Telegram Web Link
📌 ماذا أفعل عندما أختم تلاوة القرآن كاملًا.

▪️أولًا -
إذا ختم العبد قراءة القرآن كاملًا في شهر رمضان أو غيره مِن الشهور:

فإنه يُستحَب له أنْ يَجمع ولده - ذكورًا وإناثًا - وأهل بيته، ومَن شاء، ومَن أحب، ثم يدعو الله بما تيسِّر، ويُؤمنون على دعائه.
لِما صحَّ عن أنس - رضي الله عنه -:
(( أنه كان إذا ختم القرآن جمَع ولده وأهل بيته فدعا لهم )).
أخرجه:
سعيد بن منصور، والدارمي، وابن أبي شيبة، وأبو عُبيد، وغيرهم.
وصححه:
النووي، وابن حجر العسقلاني، والألباني.
وصحَّ نحوه أيضًا عن:
جمْعٍ مِن التابعين تلامذة أصحاب النبي ﷺ.
ونصَّ على الاستحباب أيضًا:
أعداد مِن فقهاء الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، وغيرهم.

ومَن لم يتيسر له جمْع ولده وأهل بيته عند الدعاء بعد ختم القرآن:
فإنَّه يدعو لوحده بما أحب مِن دعاء لنفسه، وأهله، ومَن شاء.

▪️ثانيًا -
صحَّ عن بعض التابعين مِن تلامذة الصحابة كمجاهد وعَبدة - رحمهما الله - أنهما قالا:
(( كان يُقال: إنَّ الدعاء يُستجاب عند ختم القرآن، ونزلت الرحمة عند خاتمته )).
أخرجه:
ابن أبي شيبة، والدارمي، والفريابي، وأبو عُبيد، وابن الضريس، وغيرهم.
وصححه:
النووي، وابن حجر العسقلاني، وغيرهما.

وقال مجاهد مِن التابعين - رحمه الله -:
(( كانوا يجتمعون عند ختم القرآن، يقولون: تنزل الرحمة )).
أخرجه:
ابن أبي داود، وغيره.
وصححه:
النووي، وابن حجر العسقلاني، وغيرهما.

وقال الإمام ابن تيمية - رحمه الله -:
<<ورُوِيَ عن طائفة مِن السَّلف:
(( أنَّ عِنْدَ كُلِّ خَتْمَةٍ دَعْوَةٌ مُجابَةٌ ))>>.اهـ

وقال العلامة الألباني - رحمه الله -:
<<يُشير بذلك إلى:
أنَّ الدعاء بعد ختم القرآن تُرجَى استجابته، وقد جاء في ذلك آثار كثيرة عن السَّلف الصالح>>.اهـ

وقال صالح بن الإمام أحمد بن حنبل - رحمهما الله -:
(( كان أبي يَختم مِن جمعة إلى جمعة، فإذا خَتم دعا، فيدعو، ونُؤمِّن على دعائه )).

▪️ثالثًا -
صحَّ عن عبد الرحمن بن الأسود - رحمه الله - وهو مِن تلامذة الصحابة أنه قال:
(( كنا نذكر: أنه يُصلَّى عليه إذا ختم القرآن )).
يعني: تُصلِّي عليه الملائكة.
أخرجه:
ابن أبي شيبة، وابن المبارك، والفريابي، وغيرهم.

وصحَّ نحوه أيضًا عن جمع من السَّلف الصالح، كما سيأتي.

▪️رابعًا -
أفضل أوقات ختم القرآن لِمن أراد أنْ يَختم نهارًا:
"أوَّل النهار".
وأوَّل النهار يبدأ:
بطلوع الفجر وأذان صلاته.
ولِمن أراد أنْ يَختم ليلًا:
"أوَّل الليل".
وأوَّل الليل يبدأ:
بغروب الشمس وأذان صلاة المغرب.

وذلك لأجل:
أنْ تستمر صلاة الملائكة عليه - يعني: دعاءهم له - أطول وقت.
حيث ثبت عن جمعٍ مِن التابعين تلامذة الصحابة أنهم قالوا:
(( إذا ختم الرجل القرآن بنهار صلَّت عليه الملائكة حتى يُمسي، وإذا فرغ منه ليلًا صلَّت عليه الملائكة حتى يُصبح )).
اخرجه:
الدارمي، وأبو عُبيد، وابن الضريس، وغيرهم.

وصحَّ أنَّ إبراهيم التيمي التابعي - رحمه الله - قال:
(( كان يُقال: إذا ختم الرجل القرآن في أوَّل النهار صلَّت عليه الملائكة بقية يومه، وإذا ختمه أوَّل الليل صلَّت عليه الملائكة بقية ليلته.
قال: فكانوا يُحبون أنْ يَختموا في أوَّل النهار أو في أوَّل الليل )).
اخرجه:
أبو عُبيد، وابن الضريس، وغيرهما.

▪️خامسًا -
لا يَصح دعاء مُعيِّن أو مُخصَّص عن النبي ﷺ، ولا عن أصحابه، يُقال عند ختم القرآن.
وعليه:
فيدعو العبد بما تيسر في ذِهنه، وأحبَّ.

وأمَّا ما يوجد في نهاية بعض المصاحف أو بعض المطويات أو الكتيبات الصغيرة مِن دعاء مكتوب عليه:
"دعاء ختم القرآن".
فلا يُعرف عن النبي ﷺ، ولا عن أصحابه، ولا عن باقي السَّلف الصالح، ولا عن أئمة الفقه والحديث والقُرَّاء المشهورين في القُرون الأولى.
قَنَاةُ مُحَمّدُ بْنُ عَلِيّ الْدَّعَوِيَّة pinned «📌 ماذا أفعل عندما أختم تلاوة القرآن كاملًا. ▪️أولًا - إذا ختم العبد قراءة القرآن كاملًا في شهر رمضان أو غيره مِن الشهور: فإنه يُستحَب له أنْ يَجمع ولده - ذكورًا وإناثًا - وأهل بيته، ومَن شاء، ومَن أحب، ثم يدعو الله بما تيسِّر، ويُؤمنون على دعائه. لِما صحَّ…»
مَنْـزِلَةُ الصَّـدَقَةِ فِـي رَمـَضَانْ...

قال الشَّــيْخ صَـالِح الفَـوْزَان -حَـفِظَهُ الله- :

الصدقة في رمضان أفضل من الصدقة في غيره؛

لأن النبي صلى الله عليه وسلم سماه شهر المواساة وكان صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون بالخير من الرِّيح المُرْسَلَة.

وقال عليه الصلاة والسلام : "مَنْ فَطَّر فِيه صَائِماً كَانَ كَفَّارة لِذُنُوبه وَعِتْق رَقَبَتهِ مِن النَّار وَكَانَ لَهُ من الأَجْرِ مثل أَجْرِ الصَّائم من غيْر أَن يُنْقِص من أَجْرِه شَيْئاً".

فهذا دليل على فضل الصدقة في شهر رمضان لاسيما وأنه شهر الصيام ويحصل للمحتاجين فيه جوع وعطش مع قلة ما بأيديهم ، فإذا جاد عليهم المُحْسِنُون في هذا الشهر كان في ذلك إعانة لهم على طاعة الله سبحانه وتعالى في هذا الشهر،

إضافة إلى أن الطاعات عموماً تضاعف في الزمان الفاضل والمكان الفاضل ؛ فتضاعف الأعمال لشرف الزمان ، كما أن الأعمال تضاعف لشرف المكان ، كما في مِسْجدي مكة والمدينة فإن الصلاة في مسجد مكة عن مئة ألف صلاة فيما سواه.

والصلاة في مسجد النَّبي -صلى الله عليه وسلم- بالمدينة عن ألف صلاة فيما سواه. وذلك لشرف المكان، وكذلك شرف الزمان تضاعف فيه الحسنات.

وأعظم ذلك شهر رمضان الذي جعله الله موسماً للخيرات وفعل الطاعات ورفعة الدرجات.
الإفطار في رمضان من غير عذر يعد كبيرة من كبائر الذنوب، وقد تصل إلى حد الردة!

قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) . [البقرة/١٨٣] .

قال تعالى : ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) . [البقرة/١٨٥] .

صوم رمضان من أركان الإسلام، وأخبر تعالى أنه كتبه على المؤمنين من هذه الأمة، كما كتبه على الأمم السابقة التي أنقضت من قبلهم، فهو فريضة لا يكتمل إسلام العبد إلا بها وبالإقرار بوجوبها،
وطاعة الله سبحانه بها بصوم رمضان والأمتثال لأوامره، تحقيقاً لما أوجبه الله تعالى على العباد .

عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ . رواه البخاري (٨) ، ومسلم (١٦) .

فالصوم أمر ألهي أمرنا به الله في كتابه وبسُّنَّة نبينا ﷺ، وتركه ترك لركن من أركان الإسلام، وعدم طاعة الله فيما يشرعه لنا رسوله ﷺ من الدين، بالتالي فهو كبيرة من كبائر الذنوب، وقد يصل إلى حد الردة أعاذنا الله لما فيه من العصيان لله تعالى ولرسوله فيما فرضه علينا،
ولما فيه من الآثار السلبية على عائلة الشخص الذي يفطر في رمضان، والواقع خير شاهد على هذا لمن قد نعلم عن فطره في رمضان، فإننا نجد أنه لا تكاد تخلوا العائلة وإلا فيهم من يفطر، أو من العائلات التي حول هؤلاء الأشخاص وإلا نجد بينهم من يفطر، أي أن أحداً من نفس عائلة الشخص الذي يفطر يقتدي به ويفطر مثله لما يقع في أنفسهم من الأفتتان في شأن هذا المفطر، وفكذلك لما يحصل لهم من وساوس الشيطان دفعاً وترغيباً لهم بالإفطار وللاستهانة فيما شرعه الله تعالى،
وقد ذهب بعض السلف إلى كفر وردة من يفطر في رمضان من غير عذر، والعياذ بالله .

قال صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَصَامَ رَمَضَانَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ ، جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ جَلَسَ فِي أَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا . فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَفَلا نُبَشِّرُ النَّاسَ ؟ قَالَ : إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) . رواه البخاري (٧٤٢٣) .

فيتبين لنا من الحديث أن الصيام من موجبات دخول الجنة، وأن تركه من التهاون بالشرائع المفروضة والتكاسل في أدائها، وهذا من المهلكات والموبقات، لعصيان الله تعالى بما أمرنا به على الرغم من معرفتنا بأننا مأمورين بأدائه! .

وقد روى أبو يعلى في مسنده عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( عرى الإسلام وقواعد الدين ثلاثة عليهن أسس الإسلام من ترك واحدة منهن فهو بها كافر حلال الدم : شهادة أن لا إله إلا الله ، والصلاة المكتوبة ، وصوم رمضان ) . والحديث صححه الذهبي ، وحسنه الهيثمي في مجمع الزوائد (١/٤٨) والمنذري في الترغيب والترهيب برقم (٨٠٥ ، ١٤٨٦) ، وضعفه الألباني في السلسة الضعيفة برقم (٩٤) .

❍ وقال الذهبي في الكبائر (ص ٦٤):
وعند المؤمنين مقرر أن من ترك صوم رمضان بلا مرض ولا غرض ( أي بلا عذر يبيح ذلك ) أنه شر من الزاني ومدمن الخمر ، بل يشكون في إسلامه ويظنون به الزندقة والانحلال . اهـ .

نقول وكيف لا وهذا الذي ترك صوم رمضان قد فرط بأحد أركان الإسلام، وإن كان الأمر كذلك، أليس ما دونه أهون عليه منه! .
لاتترك صلاة الضحى ولو ركعتين
ولا تترك الذكر الذي يُقال بعدها

"عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال :
أوصاني خليلي بثلاثٍ، لا أدعُهنَّ حتى أموتَ :
صومُ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ، وصلاةُ الضحى، ونومٌ على وِترٍ ".

📌قال النووي في شرح مسلم :

وَأَكْمَلَهَا ثَمَانِ رَكَعَاتٍ
وَأَوْسَطَهَا أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ أَوْ سِتٌّ
وَالْحَثِّ عَلَى المحافظة عليها

📌عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها - قالت :

❪❪ كان رسول الله ﷺ يصلّي الضحى أربعاً ويزيدُ ما شاء ❫❫

رواه مسلم .

📌قال الشيخ ابن عثيمين :

وقت صلاة الضحى من طلوع الشمس وارتفاعها إلى قبيل وقت صلاة الظهر .

وقدّره الشيخ بأنه بعد شروق الشمس بربع ساعة إلى قبيل صلاة الظهر بعشر دقائق .

🔸️الشرح الممتع

📌قال الشيخ ابن باز رحمه الله :

فكل هذا الوقت وقت لصلاة الضحى .

والأفضل صلاتها بعد اشتداد حر الشمس

لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( صلاة الأوابين حين ترمض الفصال )

والفصال هي أولاد الإبل ،

ومعنى ترمض تشتد عليها الرمضاء وهي حرارة الشمس .

🔸️ابن باز مجموع فتاوى

عن أبي ذر رَضِيَ اللهُ عنه، عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أنَّه قال: ((يُصبِحُ على كلِّ سُلامَى من أحدِكم صَدقةٌ؛ فكلُّ تَحميدةٍ صدقةٌ، وكلُّ تهليلةٍ صدقةٌ، وأمْرٌ بالمعروفِ صَدقةٌ، ونهيٌ عن المنكَرِ صدقةٌ، ويُجزِئُ عن ذلك ركعتانِ يَركعُهما من الضُّحَى  ))
.
مراتب الجود لابن القيم رحمه الله تعالى
والجود عشر مراتب.

إحداها:
الجود بالنفس. وهو أعلى مراتبه، كما قال الشاعر:

يجود بالنفس، إذ ضن البخيل بها ... والجود بالنفس أقصى غاية الجود

*الثانية:* الجود بالرياسة، وهو ثاني مراتب الجود. فيحمل الجواد جوده على امتهان رياسته، والجود بها، والإيثار في قضاء حاجات الملتمس.

*الثالثة:* الجود براحته ورفاهيته، وإجمام نفسه، فيجود بها تعبا وكدا في مصلحة غيره، ومن هذا جود الإنسان بنومه ولذته لمسامره، كما قيل:

متيم بالندى، لو قال سائله: ... هب لي جميع كرى عينيك، لم ينم

*الرابعة:* الجود بالعلم وبذله، وهو من أعلى مراتب الجود، والجود به أفضل من الجود بالمال؛ لأن العلم أشرف من المال.

والناس في الجود به على مراتب متفاوتة، وقد اقتضت حكمة الله وتقديره النافذ: أن لا ينفع به بخيلا أبدا.

ومن الجود به: أن تبذله لمن يسألك عنه، بل تطرحه عليه طرحا.

ومن الجود بالعلم: أن السائل إذا سألك عن مسألة: استقصيت له جوابها جوابا شافيا، لا يكون جوابك له بقدر ما تدفع به الضرورة، كما كان بعضهم يكتب في جواب الفتيا: نعم، أو: لا، مقتصرا عليها.

ولقد شاهدت من شيخ الإسلام ابن تيمية -قدس الله روحه- في ذلك أمرا عجيبا:

كان إذا سئل عن مسألة حكمية، ذكر في جوابها مذاهب الأئمة الأربعة، إذا قدر، ومأخذ الخلاف، وترجيح القول الراجح، وذكر متعلقات المسألة التي ربما تكون أنفع للسائل من مسألته؛ فيكون فرحه بتلك المتعلقات، واللوازم: أعظم من فرحه بمسألته وهذه فتاويه - رحمه الله - بين الناس؛ فمن أحب الوقوف عليها رأى ذلك.

فمن جود الإنسان بالعلم: أنه لا يقتصر على مسألة السائل؛ بل يذكر له نظائرها ومتعلقها ومأخذها، بحيث يشفيه ويكفيه.

وقد سأل الصحابة رضي الله عنهم النبي صلى الله عليه وسلم عن المتوضئ بماء البحر؟ فقال "هو الطهور ماؤه، الحل ميتته" فأجابهم عن سؤالهم، وجاد عليهم بما لعلهم في بعض الأحيان إليه أحوج مما سألوه عنه.

وكانوا إذا سألوه عن الحكم نبههم على علته وحكمته، كما سألوه عن بيع الرطب بالتمر؟ فقال: "أينقص الرطب إذا جف؟ قالوا: نعم. قال: فلا إذن" ولم يكن يخفى عليه صلى الله عليه وسلم نقصان الرطب بجفافه، ولكن نبههم على علة الحكم، وهذا كثير جدا في أجوبته صلى الله عليه وسلم، مثل قوله: "إن بعت من أخيك ثمرة، فأصابتها جائحة فلا يحل لك أن تأخذ من مال أخيك شيئا، بم يأخذ أحدكم مال أخيه بغير حق؟" وفي لفظ: "أرأيت إن منع الله الثمرة: بم يأخذ أحدكم مال أخيه بغير حق؟" فصرح بالعلة التي يحرم لأجلها إلزامه بالثمن، وهي منع الله الثمرة التي ليس للمشتري فيها صنع.

وكان خصومه - يعني شيخ الإسلام ابن تيمية - يعيبونه بذلك، ويقولون: سأله السائل عن طريق مصر - مثلا - فيذكر له معها طريق مكة، والمدينة، وخراسان، والعراق، والهند. وأي حاجة بالسائل إلى ذلك؟ .

ولعمر الله ليس ذلك بعيب، وإنما العيب: الجهل والكبر، وهذا موضع المثل المشهور لقّبوه بحامض وهو خل، مثل من لم يصل إلى العنقود.

*الخامسة:* الجود بالنفع بالجاه، كالشفاعة والمشي مع الرجل إلى ذي سلطان ونحوه، وذلك زكاة الجاه المطالب بها العبد، كما أن التعليم وبذل العلم زكاته.

*السادسة:* الجود بنفع البدن على اختلاف أنواعه. كما قال صلى الله عليه وسلم: "يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس، يعدل بين اثنين: صدقة. ويعين الرجل في دابته، فيحمله عليها، أو يرفع له عليها متاعه: صدقة. والكلمة الطيبة: صدقة، وبكل خطوة يمشيها الرجل إلى الصلاة: صدقة، ويميط الأذى عن الطريق: صدقة" متفق عليه.
*السابعة:* الجود بالعرض، كجود أبي ضمضم من الصحابة رضي الله عنهم، كان إذا أصبح قال: اللهم إنه لا مال لي أتصدق به على الناس. وقد تصدقت عليهم بعرضي، فمن شتمني، أو قذفني: فهو في حِلّ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من يستطيع منكم أن يكون كأبي ضمضم؟".

وفي هذا الجود من سلامة الصدر، وراحة القلب، والتخلص من معاداة الخلق ما فيه.

*الثامنة:* الجود بالصبر، والاحتمال، والإغضاء، وهذه مرتبة شريفة من مراتبه، وهي أنفع لصاحبها من الجود بالمال، وأعز له وأنصر، وأملك لنفسه، وأشرف لها، ولا يقدر عليها إلا النفوس الكبار.

فمن صعب عليه الجود بماله فعليه بهذا الجود. فإنه يجتني ثمرة عواقبه الحميدة في الدنيا قبل الآخرة. وهذا جود الفتوة. قال تعالى: (وَٱلۡجُرُوحَ ‌قِصَاص ‌فَمَن ‌تَصَدَّقَ ‌بِهِۦ ‌فَهُوَ ‌كَفَّارَة ‌لَّهُ) [المائدة: 45].

*التاسعة:* الجود بالخلق والبشر والبسطة. وهو فوق الجود بالصبر، والاحتمال والعفو، وهو الذي بلغ بصاحبه درجة الصائم القائم، وهو أثقل ما يوضع في الميزان، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تلقى أخاك ووجهك منبسط إليه" وفي هذا الجود من المنافع والمسار، وأنواع المصالح ما فيه، والعبد لا يمكنه أن يسعهم بخلقه واحتماله.

*العاشرة:* الجود بتركه ما في أيدي الناس عليهم، فلا يلتفت إليه، ولا يستشرف له بقلبه، ولا يتعرض له بحاله، ولا لسانه، وهذا الذي قال عبد الله بن المبارك: إنه أفضل من سخاء النفس بالبذل.

فلسان حال القدر يقول للفقير الجواد: وإن لم أعطك ما تجود به على الناس، فجد عليهم بزهدك في أموالهم. وما في أيديهم، تفضل عليهم، وتزاحمهم في الجود، وتنفرد عنهم بالراحة.

ولكل مرتبة من مراتب الجود مزيد وتأثير خاص في القلب والحال. والله سبحانه قد ضمن المزيد للجواد، والإتلاف للممسك. والله المستعان.

مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (2/ 279 - 282)
(انتهاز الفرص-رمضان أُنموذجاً)

قال ابن_القيم:

" إن الرجل إذا حضرت له فرصة القربة والطاعة ، فالحزم كل الحزم في انتهازها
والمبادرة إليها ،
والعجزُ في تأخيرها ، والتسويف بها،ولا

سيما إذا لم يثق بقدرته وتمكنه من
أسباب تحصيلها ،
فإن العزائم والهمم سريعة الانتقاض قلما ثبتت،
والله سبحانه يعاقب من فتح له بابا

من الخير فلم ينتهزه، بأن يحول
بين قلبه وإرادته، فلا يمكنه بعد من

إرادته عقوبةً له"

"زاد المعاد"( ٥٧٤/٣).
تعويد الطفل الصغير على الصيام:

قال ابن عثيمين رحمه الله:

الصغير لا يجب عليه الصيام حتى يبلغ؛ لقول النبي ﷺ: «رُفِع القلم عن ثلاثةٍ: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يكبر، وعن المجنون حتى يُفيق»، رواه أحمد وأبو داود والنسائي وصححه الحاكم.

لكن يأمره وليه بالصوم إذا أطاقه؛ تمرينًا له على الطاعة ليألفها بعد بلوغه؛ اقتداءً بالسلف الصالح رضي الله عنهم، فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يُصوِّمون أولادهم وهم صغارٌ، ويذهبون إلى المسجد فيجعلون لهم اللعبة من العهن - يعني: الصوف أو نحوه -، فإذا بكوا مِن فقد الطعام أعطوهم اللعبة يتلهَّون بها.

وكثيرٌ من الأولياء اليوم يغفلون عن هذا الأمر ولا يأمرون أولادهم بالصيام، بل إن بعضهم يمنع أولاده من الصيام مع رغبتهم فيه، يزعم أن ذلك رحمةٌ بهم! والحقيقة أن رحمتهم هي القيام بواجب تربيتهم على شعائر الإسلام وتعاليمه القيِّمة، فمَن مَنَعَهم من ذلك أو فرَّط فيه كان ظالمًا لهم ولنفسه أيضًا.

نعم، إن صاموا فرأى عليهم ضررًا بالصيام فلا حرج عليه في منعهم منه حينئذٍ.

📗 مجالس شهر رمضان (ص ٤٦ - ٤٧).


حكم صيام الكبير الذي بلغ درجة الخرَف والهذَيان:

قال ابن عثيمين رحمه الله:

الهَرِم الذي بلغ الهَذَيان وسقط تمييزه، لا يجب عليه الصيام ولا الإطعام عنه؛ لسقوط التكليف عنه بزوال تمييزه، فأَشْبَهَ الصبيَّ قبل التمييز.

فإن كان يُميِّز أحيانًا ويهذي أحيانًا، وجب عليه الصوم في حال تمييزه دون حال هذيانه، والصلاة كالصوم؛ لا تلزمه حال هذيانه وتلزمه حال تمييزه.

📗 مجالس شهر رمضان (ص ٥٠).
قال ابن الجوزي- رحمه الله:

اعلموا أن النصف الأخير أفضل من الأول ، لأن فيه العشر وليلة القدر ، والأعمال تضاعف بشرف وقتها ومكانها .


قد بلغ الشهر إلى نصفه وليس عني الشهر بالراضي     

ظلمت صوم الشهر في حقه  يا ويلتا إن عدل القاضي

أترى صح لك صوم يوم ،
أترى تسلم في شهرك من لوم ،
أترى لفيك خلوق أم فيك خلاق ،
من فطر صائما فله أجر صائم ،
فاجتهد أن تصوم رمضان ستين يوما .

أيها الراقد عن نهزته     
ما يروع السيف حتى يشهرا
وأبي المجد لقد فاز به     
سالك فيه الطريق الأوعرا

إنما أنت ضيف أصبحت في مترك ، وما في يديك وديعة عندك ، ويوشك الضيف أن يرتحل والوديعة أن ترد

كتاب 
التبصرة لابن الجوزي
2024/09/29 16:33:37
Back to Top
HTML Embed Code: