Telegram Web Link
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
إنّ الزمانَ قد استدار كهيئتِه يومَ بدأنا الدعوة!!فواأسفاه وواحزناه !!

استقيموا يرحمُكم الله..

(سبب تأليف كتاب فضل العلم لشيخنا الرسلان
..)
#توحيد_الربوبية
#وتوحيد_الألوهية

‏قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله :
«فإذا قيل لك ما الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية؟
فقل : توحيد الربوبية فعل الرب مثل الخلق والرزق والإحياء والإماتة وإنزال المطر وإنبات النبات وتدبير الأمور .

وتوحيد الألوهية فعلك أيها العبد مثل: الدعاء والرجاء والخوف والتوكل والإنابة والرغبة والرهبة والنذر والاستغاثة وغير ذلك من أنواع العبادة».

📓مجموعة مؤلفات الشيخ (1/371)
#ضوابط_وقواعد_يحتاجها_المسلم_في_زمن_الفتن:

1_ ﻻ تتبع العاطفة وقيِّدها بالشرع
2_ التثبت في النقل وعدم التعجل
3_ إيَّاك والجهل واحرص على العلم والتعلم
4_ عند اﻻختلاف، إياك والصغار والزم الكبار
5_ إياك واﻷمور الحادثة والزم السنة
6_ إياك أن تقترب من الفتنة وابتعد عنها
7_ منع الفتنة أسهل من رفعها
8_ احذر الهوى عندما تأخذ بالفتوى وخذ بما أضاءه الدليل
9_ إن كنت عامياً ﻻ تأخذ الفتوى بالتشهي وقلِّد اﻷعلم
10 _ إيَّاك والتقلب واثبت على الدين بنور القرآن والسنة
11 _ ﻻ تنازع النصوص بما تريد واجعل ما تريد على وفق النصوص
12 _ احذر الفرقة والزم الجماعة
13 _ إياك والظلم والشر والعذاب والزم العدل وأهله والخير وأهله
14 _ ﻻ تتطلب الفتن واستعذ بالله من شرها
15 _ ﻻ تغتر بزخرفة الفتن وانظر إلى حقيقتها ببصيرة المؤمن
16 _ احذر الغلو والزم اﻻعتدال
17 _ احذر العقوق وأدي الحقوق
18 _ احذر قصر النظر واعرف الحق بأصله وأثره

📚 [من شَرح كتاب الفِتن وأشراط السَاعة من صَحيح اﻹمام مسلم، الشريط (24) للشيخ سليمان الرحيلي حفظه الله]
مَنِ اسْتَهْزَأَ بِشَيْءٍ مِنْ دِينِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم، أَوْ ثَوَابَ اللهِ، أَوْ عِقَابِهِ، كَفَرَ، وَالدَلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ( قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ* لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ )

◀️ من استهزأ بالله أو برَسُوله أو بكتابه أو بسُنَّة رَسُولهِ أو بحكمٍ من أحكام الإسلام وتنقصها فهو كافر، مرتدَّ عن دين الإسلام ولو كان في الأول مسلمًا، يرتدَّ بذلك هذا من نواقض الإسلام، والدليل على ذلك: أن قومًا كانوا مع الرَسُول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم- في بعض الغزوات، فلمَّا جلسوا قالوا فيما بينهم: "مَا لِقُرَّائِنَا هَؤُلَاءِ أَرْغَبُنَا بُطُونًا، وَأَكْذَبُنَا أَلْسِنَةً، وَأَجْبَنُنَا عِنْدَ اللِّقَاءِ"، يعنون رَسُول اللهَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم- وأصحابه، فأنزل اللهُ فيهم: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ* لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)؛ لأنهم جاءوا إلى الرَسُول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم-، لمَّا ذهب واحد من شباب المسلمين وبلغَّ مقالتهم، حضر مجلسهم وأنكر عليهم، شاب صغير؛ ثم ذهب إلى الرَسُول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم- وبلغَّهُ بما قالوه، جاءوا يعتذرون إلى الرَسُول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم- والرَسُول راكبٌ على راحلته، يتعلقون بركبِ الرَسُول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم- ويقولون: "يا رَسُول اللهَ إنَّمَا ذَلِكَ وَكُنَّا نَخُوضُ وَنلعَبْ " لأنهم علموا أن اللهَ فضحهم، وأنزل فيهم قرآنًا ويقولون: "إِنَّمَا َكُنَّا نَخُوضُ وَنلَعَبْ"، ما يزيد الرَسُول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم- على أن يقول: (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ* لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)، فالذي يتكلم في الشريعة أو في العلماء أو في أتباع الرَسُول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم- ويصفهم بالنقص ويصفهم التغفيل ويصفهم بالجهل، هذا مرتدَّ عن دين الإسلام. الواجب أن نُمسك ألسنتا عن هذه الأمور، ولا نتساهل في الكلام أو نمزح، هؤلاء يقولون: "إِنَّمَا َكُنَّا نَخُوضُ وَنلَعَبْ" يمزحون، ومع هذا كفرهم اللهُ فقال: (لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)، وهم يمزحون يقولون: "إِنَّمَا َكُنَّا نَخُوضُ وَنلَعَبْ" نحن ما بجادين ولا قاصدين هذا الشيء، ما ينفعهم هذا! (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ* لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)، هذا كلام ربَّ العالمين، يقول: (لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)، نسأل الله العافية، لكن باب التوبة مفتوح، من وقع في شيء من ذلك فليبادر بالتوبة الصحيحة، ومن تاب تاب اللهُ عليه.

📚 [المصدر موقع الشيخ صالح الفوزان حفظه الله وجزاه الله خيرا شرح نواقض الإسلام]
اعرف الرياء بالتفصيل لكي لا تقع فيه

❐ قال العلامة السعدي رحمه الله:

واعلم أن الرّياء فيه تفصيل:

فإن كان الحامل للعبد على العمل قصد مراءاة الناس ، و استمر على هذا القصد الفاسد ، فعمله حابط و هو شرك أصغر ، و يخشى أن يتذرع به إلى الشّرك الأكبر.

و إن كان الحامل للعبد على العمل إرادة وجه الله مع إرادة مراءاة الناس ، و لم يقلع عن الرياء بعمله ، فظاهر النصوص أيضا بطلان هذا العمل.

و إن كان الحامل للعبد على العمل وجه الله وحده ، و لكن عرض له الرياء في أثناء عمله ، فإن دفعه و خلص إخلاصه لله لم يضره ، و إن ساكنه و اطمأن إليه نقص العمل ، و حصل لصاحبه من ضعف الإيمان و الإخلاص بحسب ما قام في قلبه من الرّياء ، و تقاوم العمل لله و ما خالطه من شائبة الرياء.

و الرّياء آفة عظيمة ، و يحتاج إلى علاج شديد ، و تمرين النّفس على الإخلاص ، و مجاهدتها في مدافعة خواطر الرّياء و الأغراض الضّارّة ، و الإستعانة بالله على دفعها لعلّ الله يخلص إيمان العبد و يحقّق توحيده، و أمّا العمل لأجل الدنيا و تحصيل أغراضها :

• فإن كانت إرادة العبد كلها لهذا القصد ، و لم يكن له إرادة لوجه الله و الدار الآخرة ، فهذا ليس له في الآخرة من نصيب ، و هذا العمل على هذا الوصف لا يصدر من مؤمن ، فإنّ المؤمن و لو كان ضعيف الإيمان ، لا بُدّ أن يريد الله و الدّار الآخرة.

• و أما من عمل العمل لوجه الله و لأجل الدّنيا ، و القصدان متساويان أو متقاربان فهذا و إن كان مؤمنا فإنه ناقص الإيمان و التوحيد و الإخلاص ، و عمله ناقص لفقده كمال الإخلاص.

• و أما من عمل لله وحده و أخلص في عمله إخلاصا تاما و لكنه يأخذ على عمله جعلا و معلوما يستعين به على العمل و الدين ، كالجعالات التي تُجعل على أعمال الخبر، و كالمجاهد الذي يترتب على جهاده غنيمة أو رزق ، و كالأوقاف التي تُجعل على المساجد و المدارس و الوظائف الدّينية لمن يقوم بها ، فهذا لا يضر أخذه في إيمان العبد و توحيده لكونه لم يرد بعمله الدنيا ، و إنما أراد الدين و قصد أن يكون ما حصل له معينًا له على قيام الدين، و لهذا جعل الله في الأموال الشرعيّة كالزّكوات و أموال الفيء و غيرها جزءًا كبيرًا لمن يقوم بالوظائف الدّينية و الدّنيوية النّافعة ، كما قد عرف تفاصيل ذلك.

| القول السديد شرح كتاب التّوحيد للإمام السّعدي رحمه الله تعالى | .

❐ قال العلامه محمد ابن عثيمين رحمه الله:

اتصال الرياء بالعبادة على ثلاثة أوجه :

◄ الوجه الأول : أن يكون الباعث على العبادة مراءاة الناس مِن الأصل ؛ كمن قام يصلِّي مراءاة الناس ، مِن أجل أن يمدحه الناس على صلاته ، فهذا مبطل للعبادة.

◄ الوجه الثاني : أن يكون مشاركاً للعبادة في أثنائها ، بمعنى : أن يكون الحامل له في أول أمره الإخلاص لله ، ثم طرأ الرياء في أثناء العبادة ، فهذه العبادة لا تخلو من حالين :

- الحال الأولى : أن لا يرتبط أول العبادة بآخرها ، فأولُّها صحيح بكل حال ، وآخرها باطل .

مثال ذلك : رجل عنده مائة ريال يريد أن يتصدق بها ، فتصدق بخمسين منها صدقةً خالصةً ، ثم طرأ عليه الرياء في الخمسين الباقية فالأُولى صدقة صحيحة مقبولة ، والخمسون الباقية صدقة باطلة لاختلاط الرياء فيها بالإخلاص .

- الحال الثانية : أن يرتبط أول العبادة بآخرها : فلا يخلو الإنسان حينئذٍ مِن أمرين :

- الأمر الأول : أن يُدافع الرياء ولا يسكن إليه ، بل يعرض عنه ويكرهه : فإنه لا يؤثر شيئاً لقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تجاوز عن أمتي ما حدَّثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم»

- الأمر الثاني : أن يطمئنَّ إلى هذا الرياء ولا يدافعه : فحينئذٍ تبطل جميع العبادة ؛ لأن أولها مرتبط بآخرها.

مثال ذلك : أن يبتدئ الصلاة مخلصاً بها لله تعالى ، ثم يطرأ عليها الرياء في الركعة الثانية ، فتبطل الصلاة كلها لارتباط أولها بآخرها.

◄ الوجه الثالث : أن يطرأ الرياء بعد انتهاء العبادة : فإنه لا يؤثر عليها ولا يبطلها ؛ لأنها تمَّت صحيحة فلا تفسد بحدوث الرياء بعد ذلك، وليس مِن الرياء أن يفرح الإنسان بعلم الناس بعبادته ؛ لأن هذا إنما طرأ بعد الفراغ من العبادة.

• وليس مِن الرياء أن يُسرَّ الإنسان بفعل الطاعة ؛ لأن ذلك دليل إيمانه قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَن سرَّته حسنته وساءته سيئته فذلك المؤمن»، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: «تلك عاجل بشرى المؤمن».

| مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين  (٢/٢٩-٣٠) | .
🔴 تحقيق التوحيد.

◾️ قال العلامة الفوزان رحمه الله:

▫️ من حقق التوحيد دخل الجنة بلا حساب ولا عذاب.

• تحقيق التوحيد هو : تصفيته من الشرك و البدع و المحدثات و المعاصي وهذا كمال التوحيد.

• هناك توحید و هناك تحقيق التوحيد ؛ فالمؤمنون كلهم موحدون و لله الحمد
لكن لم يحقق التوحيد منهم إلا القليل، الذين بلغوا مرتبة السابقين المقربين
هم الذين حققوا التوحيد وهم الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب.

• وأما بقية الموحدين فيدخلون الجنة ، ولكن قد يكون هناك حساب، وهناك عذاب ثم يدخلون الجنة.

🎙 الدرس الخامس عشر من شرح كتاب العبودية للشيخ العلامة الفوزان حفظه الله.
[مقال]

«الكسوف والخسوف»



الكسوف لغة : التغير إلى سواد.

والخسوف : مأخوذ من خسف الشيء ، بمعنى : ذهب في الأرض .
انظر اللسان (9/67) (9/298) .

وقيل : الخسوف مختص بالقمر، والكسوف مختص بالشمس، وهو الأجود.

قال النووي في المجموع (5/50) : (والأصح) المشهور في كتب اللغة أنهما مستعملان فيهما والأشهر في السنة الفقهاء تخصيص الكسوف بالشمس والخسوف بالقمر وادعى الجوهري في الصحاح انه أفصح).

قلت : وإضافة الصلاة إلى الكسوف من باب إضافة الشيء إلى سببه.
ويجوز العكس ؛ ولتذكير القمر على تأنيث الشمس ، وللاشتراك في معنى ذهاب نورهما وإظلامهما

قالوا : خسفا. النهاية لابن الأثير (2/31).
وفي الحديث: " لا يكسفان ..." وفي رواية "لا يخسفان". كلتا الروايتين في الصحيح.
وعند أهل الاصطلاح: ذهاب ضوء الشمس ، وذهاب ضوء القمر.
وبعضهم يقول: ذهاب ضوء أحد النيرين أو بعضه.
وانتقده الشيخ ابن عثيمين (5/173) فقال: (التعبير الدقيق للكسوف: (انحجاب ضوء أحد النيرين).

حكمها:
هي سنة مؤكدة عند : الأحناف (بدائع الصنائع[1/280]) ، والمالكية (الذخيرة [2/427]) والشافعية (المجموع [5/50]) ، والحنابلة (الإقناع [1/203]).

قال ابن رشد (1/210): (اتفقوا على أن صلاة كسوف الشمس سنة) .

قال النووي في المجموع (5/51): (وصلاة كسوف الشمس والقمر سنة مؤكدة بالإجماع).

قال الإمام الشوكاني (4/13): (وقد اختلف العلماء في صفتها بعد الاتفاق على أنها سنة غير واجبة كما حكاه النووي في شرح مسلم)

قال الشيخ صالح الفوزان في الملخص (1/281) : (صلاة الكسوف سنة مؤكدة باتفاق العلماء).

وخالف الشيخ ابن عثيمين في شرحه الممتع (4/7) فقال رحمه الله: (والصحيح : أَن صلاة الكسوف فرض واجب).

قلت: ولا أعلم للشيخ ابن عثيمين رحمه الله سلفاً في هذه المسألة إلا قول ابن القيم رحمه الله في كتابه (الصلاة وحكم تاركها) (26) :
(...ولم يمنع من وجوب صلاة الكسوف عند من أوجبها من السلف وهو قول قوي جداً).

قلت : وكذا ما قاله أبو عوانة في صحيحه (2/92) حيث بوب فقال: بيان وجوب الكسوف.
ولعله هو المقصود بقول الإمام محمد بن عبدالوهاب كما في الدرر (6/69):
(وأما صلاة الكسوف، فالمشهور عند العلماء أنها غير واجبة، وبعضهم يوجبها، وهم الأقل).

قال الحافظ في الفتح (2/527) : (وصرح أبو عوانة في صحيحه بوجوبها ولم أره لغيرهإلا ما حكى عن مالك أنه أجراها مجرى الجمعة، ونقل الزين بن المنير عن أبي حنيفة أنه أوجبها وكذا نقل بعض مصنفي الحنفية أنها واجبة).

وقوله صلى الله عليه وسلم: "فإذا رأيتم ذلك ؛ فادعوا الله وكبروا ، وصلوا ، وتصدقوا)

وفي بغية المتطوع: (الأمر بالصلاة جاء مقروناً بالأمر بالتكبير والدعاء والصدقة ، ولا قائل بوجوب الصدقة والتكبير والدعاء عند الكسوف ؛ فالأمر فيها للاستحباب إجماعاً فكذا الأمر بالصلاة المقترن بها) .

والذي يظهر : أن القول بالإجماع هو المعول عليه، ولاسيما أننا لا نعلم من هو المخالف .
مع عدم صراحة الأدلة في القول بالوجوب

المسألة الثانية : متى تُصلى هذه الصلاة ...(وقتها) ...؟

وهي على قسمين :

القسم الأول: وقت صلاة الكسوف .

اختلف الفقهاء في وقت صلاة الكسوف على عدة أقوال:

1_ تصلى في جميع النهار إلا أوقات النهي؛ لعموم النصوص الدالة على النهي.
وهو مذهب الأحناف والحنابلة، ورواية عن مالك.
2_ تصلى في جميع النهار من حصول الكسوف إلى انكشافه (ولو في أوقات النهي)؛ لأنها ذات سبب.
وهي رواية عن مالك، ومذهب الشافعية، ورواية عن أحمد.
3_ تصلى من ارتفاع الشمس قيد رمح إلى زوال الشمس، قياساً على العيد والاستسقاء.
وهو مذهب المالكية، وهي من مفردات المذهب.
الفتاوى الهندية (1/168)، المعونة للقاضي عبدالوهاب (1/330-331)، شرح الوجيز (2/372)، الإنصاف (2/208).

والراجح هو مذهب الشافعية، القائل بجواز صلاتها في أي وقت؛ لأنها من ذوات الأسباب.

وهو اختيار شيخ الإسلام -رحمه الله- وكثير من أهل التحقيق (17/502) حيث قال:
(وَأَمَّا إذَا حَدَثَ سَبَبٌ تُشْرَعُ الصَّلَاةُ لِأَجْلِهِ : مِثْلَ تَحِيَّةِ الْمَسْجِدِ وَصَلَاةِ الْكُسُوفِ وَسُجُودِ التِّلَاوَةِ وَرَكْعَتَيْ الطَّوَافِ وَإِعَادَةِ الصَّلَاةِ مَعَ إمَامِ الْحَيِّ وَنَحْوِ ذَلِكَ فَهَذِهِ فِيهَا نِزَاعٌ مَشْهُورٌ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ وَالْأَظْهَرُ جَوَازُ ذَلِكَ وَاسْتِحْبَابُهُ).

وقت صلاة الخسوف

اختلف الفقهاء في وصت صلاة الخسوف إلى قولين:

وقبل ذكر الخلاف فالفقهاء في الجملة متفقون على أن أول وقتها هو من غروب الشمس واختلفوا إلى متى يمتد هذا الوقت:

1_ فذهب الجهور منهم (الأحناف، والحنابلة، والمالكية في قول بعضهم) أنه إلى طلوع

الفجر الثاني؛ لأن بطلوع الفجر ذهب الليل، ولأن بعد الفجر من أوقات النهي.

2- وذهب الشافعي في الجديد إلى القول بامتداد الوقت إلى طلوع الشمس؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: " ...فصلوا حتى ينجلي" ، وهي من ذوات الأسباب فتصلى ولو في أوقات النهي.
قال في الذخيرة (2/431) :
(فان انكشفت عن الفجر لم يصلوا).
وينظر: البحر الرائق (2/180)، حاشية الدسوقي (1/402)، المهذب (1/404)، شرح منتهى الإرادات (1/312).

الراجح : هو قول الشافعية في أن وقت الصلاة يمتد إلى طلوع الشمس والله أعلم.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله كما في اللقاء الشهري:
(لأن العلماء رحمهم الله اختلفوا في هذه المسألة فمنهم من قال: إذا طلع الفجر فإنه لا يصلى صلاة الخسوف، يعني: لو كسف القمر بعد طلوع الفجر ولو قبل الصلاة لا تصلى بناءً على أن هذا وقت نهي والنهي لا تصلى فيه صلاة الخسوف، لكن هذا القول ضعيف،
والصواب أنها تصلى صلاة الخسوف -خسوف القمر- ولو كان ذلك بعد طلوع الفجر، إلا إذا انتشر ضوء النهار حتى غطى على ضوء القمر لو كان صاحياً فحينئذٍ لا يصلى؛ لأن القمر زال سلطانه والانتفاع به)

المسألة الثالثة : كيفية صلاة الكسوف

كيفية صلاة الكسوف :

من المعلوم عند جماهير أهل العلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل الكسوف إلا مرة واحدة، مع ذلك اختلف الفقهاء في كيفيتها على أقوال:

1_ تُصلى ركعتين كصلاة النفل، كل ركعة بركوع وسجدتين، وإن شاء صلاها أربعاً أو أكثر ، وكل ركعتين بتسليمة ، وهو مذهب ألأحناف.
ينظر : الحجة على أهل المدينة (1/318-319)، البحر الرائق (2/180).

2_ تصلى ركعتين، كل ركعة بركوعين وسجدتين.
وهو مذهب الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة.
قال ابن قدامة (3/323-324) : في كل ركعة قيامان وركوعان وسجودان.
ينظر: التلقين للقاضي عبدالوهاب (1/54)، الأم (2/532) ، المستوعب للسامري(1/287).
وزاد الحنابلة على الجمهور بجواز الزيادة بما ورد في النصوص، كأن يأتي بركعة بثلاثركوعات وأربع ركوعات وخمس ركوعات، بل ولو صلاها كالنافلة جازت .
ينظر :الفروع (1/590) ، الإنصاف (2/447).

وهذه أشهر الأقوال في المسألة عند الفقهاء وإلا ذكرت أقوال كثيرة في المسألة

قلت : وصح عن ابن عباس رضي الله عنه أنه صلاها ركعتين في كل ركعة أربع ركوعات)
أخرجه عبدالرزاق (3/102)، وابن أبي شيبة (8393) .
وفي البخاري (1046) (1065) أن عبدالله بن الزبير كان يصليها ركعتين كالصبح.
فقال أخوه عروة : أخطأ السنة.
قال الحافظ معلقاً في الفتح (2/535):
(حكم على صنيع أخيه بالخطأ وهو أمر نسبى وإلا فما صنعه عبد الله يتأدَّى به أصل السنة وان كان فيه تقصير بالنسبة إلى كمال السنة ويحتمل أن يكون عبد الله أخطأ السنة عن غير قصد لأنها لم تبلغه. والله أعلم).
وكلا القولين جاء بهما الأحاديث الصحيحة قال الشيخ الألباني -رحمه الله- في الإرواء(3/127):
(وقد اختلفت الأحاديث في عدد ركوعات صلاة الكسوف اختلافا كثيرا فأقل ما روى ركوع واحد في كل ركعة من ركعتين وأكثر ما قيل خمسة ركوعات والصواب أنه ركوعان في كل ركعة).

وختاماً قال ابن القيم رحمه الله في الزاد (1/456) عن قول الجمهور:
(وهو اختيار شيخنا أبي العباس ابن تيمية، كان يضعف كُلَّ ما خالفه من الأحاديث،ويقول: هي غلط، وإنما صلَّى النبي:صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الكسوفَ مرة واحدة يومَ مات
ابنه إبراهيم).

حيث قال رحمه الله في الفتاوى الكبرى (4/427-428) :
( وَقَدْ رُوِيَ فِي صِفَةِ صَلَاةِ الْكُسُوفِ أَنْوَاعٌ، لَكِنَّ الَّذِي اسْتَفَاضَ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ وَهُوَ الَّذِي اسْتَحَبَّهُ أَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ: كَمَالِكٍ، وَالشَّافِعِيِّ، وَأَحْمَدَ)

هل تُصلى الكسوف جماعة ؟

الأئمة الأربعة على سنية الجماعة في الكسوف، واختلفوا في الخسوف هل يجمع له :

القول الأول:
ذهب الأحناف والمالكية إلى أن صلاة الخسوف لا تصلى جماعة؛ لأنها لا تكون إلا بالليل ويشق على الناس الاجتماع، كما أنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى الخسوف جماعة في الليل، وإنما صلى الكسوف في النهار .

ينظر: المبسوط للسرخسي (2/76) ، فتح القدير لابن الهمام (2/90)، والكافي لابن عبدالبر (1/267).

قال الإمام مالك كما في المدونة (1/164):
(يصلون ركعتين ركعتين كصلاة النافلة ويدعون ولا يجمعون) .

القول الثاني:
وذهب الشافعية والحنابلة إلى سنية الجماعة في الخسوف، واستدلوا بعموم قوله صلى الله عليه وسلم :
" إن الشمس والقمر ...فإذا رأيتم ذلك فصلوا" - في الصحيحين - فأمر صلى الله عليه وسلم بالصلاة لهما أمراً واحداً .
ينظر : البيان للعمراني (2/663)، الفروع لابن مفلح (3/217)،

ولاشك أن الراجح هو قول الشافعية والحنابلة القائل بسنية الجماعة .

قال الشيخ صالح الفوزان في الملخص (282):
(ويسن أن تصلى في جماعة؛ لفعل النبي صلى الله عليه وسلم، ويجوز أن تصلى فرادىكسائر النوافل، لكن فعلها جماعة أفضل.) .

وهل هذه الجماعة يشترط لها إذن الإمام ؟

على قولين :
القول الأول:
ذهب الأحناف، وكذا حُكي عن الثوري إلى اشتراط ذلك.
قال السرخسي (2/74):
(ثم هذه الصلاة لا يقيمها بالجماعة إلا الإمام، الذي يصلي بالناس الجمعة، والعيدين، فأما أن يصلي كل فريق في مسجدهم فلا؛ لأنه أقامها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يقيمها الآن من هو قائم مقامه، وإن لم يقمها الإمام، صلى الناس فرادى) .

وقال ابن عابدين في الحاشية (3/67):
(والصحيح ظاهر الرواية وهو أنه لا يقيمها إلا الذي يصلي بالناس الجمعة) .

القول الثاني:
يسن فعلها جماعة وفرادى؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "فإذا رأيتموه فصلوا".

قال ابن قدامة في المقنع (72):
(فزع الناس إلى الصلاة جماعة، وفرادى بإذن الإمام وغير إذنه).

والصواب القول الثاني القائل: بأنه لا يشترط لها إذن الإمام

ينظر: التلقين (1/54)، المغني (3/322)، نهاية المحتاج (2/408).

هل يجهر في صلاة الكسوف والخسوف ؟

على قولين : القول الأول:

لا يشرع الجهر في صلاة الكسوف؛ وهو قول الحنفية والمالكية، وهي رواية عن أحمد.
واستدلوا بحديث عائشة -رضي الله عنها- عند أبي داود (1189):
(كسفت الشمس على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فصلى بالناس فقام فحزرت قراءته فرأيت أنه قرأ بسورة البقرة...) .

قال الحاكم (1/334): حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. ولم يتعقبه الذهبي.
وقال الألباني: حسن .

والشاهد: أنه خمنت مقدار القراءة، ولو كان جهر صلى الله عليه وسلم بالقراءة، لمااحتاجت إلى الظن والتخمين.

والجواب: أن عائشة رضي الله عنه جاء عنها ما يخالف هذا وهو أصح منه، وهو ما فيالصحيحين عنها قالت: أن النبي صلى الله عليه وسلم جهر في صلاة الخسوف.

وثانياً : يحتمل أنه سمعت ولم تفهم للبعد. قاله ابن قدامة (3/326).
ومن أدلتهم حديث سمرة -رضي الله عنه- عند الترمذي (562) : (صلى بنا النبي صلى الله عليه و سلم في كسوف لا نسمع له صوتا).
قال الترمذي: حديث سمرة حديث حسن صحيح.

قلت: بل هو ضعيف لجهالة عباد بن ثعلبة .
ولو صح لقلنا ما قاله الذهبي -رحمه الله- في تنقيح التحقيق (1/297): ( يحتمل أنه كان بعيداً).

قلت: ولا يستبعد هذا - إن صح الحديث - لأنه في الحديث نفسه يقول: " دفعت إلى المسجد وهو بأزز". يعني: مغتصاً بالزحام، والجمع كبير.
ينظر: مجمع الأنهر (1/206)، التاج والإكليل (2/200)، شرح منتهى الإرادات (1/144).

القول الثاني:
الجهر سنة، هي رواية عن مالك، وهو مذهب الشافعية ومذهب الصاحبين (أبي يوسفومحمد بن الحسن)، ورواية عن أحمد هي المذهب.
ودليلهم ما جاء في الصحيحين من حديث عائشة:
(أن النبي صلى الله عليه وسلم جهر في صلاة الخسوف).
ولأنها نافلة شرعت لها الجماعة، فكان من سننها الجهر كالعيد والتراويح والاستسقاء.
ينظر: الأم (1/279)، الحجة على أهل المدينة (1/320)، وحلية العلماء (1/257)، وروضة الطالبين (2/85)، المنح الشافيات للبهوتي (1/273-274).

والإمام الطحاوي الحنفي مال لقول الصاحبين لقوته ولم يذهب لقول إمام المذهب حيث قال في شرح معاني الآثار (1/333):
(حكم القراءة فيها كحكم القراءة في السنن المفعولة في خاص من الأيام وهو الجهر لاالمخافتة قياسا ونظرا على ما ذكرنا وهو قول أبى يوسف ومحمد رحمهما الله تعالى وقدروي ذلك أيضا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه...) .

قلت: أثر علي رضي الله عنه، سكت عن الحافظ في الفتح (2/550) بعد أن عزاه إلى ابن خزيمة.

وقد ساق إسناده الطحاوي في شرح المعاني فقال (1/334):
- حدثنا على بن شيبة، قال: ثنا قبيصة، قال: ثنا سفيان، عن الشيباني، عن الحكم،عن حنش : أن علياً رضي الله عنه جهر بالقراءة في كسوف الشمس.

قلت: ثم وجدته في صحيح ابن خزيمة (2/320) برقم (1388).

قال الألباني :
رجال إسناده ثقات على ضعف في حنش وهو ابن المعتمر قال الحافظ : صدوق له أوهام

قلت (أي الألباني) : فمثله لا يحتج بحديثه عند التفرد كما هنا.

ما هو تأويل الأحناف للأحاديث الصحيحة الصريحة الدالة على الزيادة على ركوع ؟

وإليك تأويل الأحناف في جوابين لهم اختصرتها من كلامهم

جوابهم الأول:
أن ذكر الزيادة في الأحاديث حصل فيها اشتباه من بعض الصحابة؛ وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم طول الركوع، وقد عرض عليه الجنة والنار، فملَّ!! بعض القوم، فرفعوا رؤوسهم، أو ظنوا أنه صلى الله عليه وسلم رَفَعَ رَأْسه فرفعوا رؤوسهم، فلما وجدوا النبي صلى الله عليه وسلم راكعاً ركعوا، بل وفعلوا ذلك -ثانياً وثالثاً –ظناً منهم أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع رأسه- وكذا فعل
من خلفهم كانوا يرفعون لرفعهم، يظنون أن هذا الرفع من النبي صلى الله عليه وسلم.

الجواب الثاني:
إنَّهُ صلى الله عليه وسلم كان يرفع رأْسه لِيختَبِرَ حَالَ الشَّمس هل انْجَلَتْ أَمْ لا؟ فظَنَّهبعضهم ركُوعًا فأَطلق عليه اسمه .
هذان الجوابان: ذكرهما الزيلعي في "تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق" (1/229).
ولا شك أنهما ضعيفان مصادمان للنصوص الصريحة الصحيحة في الركوعين في كل ركعة
ولهذا رد العلامة السفاريني -رحمه الله- على جوابهم الثاني فقال في "كشف اللثام شرح عمدة الأحكام" (3/242) :
(وفي هذا التأويل ضعف؛ لأن كل من وصف صلاته صلى الله عليه وسلم وصف رفعهبالطول، والقراءة، وهذا يخالف التأويل المذكور) .

تنبيه:

لم أجد هذا التأويل إلا عند الزيلعي فقط –بحسب بحثي- وأنبه إلى أن الزيلعي هذا هو فخر الدين عثمان بن علي الزيلعي الحنفي، المتوفى سنة (713هـ)، وليس هو صاحب "نصب الراية" بل صاحب نصب الراية هو جمال الدين عبدالله بن يوسف الزيلعي المتوفى سنة (762هـ)، فالأول شيخ للثاني .

كتبه : عرفات بن حسن المحمدي
📜مطوية / تصـدر الجهـال
للشيخ عبد السلام بن برجس آل عبدالكريم رحمه الله
-----------------------
نص المطوية :
الحمد لله وصلى الله وسلّم على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن الخوف على الأمة من أولئك الذين لبسوا ثياب العلم الشرعي - وما هم من العلم الشرعي في شيءٍ -، لهو الخوف الصادق على الأمة من الفساد والإنحراف، ذلك بأن تصدُّر الجهال في حين فقد العلماء الصادقين المتمكنين بابٌ واسع للضلال والإضلال.
وهذا ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله - كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -: " إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يُبْقِ عالماً اتخذالناس رؤساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضوا وأضلوا" (صحيح البخاري رقم: 6916- صحيح مسلم رقم:4958.
ولقد انتبه أهل العلم المخلصون لخطورة هذا الصنف من الناس على دين الأمة وعقيدتها ومصيرها، فقضوا بوجوب الحذر والتحذير منهم، وعدم الأخذ عنهم وأنا أنقل نصّين من كلام أهل العلم هما غاية في شرح هذا الباب :
الأول : قول أبي بكر محمد بن الطيب الباقلاني -رحمه الله تعالى - حيث قال في كتابه ) الإنصاف ص114( : " اعلموا - رحمنا الله وإياكم - : أن أهل البدع والضلال من الخوارج والروافض والمعتزلة قد اجهتدوا أن يدخلوا على أهل السنة والجماعة شيئاً من بدعهم وضلالهم ، فلم يقدروا على ذلك ، لذب أهل العلم ودفع الباطل، حتى ظفروا بقوم في آخر الوقت ممن تصدى للعلم ولا علم له ولا فهم ، ويستنكف ويتكبر أن يتفهّم وأن يتعلّم ، لأنه قد صار متصدّراً معلماً بزعمه فيرى -بجهله- أن عليه في ذلك عارا وغضاضة، وكان ذلك منه سببا - إلى ضلاله وضلال جماعته من الأمة " .اهـ.

الثاني : قول الراغب الأصبهاني -رحمه الله تعالى- ( فيض القدير شرح الجامع الصغير / ص342ج 2) : " لاشيء أوجب على السلطان من رعاية أحوال المتصدرين للرياسة بالعلم . فمن الإخلال بها ينتشر الشرّ ويكثر الأشرار ، ويقع بين الناس التباغض والتنافر … ألخ

وقال : ولما ترشح قوم للزعامة في العلم بغير استحقاق ، واحدثوا بجهلهم بدعاً استغنوا بها عامة، واستجلبوا بها منفعة ورياسة ، فوجدوا من العامة مساعدة بمشاركتهم لهم ، وقرب جوهرهم منهم ، وفتحوا بذلك طرقاً مُنْسَدةً ورفعوا به ستوراً مسبلة وطلبوا منزلة الخاصة فوصلوها بالوقاحة، وبما فيهم من الشَّرهِ ، فبدعوا العلماء وجهَّلوهم اغتصاباً لسلطانهم ، ومنازعة لمكانهم، فأغروا بهم أتباعهم حتى وطؤوهم بأظلافهم وأخفافهم ، فتولد بذلك البوار والجور العام والعار " اهـ.

فهذان النصان الجميلان أدعوا أهل العلم وطلابه لتأملها والنظر في معناهما وتأمل واقع المسلمين اليوم على ضوء ما شرحه هذان العالمان الكبيران. هل حلّ بنا ما حلّ من انحراف بعض الشباب في معتقده ، وظهور بوادر الفتن ، وتجرؤ الصغار على كبار الأئمة و"علماء الدعوة" وخروجهم على طريقتهم المستقاة من الكتاب والسنة والأثر مع معرفة تامة بمقاصد الشريعة ومواقع المصلحة- إلا لإختلال الميزان الذي يوزن به العلماء ، وارتقاء من لاعلم له إلى مصاف الكبار؟

لقد صدق الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- وهو صادق ، عندما قال : " إنكم في زمان كثير فقهاؤه قليل خطباؤه قليل سؤاله كثير معطوه العمل فيه قائد للهوى. وسيأتي بعدكم زمان قليل فقاؤه كثير خطباؤه كثير سؤاله قليل معطوه الهوى فيه قائد للعمل. اعلموا أن أحسن الهدى في آخر الزمان خيرٌ من بعض العمل"
قال الحافظ في الفتح : "سنده صحيح ، ومثله لا يقال من قبل الرأي" أهـ
وقد أخرج هذا الأثر - أيضاً - الإمام مالك في الموطأ 1/173 عن يحي بن سعيد أن عبد الله بن مسعود قال لإنسان: " إنك في زمان كثير فقاؤه… " إلى آخره.
ثم قال بن عبد البر (الإستذكار2/363) : "والعيان في هذا الزمان على صحة معنى هذا كالبرهان" أهـ. هذا في زمانه - رحمه الله- فكيف بزماننا هذا ؟؟.

مجموع مقالات الشيخ عبد السلام بن برجس العبد الكريم رحمه الله تعالى
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
اللقاء الوطني الثاني للحوار الوطني الغلو والإعتدال
كلمة للشيخ عبد السلام بن برجس رحمه الله
[ إن في العمل بالسُّنَّةِ عصمةً من الوقوع في البدع ]

🖊قال الشيخ عبد السلام بن برجس رحمه الله :

✍️ وفي هذا يقول أبو محمد عبد الله بن منازل رحمه الله :« لم يضيّع أحدٌ فريضةً من الفرائض إلا ابتلاه الله بتضييع السُّنَنِ، ولم يُبْتَلَ بتضييع السُّنَنِ أحدٌ إلا يوشك أن يبتلى بالبدع » .

◆ ولذا قال السلف كما تقدم : «الاعتصام بالسنة نجاة» فالاعتصام بالسنَّةِ نجاة من كلّ ما يعيق المسلم عن ربه تعالى، وأعظم ذلك خطراً ؛ البدع التي هي بريد الكفر .

◆ فالبدع إنما تفشوا في تلك المجتمعات التي انطفأ نور
السنة فيها، فلم تَرَ جاهراً بها، ولا داعياً إليها، ولا حاثاً على امتثالها، وفي ذلك يقول ابن عباس رضي الله عنهما :« ما يأتي على الناس من عام إلا أحدثوا فيه بدعـة ، وأماتوا فيه سنة، حتى تحيا البدع وتموت السنن » رواه ابن وضاح في «البدع والنهي عنها » .

📚[ ضرورة الاهتمام بالسنن النبوية (٥٢) ]
Audio
🌿°°°🌿

📗شرح حديث « مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا»

🎙الشيخ :صالح الفوزان -حفظه الله -
2025/09/20 20:48:13
Back to Top
HTML Embed Code: