Telegram Web Link
#"الحديث الخامس عشر بعد المائة"#
«115» الرابع: عن أنس رضي الله عنه قَالَ: إنَّ اللهَ عز وجل تَابَعَ الوَحيَ عَلَى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قَبلَ وَفَاتهِ حَتَّى تُوُفِّيَ أكْثَرَ مَا كَانَ الوَحْيَ عَلَيِّه. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.


الحِكمة في كثرة الوحي عند وفاته صلى الله عليه وسلم، لتكمل الشريعة فلا يبقى مما يوحى إليه بشيء. قال الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} [المائدة: 3].
وكان خلقه صلى الله عليه وسلم القرآن يعمل بما فيه.
#"الحديث السادس عشر بعد المائة"#
«116» الخامس: عن جابر رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيهِ)). رواه مسلم.


في هذا الحديث: تحريضٌ للإِنسان على حسن العمل، وملازمة الهَدْي المحمدي في سائر الأحوال، والإِخلاص لله تعالى في الأقوال والأعمال، ليموت على تلك الحالة الحميدة فيُبعث كذلك، وبالله التوفيق.
مراجعة لما سبق خلال الأسبوع الماضي
#"الحديث السابع عشر بعد المائة"#
«117» الأول: عن أبي ذر جُنْدبِ بنِ جُنَادَةَ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رسولَ الله، أيُّ الأعمالِ أفْضَلُ؟ قَالَ: ((الإيمانُ باللهِ وَالجِهادُ في سَبيلِهِ)). قُلْتُ: أيُّ الرِّقَابِ أفْضَلُ؟ قَالَ: ((أنْفَسُهَا عِنْدَ أهلِهَا وَأكثَرهَا ثَمَنًا)). قُلْتُ: فإنْ لَمْ أفْعَلْ؟ قَالَ: ((تُعِينُ صَانِعًا أَوْ تَصْنَعُ لأَخْرَقَ)). قُلْتُ: يَا رَسُول الله، أرأيْتَ إنْ ضَعُفْتُ عَنْ بَعْضِ العَمَلِ؟ قَالَ: ((تَكُفُّ شَرَّكَ عَنِ النَّاسِ؛ فإنَّهَا صَدَقَةٌ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ)). مُتَّفَقٌ عليه.


((الصَّانِعُ)) بالصاد المهملة هَذَا هُوَ المشهور، وروي ((ضائعًا)) بالمعجمة: أي ذا ضِياع مِنْ فقرٍ أَوْ عيالٍ ونحوَ ذلِكَ، ((وَالأَخْرَقُ)): الَّذِي لا يُتقِنُ مَا يُحَاوِل فِعلهُ.


في هذا الحديث: بيان كثرة طرق الخير، وأن الإنسان إذا عجز عن خصلة من خصال الخير قدر على الأُخرى، فإذا عجز عن ذلك كفَّ شرّه عن الناس. وما لا يُدرك كلّه لا يترك جُلُّه.
#"الحديث الثامن عشر بعد المائة"#
«118» الثاني: عن أبي ذر أيضًا رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((يُصْبحُ عَلَى كُلِّ سُلامَى منْ أَحَدِكُمْ صَدَقةٌ: فَكُلُّ تَسبيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحمِيدةٍ صَدَقَة، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكبيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأمْرٌ بِالمعرُوفِ صَدَقةٌ، ونَهيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقةٌ، وَيُجزئُ مِنْ ذلِكَ رَكْعَتَانِ يَركَعُهُما مِنَ الضُّحَى)). رواه مسلم.


((السُّلامَى)) بضم السين المهملة وتخفيف اللام وفتح الميم: المفصل.
قال في القاموس: المفاصل: مفاصل الأعضاء، الواحد منها كَمَنْزِلٍ. والمِفْصَلُ: كمِنْبَرٍ. اللسان.
وفي هذا الحديث: فضيلة التسبيح وسائر الأذكار، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنَّ الصدقة تكون بغير المال من جميع أنواع فعل المعروف والإِحسان.
وفيه: فضل صلاة الضحى، وأنها تكفي من صدقات الأعضاء؛ لأنَّ الصلاة عمل لجميع أعضاء الجسد، وتنهى عن الفحشاء والمنكر.
#"الحديث التاسع بعد المائة"#
«119» الثالث: عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((عُرِضَتْ عَلَيَّ أعْمَالُ أُمَّتِي حَسَنُهَا وَسَيِّئُهَا فَوَجَدْتُ في مَحَاسِنِ أعْمَالِهَا الأذَى يُمَاطُ عَنِ الطَّريقِ، وَوَجَدْتُ في مَسَاوِئِ أعمَالِهَا النُّخَاعَةُ تَكُونُ في المَسْجِدِ لا تُدْفَنُ)). رواه مسلم.


في هذا الحديث: التنبيه على فضل كل ما نفع الناس أو أزال عنهم ضررًا. وأنَّ القليل من الخير والشر مكتوب على العبد، قال الله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7، 8].
2024/10/05 07:27:52
Back to Top
HTML Embed Code: