Telegram Web Link
#الداء_والدواء

(ههنا أمر ينبغي التفطن له، وهو أن الأذكار والآيات والأدعية التي يستشفى بها ويرقى بها، هي في نفسها نافعة شافية، ولكن تستدعي قبول المحل، وقوة همّة الفاعل وتأثيره.

فمتى تخلّف الشفاء كان:
- لضعف تأثير الفاعل.
- أو لعدم قبول المنفعل.
- أو لمانع قوي فيه يمنع أن ينجع فيه الدواء.

كما يكون ذلك في الأدوية والأدواء الحسية، فإن عدم تأثيرها قد يكون لعدم قبول الطبيعة لذلك الدواء، وقد يكون لمانع قوي يمنع من اقتضائه أثره. فإن الطبيعة إذا أخذت الدواء بقبول تام كان انتفاع البدن به بحسب ذلك القبول.

وكذلك القلب إذا أخذ الرقى والتعاويذ بقبول تام، وكان للراقي نفس فعّالة وهمّة مؤثّرة، أثّر في إزالة الداء).

📗 الداء والدواء لابن القيم (ص ٨)


(وكذلك الدعاء، فإنه من أقوى الأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب، ولكن قد يتخلف عنه أثره:

- إما لضعفه في نفسه، بأن يكون دعاء لا يحبه الله لما فيه من العدوان.

- وإما لضعف القلب وعدم إقباله على الله وجمعيته عليه وقت الدعاء، فيكون بمنزلة القوس الرخو جدا، فإن السهم يخرج منه خروجًا ضعيفًا.

- وإما لحصول المانع من الإجابة من أكل الحرام والظلم، ورَيْن الذنوب على القلوب، واستيلاء الغفلة والسهو واللهو وغلبتها عليها).

📗 الداء والدواء (ص ٩).
قَنَاةُ مُحَمّدُ بْنُ عَلِيّ الْدَّعَوِيَّة pinned «( الفرح بالقرآن) قال تعالى:{قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خَيْرٌ مما يجمعون}. فسّر جماعة من السلف ( فضل الله) في هذه الآية ب" القرآن". نفرح بالقرآن لأنه أشرف الكلام، كلام الله جل جلاله. نفرح بالقرآن لأنه هدى ورحمة وشفاءٌ لما في الصدور. نفرح…»
( كفالة اليتيم).

اليتيم هو : الذي مات أبوه قبل أن يبلغ.
والمراد بكفالته: القيام بمؤونته وتربيته ورعايته.

وقد ورد فيها فضل عظيم.
عن سهل بن سعد رضي الله عنه، عن النبيﷺ قال:" أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا" وقال بإصبعه السبابة والوسطى". رواه البخاري.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ:" كافل اليتيم-له أو لغيره- أنا وهو كهاتين في الجنة" رواه مسلم.


قال ابن بطال:" حقٌّ على مَن سمع هذا الحديث أن يعمَل به ليكون رفيق النبيﷺ في الجنة، ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك".

" شرح صحيح البخاري"(٢١٧/٩).
( نعمة النوم).

" للنوم فائدتان جليلتان،
إحداهما: سكون الجوارح وراحتها مما يعرض لها من التعب، فيُريح الحواس من نصب اليقظة، ويُزيل  الإعياء  والكلال.

والثانية: هضم الغذاء، ونضج الأخلاط، لأن الحرارة الغريزية في وقت النوم تغور إلى باطن البدن، فتُعين على ذلك.
ولهذا يبرد ظاهره، ويحتاج النائم إلى فضل دثار.

وأنفع النوم: أن ينام على الشق الأيمن، ليستقر الطعام بهذه الهيئة في المعدة استقراراً حسناً… ثم يتحوّل إلى الشق الأيسر قليلاً ليسرع الهضم بذلك لاستمالة المعدة على الكبد، ثم يستقر نومه على الجانب الأيمن".

#ابن_القيم
"زاد المعاد"(٢٤٠/٤).
#الداء_والدواء

تنبيه مهم على فهمٍ فاسدٍ لقول الله تعالى: (ولَسوف يُعطيك ربك فترضى):

قال ابن القيم رحمه الله:

(ومنهم من يغترّ بفهمٍ فاسدٍ فَهِمَه هو وأضرابه من نصوص القرآن والسنة فاتّكلوا عليه، كاتّكال بعضهم على قوله تعالى: (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) [الضحى / ٥] قالو: وهو لا يرضى أن يكون في النار أحد من أمّته.

وهذا من أقبح الجهل وأبين الكذب عليه، فإنّه يرضى بما يُرضي ربه عز وجل، والله تعالى يُرضيه تعذيب الظلمة والفسقة والخوَنة والمُصرّين على الكبائر.
فحاشا رسوله أن لا يرضى بما يرضى به ربه تبارك وتعالى.

📗الداء والدواء (ص ٤٠).


(اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم):

قال ابن القيم رحمه الله:

(وكثير من الجهّال اعتمدوا على رحمة الله وعفوه وكرمه، وضيّعوا أمره ونهيه، ونسوا أنه شديد العقاب، وأنّه لا يردّ بأسه عن القوم المجرمين.

ومَن اعتمد على العفو مع الإصرار فهو كالمعاند.

وقال معروف رحمه الله: رجاؤك لرحمة مَن لا تطيعه من الخذلان والحُمق.

وقال بعض العلماء: مَن قطع عُضوا منك في الدنيا بسرقة ثلاثة دراهم، لا تأمَنْ أن تكون عقوبته في الآخرة على نحو هذا).

📗 الداء والدواء (ص ٥١).


الخوف في الدنيا خيرٌ من الخوف في الآخرة:

وقيل للحسن: نراك طويل البكاء، فقال: (أخاف أن يَطرَحَني في النار، ولا يُبالي)

وسأل رجل الحسن فقال: يا أبا سعيد، كيف نصنع بمجالسة أقوام يخوّفونا حتى تكاد قلوبنا تطير؟ فقال: والله لأن تصحب أقواما يخوّفونك حتى تُدرك أمْنًا -يعني: يوم القيامة-، خيرٌ لك من أن تصحب قومًا يؤمّنونك حتى تَلحقَك المَخَاوِف.

📗 الداء والدواء (ص ٥١ - ٥٢).
( أعم قسم في القرآن الكريم)

قال الله تعالى:{ فلا أقسم بما تبصرون. وما لا تبصرون.إنه لقول رسول كريم}[الحاقة:٣٨-٤٠].

قال ابن القيم:
" هذا أعمُّ قَسم وقع في القرآن، فإنه يعُمُّ العلويّات والسُّفليات، والدنيا والآخرة، وما يُرى وما لا يُرى.
ويدخل في ذلك الملائكة كلُّهم، والجن، والإنس، والعرش، والكرسي، وكلُّ مخلوق.
وذلك كلُّه من آيات قدرته وربوبيته، وهو سبحانه يصرِّف الأقسام كما يُصرِّف الآيات".

" التبيان في أيمان القرآن"ص(٢٦٤).  
(قضاء الرواتب إذا فاتت).

يسُن لمن فاته شيءٌ من الرواتب أن يقضيها.
ويدل له فعل النبيﷺ.
ففي حديث أبي قتادة الطويل في قصة نوم النبيﷺ وأصحابه وهم في السفر عن صلاة الفجر.
وفيه:" ثم أذّن بلال بالصلاة، فصلى رسول اللهﷺ ركعتين، ثم صلّى الغداة، فصنع كما كان يصنع كل يوم".

وفي حديث أم سلمة أن النبيﷺ شُغل عن الركعتين بعد صلاة الظهر، فقضاهما بعد صلاة العصر" متفق عليه.

فمَن فاتته راتبة الظهر القبلية. فإنه يقضيها بعد الظهر وراتبتها.
وكذا مَن فاتته راتبة المغرب أو العشاء فإنه يقضيها متى ذكرها.

ومَن فاتته راتبة الفجر فله أن يقضيها بعد صلاة الفجر، وله أن يقضيها في الضحى.
قال الإمام أحمد:" إن صلاهما بعد الفجر أجزأ، وأما أنا فأختار ذلك- يعني: قضاؤها من الضحى-".
(احتساب القلب يهوّن تعب البدن)

قاعدة تقال لكل موظّف وهو في طريقه إلى عمله
أو معلّم ذاهبٌ إلى مدرسته.
أو غيرهما ممن عنده عمل وربما شعر بتعب.
قال ابن الجوزي:
" ينبغي للإنسان أن يعرف:
شرف زمانه
وقدر وقته فلا يضيّع منه لحظة في غير قربة.
ويقدّم الأفضل فالأفضل من القول والعمل.
ولتكن نيته في الخير قائمة من غير فتور بما لا يعجز عنه البدن من العمل كما جاء في الحديث:" نية المؤمن خيرٌ من عمله".

" صيد الخاطر"ص(٣٣).

قلت: الحديث الذي أشار إليه لا يصح.
ضعفه ابن حجر في" الفتح"(٢١٩/٤) وغيره.
حديث_وشرحه .

عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ العُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ، حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ  . أخرجه الترمذي (٢٣٩٦) .

الإنسانُ لا يَخلو مِن خَطأٍ ومعصيةٍ وتقصيرٍ في الواجبِ، ومَن لَطَف اللهُ به وأرادَ به خيرًا عَجَّلَ له عُقوبةَ ذَنبِه في الدُّنيا؛ لأنَّ عذابَ الدُّنيا أهونُ عليه مِن عذابِ الآخِرَة .
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إذا أراد اللهُ بعبدِه الخيرَ"، أي: إذا قضَى وقدَّرَ رَحمتَه لِعبدٍ مِن عبادِه، "عجَّل له العقوبةَ في الدُّنيا"، أي: ابتَلاه بما يَسُوءُه، إمَّا في مالِه، أو نفسِه، أو أهلِه؛ وذلك لأنَّ الابتلاءَ يكفِّرُ السَّيِّئاتِ، والمؤمنُ لا يَقْوَى على عذابِ الآخرةِ؛ فذلك مِن عظيمِ رحمةِ الله بعبدِه المؤمنِ؛ فإنَّه يُوافي اللهَ يومَ القِيامةِ وليس عليه ذَنبٌ، قد طهَّرَتْه المصائبُ والبلايَا .
قال صلَّى الله عليه وسلَّم: "وإذا أراد اللهُ بعبدِه الشَّرَّ"، فالأمورُ كلُّها بيدِ اللهِ عزَّ وجلَّ وبإرادتِه؛ فإنَّه سبحانَه {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} [البروج: ١٦]، "أمسَك عنه بذَنْبِه"، أي: لم يُعجِّلْ عُقوبتَه على ما ارتكَبه مِن الذَّنبِ، وجمَع له ذنوبَه وسيِّئاتِه دون أن يُجازيَه بشيءٍ منها في الدُّنيا، "حتَّى يُوافيَ به يومَ القيامةِ"، أي: حتَّى يَلْقاه بها يومَ القيامةِ، فتكونَ عُقوبتُه مِن نارِ جهنَّمَ على قدرِ ما كانتْ عليه مِن سيِّئاتٍ .
وبيانُ إرادةِ اللهِ تعالى الخيرَ والشرَّ بعِبادِه: أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ خلَقَ الخيرَ والشرَّ، وبيَّن الأمرَ لعِبادِه وعَرَّفهم الخيرَ والشرَّ، فإذا اختارَ العبدُ طريقَ الشرِّ بعدَ أنْ عرَّفَه، فقدِ اختارَ لنَفْسِه أمرًا ممَّا أراده الله وخَلَقَه، ويعاقب عليه، وإرادتُه للشرِّ إرادةٌ قدريَّة؛ لحِكمةٍ يَعلَمُها، وعُقوبةُ مَن يستحقُّ العقوبةَ خيرٌ محضٌ إذ هو عينُ العدلِ والحِكمةِ، وذلك يكونُ شرًّا بالنسبةِ للخَلقِ، فالشرُّ وقَع في تَعلُّقِه بهم وقيامِه بهم، لا في فِعلِه القائمِ به سبحانَه وتعالى .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محـرمــات إستـهــان بـهـا النــاس

يجد القارئ الكريم في هذا القسم عدداً من المحرمات التي ثبت تحريمها في الشريعة مع بيان أدلة التحريم من الكتاب والسنة، وهذه المحظورات مما شاع فعلها وعم ارتكابها بين كثير من المسلمين، والله المستعان.

اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما ..
محرمات استهان بها الناس  

1 ــ الحلف بغير الله تعالى:

الله سبحانه وتعالى يقسم بما شاء من مخلوقاته وأما المخلوق فلا يجوز له أن يقسم بغير الله ومما يجري على ألسنة كثير من الناس الحلف بغير الله والحلف نوع من التعظيم لا يليق إلا بالله عن ابن عمر مرفوعا: " ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت "
📚رواه البخاري انظر الفتح 11/530 .

وعن ابن عمر مرفوعا: " من حلف بغير الله فقد أشرك "
📚رواه الإمام أحمد 2/125 انظر صحيح الجامع 6204 .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " من حلف بالأمانة فليس منا "
📚رواه أبو داود 3253 وهو في السلسلة الصحيحة رقم 94.

فلا يجوز الحلف بالكعبة ولا بالأمانة ولا بالشرف ولا بالعون ولا ببركة فلان ولا بحياة فلان ولا بجاه النبي ولا بجاه الولي ولا بالآباء والأمهات ولا برأس الأولاد كل ذلك حرام ومن وقع في شيء من هذا فكفارته أن يقول لا إله إلا الله كما جاء في الحديث الصحيح: " من حلف فقال في حلفه باللات والعزى فليقل لا إله إلا الله ..
📚" رواه البخاري فتح 11/536

وعلى منوال هذا الباب أيضا عدد من الألفاظ الشركية والمحرمة التي يتفوه بها بعض المسلمين ومن أمثلتها: أعوذ بالله وبك ـ أنا متوكل على الله وعليك ـ هذا من الله ومنك ـ مالي إلا الله وأنت ـ الله لي في السماء وأنت لي في الأرض ـ لولا الله وفلان ـ أنا بريئ من الإسلام ـ يا خيبة الدهر ( وكذا كل عبارة فيها سب الدهر مثل هذا زمان سوء وهذه ساعة نحس والزمن غدار ونحو ذلك وذلك لأن سب الدهر يرجع على الله الذي خلق الدهر ) ـ شاءت الطبيعة ـ كل الأسماء المعبدة لغير الله كعبد المسيح وعبد النبي وعبد الرسول وعبد الحسين.

ومن المصطلحات والعبارات الحادثة المخالفة للتوحيد كذلك: اشتراكية الإسلام ـ ديموقراطية الإسلام ـ إرادة الشعب من إرادة الله ـ الدين لله والوطن للجميع ـ باسم العروبة ـ باسم الثورة.

ومن المحرمات إطلاق لفظة ملك الملوك وما في حكمها كقاضي القضاة على أحد من البشر ـ إطلاق لفظة سيد وما في معناها على المنافق والكافر ( سواء كان باللغة العربية أو بغيرها) ـ استخدام حرف لو الذي يدل على التسخط والتندم والتحسر ويفتح عمل الشيطان ـ قول اللهم اغفر لي إن شئت ـ
📚[ وللتوسع انظر معجم المناهي اللفظية: بكر أبو زيد ]

يتبع...
2024/12/29 09:33:10
Back to Top
HTML Embed Code: