*[ سِـلْـسِـلَــةُ الــوَلَاءِ وَالـبَـرَاءِ فِـي الْإِسْـلَامِ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَـفِـظَـهُ اللهُ وَمَـتَّـعَـهُ بِالـصِّـحَّـةِ وَالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ ٢ ]*
*------------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*
*وَقَـدْ جَـهِــلَ كَـثِـيـرٌ مِـنَ الـنَّـاسِ هَـذَا الأَصْـلَ الـعَــظِـيـمَ، حَـتَّـىٰ لَـقَـدْ سَـمِـعْـتُ بَـعْـضَ الـمُـنْـتَـسِبِـيـنَ إِلَى الْـعِـلْـمِ وَالـــدَّعْـــوَةِ فِـي إِذَاعَـــةٍ عَـرَبِـيَّــةٍ، يَـقُــولُ عَنِ النَّصَارَىٰ: إِنَّهُمْ إِخْوَانُنَا، وَيَـا لَـهَـا مِـنْ كَـلِـمَــةٍ خَــطِـيـرَةٍ.*
*وَكَمَا أَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ حَـرَّمَ مُـوَالَاةَ الـكُـفَّــارِ - أَعْـدَاءِ العَـقِيدَةِ الإِسْلَامِيَّةِ - فَقَدْ أَوْجَبَ سُبْحَانَهُ مُـوَالَاةَ المُؤْمِنِينَ وَمَحَبَّتَهُمْ؛* قَالَ تَعَالَىٰ:﴿إِنَّمَا وَلِیُّكُمُ ٱللهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱلَّذِینَ یُقِیمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَیُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَ ٰكِعُونَ وَمَن یَتَوَلَّ ٱللهَ وَرَسُولَهُۥ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ فَإِنَّ حِزۡبَ ٱللهِ هُمُ ٱلۡغَـٰلِبُونَ﴾ وَقَالَ تَعَالَىٰ:﴿مُّحَمَّدࣱ رَّسُولُ ٱللهِۚ وَٱلَّذِینَ مَعَهُۥۤ أَشِدَّاۤءُ عَلَى ٱلۡكُفَّارِ رُحَمَاۤءُ بَیۡنَهُمۡۖ﴾ وَقَالَ تَعَالَىٰ:﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةࣱ﴾ فَالمُؤْمِنُونَ إِخْـوَةٌ فِي الدِّينِ وَالعَـقِيدَةِ، وَإِنْ تَبَاعَدَتْ أَنْسَابُهُمْ وَأَوْطَانُهُمْ وَأَزْمَانُهُمْ، قَالَ تَعَالَىٰ:﴿وَٱلَّذِینَ جَاۤءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ یَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَ ٰنِنَا ٱلَّذِینَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِیمَـٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِی قُلُوبِنَا غِلࣰّا لِّلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ رَبَّنَاۤ إِنَّكَ رَءُوفࣱ رَّحِیمٌ﴾
*فَالمُؤْمِنُونَ مِنْ أَوَّلِ الخَلِيقَةِ إِلَىٰ آخِرِهَا، مَهْمَا تَبَاعَدَتْ أَوْطَانُهُمْ، وَامْتَدَّتْ أَزْمَانُهُمْ، إِخْـوَةٌ مُتَحَابُّونَ؛ يَقْتَدِي آخِرُهُمْ بِأَوَّلِهِمْ، وَيَدْعُوا بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ، وَيَسْتَغْـفِـرُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ.*
*وَلِلْــوَلَاءِ وَالـبَــرَاءِ مَظَـاهِـرُ تَـدُلُّ عَلَيْهِمَـا:...*
*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مُـحَـاضَـرَاتٌ فِـي الـعَــقِـيـدَةِ وَالــدَّعْــوَةِ: جـــــ: ١ / صــــ: ٢٢٢ - ٢٢٣ ]*
*----------------------------------------*
*------------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*
*وَقَـدْ جَـهِــلَ كَـثِـيـرٌ مِـنَ الـنَّـاسِ هَـذَا الأَصْـلَ الـعَــظِـيـمَ، حَـتَّـىٰ لَـقَـدْ سَـمِـعْـتُ بَـعْـضَ الـمُـنْـتَـسِبِـيـنَ إِلَى الْـعِـلْـمِ وَالـــدَّعْـــوَةِ فِـي إِذَاعَـــةٍ عَـرَبِـيَّــةٍ، يَـقُــولُ عَنِ النَّصَارَىٰ: إِنَّهُمْ إِخْوَانُنَا، وَيَـا لَـهَـا مِـنْ كَـلِـمَــةٍ خَــطِـيـرَةٍ.*
*وَكَمَا أَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ حَـرَّمَ مُـوَالَاةَ الـكُـفَّــارِ - أَعْـدَاءِ العَـقِيدَةِ الإِسْلَامِيَّةِ - فَقَدْ أَوْجَبَ سُبْحَانَهُ مُـوَالَاةَ المُؤْمِنِينَ وَمَحَبَّتَهُمْ؛* قَالَ تَعَالَىٰ:﴿إِنَّمَا وَلِیُّكُمُ ٱللهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱلَّذِینَ یُقِیمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَیُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَ ٰكِعُونَ وَمَن یَتَوَلَّ ٱللهَ وَرَسُولَهُۥ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ فَإِنَّ حِزۡبَ ٱللهِ هُمُ ٱلۡغَـٰلِبُونَ﴾ وَقَالَ تَعَالَىٰ:﴿مُّحَمَّدࣱ رَّسُولُ ٱللهِۚ وَٱلَّذِینَ مَعَهُۥۤ أَشِدَّاۤءُ عَلَى ٱلۡكُفَّارِ رُحَمَاۤءُ بَیۡنَهُمۡۖ﴾ وَقَالَ تَعَالَىٰ:﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةࣱ﴾ فَالمُؤْمِنُونَ إِخْـوَةٌ فِي الدِّينِ وَالعَـقِيدَةِ، وَإِنْ تَبَاعَدَتْ أَنْسَابُهُمْ وَأَوْطَانُهُمْ وَأَزْمَانُهُمْ، قَالَ تَعَالَىٰ:﴿وَٱلَّذِینَ جَاۤءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ یَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَ ٰنِنَا ٱلَّذِینَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِیمَـٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِی قُلُوبِنَا غِلࣰّا لِّلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ رَبَّنَاۤ إِنَّكَ رَءُوفࣱ رَّحِیمٌ﴾
*فَالمُؤْمِنُونَ مِنْ أَوَّلِ الخَلِيقَةِ إِلَىٰ آخِرِهَا، مَهْمَا تَبَاعَدَتْ أَوْطَانُهُمْ، وَامْتَدَّتْ أَزْمَانُهُمْ، إِخْـوَةٌ مُتَحَابُّونَ؛ يَقْتَدِي آخِرُهُمْ بِأَوَّلِهِمْ، وَيَدْعُوا بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ، وَيَسْتَغْـفِـرُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ.*
*وَلِلْــوَلَاءِ وَالـبَــرَاءِ مَظَـاهِـرُ تَـدُلُّ عَلَيْهِمَـا:...*
*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مُـحَـاضَـرَاتٌ فِـي الـعَــقِـيـدَةِ وَالــدَّعْــوَةِ: جـــــ: ١ / صــــ: ٢٢٢ - ٢٢٣ ]*
*----------------------------------------*
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
*[ سِـلْـسِـلَــةُ الــوَلَاءِ وَالـبَـرَاءِ فِـي الْإِسْـلَامِ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَـفِـظَـهُ اللهُ وَمَـتَّـعَـهُ بِالـصِّـحَّـةِ وَالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ ٣ ]*
*------------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*
*وَلِلْــوَلَاءِ وَالـبَــرَاءِ مَظَـاهِـرُ تَـدُلُّ عَلَيْهِمَـا:*
*أَوَّلًا: مِـنْ مَـظَـاهِــرِ مُــوَالَاةِ الـكُــفَّــارِ:*
*١ - التَّشَبُّهُ بِهِمْ فِي المَلْبَسِ وَالكَلَامِ وَغَيْرِهِمَا:*
لِأَنَّ التَّشَبُّهَ بِهِمْ فِي المَلْبَسِ وَالكَلَامِ وَغَيْرِهِمَا؛ يَـدُلُّ عَلَىٰ مَحَبَّةِ المُتَشَبَّهِ بِهِ؛ وَلِهَذَا قَالَ النَّبِيُّ ﷺ:«مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ».
*فَيَحْـرُمُ التَّشَبُّهُ بِالكُفَّارِ فِيمَا هُوَ مِنْ خَصَائِصِهِمْ؛ مِنْ عَـادَاتِهِمْ وَعِبَادَاتِهِمْ، سَمْتِهِمْ وَأَخْلَاقِهِمْ؛ كَحَلْقِ اللِّحَىٰ، وَإِطَالَـةِ الشَّوَارِبِ، وَالرَّطَانَةِ بِلُغَتِهِمْ إِلَّا عِنْدَ الحَاجَةِ، وَفِي هَيْئَةِ اللِّبَاسِ، وَالأَكْلِ وَالشُّربِ وَغَيْرِ ذَلِكَ.*
*٢ - الإِقَامَةُ فِي بِـلَادِهِمْ وَعَـدَمُ الِانْتِقَـالِ مِنْهَا إِلَىٰ بَلَدِ المُسْلِمِينَ لِأَجْـلِ الـفِـرَارِ بِالـدِّيـنِ:*
لِأَنَّ الهِجْرَةَ بِهَذَا المَعْنَىٰ وَلِهَذَا الغَرَضِ، وَاجِبَةٌ عَلَى المُسْلِمِ؛ لِأَنَّ إِقَامَتَهُ فِي بِـلَادِ الـكُـفْـرِ تَـدُلُّ عَلَىٰ مُـوَالَاةِ الكَافِرِينَ، وَمِنْ هُنَا حَـرَّمَ اللهُ إِقَامَةَ المُسْلِمِ بَيْنَ الكُفَّارِ إِذَا كَانَ يَقْدِرُ عَلَى الهِجْرَةِ، قَالَ تَعَالَىٰ:﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ تَوَفَّىٰهُمُ ٱلۡمَلَـٰۤئكَةُ ظَالِمِیۤ أَنفُسِهِمۡ قَالُوا۟ فِیمَ كُنتُمۡۖ قَالُوا۟ كُنَّا مُسۡتَضۡعَفِینَ فِی ٱلۡأَرۡضِۚ قَالُوۤا۟ أَلَمۡ تَكُنۡ أَرۡضُ ٱللهِ وَ ٰسِعَةࣰ فَتُهَاجِرُوا۟ فِیهَاۚ فَأُو۟لَـٰۤئكَ مَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَسَاۤءَتۡ مَصِیرًا إِلَّا ٱلۡمُسۡتَضۡعَفِینَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَاۤءِ وَٱلۡوِلۡدَ ٰنِ لَا یَسۡتَطِیعُونَ حِیلَةࣰ وَلَا یَهۡتَدُونَ سَبِیلࣰا فَأُو۟لَـٰۤئِـكَ عَسَى ٱللهُ أَن یَعۡفُوَ عَنۡهُمۡۚ وَكَانَ ٱللهُ عَفُوًّا غَفُورࣰا﴾ فَلَمْ يَعْذُرِ اللهُ فِي الإِقَامَةِ فِي بَِـلَادِ الكُفَّارِ إِلَّا ٱلۡمُسۡتَضۡعَفِینَ الَّذِينَ لَا يَسْتَطِيعُـونَ الهِجْرَةَ، وَكَذَلِكَ مَنْ كَانَ فِي إِقَامَتِهِ مَصْلَحَة دِينِيَّة؛ كَالدَّعْوَةِ إِلَى اللهِ، وَنَشْرِ الإِسْلَامِ فِي بِـلَادِهِـمْ.
*٣ - السَّفَرُ لِبِلَادِهِمْ لِغَرَضِ النُّزْهَةِ وَمُتْعَةِ النَّفْسِ:*
وَالسَّفَرُ إِلَىٰ بِلَادِ الكُفَّارِ مُحَرَّمٌ إِلَّا عِنْدَ الضَّرُورَةِ؛ كَالعِلَاجِ وَالتِّجَارَةِ وَالتَّعْلِيمِ لِلتَّخَصُّصَاتِ النَّافِعَةِ الَّتِي لَا يُمْكِنُ الحُصُولُ عَلَيْهَا إِلَّا بِالسَّفَرِ إِلَيْهِمْ، فَيَجُوزُ بِقَدْرِ الحَاجَةِ، وَإِذَا انْتَهَتِ الحَاجَةُ؛ وَجَبَ الرُّجُوعُ إِلَىٰ بِلَادِ المُسْلِمِينَ.
*وَيُشْتَرَطُ كَذَلِكَ لِجَوَازِ هَذَا السَّفَرِ:*
■ أَنْ يَكُونَ مُظْهِرًا لِدِينِهِ،
■ مُعْتَزًّا بِإِسْلَامِهِ،
■ مُبْتَعِدًا عَنْ مَوَاطِنِ الشَّرِّ،
■ حَـذِرًا مِنْ دَسَائِسِ الأَعْـدَاءِ وَمَكَائِدِهِمْ.
*وَكَذَلِكَ يَجُوزُ السَّفَرُ أَوْ يَجِبُ إِلَىٰ بِـلَادِهِمْ؛ إِذَا كَانَ لِأَجْلِ الـدَّعْـوَةِ إِلَى اللهِ، وَنَشْرِ الإِسْلَامِ.*
*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مُـحَـاضَـرَاتٌ فِـي الـعَــقِـيـدَةِ وَالــدَّعْــوَةِ: جـــــ: ١ / صــــ: ٢٢٣ - ٢٢٤ ]*
*----------------------------------------*
*------------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*
*وَلِلْــوَلَاءِ وَالـبَــرَاءِ مَظَـاهِـرُ تَـدُلُّ عَلَيْهِمَـا:*
*أَوَّلًا: مِـنْ مَـظَـاهِــرِ مُــوَالَاةِ الـكُــفَّــارِ:*
*١ - التَّشَبُّهُ بِهِمْ فِي المَلْبَسِ وَالكَلَامِ وَغَيْرِهِمَا:*
لِأَنَّ التَّشَبُّهَ بِهِمْ فِي المَلْبَسِ وَالكَلَامِ وَغَيْرِهِمَا؛ يَـدُلُّ عَلَىٰ مَحَبَّةِ المُتَشَبَّهِ بِهِ؛ وَلِهَذَا قَالَ النَّبِيُّ ﷺ:«مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ».
*فَيَحْـرُمُ التَّشَبُّهُ بِالكُفَّارِ فِيمَا هُوَ مِنْ خَصَائِصِهِمْ؛ مِنْ عَـادَاتِهِمْ وَعِبَادَاتِهِمْ، سَمْتِهِمْ وَأَخْلَاقِهِمْ؛ كَحَلْقِ اللِّحَىٰ، وَإِطَالَـةِ الشَّوَارِبِ، وَالرَّطَانَةِ بِلُغَتِهِمْ إِلَّا عِنْدَ الحَاجَةِ، وَفِي هَيْئَةِ اللِّبَاسِ، وَالأَكْلِ وَالشُّربِ وَغَيْرِ ذَلِكَ.*
*٢ - الإِقَامَةُ فِي بِـلَادِهِمْ وَعَـدَمُ الِانْتِقَـالِ مِنْهَا إِلَىٰ بَلَدِ المُسْلِمِينَ لِأَجْـلِ الـفِـرَارِ بِالـدِّيـنِ:*
لِأَنَّ الهِجْرَةَ بِهَذَا المَعْنَىٰ وَلِهَذَا الغَرَضِ، وَاجِبَةٌ عَلَى المُسْلِمِ؛ لِأَنَّ إِقَامَتَهُ فِي بِـلَادِ الـكُـفْـرِ تَـدُلُّ عَلَىٰ مُـوَالَاةِ الكَافِرِينَ، وَمِنْ هُنَا حَـرَّمَ اللهُ إِقَامَةَ المُسْلِمِ بَيْنَ الكُفَّارِ إِذَا كَانَ يَقْدِرُ عَلَى الهِجْرَةِ، قَالَ تَعَالَىٰ:﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ تَوَفَّىٰهُمُ ٱلۡمَلَـٰۤئكَةُ ظَالِمِیۤ أَنفُسِهِمۡ قَالُوا۟ فِیمَ كُنتُمۡۖ قَالُوا۟ كُنَّا مُسۡتَضۡعَفِینَ فِی ٱلۡأَرۡضِۚ قَالُوۤا۟ أَلَمۡ تَكُنۡ أَرۡضُ ٱللهِ وَ ٰسِعَةࣰ فَتُهَاجِرُوا۟ فِیهَاۚ فَأُو۟لَـٰۤئكَ مَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَسَاۤءَتۡ مَصِیرًا إِلَّا ٱلۡمُسۡتَضۡعَفِینَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَاۤءِ وَٱلۡوِلۡدَ ٰنِ لَا یَسۡتَطِیعُونَ حِیلَةࣰ وَلَا یَهۡتَدُونَ سَبِیلࣰا فَأُو۟لَـٰۤئِـكَ عَسَى ٱللهُ أَن یَعۡفُوَ عَنۡهُمۡۚ وَكَانَ ٱللهُ عَفُوًّا غَفُورࣰا﴾ فَلَمْ يَعْذُرِ اللهُ فِي الإِقَامَةِ فِي بَِـلَادِ الكُفَّارِ إِلَّا ٱلۡمُسۡتَضۡعَفِینَ الَّذِينَ لَا يَسْتَطِيعُـونَ الهِجْرَةَ، وَكَذَلِكَ مَنْ كَانَ فِي إِقَامَتِهِ مَصْلَحَة دِينِيَّة؛ كَالدَّعْوَةِ إِلَى اللهِ، وَنَشْرِ الإِسْلَامِ فِي بِـلَادِهِـمْ.
*٣ - السَّفَرُ لِبِلَادِهِمْ لِغَرَضِ النُّزْهَةِ وَمُتْعَةِ النَّفْسِ:*
وَالسَّفَرُ إِلَىٰ بِلَادِ الكُفَّارِ مُحَرَّمٌ إِلَّا عِنْدَ الضَّرُورَةِ؛ كَالعِلَاجِ وَالتِّجَارَةِ وَالتَّعْلِيمِ لِلتَّخَصُّصَاتِ النَّافِعَةِ الَّتِي لَا يُمْكِنُ الحُصُولُ عَلَيْهَا إِلَّا بِالسَّفَرِ إِلَيْهِمْ، فَيَجُوزُ بِقَدْرِ الحَاجَةِ، وَإِذَا انْتَهَتِ الحَاجَةُ؛ وَجَبَ الرُّجُوعُ إِلَىٰ بِلَادِ المُسْلِمِينَ.
*وَيُشْتَرَطُ كَذَلِكَ لِجَوَازِ هَذَا السَّفَرِ:*
■ أَنْ يَكُونَ مُظْهِرًا لِدِينِهِ،
■ مُعْتَزًّا بِإِسْلَامِهِ،
■ مُبْتَعِدًا عَنْ مَوَاطِنِ الشَّرِّ،
■ حَـذِرًا مِنْ دَسَائِسِ الأَعْـدَاءِ وَمَكَائِدِهِمْ.
*وَكَذَلِكَ يَجُوزُ السَّفَرُ أَوْ يَجِبُ إِلَىٰ بِـلَادِهِمْ؛ إِذَا كَانَ لِأَجْلِ الـدَّعْـوَةِ إِلَى اللهِ، وَنَشْرِ الإِسْلَامِ.*
*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مُـحَـاضَـرَاتٌ فِـي الـعَــقِـيـدَةِ وَالــدَّعْــوَةِ: جـــــ: ١ / صــــ: ٢٢٣ - ٢٢٤ ]*
*----------------------------------------*
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
*[ سِـلْـسِـلَــةُ الــوَلَاءِ وَالـبَـرَاءِ فِـي الْإِسْـلَامِ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَـفِـظَـهُ اللهُ وَمَـتَّـعَـهُ بِالـصِّـحَّـةِ وَالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ ٤ ]*
*------------------------------------*
*تَـابِـع: مِـنْ مَـظَـاهِــرِ مُــوَالَاةِ الـكُــفَّــارِ:*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*
*٤ - إِعَانَتُهُمْ وَمُنَاصَرَتُهُمْ عَلَى المُسْلِمِينَ وَمَدْحُهُمْ وَالـذَّبُّ عَنْهُمْ:*
وَهَـذَا مِـنْ نَوَاقِـضِ الإِسْـلَامِ وَأَسْـبَـابِ الــرِّدَّةِ، نَـعُـوذُ بِاللهِ مِنْ ذَلِـكَ.
*٥ - اتِّخَاذُهُمْ بِطَانَةً وَمُسْتَشَارِينَ:*
قَالَ تَعَالَىٰ:﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ بِطَانَةࣰ مِّن دُونِكُمۡ لَا یَأۡلُونَكُمۡ خَبَالࣰا وَدُّوا۟ مَا عَنِتُّمۡ قَدۡ بَدَتِ ٱلۡبَغۡضَاۤءُ مِنۡ أَفۡوَ ٰهِهِمۡ وَمَا تُخۡفِی صُدُورُهُمۡ أَكۡبَرُۚ قَدۡ بَیَّنَّا لَكُمُ ٱلۡـَٔایَـٰتِۖ إِن كُنتُمۡ تَعۡقِلُونَ هَـٰۤأَنتُمۡ أُو۟لَاۤءِ تُحِبُّونَهُمۡ وَلَا یُحِبُّونَكُمۡ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱلۡكِتَـٰبِ كُلِّهِۦ وَإِذَا لَقُوكُمۡ قَالُوۤا۟ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡا۟ عَضُّوا۟ عَلَیۡكُمُ ٱلۡأَنَامِلَ مِنَ ٱلۡغَیۡظِۚ قُلۡ مُوتُوا۟ بِغَیۡظِكُمۡۗ إِنَّ ٱللهَ عَلِیمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ إِن تَمۡسَسۡكُمۡ حَسَنَةࣱ تَسُؤۡهُمۡ وَإِن تُصِبۡكُمۡ سَیِّئَةࣱ یَفۡرَحُوا۟ بِهَاۖ وَإِن تَصۡبِرُوا۟ وَتَتَّقُوا۟ لَا یَضُرُّكُمۡ كَیۡدُهُمۡ شَیۡـًٔاۗ إِنَّ ٱللهَ بِمَا یَعۡمَلُونَ مُحِیطࣱ﴾.
■ فَهَذِهِ الآيَاتُ الكَرِيمَةُ؛ تَشْرَحُ دَخَائِلَ الكُفَّارِ، وَمَا يُكِنُّونَهُ نَحْوَ المُسْلِمِينَ مِنْ بُغْضٍ، وَمَا يُدَبِّرُونَهُ ضِدَّهُمْ مِنْ مَكْرٍ وَخِيَانَةٍ، وَمَا يُحِبُّونَهُ مِنْ مَضَرَّةِ المُسْلِمِينَ وَإِيصَالِ الأَذَىٰ إِلَيْهِمْ بِكُـلِّ وَسِيلَـةٍ، وَأَنَّهُمْ يَسْتَغِلُّونَ ثِـقَـةَ المُسْلِمِينَ بِهِمْ، فَيُخَطِّطُونَ لِلإِضْرَارِ بِهِمْ وَالنَّيْلِ مِنْهُمْ.
رَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ:(قُلْتُ لِعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لِي كَاتِبٌ نَصْرَانِيٌّ، قَالَ: مَا لَكَ؟ قَاتَلَكَ اللهُ! أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللهِ تَعَالَىٰ:﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ﴾ أَلَّا اتَّخَذْتَ حَنِيفًا؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لِي كِتَابَتُهُ وَلَهُ دِينُهُ، قَالَ: لَا أُكْرِمُهُمْ إِذْ أَهَانَهُمُ اللهُ، وَلَا أُعِزُّهُمْ إِذْ أَذَلَّهُمُ اللهُ، وَلَا أُدْنِيهِمْ إِذْ أَقْصَاهُمُ اللهُ).
وَرَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ خَرَجَ إِلَىٰ بَدْرٍ فَتَبِعَهُ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَلَحِقَهُ عِنْدَ الْحَرَّةِ، فَقَالَ: إِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أَتَّبِعَكَ وَأُصِيبَ مَعَكَ، قَالَ:«تُؤْمِنُ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولِهِ؟ قَالَ: لَا، قَالَ:«ارْجِعْ، فَلَنْ أَسْتَعِينَ بِمُشْرِكٍ» [ رَوَاهُ مُسْلِمٌ، الحَدِيث بِرَقم: ١٨١٧ ].
*وَمِنْ هَـذِهِ النُّصُوصِ؛ يَتَبَيَّنُ لَنَا تَحْرِيمُ تَوْلِيَةِ الكُفَّارِ أَعْمَالَ المُسْلِمِينَ، الَّتِي يَتَمَكَّنُونَ بِوَاسِطَتِهَا مِنَ الِاطِّلَاعِ عَلَىٰ أَحْـوَالِ المُسْلِمِينَ وَأَسْـرَارِهِـمْ، وَيَكِيدُونَ لَهُمْ بِإِلْحَاقِ الضَّرَرِ بِهِمْ.*
*وَمِنْ هَـذَا مَا وَقَـعَ فِي هَـذَا الـزَّمَـانِ: مِنِ اسْتِقْدَامِ الكُفَّارِ إِلَىٰ بِـلَادِ المُسْلِمِينَ - بِـلَادِ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ - وَجَعْلِهِمْ عُمَّالًا وَسَائِقِينَ وَمُسْتَخْدمِينَ، وَمُرَبِّينَ فِي البُيُوتِ وَخَلْطِهِمْ مَـعَ العَوَائِلِ، أَوْ خَلْطِهِمْ مَـعَ المُسْلِمِينَ فِي بِـلَادِهِـمْ.*
*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مُـحَـاضَـرَاتٌ فِـي الـعَــقِـيـدَةِ وَالــدَّعْــوَةِ: جـــــ: ١ / صــــ: ٢٢٤ - ٢٢٦ ]*
*----------------------------------------*
*------------------------------------*
*تَـابِـع: مِـنْ مَـظَـاهِــرِ مُــوَالَاةِ الـكُــفَّــارِ:*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*
*٤ - إِعَانَتُهُمْ وَمُنَاصَرَتُهُمْ عَلَى المُسْلِمِينَ وَمَدْحُهُمْ وَالـذَّبُّ عَنْهُمْ:*
وَهَـذَا مِـنْ نَوَاقِـضِ الإِسْـلَامِ وَأَسْـبَـابِ الــرِّدَّةِ، نَـعُـوذُ بِاللهِ مِنْ ذَلِـكَ.
*٥ - اتِّخَاذُهُمْ بِطَانَةً وَمُسْتَشَارِينَ:*
قَالَ تَعَالَىٰ:﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ بِطَانَةࣰ مِّن دُونِكُمۡ لَا یَأۡلُونَكُمۡ خَبَالࣰا وَدُّوا۟ مَا عَنِتُّمۡ قَدۡ بَدَتِ ٱلۡبَغۡضَاۤءُ مِنۡ أَفۡوَ ٰهِهِمۡ وَمَا تُخۡفِی صُدُورُهُمۡ أَكۡبَرُۚ قَدۡ بَیَّنَّا لَكُمُ ٱلۡـَٔایَـٰتِۖ إِن كُنتُمۡ تَعۡقِلُونَ هَـٰۤأَنتُمۡ أُو۟لَاۤءِ تُحِبُّونَهُمۡ وَلَا یُحِبُّونَكُمۡ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱلۡكِتَـٰبِ كُلِّهِۦ وَإِذَا لَقُوكُمۡ قَالُوۤا۟ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡا۟ عَضُّوا۟ عَلَیۡكُمُ ٱلۡأَنَامِلَ مِنَ ٱلۡغَیۡظِۚ قُلۡ مُوتُوا۟ بِغَیۡظِكُمۡۗ إِنَّ ٱللهَ عَلِیمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ إِن تَمۡسَسۡكُمۡ حَسَنَةࣱ تَسُؤۡهُمۡ وَإِن تُصِبۡكُمۡ سَیِّئَةࣱ یَفۡرَحُوا۟ بِهَاۖ وَإِن تَصۡبِرُوا۟ وَتَتَّقُوا۟ لَا یَضُرُّكُمۡ كَیۡدُهُمۡ شَیۡـًٔاۗ إِنَّ ٱللهَ بِمَا یَعۡمَلُونَ مُحِیطࣱ﴾.
■ فَهَذِهِ الآيَاتُ الكَرِيمَةُ؛ تَشْرَحُ دَخَائِلَ الكُفَّارِ، وَمَا يُكِنُّونَهُ نَحْوَ المُسْلِمِينَ مِنْ بُغْضٍ، وَمَا يُدَبِّرُونَهُ ضِدَّهُمْ مِنْ مَكْرٍ وَخِيَانَةٍ، وَمَا يُحِبُّونَهُ مِنْ مَضَرَّةِ المُسْلِمِينَ وَإِيصَالِ الأَذَىٰ إِلَيْهِمْ بِكُـلِّ وَسِيلَـةٍ، وَأَنَّهُمْ يَسْتَغِلُّونَ ثِـقَـةَ المُسْلِمِينَ بِهِمْ، فَيُخَطِّطُونَ لِلإِضْرَارِ بِهِمْ وَالنَّيْلِ مِنْهُمْ.
رَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ:(قُلْتُ لِعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لِي كَاتِبٌ نَصْرَانِيٌّ، قَالَ: مَا لَكَ؟ قَاتَلَكَ اللهُ! أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللهِ تَعَالَىٰ:﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ﴾ أَلَّا اتَّخَذْتَ حَنِيفًا؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لِي كِتَابَتُهُ وَلَهُ دِينُهُ، قَالَ: لَا أُكْرِمُهُمْ إِذْ أَهَانَهُمُ اللهُ، وَلَا أُعِزُّهُمْ إِذْ أَذَلَّهُمُ اللهُ، وَلَا أُدْنِيهِمْ إِذْ أَقْصَاهُمُ اللهُ).
وَرَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ خَرَجَ إِلَىٰ بَدْرٍ فَتَبِعَهُ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَلَحِقَهُ عِنْدَ الْحَرَّةِ، فَقَالَ: إِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أَتَّبِعَكَ وَأُصِيبَ مَعَكَ، قَالَ:«تُؤْمِنُ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولِهِ؟ قَالَ: لَا، قَالَ:«ارْجِعْ، فَلَنْ أَسْتَعِينَ بِمُشْرِكٍ» [ رَوَاهُ مُسْلِمٌ، الحَدِيث بِرَقم: ١٨١٧ ].
*وَمِنْ هَـذِهِ النُّصُوصِ؛ يَتَبَيَّنُ لَنَا تَحْرِيمُ تَوْلِيَةِ الكُفَّارِ أَعْمَالَ المُسْلِمِينَ، الَّتِي يَتَمَكَّنُونَ بِوَاسِطَتِهَا مِنَ الِاطِّلَاعِ عَلَىٰ أَحْـوَالِ المُسْلِمِينَ وَأَسْـرَارِهِـمْ، وَيَكِيدُونَ لَهُمْ بِإِلْحَاقِ الضَّرَرِ بِهِمْ.*
*وَمِنْ هَـذَا مَا وَقَـعَ فِي هَـذَا الـزَّمَـانِ: مِنِ اسْتِقْدَامِ الكُفَّارِ إِلَىٰ بِـلَادِ المُسْلِمِينَ - بِـلَادِ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ - وَجَعْلِهِمْ عُمَّالًا وَسَائِقِينَ وَمُسْتَخْدمِينَ، وَمُرَبِّينَ فِي البُيُوتِ وَخَلْطِهِمْ مَـعَ العَوَائِلِ، أَوْ خَلْطِهِمْ مَـعَ المُسْلِمِينَ فِي بِـلَادِهِـمْ.*
*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مُـحَـاضَـرَاتٌ فِـي الـعَــقِـيـدَةِ وَالــدَّعْــوَةِ: جـــــ: ١ / صــــ: ٢٢٤ - ٢٢٦ ]*
*----------------------------------------*
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
🌹أجور عظيمة وكنوز لا تعد ولا تحصى من الحسنات ..😌👇🏻
https://www.tg-me.com/hob_allah/95656
༺༺༺༺🌸༻༻༻༻
📩أعظم ما قد يقدمه شخص لشخص آخر هُوَ🥰👇🏻
https://www.tg-me.com/GANtk5/18412
https://www.tg-me.com/hob_allah/95656
༺༺༺༺🌸༻༻༻༻
📩أعظم ما قد يقدمه شخص لشخص آخر هُوَ🥰👇🏻
https://www.tg-me.com/GANtk5/18412
🕌كل ما يخص يوم الجمعة تجدوه هنا👇🏻
www.tg-me.com/addlist/TcCWisS7PyRmZDdk
www.tg-me.com/addlist/TcCWisS7PyRmZDdk
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
*[ سِـلْـسِـلَــةُ الــوَلَاءِ وَالـبَـرَاءِ فِـي الْإِسْـلَامِ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَـفِـظَـهُ اللهُ وَمَـتَّـعَـهُ بِالـصِّـحَّـةِ وَالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ ٥ ]*
*------------------------------------*
*تَـابِـع: مِـنْ مَـظَـاهِــرِ مُــوَالَاةِ الـكُــفَّــارِ:*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*
*٦ - التَّأْرِيخُ بِتَارِيخِهِمْ، خُصُوصًا التَّارِيخ الَّـذِي يُعَبِّرُ عَنْ طُقُوسِهِمْ وَأَعْيَادِهِمْ؛ كَالتَّارِيخِ المِيلَادِي:*
وَالَّـذِي هُـوَ عِبَارَةٌ عَنْ ذِكْـرَىٰ مَـوْلِـدِ المَسِيحِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَالَّـذِي ابْتَدَعُوهُ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَلَيْسَ هُـوَ مِنْ دِينِ المَسِيحِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَاسْتِعْمَالُ هَذَا التَّارِيخِ؛ فِيهِ مُشَارَكَةٌ فِي إِحْيَاءِ شِعَارِهِمْ وَعِيدِهِمْ.
وَلِتَجَنُّبِ هَذَا؛ لَمَّا أَرَادَ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَضْعَ تَارِيخٍ لِلْمُسْلِمِينَ، فِي عَهْدِ الخَلِيفَةِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ عَدَلُوا عَنْ تَوَارِيخِ الكُفَّارِ، وَأَرَّخُوا بِهِجْرَةِ الرَّسُولِ ﷺ، مِمَّا يَـدُلُّ عَلَىٰ وُجُوبِ مُخَالَفَةِ الكُفَّارِ فِي هَذَا وَفِي غَيْرِهِ مِمَّا هُوَ مِنْ خَصَائِصِهِمْ.
وَاللهُ المُسْتَعَانُ.
*٧ - مُشَارَكَتُهُمْ فِي أَعْيَادِهِمِ أَوْ مُسَاعَدَتُهُمْ فِي إِقَامَتِهَا أَوْ تَهْنِئَتُهُمْ بِمُنَاسَبَتِهَا أَوْ حُضُورُ إِقَامَتِهَا:*
وَقَدْ فُسِّرَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ:﴿وَٱلَّذِینَ لَا یَشۡهَدُونَ ٱلزُّورَ﴾ أَيْ: وَمِنْ صِفَاتِ عِبَادِ الــرَّحْـمَــٰنِ: أَنَّهُمْ لَا يَحْضُرُونَ أَعْيَادَ الكُفَّارِ.
*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مُـحَـاضَـرَاتٌ فِـي الـعَــقِـيـدَةِ وَالــدَّعْــوَةِ: جـــــ: ١ / صــــ: ٢٢٦ - ٢٢٧ ]*
*----------------------------------------*
*------------------------------------*
*تَـابِـع: مِـنْ مَـظَـاهِــرِ مُــوَالَاةِ الـكُــفَّــارِ:*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*
*٦ - التَّأْرِيخُ بِتَارِيخِهِمْ، خُصُوصًا التَّارِيخ الَّـذِي يُعَبِّرُ عَنْ طُقُوسِهِمْ وَأَعْيَادِهِمْ؛ كَالتَّارِيخِ المِيلَادِي:*
وَالَّـذِي هُـوَ عِبَارَةٌ عَنْ ذِكْـرَىٰ مَـوْلِـدِ المَسِيحِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَالَّـذِي ابْتَدَعُوهُ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَلَيْسَ هُـوَ مِنْ دِينِ المَسِيحِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَاسْتِعْمَالُ هَذَا التَّارِيخِ؛ فِيهِ مُشَارَكَةٌ فِي إِحْيَاءِ شِعَارِهِمْ وَعِيدِهِمْ.
وَلِتَجَنُّبِ هَذَا؛ لَمَّا أَرَادَ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَضْعَ تَارِيخٍ لِلْمُسْلِمِينَ، فِي عَهْدِ الخَلِيفَةِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ عَدَلُوا عَنْ تَوَارِيخِ الكُفَّارِ، وَأَرَّخُوا بِهِجْرَةِ الرَّسُولِ ﷺ، مِمَّا يَـدُلُّ عَلَىٰ وُجُوبِ مُخَالَفَةِ الكُفَّارِ فِي هَذَا وَفِي غَيْرِهِ مِمَّا هُوَ مِنْ خَصَائِصِهِمْ.
وَاللهُ المُسْتَعَانُ.
*٧ - مُشَارَكَتُهُمْ فِي أَعْيَادِهِمِ أَوْ مُسَاعَدَتُهُمْ فِي إِقَامَتِهَا أَوْ تَهْنِئَتُهُمْ بِمُنَاسَبَتِهَا أَوْ حُضُورُ إِقَامَتِهَا:*
وَقَدْ فُسِّرَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ:﴿وَٱلَّذِینَ لَا یَشۡهَدُونَ ٱلزُّورَ﴾ أَيْ: وَمِنْ صِفَاتِ عِبَادِ الــرَّحْـمَــٰنِ: أَنَّهُمْ لَا يَحْضُرُونَ أَعْيَادَ الكُفَّارِ.
*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مُـحَـاضَـرَاتٌ فِـي الـعَــقِـيـدَةِ وَالــدَّعْــوَةِ: جـــــ: ١ / صــــ: ٢٢٦ - ٢٢٧ ]*
*----------------------------------------*
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
•••
🌷 "لِيَكُن همّك الّذي يختلِجُ في صَدرك أَن يُثبِّتك #الله، أن تلزَم جادّة الصواب، أَن يَقبِضَ #الله روحَك وأَنت عَلى طرِيق #العلم والعمَل، وَيكفيكَ بهذا الهَمِّ شرَفاً".
@moultaqua_alsalafiyat
🌷 "لِيَكُن همّك الّذي يختلِجُ في صَدرك أَن يُثبِّتك #الله، أن تلزَم جادّة الصواب، أَن يَقبِضَ #الله روحَك وأَنت عَلى طرِيق #العلم والعمَل، وَيكفيكَ بهذا الهَمِّ شرَفاً".
@moultaqua_alsalafiyat
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
*[ سِـلْـسِـلَــةُ الــوَلَاءِ وَالـبَـرَاءِ فِـي الْإِسْـلَامِ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَـفِـظَـهُ اللهُ وَمَـتَّـعَـهُ بِالـصِّـحَّـةِ وَالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ ٦ ]*
*------------------------------------*
*تَـابِـع: مِـنْ مَـظَـاهِــرِ مُــوَالَاةِ الـكُــفَّــارِ:*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*
*٨ - مَدْحُهُمْ وَالإِشَارَةُ بِمَا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ المَدَنِيَّةِ وَالحَضَارَةِ وَالإِعْجَابِ بِأَخْلَاقِهِمْ وَمَهَارَاتِهِمْ دُونَ نَظَرٍ إِلَىٰ عَقَائِدِهِمُ البَاطِلَةِ وَدِينِهِمُ الفَاسِدِ:*
قَالَ تَعَالَىٰ:﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَیۡنَیۡكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعۡنَا بِهِۦۤ أَزۡوَ ٰجࣰا مِّنۡهُمۡ زَهۡرَةَ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا لِنَفۡتِنَهُمۡ فِیهِۚ وَرِزۡقُ رَبِّكَ خَیۡرࣱ وَأَبۡقَىٰ﴾.
وَلَيْسَ مَعنَىٰ ذَلِكَ: أَنَّ المُسْلِمِينَ لَا يَتَّخِذُونَ أَسْبَابَ القُوَّةِ، مِنْ تَعَلُّمِ الصِّنَاعَاتِ وَمُقَوِّمَاتِ الِاقْتِصَادِ المُبَاحِ، وَالأَسَالِيبِ العَسْكَرِيَّةِ، بَلْ ذَلِكَ مَطْلُوبٌ، قَالَ تَعَالَىٰ:﴿وَأَعِدُّوا۟ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةࣲ﴾.
وَهَـذَهِ المَنَافِعُ وَالأَسْرَارُ الكَوْنِيَّة هِيَ فِي الأَصْلِ لِلْمُسْلِمِينَ، قَالَ تَعَالَىٰ:﴿قُلۡ مَنۡ حَرَّمَ زِینَةَ ٱللهِ ٱلَّتِیۤ أَخۡرَجَ لِعِبَادِهِۦ وَٱلطَّیِّبَـٰتِ مِنَ ٱلرِّزۡقِۚ قُلۡ هِیَ لِلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا خَالِصَةࣰ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِۗ﴾ وَقَالَ تَعَالَىٰ:﴿وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِ جَمِیعࣰا مِّنۡهُۚ﴾ وَقَالَ تَعَالَىٰ:﴿هُوَ ٱلَّذِی خَلَقَ لَكُم مَّا فِی ٱلۡأَرۡضِ جَمِیعࣰا﴾.
*■ فَالوَاجِبُ أَنْ يَكُونَ المُسْلِمُونَ سَبَّاقِينَ إِلَى اسْتِغْلَالِ هَـذَهِ المَنَافِعِ وَهَـذِهِ الطَّاقَاتِ، وَلَا يَسْتَجْدُونَ الكُفَّارَ فِي الحُصُولِ عَلَيْهَا، بَلْ أَنْ يَكُونَ لَهُمْ مَصَانِعُ وَتَقنِيَات.*
*٩ - التَّسَمِّي بِأَسْمَائِهِمْ:*
بِحَيْثُ يُسَمِّي بَعْضُ المُسْلِمِينَ أَبْنَاءَهُمْ وَبَنَاتِهِمْ بِأَسْمَاءٍ أَجْنَبِيَّةٍ، وَيَتْرُكُونَ أَسْمَاءَ آبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ وَأَجْدَادِهِمْ وَجَدَّاتِهِمْ، وَالأَسْمَاءَ المَعرُوفَةَ فِي مُجْتَمَعِهِمْ، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ:«إِنَّ أَحَبَّ أَسْمَائِكُمْ إِلَى اللهِ عَبْدُ اللهِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَـٰنِ».
*■ وَبِسَبَبِ تَغْيِيرِ الأَسْمَاءِ؛ فَقَدْ وُجِدَ جِيلٌ يَحْمِلُ أَسْمَاء غَرِيبَةً، مِمَّا يُسَبِّبُ الِانْفِصَالَ بَيْنَ هَذَا الجِيلِ وَالأَجْيَالَ السَّابِقَة، وَيَقْطَعُ التَّعَارُفَ بَيْنَ الأُسَـرِ الَّتِي كَانَت تُعرَفُ بِأَسْمَائِهَا الخَاصَّةِ.*
*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مُـحَـاضَـرَاتٌ فِـي الـعَــقِـيـدَةِ وَالــدَّعْــوَةِ: جـــــ: ١ / صــــ: ٢٢٧ - ٢٢٨ ]*
*----------------------------------------*
*------------------------------------*
*تَـابِـع: مِـنْ مَـظَـاهِــرِ مُــوَالَاةِ الـكُــفَّــارِ:*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*
*٨ - مَدْحُهُمْ وَالإِشَارَةُ بِمَا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ المَدَنِيَّةِ وَالحَضَارَةِ وَالإِعْجَابِ بِأَخْلَاقِهِمْ وَمَهَارَاتِهِمْ دُونَ نَظَرٍ إِلَىٰ عَقَائِدِهِمُ البَاطِلَةِ وَدِينِهِمُ الفَاسِدِ:*
قَالَ تَعَالَىٰ:﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَیۡنَیۡكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعۡنَا بِهِۦۤ أَزۡوَ ٰجࣰا مِّنۡهُمۡ زَهۡرَةَ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا لِنَفۡتِنَهُمۡ فِیهِۚ وَرِزۡقُ رَبِّكَ خَیۡرࣱ وَأَبۡقَىٰ﴾.
وَلَيْسَ مَعنَىٰ ذَلِكَ: أَنَّ المُسْلِمِينَ لَا يَتَّخِذُونَ أَسْبَابَ القُوَّةِ، مِنْ تَعَلُّمِ الصِّنَاعَاتِ وَمُقَوِّمَاتِ الِاقْتِصَادِ المُبَاحِ، وَالأَسَالِيبِ العَسْكَرِيَّةِ، بَلْ ذَلِكَ مَطْلُوبٌ، قَالَ تَعَالَىٰ:﴿وَأَعِدُّوا۟ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةࣲ﴾.
وَهَـذَهِ المَنَافِعُ وَالأَسْرَارُ الكَوْنِيَّة هِيَ فِي الأَصْلِ لِلْمُسْلِمِينَ، قَالَ تَعَالَىٰ:﴿قُلۡ مَنۡ حَرَّمَ زِینَةَ ٱللهِ ٱلَّتِیۤ أَخۡرَجَ لِعِبَادِهِۦ وَٱلطَّیِّبَـٰتِ مِنَ ٱلرِّزۡقِۚ قُلۡ هِیَ لِلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا خَالِصَةࣰ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِۗ﴾ وَقَالَ تَعَالَىٰ:﴿وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِ جَمِیعࣰا مِّنۡهُۚ﴾ وَقَالَ تَعَالَىٰ:﴿هُوَ ٱلَّذِی خَلَقَ لَكُم مَّا فِی ٱلۡأَرۡضِ جَمِیعࣰا﴾.
*■ فَالوَاجِبُ أَنْ يَكُونَ المُسْلِمُونَ سَبَّاقِينَ إِلَى اسْتِغْلَالِ هَـذَهِ المَنَافِعِ وَهَـذِهِ الطَّاقَاتِ، وَلَا يَسْتَجْدُونَ الكُفَّارَ فِي الحُصُولِ عَلَيْهَا، بَلْ أَنْ يَكُونَ لَهُمْ مَصَانِعُ وَتَقنِيَات.*
*٩ - التَّسَمِّي بِأَسْمَائِهِمْ:*
بِحَيْثُ يُسَمِّي بَعْضُ المُسْلِمِينَ أَبْنَاءَهُمْ وَبَنَاتِهِمْ بِأَسْمَاءٍ أَجْنَبِيَّةٍ، وَيَتْرُكُونَ أَسْمَاءَ آبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ وَأَجْدَادِهِمْ وَجَدَّاتِهِمْ، وَالأَسْمَاءَ المَعرُوفَةَ فِي مُجْتَمَعِهِمْ، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ:«إِنَّ أَحَبَّ أَسْمَائِكُمْ إِلَى اللهِ عَبْدُ اللهِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَـٰنِ».
*■ وَبِسَبَبِ تَغْيِيرِ الأَسْمَاءِ؛ فَقَدْ وُجِدَ جِيلٌ يَحْمِلُ أَسْمَاء غَرِيبَةً، مِمَّا يُسَبِّبُ الِانْفِصَالَ بَيْنَ هَذَا الجِيلِ وَالأَجْيَالَ السَّابِقَة، وَيَقْطَعُ التَّعَارُفَ بَيْنَ الأُسَـرِ الَّتِي كَانَت تُعرَفُ بِأَسْمَائِهَا الخَاصَّةِ.*
*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مُـحَـاضَـرَاتٌ فِـي الـعَــقِـيـدَةِ وَالــدَّعْــوَةِ: جـــــ: ١ / صــــ: ٢٢٧ - ٢٢٨ ]*
*----------------------------------------*
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
*[ سِـلْـسِـلَــةُ الــوَلَاءِ وَالـبَـرَاءِ فِـي الْإِسْـلَامِ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَـفِـظَـهُ اللهُ وَمَـتَّـعَـهُ بِالـصِّـحَّـةِ وَالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ ٧ ]*
*------------------------------------*
*تَـابِـع: مِـنْ مَـظَـاهِــرِ مُــوَالَاةِ الـكُــفَّــارِ:*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*
*١٠ - الِاسْتِغْفَارُ لَهُمْ وَالتَّرَحُّمُ عَلَيْهِمْ:*
وَقَدْ حَـرَّمَ اللهُ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ تَعَالَىٰ:﴿مَا كَانَ لِلنَّبِیِّ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَن یَسۡتَغۡفِرُوا۟ لِلۡمُشۡرِكِینَ وَلَوۡ كَانُوۤا۟ أُو۟لِی قُرۡبَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُمۡ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡجَحِیمِ﴾ لِأَنَّ هَذَا يَتَضَمَّنُ حُبَّهُمْ، وَتَصْحِيحَ مَا هُمْ عَلَيْهِ.
*١١ - حُكْمُ الِاسْتِعَانَةِ بِالكُفَّارِ فِي الوَظَائِفِ وَالقِتَالِ وَنَحْوِ ذَلِكَ:*
*(َ أ ) فِي الوَظَائِفِ:* قَالَ اللهُ تَعَالَىٰ:﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ بِطَانَةࣰ مِّن دُونِكُمۡ لَا یَأۡلُونَكُمۡ خَبَالࣰا وَدُّوا۟ مَا عَنِتُّمۡ قَدۡ بَدَتِ ٱلۡبَغۡضَاۤءُ مِنۡ أَفۡوَ ٰهِهِمۡ وَمَا تُخۡفِی صُدُورُهُمۡ أَكۡبَرُۚ﴾
قَالَ البَغَوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ:﴿لَا تَتَّخِذُوا۟ بِطَانَةࣰ مِّن دُونِكُمۡ﴾ أَيْ: أَوْلِيَاءَ وَأَصْفِيَاءَ مِنْ غَيْرِ أَهْلِ مِلَّتِكُمْ، وَبِطَانَةُ الرَّجُلِ: خَاصَّتُهُ، ثُمَّ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ العِلَّةَ فِي النَّهْيِ عَنِ اتِّخَاذِهِمْ بِطَانَةً، فَقَالَ:﴿لَا یَأۡلُونَكُمۡ خَبَالࣰا﴾ أَيْ: لَا يُقَصِّرُونَ فِي عَمَلِ مَا يَضُرُّكُمْ.
قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ:(فَقَدْ عَرَفَ أَهْلُ الْخِبْرَةِ: أَنَّ أَهْلَ الذِّمَّةِ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمُنَافِقِينَ، يُكَاتِبُونَ أَهْلَ دِينِهِمْ بِأَخْبَارِ الْمُسْلِمِينَ، وَبِمَا يَطَّلِعُونَ عَلَىٰ ذَلِكَ مِنْ أَسْرَارِهِمْ...
وَمِنَ الْأَبْيَاتِ الْمَشْهُورَةِ:
*كُلُّ الْعَدَاوَاتِ تُرْجَىٰ مَوَدَّتُهَا*
*إِلَّا عَدَاوَةَ مَنْ عَادَاك فِي الدِّينِ*
وَلِهَذَا وَغَيْرِهِ مُنِعُوا أَنْ يَكُونُوا عَلَىٰ وِلَايَةِ الْمُسْلِمِينَ (يَعنِي: فِي الوَظَائِفِ) بَلْ اسْتِعْمَالُ مَنْ هُوَ دُونَهُمْ فِي الْكِفَايَةِ (يَعنِي: مِنَ المُسْلِمِينَ) أَنْفَعُ لِلْمُسْلِمِينَ فِي دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ، وَالْقَلِيلُ مِنَ الْحَلَالِ؛ يُبَارَكُ فِيهِ، وَالْحَرَامُ الْكَثِيرُ؛ يَذْهَبُ وَيَمْحَقُهُ اللهُ تَعَالَىٰ) انْتَهَىٰ بِاخْتِصَار [ مَجْمُوعُ الفَتَاوَىٰ: ٢٨\٦٤٦ ].
*وَقَدْ تَبَيَّنَ مِمَّا سَبَقَ:*
*١ -* أَنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يُوَلَّى الكَافِرُ وِلَايَةً فِيهَا سُلْطَةٌ عَلَى المُسْلِمِينَ،...
*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مُـحَـاضَـرَاتٌ فِـي الـعَــقِـيـدَةِ وَالــدَّعْــوَةِ: جـــــ: ١ / صــــ: ٢٢٨ - ٢٢٩ ]*
*----------------------------------------*
*------------------------------------*
*تَـابِـع: مِـنْ مَـظَـاهِــرِ مُــوَالَاةِ الـكُــفَّــارِ:*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*
*١٠ - الِاسْتِغْفَارُ لَهُمْ وَالتَّرَحُّمُ عَلَيْهِمْ:*
وَقَدْ حَـرَّمَ اللهُ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ تَعَالَىٰ:﴿مَا كَانَ لِلنَّبِیِّ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَن یَسۡتَغۡفِرُوا۟ لِلۡمُشۡرِكِینَ وَلَوۡ كَانُوۤا۟ أُو۟لِی قُرۡبَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُمۡ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡجَحِیمِ﴾ لِأَنَّ هَذَا يَتَضَمَّنُ حُبَّهُمْ، وَتَصْحِيحَ مَا هُمْ عَلَيْهِ.
*١١ - حُكْمُ الِاسْتِعَانَةِ بِالكُفَّارِ فِي الوَظَائِفِ وَالقِتَالِ وَنَحْوِ ذَلِكَ:*
*(َ أ ) فِي الوَظَائِفِ:* قَالَ اللهُ تَعَالَىٰ:﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ بِطَانَةࣰ مِّن دُونِكُمۡ لَا یَأۡلُونَكُمۡ خَبَالࣰا وَدُّوا۟ مَا عَنِتُّمۡ قَدۡ بَدَتِ ٱلۡبَغۡضَاۤءُ مِنۡ أَفۡوَ ٰهِهِمۡ وَمَا تُخۡفِی صُدُورُهُمۡ أَكۡبَرُۚ﴾
قَالَ البَغَوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ:﴿لَا تَتَّخِذُوا۟ بِطَانَةࣰ مِّن دُونِكُمۡ﴾ أَيْ: أَوْلِيَاءَ وَأَصْفِيَاءَ مِنْ غَيْرِ أَهْلِ مِلَّتِكُمْ، وَبِطَانَةُ الرَّجُلِ: خَاصَّتُهُ، ثُمَّ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ العِلَّةَ فِي النَّهْيِ عَنِ اتِّخَاذِهِمْ بِطَانَةً، فَقَالَ:﴿لَا یَأۡلُونَكُمۡ خَبَالࣰا﴾ أَيْ: لَا يُقَصِّرُونَ فِي عَمَلِ مَا يَضُرُّكُمْ.
قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ:(فَقَدْ عَرَفَ أَهْلُ الْخِبْرَةِ: أَنَّ أَهْلَ الذِّمَّةِ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمُنَافِقِينَ، يُكَاتِبُونَ أَهْلَ دِينِهِمْ بِأَخْبَارِ الْمُسْلِمِينَ، وَبِمَا يَطَّلِعُونَ عَلَىٰ ذَلِكَ مِنْ أَسْرَارِهِمْ...
وَمِنَ الْأَبْيَاتِ الْمَشْهُورَةِ:
*كُلُّ الْعَدَاوَاتِ تُرْجَىٰ مَوَدَّتُهَا*
*إِلَّا عَدَاوَةَ مَنْ عَادَاك فِي الدِّينِ*
وَلِهَذَا وَغَيْرِهِ مُنِعُوا أَنْ يَكُونُوا عَلَىٰ وِلَايَةِ الْمُسْلِمِينَ (يَعنِي: فِي الوَظَائِفِ) بَلْ اسْتِعْمَالُ مَنْ هُوَ دُونَهُمْ فِي الْكِفَايَةِ (يَعنِي: مِنَ المُسْلِمِينَ) أَنْفَعُ لِلْمُسْلِمِينَ فِي دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ، وَالْقَلِيلُ مِنَ الْحَلَالِ؛ يُبَارَكُ فِيهِ، وَالْحَرَامُ الْكَثِيرُ؛ يَذْهَبُ وَيَمْحَقُهُ اللهُ تَعَالَىٰ) انْتَهَىٰ بِاخْتِصَار [ مَجْمُوعُ الفَتَاوَىٰ: ٢٨\٦٤٦ ].
*وَقَدْ تَبَيَّنَ مِمَّا سَبَقَ:*
*١ -* أَنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يُوَلَّى الكَافِرُ وِلَايَةً فِيهَا سُلْطَةٌ عَلَى المُسْلِمِينَ،...
*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مُـحَـاضَـرَاتٌ فِـي الـعَــقِـيـدَةِ وَالــدَّعْــوَةِ: جـــــ: ١ / صــــ: ٢٢٨ - ٢٢٩ ]*
*----------------------------------------*
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM