إذا أدرك الإنسان طبيعة الحياة وشيمةَ "الكدح" التي تكتنفها لم يضرّه ما يلاقي بين طيّاتها من العناء والبذل والتعب، ولكن..

سؤال المُتعَبين الأبديّ الذي يدور بدورة الزمان يستفتح لحظات الإقبال على المهام صباحًا وينتهي به شريط استعادة تفاصيل اليوم بعد المعارك المضنية هُنا وهناك هو:

ماذا بعد؟ هل ثمّة ثمرة لهذا التعب؟
أم أنّه تعبٌ لذات التعب..

وهذا السؤال يشتدّ على المؤمن أكثر مما يشتدّ على غيره، لأن غيره يقنع بالثمرات المادية ويخلد إليها، وأما المؤمن فإنه إنّما يُحاكم تعبه إلى معياري الإخلاص والمتابعة، لأنّه يؤمن أنّه لا ثمرة من تعب لم يُضبط على هذين المعيارين..

نفسُ المؤمن لا تخشى من التعب، ولكنّها تخشى أن تكون "عاملة ناصبة"..

[ إنَّ اللهَ لَيَعجَبُ مِنَ الشابِّ ليست له صَبْوةٌ ] حديث حسن

مرحلة الشباب هي القوة والفتوة في الإنسان، وهي مظنة التهور والانغماس في شهوات الحياة الدنيا، فإذا تغلب الشاب على شهواته، وأطاع الله، وشغل نفسه بذلك؛ فهو دليل على قوة الإيمان، والاستقامة على طريق الحق.

وفي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليعجب من الشاب ليست له صبوة"، أي: ليس له ميل إلى الهوى والمعصية؛ لحسن اعتياده للخير، وقوة عزيمته في البعد عن الشر في حال الشباب ..

والعجب صفة من صفات الله عز وجل الفعلية الخبرية الثابتة له بالكتاب والسنة، وهو من الله ليس كالتعجب من المخلوقين، ومردود هذا العجب منه سبحانه أنه يستحسن عمل هذا الشاب، فيعظم قدره عنده، فيجزل له أجره؛ لكونه ليس له خطيئة ولا إصرار على معصية .

وخص الشاب؛ لكونه مظنة غلبة الشهوة؛ لما فيه من قوة الباعث على متابعة الهوى؛ فإن ملازمة العبادة مع ذلك أشد، وأدل على غلبة التقوى.

وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في السبعة الذي يُظلِّهم الله في ظلِّه يوم لا ظِلّ إلا ظلّه – ومنهم - : ( وشاب نشأ في عبادة ربه )

#عاوزين_نبطل_الغلط

إن النّفس يا أخي كالنّهر الجاري، لا تثبت قطرة منه في مكانها، ولا تبقى لحظة على حالها، تذهب ويجيء غيرها، تدفعها التي هي وراءها، وتدفع هي التي أمامها. في كل لحظة يموت واحد ويولد واحد، وأنت الكل، أنت الذي مات وأنت الذي ولد، ‏فابتغ لنفسك الكمال أبدًا، واستولدها دائمًا مولودًا أصلح وأحسن، ولا تقل لشىءٍ لا أستطيعه فإنك لا تزال كالغصن الطري، لأن النّفس لا تيبس أبدًا، ولا تجمد على حال. إنك تتعود السّهر حتى ما تتصور إمكان تعجيل المنام، فما هي إلا أن تبكِّر في المنام ليالٍ حتى تتعوده فتعجب كيف كنت تستطيع السهر! [الطّنطاوي]

قال رسول الله ﷺ لأبي بن كعب : " إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن " قال : آلله سماني لك ؟ قال : " نعم " قال : وقد ذكرت عند رب العالمين ؟ قال : " نعم " فذرفت عيناه ، وفي رواية : " إن الله أمرني أن أقرأ عليك " لم يكن الذين كفروا " " قال : وسماني ؟ قال : " نعم " فبكى :')🤍 متفق عليه .

سبحانه القريب🤍

وكما أن خفض الجناح والتواضع لأخيك من أهم أسباب دوام تلك الأخوة فإن من أخطر وأعظم مفسداتها الكبر والاستعلاء
هكذا طبيعة البشر
يكرهون من يتعالى عليهم ويحقرهم مهما كان موقعه منهم
وذلك تمام الشر
في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بحسب امرئ من الشّرّ أن يحقر أخاه المسلم"
هذا الشر يطفح فورا ويصبغ ظاهر صاحبه كما دنس باطنه ومن ثم تتمزق الأواصر وينفر الناس من ذلك المستعلي المحتقر لغيره
ويكرهونه..
وَكيف لا يفعلوا والله ﷻ يبغضه ويلقي بغضه في قلوب الخلائق
"إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ"
لذا قد لا تجد خطيئة بعد الكفر بالله والشرك به أشد بغضا في قلوب الحلائق كالكبر
وأهل الكبر
أولئك الذين تقطر حروفهم ومواقفهم بالعلو وتنضح نظراتهم واختياراتهم بالغرور والشعور بالفضل ورؤية النفس
مَن لسان حالهم دوما: أيها الناس قد أكرمكم الله بوجودنا بينكم وامتنَّ عليكم بأعظم نعمه حين وُلدتم في عصر يتشرف أن عشنا فيه!

قوم لا ينقصهم إلا أن يصرحوا باستحقاقهم عبودية غيرهم ويطالبوا الخلق ألا يفتروا عن التسبيح ليلا ونهارا بحمدهم
حقا لست أدري والله كيف يطيق الواحد من هؤلاء نفسه فضلا على أن يطيقه من حوله

العجب العجاب أنهم قليلا ما يشعرون بما تصرخ به كل حركة وكل سكنة تصدر عنهم..

قليلا ما يدركون كونهم يتبغضون إلى ربهم بأول خطيئة عُصي بها فيما نعلم
خطيئة إبليس التي أودت به إلى الكفر والجحود بعد حين
"وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰائكَةِ ٱسۡجُدُوا۟ لِـَٔادَمَ فَسَجَدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ أَبَىٰ وَٱسۡتَكۡبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَـٰفِرِینَ"
كان الإباء بسبب الاستكبار
ثم كان الكفر مآله
"قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسۡجُدَ إِذۡ أَمَرۡتُكَۖ قَالَ أَنَا۠ خَیۡرࣱ مِّنۡهُ خَلَقۡتَنِی مِن نَّارࣲ وَخَلَقۡتَهُۥ مِن طِینࣲ"
هذه هي..
أنا خير ..
رؤية النفس
الشعور بالخيرية والأفضلية
الإحساس بالغرور المقيت
عندها تبدأ رحلة الهبوط والصغار
"قَالَ فَٱهۡبِطۡ مِنۡهَا فَمَا یَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِیهَا فَٱخۡرُجۡ إِنَّكَ مِنَ ٱلصَّـٰغِرِینَ"
تلك هي القاعدة
ليس هنالك مكان للمتكبرين
الجنة دار المتواضعين الهينين اللينين
في صحيح مسلم عن النبي ﷺ قال: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر"
والله لا أتصور كيف يهنأ للمتكبر بال ويغمض له جفن بعدما يسمع هذا الحديث
مثقال ذرة من كبر تحول بين المرء وبين أعظم مطالبه
فكيف بما هو أثقل من ذرة
كيف بمن يدمن الكبر ويستعذب العلو
"ألا أخبركم بمن يحرم على النَّار، وبمن تحرم النَّار عليه؟ على كلِّ هيِّن ليِّن قريب سهل"
تقرير آخر بهذه الحقيقة
النار ليست للهين اللين القريب السهل
عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا ويلينون لإخوانهم
أولئك يسكنون مكانا آخر
يسكنون الغرف العلا من الجنان
"أُو۟لَـٰۤئكَ یُجۡزَوۡنَ ٱلۡغُرۡفَةَ بِمَا صَبَرُوا۟ وَیُلَقَّوۡنَ فِیهَا تَحِیَّةࣰ وَسَلَـٰمًا"
أما النار فجعلها الله لمن استكبروا وعلوا
"أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ؟"
هكذا سألهم رسول الله ﷺ يطلب انتباههم
ثم كانت الإجابة
" كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ"
صفات الغلظة والفحش تختم كما ترى بالإشكال الأصلي
الكبر
تلك صفات أهل جهنم أعاذنا الله منها
وتلك التي تنقض عُرى الأخوة والمحبة
لكن لماذا يصر المستكبر على استكباره رغم كل تلك التحذيرات المعلومة
ببساطة لأنه غالبا يتغافل أو ينكر حقيقة كبره أو يبررها بالاستحقاق وأنه إنما يقرر حقا حين يعلو ويتعالى وحين يرفض أي حق من الآخرين لأنهم دوما دونه وأقل منه

إنه ظلم النفس بالاستعلاء بها عن قبول الحق
وفي الحديث " الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ"
والغمط هو الازدراء والتحقير من شأن الآخرين
من شأن إخوانه!

ثم تبدأ عقوبات الكبر العاجلة وأولها الطبع على القلب
ذلك القلب القاسي الغليظ الذي قُدَّ من صخور الكبر وكُسي بِرَانِ العلو وأحاطت به أسوار الغرور
مثل هذا القلب يُطبع عليه فلا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا ولا يتلذذ بنعمة الأخوة والمحبة
والأخطر أنه يُصرف عن طريق الحق

"سَأَصۡرِفُ عَنۡ ءَایَـٰتِیَ ٱلَّذِینَ یَتَكَبَّرُونَ فِی ٱلۡأَرۡضِ بِغَیۡرِ ٱلۡحَقِّ وَإِن یَرَوۡا۟ كُلَّ ءَایَةࣲ لَّا یُؤۡمِنُوا۟ بِهَا وَإِن یَرَوۡا۟ سَبِیلَ ٱلرُّشۡدِ لَا یَتَّخِذُوهُ سَبِیلࣰا وَإِن یَرَوۡا۟ سَبِیلَ ٱلۡغَیِّ یَتَّخِذُوهُ سَبِیلࣰاۚ"
يالها من عقوبة
أن يصرف الله المتكبر عن طريقه
أن تعمى عينه عن رؤية الحقائق الجلية
أن يختار دوما سبل الشر ويرفض باستمرار ولوج أي سبيل خير ورشد
وأن يمسخ الله قلبه في الدنيا

‏
إياك والتدقيق في صغائر المواقف.

"لا أعرف عظيمًا في أي مجالٍ إلا وهو مترفّع عن توافه الخصومات والاهتمامات؛ فكما أن التحديق في صغائر الأشياء يضعف البصر، فإن التدقيق في صغائر المواقف يفني البصيرة".

🌾

#هدية_لأطفالنا😍
دورة تعلم السيرة النبوية المطهرة ، يقدمها فريق أكاديمية حفاظ الوحي لتعليم القرآن الكريم وعلومه  #مجانا 🌹❤
يقدمها معلم الوحي الشيخ: حذيفة رخا
للأطفال من عمر 5 سنوات فصاعدًا🤍🤍
يوم الاثنين من كل أسبوع 8:00 مساءً بتوقيت القاهرة⏱
ويشرح فيها منظومة المنيرة في مهم علم السيرة🥰
توجد شهادات للمجتهدين والمتفاعلين 🌟🏅
للاشتراك ، سيتم نشر رابط زووم قبل الموعد بخمس دقائق هنا على القناة💖

الإشتراك في الدورة عبر الرابط👇
https://www.tg-me.com/hoffazalwahy

" كتبَ عمر إلى أبي موسَى الأشعري - رضيَ الله عنهما -
أمّا بعد ؛ فإنَّ القوة في العمل ألّا تؤخِّر عمل اليومِ لغد ، فإنَّكم إذا فعلتم ذلك تداركَت عليكم الأعمال
- أي ؛ تتابعَت وتكاثرت - فلم تَدْروا بأيَّـها تأخذون ، فأضعتم "

- الخطب والمواضع لأبي عبيد ص٢٠٤ -

" إذا شعرتَ بمرارةٍ على فواتِ الفرص ، وأخذت مخالبَ النَّدمِ تنهشُ منكَ ، فتذكّر قولهُ تعَالى ( فعِند الله مغانمٌ كثيرة )
فاللهُ سبحانه يردُ الغائبات ويعوّض على الفائتات ويجزِلُ العطَاء في القادمات "

#بكوريات

قال بعض أهل العلم :

"من لم يشتغل بالتدريس فيما حَصّله من الفنون؛ فقلما يثبُت منه على طائل".

اللهم علماً نافعاً 🤲🏼

🍃❄️🍃❄️🍃❄️🍃❄️🍃❄️🍃❄️🍃

رابط القناة /
‏https://www.tg-me.com/Dralderes

تقول : "كنتُ فقيرة الأصدقاء حتى رُزقتُ بـِصحبةِ القرآن" صدقت والله .. وهل هناك أجمل من شعورك بأن القرآن صديقك ..وأي صديق !! سيعطيك به الله مالم تجده عند أي صديق غيره ..❤️

﴿أَلَّا تَحْزَنِي﴾
« الفــــــــرح قد يأتيك من جهة
ما يُحزنك أو يُقلقك أو يُؤلمك!
أحسِن ظنّك بربّـــــــــك يكفيك
ما أهمّـــــــــــــك.»

إذا وفَّقَ اللهُ الإنسان أن ينخلعَ من ملاحظة ما يكتسبه الخلق، ويتزاحمون عليه، والتَّحرق على المنافسة فيه، من مناصبٍ، ومساكنٍ، وسيّاراتٍ، وعقاراتٍ، وأرصدةٍ ونحوها، وأقبلَ على ما هو أعظم من ذلك، وهو صناعة المستقبل الأبدي، وعمارة النَّفس باللهِ؛ فإنه سيكتشف للحياة معنى آخر، معنًی أسمَى من الحطام الصَّغير المؤقَّت.


• إبراهيم السكران -

أقبلت الجنة، فادخلها!
رمضان بأنواره ورحماته استعادة للصدق والحقيقة فينا!
نقبل لنعلم أن الحياة بحقيقتها وصدقها مع الله تعالى وحده، وفي العبودية له وحده!

موسم القرآن بجلاله وجماله ونوره وحياته، ومواعظه وهداياته!

الأنفاس الجبريلية، والهبات القَدْرية، وصحبة الملائكة، وهمهمات أنفاس الضراعة، ومحافل دمعات الخشية والتوبة والإنابة!

موسم البركة السماوية التي تمسح عن القلوب غبار الدنيا، وزيفها، وغرورها!

موسم الصفاء الذي يُصبُّ في القلوب صبًّا، فيرفع إلى معارج العناية، ومنازل الولاية!

موسم التراحم والتغافر، والتباذل والمودة، وترك الأثرة، وإسكات الأنا والانتصار للنفس، والاعتصام بميثاق: إني صائم!

موسم التخفف من زوائد الأشغال وفضول الأقوال والأفعال والأعمال، وتجلي التوحيد بأنواره حبًّا وشوقًا وتعبدًّا ورِقًّا!

بركات " فإني قريب"، ورحمات" يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر"، ونسائم" أمن هو قانت آناء الليل ساجدًا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه"!

اللهم لك الحمد لا نحصي ثناء عليك!
لك الحمد على رحمتك وشريعتك ومنتك ودينك!
لك الحمد على جمالك ونورك!
لك الحمد على سيدنا رسول الله ﷺ
لك الحمد على رمضان ورحماته وعتقه!

‏كان من دعاء النبي: "وأسألك قُرّة عينٍ لا تنقطع"

"قرّة عين" يعني أن يرزقه الله الاستقرار في الأمور كلّها، خيرِها وشرِّها، بأن يرى كلّ قضاءِ الله لُطفًا منه سُبحانه.

وهذا يتبعه استقرارٌ بالقلب، وشعورٌ بالأمن والطمأنينة، لأن العينَ بوّابةُ القلب، فإذا استقرّت العين: استقرّ القلبُ لا محال!

اللهم إنا نسألك قُرّة عينٍ لا تنقطع، اللهم إنا نسألك الرضا بجميع أقدارك، خيرها وشرّها، اللهم ارزقنا راحة البال وعفة النفس وطمأنينة القلب وحُسن الخِتام وارحمنا واغفر لنا يا رب العالمين.