Telegram Web Link
مرَّة واحدة في العمر
تلتقي بالشخص الذي لا يُشبه أحداً
ولا يشبهه أحد
.
#السلام_عليك_يا_صاحبي
‏"مالناس إلا خواطر وكرامات، وكسر عظم إنسان لا يقل ألمًا عن كسر خاطره، وإن كسر العظم يلتئم، أما كسر الخاطر فيبقى!"
.
- ثاني اثنين | أدهم شرقاوي
يا لفضاعةِ الشُعور!.......
"أن أدعُ الله بأنْ ينزِعَ منّي شُعورًا كانت أعظم دعواتي و رجاءاتي بقَاؤه!!"
لا تستصغِرْ طعنةً لم تُجربها
ولا تستهِنْ بخذلانٍ لم تذقه!
‏لا تقُلْ لي سامِحْ ما لم تذُقْ طعمَ جرحي
‏ولا تقُلْ لي اِغْفِرْ ما لم تتجرع مرارتي
‏ولا تقُلْ لي تجاوزْ ما لم تُجرِّب تلك المواقف
التي تبقى فيها عالقاً إلى الأبد
‏السّلام عليكَ يا صاحبي،

ها أنتَ الآن منهكٌ مجدداً،
حتى أنكَ عاجزٌ عن النومِ رغم شدَّة التعب،
تدور في رأسكَ ألف فكرة،
حتى ليُخيّل إليكَ أنَّ العالم الذي في رأسكَ أكبرُ من العالم الذي رأسكَ فيه!

وحيدٌ رغم كل هذا الزّحام حولكَ!
كلهم يرون صلابتكَ،
تلكَ القشرة السميكة التي تُغلفُ بها نفسكَ،
كثمرة الجوز، صلبة جداً من الخارج، ولكنها من الداخل هشَّة!
لا أحد منهم يرى هذه الهشاشة التي أنتَ فيها!

كلهم يرون ابتسامتكَ،
تلك التي تعلو محيَّاكَ دوماً،
ولا أحد منهم يعلمُ أنك تنتظرُ أن تنفرد بنفسكَ لتبكي!

كلهم يستندون عليكَ،
هكذا عودتهم أنتَ،
أن تكون كتفهم وعكازهم،
ولكن كيف تخبرهم أن حتى الأقوياء تمرُّ بهم لحظات ضعفٍ ويحتاجون من يسندهم أيضاً؟
ولكنكَ لا تجرؤ أن تبوح بضعفكَ،
لا يمكن للشجرة أن تقول: أريدُ أن أستلقي قليلاً لقد تعبتُ من الوقوف!

لا عليكَ يا صاحبي، لا عليكَ،
هذا هو قدرك، أن تكون كالشمعة التي تحرقُ نفسها لتضيء للآخرين!
اُثبتْ فلعلَّ في ثباتكَ ثباتاً لكثيرين يتعزون بكَ، ولو مِلتَ لمالوا!
أعلمُ أنك تعبتَ،
ولكنكَ لا تملكُ رفاهية أن تستريح قليلاً،
الجنود لا يستلقون أثناء المعركة وإن أنهكهم التعب!

والآن قِفْ هُنيهةً، وأَعِرْني قلبكَ قليلاً يا صاحبي!
ألمْ تقل لي يوماً: الناس في هذه الحياة لا يمشون إلا في دروب أقدارهم!
فلا تقتلْ نفسكَ بكثرة التفكير، ولا تشغل قلبكَ بما ليس لكَ يدٌ فيه!
أمر اللهِ نافذٌ لا محالة، مهما بدت لك الطرق عسيرة، والأبواب مغلقة!
ليس لكَ إلا السَّعي، وليس عليكَ إلا أن تمشي، أما متى تصل، كيفَ، وأين؟
فهذا غيبٌ لا يعلمه إلا الله!

شيءٌ واحدٌ لا تنسَه يا صديقي،
بعض المسؤوليات اصطفاء!
واللهُ لا يستخدمُ في سبيله إلا من كان نقياً!
نحن لا نستخدم أداةً متسخة لننجز عملاً ما،
هذا ونحن بشر، فكيف بالله وهو الله؟!
ما دام قد استخدمكَ فقد نظر إلى قلبكَ، فارتضاه،
فأي شيءً بعدها يمكن أن يُكدّركَ؟!
المعركة صعبة يا صاحبي،
أعلمُ هذا جيداً، ولكن ألم يخطر لكَ ولو من باب المواساة،
أن الله لا يعطي أصعب المعارك إلا لأقوى جنوده؟!

والسّلام لقلبكَ
‏"ماذا لو أنّ الله يُرتب لك ما تتمناه؟
‏يعلم الدعاء الذي تكرره
‏وحُلمك الذي تنتظره
‏وطلبك الذي تلح به في كل سجدة
‏يعلم الله أين كسر قلبك وسيجبره
‏يعلم النغزة التي في صميم قلبك وسيداويها
‏يعلم صبرك وقوة تحملك
‏وسيمطر سماء روحك بعوض جميل ماذا لو أن ماتدعو به الله هو مقدر لك من الأساس" ❤️
ولا انا مسامحك
أنت تستحق فرصة ثانية
‏السّلام عليك يا صاحبي،

تسألني: لماذا لم يُعطني الله ما سألته إياه؟
فأقول لك: إن الطبيب لا يعطينا الدواء الذي نريده،
ولكنه يعطينا الدواء الذي نحتاجه!
ولعلك تطلب من الله ما فيه ضررك!
أنت تنظر إلى الأشياء بنظرتك البشرية القاصرة،
والله يدبِّر الأمر بعلمه الكامل!

يا صاحبي،
إنَّ الصبي الصغير إذا رأى حبوب الدواء الملونة بكى يريدها،
فمنعه أبواه منها،
الطفل يحسب في الأمر حرمانًا،
والأبوان يعرفان أن بعض المنع عطاء!
هكذا يدبر الله الأمور برحمته، فتأدَّب!
أو لعل الله أراد أن يعطيك ما سألته،
ولكن الوقت لم يحِن بعد،
التوقيت جزء من حكمته التي لا تراها!

يا صاحبي،
اقرأ قول ربك: ﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ﴾
ثمّةَ أشياء عليك أن تنضج لتحافظ عليها إن أنت أُعطِيتها!

يا صاحبي،
لو فرّج الله عن يوسف عليه السّلام أول الأمر؛
ما كان له أن يصل إلى كرسي المُلك،
كان يوسف بين القضبان،
ولكن يد الجبار كانت طليقة تدبر الأمر،
وتُهيّء الأسباب للأعطية الكبرى.

يا صاحبي،
عشر سنوات لموسى عليه السّلام في مدين لم تكن مَضْيعة،
كان على الظروف أن تتهيأ في مصر لقدومه،
وكان عليه هو أيضاً أن يُصقل جيدًا،
فالحِمل ثقيل لاحقا،
والتأخير صقل وإعداد!

يا صاحبي،
أراد المسلمون أن يُشهروا سيوفهم في مكة،
ويدفعوا عن أنفسهم الظلم،
ولكن الإذن بالقتال تأخر لما بعد الهجرة الشريفة!
الذي نصرهم بعد الهجرة كان قادرًا على أن ينصرهم في بطن مكة قبلها،
ولكن الله أراد أن يُربِّيهم أولًا؛
لأن السيف الذي ليس وراءه عقيدة؛
سرعان ما ينحرف،
وقد أراد ربك أن تُحمل السيوف إعلاءً لكلمته،
لا انتقامًا من العدو،
ولا انتصارًا للذات!

يا صاحبي،
لقد كان في قصصهم عبرة؛ فتأمّل واعتبر!
فإن مُنعتَ مطلقًا؛ فهي الرحمة،
وإن أُعطيتَ؛ فهي الحكمة،
وإن تأخرَّت العطية؛ فهذا ليس أوانها!

والسّلام لقلبكَ
2024/10/01 11:27:22
Back to Top
HTML Embed Code: