مُلهَم💛

2.3K views14:09

من وقت ما وعيت عالدنيا، وأنا كل كم سنة بغير بيتي… كل ما حسيت إني بلّشت أتعود، لازم نحزم الشناتي وننتقل من جديد. ما كان في شي ثابت، لا بيت، لا استقرار، لا إحساس بالأمان. بس رغم كل هاد، كنت كل مرة واقف، كأنو هالمكان الجديد فرصة جديدة… بس بالحقيقة، كنت عم حاول أقنع حالي بهالشي.

كبرت بظل الحرب، بكل فوضاها وصعوباتها. انفصلوا أهلي، تبدل كل شي، وصرت حس حالي فجأة مسؤول عن نفسي وعن الكل. كنت الولد يلي لازم ينجح، يلي لازم يرفع راس أمه، يلي لازم يلاقي طريقة ليكون شي بهالحياة. درست منيح بالمدرسة، كنت متفوق، بس أول ما دخلت الطب حسّيت الحمل اللي على كتافي صار أضعاف.

كنت عم قاتل بجبهتين: جبهة الدراسة، وجبهة إني أخلق لحالي فرصة بعيد عن الطب، فرصة تخليني قادر أصرف على حالي وأساعد عيلتي. كنت عم بدرس بكلية الطب ،وبنفس الوقت عم حاول أفهم كيف فيني اشتغل على الإنترنت، كيف فيني أتعلم مهارات جديدة وأعمل مصاري. بس الحياة ما كانت رح تسهّلها عليّ…

بالـ 2023، قبل يومين بس من امتحان الجراحة، صار الزلزال. بهديك الليلة، الدنيا كلها كانت تهتز، مو بس الأرض. اضطرينا نترك البيت ونعيش بالمسجد أسبوعين كاملين. حسّيت حالي مكسور، ضعيف، مسجون بين فكرة إني طبيب المستقبل وبين الواقع اللي خلاني بلا مأوى. وقتها سألت حالي: "إذا كنت عم بدرس كل هالسنين، ليش ما قدرت أمن لحالي أبسط أساسيات الأمان؟" كان لازم أختار… الطب؟ ولا الاستقلال؟

كل يوم كان في معركة جديدة… بين رغبة أهلي إني كمل بالطب، وبين صوتي الداخلي اللي عم يصرخ إني لازم أبني مستقبلي بطريقتي. كنت كل فترة بقول لأمي: "أنا رح اترك الطب"، بس كل مرة كنت برجع أكمل، وكملت… واليوم، رغم كل شي، رغم كل لحظة ضعف وكل لحظة شك، قدرت وقف هون وأقول: أنا طبيب. أنا ناجح. أنا صنعت مستقبلي بإيدي.

لسا الطريق طويل، ولسا عندي أحلام أكبر بكتير… بس إذا في شي تعلمته، فهو إنه الاستسلام مو خيار. إذا كنت مارق بوقت صعب، كمل… لأنه بعد كل هالمعارك، بعد كل هالتعب، النجاح رح يكون طعمه غير.

2.7K views14:09