تراهم خشيةَ الأضيافِ خُرسًا ... يُقيمون الصلاةَ بلا أذانِ
وَقَفَ أعرابيٌّ على أبي الأسود -وهو يتغدَّى- فَسَلَّمَ، فردَّ عَليه، ثُمّ أقبلَ على الأكل، ولَم يَعزِم عليه.
فقال له الأعرابيُّ: أما إني قد مررتُ بأهلك، قال: كذلك كان طريقك.
قال: وامرأتُك حبلى، قال: كذلك كان عهدي بها.
قال: قد ولدت، قال: كان لا بدَّ لها أن تلد.
قال: ولدت غلامين، قال: كذلك كانت أمُّها.
قال: مات أحدُهما، قال: ما كانت تقوى على إرضاع اثنين.
قال: ثم مات الآخر، قال: ما كان ليبقى بعد موت أخيه.
قال: وماتت الأُم: قال: حُزنا على وَلَدَيها.
قال: ما أطيبَ طعامَك!
قال: لأجل ذلك أكلتُه وحدي، ووالله لا ذقتَه يا أعرابيّ.
___
المستطرف ج 1 ص 258
فقال له الأعرابيُّ: أما إني قد مررتُ بأهلك، قال: كذلك كان طريقك.
قال: وامرأتُك حبلى، قال: كذلك كان عهدي بها.
قال: قد ولدت، قال: كان لا بدَّ لها أن تلد.
قال: ولدت غلامين، قال: كذلك كانت أمُّها.
قال: مات أحدُهما، قال: ما كانت تقوى على إرضاع اثنين.
قال: ثم مات الآخر، قال: ما كان ليبقى بعد موت أخيه.
قال: وماتت الأُم: قال: حُزنا على وَلَدَيها.
قال: ما أطيبَ طعامَك!
قال: لأجل ذلك أكلتُه وحدي، ووالله لا ذقتَه يا أعرابيّ.
___
المستطرف ج 1 ص 258
سُئل الفضيلُ عمن يترك الطيبات من اللحم والخبيصَ* للزهد، فقال: ما للزهد وأكل الخبيص؟ ليتك تأكل وتتقي الله، إن الله لا يكره أن تأكل الحلال إذا اتقيت الحرام، انظر كيف برك بوالديك، وصلتك للرحم، وكيف عطفك على الجار، وكيف رحمتك للمسلمين، وكيف كظمك للغيظ، وكيف عفوك عمن ظلمك، وكيف إحسانك إلى من أساء إليك، وكيف صبرك واحتمالك للأذى، أنت إلى إحكام هذا أحوج من ترك الخبيص.
_
*الخَبِيصُ : حلواء تُصنع من تَمرٍ وسَمْن يُخلطَ بعضُه ببعض.
_
المستطرف ج 1 ص 260
_
*الخَبِيصُ : حلواء تُصنع من تَمرٍ وسَمْن يُخلطَ بعضُه ببعض.
_
المستطرف ج 1 ص 260
يا ربّ قد أشْرَفَتْ نَفْسي، وقد عَلِمَتْ ... عِلْمًا يقينًا لقد أحصيتَ آثاري
يا مُخْرِجَ الرُّوحِ مِن جِسمي إذا احْتَضرَتْ ... وفارِجَ الكربِ، زَحزِحْني عنِ النّارِ
_
ذو الرُّمَّة
_
جمهرة مقالات العلامة الأستاذ محمود شاكر
ج 1 ص 749
يا مُخْرِجَ الرُّوحِ مِن جِسمي إذا احْتَضرَتْ ... وفارِجَ الكربِ، زَحزِحْني عنِ النّارِ
_
ذو الرُّمَّة
_
جمهرة مقالات العلامة الأستاذ محمود شاكر
ج 1 ص 749
حضر أعرابيٌّ على مائدة بعض الخلفاء، فقُدِّمَ جَدْيٌ مشويٌّ، فجعل الأعرابي يُسرع في أكله منه، فقال له الخليفةُ: أراك تأكله بحَرَدٍ ﻛﺄﻥَّ ﺃﻣﻪُ ﻧﻄﺤﺘﻚ!
ﻓقال ﺍﻷﻋﺮﺍﺑﻲُّ : أراك ﺗُﺸﻔِﻖُ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺄﻥّ ﺃﻣّﻪ ﺃﺭﺿﻌﺘﻚ.
___
المستطرف ج 1 ص 263
ﻓقال ﺍﻷﻋﺮﺍﺑﻲُّ : أراك ﺗُﺸﻔِﻖُ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺄﻥّ ﺃﻣّﻪ ﺃﺭﺿﻌﺘﻚ.
___
المستطرف ج 1 ص 263
دَعَت أبا الحارثِ حبيبةٌ له فحادثته ساعة فجاع، فطلب الأكلَ، فقالت له: أَمَا في وجهي ما يَشغلك عن الأكل؟
قال: جُعلتُ فداك، لو أن جميلَ وبُثينةَ قعدا ساعةً لا يأكلان لَبَصَقَ كُلٌّ منهما في وجه صاحبه وافترقا.
____
المستطرف ج 1 ص 264
قال: جُعلتُ فداك، لو أن جميلَ وبُثينةَ قعدا ساعةً لا يأكلان لَبَصَقَ كُلٌّ منهما في وجه صاحبه وافترقا.
____
المستطرف ج 1 ص 264
قال المعتمر بن سليمان: قلت لهلال المازني: ما أَكْلَةٌ بلغتني عنك؟
قال: جُعتُ مرةً ومعي بعيرٌ لي فنحرتُه، وشويته، وأكلته، ولم أُبقِ منه إلا شيئا يسيرا حملته على ظهري.
فلما كان الليلُ أردت أن أجامع أَمَةً لي، فلم أقدر أصل إليها.
فقالت: كيف تصلُ إليَّ وبيننا جَمَلٌ؟!
فقلتُ له: كم تكفيك هذه الأكلة؟
قال: أربعة أيام!
___
المستطرف ج 1 ص 264
قال: جُعتُ مرةً ومعي بعيرٌ لي فنحرتُه، وشويته، وأكلته، ولم أُبقِ منه إلا شيئا يسيرا حملته على ظهري.
فلما كان الليلُ أردت أن أجامع أَمَةً لي، فلم أقدر أصل إليها.
فقالت: كيف تصلُ إليَّ وبيننا جَمَلٌ؟!
فقلتُ له: كم تكفيك هذه الأكلة؟
قال: أربعة أيام!
___
المستطرف ج 1 ص 264
لَئِن كانَت الدُنيا أَنالتكَ ثَروةً ...
وَأَصبَحتَ مِنها بَعدَ عُسرٍ أَخا يُسرِ
لَقَد كَشَفَ الإِثراءُ عَنكَ خَلائِقًا ...
مِن اللؤمِ كانَت تَحتَ سِترٍ مِن الفَقرِ
____
لقائله
___
المستطرف ج 1 الباب السادس والثلاثون ص 283
وَأَصبَحتَ مِنها بَعدَ عُسرٍ أَخا يُسرِ
لَقَد كَشَفَ الإِثراءُ عَنكَ خَلائِقًا ...
مِن اللؤمِ كانَت تَحتَ سِترٍ مِن الفَقرِ
____
لقائله
___
المستطرف ج 1 الباب السادس والثلاثون ص 283
لئن جُمعَ الآفاتُ فالبُخلُ شَرُّها ...
وشرٌّ منَ البخلِ المواعيدُ والمَطلُ
ولاخيرَ في وعدٍ إذا كان كاذبًا ...
ولاخيرَ في قولٍ إذا لم يكن فِعلُ
_
صالح اللخمي.
_
المستطرف 286
وشرٌّ منَ البخلِ المواعيدُ والمَطلُ
ولاخيرَ في وعدٍ إذا كان كاذبًا ...
ولاخيرَ في قولٍ إذا لم يكن فِعلُ
_
صالح اللخمي.
_
المستطرف 286
ولو أنّ النّــــجـــومَ لديَّ مـــالٌ = نَـفَـتْ كَـفّـايَ أكْـثـرَها انْتِقادا
كــأنــي فـي لِسـانِ الدهْـرِ لَفْـظٌ = تَــضَـمّـنَ مـنـه أغْـراضًـا بِـعـادا
يُــكَــرّرُنــي ليَــفَهَــمَــنـي رِجـالٌ = كـمـا كَـرّرْتَ مَـعْـنًـى مُـسْـتَـعـادا
ولو أنّـي حُـبِـيـتُ الخُـلْدَ فَـرْدًا = لمَـا أحـبَـبْـتُ بالخُلْدِ انفِرادا
فــلا هَــطَـلَتْ عَـلَيَّ ولا بـأرْضـي = سَـحـائبُ ليـسَ تـنْـتَـظِمُ البِلادا
وكــم مِـن طـالِبٍ أمَـدي سـيَـلْقـى = دُوَيْـنَ مَـكـانـيَ السبْعَ الشّدادا
يُـؤجِّجُ فـي شُـعـاعِ الشـمسِ نارًا = ويَــقْــدَحُ فــي تَـلَهّـبِهـا زِنـادا
ويَـطْـعَـنُ فـي عُـلايَ وإنّ شِـسْـعـي = لَيَــأنَــفُ أن يـكـونَ له نِـجـادا
ويُـــظْهِـــرُ لي مَــوَدَّتَهُ مَــقــالًا = ويُـبْـغِـضُـنـي ضَـمـيـرًا واعْتِقادا
فـلا وأبـيكَ ما أخْشَى انتِقاضًا = ولا وأبـيـكَ ما أرْجو ازْديادا
ليَ الشّـرَفُ الّذي يَـطَـأُ الثُـريّا = مـعَ الفَـضْلِ الذي بَهَرَ العِبادا
وكــم عَــيْــنٍ تُـؤَمّـلُ أن تَـرانـي = وتَـفْـقِـدُ عـنـدَ رؤيَـتِيَ السّوادا
ولو مَـلأَ السُّهـى عَـيْـنَـيْهِ مِـنّي = أَبَـــرَّ عـــلى مَــدَى زُحَــلٍ وزادا
أفُـــلّ نَـــوائبَ الأيــامِ وحْــدي = إذا جَـمَـعَـتْ كَـتائِبَها احْتِشادا
___
شيخ المعرة
كــأنــي فـي لِسـانِ الدهْـرِ لَفْـظٌ = تَــضَـمّـنَ مـنـه أغْـراضًـا بِـعـادا
يُــكَــرّرُنــي ليَــفَهَــمَــنـي رِجـالٌ = كـمـا كَـرّرْتَ مَـعْـنًـى مُـسْـتَـعـادا
ولو أنّـي حُـبِـيـتُ الخُـلْدَ فَـرْدًا = لمَـا أحـبَـبْـتُ بالخُلْدِ انفِرادا
فــلا هَــطَـلَتْ عَـلَيَّ ولا بـأرْضـي = سَـحـائبُ ليـسَ تـنْـتَـظِمُ البِلادا
وكــم مِـن طـالِبٍ أمَـدي سـيَـلْقـى = دُوَيْـنَ مَـكـانـيَ السبْعَ الشّدادا
يُـؤجِّجُ فـي شُـعـاعِ الشـمسِ نارًا = ويَــقْــدَحُ فــي تَـلَهّـبِهـا زِنـادا
ويَـطْـعَـنُ فـي عُـلايَ وإنّ شِـسْـعـي = لَيَــأنَــفُ أن يـكـونَ له نِـجـادا
ويُـــظْهِـــرُ لي مَــوَدَّتَهُ مَــقــالًا = ويُـبْـغِـضُـنـي ضَـمـيـرًا واعْتِقادا
فـلا وأبـيكَ ما أخْشَى انتِقاضًا = ولا وأبـيـكَ ما أرْجو ازْديادا
ليَ الشّـرَفُ الّذي يَـطَـأُ الثُـريّا = مـعَ الفَـضْلِ الذي بَهَرَ العِبادا
وكــم عَــيْــنٍ تُـؤَمّـلُ أن تَـرانـي = وتَـفْـقِـدُ عـنـدَ رؤيَـتِيَ السّوادا
ولو مَـلأَ السُّهـى عَـيْـنَـيْهِ مِـنّي = أَبَـــرَّ عـــلى مَــدَى زُحَــلٍ وزادا
أفُـــلّ نَـــوائبَ الأيــامِ وحْــدي = إذا جَـمَـعَـتْ كَـتائِبَها احْتِشادا
___
شيخ المعرة
#كتمان_السر.
إنِّي كَتَمتُ حديثَ ليلى لم أُبِحْ = يومًا بظاهرهِ ولا بخفيِّهِ
وحفظتُ عهدَ وِدادِها متمسكًا = في حبِّها برشادهِ أو غـيّهِ
ولها سرائرُ في الضميرِ طويتُها = نسِيَ الضميرُ بأنَّها في طـيّهِ!
____
شمس الدين البدوي
___
المستطرف ج 1 الباب الثامن والثلاثون ص 297
إنِّي كَتَمتُ حديثَ ليلى لم أُبِحْ = يومًا بظاهرهِ ولا بخفيِّهِ
وحفظتُ عهدَ وِدادِها متمسكًا = في حبِّها برشادهِ أو غـيّهِ
ولها سرائرُ في الضميرِ طويتُها = نسِيَ الضميرُ بأنَّها في طـيّهِ!
____
شمس الدين البدوي
___
المستطرف ج 1 الباب الثامن والثلاثون ص 297
#كتمان_السر.
إِذا المرءُ أفشى سرَّهُ بلسانهِ = ولامَ عليهِ غيرهُ فهوَ أحمق.
إِذا ضاقَ صدرُ المرءِ عن سرِ نَفسهِ = فصدرُ الذي يُستودع السرَ أضيق.
___
منسوبان للإمام الشافعي رحمه الله.
إِذا المرءُ أفشى سرَّهُ بلسانهِ = ولامَ عليهِ غيرهُ فهوَ أحمق.
إِذا ضاقَ صدرُ المرءِ عن سرِ نَفسهِ = فصدرُ الذي يُستودع السرَ أضيق.
___
منسوبان للإمام الشافعي رحمه الله.
من تعلم من غير تفكير فهو في حَيرَة، ومن فكَّرَ من غير تعلم فهو في خطر.
_
كونفشيوس.
_
جمهرة مقالات الأستاذ محمود شاكر ج 2 ص 783
_
كونفشيوس.
_
جمهرة مقالات الأستاذ محمود شاكر ج 2 ص 783
كُلُّ صَعْبٍ سِوَى الْمَذَلَّةِ سَهْلُ ... وَحَيَاةُ الْكَرِيمِ فِي الضَّيْمِ قَتْلُ
لَيْسَ يَقْوَى امْرُؤٌ عَلَى الذُّلِّ مَا لَمْ ... يَكُ فِيهِ مِنْ صِبْغَةِ اللُّؤْمِ دَخْلُ
إِنَّ مُرَّ الْحِمَامِ أَعْذَبُ وِرْدًا ... مِنْ حَيَاةٍ فِيهَا شَقَاءٌ وَذُلُّ
____
البارودي
لَيْسَ يَقْوَى امْرُؤٌ عَلَى الذُّلِّ مَا لَمْ ... يَكُ فِيهِ مِنْ صِبْغَةِ اللُّؤْمِ دَخْلُ
إِنَّ مُرَّ الْحِمَامِ أَعْذَبُ وِرْدًا ... مِنْ حَيَاةٍ فِيهَا شَقَاءٌ وَذُلُّ
____
البارودي
أليلَى ما لِقلبِكِ ليسَ يَرثِى … لِما ألقاهُ مِنْ ألَمِ الفِراقِ؟
كَتَمْتُ هَوَاكِ حَتَّى نَمَّ دَمْعِي … وَذَابَتْ مُهْجَتِي مِمَّا أُلاقِي
وَرَقَّتْ لِي قُلُوبُ النَّاسِ حَتَّى … بَكى لِى كلُّ ساقٍ فَوقَ ساقِ*
تَلُومِيني عَلَى عَبَراتِ عَيْنِي؟ … وَلَوْلاَ الْحُبُّ لَمْ تَجْرِ الْمَآقِي
وَمِنْ عَجَبِ الْهَوَى يَا لَيْلُ أَنِّي … فَنِيتُ صَبَابَة ً وَهَوَاكِ بَاقِي
وَمَا إِنْ عِشْتُ بَعْدَ الْبَيْنِ إِلاَّ … لِما أرجوهُ مِن وشكِ التَلاقِى
ولَولا أنَّنى فى قَيدِ سُقمٍ … لَطِرْتُ إِلَيْكِ مِنْ فَرْطِ اشْتِيَاقِي
_
*ساق الأولى المقصود بها: حمام الذكر، أو الذكر من القماريّ، واسمه ساق حرّ، واسمه أيضا الورشان، وساق الأخيرة: جذع الشجرة (الجارم)
_
البارودي عفا الله عنه
كَتَمْتُ هَوَاكِ حَتَّى نَمَّ دَمْعِي … وَذَابَتْ مُهْجَتِي مِمَّا أُلاقِي
وَرَقَّتْ لِي قُلُوبُ النَّاسِ حَتَّى … بَكى لِى كلُّ ساقٍ فَوقَ ساقِ*
تَلُومِيني عَلَى عَبَراتِ عَيْنِي؟ … وَلَوْلاَ الْحُبُّ لَمْ تَجْرِ الْمَآقِي
وَمِنْ عَجَبِ الْهَوَى يَا لَيْلُ أَنِّي … فَنِيتُ صَبَابَة ً وَهَوَاكِ بَاقِي
وَمَا إِنْ عِشْتُ بَعْدَ الْبَيْنِ إِلاَّ … لِما أرجوهُ مِن وشكِ التَلاقِى
ولَولا أنَّنى فى قَيدِ سُقمٍ … لَطِرْتُ إِلَيْكِ مِنْ فَرْطِ اشْتِيَاقِي
_
*ساق الأولى المقصود بها: حمام الذكر، أو الذكر من القماريّ، واسمه ساق حرّ، واسمه أيضا الورشان، وساق الأخيرة: جذع الشجرة (الجارم)
_
البارودي عفا الله عنه
#عمر_بن_عبد_العزيز
وقد دخلت فاطمة امرأته عليه مرة فإذا هو في مصلاه يده على خده سائلة دموعه، فقالت: يا أمير المؤمنين، ألشيء حدث؟ قال: يا فاطمة إني تقلدت أمر أمة محمد ﷺ فتفكرت في الفقير الجائع، والمريض الضائع، والعاري المجهود، والمظلوم المقهور، والغريب المأسور، والكبير ذي العيال في أقطار الأرض فعلمت أن ربي سيسألني عنهم، وأن خصمهم دونهم – أي الذي يجادل عنهم – محمد ﷺ فخشيت أن لا تثبت لي حجة عند خصومته فرحمت نفسي فبكيت.
وقد دخلت فاطمة امرأته عليه مرة فإذا هو في مصلاه يده على خده سائلة دموعه، فقالت: يا أمير المؤمنين، ألشيء حدث؟ قال: يا فاطمة إني تقلدت أمر أمة محمد ﷺ فتفكرت في الفقير الجائع، والمريض الضائع، والعاري المجهود، والمظلوم المقهور، والغريب المأسور، والكبير ذي العيال في أقطار الأرض فعلمت أن ربي سيسألني عنهم، وأن خصمهم دونهم – أي الذي يجادل عنهم – محمد ﷺ فخشيت أن لا تثبت لي حجة عند خصومته فرحمت نفسي فبكيت.
عن أبي حيانَ قال: قال لقمان: نقلت الصخور، وحملت الحديد، فلم أر شيئا أثقل من الدَّين، وأكلت الطيبات، وعانقت الحِسان، فلم أر شيئا ألذَّ من العافية.
وأنا أقول: لو نزحوا البحار، وكنسوا القِفار، لوجدوها أهون من شماتة الأعداء، خصوصا إذا كانوا مساهمين في نسب، أو مجاورين في بلد.
اللهم إنا نعوذ بك من تتابع الإثم، وشماتة ابن العم.
وقيل لأيوب -عليه السلام- أي شيء كان عليك في بلائك أشد؟
قال: شماتة الأعداء.
وأنشد الجاحظ:
تقول العاذلاتُ تسلَّ عنــــها ... وداوِ عليلَ قلبِكَ بالسلوِّ
وكيف ونظرةٌ منها اختلاسًا ... أَلَـذُّ من الشماتة بالعـــدوِّ.
____
المستطرف ج 1 ص 305
الباب 39
وأنا أقول: لو نزحوا البحار، وكنسوا القِفار، لوجدوها أهون من شماتة الأعداء، خصوصا إذا كانوا مساهمين في نسب، أو مجاورين في بلد.
اللهم إنا نعوذ بك من تتابع الإثم، وشماتة ابن العم.
وقيل لأيوب -عليه السلام- أي شيء كان عليك في بلائك أشد؟
قال: شماتة الأعداء.
وأنشد الجاحظ:
تقول العاذلاتُ تسلَّ عنــــها ... وداوِ عليلَ قلبِكَ بالسلوِّ
وكيف ونظرةٌ منها اختلاسًا ... أَلَـذُّ من الشماتة بالعـــدوِّ.
____
المستطرف ج 1 ص 305
الباب 39
لقد أعتقد أنَّ إرادةَ الرَّجلِ إذا تعلَّقت بالله، وأمَّلَت في الله، وعَمِلت لله لم يبقَ أمامها إلا ما يلين أو يتقصف أو يتهدم أو يستقيم.
___
جمهرة مقالات العلامة محمود شاكر
ج 2 ص 799
___
جمهرة مقالات العلامة محمود شاكر
ج 2 ص 799