Telegram Web Link
• نصيحتي لكم بعد رمضان •

أعلموا رحمكم الله أنه لا ينبغي التكاسل عن أداء الطاعات التي كان يحرص عليها المسلم في شهر رمضان، بل الأستمرار بها، وهذا كالصلوات مع جماعة المسلمين في المسجد، وتلاوة القرآن، والذكر، وقيام الليل، وما شابه ذلك من العبادات التي كان المسلم يحرص عليها في شهر رمضان .

نحن لا نقول لك كن كما كنت في رمضان، أو أجعل شهر رمضان وغيره من الشهور سواء، لأن رمضان شهر فضيل ليس كمثله شيء من الشهور، جعل الله صيامه فرضاً ورغب بقيام لياليه، ومن عادة المسلمين منذ عهد النبي ﷺ والصحابة رضوان الله عليهم إلى عصرنا هذا أن يولوا شهر رمضان مزيد من العناية والإهتمام بأداء العبادات فيه، ومن أبرزها قراءة القرآن، والحرص على الصلوات جماعة في المساجد .
ولهذا فمهما بلغت كثرة عبادتنا في غير شهر رمضان، فينبغي أن تكون في رمضان أكثر من غيره، ولأن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم زيادة العمل الصالح في شهر رمضان .

❍ قال ابن القيم رحمه الله :
"وكان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وأجود ما يكون في رمضان ، يُكثر فيه مِن الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن والصلاة والذكر والاعتكاف" . انتهى من " زاد المعاد "(٢ / ٣٢) .

فعندها يحل رمضان نوليه بمزيد من الأهتمام والعناية من قراءة قرآن، والصلاة في المساجد، أخصها صلاة الفجر والعشاء، وقيام الليل(التروايح)، وما أشبه ذلك من العبادات المشروعة،
فشهر رمضان شهر مبارك يجب توليته كل هذا وأكثر، فهو شهر نزول القرآن، وشهر مضاعفة الأجور، وشهر الرحمة والمغفرة، وله فضائل كثيرة ليس هنا محل ذكرها، وهو أفضل الشهور على الإطلاق .

والأن محل حديثنا وما نرغب بأخباركم به والتنبيه عليه، أن الله واحد وهو رب كل الشهور الأثنى عشر وليس شهر رمضان فقط، وبأنكم تعبدون الله ولستم تعبدون رمضان!،
فمن المؤسف أن نرى حال كثير من المسلمين، وما آل إليه من حالهم فما أن ينتهي رمضان حتى نرى أنقطاعهم عن المسجد ولا يكاد يكون لهم وجود فيه، وليس لهم أهتمام بقراءة القرآن، ولا يكادون يفتحون المصحف، حتى وهم في بيوتهم!، كأنه لم يعد هناك أهتمام بقيام الليل، أو كأنه ليس هناك قيام سوى في رمضان! .
فمن كانت هذه حالته، فهو حقاً مؤسف .

فيارعاكم الله ينبغي المحافظة على صلواتكم في المسجد، ولا تكونوا ممن يغطي الغبار مصحفهم بعد أنقضاء رمضان، وينبغي قراءة ولو صفحة في اليوم،
والمداومة على صلاة قيام الليل ولو أربع ركعات في الليلة فهو أفضل من لا شيء، قال النبي ﷺ أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قلّ . متفق عليه .

وأعلموا وفقكم الله لما يحبه ويرضاه أن الأخرة درجات ومنازل كما هو حال الدنيا في عماراتها، فعمارات الدنيا كل منها حسب جماله وحجمه يكون سعره، ويحصل عليها من يملك سعرها، فكذلك الدار الآخرة،
فالجنة منازل ومقامات ودرجات متفاوتة ومختلفة، ولتصبح من أهل الدرجات العلى وتحصل على منزلة أفضل، فأنت تحتاج للجد والاجتهاد بكثرة العمل بأداء العبادات من صلاة النوافل وقراءة القرآن وصيام التطوع والصدقات والذكر والإستغفار، وما إلى ذلك من خير الأعمال عند الله تعالى لتبلغ هذه الدرجات، وتكون ممن أستحقها، وفقنا الله وإياكم لكل خير يحبه ويرضاه، وجعلنا الله وإياكم من أهل الدرجات العلى في الجنات العدن .

#الادارة ..محمد علي ✍️
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال : مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ، وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُوَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ، وَمَن بَطَّأَ به عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ به نَسَبُهُ. غيرَ أنَّ حَدِيثَ أَبِي أُسَامَةَ ليسَ فيه ذِكْرُ التَّيْسِيرِ علَى المُعْسِرِ . رواه مسلم (٢٦٩٩) .
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
"وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ ۚ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ ۚ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَىٰ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ ۚ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ
" ترتيل الشيخ
#عبدالباسط_عبدالصمد رحمه الله
• فضل صبر المسلم على الأذى الذي قد يصيبه أو يطرأ عليه في حياته •

عدة أحاديث في فضل الصبر على ما يطرأ على المسلمين من أذى في حياتهم، ترغيب لهم من عدم القنوط بما يصيبهم من أقدار الله، والرضى بما يحصل وأنه من رحمة الله أن جعل الأذى الذي يصيب الإنسان في الدنيا رحمة له لتكفير خطاياه .

قال صلى الله عليه وسلم : ( مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ ) . رواه البخاري (٥٦٤٢)، ومسلم (٢٥٧٣) .

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ) . رواه الترمذي (٢٣٩٩) .

وﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ صلى الله عليه وسلم : ‏ﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﺴﻠﻢٍ ﻳُﺼﻴﺒُﻪُ ﺃﺫًﻯ - ﻣﺮﺽٌ ﻓﻤﺎ ﺳﻮﺍﻩ ، ﺷﻮﻛﺔٌ ﻓﻤﺎ ﻓﻮﻗﻬﺎ - ﺇﻻ ﺣﻂَّ ﺍﻟﻠﻪُ ﺳﻴﺌﺎﺗﻪ، ﻛﻤﺎ ﺗﺤُﻂُّ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓُ ﻭَﺭَﻗَﻬَﺎ . ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ (٥٦٤٨)، ﻭﻣﺴﻠﻢ (٦٧٢٤) .

ﻭﻗﺎﻝ صلى الله عليه وسلم : ﺻُﺪﺍﻉُ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦِ ، ﺃﻭ ﺷﻮﻛﺔٌ ﻳُﺸﺎﻛُﻬﺎ ، ﺃﻭ ﺷﻲﺀٌ ﻳﺆﺫﻳﻪ ؛ ﻳﺮﻓَﻌُﻪُ ﺍﻟﻠﻪُ ﺑﻬﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔِ ﺩﺭﺟﺔً ﻭﻳُﻜﻔِّﺮُ ﺑﻬﺎ ﻋﻨﻪ ﺫُﻧﻮﺑَﻪ ‏. ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ (٩٢٢٠) .

كثيراً ما يصاب الإنسان بأعراض، كالهم والغم والنصب والحزن والأمراض والأوجاع، التي هي من عكس جنس مراد جسم الإنسان، مما يأثر فيه ويدخل عليه الوهن والتعب والشقاء، وبالتالي قد يتألم الإنسان من هذه العوارض التي تطرأ عليه، ولذا كان من رحمة الله تعالى أنه جعل ما قد يحصل للإنسان من أذى أو تعب للجسد، كفارة له عن خطاياه، وهذا يدل على عظم رحمة الله بعباده، وأنه جعل حتى أوجاعهم كفارة لخطاياهم .

❍ قاﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺠﻮﺯﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﻣﻠﻜﺎً ﻗﺎﻝ ﻟﺮﺟﻞ ﻓﻘﻴﺮ : " ﻛُﻠﻤﺎ ﺿﺮﺑﺘﻚ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻮﺩ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﺿﺮﺑﺔ ﺃﻋﻄﻴﺘﻚ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ " ﻷﺣﺐ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻀﺮﺏ ، ﻻ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳُﺆﻟِﻢ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎ ﻳﺮﺟﻮ ﻣﻦ ﻋﺎﻗﺒﺔ ، ﻭﺇﻥ ﺃﻧﻜﺎﻩ ﺍﻟﻀّﺮﺏ ، ﻓﻜﺬﻟﻚ ﺍﻟﺴّﻠﻒ ﺗﻠَﻤَّﺤﻮﺍ ﺍﻟﺜّﻮﺍﺏ ، ﻓﻬﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺒﻼﺀ ‏» .
‏ﻣﺨﺘﺼﺮ ﻣﻨﻬﺎﺝ ﺍﻟﻘﺎﺻﺪﻳﻦ  ( ﺹ٢٧٤ ) .

❍ وﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
ﻳُﺤﻜﻰ ﻋﻦ ﺍﻣﺮﺃﺓٍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪﺍﺕ ﺃﻧﻬﺎ ﻋﺜَﺮَﺕْ، ﻓﺎﻧﻘﻄَﻌﺖْ ﺇﺻﺒﻌُﻬﺎ، ﻓﻀﺤِﻜَﺖ . ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺑﻌﺾُ ﻣﻦ ﻣﻌﻬﺎ : ﺃﺗﻀﺤﻜﻴﻦ ﻭﻗﺪ ﺍﻧﻘﻄﻌﺖ ﺇﺻﺒﻌُﻚ ؟ ! ﻓﻘﺎﻟﺖ : " ﺣﻼﻭﺓُ ﺃﺟﺮِﻫﺎ ﺃﻧﺴﺘْﻨﻲ ﻣﺮﺍﺭﺓَ ﺫِﻛﺮِﻫﺎ " ! . ﻣﺪﺍﺭﺝ ﺍﻟﺴﺎﻟﻜﻴﻦ ( ٢/١٦٧ )
قَنَاةُ مُحَمّدُ بْنُ عَلِيّ الْدَّعَوِيَّة pinned «• فضل صبر المسلم على الأذى الذي قد يصيبه أو يطرأ عليه في حياته • عدة أحاديث في فضل الصبر على ما يطرأ على المسلمين من أذى في حياتهم، ترغيب لهم من عدم القنوط بما يصيبهم من أقدار الله، والرضى بما يحصل وأنه من رحمة الله أن جعل الأذى الذي يصيب الإنسان في الدنيا…»
فائدة

كان من طباع الإنسان كراهية الأذى والضرر الذي يمكن أن يطرأ عليه أو يصيبه من عوارض الحياة التي يعيشها، من أسقام وأمراض وهموم ونكد، وأنواع الأذى من الجروح والحروق والكسور وما شابه ذلك،
فلما كانت كل هذه الأمور من أجزاء الحياة التي تدور حول الإنسان، وكان من طباع الناس كراهية حصولها ووقوعها عليهم، وتجنبهم لها، والتي لابد لكل إنسان أن يبتلى بها، فلا أحد قد يخلص من الآلم البتة أو المحن والأذى،
فمن هذا المنطلق كان كأن على الله أن يجعل من هذه الأمور كفارة لهم على خطاياهم، لأن هذه الأمور غير محببة ومرادة للنفس ووقوعها، مع تجنب الإنسان لهذه الأمور وعدم إرادته لها،
ومدار ذلك أن الإنسان لو علم بوقوع هكذا أمور عليه، لما عمل ما هي موجبات وقوع هذه الأمور، ولذلك كونها أموراً قدرية تصيب الناس من غير رغبتها، فكان هذا مما يجعل النفوس تنفر وتعارض هذه الأقدار ويعظم أجر الصابرين،
ولما كان كل أمر الله في عباده خيراً ورحمة، كانت هذه الأمور القدرية رحمة للإنسان تكفر عنه من خطاياه وتحطها عنه كما تحط الشجرة ورقها، ورضى الإنسان وسكون نفسه لهذه الأقدار الإلهية، يكون مدار جزاء الإنسان عليها، بحسب حال كل من هذه المصابات،
وذلك أن الصابرين الذين يصبرون على ما أصابهم ولا يقنطون ويعلمون بأن عدم القنوط من أقدار الله تعالى والرضى بأقدار الله من زيادة الإيمان، فيصبرون ولا يقنطون فيكون ما يحصل لهم من كرامات وغفران الذنوب عنهم، مما يختلف عن غيرهم ممن قد يقنط ويعترض على ما يصيبه، ومرادنا من هذا أن تكفير الذنوب على ما سبق من قولنا عن الأحاديث يكون على قدر ما أصاب الإنسان من ضرر، وعلى قدر صبره والرضى بأقدار الله تعالى، فليس من يصيبه أذى الشوكة كمن يصيبه أذى أكبر، وكذلك ليس الصبور والقنوط شيء واحد، نسأل الله أن يغفر لنا، ويرحمنا أنه هو الغفور الرحيم
• من أفضل الأذكار التي تقال صباح ومساء، سيد الاستغفار •

إن منتهى أحلام المؤمن أن يدخل الجنة، ولكن قد تَحُول الذنوب بين العبد وبين مراده هذا، فالذنوب كثيرة وقد لا تتوقَّف لشدة تسلط الشيطان ووسوسته على الإنسان ولأتباع النفس لشهواتها، والملائكة تُحْصِي كل شيء وتدونه وبدقَّة، وبهذا فإن حُلم دخول الجنة يتعرَّض للخطر! .
وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم رحيم فينا ويحبُّ لنا الخير والنجاح، وقد عَلَّمَنا قولاً نقوله كلَّ صباح ومساء يجعلنا بإذن الله تعالى من أهل الجنة إن لازمنا قوله يومياً، وهو سيد الاستغفار .

فقد روى البخاري عن شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «سَيِّدُ الاِسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ، -قَالَ-: وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ» .

وقد سُمِّي هذا الدعاء بسيد الاستغفار لأنه لا يذكر الاستغفار مباشرة، إنما يُقَدِّم له بتوحيد ربِّ العالمين، وباعتراف العبد بذنوبه، وكذلك اعترافه بنعمة الله عليه،
مما يجعله مقر بوحدانية الله تعالى، ومقر بالخضوع له بأنواع العبادات على قدر استطاعته فالله لا يكلف نفساً إلا وسعها، وهو في حالة ابتهال وخشوع يُحَقِّق له مغفرة الله عز وجل، لهذا اشترط رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدعاء أن يقول المسلم هذه الكلمات وهو موقن بها، حتى تتحقَّق المغفرة، ومن ثَمَّ يُصبح القائل من أهل الجنة، لأن مَنْ غُفِرَ له دخل الجنة بإذنه تعالى، والسُّنَّة أن يُقال الدعاء مرَّة واحدة صباحًا، وأخرى مساءً .
قَنَاةُ مُحَمّدُ بْنُ عَلِيّ الْدَّعَوِيَّة pinned «• من أفضل الأذكار التي تقال صباح ومساء، سيد الاستغفار • إن منتهى أحلام المؤمن أن يدخل الجنة، ولكن قد تَحُول الذنوب بين العبد وبين مراده هذا، فالذنوب كثيرة وقد لا تتوقَّف لشدة تسلط الشيطان ووسوسته على الإنسان ولأتباع النفس لشهواتها، والملائكة تُحْصِي كل شيء…»
#سنن_منسية • سُنَّة المحافظة على الصف الأول أثناء الصلاة في الجماعة •

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحب لأمته كل خير ويبين لهم السبل الموصلة إليه ومع حرصه على بيان طرق الخير لنا فإنه لم يكن يحب لنا الخير فقط،
إنما كان يحب لنا التسابق فيه، ويتمنَّى لنا الترقِّي في درجات الجنة حتى نبلغ منتهاها، ومن هنا نجد بعض السنن في حياته تدفعنا دومًا إلى التنافس على الأفضل والأعلى، ومن هذه السنن سُنَّة المحافظة على الصفِّ الأول في صلاة الجماعة .
فهو لا يكتفي هنا بتشجيع المسلمين على الذهاب إلى المسجد وحضور صلاة الجماعة، وإنما يُحَفِّزهم على أن يكونوا من الصفوة الأولى التي تصل إلى المسجد مبكرًا، فتُحَقِّق النجاح في الصلاة في أول الصفوف .

فقد روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلاَّ أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاَسْتَهَمُوا، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لاَسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي العَتَمَةِ وَالصُّبْحِ، لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا .

والنداء هو الآذان، والتهجير إلى الصلاة يعني التبكير إليها، ولن يستطيع المسلم أن يجد مكانًا في الصف الأول إلا إذا ذهب مبكرًا عند الآذان أو قبله، خاصة في المساجد الكبيرة التي يؤمُّها عدد كبير من الناس، ولهذا يكون للمسلم بعض الوقت للذكر أو قراءة القرآن، مما يعطيه فضيلة عمل الخير والسباق للخير والصدق في المقصود .

وقد أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يُبَيِّن لنا عظمة الصفِّ الأول فقال -فيما رواه ابن ماجه، وقال الألباني: صحيح، عن الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه: إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الأَوَّلِ .
فيحصل الجزاء من الله تعالى كيف شاء، ومن المجازاة صلاة الله تعالى عليهم وملائكته، وصلاة الله على المؤمنين رحمة بهم .
ووَسَّع رسول الله صلى الله عليه وسلم الرحمة في رواية أخرى عند أبي داود -وقال الألباني: صحيح- فقال: إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصُّفُوفِ الأُوَلِ .
فجعل صلاة الله على عدَّة صفوف وليس صفًّا واحدًا .

وصلاة الله تعالى على المؤمنين والله أعلم أنه يثني عليهم أمام ملائكته ويذكرهم فيمن عنده .
وأما صلاة الملائكة على المؤمنين فهو الدعاء والإستغفار لهم كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مجلسه، تقول: اللهمّ اغفر له، اللهم ارحمه. ما لم يحدث . رواه مسلم (٦٤٩) .

ولم يكتفِ رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك إنما حذَّر مَنْ يتعمد التأخير عن الصفِّ الأول فقال -فيما رواه مسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه-: تَقَدَّمُوا فَأْتَمُّوا بِي، وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ، لاَ يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللهُ .

فلْنحرص على هذه السُّنَّة العظيمة، فإنها من الطرق لصلاة الله والملائكة علينا، ولنحرص على تطبيقها وحث الناس عليها، حتى ننال ما يترتب عليها من الفضل العظيم، و لننال أجر إحياء سنة من سنن النبي ﷺ، وحتى نعطي تشجيع أكبر للمصلين صلاة الجماعة في المسجد، ولا ننسى أن الدال على الخير كفاعله ..
قَنَاةُ مُحَمّدُ بْنُ عَلِيّ الْدَّعَوِيَّة pinned «#سنن_منسية • سُنَّة المحافظة على الصف الأول أثناء الصلاة في الجماعة • كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحب لأمته كل خير ويبين لهم السبل الموصلة إليه ومع حرصه على بيان طرق الخير لنا فإنه لم يكن يحب لنا الخير فقط، إنما كان يحب لنا التسابق فيه، ويتمنَّى لنا الترقِّي…»
▫️قال الإمام ابن تيمية - رحمه الله:
من أحَبَّ أن يلحق بدرجةِ الأبرارِ ويتشبه بالأخيار فلينوِ في كل يوم تطلع فيه الشمس نفع الخلق فيما يسر الله من مصالحهم على يديه، وليطع الله في أخذ ما حل وترك ما حرم، وليتورع عن الشبهات ما استطاع؛ فإن طلب الحلال والنفقة على العيال باب عظيم لا يعدله شيء من أعمال البر.
📜 [ الإيمان الأوسط (106) ].
• من أعظم الأذكار وأثقلها في الميزان، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم •

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ . رواه البخاري (٦٦٨٢) ومسلم (٢٦٩٤) .

هذا الذكر من أفضل الأذكار التي يمكننا قولها وترديدها في أي وقت وأي مكان،
وكون هذه الكلمتين حبيبتين إلى الرحمن لكفاها فضلاً، فالمحبوب أعظم ما يكون شرفاً وقدراً عند حبيبه، وعند قولنا لهذا الذكر ننال فضل وشرف ما هو ذا قدر ومحبوب عند الله تعالى وكفى بهذا الشرف فضلاً، فما مطلوب العبد أعظم من هذا بكلمات قليلة ويسيرة! .

وصدق من قال إنهما ثقيلتان في الميزان، فكيف لا يكونان كذلك وهما حبيبتان على الرحمن ! .

سبحان الله وبحمده .
سبحان الله العظيم .
2024/09/30 14:39:10
Back to Top
HTML Embed Code: