Telegram Web Link
📒التعريف والوصف ؛ بمعنى الإخبار عن شخص بصفة معينة فيه من باب التعريف والوصف كفلان الأعمى أو الأعرج ونحوه ، لما جاء في الصحيح من حديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها : (( أن أبا عمرو بن حفص طلقها البتة وهو غائب ، فأرسل إليها وكيله بشعير فسخطته ، فقال : والله ما لك علينا من شيء ، فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له ، فقال : ليس لك عليه نفقة فأمرها أن تعتد في بيت أم شريك ، ثم قال تلك امرأة يغشاها أصحابي ، اعتدي عند ابن أم مكتوم فإنه رجل أعمى ، تضعين ثيابك ، فإذا حللت فآذنيني ... )) ، [ صحيح مسلم - ١٤٨٠ ] .

📒الإعانة على إزالة المنكر ؛ بمعنى تُخبر فلان عن شخص آخر من باب إعانته على تغيير منكر وقع فيه ، وذلك لما جاء في الصحيحين من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه ، قال : (( خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر أصاب الناس فيه شدة ، فقال : عبد الله بن أبي لأصحابه لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله ، قال زهير وهي قراءة من خفض حوله ، وقال لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ، قال : فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته بذلك ... )) ، [ صحيح الإمام البخاري - ٤٦١٧ ، صحيح الإمام مسلم - ٢٧٧٢ ] .
(6)

من آفات اللسان :

ألفاظ الغلو في الثناء والتقديس المبالغ فيه للناس ، فلا يصح أن يوصف كل امرئ إلا بما هو عليه وأن يُنزّل كل إنسان منزلته .
فمن كان صاحب حكمة ليس كمن هو ذو حمق .
ومن كان صاحب علم ليس كمن فيه جهالة.
ومن كان صاحب أدب ليس كمن لا حياء فيه .

عن عمر بن الخطاب قال سمعت النبي الله صلى الله عليه وسلم يقول : "لَا تُطْرُونِي كما أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ؛ فإنَّما أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولوا: عبدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ".
[صحيح البخاري -٣٤٤٥ ]

لا تطورني : أي مجاوزة الحد في المدح والكذب فيه .

هذا النهي جاء في الصالحين فكيف بالمفسدين الضالين المضلين الذي بمدحهم يزداد شرهم وطغيانهم وامتداد أذاهم ؟
من آفات اللسان :

سؤال الناس بغير حق كمن يطلب المال ليزداد في ملكه وهو غير محتاج .

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مَن سَأَلَ النَّاسَ أمْوالَهُمْ تَكَثُّرًا، فإنَّما يَسْأَلُ جَمْرًا فَلْيَسْتَقِلَّ، أوْ لِيَسْتَكْثِرْ)) ، [صحيح مسلم -١٠٤١] 

هُنا فليستقل من القّلة أو ليستكثر من الكثرة  هو للتوبيخ مثل قوله تعالى : ﴿وَقُلِ الحَقُّ مِن رَبِّكُم فَمَن شاءَ فَليُؤمِن وَمَن شاءَ فَليَكفُر إِنّا أَعتَدنا لِلظّالِمينَ نارًا أَحاطَ بِهِم سُرادِقُها وَإِن يَستَغيثوا يُغاثوا بِماءٍ كَالمُهلِ يَشوِي الوُجوهَ بِئسَ الشَّرابُ وَساءَت مُرتَفَقًا﴾ [الكهف: ٢٩]
فهُنا ليس للتخيير إنما للردع والتوبيخ  .
(7)

من آفات اللسان :  الكذب  ، وهو قول كل شيء يخالف الحقيقة وادعاء ما لا يصح ، فالكذب حرام في ذاته ثم كل أمر سيء حصل بسبب الكذب يتحمل صاحب الكذبة اثم ذلك كله .

عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال قال النبي الله صلى الله عليه وسلم : رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أتَيانِي، قالا: الذي رَأَيْتَهُ يُشَقُّ شِدْقُهُ فَكَذّابٌ، يَكْذِبُ بالكَذْبَةِ تُحْمَلُ عنْه حتَّى تَبْلُغَ الآفاقَ، فيُصْنَعُ به إلى يَومِ القِيامَةِ. [صحيح البخاري -٦٠٩٦]

ومما يدخل في الكذب هو نقل كل ما يُقال .


أخرج ابن مبارك من طريق أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، قال : ( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ) ، [ الزهد والرقائق - ٣٧٩ ، وإسناده صحيح ] .

فإن الحديث بكل ما تسمع ونقل كل ما يُقال عملٌ غير صالح ؛ حتى يتحقق الناقل من كل ما سمعه ، فمن نقل كل شيء دون فحص وتمحيص من صحة ما سمعه فقد وقع في الكذب والافتراء ، لذا يجب التأكد من كل ماتسمعه والتحقق من صحته ثم تُحدث بالذي كنت متيقناً بثبوته .
وكثرة الكذب تعد من الكبائر ففي الحديث : ( وإيَّاكم والكذب، فإنَّ الكذب يهدي إلى الفُجُور، وإنَّ الفُجُور يهدي إلى النَّار ، وما يزال الرَّجل يكذب، ويتحرَّى الكذب حتى يُكْتَب عند الله كذَّابًا ) ، [ صحيح البخاري - ٦٠٩٤ ، صحيح مسلم - ٢٦٠٧ ]

والكذب من خصال المنافقين .

إذاً عرفنا خطورة الكذب ، فأنت الآن لا تريد الكذب وفي ذات الوقت لا تريد الافصاح عن الإجابة و تريد الرد المناسب حسب الشخص فكيف نستطيع ذلك ؟ 

لديك ٤ أصناف من الناس :

١-العلاقة اللطيفة بين الأحبة .
٢-شخص علاقتك بها لا لك ولا عليك .
٣- شخص حسود وسيء ولا تخشى منه.
٤-شخص تخشى ضررة كظالم وله يد عليك .
-العلاقة اللطيفة أو الشخص الذي له يد عليك: يمكن أن تواري فيه بالرد.
-العلاقة التي لا لك ولا عليك يمكن أن ترد رد مؤدب.
-شخص حسود وسيء يمكن إلجامه بالرد القوي لردعه.

الردود كالتالي :

١- الرفض بطريقة ودية وأن هذه أمور خاصة لا أحب الكلام فيها .
٢-مدارة الموضوع بطريقة غير مباشرة والخروج منه بالانتقال لموضوع آخر أو الرد بسؤال آخر  .

أمثلة توضح ذلك :

السؤال الأول : كم دخل زوجك ؟

الرد المؤدب :
-الحمدلله نحن في خير
-أمور تعنيه ودام نحن في خير فالحمدلله

الرد المحرج :
-اسأليه  ؟
-لماذا يهمك الأمر ؟
-هل تحتاج مال ؟

الرد اللطيف
بالمداراة والموارده : مثلا كان راتب زوجك ٦ آلاف
وتجيب يستلم ٣ آلاف ( أنت لم تكذب لأنك ذكرت أنه يستلم ٣ نعم هو يأخذ ٣ وأكثر و لم تقل الراتب كله ٣! )
وحتى تتضح المسألة سؤال :كم تحفظ من القرآن؟ ولا تريد اخباره بأنك تحفظ القرآن كله ،فيمكن أن تقول أحفظ ٥ أجزاء ( نعم تحفظ خمسة وأكثر فأنت لم تكذب !)

السؤال الثاني : ما نوع الجنين؟

الرد المؤدب
-العلم عند الله ( أنت لم تكذب فالله يعلم!)
-الأب يعرف
-نحتاج كلا الجنسين المهم نريده بعافية
-الله يجيب اللي فيه خير

الرد المحرج
-هذا أمر لا يعنيك
-ستعرف بعد الولادة
-نحن من سنربي

الرد اللطيف
-دعها مفاجاة
-ماذا تتوقع ؟
-اقترح لنا أسماء بنات وأولاد

السؤال الثالث : لماذا لم ترد؟

الرد المؤدب
جد اتصلت ؟ ( هُنا سألته ولم أكذب ، ولا حاجة للمبالغة)

الرد المحرج
كان لديّ أمور أهم

الرد اللطيف
بالمداراة ؛ وهي الإيهام والإيحاء بخلاف الظاهر دون كذب ، مثال اتصل شخص ولا تريد أن ترد عليه فيمكن حينها أن تصلي ركعتين ثم إن شئت اتصلت عليه وعندما يسألك لما لم ترد ؟ تجيب كنت أصلي ( في الحقيقة أن صليت ولم تكذب ولكن إن قلت (كنت وقت اتصالك اصلي هُنا كذبت ) لأنك حددت
أو تضع الجهاز في الشاحن ثم تقول له كان في الشاحن ( لم تحدد متى كان في الشاحن فأنت لم تكذب) .

السؤال الرابع : إلى أين أنت ذاهب؟

الرد المؤدب
-حسب الرغبة والظروف ، سأفكر ...
الرد المحرج
هذا أمر لا يعينك
أمر خاص
الرد اللطيف
قد  تقول إلى الوجهة التي لا بأس بذكرها مثلا إلى المسجد ، في الحقيقة أنك ستذهب للمسجد لكن قد لا يكون الآن بل بعد مشوارك الخاص ( لكن لو قلت الآن ذاهب للمسجد وأنت لن تذهب له الآن فقد كذبت ) .

الكذب يجوز في حال النجاة من بطش من لايخاف الله وخاصةً إذا كانت الحقيقة هي من ديننا ولكن الإفصاح عنها فيه ضرر .

————————-
ومن أعظم صور الكذب هو الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم وقول عنه شيء لم يقله أو نشر عنه حديث لا يصح .

قال أنس بن مالك رضي الله عنه : إنَّه لَيَمْنَعُنِي أنْ أُحَدِّثَكُمْ حَدِيثًا كَثِيرًا أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: مَن تَعَمَّدَ عَلَيَّ كَذِبًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.
[صحيح البخاري -١٠٨|]
(8)

آفات اللسان

من صور الكذب : التشبع بما لم يُعطى وهو إدعاء شيء لم تعطاه أو تتظاهر بغير الحقيقة ، كالتي تقول زوجي اشترى لي كذا وهو لم يشتري لها ، أو ذهب بي إلى كذا وهو لم يذهب بها ، أو والدي يعطيني كذا وهو لا يعطيها أو والدتي تفعل لي كذا وهي لا تفعل لها .

عن أسماء بنت أبي بكر قالت أنَّ امْرَأَةً قالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّ لي ضَرَّةً، فَهلْ عَلَيَّ جُناحٌ إنْ تَشَبَّعْتُ مِن زَوْجِي غيرَ الذي يُعْطِينِي؟ فقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: المُتَشَبِّعُ بما لَمْ يُعْطَ كَلابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ.[صحيح البخاري -٥٢١٩]

ومن صور الكذب : الكذب في الرؤيا في المنام  وتقول رأيت كذا وكذا وهي لم ترى فهذا الكذب فيه عظيم لأن الرؤيا الحق من الله فهي تكذب عن الله  ، وكذلك الادعاء في الأنساب أي ينتسب لنسب ليس نسبه !
عن واثلة بن الأسقع  قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنَّ مِن أعْظَمِ الفِرَى أنْ يَدَّعِيَ الرَّجُلُ إلى غيرِ أبِيهِ، أوْ يُرِيَ عَيْنَهُ ما لَمْ تَرَ، أوْ يقولُ علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما لَمْ يَقُلْ" . [صحيح البخاري -٣٥٠٩]

عَنْ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ أَبِيهِ، فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ ". [ صحيح البخاري -٦٧٦٦]
(9)

آفات اللسان

من صور الكذب : اليمين الكاذبة
وهو ليس مجرد الكذب في الحقيقة بل يحلف بالله كذباً على مايقول وهو أشد من الكذب الذي يُقال بلا حلف ، ويسمى : الكذب الغموس .

قال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }

عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو رَضِيَ اللهُ عنهما، عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((الكبائِرُ: الإشراكُ باللهِ، وعُقوقُ الوالِدَينِ، وقَتلُ النَّفسِ، واليمين الغَمُوسُ )) [صحيح البخاري-٦٦٧٥]
عن أبي أُمامةَ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((مَنِ اقتَطَع حَقَّ امرئٍ مُسلِمٍ بيَمينِه، فقد أوجَبَ اللهُ له النَّارَ، وحَرَّم عليه الجنَّةَ. فقال له رجُلٌ: وإنْ كان شَيئًا يسيرًا يا رَسولَ اللهِ؟ قال: وإنْ قَضيبًا مِن أراكٍ )) [ صحيح مسلم -١٣٧]

وليس هُنا دلالة على الخلود في النار ؛ فالمؤمن لا يخلد في النار ولكن دلالة على عظم الذنب الذي قد ينزل درجاتك ويوجب لك العقوبة التي قد تصل بك للعذاب في النار .

معنى وإنْ قَضيبًا مِن أراكٍ ؛ أي ولو أخذت قطعة أرض حجمها كحجم السواك بحلفك الكاذب .
2024/09/29 22:22:58
Back to Top
HTML Embed Code: