Telegram Web Link
تعزية ومواساة لأهلي في المناطق المتضررة من السيول في ليبيا، ودعوة للتكاتف وتوحيد الصفوف بين جميع أطياف ومكونات الشعب الليبي

 

بسم الله الرحمن الرحيم
قال الحق تبارك وتعالى: [إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ] صدق الله العظيم
بقلوبٍ مُؤمنة بقضاء الله وقدره، ومليئة بالحزن والمواساة، أتقدم بأحرّ التعازي لأهلنا وإخواننا في ليبيا على مصابهم الكبير، وفَقدهم أَحبابهم وأَبناءهم، وخسارتهم بيوتهم وأرزاقهم في هذه النازلة والمحنة الكبيرة ..
إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم.
وأسأل الله العزيز القدير أن يَرحم من تُوفي، ويُعافي الجرحى والمصابين، ويَرد المشردين والمفقودين إلى ديارهم سالمين آمنين مطمئنين، ويتغمد الجميع بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه، وأن يُصبر أهلهم وذويهم على ما أصابهم، ويُعوضهم خيراً في الدنيا والآخرة ، قال تعالى في بشارة أهل الصبر والاحتساب من المؤمنين: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)
… يا أهلنا في شرق ليبيا وغربها وشمالها وجنوبها؛
إن هذه المِحنة هي لحظة تاريخية للتضامن والتكاتف، ورصّ الصفوف بين أطياف وقوى الشعب الليبي، وتضميد الجراح النازفة، وتجاوز الخلافات والحساسيات الأهلية والجهوية، وإِقصاء عصابات الفساد والتسلط التي أفسدت الزرع والضرع في بلدنا الحُرّ الأدبيّ..

أيها الليبيون: كونوا عوناً وسنداً لإخوانكم وأهلكم في المناطق المتضررة من السيول الجارفة والفيضانات في العاصمة طرابلس، وفي مدينتي الحبيبة بنغازي، وفي درنة والبيضاء والمرج وطبرق وسوسة، وفي جميع المناطق المتضررة من التراب الليبي، بالدعم الإغاثي والطبي، وفتح البيوت لاستقبال الناجين والمتضررين، وبالدعم الإعلامي والسياسي والاجتماعي، وبالإكثار من الدعاء والتضرع والاستغفار والصلاة، واستنهاض الهِمم الشعبية، والتشمير عن سواعدكم لتجاوز آثار هذه المحنة.
قال رسول الله ﷺ: ((من نفَّسَ عن مسلمٍ كُربةً مِن كُربِ الدُّنيا نفَّسَ اللَّهُ عنهُ كربةً مِن كُرَبِ يومِ القيامةِ ، ومن يسَّرَ على مُعسرٍ في الدُّنيا يسَّرَ اللَّهُ عليهِ في الدُّنيا والآخرةِ ، ومن سَترَ على مُسلمٍ في الدُّنيا سترَ اللَّهُ علَيهِ في الدُّنيا والآخرةِ ، واللَّهُ في عونِ العَبدِ ، ما كانَ العَبدُ في عونِ أخيهِ))
اللهم اِلطف بنا يا لطيف
اللهم ارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين
اللهم أغثنا يا غياث المستغيثين
اللهم آمين
• جملة من آداب الدعاء •

للدعاء من الدين منزلة عظيمة عالية ورفيعة، حتى قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم : ( الدعاء هو العبادة ) . رواه الترمذي (٣٣٧٢) وأبو داود (١٤٧٩) وابن ماجه (٣٨٢٨) وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" (٢٥٩٠) .

وللدعاء آداب متى أقترن الدعاء بها كان أفضل وأقرب للإجابة، نذكر منها :

١ - أن يبدأ دعائه بأن يسأل اللهَ تعالى بأسمائه الحسنى، والثناء على الله تعالى قبل الدعاء بما هو أهله :
قال الله تعالى : ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه ) . [الأعراف/١٨٠] .
وروى الترمذي (٣٤٧٦) عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ : بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى فَقَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عَجِلْتَ أَيُّهَا الْمُصَلِّي ، إِذَا صَلَّيْتَ فَقَعَدْتَ فَاحْمَدْ اللَّهَ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ، وَصَلِّ عَلَيَّ ، ثُمَّ ادْعُهُ ) .
وفي رواية له (٣٤٧٧) : ( إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللَّهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ ثُمَّ لْيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ لْيَدْعُ بَعْدُ بِمَا شَاءَ ) . قَالَ : ثُمَّ صَلَّى رَجُلٌ آخَرُ بَعْدَ ذَلِكَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَيُّهَا الْمُصَلِّي ، ادْعُ تُجَبْ ) . صححه الألباني في "صحيح الترمذي" (٢٧٦٥ ، ٢٧٦٧) .

٢ - الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم :
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( كل دعاء محجوب حتى تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ) . رواه الطبراني في "الأوسط" (١/٢٢٠) ، وصححه الشيخ الألباني في "صحيح الجامع" (٤٣٩٩) .

٣ - استقبال القبلة :
روى مسلم ( ١٧٦٣ ) عن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ وَأَصْحَابُهُ ثَلاثُ مِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلا ، فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَةَ ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ : ( اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي ، اللَّهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي ، اللَّهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الإِسْلامِ لا تُعْبَدْ فِي الأَرْضِ ) فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ . . . الحديث .
❍ قال النووي رحمه الله في شرح مسلم : فِيهِ اِسْتِحْبَاب اِسْتِقْبَال الْقِبْلَة فِي الدُّعَاء ، وَرَفْع الْيَدَيْنِ فِيهِ .

٤ - رفع اليدين أثناء الدعاء :
روى أبو داود ( ١٤٨٨ ) عَنْ سَلْمَانَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا ) . وصححه الشيخ الألباني في "صحيح أبي داود" (١٣٢٠) .
ويكون باطن الكف إلى السماء على صفة الطالب المتذلل الفقير المنتظر أن يُعْطَى ، روى أبو داود (١٤٨٦) عن مَالِكِ بْنَ يَسَارٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِذَا سَأَلْتُمْ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ بِبُطُونِ أَكُفِّكُمْ وَلا تَسْأَلُوهُ بِظُهُورِهَا ) . وصححه الشيخ الألباني في "صحيح أبي داود" (١٣١٨) .

٥ - اليقين بالله تعالى بالإجابة، وحضور القلب، فيكون الداعي حاضر القلب مستشعراً عظمة من يدعوه :
لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لاهٍ ) . رواه الترمذي (٣٤٧٩) ، وحسنه الشيخ الألباني في "صحيح الترمذي" (٢٧٦٦) .
وحسن الظن بالله لقوله صلى الله عليه وسلم : " يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي " . رواه البخاري (٧٤٠٥) ومسلم (٤٦٧٥) .
فضل زيارة المسلمين بعضهم لبعضاً في الله

لو نظرنا لحال أكثر الناس لوجدنا أن المصالح هي الغالب على طباعهم، والمراد من بعضهم البعض،
ولما كان الحب في الله من أوثق عرى الإيمان وذو فضل كبير، فكانت كذلك الزيارة مقرونة بين المسلمين في الله وبقصد الأطمئنان وتفقد أحوالهم لبعض من أفضل الأمور وأعظمها أجراً، وهي من أسباب الحب في الله وتقوية رابط الأخوة والألفة بينهم، ولما فيها من حرص المسلم على رؤية أخيه المسلم والأهتمام بحاله والسؤال عنه، وبين أيدينا هذا الحديث القدسي الذي يبين لنا كيف عظم النبي ﷺ جزاء المتزاورين بعضهم بعضا .

عن معاذ بن جبل رضي الله عنه ، قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :  قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ ، وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ ، وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ ، وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ .
أخرجه أحمد في "المسند" (٢٢٠٣٠) ، وصححه الشيخ الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (٢٥٨١) .

يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث أن الله تعالى قد قرن زيارة المسلمين بعضهم بعضاً في الله، بالحب في الله، والجلوس لذكر الله فيما يرضاه الله تعالى، ومما لا يخفى على الكثير منا بما يترتب من الأجور العظيمة للمتحابين في الله والمتجالسين في الله، كما ورد بذلك الأحاديث العديدة التي تبين الفضائل لهذا،
وكما بينا أن المتزاورين لبعضهم في الله وبقصد تفقد حال الأخ لأخيه، وأشتياقه لرؤية من يحبه لما قد يعلم منه من الأخلاق الطيبة والحسنة أو ألتزامه بتعاليم النبي ﷺ وهكذا، أو كصلة للأقرباء من ذوي الرحم، أو الأصحاب المؤمنين،
فكان هذا السعي من المسلم بحرصه على زيارة أخوانه المسلمين ممن سبق لنا من وصفهم بالأوصاف الحسنة، أو مما يعرف فيهم من أفاضل الأخلاق والأفعال، أو كذلك في سبيل أتباع وصية النبي ﷺ التي تحث على صلة الأرحام وتفقد القرابات والأصحاب المؤمنين، له عظم الجزاء عند الله تعالى وجزيل الأجر والثواب،
فقد أخبر تعالى بوجوب حبه لمن سبق ذكرهم بالحديث عند ألتزامهم بهذا التعليم أبتغاء أتباع سنة النبي ﷺ أو لحرصهم على صلة أصحابهم المؤمنين، ولذا فهذا يمكن أن يعتبر من الأسباب التي يمكن للمسلم أن يسعى بها لأغتنام فضل حب الله تعالى له .

روى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :( أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى ، فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ – أي : طريقه - مَلَكًا ، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ : أَيْنَ تُرِيدُ ؟ قَالَ : أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ . قَالَ : هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا – أي : تقوم بإصلاحها وتنهض إليه بسبب ذلك - ؟ قَالَ : لَا ، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ . قَالَ : فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ ) . رواه مسلم (٢٥٦٧) .

وفكذلك مما لا يخفى علينا ما تدخله الزيارات بين الأقارب والأصحاب من الفرح والسرور للقلب، وما تزيده من الألفة والمحبة بين المسلمين، وبالأخص لمن يشتاق لهم القلب ويحن إليهم وتتوق النفس لرؤيتهم،
وبأتباعنا هذا التوجيه النبوي نكون قد حققنا عدة سنن نبوية مهمة تكسبنا الفائدة والأجر من الله،
ومنها صلة الرحم، والحث على البر والتقوى أثناء التواصل بينهم، والتزاور الذي هو جوهر حديثنا هذا، وغيرها من الأمور والسنن التي تكون بحسب كل أنسان وعلمه من السنن،
وختاماً نحث المسلمين على أتباع هذا التوجيه النبوي الرائع وتعليمه لأقربائهم وأصحابهم ومن هم أعلم، فلعله يكون تذكير لمن أنقطعت زياراتهم عن المسلمين، ويكون حسنة جارية لك تدوم للأبد بإذن الله .
وأخيراً نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتحابين فيه، والمتزاورين فيه، والمتجالسين فيه، والمتباذلين فيه، وأن يغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، أنه هو الغفور البر الحليم .
فضل التسبيح والتحميد والتكبير عقب الصلوات المفروضة، مع بيان الفضل العظيم المترتب عليه

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( مَنْ سَبَّحَ اللهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ ، وَحَمِدَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ ، وَكَبَّرَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ ، وَقَالَ تَمَامَ الْمِائَةِ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ ) . رواه مسلم (٥٩٧) .

في هذا الحديث يخبرنا الصحابي أبي هريرة رضي الله عنه عن عمل عظيم أخبر به النبي ﷺ يقال دبر الصلاة،
وهو التسبيح والتحميد والتكبير، يقال كل منها ثلاث وثلاثين مرة، ثم يختمها بقول "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" .

ثم يبين النبي ﷺ على فضل هذا القول، فيخبر بمغفرة هائلة للخطايا لقائلها في ذلك اليوم كله، ولو كانت ذنوبه مثل زبد البحر، ويقصد بها الصغائر والهفوات والزلات وما شابه وأما الكبائر فهي تحتاج للتوبة، ومعنى زبد البحر "أي الرغوة الكثيفة التي تظهر على سطح البحر"،
وهو كناية عن المغفرة الهائلة لقائل هذه الأذكار مهما كثرت خطاياه أو تراكمت عليه في ذلك اليوم، فإذا قالها دبر الصلوات المفروضات، فأنه بإذن الله يغفر له من كل ذنب وخطيئة .

وفي حديث أخر أن الملائكة تستغفر لنا ما دام أحدنا في مصلاه للذكر والتسبيح بعد كل صلاة! .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ الَّذِي صَلَّى فِيهِ ، مَا لَمْ يُحْدِثْ ، تَقُولُ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ) . رواه البخاري (٤٤٥) ومسلم (٦٤٩) .

فياله من فضل عظيم يمكننا أن نكسبه عقب الصلوات المفروضة، وكل ما علينا هو فقط عدم الأستعجال بالقيام، والقعود دبر الصلوات وقراءة الأذكار التي سبق ذكرها!، وهو لا يحتاج منا للبقاء في مصلانا سوى دقائق لا أكثر وقول ما سبق من الأذكار .

فكم يحصل للواحد منا كل يوم من ذنوب وهفوات وزلات كثيرة، سواء أكانت باللسان أو النظر أو الأستماع وأشباه ذلك، وفما هي الا دقيقتين نستغلها بعد كل صلاة، ويغفر لنا ما سبق من الخطايا بل وأكثر من ذلك،
أو من ذنب قد يكون علينا سابقاً، فعلناه وما زال أثمه علينا جاري!،
وبمحافظتنا على هذه الأذكار يوميا نكون قد حققنا السلامة بالمغفرة من أدران الذنوب والآثام والسيئات،
وعندما نتوب لله من كل كبيرة، نكون قد حققنا السلامة التامة بإذن الله .

فليحرص كل منا على التسبيح والتحميد والتكبير دبر الصلوات المفروضات "ثلاث وثلاثين مرة" وختمها بتوحيد الله تعالى،
وليحرص كل منا على تعليم أهله وأقربائه بهذا العمل مع تبيين الفضل الكبير له،
لكي يكون بمثابة دافع للرغبة لهم بالمداومة عليه، رجاء المغفرة .

نسأل الله تعالى أن يغفر لنا ذنوبنا كلها، وأن يباعد بيننا وبين خطايانا كما باعد بين المشرق والمغرب، وأن ينقنا من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، أنه غفور رحيم، اللهم آمين .
فضل نشر الأحاديث النبوية

عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا شَيْئًا فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَ فَرُبَّ مُبَلِّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ ) . رواه الترمذي (٢٦٥٧) وصححه الشيخ الألباني في " مشكاة المصابيح " (٢٣٠) .

❍ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
نضر الله أمرءا سمع منا حديثا فبلغه إلى من لم يسمعه، فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه؛ ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط من ورائهم .

وفي هذا دعاء منه لمن بلغ حديثه وإن لم يكن فقيها، ودعاء لمن بلغه وإن كان المستمع أفقه من المبلغ؛ لما أعطى المبلغون من النضرة، ولهذا قال سفيان بن عيينة: لا تجد أحدًا من أهل الحديث إلا في وجهه نضرة؛ لدعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - . مجموع الفتاوى : (١/ ١١) .
من هو الصاحب بالجنب؟

أتعرفون من هو الصاحب بالجنب؟
وما قصته؟
تعالوا معي .. من أعاجيب الوصايا القرآنية وجوب الاحسان إلى الصديق، وذلك بقوله تعالى:- "والصَّاحِبِ بالجَنْب" من الطبيعي أن يوصي القرآن الكريم بالإحسان إلى الوالدين، و ذوي القربى، و اليتامى، و ما إلى ذلك ..

لكن أن يوصي بالاحسان إلى أناس احببناهم في سيرة حياتنا مروا علينا مثل الطيف على مَرِّ هذه الحياة الطويلة!..

هذا هو العجب الذي يجعل الإنسان ينبهر لعظمة القرآن الكريم وعظمة مُنزِلِهِ سبحانه وتعالى..

فقد أوصى القرآن الكريم بالاحسان إلى الصاحب بالجنب في قوله تعالى من سورة النساء:

"واعبُدُوا اللّه ولا تُشرِكُوا بهِ شيئاً وبِالوالدينِ إِحسَاناً وَبِذِي القُربَى واليَتَامَى والمَسَاكِينِ والجَارِ ذِي الْقُربَى والجَارِ الْجُنُبِ والصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابنِ السَّبِيلِ وما مَلَكَت أَيمَانُكُم إِنَّ اللّهَ لا يُحبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً "[النساء٣٦]

والصاحب بالجنب هو :-
١-زميل الدراسة
٢-رفيق العمل
٣-المصاحب بالسفر
٤-من جالسك في مسجد أو مؤتمر أو غيره..
٥-كل من وقف بجانبك في اي أمر في هذه الحياة.. لكل هؤلاء أوجب القرآن الكريم الإحسان بعد أن جمعهم بصفة واحدة هي "الصاحب بالجنب"

فياله من كتاب عظيم، يوجب على الإنسان الوفاء

فياله من كتاب عظيم يوجب على الإنسان الوفاء لكل من أحسن لنا مهما صغرت الفترة الزمنية التي التقيناه فيها فسبحان الله العظيم

اللهم أسعدكل حبيب واسعدكل صديق وأسعدكل رفيق وأسعدكل صاحب وكل زميل وكل جليس صالح وأسعد كل من جمعتني به هذه الدنيا سعادة في الدنيا والآخرة وعافهم واعف عنهم....
ماذا يخسر المسلم اذا ترك قيام الليل؟
الخسارة الأولى:
. . يفقد لقب عباد الرحمن :
( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً .....وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا)
الخسارة الثانية:
. . يفقد لقب المتقين :
( إن المتقين في جنات وعيون... كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ. يَسْتَغْفِرُونَ)
الخسارة الثالثة:
. . . يخسر لقب القانت وأولي الألباب :
(أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ. يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)
الخسارة الرابعة:
. . .يخسر المقام المميز للقائمين :
(لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ)
الخسارة الخامسة:
. . .يخسر فرصته في اجابة الدعاء كما منحها ربنا لزكريا :
(فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ)
الخسارة السادسة:
. . يخسر عناية الله به بتحمل القول الثقيل:
( ...قم الليل إلا قليلا ...إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً إن ناشئة الليل هي أشد وطأً وأقوم قيلاً )
الخسارة السابعة:
. . يخسر أن لا تُذهب حسناته سيئاته فمن أحد شروطها أن أقيم الصلاة زلفاً من الليل:
(وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ)
الخسارة الثامنة:
. . يخسر أن لا يبعثه ربي مقاماً محموداً :
(وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَىٰ أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا)
الخسارة التاسعة:
. . يخسر الرضى الذي وعد به ربي عزوجل :
(... وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ)
الخسارة العاشرة:
. . يخسر عناية الله التي يوليها لمن يراه قائماً بالتوكل عليه:
(وتوكل على العريز الرحيم الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ)
الخسارة الحادية عشر:
. . يخسر الصبرلحكم الله ولا يكون ممن يقال لهم (فإنك بأعيننا) :
(وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ * وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ)
الخسارة الثانية عشر:
. . يخسر ما أخفى الله للقائمين من قرة أعين
(فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
الخسارة الثالثة عشر:
. . . يخسر اتباعه لحبيبي سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والذين معه من الصحابة
(إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ ۚ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ ...)
فهل بعد كل هذه الخسائر الفادحة هل تُراني سأضيع قيام الليل؟
سنن_منسية • سُنَّة الحمد عند النوم

كان للنبي ﷺ الكثير من السنن سواء القولية أو الفعلية، وكان له من هذه السنن سُنَّة الأدعية والأذكار عندما يأوي إلى فراشه، ومن هذه الأذكار (الحمد والشكر قبل النوم)،
وهذه السنة يجهلها كثير من الناس، وهي سُنَّة مفيدة لنا، لحمد الله تعالى على دوام ما نملكه من النعم التي يتمنى غيرنا لو يملكها، وبهذا يدوم النعم علينا لأن الشكر يستوجب الزيادة ودوام النعمة .
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ :
( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا وَكَفَانَا وَآوَانَا فَكَمْ مِمَّنْ لَا كَافِيَ لَهُ وَلَا مُؤْوِيَ ) .
رواه مسلم ( ٢٧١٥ ) .

لو تأملنا وتفكرنا كم من النعم التي نحن فيها وكثير من الناس غيرنا محرومون منها ويتمنونها أيضا، محرومون من الكثير مما لدينا، لعرفنا مقدار قيمة ما نملكه .

وقد أوصانا الله تعالى بالشكر على نعمه علينا، فقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ) . [ البقرة/ ١٧٢ ] .

فالشكر على ما نحن فيه من النعم هي توصية إلهية وسُنَّة نبوية، وهي تحقق الإيمان للعبد بأقرار أن الله هو الرزاق وهو أفراد الله بالعبودية، فهو المتصرف في شؤون عباده يرزق من يشاء منهم .

ولعل الأن هناك ملايين من الناس ممن يتمنون ما نحن فيه من نعم المعيشة التي رزقنا الله إياه ولا حول ولا قوة إلا بالله، فلأن أحوالهم لا تصل لما نحن فيه، وبالتالي فحمد الله تعالى على هذه النعم مما ينبغي علينا وهو يستوجب بقائها وأستمرارها علينا بإذن الله .

وقد وصف الله تعالى الشاكرين بالقلة من عباده فقال تعالى : اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ . [ سبأ/ ١٣ ] .
إذا فلنكن من هذه القلة الشاكرة التي تشكر الله على ما أنعمه علينا، كما أخبر تعالى بذلك، فلنكن من وقليل من عبادي الشكور .

وفبالإضافة لكل هذا فلا ننسى أن شكر الله على النعمة يؤدي لنمائها وزيادتها، وزيادة البركة فيها كما قال تعالى : ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) . [إبراهيم/٧] .

فما أروع أن نكون ممن وصفهم الله تعالى في هذه الآيات الكريمات،
وكذلك ما أروع أن نكون متبعين لسُنَّة النبي ﷺ لكسب الأجر، وهو عمل لا يحتاج منا سوى ثواني كل ليلة، وبالمقابل نكسب الزيادة بالنعمة ونمائها وبقائها بإذن الله، ونكسب صفة القلة الشاكرين .

فلنحرص على هذه السُنَّة النبوية المهمة، ولنحرص كذلك على تعليمها للأهل والأقارب والأصدقاء، حتى نكسب أجر نشر هذه السُنَّة وأجر من يقومون هم بتعليمهم لها، وحتى نكون سبباً في بقاء البركة في البيوت ونمائها وزيادتها بإذن الله عند أتباعهم لهذه السُنَّة المفيدة بالحمد والشكر مصداقاً لقوله تعالى لئن شكرتم لأزيدنكم، ولا ننسى أن الدال على الخير كفاعله .
فضل التهادي بين الناس

عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (تَهَادَوْا تَحَابُّوا ) .
رواه البخاري في الأدب المفرد (٩٥٤) والبيهقي (١٢٢٩٧) وحسنه الألباني في صحيح الجامع وغيره . 
للأهداء شأن عظيم في ديننا الحنيف، وقد أوصانا النبي ﷺ بالتهادي كما بالحديث لعلمه بفائدتها، لما لها من أدخال السرور على القلب وزرع روح الود بين الناس، وقد كان النبي ﷺ يقبل الهدية ويثيب عليها،
فعن عائشة رضي الله عنها قالت : كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقْبَلُ الهَدِيَّةَ ويُثِيبُ عَلَيْهَا . رواه البخاري (٢٥٨٥) .

وقد كان النبي ﷺ يقبل الهدية من أي أحد مهما كانت ما دامت غير محرمة في الشرع، وكان لا يردها أبداً مهما كانت يسيرة أو كبيرة،
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَوْ دُعِيتُ إِلَى ذِرَاعٍ أَوْ كُرَاعٍ لَأَجَبْتُ وَلَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ ذِرَاعٌ أَوْ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ ) . رواه البخاري (٢٥٦٨) .
وَالْكُرَاع مِنْ الدَّابَّة مَا دُون الْكَعْب .

فكانت الهدية وقبولها من سنن النبي ﷺ التي يحصل بها الود وزيادة الحب والتآلف بين الناس، وهذا أمر معلوم يشاهد، فمتى قام أحد بإهداءنا هدية أحببناه لأنه عزيز سواء صديق أو قريب أحببناه أكثر .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا أُتِيَ بطَعَامٍ سَأَلَ عنْه: أهَدِيَّةٌ أمْ صَدَقَةٌ؟ فإنْ قيلَ: صَدَقَةٌ، قَالَ لأصْحَابِهِ: كُلُوا، ولَمْ يَأْكُلْ، وإنْ قيلَ: هَدِيَّةٌ، ضَرَبَ بيَدِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأكَلَ معهُمْ . رواه البخاري (٢٥٧٦)، ومسلم (١٠٧٧) .

وعَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه أَنَّ أُكَيْدِرَ دُومَةَ أَهْدَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَ حَرِيرٍ ، فَأَعْطَاهُ عَلِيًّا ، فَقَالَ : شَقِّقْهُ خُمُرًا بَيْنَ الْفَوَاطِمِ . رواه البخاري (٢٤٧٢) ومسلم – واللفظ له - (٢٠٧١) .

فيمكننا تطبيق هذا العمل بالإهداء لمن هو عزيز من الناس، سواء كان زميل في العمل أو صديق أو قريب أو جار، أو أحد من الأهل كالوالدين أو الزوجة أو الأخوة أو الأخوات أو الأولاد،
ولا يشترط أن تكون الهدية ثمينة، فيمكننا إهداء أي شيء غير مكلف علينا كقلم مثلاً أو ثوبا أو تقديم وليمة طعام له، كل هذا يتحقق بمعنى الهدية .

والأن بعد أن عرفنا قيمة الهدية ولأي مدى أهميتها في الدين، فلنحرص على أتباع هذا الهدي الذي كان عليه النبي ﷺ ولنقم بالإهداء لمن نجده مناسب مستحق لها، وبما قد يتناسب مع حالنا وبما لا يجهد علينا، وهذا سيزيد الحب بين المسلمين،
وفي هذا تحقيق عظيم لمراد النبي ﷺ لما فيه من أدخال السرور على المؤمن وزرع الود وصلة الرحم، وزيادة الحب بين المسلمين، وبالتالي اضافة لهذا نكون متبعين للتعليم النبوي الذي يكسبنا الأجر والثواب عليه!،
فهذا هدي نبوي جميل بجميع أشكاله وطرائقه، فلنحرص عليه ونعلمه لمن نحب، نسأل الله تعالى أن يؤلف بين قلوب المسلمين ويصلح شؤونهم فإنه على كل شيء قدير .
فضل شكر الله تعالى

قال تعالى : ( مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا ) . [النساء/١٤٧] .

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنْ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا ، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا ) . رواه مسلم ( ٢٧٣٤ ) .

يخبر تعالى أنه بشكره يمنع العذاب عنهم،
فهو تحقيق إيمان العبد وأقرار بالله أنه واحد وبالشكر له،
ويبين سبحانه فضل رجوع العباد لطريق الحق الواجب، بشكر الله على ما ينعم عليهم .
والله تعالى رحيم بعباده ولا يعذب أحد منهم إلا بذنب أقترفوه، فهو سبحانه وتعالى إنما يعذب العباد بذنوبهم،
وإن لم يكن عليهم ذنب قد يعذبهم أبتلاء رحمة .

وقال تعالى : ( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ) . [النحل/ ١٨] .
يخبر تعالى في هذه الآية عن عجز العباد عن تعداد النعم (فيقول إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها لا تقدروها) ولكن الله غفور رحيم فأنعم علينا كثيرا،
فهي تستحق قيامنا بشكره عليها .

فاللهم لك الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجهك، على نعمك الظاهرة والباطنة علينا، التي لا يحصيها أحداً سواك .
بسم الله الرحمن الرحيم
”.انتقل إلي رحمة لله
المغفور له بأذن الله أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح عن عمر 86 عاما قضاها في طاعة الله و
بقلوب مليئة بالإيمان بالله عز وجل وراضية بقضائه وقدره تتقدم أدارة منتدي محمد بن علي الدعوي بنعي القائد الأمير ، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع الرحمة وأن يلهم شعبه وأهله وذويه الصبر والسلوان وأن يغفر له ويرحمه ويوسع مدخله وينقله من ضيق اللحود الى جنات الخلود إنه ولي ذلك والقادر عليه وإنا لله وإنا إليه راجعون.
قال رسول الله ﷺ( سبق المفردون )

قالوا : وما المفردون يا رسول الله ؟
قال : الذاكرون الله كثيرا والذاكرات

سُبحَان اللّٰه
الحَمدُ اللّٰه
لا إله إلا ﷲ
اللّٰه اكبر
لا حَول ولا قُوة إلا باللّٰه
سبحُان ﷲ وبحَمده
سبحُان ﷲ العظيمِ
أستغفر ﷲ العظيم الذي لاإله إلا هو الحي القيوم واتوب اليه
لا إله إلا أنت سبحُانك إني كنت من الظالمين
اللهم أحينا على رضَاك وأمِتنا على رِضاك
يارب رِضاك والجنه
اللهم أحسن خاتمتنا
اللهم أحُشرنا مع نبيك
اللهم أجِرنا ِمن عذابِ النار
اللهم قِني عذابُك يوم تُبعث عبادك
اللهم إنك عفوُ تُحب العفو فاعفُ عنا
اللهم صلِ وسلم وبارك على نبينا محمد
سُبحانك اللهُم وبِحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
في هذا الحديثِ أنَّه كان مِن دُعاء النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في سُجودِه: "اللهمَّ اغْفِر لي ذَنبِي كلَّه"، أي: اللهم اغْفِر وامحُ عنِّي كلَّ ذُنوبي، "دِقَّه وجِلَّه"، أي: اغْفِر لي صغيرَ الذَّنبِ وكبيرَه، "وأوَّلَه وآخِرَه"، أي: أوَّلَ ذَنبٍ ارتكبتُه وآخِرَه وما بينهما، وفي هذا طلبٌ بغُفْرانِ كلِّ الذُّنوب من أوَّلِها إلى آخرِها, "وعلانيتَه وسِرَّه"، أي: اغْفِر لي كلَّ الذُّنوب التي ارتكبتُها في الظَّاهِر والعَلَن وفي الخفاءِ والسِّرِّ، ممَّا لا يَعلمه إلَّا أنت سُبحانَك.
وكان استغفارُ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم شُكرًا للهِ وطَلبًا لرحمتِه وفَضْله..( الدرر السنية)
الفضل العظيم لصلاتي العشاء والفجر في جماعة، وبيان أن من صلاهما جماعة كتب له أجر قيام ليلة

كثير منا ممن يعلم فضل قيام الليل والأجر الكبير المترتب عليه، حتى قال عنه النبي ﷺ : ( أَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ ) . رواه مسلم (١١٦٣) .
ونظرا لأهمية صلاة قيام الليل فلأن صلاة قيام الليل أفضل الصلاة بعد الفريضة، والصلاة المفروضة تعتبر الركن الأول بعد الشهادتين،
فيمكن رؤية مدى أهميتها من الدين وبكون قيام الليل يلي صلاة الفريضة بالفضل، فيتبين لنا أن لقيام الليل فضل كبير لكونه أفضل الصلاة بعد المفروضة،
ولكن للأسف يمكننا القول أن قليل من الناس ممن يغتنمون قيام الليل ويحظون هذا الفضل العظيم،
وكثير منهم قد لا يغتنمون في ليلهم الصلاة أو أي عبادة أخرى، فيرقدون لغلبة النعاس أو لأنشغالهم بأشياء أخرى، وبالتالي فيتغافلوا عن هذا الأمر ويصيبهم الكسل والغفلة،
ولكن لطالما كان ديننا الحنيف مكتنفا أعمالا تعود علينا بالأجور العظيمة رغم سهولتها مثبتة من أحاديث السنة النبوية، ومنها هذا الحديث الذي يدل على أن من صلى العشاء والفجر في جماعة كتب له أجر قيام ليلة .

عن عُثمانَ بنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مَن صلَّى العِشاءَ في جماعةٍ، فكأنَّما قامَ نِصفَ اللَّيل، ومَن صلَّى الصبحَ في جماعةٍ فكأنَّما صلَّى اللَّيلَ كُلَّه . رواه مسلم (٦٥٦) .

بعض الأعمال لا تأخذ منا الكثير من الوقت وسهلة العمل بالنسبة لنا، لكنها عظيمة الأجر والمثوبة من الله، ومنها هذا العمل،
فقد شرع لنا النبي ﷺ في هذا الحديث هذا العمل العظيم، بإقامة صلاة العشاء مع جماعة المسجد وفيكتب لنا قيام نصف الليلة!،
ثم يزيدنا الله من فضله ومن خيره وبركته فيكتب لنا قيام الليلة كلها إذا صلينا الفجر في جماعة كذلك!،
كل هذا نحصله ونحن نائمون في فراشنا!، فقط لأننا صلينا هذه الصلوات في جماعة، فأي فضل هذا؟ وأي مثوبة يمكن أن نحصل بعد هذا الجزاء؟ .

يا له من أجر عظيم وجزاء كبير نحصله من كرم الله علينا، بتخفيفه علينا، أن شرع لنا النبي ﷺ الرحيم بنا مثل هذه الأجور، حتى نستزيد من الخير ونغتنم الأجر الكبير،
ورغم كل ما سبق عن فضل صلاة هاتين الصلاتين في جماعة وهذا الأجر العظيم، فكذلك لا ننسى بما في صلاة الجماعة من زيادة الأجر، فقد روى البخاري ( ٦٤٥ )، ومسلم ( ٦٥٠ )، عن ابنِ عُمرَ رَضِيَ اللهُ عنه، أن النبي ﷺ قال : صلاةُ الجماعةِ تَفضُلُ على صلاةِ الفذِّ بسَبعٍ وعِشرينَ دَرجةً .
فكل هذا نحصله لمجرد صلاتنا في جماعة! .

فلنحرص على الحضور لصلاة الجماعة في جميع الأوقات، وليكن أشد حرصنا على صلاتي "العشاء والفجر" حتى يشملنا الفضل المترتب على حضورهما كما في الحديث،
ولنحرص على تعليم من نحب عن هذا العمل وفضله ولنبين لهم ما يترتب عليه من الأجر والمثوبة، نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلنا من المداومين على هذا العمل وأن يثيبنا عليه بما وعدنا فإنه لا يخلف الميعاد .
أدعية كان يدعوا بها النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه

١- عن شداد بن أوس – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم : سيد الاستغفار أن يقول : «اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي، فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت» قال : من قالها من النهار موقنًا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة . رواه البخاري .

٢- عن أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم : علمني دعاء أدعو به في صلاتي ؟ قال : قل : «اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا ولا يغفر الذنوب إلا أنت؛ فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم» . رواه البخاري واللفظ له ومسلم .

٣- عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب : «لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم» . رواه البخاري واللفظ له ومسلم .

٤- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يتعوذ من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء» قال سفيان : الحديث ثلاث زدت أنا واحدة لا أدري أيتهن هي . رواه البخاري واللفظ له ومسلم .

٥- عن مصعب قال : كان سعد يأمر بخمس ويذكرهن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يأمر بهن : «اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من أن أُرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا يعني فتنة الدجال، وأعوذ بك من عذاب القبر» . رواه البخاري واللفظ له ومسلم .

٦- عن أنس بن مالك – رضي الله عنه - : كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول : «اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات» . رواه البخاري .

٧- عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : «اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والمأثم والمغرم، ومن فتنة القبر ومن فتنة النار وعذاب النار ومن شر فتنة الغنى، وأعوذ بك من فتنة الفقر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال , اللهم اغسل عني خطاياي بماء الثلج والبرد، ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب» . رواه البخاري واللفظ له ومسلم .

٨- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وضلع الدين وغلبة الرجال» . رواه البخاري .

٩- عن أنس رضي الله عنه قال : كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : «اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار» . رواه البخاري ومسلم .

١٠- عن ابن أبي موسى عن أبيه – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بهذا الدعاء : «رب اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري كله وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي وجهلي وجدي وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير» . رواه البخاري ومسلم .

١١- عن أبي مالك الأشعري عن أبيه قال : كان الرجل إذا أسلم علمه النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة، ثم أمره أن يدعو بهؤلاء الكلمات : «اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني» . رواه مسلم .

١٢- عن فروة بن نوفل الأشجعي قال : سألت عائشة – رضي الله عنها – عما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو به الله قالت كان يقول : «اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت، ومن شر ما لم أعمل» . رواه مسلم .

١٣- عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : اللهم إني أعوذ بعزتك – لا إله إلا أنت – أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون . رواه مسلم .

١٤- عن أبي هريرة – رضي الله عنه – كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر» . رواه مسلم .

١٥- عنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه ، قَالَ: " قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( قُلِ : اللهُمَّ اهْدِنِي وَسَدِّدْنِي) " . رواه مسلم .

١٦- عن زيد بن أرقم قال : لا أقول لكم إلا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، قال كان يقول : «اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وعذاب القبر، اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها» . رواه مسلم .
قبل النوم ..امسحوا ذنوبكم بهذه الكلمات.!

• قال رسول الله ﷺ :
من قال حين يأوي إلى فراشه:
لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير،
ﻻ حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،
سبحان الله والحمدلله،
وﻻ إله إلا الله والله أكبر،
غفرت له ذنوبه أو خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر .
الألباني صحيح الترغيب والترهيب٦٠٧

الذكر باختصار:
لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير،
ﻻ حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،
سبحان الله والحمدلله، وﻻ إله إلا الله والله أكبر.
حكم حضور أعياد المشركين، من النصارى أو غيرهم، أو تهنئتهم فيها لابن القيم رحمه الله

❍ قال ابن القيم رحمه الله : ولا يجوز للمسلمين حضور أعياد المشركين باتفاق أهل العلم الذين هم أهله . وقد صرح به الفقهاء من أتباع المذاهب الأربعة في كتبهم . . . وروى البيهقي بإسناد صحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : (لا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخطة تنزل عليهم) . وقال عمر أيضاً : (اجتنبوا أعداء الله في أعيادهم) . وروى البيهقي بإسناد جيد عن عبد الله بن عمرو أنه قال : (من مَرَّ ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة) . انتهى من  أحكام أهل الذمة (١ /٧٢٣-٧٢٤) .

❍ وقال ابن القيم أيضا – رحمه الله - عن حكم تهنئة الكفار بعيدهم :
وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به : فحرام بالاتفاق ، مثل أن يهنئهم بأعيادهم ، وصومهم ، فيقول : " عيد مبارك عليك " ، أو " تهنأ بهذا العيد " ، ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر : فهو من المحرمات .
" أحكام أهل الذمة " ( ٣ / ٢١١ ) .
تدبر_آية .

قال الله تعالى : ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ) . [نوح/١٠ - ١٢] .

يخبر تعالى في هذه الآية عن دعوة نوح لقومه أن يستغفروا،
وأن بأستغفارهم يغفر لهم وتنزل عليهم المغفرة، ويرسل عليهم السحاب لتغطي السماء، ويكثر المال في رزقهم، ويرزقهم بالذكور من الأولاد، ويجعل أراضهم بها الخصوبة طيبة فتعيش بها الأشجار وكذلك تثمر، بعد أن نزل الأمطار الغزيرة عليها ويجعل من قربها أنهارا .

ففي هذه الآية أن الأستغفار له أثار كثيرة وثماره عجيبة، ومنها نزول الغيث الغزير، وحصولاً للرزق والتخلص من الفقر، وسبباً الرزق بالذرية ولإنجاب الأولاد، وسبباً للحصول على الجنات (البساتين) المثمرة التي تجري فيها أو في قربها الأنهار .

ففي الآية أن الأستغفار كالتوبة من الذنوب وسبباً لكثر الرزق والحصول على المال والأولاد، ونزول البركة من السماء ومن ماء الأمطار، فتنبت منها بركات الأرض من الزروع والبساتين المثمرة .

أستغفر الله العظيم
أستغفر الله العظيم .
أستغفر الله العظيم .
أستغفر الله العظيم .
أستغفر الله العظيم .
• الذكر والأستغفار من الأسباب للقوة البدنية! •

❍ قال ابن القيم رحمه الله : وهو يعدد فوائد الذكر – ومنه: الاستغفار – "الفائدة الحادية والستون:
أن الذكر يعطي الذاكر قوة حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لا يطيق فعله بدونه ، وقد شاهدت من قوة شيخ الإسلام ابن تيمية في مشيته وكلامه وإقدامه وكتابته أمراً عجيباً ، فكان يكتب في اليوم من التصنيف ما يكتبه الناسخ في جمعة - يعني في أسبوع – أو أكثر ، وقد شاهد العسكر من قوته في الحرب أمرا عظيما ، وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة وعليا رضي الله عنهما أن يسبحا كل ليلة إذا أخذوا مضاجعهما ثلاثا وثلاثين ، ويحمدا ثلاثا وثلاثين ، ويكبرا أربعا وثلاثين ، لما سألته الخادم ، وشكت إليه ما تقاسيه من الطحن والسعي والخدمة ، فعلمها ذلك ، وقال : (إنه خير لكما من خادم) فقيل : إن من داوم على ذلك وجد قوة في بدنه مغنية عن خادم" . انتهى من "الوابل الصيب" (ص ٧٧) .
فضل الخلق الحسن

عن عبد الله بن عمرو عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( إِنَّ خِيَارَكُمْ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا ) . رواه البخاري (٦٠٣٥) ، ومسلم (٢٣٢١) .

وروى الترمذي (٢٠١٨) وحسنه عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا ) . وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .

في هذه الحديثين الحث للمسلم على التخلق بالأخلاق الاسلامية وبحسن الخلق،
ففيه بيان ما يحصل من الفضل للمسلم ذو الخلق الحسن، وبأنه من خيار الناس وأحبهم للنبي ﷺ وأكثرهم قرباً منه يوم القيامة،
فالأتصاف بأوصاف الخلق الحسن من ميزات المؤمن، وهو سنة من سنن النبي ﷺ، وفيه عظيم الأجر .
2024/12/25 07:11:25
Back to Top
HTML Embed Code: