Telegram Web Link
Forwarded from مَأدُبَة.
«الدِّراسة [الأدبيَّة] هي أخطرُ الدِّراسات في الأمم جميعًا، ولأنَّ الغشَّ فيها خفيٌّ ينساب، وهو لخفائه شديدُ التَّأثير في عقول النَّاس وفي تفكيرهم، وبالغُ الضَّرر في حياة الإنسان عامَّة، ومُنذرٌ بخطرٍ يغتالُ الفكر الإنسانيّ، ويؤدِّي إلى تدمير الثَّقافة والحضارة جميعًا، لأنَّه يعتمد على الكلمة المُنسابة التي تركب الألسنة، وتنفذ في العقول، فتُهدِّد سلامتها وبراءتها مِن الآفات.

ومعلومٌ بالبديهة أنَّ الغشَّ والتَّزييف في العلم لا يُؤذيان كأذاهما في الدِّراسات الأدبيَّة، لأنَّ كشفهما في العلوم سهلٌ ميسور، ولكنَّه في الآداب عسيرٌ شديدُ العُسر».

- شيخ العربية محمود شاكر -رحمه ﷲ-، أباطيل وأسمار (صـ ١٤٥).
‏"إن المرء منا يستمع من أخيه كلمة قاسية، يظل يتقلب بها شهرًا بين الشعور بالمهانة والغضب والرغبة في الرد والعزم علي الهجر، ثم يبقى شهرًا آخر يقسوا علي نفسه حتى تعفوا، ثم يحملها في صدره ولا ينساها."
- أليس البقاء في غرفتكِ لوحدك برفقة أشيائك المُفضلة أفضل من هراء هذا العالم بالخارج !
Forwarded from أنس الدغيم
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
اسمَعوا معي لهذا الجَمال
إنّه: لسانُ الدين بن الخطيب
وهو يمدحُ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلَّم
لولا المشقةُ ساد الناسُ كلهمُ

"لو لم يصبر سيدنا أيوب -عليه السلام- على البَلوى؛ ما نُودي: ﴿هَٰذَا ‌مُغۡتَسَلُۢ بَارِدٌ وَشَرَابٌ﴾ [ص: 42]، ولو لم يَشكُ سيدنا يعقوب -عليه السلام- بثَّه وحزنه إلى الله؛ ما رُفع له عن سيدنا يوسف -عليه السلام- الحجاب، ولو لم يُسَلِّم الخليل -عليه السلام- وَلَده للقربان، وبَدَنه للنيران، وماله للضيفان؛ لم يكن خليل الرحمن"!! (الواردات الإلهية للبيطار 1/ 103)
Forwarded from مَأدُبَة.
«إذا كنتَ تتعلَّمَ لكي تتفيهقَ فبئس زمانٌ وُلدِتَ فيه، وإنَّما تَعلَّمْ لتُنهضَ عقلَ أمَّة وتُنهضَ عقلَ جيل؛ لأن الضَّعفَ عارٌ ومَذلَّة، والتَّخلُّفَ عارٌ ومَذلَّة، ولو أنَّ قومي أخذوا بقول الأعرابيِّ القديم: «إنَّه هُوَ الرِّيُّ أنْ تَرْضَى النُّفُوسُ ثِمَادَها» ما مَدُّوا أيديَهم لأحد، ولصَنَعُوا كلَّ شيء بأيديهم، كجَدِّنا القديم الذي حَفَر في أرضِه ليستخرجَ ماءً ولو كَدِرًا حتى لا يَمُدَّ يدَه إلى بحرِ آخرَ».

- د. محمد أبو موسى.
Forwarded from كُنَّاشَةُ الْأَدَبِ الْـعَـرَبِـيِّ (نـذيـر مـحـمّـد)
ضَعُوا العلمَ في طريق أجيالكم؛ لأنَّ أجيالَكم إذا لم تطلب العلم ووضعتموه لهم في طريقهم طلبهم العلمُ... هذا هو الواجب، وإلا عشنا في التخلُّف الذي نحن فيه، وعشنا في الضَّعف الذي نحن فيه، وعشنا في العُسْر الذي نحن فيه، وعشنا في التفاهة التي نحن فيها.

◄ د. محمد أبو موسى، شرح دلائل الإعجاز.
Forwarded from كُنَّاشَةُ الْأَدَبِ الْـعَـرَبِـيِّ (نـذيـر مـحـمّـد)
لا ينبغي للعاقل أنْ يحزن؛ لأنَّ الحزن لا يرد المصيبة، ودوام الحزن ينقص العقل.

◄ ابن حبان، روضـة العقـلاء، صـ: ٣٨.
Forwarded from أبو فِهر محمود محمد شاكر (مُحَمَّد فتحي)
وعرفَ الهَمَجُ الهامجُ ما لم يكُن يعرِف، وامتلأْت قلوبُهم شهوةً ورغبةً بما فتنَتهُم به ديارُ الإسلامِ وحضارتُه. ويعودُ العائدون بعد كلِّ حملةٍ من الحملاتِ الصليبيّةِ إلى ديارِهم وأهليهِم، يتحدَّثون بما رأوا، ويصِفون ما حازوا، ويُبالغون في كلِّ ذلك، ويَنبهِرُ السامعون ويتوقون إلى الرحلةِ والانضماِم إلى كتائبِ المُجاهدين الصليبيّين، لتحقيقِ آمالِهم في الغِنَى والثروةِ والاستمتاع، ولكنَّ طولَ مُعاشرةِ هذه الجماهيرِ للمُسلمين أحدَثَ لكثيرٍ منهم قلقًا في صِدقِ ما كانوا يسمعونه من الرُّهبانِ المُتحمِّسين المُحرِّضين على الحرب، وهم يُبَشِّعون لهم أمرَ المُسلمين ودينَهم وأخلاقَهم، وحملَ العائدون أيضًا هذا القلقَ وتحدَّثوا به. هكذا كان شأنُ جماهيرِ الهَمَجِ الهامجِ في ديارِهم، فإذا طالَ هذا وتكاثر، فإنّه مما يُهَدِّدُ المسيحيّةَ في عُقرِ ديارِها في الشمالِ كُلِّه، بلا شَك.

وانتبَه بعضُ الرُّهبانِ والملوكِ وعُقلاءِ الرجال، وبحثوا عن مَخرجٍ قبل أن يتفاقمَ الأمر، فكان بيِّنًا لعُقلائهِم أنَّ سرَّ قوةِ الحضارةِ الإسلاميّةِ هو العِلم، عِلمُ الدنيا وعِلمُ الآخرة.
فعِلمُ الآخرةِ، وهو الدينُ، مُقنِعٌ لجماهيرِ البشر، فهُم يدخلونَه طَوعًا واختيارًا = وعِلمُ الدنيا، كما رأوا، هو الذي مَكَّنَ لهذه الحضارةِ الإسلاميّةِ أن تمتلِكَ هذه القوةَ الهائلةَ المُتماسكةَ التي شعروا أنها مُستعصِيةٌ على الاختراق، وهذه الأُبَّهَةُ الهائلةُ التي نعيشُ فيها دارُ الإسلام.

[رسالة في الطريق إلى ثقافتنا]
[حالة المسلمين]

اعذروا الشبّان ولا تبكوا على ضياعهم فأنتم الذين أضعتموهم ولا تلوموهم ولوموا أنفسكم.

أهملتموهم فذوقوا وبال الإهمال وأنزلتموهم إلى اللجة وقلتم لهم إياكم أن تغرقوا ... ثم استرعيتم عليهم الذئاب ومن استرعى الذئب ظلم ...

لا أحمق منا: نلقّن أبناءنا الخلاف في الدين والدنيا بأعمالنا ونقول لهم بألسنتنا اتّحدوا، وإن صالحة يأخذها الابن عن أبيه بطريق القدوة خير من ألف نصيحة باللسان

#البشير_الإبراهيمي
#أثار_الإبراهيمي ج4،ص22
[حالة المسلمين]

وإذا كان الشاب يجلس إلى أبويه وذويه فلا يسمع إلا المذهب والخلاف ولمز المخالفين بالمذهب قبل المخالفين بالدين ثم يجلس إلى العالم الديني فلا يسمع إلا "عندنا وعندهم"، ثم يجلس في المدرسة فلا يسمع ذكرًا للإسلام ولا تمجيدًا لمبادئه وعظمائه وتاريخه، ولا يرى فيها شيئًا من مظاهره بل لا يسمع إلا تحقيرًا لماضيه وغضًا من أمجاده.

إذا كان لا يسمع في مضطربه إلا هذا ولا يرى إلا هذا فكيف نطمع أن ينتصر مع هذه الدعايات الجارفة؟ إننا حين نطمع في هذا لفي غيّ بعيد ...

إن شبابنا لجهلهم بالإسلام أصبحوا لا يثقون بماضيه، وكيف يثقون بماض مجهول وهذا حاضره؟
أم كيف يدافعون عن هذا الماضي المجهول إذا عرض لهم الطعن فيه في الكتاب الطاعن؟
أم سمعوا اللعن له من الأستاذ اللاعن؟
أم كيف يفخرون بالمجهول إذا جليت المفاخر الأجنبية في كتاب يقرّره قانون ويزكيه أستاذ؟

#البشير_الإبراهيمي
#أثار_الإبراهيمي ج4،ص222
شيخ الإسلام=وإن هذا اللقب في أمثال "ابن القيم" ليؤدّي معنى الائتمان على حقائق الإسلام أن تقلب، وعلى عصابة نصره أن تغلب، ومعنى الاحتفاظ على أوضاعه أن تغير، وعلى دلائله الصريحة أن تزور

#البشير_الإبراهيمي
#أثار_الإبراهيمي ج1،ص222
https://www.tg-me.com/irchad_elhair
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
الشيخ #محمد_الهادي_الحسني يكشف عن وثيقة تقرير لمصالح المخابرات الفرنسية في القاهرة مؤرخة في ديسمبر 1954 تقول أن الطلبة كانوا يترددون على الشيخ #البشير_الإبراهيمي ليحدثهم عن الثورة والجهاد بينما كان #محمد_خيضر يتكفل بتدريبهم عسكريا ومن هؤلاء الطلبة #هوراي_بومدين.
https://www.tg-me.com/irchad_elhair
الإمام العلامة عبد الحميد بن باديس في استوديو تصوير مع بعض الطلبة الجزائريين ومن بينهم الطالب زدور إبراهيم القاسم محرر بيان أول نوفمبر بنسخته النهائية المنقحة باللغة العربية و أول طالب شهيد في الثورة التحريرية المباركة.

تلك هي البذرة التي قام الشيخ بزرعها في صدر هذه الأمة ومنها انفلقت أعظم ثورة في التاريخ الحديث.
https://www.tg-me.com/irchad_elhair
Forwarded from مصطفى صادق الرافعي (مُحَمَّد فتحي)
والمرأةُ لا تكونُ امرأةً حتّى تطلُبَ في الرجلِ أشياء؛ منها أن تُحِبَّه بأسبابٍ كثيرةٍ من أسبابِ الحُب، ومنها أن تخافَه بأسبابٍ يَسيرةٍ من أسبابِ الخَوف، فإذا هي أحبَّتهُ الحُبَّ كُلَّه، ولم تَخَف منه شيئًا، وطالَ سُكونُه وسُكونُها، نَفَرَتْ طبيعتُها نَفرَةً كأنَّها تُنَخِّيهِ وتُذَمِّرُه؛ ليكونَ معها رجُلًا فيُخِيفُها الخوفَ الذي تَستكمِلُ به لذَّةَ حُبِّها؛ إذ كان ضَعفُها يُحِبُّ فيما يُحِبُّه من الرجلِ أن يَقسو عليه الرجلُ في الوقتِ بعد الوقت، لا ليُؤذِيَه ولكن ليُخضِعَه؛ والآمِرُ الذي لا يُخافُ إذا عُصِيَ أمرُه، هو الذي لا يُعبَأُ به إذا أُطِيعَ أمرُه.

[زوجة إمام: بقية الخبر || وحي القلم]
نحن لا نرى في ملوك العرب وأمراء العرب وقادة الرأي في العرب- وإن تعددوا واختلفت مشاربهم وأهواؤهم- إلا أنهم مستحفظون على مجد العرب، وأن عليهم عهدًا أن يعيدوه، ووسائل هذه الإعادة ممكنة لهم، ميسورة عليهم، لا تكلفهم عناء إلا اطّراح الأنانية، وإننا لا نحاسبهم على أسباب الإضاعة، لأنها قديمة، وليسوا مسؤولين عنها، وإنما نطالبهم بإعادة ما ضاع من ذلك المجد.

وليس تعددهم بمنافٍ لذلك ولا مانع منه إذا اتحدت الوجهة واتّحد العمل واشتركت الأيدي في البناء على منهاج صحيح.

فليتعددوا بالشخص، وليتّحدوا بالمعنى يفوا بحق الله وحق العروبة ويعيدوا المجد الضائع والحق المنهوب.

#البشير_الإبراهيمي
#أثار_الإبراهيمي ج4، ص243
https://www.tg-me.com/irchad_elhair
شباب الأمة هم عِمادها، وهم مادة حياتها، وهم سِر بقائها. وخيرة شباب الأمة هم المتعلمون المثقفون، البانون لحياتهم وحياة أمتهم على العلم.
وصفوة الشباب المتعلم المثقف هم المتشبعون بالثقافة الإسلامية العربية، والمقدمون لها، لأنهم هم الحافظون لمقوّماتها، والمحافظون على مواريثها، وهم المثبتون لوجودها، وهم المصححون لتاريخها، وهم الواصلون لمستقبلها بماضيها.

البشير الإبراهيمي | عيون البصائر ٤٥٣
Forwarded from أبو فِهر محمود محمد شاكر (مُحَمَّد فتحي)
وما هو إلا قليلٌ حتى كان تحت يَدِ "الاستشراق" آلافٌ مؤلَّفَةٌ من مخطوطاتٍ من كُتبِ دارِ الإسلامِ نفيسةٍ مُنتقاة، مُشتراةٍ أو مسروقة، مُوزَّعَةٍ مُفرَّقةٍ في جميعِ أرجاءِ أوروبَّةَ وأديرَتِها ومكتباتِها وجامعاتِها، وأكَبَّ عليها "المستشرقون" المُجاهدون الصابرون، الذين هجروا دُنيا الناسِ المائجةِ بكُلِّ زُخرفٍ ومتاع، وعكفوا بين جُدرانٍ صامتةٍ مُغلقة، وأكداسٍ من الأوراقِ المكتوبةِ بلسانٍ غيرِ لسانِ أقوامِهم، يقضون سحابةَ النهارِ وزُلَفًا من الليلِ يَفرِزونها ورقةً ورقة، وسَطرًا سَطرًا، وكلمةً كلمة، بصَبرِ لا يَنفذُ وعزيمةٍ لا تَكِل، ويُكابِدون كُلَّ مشقّةٍ في الفَهمِ والوقوفِ على أسرارِ المعاني المخبوءةِ تحت رموزِ ألفاظِ اللغةِ العربيةِ أو غيرِ العربيةِ في كُلِّ عِلمٍ ومعرفةٍ وفَنٍّ، دِينًا كان أو أدبًا أو لغةً أو شِعرًا أو تاريخًا أو عِلمَ بُلدانٍ (جُغرافية)، أو طِبًّا أو رياضةً أو فلكًا أو صناعاتٍ وآلات، كلُّ ذلك يَدرُسونه بدِقَّةٍ ونظامٍ وترتيب، وبتعاونٍ كاملٍ بينهم مهما تباعدتْ بلادُهم وأوطانُهم. ثمَّ لا تنقطِعُ لهم رِحلةٌ في قلبِ دارِ الإسلامِ وفي أطرافِها، يَجُسُّون ويُجَرِّبون ويَختبِرون، ويتعلَّمون ويسألون، ويجمعون كُلَّ خِبرةٍ وكلَّ تجربةٍ وكُلَّ معرفة، وكلَّ صغيرٍ وكبيرٍ يُعينهم على الدرسِ والاستفادة، وعلى فَهمِ أسرارِ هذا العالمِ الغريبِ الذي كان بالأمسِ مُمتنِعًا على الاختراقِ قُرونًا طِوالًا.

ولمّا كانت هذه المخطوطاتُ التي يَعكُفُ نفَرٌ منهم على دراستِها مُتفرِّقةً في البلاد، وحبيسةً تحت يَدِ عددٍ قليلٍ جدًّا، قد يكونُ رجُلًا واحدًا في قريةٍ أو دِير، عمدوا إلى نشْرِ بعضِها مطبوعةً، لتكونَ تحت يَدِ كلِّ دارسٍ مُستشرِقٍ في أيّ بلدٍ كان من بلادِ أوربّة، ولكي تكونَ الفائدةُ أكثرَ تمامًا، والجُهدُ أكثرَ جَدوى، أنشأوا أيضا مجلَّاتٍ بكُلِّ لسانٍ من ألسنتِهم، يَنشرُ فيها كلُّ مُستشرِقٍ نتائجَ بحثِه ودراستِه، ويعرضُ كلَّ تجاربِه وخِبرَتِه ومُلاحظاتِه، لتكونَ عَونًا لكُلِّ دارسٍ مُستشرقٍ وغيرِ مُستشرِق، وهي مجلَّاتُ الدراساتِ الإسلاميّةِ أو الشرقيّة، بل سَمَتْ هِمَّتُهم فبدأوا صُنعَ "جماهير الإسلام" التي يُسَمُّونها "دوائر المعارف الإسلامية"، وكذلك صار الاستشراقُ في أوربّة كلِّها هيئةً واحدة، لها هدفٌ واحد، ونظامٌ واحد، وهِمَّةٌ واحدة، وفَهمٌ واحد، وأسلوبٌ واحد، ونظرٌ مُشترَكٌ واحد، إلى حضارةِ دارِ الإسلامِ قديمِها وحديثِها.


[رسالة في الطريق إلى ثقافتنا]
[ خلاصة تاريخ حياتي العلمية والعملية ]
[المرحلة الأولى]

أنا محمد البشير الإبراهيمي، ولدت يوم الخميس عند طلوع الشمس في الرابع عشر من شهر شوّال سنة ست وثلاثمائة وألف، ويوافق الثالث عشر من يونيو سنة ١٨٨٩، كما
رأيت ذلك مسجّلًا بخط جدّي لأبي الشيخ عمر الإبراهيمي- رحمه الله- في سجل أعدّه لتسجيل مواليد الأسرة ووفياتها.

قبيلتنا تُعرف بأولاد إبراهيم بن يحيى بن مساهل، وترفع نسبها إلى إدريس بن عبد الله الجذم الأول للأشراف الأدارسة، وإدريس هذا- وُيعرف بإديس الأكبر- هو الذي خلص إلى المغرب الأقصى بعد "وقعة فخ" بين العلويين والعباسيين، وإليه ترجع أنساب الأشراف الحسنيين في المغربين: الأقصى والأوسط؛ ونسبنا هذا مستفيض بين سكان الأطلس أوراس وسفوحه الجنوبية إلى الصحارى، والشمالية إلى التلول، ولأجدادنا كتابات متناقلة عن هذا النسب.

وموطننا الذي تقلّب فيه أجدادنا في تاريخ ضارب في القدم هو السلاسل الغربية المتفرّعة من جبل أوراس، وهي قمم تفصل بينها مسالك أودية وطرق هابطة من التلول إلى الصحراء، وموقعها الغرب المائل للجنوب لمدينة قسنطينة عاصمة المقاطعة الشرقية للقطر الجزائري.

وبيتنا إحدى البيوتات التي حفظت رسم العلم وتوارثته قرونًا من لدن خمول بجاية وسقوطها في القرن التاسع الهجري، وقد كانت بجاية دار هجرة للعلم وخصوصًا للأقاليم المتاخمة لها مثل إقليمنا، وقد خرج من عمود نسبنا بالذات في هذه القرون الخمسة علماء في العلوم العربية، ونشروها بهمّة واجتهاد في الأقاليم المجاورة لإقليمنا، ومنهم من هاجر إلى القاهرة في سبيل الاستزادة من العلم والتوسّع فيه- على صعوبة الهجرة إذ ذاك- ومن آثار الاتصال بالقاهرة أنهم بعد رجوعهم سمّوا أبناءهم بأسماء كبار مشايخ الأزهر، وأنا أدركت في فروع بيتنا من تسمّى بالأمير والصاوي والخرشي والسنهوري

#البشير_الإبراهيمي
#أثار_الإبراهيمي ج5،ص273.272
https://www.tg-me.com/irchad_elhair
2024/09/29 21:28:58
Back to Top
HTML Embed Code: