Telegram Web Link
قال الشيخ المفيد : وكان المأمون قد شغف بأبي جعفر (عليه السلام) لِما رأى من فضله مع صغر سنّه وبلوغه في العلم والحكمة والأدب وكمال العقل ما لم يساوه فيه أحد من مشايخ أهل الزمان ، فزوّجه ابنته أمّ الفضل وحملها معه الى المدينة ، وكان متوفّراً على إكرامه وتعظيمه وإجلال قدره .

حينما أراد المأمون ان يزوج ابنته للامام الجواد (عليه السلام) اعترض عليه العباسيون قال المأمون في وصف الإمام أبي جعفر (عليه السلام) : (وأما أبو جعفر محمد بن علي قد اخترته لتبريزه على كافة أهل الفضل في العلم والفضل مع صغر سنّه والاُعجوبة فيه بذلك . . ثم قال لهم : وَيْحَكم إني أعرف بهذا الفتى منكم ، وإنّ هذا من أهل بيت علمهم من الله ، ومواده وإلهامه، لم يزل آباؤه أغنياء في علم الدين والأدب عن الرعايا الناقصة عن حدّ الكمال).

وقال الذهبي : ( كان محمّد يلقّب بالجواد وبالقانع والمرتضى ، وكان من سروات آل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) . . وكان أحد الموصوفين بالسخاء فلذلك لقّب بالجواد)

وقال عنه ابن الصبّاغ المالكي المتوفّى سنة ( 855 هـ ) : )وهو الإمام التاسع . . عرف بأبي جعفر الثاني ، وإن كان صغير السن فهو كبير القدر رفيع الذكر القائم بالإمامة بعد علي بن موسى الرضا . . للنص عليه والإشارة له بها من أبيه كما أخبر بذلك جماعة من الثقات العدول(

كان الإمام الجواد (عليه السلام) أعبد أهل زمانه ، وأشدهم حبّاً لله عزّوجلّ وخوفاً منه ، وأخلصهم في طاعته وعبادته ، شأنه شأن الأئمة الطاهرين من آبائه (عليهم السلام) الذين عملوا كلّ ما يقرّبهم إلى الله زلفى .

استشهاده عليه السلام:

بعد ان تربع المعتصم العباسي اخو المامون العباسي_الذي انتهى عهده في سنة ( 218 هـ )_على كرسي الخلافة لم يسمح للإمام الجواد(عليه السلام) بالتحرّك ويراقب ـ بكل دقّة ـ النشاط الاجتماعي والسياسي للإمام(عليه السلام) ثمّ يغتاله على يد ابنة أخيه المأمون، المعروفة باُم الفضل والتي زوّجها المأمون من الإمام الجواد(عليه السلام) ولم تنجب له من الأولاد شيئاً، وذلك في سنة (220 هـ )، وهكذا قضى المعتصم على رمز الخط الهاشمي وعميده، الإمام محمّد التقي أبي جعفر الجواد(عليه السلام) .

اذن تنقسم الحياة القصيرة لهذا الإمام المظلوم الى قسمين وثلاث مراحل :

القسم الأول : حياته في عهد أبيه وهي المرحلة الاولى من حياته القصيرة والمباركة وتبلغ سبع سنوات تقريباً .

والقسم الثاني : حياته بعد استشهاد أبيه حتى شهادته . وتبلغ حوالي سبع عشرة سنة .

المرحلة الاُولى: سبع سنوات وهي حياته في عهد أبيه الرضا(عليه السلام) حيث ولد سنة (195 هـ ) ـ وفي حكم محمد الأمين العبّاسي ـ واستشهد الإمام الرضا(عليه السلام) في صفر من سنة (203 هـ ) .

المرحلة الثانية: خمس عشرة سنة وهي حياته بقية حكم المأمون من سنة (203 هـ ) الى سنة (218هـ ).

المرحلة الثالثة: حياته بعد حكم المأمون وقد بلغت حوالي سنتين من أيّام حكم المعتصم أي من سنة (218 ـ 220 هـ ).

لم تكن المدة التي قضاها الإمام الجواد (عليه السلام) في خلافة المعتصم طويلة فهي لم تتجاوز السنتين ، كان ختامها شهادة الإمام (عليه السلام) على يد النظام المنحرف .

لقد خشي المعتصم من بقاء الإمام الجواد (عليه السلام) بعيداً عنه في المدينة ، لذلك قرر استدعاءه الى بغداد ، حتى يكون على مقربة منه يحصي عليه انفاسه ويراقب حركاته ، ولذلك جلبه من المدينة، فورد بغداد لليلتين بقيتا من المحرم سنة عشرين ومائتين ، واستشهد بها(عليه السلام) في آخر ذي القعدة من هذه السنة .

فسلام عليه يوم ولد و يوم استشهد و يوم يبعث حيا

اعلام الهداية / ج 11/ مع التصرف

اعداد/ الشيخ عبد الحسين الاخوند
هذا الشبابُ وحقٌّ أنْ نطشَّ على
جُثمانِهِ أدمعًا مِنْ راحَةِ الحُزنِ

عظم الله أجوركم بشهادة الإمام الجواد عليه السلام.
مُرادي أنتَ يا ربّي وسؤلي
وجئتُ إليكَ مِن "بابِ المُرادِ"
2024/11/15 15:47:51
Back to Top
HTML Embed Code: