.
‏ياربّ..
"لا أذكرُ منك إلا الجميل، ولا أرى منك إلا التفضيل، خيرُك لي شامل، وصُنعك لي كامل، ولطفك بي كافل، ونِعَمُك عندي متصلة، وفضلك عليّ متواتر، صدّقتَ رجائي، وصاحبتَ أسفاري، وأكرمت أحضاري، فلَك الحمدُ حمْدًا متواليًا، متواترًا، مُتّسِقًا، مُتّسعًا، مستوثقًا، يدوم بدوامك لا يبيد".

.
لن يغلبَ عسرٌ يُسرين 🌿.

-

﴿ فكُبكِبوا فيها هُم والغاوون ﴾

قال -جلّ وعلا- "فُكبكبوا" ولم يقل "فكبُّوا"؛ لأنّ الكبكبة: التكرير في الكبّ، فجُعل التكرير في اللفظ دليلاً على التكرير في المعنى.
كأنّهُ إذا كُبّ في جهنّم، ينكبُّ مرةً بعد أُخرى حتى يستقرّ في قعرها .

.

" بين موسمين!

عشر ذي الحجة!
عشرة أيام.

وليست شهرا مثل رمضان.
فموسمها قصير لا يحتمل التقصير.
وهي سريعة العبور ما تقبل الفتور.
وليست الشياطين فيها مصفَّدة على عكس رمضان..

لذا فالمهمة أشق والحمل أثقل والسالكون قلة!
لذا فثواب الاجتهاد أعظم وجائزته أغلى وأثمن.
فأكثر الناس عن أيام العشر غافلون.
لا يتهجدون كما كانوا في رمضان يفعلون..
ولا بكثرة الختمات يتنافسون.
فالتشجيع فيها أقل بعكس شهر الصوم.

ولذا رفع الله ذكرها، وأقسم بلياليها، وضاعف ثوابها!
فصوم يوم واحد فيها يكفِّر ذنوب سنتين كاملتين.

ولذا لم يُرَ الشيطان أحقر ولا أغيظ منه فيها..
وهي فرصتك الكبرى في إلحاق أكبر هزيمة به..
والثأر لما نالك منه من جرح إيمانك وإصابة تقواك على مدار العام.
اليوم يومك أيها البطل المقدام!!

وليكن شعارنا
لن يسبقني إلى الله أحد ".

.

.

‏المؤمن صَمُوت، أشغله طول التفكر عن الفضول، خطاياه تُديمُ حزنِه، نفسُه منه في عناء، والناسُ منه في عافية، يوَدُّ لو خَفَّ حملُه.

-ش. بدر آل مرعي

( وذكّر )..

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ: "من قال: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، في يوم مئة مرة؛ كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مئة حسنة، ومحيت عنه مئة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به، إلا أحد عمل أكثر من ذلك."

رواه البخاري

.
‏«من الناس مَن يُساق إلى الجنّة بالبلاء، فكُلّما انقضت له حاجة وشارف قلبه على الالتفات، جدّد الله من البلاء ما يُلزمه محراب العبوديّة، ولولا ما يجريه الله عليه لكان عن طريقه من الشاردين.»

.
‏يُعيدكَ إليه، بضيقٍ يعتري صدرك بعد الذنب، أو بآية تسمعها فتظنّها نزلت فيك، أو بحديث نبوي، أو بجنازة تمرّ عليك، أو بمرض تُدرك فيه حجم ضعفك، أو بجفاء أقرب الناس إليك، ما أغناه عنك وما أشدّ فقرك وحاجتك إليه ومع هذا يعيدك بل ويفرح بعودتك، والله إننا لنخجل من لطف الله ورحمته بنا.

-الفياض

الحمد لله .. وبعد،
من المنكرات التي أصبحت حاضرة بقوة على هذا الفضاء الأزرق؛ المادة المعروضة على الاستوري.
اليوم بدون ما تفتح الاستوري قد تجد من المنكرات الشيء الواضح؛ بل بسهولة جدًا تفتح ستوري لصاحب لك ثم تنتقل تلقائيًا لما بعدها.

الموسيقى والصور المحرمة هي أبرز المنكرات الحاضرة هنا تحديدًا.
العجيب أن تجد رجلًا ينشر مقطعًا لامرأة متبرجة أو مشهدًا لا يخلو من إشكال.
الموسيقى تقريبًا أصبحت اللغة السائدة عند كثير من الإخوة والأخوات رغم انضباطهم العام وحسن أخلاقهم، لكن سبحان الله تساهل عجيب في هذا الجانب لا أدري بحجة الخلاف المتوهم، أم لمجرد حب المعازف.

ثم التساهل الكبير من أخوات فضليات جدًا في وضع صورهن خاصة بعض الأخوات تعول على إنها لا تضيف عندها إلا بعض المشايخ أو الأقارب؛ مع احتشام ملابسها؛ فتتساهل في هذا الجانب.
وبعيدًا عن التحرير الفقهي لمسألة وضع الصورة والتفصيل فيها؛ فإن هذا كله باب شر حتى وإن كانت الصورة منضبطة.

نتأذى والله يا جماعة مما تفعلون من نشر مقاطع ومعازف وصور، ونصحنا مرارًا باللين والحسنى، والأمر في ازدياد.

قديمًا كنت أقتصر على عمل ( mute ) حتى لا تظهر الاستوري لنفس الأخ أو الأخت مرة أخرى.

من باب إنكار المنكر وقد نصحنا بالكلام المجمل والمفصل وتبيين حكم المعازف ونشر الصور والمشاهد، أفكر حقيقة في حذف أي صديق لا يزال مصرًا على الجهر بهذه المخالفات.
وأرجو ألا نضطر لهذا.
وليس هذا والله - فيما أحسب - من باب التعالي أو الاستطالة على الخلق أو ادعاء الورع والتقوى؛ فأنا - بدون أي تصنع - أقل من ذلك بكثير .. لكنّا مأمورن بالإنكار على من يستعلي بمنكره ويجهر به على الملأ.
والله المستعان

الشيخ أحمد سيف.

.

في كل المرّات التي تضيق الضائقة من حولي، اضع يدي فوق قلبي، كدأب موسى كلما مسّه الخوف سمِع قول ربّه واطاع، فضمّ يده إلى فؤادهِ مااستطاع، يُخالجني إحساس بالسكينة رغم تردّي اﻷحوال في الكرة اﻷرضية عمومًا، ويلازمني شعوري بالانسلاخ عن كل مايدور ويحتدِم..
أحادثك كل ليلة أنني أحبّك، وأبعث لك قائمة من اﻷمنيات، ورسائل أسف كثيرة وخجلى عن الثقوب في ثوب صلاحي، فتبعث لي من السّتر والسِعة ثوبًا لامعًا لا استحقه ولكن كرمك لا يفرّق بين مقامات الطارقين بابك..
أقف بين يديك بمشاعر المُحبيّن، أُقلّد موسى عليه السلام كليمُكَ الحبيب، أحبّ أن أقلّد موسى وأن أسلك نهجه، أحبّ حِكايته وحديثهُ إليك والرسائل التي بعثت بها إليه وأدركَ سِرّها ولو بعد حين، وآتيك كلّ ليلة بيقين موسى بكَ أمام البحر العظيم، أُدرِك أنني لن أغرق ولن أُدْرَك من مضائق الحياة مادُمتَ أنت بعزّتك وسلطانك رغم ضآلتي وعاديتي تسمع صوتي.

- مروة علوي.

.

قبل سنوات أخبرتني صديقةٌ عزيزة - أحسبُها واللّه حسيبها من أهل الجنّة - أنّها كل صباح تنْتوي كافة ماتفعله في يومها للّه، ثم إنني انبهرت بما قالته وحزمتُ أمري أن أحذو حذوها وفعلت؛ واليومُ وددتُ لو يتسّع الفعل الحَسَن ﻵخرين كُثُر فتتحصّل تلك العزيزة على أجورٍ مُضاعفة..
تخيّل معي كظمك الغيظ، صبرك على حرارة الجو، ونزولك عن الحافلة مزيحًا مسافة لينزل شائب، مذاكرتك الدروس لأخيك اﻷصغر، تخيّل الماء الذي تشربه لتروي بدنك، وقسط النوم الذي تناله لتتقوّى، وصمتك حتى لا تدخل في اﻷعراض أو تجرح أو تلمز، تخيل تمسيدك لظهر قطة! وباقي الماء في قنّينتك تسكبه على نبتة في طريقك، طبخك لعائلتك، استماعك لحكايات أجدادك ولو تكرّرت، تلطّفك مع صغار اﻷُسرة، نظافتك الشخصية، حمدك اللّه على السقف واللقمة الطيّبة في جوفك، خطواتك إلى العِلم لتحسين وضعك فإكفاء نفسك، ثم إلى العمل لتوفير رزقك..
تخيّل معي بمجرّد تجديد النيّة كم ستجني من حصاد عندما تحوّل المُباحات إلى خيرات؟
إنّ المتاجرة مع اللّه بالنيّات من أعمال الخواص.♥

- مروة علوي.

.
مهرُ الآخرة يسير:
قلبٌ مخلّص ، و لسان ذاكر.

- ابن الجوزيّ.

.

" انتهتِ المواسمُ يا صاحبي وقد خَلَتْ أيام الله؛ ذهبَ رمضان ومرّتِ العشرُ الأواخر، وقد مضَتْ ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر، وكبّرنا الله على ما هدانا، وانتهى عيد الفطر وقد ولّى زمنِ الاعتكاف، انتهتْ في لمح البصر الليالي العشر من ذي الحجة وقد مَنَّ اللهُ علينا ببلوغ يوم عرفة العظيم وبلوغ الدعاء فيه، ثم أتى يوم النحر فذبحنا طاعة لأمر الله، وأكلنا مما رزقنا لحمًا طيبًا، وكادت تنتهي أيام التشريق كلها..

انتهى كل شيء يا صاحبي ولم ينتهِ القرآن بعد، ولم تنتهِ الصلاة، ولم ينتهِ الدعاء والسجود والقيام والصدق مع اللهِ، فتذّكر دائمًا قوله تعالى « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ» وإياك أن تكون عبدًا موسميًا تعبده بصدقٍ في أيامٍ وتغدر وتفجر في أيام أخرى، انتهى كل شيءٍ يا صاحبي ولم يبقَ لك إلّا الله ".

.

"أنّ أوقات الانشغال نعمة، وأنّ التَّعّب المُثمر نعمة، وكلّ دقيقةٍ تقضيها في الاشتغال على نفسك وعقلك وقلبك، هي استثمارٌ مؤجّل لو لَم تَرَ النتائج الآن! النَّفس تَميل لراحتها، ولاتعلَم أنّها ترتاح بالتَّعَب..
‏كلّ لحظة قراءةْ استصعَبتَها لكنّك أكمَلتَ الكتاب، كلّ مشروعٍ لم تتركه في المنتصف، كلّ فكرةٍ عزمت على إتمامها، كلّ لحظةٍ استثمرت ما فيها، كلّ برنامجٍ ودورةٍ ومحاضرةٍ ولقاءٍ أخذت منه حدّ الارتواء
‏كلّ دفترٍ ملأته، و قلمٍ أنهَيتَه، وكتابٍ قرأته، وحقيبةٍ حملتها، وخطىً سِرتَها، وساعة خَلَوتَ بها،
كلُّ هذا يشهد لك، كلّه ذاتَ يومٍ يَرفَعُك".