Telegram Web Link
✍️عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ ". قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا هُنَّ ؟ قَالَ : " الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلَاتِ "[ صحيح البخاري -٢٧٦٦]

من آفات اللسان :
كلمات وألفاظ المنكر والباطل واللغو وتشمل كل قُبح وفُحش من الكلام .

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا، وَكَانَ يَقُولُ : " إِنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ أَحْسَنَكُمْ أَخْلَاقًا " [ صحيح البخاري - ٣٥٥٩]
(3)

من آفات اللسان :

شتم المسلم وسبابه بدون حق

فـكل كلمة تؤذي وتجرح وتؤلم فهي مظلمة يأخذها المظلوم من ظالمه سواء في الدنيا أو في الآخرة أو في الدنيا والآخرة .

ولو خرجت هذه الكلمات من باب المزاح ظاهراً والمقصد بنية سيئة ؛ فأذى القلوب ليس فيه مزاح فكم كلمة أوجعت سامعها وأثرت على حياته .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا، وَصِيَامِهَا، وَصَدَقَتِهَا، غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ : " هِيَ فِي النَّارِ ". قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا، وَصَدَقَتِهَا، وَصَلَاتِهَا، وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنَ الْأَقِطِ، وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ : " هِيَ فِي الْجَنَّةِ ". [مسند أحمد ٩٦٧٥- إسناده صحيح]

وجاء في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه ؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) ، [ صحيح البخاري - ٤٨ ، صحيح مسلم - ٦٤ ] .
جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أَتَدْرُونَ ما المُفْلِسُ؟ قالوا: المُفْلِسُ فِينا مَن لا دِرْهَمَ له ولا مَتاعَ، فقالَ: إنَّ المُفْلِسَ مِن أُمَّتي يَأْتي يَومَ القِيامَةِ بصَلاةٍ، وصِيامٍ، وزَكاةٍ، ويَأْتي قدْ شَتَمَ هذا، وقَذَفَ هذا، وأَكَلَ مالَ هذا، وسَفَكَ دَمَ هذا، وضَرَبَ هذا، فيُعْطَى هذا مِن حَسَناتِهِ، وهذا مِن حَسَناتِهِ، فإنْ فَنِيَتْ حَسَناتُهُ قَبْلَ أنْ يُقْضَى ما عليه أُخِذَ مِن خَطاياهُمْ فَطُرِحَتْ عليه، ثُمَّ طُرِحَ في النَّارِ " [صحيح مسلم -٢٥٧١]

بالمنطق اليسير هل يعقل أن تجمع الحسنات بتعب ونصب تصلي وتصوم وتتصدق من حرّ مالك ، وتقرأ كتاب ربك وتذكره في كل حين ابتغاء ما عنده ، ثم بالكلمة والكلمتين يزلّ بها لسانك ! فتوزع عليهم الحسنات واحدً تلو الآخر ! هذا إذا لم تكن مقصر فستحصد سيئاتهم يوم القيامة وترفعهم رفعاً عظيماً بسببك أنت .
الصمت نجاة من هفوات اللسان ، قلة مخالطة كثيرين الغيبة نجاة من زلات اللسان فإن صمت معهم لم تنجو من مشاركتهم بسبب رضاك وجلوسك معهم !

الجنة غالية وتحتاج تضحيات  .

فاللسان نعم لا يتعب ، فكم تمرّ الساعات الطِوال وأنت تتحدث فيها في القيل والقال ولا تشعر حينها بأدنى تعب ، فهّلا استثمرت ذاك في آخرتك ؟

بكلمات تحط خطاياك وتكون ضمن الأفضل يوم القيامة

قال الله حل ثناؤه : { وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } ، [ الأحزاب : ٣٥ ] .
(4)

من آفات اللسان السخرية والتنابز :

كل ما يقال على سبيل السخرية والتحقير والتنقيص والذم وأشباه هذه المترادفات بلفظ أو بفعل وإشارة فهو من السخرية .

قال الله جل ثناؤه : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } ، [ الحجرات : ١١ ] .

فالله سبحانه نهى الناس عن السخرية ببعضهم ، ولا تلمزوا أي لا تطعنوا في ظهور بعضكم بالغيبة وأشباه ذلك  ، والتنابز بالألقاب هي مناداة الأشخاص بأسماء وصفات تؤذيهم .

من آفات اللسان ألفاظ العنصرية
وهو لقبٌ ارتبط بِمُسمى الجاهلية فهو المِيزان بين العلم والجهل ، أفراد يعتبرون أنفسهم مميزون عن غيرهم بناء على أشياء لم يختاروها ، ولم يصنعوها! ثم يرونها انجاز!
العنصرية فرّقت بين المسلمين وشتت وحدتهم ، جعلت صاحب تلك القبيلة أرفع من الأخرى ، ومن كان لونه وشكله كذا فهو أفضل ذاك ، والفقير ليس كالغني ، والدولة تلك أرفع من تلك ، وصاحب الجنسية الفلانية خير من الأخرى ، وتلك الرسومات التي نراها في الخريطة هي التي ترفع أقوام وتضع آخرين!
وتم تغييب إن أكرمك عند الله أتقاكم ، وأن العلماء ورثة الأنبياء ، ومن تواضع لله رفعه ، وأن بقدر اقتراب الإنسان من ربه وتمسكه بدينه ومستوى علمه تكون رفعته ودرجته ومكانته ، وأن التفاضل هو تفاضل الدين ، لا تفاضل الأعراق والأنساب ، إنما جُعلت هذه من باب لتعارفوا لا من باب لتباغضوا .
فالرابطة رابطة الإسلام ، والتفاضل تفاضل الدين ، وما جاء به الكتاب والسنة من تفضيل الزمان والمكان والحال ؛ وما دون ذلك مرفوض لا أصل له .
عن جابر بن عبدالله قال غَزَوْنَا مع النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقدْ ثَابَ معهُ نَاسٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ حتَّى كَثُرُوا، وكانَ مِنَ المُهَاجِرِينَ رَجُلٌ لَعَّابٌ، فَكَسَعَ أنْصَارِيًّا، فَغَضِبَ الأنْصَارِيُّ غَضَبًا شَدِيدًا حتَّى تَدَاعَوْا، وقالَ الأنْصَارِيُّ: يا لَلْأَنْصَارِ، وقالَ المُهَاجِرِيُّ: يا لَلْمُهَاجِرِينَ، فَخَرَجَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: ما بَالُ دَعْوَى أهْلِ الجَاهِلِيَّةِ؟! ثُمَّ قالَ: ما شَأْنُهُمْ؟ فَأُخْبِرَ بكَسْعَةِ المُهَاجِرِيِّ الأنْصَارِيَّ، قالَ: فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: دَعُوهَا؛ فإنَّهَا خَبِيثَةٌ.[ صحيح البخاري -٣٥١٨]

وصف النبي صلى الله عليه وسلم العنصرية : بـ( دعوى أهل الجاهلية ) و ( خبيثة ) .

اهتم بشأن أهل دينك فالمؤمنون بمثابة الرجل الواحد لا يتجزأ عن بعضه :
عن النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " تَرَى المُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ ، كَمَثَلِ الجَسَدِ ، إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى " [ صحيح البخاري -٦٠١١]
(5)

ومن آفات اللسان : النميمة ونقل الكلام بين الناس بنية سيئة وبهدف الفتنة والإضرار بالغير  ، ففاعل ذلك يتحمل إثم النميمة و نتيجة كل مايجري بسبب هذه النميمة سواء ضرر نفسي أو جسدي أو طلاق أو سجن .


ومن آفات اللسان :  الغيبة وهو ذكر أخيك المسلم بسوء ، أما الافتراء : هو ذكر أخيك بشيء ليس فيه .

﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اجتَنِبوا كَثيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعضَ الظَّنِّ إِثمٌ وَلا تَجَسَّسوا وَلا يَغتَب بَعضُكُم بَعضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُم أَن يَأكُلَ لَحمَ أَخيهِ مَيتًا فَكَرِهتُموهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوّابٌ رَحيمٌ﴾ [الحجرات: ١٢]

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أَتَدْرُونَ ما الغِيبَةُ؟ قالوا: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: ذِكْرُكَ أخاكَ بما يَكْرَهُ. قيلَ: أفَرَأَيْتَ إنْ كانَ في أخِي ما أقُولُ؟ قالَ: إنْ كانَ فيه ما تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وإنْ لَمْ يَكُنْ فيه فقَدْ بَهَتَّهُ. [صحيح مسلم-٢٥٨٩]
ثمة حالات يصح الكلام فيها على الناس ولا تُسمى غيبة ، وهي ستة حالات :

📒أهل الفساد والفسق ؛ بمعنى من عُلِم فساده وفسقه فهذا لا غبية في الكلام عنه ، لما جاء في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها ، قالت : (( استأذن رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ائذنوا له بئس أخو العشيرة أو ابن العشيرة ، فلما دخل ألان له الكلام ، قلت : يا رسول الله قلت الذي قلت ثم ألنت له الكلام ، قال : أي عائشة إن شر الناس من تركه الناس أو ودعه الناس اتقاء فحشه )) ، [ صحيح الإمام البخاري - ٥٧٠٧ ، صحيح الإمام مسلم - ٢٥٩١ ] .

📒الإستفتاء ؛ بمعنى الإخبار عن شيء عن فلان طلباً للفتيا ؛ وذلك لما جاء في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها ، قالت : (( أن هند بنت عتبة ، قالت : يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح ، وليس يعطيني ما يكفيني وولدي ، إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم ، فقال : خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف )) ، [ صحيح الإمام البخاري - ٥٠٤٩ ، صحيح الإمام مسلم - ١٧١٤ ] .
📒التحذير والنصيحة ؛ بمعنى تُحذر من فلان وتنصح غيرك منه ، وذلك لما جاء في الصحيح من حديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها ، قالت : (( ... فلما حللت ذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه ، وأما معاوية فصعلوك لا مال له ، انكحي أسامة بن زيد فكرهته ، ثم قال : انكحي أسامة ، فنكحته فجعل الله فيه خيرا واغتبطت )) ، [ صحيح الإمام مسلم - ١٤٨٠ ] .

📒التظلم ؛ بمعنى الإخبار عن ظلم شخص لك أنه فعل بك كذا وكذا من أنواع الظلم ، وذلك لما أخرجه الترمذي من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، قال : (( جاءت امرأة  سعد بن الربيع  بابنتيها من سعد  إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا رسول الله هاتان ابنتا  سعد بن الربيع ، قتل أبوهما معك يوم أحد ، شهيدا وإن عمهما أخذ مالهما فلم يدع لهما مالا ، ولا تنكحان إلا ولهما مال ، قال  : يقضي الله في ذلك ، فنزلت آية الميراث ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمهما ، فقال : أعط ابنتي سعد الثلثين ، وأعط أمهما الثمن ، وما بقي فهو لك )) ، [ مصنفه - ٢٠٩٢ ، قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ] .
2024/09/30 00:33:36
Back to Top
HTML Embed Code: