهد،
ولا أقرب من رسول الله r. فقال عليٌّ:
لا تفعلوا فإني وزير خير من أمير.
فقالوا:
لا والله ما نحن بفاعلين حتى نبايعك.
قال:
ففي المسجد فإنه ينبغي بيعتي ألاّ تكون خَفِيًّا،
ولا تكون إلا عن رضا المسلمين[91].
فقال عبد الله بن عباس: فلقد كرهت أن يأتي المسجد كراهية أن يُشْغَبَ[92]
عليه، وأبى هو إلاّ المسجد، فلما دخل المسجد جاء المهاجرون والأنصار فبايعوا وبايع الناس[93].
ولولا إسراع بيعته لأدَّى ذلك إلى فتنٍ واختلافات في جميع الأمصار، فكان من مصلحة المسلمين أن يَقْبَل عليٌّ البيعة مهما كانت الظروف المحيطة بها.
لقد كان مقتل عثمان t سببًا مباشرًا في خَلْقِ أزمةِ فتنةٍ كبرى،
تضاربت فيها الآراء وتباينت فيها وجهات النظر، واختلفت الاجتهادات في الوسيلة للانتقام من الخوارج
الذين قتلوا عثمان t.
فقد رأت طائفة من الصحابة أن أوَّل واجب على الأُمَّة هو الثأر لخليفتها الشهيد والقِصاص من القتلة الآثمين،
ورأى آخرون أن أول ما ينبغي هو اجتماع الكلمة، واسْتِتْبَاب الأمن،
والصبر حتى تهدأ الأحوال وتنكشف ذيول المؤامرة،
ثم يكون استئصال شأفتها وقطع دابر دواعيها.
ورأت طائفة ثالثة أن يُؤثروا العافية،
وألاّ يكونوا طرفًا في أي نزاع، فبدأ الخلاف بين عليٍّ t وطلحة والزبير والسيدة عائشة y جميعًا؛
بسبب التعجيل بالقِصاص من قتلة عثمان،
ولم يكن خروجهم إلى البصرة إلا لهذا الغرض.
ثم تحرَّك معهم سبعمائة رجل من أهل مكة والمدينة، انضمَّ إليهم بعض المؤيِّدين حتى وصل عددهم ثلاثة آلاف[94]،
بحثًا عن مكان مناسب وأكثر بعدًا عن نفوذ الخلافة، فاتَّجهت أنظارهم إلى البصرة،
فحثُّوا أهلها على مساعدتهم في معاقبة قتلة عثمان رضي الله عنه
وانقسم مجتمع البصرة إلى قسمين؛
....قسم قاتل مع عليٍّ وساند والِيَه عثمان بن حُنَيْف،
...... وقسم آخر تعاطف مع طلحة والزبير وعائشة y، ونتيجة لذلك انهزم عثمان بن حُنَيْف والِيَ البصرة،
وتمَّ الاستيلاء على البصرة وقُبض على واليها، وزُجَّ في السجن،
ولكن عائشة -رضي الله عنها- تدخَّلت وأطلقت سراحه[95].
#الثأر_لمقتل_عثمان
بدأ طلحة والزبير وعائشة y إرسال الرسل إلى أهل الشام وأهل اليمامة وأهل المدينة لحثهم على إقامة حدِّ الله على قاتل عثمان[96]،
وعندها قرَّر عليٌّ t مغادرة المدينة والاتِّجاه نحو الكوفة لتكون مقرًّا له؛ لكونها في نظره مُسْتَقَرَّ أعلام ورجال المسلمين العظام؛
ففيها أبو موسى الأشعري، وابن مسعود، وغيرهم، فأرسل عليٌّ t إلى واليها أبي موسى الأشعري لتجهيز الرجال للقضاء على الفتنة، ولكنَّه تحفَّظ على طلب علي t؛ لأنه كان يرى أن تجهيز الرجال سيُوقِع المسلمين في فتنة
(صمَّاء عمياء)
كما كان يسمِّيها، فطلب أبو موسى الأشعري من الكوفيين أن يغمدوا سيوفهم ويقبعوا في بيوتهم؛
حتى تزول الفتنة،
ولكن عليًّا t تجاور أبا موسى الأشعري،
فأرسل ابنه الحسن
فعزله عن الكوفة،
وكوَّن جيشًا منها بلغ تعداده عشرين ألفًا.
ثم اتَّجه صوب البصرة، وبدأ التفاوض مع الزبير وطلحة وعائشة y،
فأرسل إليهم طالبًا منهم لمَّ شمل الأمة بعودة الأمور إلى نصابها وإعادة بناء وَحدة المسلمين، ولكن الزبير وطلحة وعائشة y كانوا يرَوْن أن الإصلاح لن يتمَّ إلا بالثأر من قتلة عثمان t.
وقد أبدى طلحة والزبير مرونة كبيرة إزاء مهمَّة القعقاع خشية وقوع أوَّل مواجهة عسكريَّة بين الإِخْوَة،
ثم عاد القعقاع إلى عليٍّ وقد نجح في مهمَّته،
وأَخبر عليًّا بما جرى معه، فأُعجب بذلك، وأوشك القوم على الصلح، كرهه من كرهه، ورضيه من رضيه[97].
علم المتآمرون أتباع ابن سبأ ومَن أعانهم على قَتْل عثمان ببوادر الصلح فقرَّروا إفساده، فاجتمعوا وتشاوروا واختلفوا،
ثمَّ اتفقت آراؤهم على أن يفترقوا فرقتين،
ويبدءوا بالحرب، فيغير الفريق الذي في معسكر عليٍّ على طلحة والزبير ومن معهما، ثم يقوم الفريق الذي في معسكر طلحة والزبير بإثارة الحمية في نفوسهم؛
حتى تشتد الحرب بين الفريقين فتقع الفتنة كما يريدون[98].
#معركتا_الجمل_وصفين
جَرَتْ فتنة معركة الجمل سنة (36هـ)
على غير اختيار من عليٍّ ولا من طلحة، وإنما أثارها المفسدون بغير اختيار السابقين[99].
خلافة علي بن أبي طالب
ظنَّ المتآمرون أنهم قضَوْا على الدولة الإسلاميَّة العملاقة،
ولكن خاب ظنُّهم بعدما تمَّت بيعة عليٍّ t بالخلافة عقب استشهاد عثمان بن عفان,
وبعد إلحاح شديد من الصحابة؛
حتى يَقْبَل قيادة الأُمَّة في مثل هذا الوقت العصيب, فذهب بعض الصحابة إليه، فقالوا:
إن هذا الرجل[90]
قد قُتل،
ولا بُدَّ للناس من إمام،
ولا نجد أحدًا أحقَّ بها منك؛
أقدم مشاهد،
ولا أقرب من رسول الله r. فقال عليٌّ:
لا تفعلوا فإني وزير خير من أمير.
فقالوا:
لا والله ما نحن بفاعلين حتى نبايعك.
قال:
ففي المسجد فإنه ينبغي بيعتي ألاّ تكون خَفِيًّا،
ولا تكون إلا عن رضا المسلمين[91].
فقال عبد الله بن عباس: فلقد كرهت أن يأتي المسجد كراهية أن يُشْغَبَ[92]
عليه، وأبى هو إلاّ المسجد، فلما دخل المسجد جاء المهاجرون والأنصار فبايعوا وبايع الناس[93].
ولولا إسراع بيعته لأدَّى ذلك إلى فتنٍ واختلافات في جميع الأمصار، فكان من مصلحة المسلمين أن يَقْبَل عليٌّ البيعة مهما كانت الظروف المحيطة بها.
لقد كان مقتل عثمان t سببًا مباشرًا في خَلْقِ أزمةِ فتنةٍ كبرى،
تضاربت فيها الآراء وتباينت فيها وجهات النظر، واختلفت الاجتهادات في الوسيلة للانتقام من الخوارج
الذين قتلوا عثمان t.
فقد رأت طائفة من الصحابة أن أوَّل واجب على الأُمَّة هو الثأر لخليفتها الشهيد والقِصاص من القتلة الآثمين،
ورأى آخرون أن أول ما ينبغي هو اجتماع الكلمة، واسْتِتْبَاب الأمن،
والصبر حتى تهدأ الأحوال وتنكشف ذيول المؤامرة،
ثم يكون استئصال شأفتها وقطع دابر دواعيها.
ورأت طائفة ثالثة أن يُؤثروا العافية،
وألاّ يكونوا طرفًا في أي نزاع، فبدأ الخلاف بين عليٍّ t وطلحة والزبير والسيدة عائشة y جميعًا؛
بسبب التعجيل بالقِصاص من قتلة عثمان،
ولم يكن خروجهم إلى البصرة إلا لهذا الغرض.
ثم تحرَّك معهم سبعمائة رجل من أهل مكة والمدينة، انضمَّ إليهم بعض المؤيِّدين حتى وصل عددهم ثلاثة آلاف[94]،
بحثًا عن مكان مناسب وأكثر بعدًا عن نفوذ الخلافة، فاتَّجهت أنظارهم إلى البصرة،
فحثُّوا أهلها على مساعدتهم في معاقبة قتلة عثمان رضي الله عنه
وانقسم مجتمع البصرة إلى قسمين؛
....قسم قاتل مع عليٍّ وساند والِيَه عثمان بن حُنَيْف،
...... وقسم آخر تعاطف مع طلحة والزبير وعائشة y، ونتيجة لذلك انهزم عثمان بن حُنَيْف والِيَ البصرة،
وتمَّ الاستيلاء على البصرة وقُبض على واليها، وزُجَّ في السجن،
ولكن عائشة -رضي الله عنها- تدخَّلت وأطلقت سراحه[95].
#الثأر_لمقتل_عثمان
بدأ طلحة والزبير وعائشة y إرسال الرسل إلى أهل الشام وأهل اليمامة وأهل المدينة لحثهم على إقامة حدِّ الله على قاتل عثمان[96]،
وعندها قرَّر عليٌّ t مغادرة المدينة والاتِّجاه نحو الكوفة لتكون مقرًّا له؛ لكونها في نظره مُسْتَقَرَّ أعلام ورجال المسلمين العظام؛
ففيها أبو موسى الأشعري، وابن مسعود، وغيرهم، فأرسل عليٌّ t إلى واليها أبي موسى الأشعري لتجهيز الرجال للقضاء على الفتنة، ولكنَّه تحفَّظ على طلب علي t؛ لأنه كان يرى أن تجهيز الرجال سيُوقِع المسلمين في فتنة
(صمَّاء عمياء)
كما كان يسمِّيها، فطلب أبو موسى الأشعري من الكوفيين أن يغمدوا سيوفهم ويقبعوا في بيوتهم؛
حتى تزول الفتنة،
ولكن عليًّا t تجاور أبا موسى الأشعري،
فأرسل ابنه الحسن
فعزله عن الكوفة،
وكوَّن جيشًا منها بلغ تعداده عشرين ألفًا.
ثم اتَّجه صوب البصرة، وبدأ التفاوض مع الزبير وطلحة وعائشة y،
فأرسل إليهم طالبًا منهم لمَّ شمل الأمة بعودة الأمور إلى نصابها وإعادة بناء وَحدة المسلمين، ولكن الزبير وطلحة وعائشة y كانوا يرَوْن أن الإصلاح لن يتمَّ إلا بالثأر من قتلة عثمان t.
وقد أبدى طلحة والزبير مرونة كبيرة إزاء مهمَّة القعقاع خشية وقوع أوَّل مواجهة عسكريَّة بين الإِخْوَة،
ثم عاد القعقاع إلى عليٍّ وقد نجح في مهمَّته،
وأَخبر عليًّا بما جرى معه، فأُعجب بذلك، وأوشك القوم على الصلح، كرهه من كرهه، ورضيه من رضيه[97].
علم المتآمرون أتباع ابن سبأ ومَن أعانهم على قَتْل عثمان ببوادر الصلح فقرَّروا إفساده، فاجتمعوا وتشاوروا واختلفوا،
ثمَّ اتفقت آراؤهم على أن يفترقوا فرقتين،
ويبدءوا بالحرب، فيغير الفريق الذي في معسكر عليٍّ على طلحة والزبير ومن معهما، ثم يقوم الفريق الذي في معسكر طلحة والزبير بإثارة الحمية في نفوسهم؛
حتى تشتد الحرب بين الفريقين فتقع الفتنة كما يريدون[98].
#معركتا_الجمل_وصفين
جَرَتْ فتنة معركة الجمل سنة (36هـ)
على غير اختيار من عليٍّ ولا من طلحة، وإنما أثارها المفسدون بغير اختيار السابقين[99].
👍2
وانتهت المعركة بهزيمة جيش طلحة والزبير وعائشة،
حيث أُصيب الأول بسهم في ركبته، فانسحب من المعركة ليموت في البصرة[100]، بينما قُتل الزبير، ودارت معركة أمام الجمل الذي يحمل عائشة رضي الله عنها،
فتنبه عليٌّ إلى ذلك،
فأمر بعقر الجمل،
فتوقَّف القتال،
وأُعطي البصريون الأمان، ثم أمر علي t بحراسة عائشة رضي الله عنها
حتى تعود إلى المدينة،
وقد مات من جيش البصرة عشرة آلاف ومن جيش عليٍّ خمسة آلاف[101].
واستقرَّ عليٌّ t بالبصر شهرًا، ثم انتقل منها إلى الكوفة، ولما استقرَّ عليٌّ t
أرسل الصحابي جرير بن عبد الله البَجَلِيَّ إلى معاوية يدعوه إلى بيعته، وكتب معه كتابًا إلى معاوية يُعْلِمه باجتماع المهاجرين والأنصار على بيعته، ويخبره بما كان في معركة الجمل، ويدعوه إلى الدخول فيما دخل فيه الناس[102].
ولم يكن من سياسة معاوية t العجلة، فتأنَّى في هذه المسألة وجمع رءوس أهل الشام يستشيرهم، ثم دعا عمرو بن العاص t ليشهد تلك المشورة، فأبوا أن يُبايعوا حتى يُقتل قتلة عثمان،
أو أن يُسلَّم إليهم قتلته.
.....................
معركة صفين
أعلم معاويةُ جَرِيرًا برأي أهل الشام،
فعاد إلى عليٍّ t
وأخبره بما قالوا[103]، فاستعدَّ عليٌّ t لغزو الشام؛ لإدخالها في طاعته،
فجهَّز جيشًا قوامه خمسين ألفًا[104]،
ونزل بهم صِفِّينَ،
وسار معاوية بجيش قِوَامه سِتُّون ألف مقاتل،
ثم دار القتال بين الجيشين، ولكنَّه دار في حدود ضيِّقة على هيئة كتائب صغيرة تُرْسَل فتقاتل اليومَ ثم تعود، وقد تجنَّب الجيشان القتال بكامل الجيش؛ خشية الهلاك والاستئصال، وأملاً في وقوع صلح بين الطرفين تُصان فيه الأرواح والدماء[105].
وما إن دخل شهر محرم حتى بادر الفريقان إلى الهدنة، فأرسل عليٌّ t إلى معاوية t يدعوه إلى الدخول في الجماعة والمبايعة مرَّة أخرى، ولكن معاوية ردَّ عليه بنفس الردِّ السابق، فعادت الحرب على ما كانت عليه من قتال الكتائب الفرق خشية الالتحام الكُلِّيِّ.
اشتبك الجيشان في معركة
فاصلة كثر فيها القتل، وقُتل فيها عمار بن ياسر t الذي جاوز التسعين عامًا، ورغم سنِّه كان يستنهض الهمم للحرب, ولكنَّه كان بعيدًا كلَّ البُعد عن الغلوِّ، فقد سمع رجلاً بجواره يقول:
كفر أهل الشام.
فنهاه عمار عن ذلك،
وقال:
إنما بَغَوْا علينا، فنحن نقاتلهم لبغيتهم؛ فإلهنا واحد، ونبيُّنا واحد، وقبلتنا واحدة[106].
#قصص_وأمجاد_تاريخية
#يـــتــــبــع_أن_شــاء_الله 👇
https://www.tg-me.com/+Tq61B7Se2346IAiQ
┄┉❈❖❀✺❀❖❈
حيث أُصيب الأول بسهم في ركبته، فانسحب من المعركة ليموت في البصرة[100]، بينما قُتل الزبير، ودارت معركة أمام الجمل الذي يحمل عائشة رضي الله عنها،
فتنبه عليٌّ إلى ذلك،
فأمر بعقر الجمل،
فتوقَّف القتال،
وأُعطي البصريون الأمان، ثم أمر علي t بحراسة عائشة رضي الله عنها
حتى تعود إلى المدينة،
وقد مات من جيش البصرة عشرة آلاف ومن جيش عليٍّ خمسة آلاف[101].
واستقرَّ عليٌّ t بالبصر شهرًا، ثم انتقل منها إلى الكوفة، ولما استقرَّ عليٌّ t
أرسل الصحابي جرير بن عبد الله البَجَلِيَّ إلى معاوية يدعوه إلى بيعته، وكتب معه كتابًا إلى معاوية يُعْلِمه باجتماع المهاجرين والأنصار على بيعته، ويخبره بما كان في معركة الجمل، ويدعوه إلى الدخول فيما دخل فيه الناس[102].
ولم يكن من سياسة معاوية t العجلة، فتأنَّى في هذه المسألة وجمع رءوس أهل الشام يستشيرهم، ثم دعا عمرو بن العاص t ليشهد تلك المشورة، فأبوا أن يُبايعوا حتى يُقتل قتلة عثمان،
أو أن يُسلَّم إليهم قتلته.
.....................
معركة صفين
أعلم معاويةُ جَرِيرًا برأي أهل الشام،
فعاد إلى عليٍّ t
وأخبره بما قالوا[103]، فاستعدَّ عليٌّ t لغزو الشام؛ لإدخالها في طاعته،
فجهَّز جيشًا قوامه خمسين ألفًا[104]،
ونزل بهم صِفِّينَ،
وسار معاوية بجيش قِوَامه سِتُّون ألف مقاتل،
ثم دار القتال بين الجيشين، ولكنَّه دار في حدود ضيِّقة على هيئة كتائب صغيرة تُرْسَل فتقاتل اليومَ ثم تعود، وقد تجنَّب الجيشان القتال بكامل الجيش؛ خشية الهلاك والاستئصال، وأملاً في وقوع صلح بين الطرفين تُصان فيه الأرواح والدماء[105].
وما إن دخل شهر محرم حتى بادر الفريقان إلى الهدنة، فأرسل عليٌّ t إلى معاوية t يدعوه إلى الدخول في الجماعة والمبايعة مرَّة أخرى، ولكن معاوية ردَّ عليه بنفس الردِّ السابق، فعادت الحرب على ما كانت عليه من قتال الكتائب الفرق خشية الالتحام الكُلِّيِّ.
اشتبك الجيشان في معركة
فاصلة كثر فيها القتل، وقُتل فيها عمار بن ياسر t الذي جاوز التسعين عامًا، ورغم سنِّه كان يستنهض الهمم للحرب, ولكنَّه كان بعيدًا كلَّ البُعد عن الغلوِّ، فقد سمع رجلاً بجواره يقول:
كفر أهل الشام.
فنهاه عمار عن ذلك،
وقال:
إنما بَغَوْا علينا، فنحن نقاتلهم لبغيتهم؛ فإلهنا واحد، ونبيُّنا واحد، وقبلتنا واحدة[106].
#قصص_وأمجاد_تاريخية
#يـــتــــبــع_أن_شــاء_الله 👇
https://www.tg-me.com/+Tq61B7Se2346IAiQ
┄┉❈❖❀✺❀❖❈
👍1
دخل التتار بغداد ومنعوا صلاة الجمعة ٤٠ يوما وجعلوا لون ماء نهر دجلة أحمر بسبب دماء المسلمين ثم أصبح لونه أسودا من حبر الكتب الإسلامية .
هل مات الإسلام
لا ورب الكعبة بل مات التتار ومات جنكيز خان ومات هولاكو وبقي الإسلام ودخل الكثير من المغول في دين الله أفواجا..
تمر الأمة بفترات كبوة ثم تصحو وتؤدِّب عدوها من جديد .
نحن أمة تمرض ولكن لا تموت
فقط توحدوا واستعينوا بالله ولا تعجزوا
#قصص_وأمجاد_تاريخية
#يـــتــــبــع_أن_شــاء_الله 👇
https://www.tg-me.com/+Tq61B7Se2346IAiQ
┄┉❈❖❀✺❀❖❈
هل مات الإسلام
لا ورب الكعبة بل مات التتار ومات جنكيز خان ومات هولاكو وبقي الإسلام ودخل الكثير من المغول في دين الله أفواجا..
تمر الأمة بفترات كبوة ثم تصحو وتؤدِّب عدوها من جديد .
نحن أمة تمرض ولكن لا تموت
فقط توحدوا واستعينوا بالله ولا تعجزوا
#قصص_وأمجاد_تاريخية
#يـــتــــبــع_أن_شــاء_الله 👇
https://www.tg-me.com/+Tq61B7Se2346IAiQ
┄┉❈❖❀✺❀❖❈
👍3
قصص وأمجادتاريخية
"( قصة الخليفة امير المؤمنين ذو النورين عثمان بن عفان رضى الله عنه )) الـــــحـــلـ ( ٩ ) ـــقــة كان عثمان غنياً شريفاً في الجاهلية،[2][12][13] ومن أحكم قريش عقلاً وأفضلهم رأياً، كما كان محبوباً من قبلهم. وهو لم يسجد لأي صنم طوال حياته، كما أنه لم يشرب…
"( قصة الخليفة امير المؤمنين ذو النورين عثمان بن عفان رضى الله عنه ))
الـــــحـــلـ ( ١٠ ) ـــقــة
#صفته
كان عثمان جميلاً ليس بالقصير ولا بالطويل، أسمر رقيق البشرة، كبير اللحية، كثير الشعر، عظيم الكراديس (جمع كردوس، وهو كل عظمين التقيا في مفصل)، عظيم ما بين المنكبين، جُمَّته (مجتمع شعر الرأس) أسفل من أذنيه، جذل الساقين، طويل الذراعين، شعره قد كسا ذراعيه. أقنى (بيِّن القنا)، بوجهه نكتات جدري، يصفِّر لحيته ويشد أسنانه بالذهب.[19][20]
#قصص_وأمجاد_تاريخية
#يـــتــــبــع_أن_شــاء_الله 👇
https://www.tg-me.com/+Tq61B7Se2346IAiQ
┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄
الـــــحـــلـ ( ١٠ ) ـــقــة
#صفته
كان عثمان جميلاً ليس بالقصير ولا بالطويل، أسمر رقيق البشرة، كبير اللحية، كثير الشعر، عظيم الكراديس (جمع كردوس، وهو كل عظمين التقيا في مفصل)، عظيم ما بين المنكبين، جُمَّته (مجتمع شعر الرأس) أسفل من أذنيه، جذل الساقين، طويل الذراعين، شعره قد كسا ذراعيه. أقنى (بيِّن القنا)، بوجهه نكتات جدري، يصفِّر لحيته ويشد أسنانه بالذهب.[19][20]
#قصص_وأمجاد_تاريخية
#يـــتــــبــع_أن_شــاء_الله 👇
https://www.tg-me.com/+Tq61B7Se2346IAiQ
┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄
"( قصة الخليفة امير المؤمنين ذو النورين عثمان بن عفان رضى الله عنه ))
الـــــحـــلـ ( ١١ ) ـــقــة
وقال الزهري: «كان عثمان رجلا مربوعا، حسن الشعر، حسن الوجه، أصلع، أروح الرجلين (منفرج ما بينهما)، وأقنى (طويل الأنف مع دقة أرنبته، وحدب في وسطه)، خدل الساقين (ضخم الساقين)، طويل الذراعين، قد كسا ذراعيه جعد الشعر، أحسن الناس ثغرا، جُمَّته (مجتمع شعر الرأس) أسفل من أذنيه. والراجح أنه أبيض اللون، وقد قيل:أسمر اللون.[21]»
كان رجال قريش يأتونه ويألفونه للعديد من الأمور لعلمه، وتجاربه، وحسن مجالسته، وكان شديد الحياء، ومن كبار التجار. كما أنه لم يكن يوقظ نائمًا من أهله إلا أن يجده يقظان فيدعوه فيناوله وضوءه، وكان يصوم الدهر،[22]
#قصص_وأمجاد_تاريخية
#يـــتــــبــع_أن_شــاء_الله 👇
https://www.tg-me.com/+Tq61B7Se2346IAiQ
┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄
الـــــحـــلـ ( ١١ ) ـــقــة
وقال الزهري: «كان عثمان رجلا مربوعا، حسن الشعر، حسن الوجه، أصلع، أروح الرجلين (منفرج ما بينهما)، وأقنى (طويل الأنف مع دقة أرنبته، وحدب في وسطه)، خدل الساقين (ضخم الساقين)، طويل الذراعين، قد كسا ذراعيه جعد الشعر، أحسن الناس ثغرا، جُمَّته (مجتمع شعر الرأس) أسفل من أذنيه. والراجح أنه أبيض اللون، وقد قيل:أسمر اللون.[21]»
كان رجال قريش يأتونه ويألفونه للعديد من الأمور لعلمه، وتجاربه، وحسن مجالسته، وكان شديد الحياء، ومن كبار التجار. كما أنه لم يكن يوقظ نائمًا من أهله إلا أن يجده يقظان فيدعوه فيناوله وضوءه، وكان يصوم الدهر،[22]
#قصص_وأمجاد_تاريخية
#يـــتــــبــع_أن_شــاء_الله 👇
https://www.tg-me.com/+Tq61B7Se2346IAiQ
┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄