Telegram Web Link
بعد مارثون طويل من انتخابات هندية، بدأت في 19 إبريل وانتهت في 1 يونيو، وأعلنت نتائج مراحلها الست في 4 يونيو، تكشفت خارطة الحكم والمعارضة الهندية، وبدأت ملامح مرحلة جديدة يمر بها المسلمون في ظل حكم يقوده رئيس الوزراء ناريندرا مودي، رئيس حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي اليميني المتطرف، للمرة الثالثة، ولكن بنكهة مختلفة على نحو محدود.
أعلنت النتائج، بفوز التحالف الذي يقوده حزب مودي، وهو التجمع الوطني الديمقراطي بـ 293 مقعداً، متجاوزاً عتبة الـ272 المحققة للأغلبية البسيطة في البرلمان الهندي المكون من 543 عضوًا، لكن هذا الفوز – كما قيل – كان بطعم الهزيمة، إذ جاء معبراً عن خيبة أمل قطاع كبير من الناخبين في الحزب المتطرف الذي أخفق في مجالات اقتصادية واجتماعية عدة، جعلته يخسر 26% من شعبيته، ليحصل على 240 مقعدًا فقط هذه المرة مقابل 303 مقاعد في انتخابات 2019م، قد كانت كفيلة في المرة السابقة أن تقود رئيسه للحكومة منفرداً دون الحاجة إلى تشكيل حكومة ائتلافية، مثلما هو الحال اليوم.
فقد فاز حزب بهاراتيا جاناتا بـ 240 مقعدًا فقط هذه المرة مقابل 303 مقاعد في انتخابات 2019 (بانخفاض بنسبة 26%)، بينما يلزم الحصول على 272 مقعدًا للحصول على أغلبية بسيطة في البرلمان الهندي المكون من 543 عضوًا. وهو ما حققه الحزب الحاكم لكن عبر التحالف الذي يقوده، وهو التجمع الوطني الديمقراطي بـ 293 مقعداً. غير أن حزب المؤتمر بدد حلم مودي بالفوز بـ 400 مقعد هذه المرة.
تحليل نتائج الانتخابات من زاوية المسلمين:
في الظاهر لا يبدو أن هناك تغييراً كبيراً في محصلة ما نجم عن هذه الانتخابات، بمعنى أن أحوال المسلمين، ربما لن تتغير كثيراً عن حالها الحالي، فحزب بهاراتيا جاناتا لديه أجندة مبرمجة يسير عليها فيما يخص هندوسية الهند، لا تقتصر في حقيقتها على استهداف المسلمين وحدهم، فالسيخ والنصارى كذلك يعانون من ممارسات هذه الحكومة، وثمة تصاعد في الرفض الأقلوي لهذا النظام الحاكم عبر ائتلافه الجديد.
وفقاً للمعطيات المستندة إلى البيانات الرسمية، فإن الأقليات كلها لم يتم تمثيلها في الحكومة الهندية الموسعة التي أعلنها رئيس الوزراء ناريندرا مودي والتي تضم 71 وزيراً، وقد نشرت صحيفة هندوستان تايمز واسعة الانتشار أن المسلمين الذين يتجاوز تعدادهم 200 مليون مسلم، والسيخ الذين يبلغون أكثر من 23 مليوناً، والنصارى الذين يزيدون عن 22 مليوناً لم يمثلوا في الحكومة، بما يمثل مجموعه نحو 250 مليوناً من أصل 1400 مليون هندي، أي أن نسبة 18% من سكان الهند غير ممثلين في الحكومة (أي ما يقارب خُمس السكان)، وهذا يعكس بالطبع الطبيعة اليمينية الإقصائية الواضحة للحكومة الجديدة، فحتى الحكومتان السابقتان لمودي كانتا تضمان وزيرين (مسلمين) في العام 2014، ووزيراً واحداً في العام 2019م، ما يعني أن مودي ماضٍ في سياسته العدوانية تجاه المسلمين.
وقطعاً؛ فإن بقية أحزاب الائتلاف اليمينية تشاطر مودي توجهه الفاشي هذا، ولم يصدر عنها سوى تصريح مهم لـ كيه سي تياجي، المتحدث الرسمي باسم حزب جاناتا دال (المتحد)، وهو حزب مهم في الائتلاف الحاكم، يقول فيه أن حزبه لن يتسامح مع أي حملات مناهضة للمسلمين أو الأقليات، متعهداً بمنع أعمال الانقسام المجتمعي ضد الأقليات في ظل الإدارة الجديدة، مشيراً إلى جاذبية حزبه في المناطق ذات الأغلبية المسلمة، حيث تفوق مرشحه على مرشح مجلس اتحاد المسلمين لعموم الهند، في إحدى تلك المناطق! غير أن تصريحه هذا لم يُترجم لوضع أفضل للمسلمين، لا في قوائمه التي كادت أن تخلو من المسلمين، ولا في تشكيلة الحكومة وما سواها من المناصب الجديدة.
في الأصل، مذهب مودي العدواني تجاه المسلمين في غاية الوضوح، فللمرة الأولى منذ إعلان استقلال الهند، تخلو حكومة الاتحاد من تمثيل المسلمين، وهو أمر ذو دلالة خطيرة. وفي الأصل، لا تمايز كبيراً بين حزب بهاراتيا جاناتا وشركائه في الائتلاف في هذا الصدد، وقد لا نعاين تغييراً كبيراً فيما يخص ملفات جامو وكشمير، قانون الجنسية، قانون الطلاق الثلاثي، المساجد التاريخية للمسلمين، وغيرها من الملفات التي تخص المسلمين بقوة، والتي فجرها الحزب الحاكم خلال سنين حكمه.
كذلك؛ فإن تغيير التركيبة الحاكمة قد بات من الصعوبة بمكان، ليس لأنها الأكثر شعبية، أو لأن الشعب راغب في وجودها الدائم في السلطة، وإنما لأن مودي لم يكن كسابقيه، بل هو ومن خلفه منظمة RSS قاطرة الهندوتفا (اليمينية الهندوسية المتطرفة)، والتي يبلغ تعداد أعضائها نحو 10 ملايين عضو، وكثير منهم مسلح، قد اخترقت جميع مفاصل الدولة الهندية على شاكلة منظمة الخدمة (تنظيم فتح الله غولن في تركيا قبل دحره جزئياً في أعقاب انقلاب 2016م الفاشل)، وترفد حزب "الزعفران" (بهاراتيا جاناتا) الحاكم بكوادر تؤهله لقيادة نحو 160 مليوناً، هم أعضاء هذا الحزب المتوغل في السلطات التنفيذية والقضائية و"التشريعية"، والذي ما زال يحتفظ بوزارات السيادة القوية، الدفاع، والداخلية، والعدل، وغيرها، ويمسك بتلابيب السلطة بقوة، ويمثل خطاباً شعبوياً له بريقه من حيث الرغبة في التوسع وإقامة دولة الهندوس الكبرى، وطرد المسلمين أو تهميشهم، والحفاظ على الأمن القومي للبلاد.. إلى غير ذلك، وبالتالي صار من العسير زحزحته بسهولة من السلطة..
لكن أوليس هناك ضوء في نهاية هذا النفق؟ بلي، ولهذا؛ فلهذا الحديث بقية لازمة لرسم صورة حقيقية ومتزنة عن وضع المسلمين بعد الانتخابات البرلمانية الهندية.. والله المستعان.
��يزعمون_أن_الحج_على_طريقة_النبي_مستحيلة_11�.pdf
814.9 KB
🕋الطريق إلى الحجة المبرورة 🕋

🕋خطة سير النبي صلى الله عليه وسلم في حجة🕋

🕋يقولون مستحيل أن نطبق طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم في الحج🕋

✍️تأليف د.عادل الحمد✍️

👇الحلقة في أول تعليق👇

#رابطة_علماء_المسلمين
#الحج_المبرور
#حج_1445هـ
الطريق إلى الحجة المبرورة (11)
يقولون: مستحيل أن نطبق طريقة الرسول في الحج!

تكملة رد الشيخ ابن حميد على الصحفي صالح:
ثم قال الأخ صالح: ولم يكن الحجِّ عند إصدار هَذِهِ التشريعات، بهذه الكثرة، وبهذه الوسائل؛ فكيف لو شاهد واحد منهم هَذَا الذي يلقاه الحُجَّاج الآن؟ مما يجعل إلزام الحاجِّ، بأن يحجُّوا كما حجَّ الرَّسُول  أمرًا يكاد يكون مستحيلًا.
فهل الكثرة وتلك الوسائل المريحة، تكون سببًا لتغيير الأحكام الشرعية؟! بل إن هَذِهِ الأزمنة أسهل وأيسر فِي حقِّ الحُجَّاج من الزمن الأول، لعدم توفر المياه فِي ذلك الوقت، ولصعوبة المسالك، ولحاجتهم الشديدة إلى نقل كل ما يحتاجونه من ماء وغيره، لبعد المسافات على الرواحل، ولعدم وجود ما يحتاجونه من الأطعمة فِي عرفات ومزدلفة ومنى؛ والذين حجُّوا مع النَّبِيّ  بلغ عددهم مائة وأربعة وعشرين ألفًا.
وقد ذكر بعض المؤرخين أن عدد الحُجَّاج فِي أواخر خلافة بني العباس، قد بلغ ستمائة ألف؛ فقارن نسبتهم مع نسبة عدد الحُجَّاج فِي هَذَا الزمن، مع اعتبار وسائل النقل؛ وفي زمننا كل شيء متيسِّر - ولله الحمد- من المياه، والمطاعم، ووسائل النقل، وغيرها.
وأحب أن أذكر الأخ أنَّ الحجَّ ليس مجرَّد نزهة فقط، لا يتحمَّل الإنسان منه أدنى مشقَّة أو تعب؛ لا، بل أخبر الرَّسُول  أنَّ الحجَّ من الجهاد؛ والجهاد معروف ما يتحمَّله الإنسان فِي سبيله، وكما يدلُّ عليه قوله تعالى: ﴿وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ﴾ [النحل: 7].
وقول الأخ صالح: فكيف لو شاهد واحد منهم هَذَا الذي يلقاه الحُجَّاج الآن؟ مما يجعل إلزام الحاجِّ أن يحجَّ كما حجَّ النَّبِيّ  أمرًا، يكاد يكون مستحيلًا.
هذه عبارة لا ينبغي أن تصدر من عاقلٍ، فضلاً عمَّن عنده أدنى علم. فهل يسوغ لنا أن نغيِّر فِي العبادات الشرعية بحجَّة الكثرة؟ أَيُشرع للناس وقوفًا فِي اليوم الثامن وفي اليوم التاسع؟ أَيُشرع للناس ترك رمي الجمار نظرًا للكلفة والمشقَّة؟!، أَيُشرع للناس اختصار الطَّوَاف والسعي خمسة أشواط بدلًا من سبعة؟! نظرًا للكثرة والمشقة!!.
وقوله: يكاد يكون الاقتداء بالنَّبِيّ  أمرًا مستحيلًا.
ليس هو - والحمد لله - بالمستحيل، بل هو متيسِّر سهل، فلا نزيد ولا ننقص ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رَدٌّ)). وإذا كان الاقتداء بالنَّبِيّ  مستحيلاً، فمن الذي يجب أن يُقتدى به، وتكون طريقته أسهل وأيسر من النَّبِيّ ؟! أم نقول للناس تخبَّطوا فِي متاهات الجهل، وحجُّوا كما أردتم، بدون الاقتداء بأحد؟!.
...
قوله: وأسلوب الرَّسُول  فِي توجيه الحجيج الذي كان يقوله لكلِّ سائل: افعل ولا حرج!.
لم يقل الرَّسُول  لكلِّ سائل افعل ولا حرج، إلا فيما يحصل به التحلُّل، فهذا عروة بن مضرس، جاء يسأل الرَّسُول  ولم يقل له: افعل ولا حرج.
قال عروة: جِئْتُ مِنْ جَبَلِ طَيِّئ، أَكْلَلْتُ رَاحِلَتِي وَأَتْعَبْتُ نَفْسِي، وَالله مَا تَرَكْتُ مِنْ جَبْلٍ إِلاَّ وَقَفْتُ عَلَيْهِ، فَهَلْ لِي مِنْ حَجٍّ؟ قال  : ((مَنْ شَهِدَ صَلاتَنَا هَذِهِ وَوَقَفَ مَعَنَا حَتَّى انَدْفَعَ وَقَدْ وَقَفَ بِعَرَفَةَ قَبْلَ ذَلِكَ لَيْلاً أَوْ نَهَارًا، فَقَدْ تَمَّ حَجَّهُ وَقَضَى تَفَثَهُ))، فراعى الرَّسُول  الترتيب، ولم يقل له: افعل ولا حرج، مع أنَّ السائل، قال: أتعبت نفسي، وأكللت راحلتي؛ فهل: لو رمى الجمار يوم عَرَفَة - بأن قدمه على يوم النحر- هل يجزئه بِحُجَّة: افعل ولا حرج؟! أو طاف طواف الإفاضة فِي اليوم التاسع، فهل يكفيه بِحُجَّة: افعل ولا حرج؟! وإنَّما قال النَّبِيُّ  لمن سأله يوم النحر: ذبحت قبل أن أرمي، قال: ((ارم ولا حرج))، قال آخر: رميت قبل أن أذبح، قال: ((اذبح ولا حرج))، فَمَا سُئِلَ يَوْمَئِذٍ عَنْ شَيْءٍ قُدِّمَ وَلَا أُخِّرَ إِلَّا قَالَ: ((افْعَلْ وَلَا حَرَجَ))، والمراد به هو: ما يحصل به التحلُّل يوم العيد; لقوله: فما سُئل يومئذ، ولم يقل لكلِّ سائل: افعل ولا حرج، وقصة كعب بن عجرة أيضًا معروفة معلومة.
انتهى المراد من كلمة الأخ صالح.
ولي على كلمة الأخ أحمد محمد جمال، المنشورة فِي جريدة البلاد، فِي العدد الصادر بتأريخ اثني عشر منه خمس ملاحظات:
...
ثالثًا: نقله استنكار الفقيه العربي أن يجمد الخطباء والوعاظ على الحثِّ للحجَّاج باقتفاء سنَّة الرَّسُول  فِي حجِّه من حيث المبيت بمنى ليلة التَّاسع، وفي المزدلفة ليلة العاشر، مع أنَّهم يعلمون علم اليقين أنَّ ذلك مستحيل على كافة الحجَّاج... إلخ.
أعظم بها من مَنقَبة، وأكرم بها من طريقة سامية! كيف لا يُقتدى بسيِّد الخلق، وإمام المرسلين الذي أُمرنا باتباعه، والتمسُّك بهديه، والاقتداء بأفعاله؟ ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [الأحزاب: 21]، ﴿وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا﴾ [النور: 54]، وقال : "خذوا عني مناسككم".
...
نقل الأستاذ أحمد، عن الفقيه العربي، بأنَّه سيصدر فتوى لحجَّاج بلاده بجواز التصدُّق بثمن الهدي عند الحاجة إليه، فهلا يتكرَّم بإصدار فتوى بجواز التصدُّق، بتكاليف الحجِّ، بدلا من الحجِّ؟! ويسقط عنهم حجَّة الإسلام، فمتى جاز فِي البعض جاز فِي الكل؟!
وقل للعيون الرمد للشمس أعين
سواك تراها فِي مغيب ومطلعِ
وسامح نفوسًا أطفأ الله نورها
بأهوائها لا تستفيق ولا تعِي
ففتواه هو وغيره ما لم تستند على دليل شرعي غير معتبرة.
وليس كل خلاف جاء معتبرًا
إلا خلافًا له حظٌّ من النظر
وختامًا: أشكر للأستاذين الجليلين، أن أتاحا لي الفرصة للاشتراك بإبداء رأيي فِي الموضوع، والله الموفِّق، والهادي إلى سواء السبيل))( ).
انتهى المقصود من كلام الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد رحمه الله
نكمل غدًا إن شاء الله.
وكتبه
د. عادل حسن يوسف الحمد
«حكم صيام يوم عرفة إذا وافق يوم الجمعة والسبت»
بقلم د. كامل صلاح


الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

إنّ يوم عرفة يوم من أيام الله تبارك وتعالى الفاضلة المباركة، وهو يوم يحمل من الخصائص والمميزات والمكرمات ما ليس في غيره من سائر الأيام، فهو يوم تجاب فيه الدعوات، وتقال فيه العثرات، ويباهي الله تعالى فيه الملائكة بأهل عرفات، وهو يوم عظَّم الله جل وعلا أمره وقدْره ومنزلته ومكانته على باقي الأيام، وهو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة والفضل، وهو يوم مغفرة الخطايا والذنوب وهو يوم العتق من النيران. وعندما سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة أجاب بأن صيامه يكفّر ذنوب سنتين، السنة الماضية، والسنة الآتية، ففي الحديث عن أبي قتادة رضي الله تعالى عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صِيامُ يومِ عرفةَ إنِّي أحتسِب على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السَّنةَ التي بعدَه، والسَّنةَ التي قَبلَه» «أخرجه مسلم (١١٦٢)، وأبو داود (٢٤٢٥)، وأحمد (٢٢٦٥٠)».

فما حكم صوم يوم عرفة إن وافق يوم الجمعة؟

قبل الحديث عن حكم صيام يوم عرفة إن وافق يوم الجمعة لا بدّ من الإشارة هنا إلى أنّ صيام يوم الجمعة مكروه لمن قصده بذاته وأفرده بالصوم، وذهب إلى هذا القول جمهور أهل العلم، من الشافعية، والحنابلة، والحنفية، وابن القيم، والشوكاني، وغيرهم[1]، واستدلوا على ذلك بما يلي:

ففي الحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لا يَصُومَنَّ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلا يَوْمًا قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ» «أخرجه البخاري (1849) ومسلم (1929)».

وفي الحديث كذلك عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا تَخْتَصُّوا لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِقِيَامٍ مِنْ بَيْنِ اللَّيَالِي وَلَا تَخُصُّوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصِيَامٍ مِنْ بَيْنِ الْأَيَّامِ إِلا أَنْ يَكُونَ فِي صَوْمٍ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ» «أخرجه مسلم (1930)».

وفي الحديث عَنْ جُوَيْرِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهِيَ صَائِمَةٌ فَقَالَ أَصُمْتِ أَمْسِ قَالَتْ لا قَالَ تُرِيدِينَ أَنْ تَصُومِي غَدًا قَالَتْ لا قَالَ فَأَفْطِرِي وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ الْجَعْدِ سَمِعَ قَتَادَةَ حَدَّثَنِي أَبُو أَيُّوبَ أَنَّ جُوَيْرِيَةَ حَدَّثَتْهُ فَأَمَرَهَا فَأَفْطَرَتْ»؛ أخرجه البخاري (1850).

قال النووي: «قَالَ أَصْحَابُنَا ( يعني الشافعية ): يُكْرَهُ إفْرَادُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ بِالصَّوْمِ فَإِنْ وَصَلَهُ بِصَوْمٍ قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ أَوْ وَافَقَ عَادَةً لَهُ بِأَنْ نَذَرَ صَوْمَ يَوْمِ شِفَاءِ مَرِيضِهِ، أَوْ قُدُومِ زَيْدٍ أَبَدًا، فَوَافَقَ الْجُمُعَةَ لَمْ يُكْرَهْ» «المجموع شرح المهذب، للنووي، 6/ 479».

وقال ابن قدامة: «يُكْرَهُ إفْرَادُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ بِالصَّوْمِ، إلا أَنْ يُوَافِقَ ذَلِكَ صَوْمًا كَانَ يَصُومُهُ، مِثْلُ مَنْ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا فَيُوَافِقُ صَوْمُهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَمَنْ عَادَتُهُ صَوْمُ أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ الشَّهْرِ، أَوْ آخِرِهِ، أَوْ يَوْمِ نِصْفِهِ». «المغني، لابن قدامة، 3/ 53».

وقال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: «إنّ السنة مضت بكراهة إفراد رجب بالصوم، وكراهة إفراد يوم الجمعة». «الفتاوى الكبرى، لابن تيمية، 6/ 180».

لكن هذا النهي ليس على إطلاقه، فقد جاء في النهي عن صوم الجمعة تطوعاً دون أن يُسبق بيوم قبله، أو بعده، ولأن النهي عن إفراد يوم الجمعة بالصيام مخصوص بمن قصد ذلك، وبالتالي فإذا وافق يوم عرفة يوم الجمعة، فلا حرج في إفراده بالصيام ولا يجب صيام يوم قبله، لأن نيته صوم يوم عرفة، وليس صوم يوم الجمعة.

وبناءً على ذلك فإذا كان من عادة الإنسان أن يصوم يوماً ويفطر يوماً فصادف يوم صومه يوم الجمعة فلا بأس بصومه، وكذلك لو أراد إنسان أن يصوم يوم عرفة فصادف يوم عرفة يوم الجمعة فإنه لا حرج عليه أن يصوم يوم الجمعة ويقتصر عليه؛ لأنه إنما أفرد هذا اليوم لا من أجل أنه يوم الجمعة، ولكن من أجل أنه يوم عرفة، فهو صيام له سبب، كما إذا وافق يوم الجمعة عادةً للصائم؛ كمَنْ يصوم يومًا ويُفطر يومًا، أو صادف هذا اليوم يوم عاشوراء واقتصر عليه، فإنه لا حرج عليه في ذلك، وإن كان الأفضل في يوم عاشوراء أن يصوم يوماً قبله، أو يوماً بعده.

خلاصة الحكم:
يُشرع صوم يوم عرفة إذا وافق يوم جمعة أو يوم السبت، ولا يشترط صوم يوم قبله أو بعده، لأنّ صوم يوم عرفة عبادة ذات سبب وسنة مستقلة، لذا ينبغي للعبد أن يستثمر مثل هذه المواسم الطيبة المباركة، فهي مواسم الطاعات والبركات والخيرات، ومغفرة الذنوب، وتكفير السيئات، وعندما سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة أجاب بأنّ صيامه يكفّر ذنوب سنتين، السنة الماضية، والسنة الآتية، فالموفق من وفّق لصيامه، وأعانه الله تعالى على ذلك.

وإنّ من مما ينبغي الإشارة إليه في هذا المقام، أنّ لوقفة الجمعة يوم عرف مزيّة على سائر الأيام من عدة وجوه، ذكرها ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى في كتابه زاد المعاد.

قال ابن القيم في زاد المعاد: «وَالصَّوَابُ أَنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَفْضَلُ أَيَّامِ الْأُسْبُوعِ، وَيَوْمُ عَرَفَةَ وَيَوْمُ النَّحْرِ أَفْضَلُ أَيَّامِ الْعَامِ، وَكَذَلِكَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ، وَلَيْلَةُ الْجُمُعَةِ، وَلِهَذَا كَانَ لِوَقْفَةِ الْجُمُعَةِ يَوْمَ عَرَفَةَ مَزِيَّةٌ عَلَى سَائِرِ الْأَيَّامِ مِنْ وُجُوهٍ مُتَعَدِّدَةٍ.

أَحَدُهَا: اجْتِمَاعُ الْيَوْمَيْنِ اللَّذَيْنِ هُمَا أَفْضَلُ الْأَيَّامِ.

الثَّانِي: أَنَّهُ الْيَوْمُ الَّذِي فِيهِ سَاعَةٌ مُحَقَّقَةُ الْإِجَابَةِ، وَأَكْثَرُ الْأَقْوَالِ أَنَّهَا آخِرُ سَاعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ، وَأَهْلُ الْمَوْقِفِ كُلُّهُمْ إِذْ ذَاكَ وَاقِفُونَ لِلدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ.

الثَّالِثُ: مُوَافَقَتُهُ لِيَوْمِ وَقْفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

الرَّابِعُ: أَنَّ فِيهِ اجْتِمَاعَ الْخَلَائِقِ مِنْ أَقْطَارِ الْأَرْضِ لِلْخُطْبَةِ وَصَلَاةِ الْجُمُعَةِ، وَيُوَافِقُ ذَلِكَ اجْتِمَاعَ أَهْلِ عَرَفَةَ يَوْمَ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ، فَيَحْصُلُ مِنَ اجْتِمَاعِ الْمُسْلِمِينَ فِي مَسَاجِدِهِمْ وَمَوْقِفِهِمْ مِنَ الدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ مَا لَا يَحْصُلُ فِي يَوْمٍ سِوَاهُ.

الْخَامِسُ: أَنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَوْمُ عِيدٍ، وَيَوْمَ عَرَفَةَ يَوْمُ عِيدٍ لِأَهْلِ عَرَفَةَ؛ وَلِذَلِكَ كُرِهَ لِمَنْ بِعَرَفَةَ صَوْمُهُ، وَفِي النَّسَائِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: « نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ »، وَفِي إِسْنَادِهِ نَظَرٌ، فَإِنَّ مهدي بن حرب العبدي لَيْسَ بِمَعْرُوفٍ، وَمَدَارُهُ عَلَيْهِ، وَلَكِنْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ أم الفضل: «أَنَّ نَاسًا تَمَارَوْا عِنْدَهَا يَوْمَ عَرَفَةَ فِي صِيَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ صَائِمٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَيْسَ بِصَائِمٍ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ بِقَدَحِ لَبَنٍ وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى بَعِيرِهِ بِعَرَفَةَ فَشَرِبَهُ».

وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي حِكْمَةِ اسْتِحْبَابِ فِطْرِ يَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ: لِيَتَقَوَّى عَلَى الدُّعَاءِ، وَهَذَا هُوَ قَوْلُ الخرقي وَغَيْرِهِ، وَقَالَ غَيْرُهُمْ - مِنْهُمْ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابن تيمية -: الْحِكْمَةُ فِيهِ أَنَّهُ عِيدٌ لِأَهْلِ عَرَفَةَ، فَلَا يُسْتَحَبُّ صَوْمُهُ لَهُمْ، قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ الْحَدِيثُ الَّذِي فِي " السُّنَنِ " عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «يَوْمُ عَرَفَةَ، وَيَوْمُ النَّحْرِ، وَأَيَّامُ مِنًى، عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ».

قَالَ شَيْخُنَا: وَإِنَّمَا يَكُونُ يَوْمُ عَرَفَةَ عِيدًا فِي حَقِّ أَهْلِ عَرَفَةَ لِاجْتِمَاعِهِمْ فِيهِ، بِخِلَافِ أَهْلِ الْأَمْصَارِ فَإِنَّهُمْ إِنَّمَا يَجْتَمِعُونَ يَوْمَ النَّحْرِ، فَكَانَ هُوَ الْعِيدَ فِي حَقِّهِمْ، وَالْمَقْصُودُ أَنَّهُ إِذَا اتَّفَقَ يَوْمُ عَرَفَةَ وَيَوْمُ جُمُعَةٍ، فَقَدِ اتَّفَقَ عِيدَانِ مَعًا.
السَّادِسُ: أَنَّهُ مُوَافِقٌ لِيَوْمِ إِكْمَالِ اللَّهِ تَعَالَى دِينَهُ لِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِتْمَامِ نِعْمَتِهِ عَلَيْهِمْ، كَمَا ثَبَتَ فِي "صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ" عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: «جَاءَ يَهُودِيٌّ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ آيَةٌ تَقْرَءُونَهَا فِي كِتَابِكُمْ لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ نَزَلَتْ وَنَعْلَمُ ذَلِكَ الْيَوْمَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ لَاتَّخَذْنَاهُ عِيدًا، قَالَ: أَيُّ آيَةٍ؟ قَالَ: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3] [الْمَائِدَةِ: 3] فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: إِنِّي لَأَعْلَمُ الْيَوْمَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ، وَالْمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ، نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ، وَنَحْنُ وَاقِفُونَ مَعَهُ بِعَرَفَةَ».

السَّابِعُ: أَنَّهُ مُوَافِقٌ لِيَوْمِ الْجَمْعِ الْأَكْبَرِ، وَالْمَوْقِفِ الْأَعْظَمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَإِنَّ الْقِيَامَةَ تَقُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ»، وَلِهَذَا شَرَعَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لِعِبَادِهِ يَوْمًا يَجْتَمِعُونَ فِيهِ، فَيَذْكُرُونَ الْمَبْدَأَ وَالْمَعَادَ، وَالْجَنَّةَ وَالنَّارَ، وَادَّخَرَ اللَّهُ تَعَالَى لِهَذِهِ الْأُمَّةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، إِذْ فِيهِ كَانَ الْمَبْدَأُ وَفِيهِ الْمَعَادُ، وَلِهَذَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي فَجْرِهِ سُورَتَيِ (السَّجْدَةِ) وَ(هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ) لِاشْتِمَالِهِمَا عَلَى مَا كَانَ وَمَا يَكُونُ فِي هَذَا الْيَوْمِ، مِنْ خَلْقِ آدَمَ، وَذِكْرِ الْمَبْدَأِ وَالْمَعَادِ، وَدُخُولِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَكَانَ يُذَكِّرُ الْأُمَّةَ فِي هَذَا الْيَوْمِ بِمَا كَانَ فِيهِ وَمَا يَكُونُ، فَهَكَذَا يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ بِأَعْظَمِ مَوَاقِفِ الدُّنْيَا - وَهُوَ يَوْمُ عَرَفَةَ - الْمَوْقِفَ الْأَعْظَمَ بَيْنَ يَدَيِ الرَّبِّ سُبْحَانَهُ فِي هَذَا الْيَوْمِ بِعَيْنِهِ، وَلَا يَتَنَصَّفُ حَتَّى يَسْتَقِرَّ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي مَنَازِلِهِمْ، وَأَهْلُ النَّارِ فِي مَنَازِلِهِمْ.

الثَّامِنُ: أَنَّ الطَّاعَةَ الْوَاقِعَةَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، أَكْثَرُ مِنْهَا فِي سَائِرِ الْأَيَّامِ حَتَّى إِنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ الْفُجُورِ يَحْتَرِمُونَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلَيْلَتَهُ، وَيَرَوْنَ أَنَّ مَنْ تَجَرَّأَ فِيهِ عَلَى مَعَاصِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَجَّلَ اللَّهُ عُقُوبَتَهُ وَلَمْ يُمْهِلْهُ، وَهَذَا أَمْرٌ قَدِ اسْتَقَرَّ عِنْدَهُمْ وَعَلِمُوهُ بِالتَّجَارِبِ، وَذَلِكَ لِعِظَمِ الْيَوْمِ وَشَرَفِهِ عِنْدَ اللَّهِ، وَاخْتِيَارِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ لَهُ مِنْ بَيْنِ سَائِرِ الْأَيَّامِ، وَلَا رَيْبَ أَنَّ لِلْوَقْفَةِ فِيهِ مَزِيَّةً عَلَى غَيْرِهِ.

التَّاسِعُ: أَنَّهُ مُوَافِقٌ لِيَوْمِ الْمَزِيدِ فِي الْجَنَّةِ، وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي يُجْمَعُ فِيهِ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي وَادٍ أَفْيَحَ، وَيُنْصَبُ لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ لُؤْلُؤٍ، وَمَنَابِرُ مِنْ ذَهَبٍ، وَمَنَابِرُ مِنْ زَبَرْجَدٍ وَيَاقُوتٍ عَلَى كُثْبَانِ الْمِسْكِ، فَيَنْظُرُونَ إِلَى رَبِّهِمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَيَتَجَلَّى لَهُمْ فَيَرَوْنَهُ عِيَانًا، وَيَكُونُ أَسْرَعُهُمْ مُوَافَاةً أَعْجَلَهُمْ رَوَاحًا إِلَى الْمَسْجِدِ، وَأَقْرَبُهُمْ مِنْهُ أَقْرَبَهُمْ مِنَ الْإِمَامِ، فَأَهْلُ الْجَنَّةِ مُشْتَاقُونَ إِلَى يَوْمِ الْمَزِيدِ فِيهَا لِمَا يَنَالُونَ فِيهِ مِنَ الْكَرَامَةِ، وَهُوَ يَوْمُ جُمُعَةٍ، فَإِذَا وَافَقَ يَوْمَ عَرَفَةَ كَانَ لَهُ زِيَادَةُ مَزِيَّةٍ وَاخْتِصَاصٍ وَفَضْلٍ لَيْسَ لِغَيْرِهِ.
الْعَاشِرُ: أَنَّهُ يَدْنُو الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَشِيَّةَ يَوْمِ عَرَفَةَ مِنْ أَهْلِ الْمَوْقِفِ، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ: «مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ» وَتَحْصُلُ مَعَ دُنُوِّهِ مِنْهُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَاعَةُ الْإِجَابَةِ الَّتِي لَا يَرُدُّ فِيهَا سَائِلًا يَسْأَلُ خَيْرًا فَيَقْرُبُونَ مِنْهُ بِدُعَائِهِ وَالتَّضَرُّعِ إِلَيْهِ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ، وَيَقْرُبُ مِنْهُمْ تَعَالَى نَوْعَيْنِ مِنَ الْقُرْبِ، أَحَدُهُمَا: قُرْبُ الْإِجَابَةِ الْمُحَقَّقَةِ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ، وَالثَّانِي: قُرْبُهُ الْخَاصُّ مِنْ أَهْلِ عَرَفَةَ، وَمُبَاهَاتُهُ بِهِمْ مَلَائِكَتَهُ، فَتَسْتَشْعِرُ قُلُوبُ أَهْلِ الْإِيمَانِ هَذِهِ الْأُمُورَ فَتَزْدَادُ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِهَا، وَفَرَحًا وَسُرُورًا وَابْتِهَاجًا، وَرَجَاءً لِفَضْلِ رَبِّهَا وَكَرَمِهِ، فَبِهَذِهِ الْوُجُوهِ وَغَيْرِهَا فُضِّلَتْ وَقْفَةُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ عَلَى غَيْرِهَا.

وَأَمَّا مَا اسْتَفَاضَ عَلَى أَلْسِنَةِ الْعَوَامِّ بِأَنَّهَا تَعْدِلُ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ حَجَّةً، فَبَاطِلٌ لَا أَصْلَ لَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا عَنْ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. «زاد المعاد، لابن القيم، (٦٠/ ١-٦٥)».

هذا ما تمّ ايراده، نسأل الله العلي القدير أن ينفع به وأن يجعله من العلم النافع والعمل الصالح، اللهم أعنّا على ذكرك وشكرك، وحسن عبادتك، والحمد لله ربّ العالمين.

[1] «المجموع، للنووي (6/ 436)، ومغني المحتاج، للشربيني (1/ 447)، والفروع، لابن مفلح (5/ 103)، والمغني، لابن قدامة (3/ 170)، وإعلام الموقعين، لابن القيم (3/ 174)، والدراري المضية، للشوكاني (2/ 178)، وأضواء البيان، للشنقيطي (7/ 365)».
��تعظيم_شعائر_الله_12_الأخيرة�.pdf
789.1 KB
🕋الطريق إلى الحجة المبرورة 🕋

🕋خطة سير النبي صلى الله عليه وسلم في حجة🕋

🕋تعظيم شعائر الله من تقوى القلوب🕋

✍️تأليف د.عادل الحمد✍️

👇الحلقة في أول تعليق👇

#رابطة_علماء_المسلمين
#الحج_المبرور
#حج_1445هـ
#حجاج_بيت_الله
الطريق إلى الحجة المبرورة (12 الأخيرة)
تعظيم شعائر الله من تقوى القلوب
وفي ختام هَذِهِ الرسالة أودُّ أن أُذكِّر نفسي وإخواني الحُجَّاج وكلَّ مَن يقوم على خدمة ضيوف الرحمن بأهمية تعظيم شعائر الله فِي الحجِّ، لقوله سبحانه وتعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج: 32].
• ومن تعظيم شعائر الله أن نلتزم بإتمام الحجِّ لله كما أمر سبحانه فِي قوله: ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ﴾ [البقرة: 196].
• ومن تعظيم شعائر الله أن نحجَّ كما حــجَّ النَّبِيُّ  الذي قال: ((خذوا عني مناسككم )).
• ومن تعظيم شعائر الله ألَّا نزهد فِي عملٍ عمله الرَّسُول  فِي حجَّته، وألَّا نُقلِّل من شأنِه ونُزهِّد فيه على أنَّه ليس بواجب.
• ومن تعظيم شعائر الله ألَّا يُعَوِّد الحاجُّ نفسه على تتبُّع الرخص والأخذ بها، بل يُربي نفسه على الأخذ بالعزائم فِي الحجِّ.
• ومن تعظيم شعائر الله تحقيق العبودية لله وحده، بامتثال أمره، وتطبيق حكمه، والسير على نهج نبيِّه  ولو لم تظهر له الحكمة فيه.
• إذا كان من تعظيم شعائر الله اختيار الأضحية السمينة الجميلة غالية الثمن كما ذكر العلماء، فمن باب أولى أن يختار أفضل الصُّور فِي تطبيق مناسك الحجِّ، فِي الرَّمي، والطَّوَاف، والمبيت فِي مِنَى وفي مزدلفة.
• ومن تعظيم شعائر الله تعظيم زمان الحجِّ ومكانه بالامتثال لأمر الله وأمر رسوله ، والانتهاء عما نهى الله عنه ورسوله .
وهذا وغيره من الأمور لا تتحقَّق للحاجِّ بدون تقوى الله، ولذلك أمر الله بالتقوى فِي آيات الحجِّ فقال:
﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أيَّام فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [البقرة: 196].
وقال: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [البقرة: 197].
وقال: ﴿وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أيَّام مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ [البقرة: 203].
وقال: ﴿لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ﴾ [الحج: 37].
فالحاجُّ يحتاج ابتداءً أن يتزوَّد بزاد التقوى قبل الحجِّ، ليتسنَّى له تعظيم شعائر الله، ثُمَّ يرجع إلى بلده وقد زادت تقواه، وأصبح أكثر تعظيمًا لشعائر الله، وأشد تمسُّكًا بهدي رسول الله ، فإن لم يُحصِّل ذلك فقد أرهق نفسه، ودفع ماله، ولم يغنم من الأجر مثل ما يغنم غيره ممَّن عظَّم شعائر الله.
فهذه نصيحة أرجو من الله التوفيق والسداد فيها وأن ينفع الله بها إخواني فِي إدارة حملات الحجِّ كل فِي موقعه وأن يُسدِّد خطانا لخدمة ضيوفه لنيل الحَجَّة المبرورة.


والحمد لله رب العالمين

وكتبه
د. عادل حسن يوسف الحمد
يسر #رابطة_علماء_المسلمين أن تهنئ الأمة الإسلامية بحلول عيد الأضحى أعادة الله علينا بالنصر والتمكين والنصر المؤزر، اللهم اجعله عيد نصر وفرج للمظلومين والمحاصرين من المسلمين.
#عيد_الأضحى_المبارك
#عيد_الأضحى_1445هـ
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
تكبيرات العيد || فضيلة الشيخ د. محمد عبدالكريم
التقرير_الأسبوعي_عن_أحداث_العالم_52.pdf
4.9 MB
📜التقرير الأسبوعي عن أحداث العالم (52)📜

👇التقرير في أول تعليق👇

🖥لقراءة وتحميل التقرير على الموقع الإلكتروني🖥
https://n9.cl/n1ikb

🖥لقراءة بقية التقارير على الموقع الإلكتروني🖥
https://n9.cl/uiyr0
#رابطة_علماء_المسلمين
#أخبار_العالم_الإسلامي
#الدعم_السريع_ميليشيا_ارهابية
#الهند #الأيغور #تركيا
التقرير الأسبوعي عن أحداث العالم (52)
التقرير الأسبوعي عن أحداث العالم (52)
ضربة كبيرة تتلقاها الميليشيا.. مقتل قائد هجوم "الدعم" على الفاشر:
تلقت ميليشيا الدعم السريع المناوئة للنظام في السودان ضربة كبيرة بمقتل قائد حصارها للفاشر، والذي تُنسب إليه سلسلة من المجازر المروعة بحق السودانيين، اللواء علي يعقوب، الذي فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات منتصف مايو الماضي لاتهامه بارتكاب مذابح، علاوة على قائدين آخرين رفيعي المستوى في الميليشيا، هما العقيد أحمد مضوي والقائد الميداني العقيد خلا محمود دريسة في معارك الفاشر.

وقد استهدفت المقاتلات السودانية والقوات البرية، الحشود العسكرية التي جاءت لنجدة يعقوب وزمرته، ما أوقع كثير من الخسائر في صفوف ميليشيات الجنجويد، وأعلنت السلطات العسكرية أنها قتلت ألف جنجويدي، ودمرت 60 مركبة قتالية و7 مدرعات والاستيلاء على 40 مركبة قتالية، وأفادت السلطات أن "مليشيا آل دقلو الإرهابية جددت (14 مايو) الهجوم على المدينة وبحمد الله وتوفيقه أحبطت القوات المسلحة والقوة المشتركة الهجوم وكبدتهم خسائر كبيرة"، بحسب بيان مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة.

وفي تطور آخر، أسقطت الدفاعات الجوية السودانية طائرة نقل عسكرية في ولاية شمال كردفان، كانت قد هرعت لنقل جرحى مليشيات الدعم السريع إلى الخارج بغرض العلاج. كما حررت القوات المشتركة منطقة اوري بيري من الجنجويد بعد معركة طويلة استمرت لساعات.

وعلى إثر مجزرة ارتكبتها ميليشيا حميدتي، شيع المئات، ليل الخميس، نحو 20 من قتلى قرية "الشيخ السماني" شمال شرق سنار. ويعيش أبناء قريبة "رزق الله" رعباً كبيراً بسبب محاصرة ميليشيات الدعم لها، وإطلاقها القذائف المدفعية تمهيداً لاقتحامها، مثلما فعلت في ود النورة، واقتحمت المليشيا المتمردة تحت تهديد السلاح، معظم القرى في ولاية الجزيرة، وارتفع عدد المدنيين الذين اغتالتهم المليشيا داخل منازلهم بالولاية إلى أكثر من ألف شهيد.

وفي قضية ذات صلة، وجهت الحكومة السودانية، انتقادات شديدة للمفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك. واعتبرت أن بيانه بشأن مجزرة ود النورة التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع لم يتضمن إدانة واضحة للمرتزقة. وقال بيان أصدرته الآلية الوطنية لحقوق الإنسان، الاثنين، إن "الآلية تعرب عن بالغ أسفها لما جاء في بيان المفوض من توصيف مبتسر لواقعة ود النورة البشعة دون تسجيل إدانة قوية للفاعل الحقيقي وتحميله المسؤولية الكاملة".

سياسياً، كشف حاكم اقليم دارفور مني أركو مناوي، عن أن دولة معروفة طلبت من مليشيا الدعم السريع اسقاط الفاشر، وأنها بعد ذلك ستتولى المهمة في تحقيق كل السيناريوهات المتبقية، مؤكدا بأن أهل السودان لن يستسلموا لمخطط تلك الدولة. وأضاف مناوي: "لو وثق العالم جرائم الدعم السريع، سيجد أنها جرائم ليس لها مثيل في القرنين الماضيين، إلا ان العالم يتعمد تعتيم إعلامي لهذه المذابح، التي تنشر من الجرائم الان هي فقط التي وثقت بأيديهم".

وفي مسعى من البرهان لتعزيز تحالفه مع بعض الفصائل الدارفورية، أصدر رئيس مجلس السيادة السودانية الفريق عبد الفتاح البرهان الخميس مرسوماً دستورياً يقضى بتعيين صلاح الدين آدم تور عضواً بمجلس السيادة، عن حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي. ومعلوم أن الجنجويد تحتل جميع ولايات دارفور ما عدا الولاية الشمالية الكبيرة، وعاصمتها الفاشر. والتي تصد قواتها العسكرية الرسمية، والمشتركة، هجوماً كبيراً عليها من الميليشيات المحلية، والمرتزقة القادمين من خارج السودان.

في سياق آخر، أطلقت السلطات السعودية سراح قائد كتيبة البراء بن مالك، المصباح أبو زيد، بعد اعتقال دام أسبوعين، على إثر قدومه للمملكة لأداء فريضة الحج. ولم يرشح شيء بعد عن أسباب منع القائد السوداني الشاب من أداء الحج. يذكر أن المصباح يُنظر إليه على أنه قائد أهم ذراع عسكري للحركة الإسلامية في السودان.


ضحايا العدوان الصهيوني 3200 قتيل وجريح في أسبوعين:
أكدت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 37296 شهيدا و85197 إصابة منذ السابع من لأكتوبر الماضي. وقالت منظمة أطباء بلا حدود الدولية في بيانٍ الخميس، إنه "منذ بداية يونيو، قتل أكثر من 800 شخص وأصيب أكثر من 2400 آخرين في قصف مكثف وهجمات برية شنتها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة بفلسطين، حسبما أوردت السلطات الصحية".

وقد رفع هذا المعدل إلى هذا الحجم الضخم مجزرة النصيرات التي نفذتها "إسرائيل" والولايات المتحدة أثناء استردادهما لأسراهما الأربعة منذ أسبوع، والتي ذهب ضحيتها نحو 300 قتيل ونحو 500 مصاب.
وتتواصل الجرائم الصهيونية لليوم 253 على التوالي، فيما تواصل المقاومة عملياتها هذا الأسبوع، وقد أقر الاحتلال في صبيحة يوم عرفة بمقتل 8 جنود احتراقاً بعد استهداف مدرّعتهم، نتيجة لوقوعهم في كمين مركب نفذته القسّام. وأعلن جيش الاحتلال، الثلاثاء، "إصابة 33 من عناصره خلال الـ48 ساعة الماضية في معارك غزة". كما أعلن جيش الاحتلال الصهيوني الثلاثاء مقتل ضابط و3 جنود في معارك جنوب قطاع غزة، في إقرار بما سبق أن أعلنته كتائب القسام. وأعلنت كتائب القسام، الاثنين، تفجير منزل في مخيم الشابورة بمدينة رفح كانت قوة "إسرائيلية" قد تحصنت بداخله، مؤكدة مقتل وإصابة عدد من الجنود. وفي الأثناء أفادت وسائل إعلام عبرية، الاثنين، بمقتل 4 جنود "إسرائيليين" وإصابة آخرين جراء تفجير مبنى بقوة "إسرائيلية" في رفح.

وفيما يخص المفاوضات الجارية بشأن الحرب في غزة، طالب القيادي في حركة حماس أسامة حمدان خلال مقابلة مع شبكة سي إن إن الأمريكية في العاصمة اللبنانية بيروت، بموقف موقف واضح من "إسرائيل" لقبول وقف إطلاق النار، والانسحاب الكامل من غزة، من أجل التوصل إلى صفقة بشأن تبادل الأسرى. وأكد حمدان أن "الاقتراح الأخير المطروح على الطاولة (الذي أعلن عنه بايدن)، لا يلبي مطالب الحركة بإنهاء الحرب".

وفي وقت سابق، قال الوسطاء في مصر وقطر إنهم تلقوا ردا من حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى بشأن المقترح الذي كانت الحركة قد أعلنت سابقا أنها تنظر "بإيجابية" إليه، وأوضحت المصادر أن حماس تطالب ببدء "إعمار قطاع غزة في المرحلة الأولى من صفقة التبادل وليس المرحلة الثالثة، وبدء وقف إطلاق النار من المرحلة الأولى، ورفض أي معارضة إسرائيلية على أسماء كبار الأسرى الذين تطالب بالإفراج عنهم، ورفض حماس إبعاد أي أسير محرر والإفراج عنهم إلى بلدانهم الأصلية، والانسحاب الإسرائيلي من محور نيتساريم الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه، في اليوم الثالث من بدء تنفيذ الصفقة".



ائتلاف مودي خلا من أي تمثيل للمسلمين والسيخ والنصارى في البرلمان:
أظهرت نتائج الانتخابات الهندية أنه لا يوجد أي نائب مسلم أو نصراني أو سيخي من بين 293 نائباً منتخباً في التحالف الوطني الديمقراطي بقيادة حزب بهاراتيا جاناتا.

وعلى الرغم من أن المسلمين يشكلون أكثر من 200 مليون في الهند، والسيخ أكثر من 23 مليونًا، والمسيحيين أكثر من 22 مليونًا، بحسب الإحصاءات الرسمية، وشبه الرسمية، فإن التحالف الوطني الديمقراطي بقيادة حزب بهاراتيا جاناتا (NDA) ليس لديه تمثيل من هذه المجتمعات بين 293 نائبًا منتخبًا، وفقًا لتحليل أجرته صحيفة هندوستان تايمز.

ويتمثل المسلمون بـ24 نائبًا مسلمًا في البرلمان الهندي الحالي، منهم 21 من تحالف الهند، وواحد من اتحاد عموم مسلمي الهند، أسد الدين عويسي، والنائبان المستقلان عبد الرشيد شيخ أو "المهندس رشيد" ومحمد حنيفة من جامو وكشمير.

وقد اتسمت الحملة الانتخابية لحزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي بتعليقات الكراهية والإبادة الجماعية ضد المسلمين، وهم أكبر أقلية دينية في الهند، حيث ألقى ناريندرا مودي نفسه أكثر من مائة خطاب كراهية.

ورغم موقف الائتلاف السلبي من المسلمين والأقليات عموماً، إلا أن المتحدث باسم حزب المتحد الذي يتحالف مع حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، كيه سي تياجي، قد حاول أن يبعث برسالة طمأنينة للمسلمين خصوصاً والأقليات عموماً بقوله يوم الجمعة الماضي: "أثناء وجودنا في السلطة مع حزب بهاراتيا جاناتا، لن يتم شن أي حملة مناهضة للمسلمين والأقليات".



للمرة الأولى في تاريخ الهند، لم يؤد أي مسلم اليمين كوزير في حكومة مودي الحالية:
هذه هي المرة الأولى في الهند منذ إعلانها الاستقلال، التي لا يؤدي فيها أي مسلم اليمين كوزير للاتحاد بعد الانتخابات العامة.

في عام 2014، عندما أدى رئيس الوزراء ناريندرا مودي اليمين لأول مرة، أدت نجمة هيبتولا اليمين الدستورية وعينت وزيرة لشؤون الأقليات. وفي عام 2019، أدى نقفي اليمين الدستورية وأصبح أيضًا وزيرًا لشؤون الأقليات. وكان مجلس الوزراء في حكومات التحالف التقدمي المتحد بقيادة الكونغرس في عامي 2004 و2009 يضم أربعة وخمسة نواب مسلمين على التوالي.

ورغم أن المسلمين حصلوا على 24 مقعداً في البرلمان، بينما لم يحصل مرشحو السيخ والنصارى على أي مقعد، إلا أن مودي قد سعى لإرضاء النصارى والسيخ بتعيين وزراء لهم (غير منتخبين) في حكومته التي تضم 71 وزيراً.

والمفارقة أن مودي لم يكتف باستبعاد المسلمين فحسب، ولم يكتف أيضاً بجعلها حكومة عنصرية تنفذ سياسة إقصائية لقطاع كبير من الهنود، بل زاد الطين بلة؛ فضم في وزارته 28 وزيراً لديهم قضايا جنائية ضدهم، 19 منهم يواجهون اتهامات خطيرة مثل الشروع في القتل والجرائم ضد المرأة وخطاب الكراهية، حسبما ذكرت جمعية الإصلاحات الديمقراطية، وهي هيئة حقوق الاقتراع.
2024/06/28 11:31:56
Back to Top
HTML Embed Code: