Telegram Web Link
#الأمر_المثير_في_قضية_الصلح||

ومن هنا أصبح موضوع ( الصّلح ) مثاراً للجدل والبحث الواسعين بين المحقّقين والباحثين من كلا الفريقين قديماً وحديثاً ، وقد أُلّفت في ذلك الكتب والأبحاث ودوّنت الدراسات وعُقِدت المؤتمرات والندوات والملتقيات التي تناولت ملف ( الصّلح ) من جوانبه المختلفة تاريخياً وعقائدياً وشرعياً وسياسياً وعسكرياً !
لكنّ الأمر المثير والجدير بالإلتفات والتأمّل هنا هو أن قضيّة ( الصّلح ) قد أَلْقَتْ بظلالها على مجمل حياة الإمام الحسن وحَجَبتْ جوانب مهمة ومواقف مصيرية من سيرة هذا الإمام الهُمام والوصيّ المعصوم وسيّد شباب أهل الجنّة ، حتى تمّ تصوير الإمام الحسن عليه السلام في أحاديث السيرة المتعارفة والثقافة المتشرعية الذائعة - بعلم أو بدون علم - بأنه ذلك الشخص المُوادِع والمُسالِم الذي سارَ في منهج المُصالحة والإبتعاد عن خطّ الجهاد والسيف والدمّ والقيام والنهضة ! بالرغم من أن قضية ( الصّلح ) جاءت كموقف ثانوي إضطراري له مبرراته العقائدية والشرعية والميدانية المعروفة ، بالإضافة الى أنها مثّلت جزءاً يسيراً ومحدوداً من حياته المباركة بل وقعت في أواخرها كما هو معروف...

يتبع⬅️
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
وأما الجزء الأكبر والمساحة الأهم من عمره الشريف فقد قضاها في سوح الجهاد وقتال الظالمين والفاسدين تحت لواء أبيه عليهما السلام ، حيث شارك في جميع حروب أمير المؤمنين عليه السلام التي خاضها بعد تولّيه الخلافة .
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#فكرة_تقسيم_القيادة_الدينية||

والغريب المثير للدهشة هو ترسّخ هذا الشعور وتأصّل هذه الرؤية حتى عند بعض القادة الدينيين الذين راحوا ينظّرون لمنهج التسالُم والتصالح وعدم المواجهة تحت ذريعة التأسّي بالإمام الحسن عليه السلام !! ثمّ تطوّر هذا التنظير بصورة غريبة حتى شاعت على الألسن فكرة تقسيم القيادة الدينية في مدرسة أهل البيت عليهم السلام الى منهجين وهما مايسمّى ب ( المنهج الحسني ) و ( المنهج الحسيني ) !! ويقصدون بالأول منهج المسالمة والتصالح وعدم المواجهة مع السلطان الظالم والحاكم الجائر ! ويقصدون بالثاني القيام والجهاد ومواجهة الظلم والفساد بكل الوسائل المتاحة.

يتبع⬅️
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#قراءة_مجانبة_للصواب||

بالتأكيد لستُ هنا بصدد تحديد وظيفة القيادة الدينية غير المعصومة ، وأن عليها القيام أو عدم القيام .. والمصالحة أو المواجهة ؛ فإن ذلك راجع الى الظروف الموضوعية والشروط والإمكانات اللازم توفّرها في كل زمن بحسبه ، لكنّي أركّز على القراءة المغلوطة التي صَنّفتْ الإمام الحسن عليه السلام بأنه إمامٌ مُسالِمٌ مُصالِحٌ مُوادِعٌ مع السلطات الحاكمة الظالمة وليس ثائراً مجاهداً ضدّها ! وهي بالتأكيد قراءةٌ مجانبةٌ للصواب بل مخالفةٌ لضرورات التاريخ العقائدي والسياسي والإجتماعي الذي عاشه الإمام الحسن عليه السلام قبل إستشهاد أبيه أمير المؤمنين عليه السلام وبعده .

يتبع⬅️
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#قرار_يحمل_أعلى_درجات_الثورية_الجهادية||

إذ لا شكّ من الناحية التاريخية أن الإمام الحسن قد شكّل جيشاً حقيقياً واتّخذ قراراً سياسياً مصيرياً وحاسماً بالقيام ضد الحكم الأموي بالسيف ! مع الأخذ بنظر الإعتبار أن هذه النهضة الجهادية الحَسَنيّة ستكون ضدّ ( معاوية بن أبي سفيان ) نفسه ، وهو مؤسس الحكم الأموي ورأسه بل الرمز الأعلى للسلطة الأموية آنذاك ، خصوصاً مع قوّة نفوذه السياسي والعسكري وسطوته على مقاليد الحكم في البلاد الإسلامية بعد إستشهاد أمير المؤمنين عليه السلام .
وعليه فإن قرار النهوض والقيام ضدّ الحكم الأموي بالسيف مع وجود حاكم مثل معاوية هو بحدّ نفسه قرارٌ يحمل أعلى درجات الثورية الجهادية ، ولا يمكن أن يصدر إلاّ من رمزٍ ثائرٍ ومُصلِح عظيم كالإمام الحَسَن عليه السلام .

يتبع⬅️
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#الصلح_مرحلة_متأخرة||

نعم .. بعدما حصلت الخيانة في جيش الإمام الحسن عليه السلام وتغيّرت الظروف الموضوعية بسبب تغيّر المعادلة العسكرية وبتبعها المعادلة السياسية والإجتماعية جاءت قضية ( الصّلح ) وما تبعه من تداعيات أخرى سواء على المستوى الشخصي للإمام الحسن أو المستوى الإجتماعي وطبيعة علاقته بالسلطة الحاكمة من جهة وقواعده الشعبية من جهة أخرى .. وهذا يعني أن مرحلة ( الصّلح ) هي مرحلةٌ متأخرةٌ وعارضةٌ فرضتها طبيعة الظروف الموضوعية ، وبالتالي فهي لا تسلب منه بأي حال مرحلةَ النهضة والجهاد والقيام بالسيف ، بل يبقى الحسن عليه السلام إماماً مُصلِحاً ثائراً ضدّ الظلم والفساد ؛ لأن خيار الجهاد والنهضة المسلحة كان خياره الأصيل بعد إستشهاد أبيه عليه السلام .

يتبع⬅️
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
يقول عليه السلام في بعض خطبه :
والله ما سلّمت الأمر إليه إلا أنّي لم أجد أنصاراً ولو وجدت أنصاراً لقاتلته ليلي ونهاري حتى يحكم الله بيني وبينه ..
وقال : لو وجدت أعواناً ما سلّمت له الأمر لأنه محرّم على بني أمية .
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#قضى_حياته_ثائراً||

على ضوء ذلك فإنّ مَنْ يريد أن يتأسّى بالإمام الحسن عليه السلام لابد أن يعيش كلا المرحلتين اللتين مرّ بهما الإمام عليه السلام ، أي لابدّ أن يكون ثائراً مجاهداً قائماً ضدّ الظلم والفساد أولاً ، وإذا تغيّرت ظروف نهضته وقيامه يمكن له أن يأخذ قرار الصلح والمسالمة حينئذ ! وعليه فمن الظلم الشنيع أن نقتطع التأسّي بسيرة الإمام الحسن عليه السلام ونأخذ مرحلة المصالحة والمسالمة فقط ونترك مرحلة النهضة والجهاد ثمّ نقول إننا سائرون بالمنهج الحسني !!!
لقد قضى الإمام الحسن حياته ثائراً شهيداً مسموماً مظلوماً .. بل نالتْ منه سهامُ الظالمين حتى وهو جنازة محمولة على الأكتاف !! فكيف لنا بعد ذلك أن نصف هذا الإمام المعصوم الثائر الشهيد بالمُسالَمة والمُوادَعة ونسمّي ذلك منهجاً حسنياً ؟!!
ولا يفوتني هنا أن أكرر أني لستُ بصدد تحديد الموقف الشرعي بالقيام وعدم القيام لأي قيادة أو مرجعية دينية في زمن الغيبة وليس من صلاحيتي ذلك جزماً ، لكني في مقام نقد القراءة المغلوطة والظالمة لموقف الإمام الحسن عليه السلام وسيرة حياته المباركة .
لقد لَفَتَ إنتباهي دائماً ذلك الإقتران المركّز بين ذِكْرِ الحسن والحسين في أحاديث رسول الله صلّى الله عليه وآله ، فهم ( سيّدا ) شباب أهل الجنّة ! و( ريحانتا ) رسول الله !
و ( إمامان ) قاما أو قَعَدا !
وقال : اللّهمّ إنّي ( أُحبّهما ) فأحبّهما !
فالسّلام على الإمامَيْن المُصلِحَيْن الثائِرَيْن الشهيدَيْن الناطِقَيْن الحَسَن والحُسَيْن ورحمة الله وبركاته .

✍️:محمود نعمة الجيّاشي
وادي السلام-النجف الأشرف
إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ كَانَتۡ لَهُمۡ جَنَّـٰتُ ٱلۡفِرۡدَوۡسِ نُزُلًا [الكهف:١٠٧]
#سعادة_يكون_رصيدها_حباً_طاهراً||

السعادة الحقيقية تمحو سطورها الأقدار، ولا تنالها يد البلى، فسعادتنا تنبع عن الحب والإخلاص. وسعادة يكون رصيدها حبّاً طاهرًا وإخلاصًا واقعيًا لايمكن لأي عامل من عوامل الدهر أن ينالها بسوء.

🕊️: الشهيدة بنت الهدى {رض}
📕: الفضيلة تنتصر
{وَلَهُ مَن فِي السَّمَٰوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ} .

{يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ} .

[المؤمنون: ٢٠،١٩]
2024/10/01 07:26:28
Back to Top
HTML Embed Code: