Telegram Web Link
مصباح الهداية
Video
دور الإمامة في حفظ الدّين

يبذل السّلفية جهوداً كبيرةً في التّقليل من شأن الإمامة وأئمّة أهل البيت (عليهم السّلام)، وذلك باختزال دور الإمام في نقل الرّوايات، بحيث إن كانت رواياته قليلة، فهذا يعني أنّه لم يؤدِّ دوراً في حماية الدّين وحفظه، والحال أنّ مقام الإمامة أكبر من ذلك، فنحن لا نعتقد أنّ الأئمّة مجرّد رواة حديث، وإنّما الإمامة ذات أبعادٍ مختلفة، منها: البُعد السياسيّ، فالإمام هو القيِّم على أمور المسلمين، ومن وظائفه إقامة الحكم الإسلاميّ بما يشمل القضاء والجهاد والأموال، وما يتفرّع عن ذلك من مهمات عظيمة يجب أن يقوم بها الإمام العالم الفقيه، ولا ينبغي أن توكل لطواغيت تسلّطوا على أمور المسلمين بالقهر والسّيف. وإذا أعرضت الأمّة عن قيادة الأئمّة فإنّهم أُتوا من قِبَل أنفسهم، وخسروا بذلك عبادة الله بهداية الإمام العادل المنصف، ورضوا بحكومات الجور والإجحاف والطغيان.
ومنها أيضاً: البُعد الدينيّ، ولا يُختَزل هذا الدّور في رواية الحديث، بل هو يشمل العلم بالشّريعة الواقعيّة، وبيان سنّة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بمعانيها الصّحيحة، ونفي الاجتهاد بالرّأي، ونفي البدع المستحدثة، وإبطال الأفهام السّقيمة التي تنشأ عن النّظر في الأحاديث من دون دراية وفقاهة (1)، ولا نعرف أحداً يمكنه أن يقوم بهذا الدّور سوى ورثة علم رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فهم متقدّمون بذلك على الجميع بمن فيهم أصحاب النبيّ الذين عاصروه ورأوه، فليس النّاقل كالفقيه العالم، ولذلك وقع الصّحابة في أخطاء عديدة نتيجة سوء فهمهم للقرآن والأحاديث، كما أنّ بعضهم تعمّد العبث بالشّريعة، ونبّه الأئمّة (عليهم السّلام) إلى وجه الصّواب في ذلك، فمن ذلك: منع عمر من متعة الحجّ، رغم نصّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله)على بقائها إلى يوم القيامة، ورفض ذلك أهل البيت عليهم السّلام وأوّلهم أمير المؤمنين صلوات الله عليه.
ومن ذلك: فتوى عمر وعبد الله بن مسعود بسقوط الصّلاة عن الجنب حتّى يجد ماءً، وقولهم بعدم الاجتزاء بالتيمم، روى البخاري في صحيحه: (حدّثنا عمر بن حفص، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا الأعمش، قال: سمعت شقيق بن سلمة، قال: كنت عند عبد الله وأبي موسى، فقال له أبو موسى: أرأيتَ يا أبا عبد الرّحمن إذا أجنب فلم يجد ماءً، كيف يصنع؟ فقال عبد الله: لا يصلّي حتّى يجد الماء. فقال أبو موسى: فكيف تصنع بقول عمّار حين قال له النبيّ صلى الله عليه وسلّم: «كان يكفيك»؟ قال: ألم ترَ عمرَ لم يقنع بذلك؟ فقال أبو موسى: فدعنا من قول عمّار، كيف تصنع بهذه الآية؟ فما درى عبد الله ما يقول. فقال: إنّا لو رخّصنا لهم في هذا لأوشك إذا برد على أحدهم الماء أن يدعه ويتيمّم.
فقلت لشقيق: فإنّما كره عبد الله لهذا؟ قال: نعم).
ومن ذلك: حفاظ الإمام عليّ بن الحسين (عليه السّلام) على الأذان بـ(حيّ على خير العمل)، وقد أسقطها بعضهم من الأذان، وكان يقول إنّ الأذان الأوّل كان بهذا النّحو.
روى أبو بكر بن أبي شيبة: (نا حاتم بن إسماعيل، عن جعفر، عن أبيه ومسلم بن أبي مريم: أنّ عليّ بن حسين كان يؤذن فإذا بلغ حيّ على الفلاح قال: حيّ على خير العمل، ويقول: هو الأذان الأول).
ومن ذلك: ما روي عن بعض الصّحابة من قيام النبيّ (صلّى الله عليه وآله) لجنازة يهوديّ، فرواه بعض التّابعين وحُرّفت القضيّة إلى أن صار القيام للجنازة -ولو لجنازة يهودي كافر- أمراً مندوباً، وقد رُوي عن الإمام الصّادق عن أبيه عن الحسن عليه السّلام ما يبيّن الوجه في ذلك، وأنّه لا حكم شرعي بالقيام للجنازة، وإنّما قام رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كراهة أن تعلو جنازة اليهوديّ رأسه.
روى النسائيّ: (أخبرني إبراهيم بن هارون البلخي، قال: حدثنا حاتم، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، أنّ الحسن بن عليّ كان جالساً فمُرّ عليه بجنازةٍ، فقام النّاس حتى جاوزت الجنازة، فقال الحسن: إنّما مرّ بجنازة يهودي، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على طريقها جالساً، فكره أن تعلو رأسه جنازة يهوديّ، فقام).
وغير ذلك من المواضع التي خرجت فيها فتاوى وأقوال تضحك الثّكلى وتكشف عن جهل القائلين بها. وهكذا وقع تحريف الشّريعة -عمداً أو سهواً- في مواضع كثيرة، ولم يكن ينفع حينئذٍ راوي الحديث وناقله، وإنّما كان الذي ينفع في المقام ويبيّن الصّواب هو الإمام العالِم بشريعة الإسلام، الوارث علم النبوّة، وليس ذلك إلّا لأئمّة أهل البيت عليهم السّلام، ومن هنا يفترق مقام الإمام عن مقام المشتغلين بالصّفق في الأسواق.
مصباح الهداية
Video
وأمّا قلّة رواية عليّ بن الحسين (عليه السّلام)، فالعلّة الأساسيّة في ذلك عدم إقبال النّاس على علمهم انحرافاً منهم عن أهل البيت (عليهم السّلام)، أو خوفاً من بني أميّة، وقد ابتلي آباؤه بهذه البليّة فلم يُنقَل عنهم من العلم بالمقدار الذي ينبغي، مع ما هم عليه من العلم والإحاطة بسنّة رسول الله صلّى الله عليه وآله، وقد ذكرنا شواهد متعددة تبيّن قلّة رواية الرّواة عن أمير المؤمنين عليه السّلام -وهو الأقدم إسلاماً- مع كثرة روايتهم عمّن أسلم في عام خيبر، أي قبل وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) بثلاث سنوات تقريباً، وليس ذلك إلّا لأجل العوامل السياسيّة(2)، ففي نهاية المطاف، المذهب السنيّ بشكل أساسيّ صنيعة الحكومات السياسيّة في القرنين الأول والثّاني الهجريّ، ويخضع للضّوابط، ويجري وفق الرّغبات والمحاذير، ومنها الابتعاد عن فقه أهل البيت عليهم السّلام بقدر الإمكان، في حين أنّ فقه غيرهم حضر بأضعاف مضاعفة، فعلى من صنع دينه تحت رقابة السّلطان أن يستحيي -إن كان من أهل الحياء- قبل أن يجرؤ على الكلام بحقّ الإمام عليّ بن الحسين.
دينك خُذه من الزّهري وعروة بن الزّبير، فهو يليق بأمثالك. ودع المكارم، لا ترحل لبُغيتها..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر: الأبعاد الدينية والسياسية في يوم غدير خم
(2) انظر: هل اتبع أهل السنة والجماعة أهلَ البيت (عليهم السلام) ونقلوا علومهم؟
التوحّش الفظيع الذي تمارسه قوات الاحتلال الصهيوني يعبّر عن منهج ”الحضارة الغربية“ في الهيمنة على العالم، وفرض سلطة القوّة والقهر، وفرض الرؤية والنموذج المختار لشعوب العالم لتعيش تحت سقفه اقتصادياً وثقافياً.
كان من الممكن أن تكون غزة نقطة انطلاق كسر هذا المشروع، ولكن الكثير آثر الخذلان والتخنّث في مواجهة أخطر ما تمرّ به البشرية في الوقت الحالي.
شئتم أم أبيتم، ستدفعون الثمن أيها الخاذلون والجبناء.
أقوال علماء الإمامية في نفي الغلو (8): كلام الشيخ أبي الفتح الكراجكي.

قال الفقيه المتكلم الشيخ أبو الفتح محمد بن علي الكراجكي في كتابه (جواب رسالة الأخوين): (أمّا الشيعة المحقّقون والأولياء المؤمنون فهم من الغلوّ الذي رميتماهم به بريئون، ولمعتقديه مكفِّرون، لا يتجاوزون سنن الصّواب، ولا يتعدّون ما توجبه حجج العقل والكتاب، فالذي يدينون به في الأنبياء والأئمة عليهم السلام أنّهم بشرٌ مخلوقون، وعبادٌ مربوبون، أكمل الله علومهم، وتولّى تسديدهم، وأكرمهم بآياته، وقرن طاعتهم بطاعته، وأنّ رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله سيّد الأوّلين والآخرين وأفضل الخلائق أجمعين.
فأمّا الغلاة، فقومٌ ضعفت عقولهم عن الاستدلال، وحملهم الجهل على القول المُحال، فظنّوا آيات أمير المؤمنين صلوات الله عليه تخرجه عن البشريّة، وتوهّموا معجزاته توجب له حكم الرّبوبيّة، فضلّوا عن السبيل، واعتمدوا على غير الدليل، فحرق أمير المؤمنين عليه السلام من كان في وقته منهم، وتبرّأ منهم، وأكفرهم.
ثمّ نشأ من بعده في أعصر الأئمة عليهم السلام آخرون غلوا فيه وفيهم، واختلفت مذاهبهم في كفرهم، وكان السّلطان لغير الأئمة عليهم السلام فلم يتمكنوا من قتلهم، غير أنّهم بذلوا المجهود في إكفارهم ولعنهم، ونهوا الشيعة عن مخالطتهم ومجالستهم، فمما حُفِظ عنهم في ذلك: ما رواه المفضل بن عمر عن الصادق عليه السلام قال في ذكر الغالية فقال: «يا مفضّل، لا تقاعدوهم، ولا تؤاكلوهم، ولا تشاربوهم، ولا تناكحوهم، ولا توارثوهم»، وما رواه ابن أبي عمير عن مرازم: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: «يا مرازم، قل للغالية: ويلكم! توبوا إلى الله، فإنكم فسّاق كفّار مشركون».
فهؤلاء هم الغلاة الفجرة والمشركون الكفرة، الذين يقولون في أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام ما تقول النّصارى في المسيح عليه السلام، فما الذي يلحق الأئمة عليهم السلام من أقوال المبتدعين إذا كانوا لبدعهم كارهين؟! وما الذي يتعلّق بالشيعة المخلصين من ضلال الغالين؟!).

📚 جواب رسالة الأخوين، ص118-120.
سلسلة محاضرات سماحة الشيخ حسن فواز في دولة الكويت.
سألني عدّة من الإخوة عن ترك الكتابة وعدم إكمال سلسلة (حديث حول الطوفان)، وما أودّ التّنبيه إليه هو أنّ هذه السلسلة غير دورية، بمعنى أنّها غير متعهّدة بالتعليق وتحليل كل حدث يقع في هذه الحرب، وإنّما نظرها إلى تحليل النقاط المفصليّة، وبناءً على هذا - في عالم المصاديق - فإن كثيراً من الأحداث والخطابات والشعارات هي أمور تافهة لا تستحق التعليق عليها. ويضاف إلى هذا أنّني أعتقد أنّ ما سبق نشره يمثل مادّة موجزة لكنها تختزل أهم ملامح الحرب ومساراتها ومستقبلها، ومن أراد الاستزادة ليعرف ملامح المستقبل عليه أن يتأمّل في هذين المقطعين المستلّين من حديثين مختلفين، وأنا أعتمدهما كقاعدة في فهم كثير من الأمور، من دون حاجة إلى صحافة صفراء ترسم الواقع بحسب خيالات مموّليها على اختلاف أنواعهم.

حديث حول الطوفان (١)

حديث حول الطوفان (٢)
شرح أصول الكافي || كتاب العقل والجهل

🎙 الشيخ حسن فوزي فوّاز


الدرس الأوّل: https://youtu.be/Ff7UB5pt6eY?si=7BU5O5GQGaaA-1ki

الدرس الثّاني: https://youtu.be/KyTlRMLBqrE?si=jZBOPFd27ddT661V

الدرس الثّالث: https://youtu.be/zhrdvlhXL3Y?si=RkPEUbcpVb6lIJ8N

الدرس الرّابع: https://youtu.be/7uSTSvZRe3Y?si=KJn1g4ABXXhSx7JG

الدرس الخامس: https://youtu.be/i43C-LPx3dM?si=XFcfHn9y4DyFii1h

الدرس السّادس: https://youtu.be/VRWi7g6bgME?si=scNhKk2sgA1yLC5E

الدرس السّابع: https://youtu.be/AXbb1pU_KHc?si=7rH5HJPF-LBEzocA

الدرس الثّامن: https://youtu.be/GO3oa5ak0hw?si=kJRQCY8_jnknFWgb

الدرس التّاسع: https://youtu.be/ube0h3C_iOk?si=S81YmpM1VGmolwSN

الدرس العاشر: https://youtu.be/ayTBgdHAw4g?si=akd2D2bGXi5VXYpn

الدرس الحادي عشر: https://youtu.be/WuYTEK0b9u8?si=T7XPPP0_FUE-CnxZ

الدرس الثّاني عشر: https://youtu.be/dcyk_TkbWtY?si=K6zO-yOLeH6MFXDa

إعداد وإنتاج: مؤسسة بصائر للتّحقيق والدراسات الإسلامية
روى الشّيخ الصّدوق بإسنادٍ معتبرٍ: (حدَّثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن عليّ بن أسباط، قال: سمعتُ عليَّ بن موسى الرِّضا عليه السّلام يُحدِّثُ عن آبائه عن عليٍّ -عليهم السّلام- أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: «لَمْ يَبْقَ مِنْ أمثَالِ الأنبِيَاءِ -عليهم السّلام- إلَّا قَوْلُ النَّاسِ: إذَا لَمْ تَسْتَحِي فاصْنَعْ مَا شِئْتَ»).

📚عيون أخبار الرضا، ج2، ص96-97، رقم الحديث 562، الباب 31: باب آخر فيما جاء عن الرضا عليه السلام من الأخبار المجموعة، ح207.
- الغارات لم تتوقف عن نسف مدينة غزة.
- عدد النازحين يقدّر بعشرات الآلاف.

حي تل الهوا هذا اليوم.
بقلوب مؤمنة بقضاء الله، صابرة على نزول بلائه، ننعى الأخ العزيز نبيل فروانة (أبو زهراء)، والذي قضى شهيداً في غارة صهيونية إجرامية استهدفت خيام النازحين في مدينة خان يونس، ومعه زوجته شمس خلّة، وجنينها، وأخوها الشهيد يحيى خلّة، كما أصيب آخرون من أفراد العائلة.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبله في الشهداء، وأن يجزل له الأجر والثواب، فلقد كان من الناشطين المثابرين في إغاثة الملهوفين وإيصال التبرعات والمساعدات إلى العائلات النازحة، وقد كان مساهماً بفعالية في مشاريع الإطعام وتوفير حليب الأطفال وغير ذلك مما يُشهد به لأياديه البيضاء..
رحمك الله يا أبا الزهراء، وحشرك مع أئمتك الأبرار..
مصباح الهداية
Photo
قبس من مشكاة القرآن (٢)

ورد في الأحاديث المتواترة عن النبي (صلى الله عليه وآله) وأئمة أهل البيت (عليهم السلام) ما يبيّن الاهتمام الكبير بالولاية، ودورها في وقاية دين المرء من الزيغ والضّلال، وقد ورد في الحديث الشّريف: "..، ولم يُنادَ بشيء كما نودي بالولاية"؛ وذلك أنّ منشأ الصّلاح والفساد يكمن في الولاية، فإن تولّيت الدّليل إلى الله أخذك إلى طريق الاستقامة والنّجاة، وإن تولّيت أئمّة الضلال أخذوا بيدك نحو التهلكة والرّدى.
وبهذا يتّضح أنّ تقييم مسار أيّ أمّة أو جماعة منوطٌ أوّلاً بمعرفة من تتولّى، وكيف يقودها، وبأي منهج يسوقها، فإذا اتّضح ذلك عُلِم حال هذه الأمّة ومآلها.
وفي هذا السّياق، يشير القرآن الكريم في عدّة مواضع إلى مشهدٍ مخيفٍ من مشاهد يوم القيامة، وهو مشهد الحوار بين المتبوعين وأتباعهم، حيث تُرى براءة المتبوعين من الأتباع، بعد أن أضلّوهم عن سواء السّبيل، وفي الجانب الآخر، نرى ملامة الأتباع لمتبوعيهم، ويأسهم من تحصيل النّجاة بهم، فلم تنفعهم ولايتهم؛ لأنها بُنيت على الزيغ وحب الدّنيا والرئاسة وعدم طلب الحق، وكان مِلاكها الطاعة العمياء والانقياد على غير هدى خلف الزائغين المضلّين، قال تعالى: ﴿وَقالوا رَبَّنا إِنّا أَطَعنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا فَأَضَلّونَا السَّبيلا ۝ رَبَّنا آتِهِم ضِعفَينِ مِنَ العَذابِ وَالعَنهُم لَعنًا كَبيرًا﴾ [الأحزاب: ٦٧-٦٨]، ففي هذا المشهد يظهر الإقرار بتأثير الولاية في مصيرهم، ونقمتهم على مُضلّيهم الذين ساقوهم إلى الردى بإضلالهم عن طاعة الله.
ويظهر في آيات أخرى تبرّؤ المتبوعين من الأتباع، وعدم نفعهم إيّاهم في أشد مواقف يوم الحساب، وهو ما يبيّن أنّ ولاية الضُّلّال كما أنها لا تنفع في الدنيا، فهي كذلك لا تنفع في الآخرة، قال تعالى: ﴿إِذ تَبَرَّأَ الَّذينَ اتُّبِعوا مِنَ الَّذينَ اتَّبَعوا وَرَأَوُا العَذابَ وَتَقَطَّعَت بِهِمُ الأَسبابُ ۝ وَقالَ الَّذينَ اتَّبَعوا لَو أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنهُم كَما تَبَرَّؤوا مِنّا كَذلِكَ يُريهِمُ اللَّهُ أَعمالَهُم حَسَراتٍ عَلَيهِم وَما هُم بِخارِجينَ مِنَ النّارِ﴾ [البقرة: ١٦٦-١٦٧]، ولعلّ المقصد الأساس في هذه الآية هو بيان مشهد الحسرة الذي يصيب الأتباع المطيعين بسبب سوء اختيارهم لأوليائهم، وهو تحذيرٌ عظيمٌ للنّاس، يتضمّن إشارة إلى أهمية الولاية وضرورة الاهتمام بشأن الذين يتولّونهم.
وهكذا، تذكر آيات أخرى تكرر مشهد الحوار بين المتبوعين والأتباع في صورة حزينة ومؤلمة تنبّه النّاس من هذا الخطأ المهلك، وترشدهم إلى ضرورة اختيار الإمام الحقّ الذي يقود إلى النّجاة، وإلّا فإنّنا قد نكون على موعد لنقف بأنفسنا في مشهد الحوار بين المتبوعين والأتباع بحسرة تملؤ نفوسنا لتفويت ولاية الحق التي تشتمل على خير الدنيا والآخرة.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يثبّت قلوبنا على ولاية حجّة الله على خلقه، وأن يشدّ أزرنا في طاعته وخدمته وتحرّي مرضاته.
2025/09/20 23:13:20
Back to Top
HTML Embed Code: