Telegram Web Link
📮
مشتركي القناة الأكارم:

طابت أعيادكم بُحسن الظن بالله
بالفأل و ترقّب الفرج

كل عام وأنتم بخير
جَبَر الله قلوبكم وتقبل أعمالكم
‏زرت عددا من متاحف الأمراء الذين حكموا بلدان/مقاطعات كاملة في القرون الوسطى.
وغالب هذه المتاحف -في أصلها- قصور الملوك التي سكنوها وما تحويه من أثاث ومتاع.

وفي كل مرة أزور فيها مثل هذه المتاحف أخرج بانطباع واحد، وهو "الحمد لله ثم الحمد لله ثم الحمد لله"

ما من أحد أعرفه -ولو كان فقيرا- إلا وفراشه أفخم من السرير الذي كان ينام عليه مثل هذا الملك.

وما من أحد أعرفه -ولو كان فقيرا- إلا ويملك أدوات تبريد وتدفئة بأفخم مما كان يملك مثل هذا الملك.

وما من أحد أعرفه -ولو كان فقيرا- إلا ويملك مكان لقضاء الحاجة خير مما كان يملك مثل هذا الملك.

ما كان يملكه هذا الملك في زمانه كان طفرة لا يحلم بها أحد، ويتمنى أقله كل شعبه، ويقول بعضهم لبعض: يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون.
لكن عندما نرى الأمر على حقيقيته من المستقبل، فسنرى أن كل هذا لا شيء.

زيارة هذه الأماكن تذكرني بأمرين، أما الأول فهو الحمد.
وأما الثاني، فهو فناء هذه الدنيا وأن اللاهث خلفها لا يشبع منها إلا بالتراب ولن يحصل شيئا -على الحقيقة- مهما حصل فيها.
.
لم أرز قصرا/متحفا في هذا العيد لتهاجمني هذه الخواطر، لكني قرأت مقالا -ونسيت اسمه- لعلي الطنطاوي في كتابه (صور وخواطر) عن الحمد، وكان قد تحدث فيه عن أننا نملك أكثر مما يملك كثير من ملوك العصور الماضية من الجهة المادية لكن الشكر عندنا قد قل..
ومن يوم قرأت هذا الكلام، وهو لا يفارق خاطري رغم أني قرأته من فترة.
وكنت قد قرأته في طائرة، وكنت أمازح -متمنيا أيضا- بعض أصحابي قبل ركوبها وأقول: متى تصبح رحلاتنا على درجة (البيزنس). والحقيقة، أننا نلهث خلف سراب بقيعة!
لقد كانت الطائرة مكيفة واشرب (شاي) في طريق يستغرق ساعتين أو ثلاثة فقط، بينما صاحبنا الملك يأخذ الطريق نفسه في شهرين، فأي رفاه هذا الذين نحن فيه ولم يكن يحلم به إمبراطور من أباطرة الزمان؟!
اللهم أيقظنا من غفلتنا...

ألهاكم التكاثر
حتى زرتم المقابر
2024/06/19 19:36:12
Back to Top
HTML Embed Code: