Telegram Web Link
وتدرك متأخراً جداً ، أن الأمر كان لا يستحق ولو
إلتفاتة واحدة ، وأن بصيرتك العميقة أعمتك عن
سطحية الأمر بأكمله ، وأن مسألة الرجوع في كل
مرة سببها ، أنك تركت تفاصيل كثيرة مبهمة في
ذات المكان في المرة الأخرى والأخيرة حين تغادر ..
‏غادر كاملاً حتى لا تتمزق أكثر بين الذهاب والعودة
‏أنا هكذا، إما أن أنسى بسرعة،
‏أو أن لا أنسى أبدًا
بعيدٌ أنا عن الجميع، حتى عن أولئك الذين
يعتقدون أني قريبٌ منهم .. ويعرفوني
الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يشعر باللاجدوى،
ولكنه يستمر في العيش كما لو كان كل شيء له معنى.
تعلمت كيف أجعل أفكاري تُعِدُّ معيَ الطعام ،تنظفُ الصحونَ ،وتشعل المبخرة ،لكنَّ لم يعلمني احدًا
كيف أجعلُها تَخْلُد إلى النوم.
‏إنَّ للشدّةِ مُدّة.. ثُمّ يلقى المرءُ سَعْدَه
كلّما ابتعدتَ مدّةً طويلة عن شيءٍ مَّا، قَلَّ تأثيرُهُ
عليك. وكُلَّما دامَ اتصالك بشيءٍ مَّا، زادَ تأثيرُهُ
عليك. فإن أردتَ أن تصنعَ شخصيّتك، فاصنعها من
خلال تَقْوِية صِلتك بالأشياء التي تريد أن تتأثّرَ بها
كم من الافكار يمكن لراسٍ واحدة أن تحوي؟
لَم أهِب أحداً الودادَ بعبَث، كنتُ أنتقيهم انتقاءً،
حياتي ليست محطةً ولن تكون، ستبقى دوائِري
مقدسةً وشائِكة، وجميع الذين نفيتهم مِن
صروحي لن أسمح لهم بالعودة وإن تفاقمت
المحبّة واتّسع الفقد واستفحل الاشتياق، لن
أسمح لهُم بالدخول مجددًا وإن نهَشتني
رغباتي الساذجة.
لكنّني لم أستطع أن أمنع نفسي من مواصلة
تأمّل وجهك الضاحك بشغف، أريدُ أن يتوقف
الزمن عند تلك اللحظة.
2024/11/16 13:25:56
Back to Top
HTML Embed Code: