حديث حول الطوفان (2)
النتيجة الأصعب: ضرورة إنهاء المأساة.
بتاريخ 21-8-2024 كتبتُ المنشور الأوّل حول مستقبل المعركة بمستواها المطروح آنذاك، وذلك بعد مرور 360 يوماً على القتال في غزّة، وضمّنتُه نصّاً سابقاً كتبته في اليوم 140 للحرب، وكلا النّصيّن كانا يركّزان على مآلات المعركة ومستقبلها، وخلاصتهما: أنّ كلّ ما كان يجري آنذاك لا يُغيِّرُ من واقع غزّة شيئاً، وأنّنا ذاهبون إلى نكسةٍ جديدةٍ بشكل مأساويّ لا سابقة له.
كتبتُ ذلك المنشور في شهر أغسطس -ولمّا تقع تلك الأحداث الدّامية بعدُ-، وكانت النيّة قائمةً لإكمال تبيين الوقائع بالاستناد إلى الشّواهد والتّحليل المنطقيّ، إلّا أنّ عوامل منعت من ذلك، أهمُّهما عندي طبيعة ردود فعل الإخوة الذين كانوا مفعمين بالآمال ومشحونين بالتّفاؤل إلى درجةٍ استعصى فهمُها على قدراتي العقليّة. جرت بعد ذلك وقائع مريرة، ونحنُ بحاجةٍ إلى دراستها وتحليلها واستخلاص العِبَر والنّتائج منها، إلّا أنّ الحالة المستعصية التي واجهناها بالأمس لا زالت حاضرةً. هناك حالة شديدة من الإباء والمكابرة والرّفض للتوجّه نحو الدّراسة والنّقد والتّحليل واستخلاص النتائج، وإصرار على تبنّي الرّأي الوحيد الأوحد الذي إمّا أن يكون وإلّا فلا، بالإضافة إلى الإصرار على استصحاب معضلات الماضي وإعادة تكرارها في الخطاب. في حالة الاستعصام والإباء هذه لا يبقى مجال للكلام عمّا سبق؛ إذ لا فائدة في المقام، وإنّما ينبغي الحديث عمّا هو مقتضى العقلانيّة بلحاظ المستقبل.
بالنسبة للمستقبل، باختصار شديد: إن مقتضى العقلانيّة هو أن تعمل حركة حماس على إيقاف الحرب بأيّ ثمن. أقول: بأيّ ثمن. أكرّر: بأيّ ثمن. من لديه اعتراض أو رأي آخر فليكتبه في غرفته الدافئة الآمنة وليحتفظ به لنفسه.
طوفان الأقصى -كالعادة أقول: بغضِّ النّظر عن الموقف الشرعيّ- كان تجربةً بطوليّةً لم تجد لها بطولةً توازيها، ثمّ كانت حربُ إبادةٍ ضروسٌ لا يجدي معها أنصاف الحلول. كان الطّوفان تجربةً يرجى لها النجاح لكنّها فشلت فشلاً ذريعاً.
إذا كانت جماهير المسلمين تستنفر للقتال في سوريا لإسقاط نظامها المنحطّ، وفي الوقت نفسه يُذبح أمامهم أكثر من 50 ألف إنسان، وتدمر منطقة مأهولة بحجم 360 كيلو متر فقط بإلقاء مئات آلاف الأطنان من المتفجرات، ثم تسكت جماهير الأنعام، ثم تسير في مسارات التطبيع والمداهنة، فأيّ وجهٍ عقلانيّ لتحميل أهل غزة وحدهم أعباء مواجهة العالم كلّه؟!
جماهير المسلمين صامتون إزاء الذبح والتطبيع، وهم متقبّلون لوجود إسرائيل بينهم، وليس بمقدور أهل غزة أن يخدموا جنابكم بأكثر من هذا. ولذا فلنذهب إلى إيقاف الحرب بأيّ ثمنٍ لوقف هذه المجزرة الدّائمة. من يظنُّ أنَّ صاروخاً يمنيّاً كلّ ليلةٍ يمكنه أن يحلّ المشكلة فهنيئاً له. نحن لا نرى حلّاً في الأفق. ولا نرى إرادة إسلامية وعربية للقتال، ماذا تريدون بعد؟! غزة أعذرت إلى الله، أفلا تعذر إليكم؟!
على مرّ التاريخ، خسر المسلمون ومُنوا بهزائم فظيعة، فأيّ ضيرٍ في أُخرى؟! وفي هذا المقام: إيقاف الحرب ليس بضررٍ بالغٍ في مقابل أن نرحم إنسانية مليوني بهيمة تعيش في قطاع غزة، ومتى توفرت إرادة القتال عند العرب والمسلمين حينها نعيد النظر في البطولة التي سوف تستيقظ بين جنبي هذه الأمّة الخائرة.
لقد كان بالإمكان ردع إسرائيل منذ الشّهر الأوّل، وحقن دماء عشرات الآلاف الذين ذهبت دماؤهم هدراً، وذلك بوقفة جادّة نُمارسُ فيها مقداراً من التوحُّش الذي مارسته إسرائيل ضدّنا، وبأن نجعل العويل في تل أبيب موازياً للعويل في شمال قطاع غزّة، وبأن نبرز إقداماً على القتال، أن نُخِيف أمريكا ونُرِيَها أنّنا قادرون على إنهاكها بل حرقها في الشّرق الأوسط، وأنّنا مستعدّون للذهاب إلى خطواتٍ واسعةٍ لتحقيق الرّدع؛ لأنّ الأمر كان يتعلّق بمصير المنطقة كلّها وليس قطاع غزّة وحده. لقد كانت حرباً من طرفٍ واحدٍ نتلقّى فيها الضّربات القاسية دون أن يكون بإزائها ما يحفظ ماء الوجه على الأقل، ولقد كان التوحّش مطلوباً لتحقيق الرّدع، ولكن ما الذي حصل؟ لم نفعل ذلك. مارسنا مخططاتنا بتوانٍ إلى أن نزلت بنا النّازلة. الآن، وبسبب انعدام الرّدع، لم نخسر الحرب فقط، بل أُصبنا بمعضلة مزمنة، وهي أنّنا علّمنا إسرائيل وعرّفناها أنّ أسلوبها الذي مارسته في غزّة يمكن أن يأتي بأفضل النّتائج، وأنّنا يمكننا الانصياع إن فعلت ما فعلت في أي وقت وأي مكان، ولذلك فهي قد حفظت الدّرس وعرفت الطّريقة، ومن الآن فصاعداً ستمارس وحشيّتها وعدوانيّتها في المنطقة وإنْ رغمت أنوفٌ، ومن يأبى التّصديق فليس بينه وبين أن يرى الواقع إلّا القليل من الوقت، وإنْ كان الصبحُ قد أسفرَ لذي عينين.
النتيجة الأصعب: ضرورة إنهاء المأساة.
بتاريخ 21-8-2024 كتبتُ المنشور الأوّل حول مستقبل المعركة بمستواها المطروح آنذاك، وذلك بعد مرور 360 يوماً على القتال في غزّة، وضمّنتُه نصّاً سابقاً كتبته في اليوم 140 للحرب، وكلا النّصيّن كانا يركّزان على مآلات المعركة ومستقبلها، وخلاصتهما: أنّ كلّ ما كان يجري آنذاك لا يُغيِّرُ من واقع غزّة شيئاً، وأنّنا ذاهبون إلى نكسةٍ جديدةٍ بشكل مأساويّ لا سابقة له.
كتبتُ ذلك المنشور في شهر أغسطس -ولمّا تقع تلك الأحداث الدّامية بعدُ-، وكانت النيّة قائمةً لإكمال تبيين الوقائع بالاستناد إلى الشّواهد والتّحليل المنطقيّ، إلّا أنّ عوامل منعت من ذلك، أهمُّهما عندي طبيعة ردود فعل الإخوة الذين كانوا مفعمين بالآمال ومشحونين بالتّفاؤل إلى درجةٍ استعصى فهمُها على قدراتي العقليّة. جرت بعد ذلك وقائع مريرة، ونحنُ بحاجةٍ إلى دراستها وتحليلها واستخلاص العِبَر والنّتائج منها، إلّا أنّ الحالة المستعصية التي واجهناها بالأمس لا زالت حاضرةً. هناك حالة شديدة من الإباء والمكابرة والرّفض للتوجّه نحو الدّراسة والنّقد والتّحليل واستخلاص النتائج، وإصرار على تبنّي الرّأي الوحيد الأوحد الذي إمّا أن يكون وإلّا فلا، بالإضافة إلى الإصرار على استصحاب معضلات الماضي وإعادة تكرارها في الخطاب. في حالة الاستعصام والإباء هذه لا يبقى مجال للكلام عمّا سبق؛ إذ لا فائدة في المقام، وإنّما ينبغي الحديث عمّا هو مقتضى العقلانيّة بلحاظ المستقبل.
بالنسبة للمستقبل، باختصار شديد: إن مقتضى العقلانيّة هو أن تعمل حركة حماس على إيقاف الحرب بأيّ ثمن. أقول: بأيّ ثمن. أكرّر: بأيّ ثمن. من لديه اعتراض أو رأي آخر فليكتبه في غرفته الدافئة الآمنة وليحتفظ به لنفسه.
طوفان الأقصى -كالعادة أقول: بغضِّ النّظر عن الموقف الشرعيّ- كان تجربةً بطوليّةً لم تجد لها بطولةً توازيها، ثمّ كانت حربُ إبادةٍ ضروسٌ لا يجدي معها أنصاف الحلول. كان الطّوفان تجربةً يرجى لها النجاح لكنّها فشلت فشلاً ذريعاً.
إذا كانت جماهير المسلمين تستنفر للقتال في سوريا لإسقاط نظامها المنحطّ، وفي الوقت نفسه يُذبح أمامهم أكثر من 50 ألف إنسان، وتدمر منطقة مأهولة بحجم 360 كيلو متر فقط بإلقاء مئات آلاف الأطنان من المتفجرات، ثم تسكت جماهير الأنعام، ثم تسير في مسارات التطبيع والمداهنة، فأيّ وجهٍ عقلانيّ لتحميل أهل غزة وحدهم أعباء مواجهة العالم كلّه؟!
جماهير المسلمين صامتون إزاء الذبح والتطبيع، وهم متقبّلون لوجود إسرائيل بينهم، وليس بمقدور أهل غزة أن يخدموا جنابكم بأكثر من هذا. ولذا فلنذهب إلى إيقاف الحرب بأيّ ثمنٍ لوقف هذه المجزرة الدّائمة. من يظنُّ أنَّ صاروخاً يمنيّاً كلّ ليلةٍ يمكنه أن يحلّ المشكلة فهنيئاً له. نحن لا نرى حلّاً في الأفق. ولا نرى إرادة إسلامية وعربية للقتال، ماذا تريدون بعد؟! غزة أعذرت إلى الله، أفلا تعذر إليكم؟!
على مرّ التاريخ، خسر المسلمون ومُنوا بهزائم فظيعة، فأيّ ضيرٍ في أُخرى؟! وفي هذا المقام: إيقاف الحرب ليس بضررٍ بالغٍ في مقابل أن نرحم إنسانية مليوني بهيمة تعيش في قطاع غزة، ومتى توفرت إرادة القتال عند العرب والمسلمين حينها نعيد النظر في البطولة التي سوف تستيقظ بين جنبي هذه الأمّة الخائرة.
لقد كان بالإمكان ردع إسرائيل منذ الشّهر الأوّل، وحقن دماء عشرات الآلاف الذين ذهبت دماؤهم هدراً، وذلك بوقفة جادّة نُمارسُ فيها مقداراً من التوحُّش الذي مارسته إسرائيل ضدّنا، وبأن نجعل العويل في تل أبيب موازياً للعويل في شمال قطاع غزّة، وبأن نبرز إقداماً على القتال، أن نُخِيف أمريكا ونُرِيَها أنّنا قادرون على إنهاكها بل حرقها في الشّرق الأوسط، وأنّنا مستعدّون للذهاب إلى خطواتٍ واسعةٍ لتحقيق الرّدع؛ لأنّ الأمر كان يتعلّق بمصير المنطقة كلّها وليس قطاع غزّة وحده. لقد كانت حرباً من طرفٍ واحدٍ نتلقّى فيها الضّربات القاسية دون أن يكون بإزائها ما يحفظ ماء الوجه على الأقل، ولقد كان التوحّش مطلوباً لتحقيق الرّدع، ولكن ما الذي حصل؟ لم نفعل ذلك. مارسنا مخططاتنا بتوانٍ إلى أن نزلت بنا النّازلة. الآن، وبسبب انعدام الرّدع، لم نخسر الحرب فقط، بل أُصبنا بمعضلة مزمنة، وهي أنّنا علّمنا إسرائيل وعرّفناها أنّ أسلوبها الذي مارسته في غزّة يمكن أن يأتي بأفضل النّتائج، وأنّنا يمكننا الانصياع إن فعلت ما فعلت في أي وقت وأي مكان، ولذلك فهي قد حفظت الدّرس وعرفت الطّريقة، ومن الآن فصاعداً ستمارس وحشيّتها وعدوانيّتها في المنطقة وإنْ رغمت أنوفٌ، ومن يأبى التّصديق فليس بينه وبين أن يرى الواقع إلّا القليل من الوقت، وإنْ كان الصبحُ قد أسفرَ لذي عينين.
Facebook
إبراهيم جواد
حديث حول الطّوفان (1)
المعادلة المعقّدة: حرب غزّة وسيناريو السّور الواقي (2002)
منذ بداية الحرب، كان الميل إلى تقليل الحديث عن مجريات الحرب من الجهة السياسيّة والعسكرية، واقتصر الكلام على بيان وحشية...
المعادلة المعقّدة: حرب غزّة وسيناريو السّور الواقي (2002)
منذ بداية الحرب، كان الميل إلى تقليل الحديث عن مجريات الحرب من الجهة السياسيّة والعسكرية، واقتصر الكلام على بيان وحشية...
ختاماً، كما قلتُ في شهر أغسطس أنّ جبهات الإسناد ليس من شأنها أن تُغيّر واقع غزّة شيئاً، والآن بعد إغلاق الجبهة اللبنانيّة والجبهة العراقيّة وبقاء الجبهة اليمنيّة وحيدةً فالأمر بقياس الأولويّة أكثر وضوحاً، ونُضيف إليه: إنّ استمرار الحرب في غزّة لا أفق له، لا توجد ورقة ضغط واحدة يمكن أن تُوقف هذه المجزرة، فإلى متى تستمرّ؟! وكم يجب أن يموت من أهل غزّة لكي يقتنع الآخرون أنّ الأفق الإيجابيّ منعدمٌ؟! لقد سُوِّي ثلث شمال غزة بالأرض تماماً، وقُتل الآلاف، وهُجّر مئات الآلاف مشرّدين ينهشهم الجوع والبرد، وعمليات النّسف مستمرّة يومياً، وسوف تنتقل العمليّات بتوسّع في قلب مدينة غزّة، ما هي الحلول عند منظّري الصّمود إن استمرّت الحرب لسنةٍ أخرى بهذه الوحشيّة؟ ولماذا يتحمّل أهل غزّة تكلفة القتال الباهظة في ظلّ تباني المسلمين على التطبيع أو الخذلان أو الخوف من القتال؟! أسئلة بحاجة إلى إجابات واقعيّة.
أهل غزة الآن يُقاتلون وحدهم، وهم محاصرون من الجهات الأربع، والسّلاح آخذٌ بالنفاد، والقدرة على احتمال المزيد من المآسي تتضاءل، فمن كان يرى أفقاً إيجابيّاً فليرِنا إيّاه بشرط أن يكون من سكّان كوكبنا، لا في كوكبٍ موازٍ، والحمد لله رب العالمين.
ولنتذكر دائماً: لقد كان الشعب الفلسطيني معطاء طيلة عقود طويلة، ولكن الاستمرار بالبذل من دون مكتسبات يعني الاستهانة بالدماء والاستخفاف بآلام الجماهير المضحّية.
-----------------------
حديث حول الطوفان (1)
المعادلة المعقّدة: حرب غزّة وسيناريو السور الواقي (2002).
https://www.facebook.com/ibrahim.alhashim.925/posts/1546657762603372
...
أهل غزة الآن يُقاتلون وحدهم، وهم محاصرون من الجهات الأربع، والسّلاح آخذٌ بالنفاد، والقدرة على احتمال المزيد من المآسي تتضاءل، فمن كان يرى أفقاً إيجابيّاً فليرِنا إيّاه بشرط أن يكون من سكّان كوكبنا، لا في كوكبٍ موازٍ، والحمد لله رب العالمين.
ولنتذكر دائماً: لقد كان الشعب الفلسطيني معطاء طيلة عقود طويلة، ولكن الاستمرار بالبذل من دون مكتسبات يعني الاستهانة بالدماء والاستخفاف بآلام الجماهير المضحّية.
-----------------------
حديث حول الطوفان (1)
المعادلة المعقّدة: حرب غزّة وسيناريو السور الواقي (2002).
https://www.facebook.com/ibrahim.alhashim.925/posts/1546657762603372
...
Facebook
إبراهيم جواد
حديث حول الطّوفان (1)
المعادلة المعقّدة: حرب غزّة وسيناريو السّور الواقي (2002)
منذ بداية الحرب، كان الميل إلى تقليل الحديث عن مجريات الحرب من الجهة السياسيّة والعسكرية، واقتصر الكلام على بيان وحشية...
المعادلة المعقّدة: حرب غزّة وسيناريو السّور الواقي (2002)
منذ بداية الحرب، كان الميل إلى تقليل الحديث عن مجريات الحرب من الجهة السياسيّة والعسكرية، واقتصر الكلام على بيان وحشية...
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
مجزرة جديدة في مستشفى الوفاء بمدينة غزّة.
"تركت فيكم حروفاً، أعيدوا بها رسم الحكاية، ولا تذكروني".
لطالما كان رثاء الشهداء ميدانك.. واليوم بعد اليُتم بك لا معنى لكلّ ما نكتب أو نقول. فنحنُ عيال حروفك ورثائك وحكايتك.
يا سيّد الرّثاء، ويا معدِن الأحزان؛ نقول لك كما كنت تختم بقلمك السيّال: ”لا أوّل الشهداء أنت، ولا آخر حزن القافلة“. حقّاً قلتَ، وصدقاً نطقتَ، فهذه القافلة الكئيبة لا زالت على موعد مع الدم.
الأستاذ العزيز، والصّديق الحبيب محمد عاطف حجازي (أبو مالك) يلتحق بقافلة الأحبّة، مضرّجاً بدماء الثبات والصّمود في مشروع بيت لاهيا (شمال غزة).
لطالما كان رثاء الشهداء ميدانك.. واليوم بعد اليُتم بك لا معنى لكلّ ما نكتب أو نقول. فنحنُ عيال حروفك ورثائك وحكايتك.
يا سيّد الرّثاء، ويا معدِن الأحزان؛ نقول لك كما كنت تختم بقلمك السيّال: ”لا أوّل الشهداء أنت، ولا آخر حزن القافلة“. حقّاً قلتَ، وصدقاً نطقتَ، فهذه القافلة الكئيبة لا زالت على موعد مع الدم.
الأستاذ العزيز، والصّديق الحبيب محمد عاطف حجازي (أبو مالك) يلتحق بقافلة الأحبّة، مضرّجاً بدماء الثبات والصّمود في مشروع بيت لاهيا (شمال غزة).
التوكّل على الله عبادة توحيديّة خالصة
قال الشهيد الثّاني في وصف بعض وظائف طالب العلم: "وأن يتوكَّل عليه وأن يُفوِّض أمره إليه، ولا يعتمد على الأسباب فيُوكَل إليها وتكون وبالاً عليه، ولا على أحدٍ من خلق الله تعالى، بل يُلقِي مقاليد أمره إلى الله تعالى في أمره ورزقه وغيرهما، يظهر عليه حينئذٍ من نفحات قدسه ولحظات أُنسه ما يقوم به أوْدُهُ، ويحصل مطلبه، ويصلح به أمره، وقد ورد في الحديث عن النبيّ -صلّى الله عليه وآله- أنّ الله قد تكفّل لطالب العلم برزقه خاصّةً عمّا ضمنه لغيره. بمعنى أنّ غيره يحتاج إلى السّعي على الرّزق حتّى يحصل غالباً، وطالب العلم لا يكلّفه بذلك، بل بالطّلب، وكفاه مؤونة الرّزق إن أحسن النيّة وأخلص العزيمة.
وعندي في ذلك من الوقائع والدّقائق ما لو جمعتُه بلغ ما يعلمه الله من حُسن صنع الله بي وجميل معونته منذ اشتغلت بالعلم وهو مبادئ عشر الثلاثين وتسعمائة إلى يومي هذا وهو منتصف شهر رمضان سنة ثلاث وخمسين وتسعمائة، وبالجملة: فليس الخبرُ كالعيان".
📚موسوعة الشهيد الثاني (كتاب منية المريد)، ج1، ص68-69.
قال الشهيد الثّاني في وصف بعض وظائف طالب العلم: "وأن يتوكَّل عليه وأن يُفوِّض أمره إليه، ولا يعتمد على الأسباب فيُوكَل إليها وتكون وبالاً عليه، ولا على أحدٍ من خلق الله تعالى، بل يُلقِي مقاليد أمره إلى الله تعالى في أمره ورزقه وغيرهما، يظهر عليه حينئذٍ من نفحات قدسه ولحظات أُنسه ما يقوم به أوْدُهُ، ويحصل مطلبه، ويصلح به أمره، وقد ورد في الحديث عن النبيّ -صلّى الله عليه وآله- أنّ الله قد تكفّل لطالب العلم برزقه خاصّةً عمّا ضمنه لغيره. بمعنى أنّ غيره يحتاج إلى السّعي على الرّزق حتّى يحصل غالباً، وطالب العلم لا يكلّفه بذلك، بل بالطّلب، وكفاه مؤونة الرّزق إن أحسن النيّة وأخلص العزيمة.
وعندي في ذلك من الوقائع والدّقائق ما لو جمعتُه بلغ ما يعلمه الله من حُسن صنع الله بي وجميل معونته منذ اشتغلت بالعلم وهو مبادئ عشر الثلاثين وتسعمائة إلى يومي هذا وهو منتصف شهر رمضان سنة ثلاث وخمسين وتسعمائة، وبالجملة: فليس الخبرُ كالعيان".
📚موسوعة الشهيد الثاني (كتاب منية المريد)، ج1، ص68-69.
إنا لله وإنّا إليه راجعون.
انتقلت إلى رحمة الله تعالى ابنة أخي (هديل إسماعيل جواد الهشيم) شهيدة برصاص قوات الاحتلال الصهيوني في اليوم الأخير للحرب قبل ساعات من بدء العمل باتفاق وقف إطلاق النار.
انتقلت إلى رحمة الله تعالى ابنة أخي (هديل إسماعيل جواد الهشيم) شهيدة برصاص قوات الاحتلال الصهيوني في اليوم الأخير للحرب قبل ساعات من بدء العمل باتفاق وقف إطلاق النار.
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
الجزء الأول من كمائن الموت في بيت حانون، خطّ القتال الأماميّ في شمال غزة.
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
الجزء الثاني من كمائن الموت في بيت حانون، خطّ القتال الأماميّ في شمال غزة.
ما وقع خلال سنة ونصف تقريباً كان تجربة حافلةً بالتغيُّرات والأحداث العاصفة الكبيرة، وقد انفتح بسببها الكثير من النقاشات والأسئلة التي تحتاج إلى استقراء الآراء والتحليلات، وسماع الكثير من وجهات النّظر.
في هذه الجلسة الحواريّة، يقدّم الصّحفي عبد القادر فايز -مدير شبكة الجزيرة في طهران، وهو متخصّص في الدراسات الإيرانيّة- سرداً تاريخياً وتحليلاً سياسيّاً لمجريات الأحداث بعرضٍ مميّز ولافتٍ، أراه جديراً بالاهتمام، سواءً كنّا نقبل هذا السّرد أو التحليل أم لا؛ لاعتقادي بأنّنا في مرحلة لا يجدي معها الأجوبة الجاهزة المبنية على إمّا أبيض أو أسود، وإنّما هي مرحلة تحتاج إلى الكثير من المراجعة والقراءة الفاحصة والنّاقدة.
https://www.youtube.com/watch?v=-wHkUglsXWI
..
في هذه الجلسة الحواريّة، يقدّم الصّحفي عبد القادر فايز -مدير شبكة الجزيرة في طهران، وهو متخصّص في الدراسات الإيرانيّة- سرداً تاريخياً وتحليلاً سياسيّاً لمجريات الأحداث بعرضٍ مميّز ولافتٍ، أراه جديراً بالاهتمام، سواءً كنّا نقبل هذا السّرد أو التحليل أم لا؛ لاعتقادي بأنّنا في مرحلة لا يجدي معها الأجوبة الجاهزة المبنية على إمّا أبيض أو أسود، وإنّما هي مرحلة تحتاج إلى الكثير من المراجعة والقراءة الفاحصة والنّاقدة.
https://www.youtube.com/watch?v=-wHkUglsXWI
..
YouTube
قصة محور المقاومة من الثورة الإيرانية حتى سقوط الأسد | بودكاست الشرق
لماذا شكلت إيران محور المقاومة وما هي ظروف النشأة؟ كيف صنعت إيران نفوذها الإقليمي ومنظومتها الدفاعية؟ وكيف تأثرت بأحداث السابع من أكتوبر؟ وهل يتراجع دور إيران في المنطقة؟ في هذه الحلقة من بودكاست الشرق، يستعرض الصحفي والباحث المتخصص في الدراسات الإيرانية…
Forwarded from 🔹محمد بدر الدين🔹 - (مِداد) (محمد بدر الدين)
#دروس
#الاستناد
#علم_الرجال
🔸يتم بعونه تعالى رفع دروس في علم الرجال يشرح فيها كتاب:
📘الاستناد في منهج معرفة رجال الإسناد.
📝المصنَّف بإشراف السيد محمد جواد الشبيري الزنجاني حفظه الله.
🔹أسأل الله سبحانه وتعالى أن تكون نافعةً للمؤمنين بحق محمد وآله الطاهرين.
🖥رابط قائمة التشغيل: https://www.youtube.com/playlist?list=PLrAtJxotuOTlie_S_JS8Y-JsBOcNKxVq3
#الاستناد
#علم_الرجال
🔸يتم بعونه تعالى رفع دروس في علم الرجال يشرح فيها كتاب:
📘الاستناد في منهج معرفة رجال الإسناد.
📝المصنَّف بإشراف السيد محمد جواد الشبيري الزنجاني حفظه الله.
🔹أسأل الله سبحانه وتعالى أن تكون نافعةً للمؤمنين بحق محمد وآله الطاهرين.
🖥رابط قائمة التشغيل: https://www.youtube.com/playlist?list=PLrAtJxotuOTlie_S_JS8Y-JsBOcNKxVq3
YouTube
درس الاستناد
دروس في علم الرجال يشرح فيها كتاب الاستناد في منهج معرفة رجال الإسناد المصنَّف بإشراف السيد محمد جواد الشبيري الزنجاني حفظه الله
سيكون يوم غدٍ يوم حزنٍ وفخرٍ وثورةٍ..
أمّا حزننا، فهو ثمرة محبّتنا الصّادقة وعاطفتنا النّبيلة تجاه رجل الصّدق والفضيلة في زمن الانحطاط وامتهان الكرامة الإنسانيّة. فسيّدنا العظيم (رضوان الله عليه) هو رجل الثّوابت والمبادئ والقيم الذي أحببناه؛ لأنّه قد بذل كل ما أُوتي ليمثّل رسالة الفضيلة في مقابل الرّذيلة، ولأنّه الذي جاهد وسعى بكلّ إخلاصٍ لإعلاء راية الإسلام، وإعانة المستضعفين، وغوث الملهوفين والمكروبين، ولِذَا كان فقده علينا ثقيلاً، وكان يومه فينا كئيباً.
وأمّا فخرنا؛ فلأنّ سيّد النِّزال وبطل الملحمة الكبرى في عصرنا الحاضر قد قضى نحبه بالنّحو الذي يليق به، فكانت شهادة الانتصار، انتصار الدّم على السّيف، وكانت شهادة الصّدق، ولا آية أعظم من الدّم؛ إذ ما فوقَها برٌّ، وكانت شهادة الفضيلة التي أبَت الذلّ والخنوع، ورفضت التسليم بمشهد هتك الحرمات وذبح الأبرياء في ظلّ صمت عقيم وخور كبير.. لقد كانت شهادة أورثت خلوداً، فأنت اليومَ أمّةٌ، وأنت اليومَ ثورةٌ.. وأنت تاريخنا وهويّتنا، وما نرى لك فخراً أعظم من الشّهادة.
لقد كان سيّدنا العظيم رجل المرحلة الذي واجه الصّعاب، مهما بلغت التحديات، ومهما كانت العواقب، وبهذا الثّبات والإباء رسم بجهاده الكبير ودمه الزكيّ مسار الأجيال القادمة التي ستحمل رسالة المستضعفين في الأرض، ليبلغها أنّ هذا الطّريق هو طريق العطاء وبذل الدّماء والصّدق مع الله.
لقد صَنَع ملحمته الخالدة بدمائه الطّاهرة، وخاض معركةً من أعظم المعارك أهوالاً، وأبهظها أثماناً، وجعل عمامته الشّامخة حِصناً حصيناً تلوذ به أمَّةُ المستضعفين، فكان عند هذه الأمّة كما ظنّتْ به.. نعم؛ لقد كان قطب رحاها، وفارس جوادها، وكهفها وملاذها، وأصبح اليوم حزننا العميق، وفخرنا الأبديّ، وثورتنا الغاضبة في وجه الطّاغوت.
سيّدنا الحبيب المعطاء؛
هذه الجماهير ستخرج غداً لتقول لك إنّها لن تترك نهجك، ولن تغفل عن مبادئك ورسالتك، وستكمل مسيرك حتّى زوال هذه الآفة الخبيثة من بلادنا..
هذه الجماهير ستمهر عقد الصّدق بدمائها وفاءً لكَ كما كنتَ وفيّاً إذ بايعتَهم بدمك يوم قلت لرفيق دربك: لشهيدنا لا نقول "وداعاً" بل نقول "إلى اللّقاء"، إلى اللّقاء مع انتصار الدّم على السّيف، إلى اللّقاء في الشّهادة، إلى اللّقاء في جوار الأحبّة.
ونحن بلسانِ كلّ مكلومٍ لفقدك نقول: لا نقول لك "وداعاً" بل "إلى اللقاء".. إلى اللقاء عند أولياء الله فإنّ أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
أمّا حزننا، فهو ثمرة محبّتنا الصّادقة وعاطفتنا النّبيلة تجاه رجل الصّدق والفضيلة في زمن الانحطاط وامتهان الكرامة الإنسانيّة. فسيّدنا العظيم (رضوان الله عليه) هو رجل الثّوابت والمبادئ والقيم الذي أحببناه؛ لأنّه قد بذل كل ما أُوتي ليمثّل رسالة الفضيلة في مقابل الرّذيلة، ولأنّه الذي جاهد وسعى بكلّ إخلاصٍ لإعلاء راية الإسلام، وإعانة المستضعفين، وغوث الملهوفين والمكروبين، ولِذَا كان فقده علينا ثقيلاً، وكان يومه فينا كئيباً.
وأمّا فخرنا؛ فلأنّ سيّد النِّزال وبطل الملحمة الكبرى في عصرنا الحاضر قد قضى نحبه بالنّحو الذي يليق به، فكانت شهادة الانتصار، انتصار الدّم على السّيف، وكانت شهادة الصّدق، ولا آية أعظم من الدّم؛ إذ ما فوقَها برٌّ، وكانت شهادة الفضيلة التي أبَت الذلّ والخنوع، ورفضت التسليم بمشهد هتك الحرمات وذبح الأبرياء في ظلّ صمت عقيم وخور كبير.. لقد كانت شهادة أورثت خلوداً، فأنت اليومَ أمّةٌ، وأنت اليومَ ثورةٌ.. وأنت تاريخنا وهويّتنا، وما نرى لك فخراً أعظم من الشّهادة.
لقد كان سيّدنا العظيم رجل المرحلة الذي واجه الصّعاب، مهما بلغت التحديات، ومهما كانت العواقب، وبهذا الثّبات والإباء رسم بجهاده الكبير ودمه الزكيّ مسار الأجيال القادمة التي ستحمل رسالة المستضعفين في الأرض، ليبلغها أنّ هذا الطّريق هو طريق العطاء وبذل الدّماء والصّدق مع الله.
لقد صَنَع ملحمته الخالدة بدمائه الطّاهرة، وخاض معركةً من أعظم المعارك أهوالاً، وأبهظها أثماناً، وجعل عمامته الشّامخة حِصناً حصيناً تلوذ به أمَّةُ المستضعفين، فكان عند هذه الأمّة كما ظنّتْ به.. نعم؛ لقد كان قطب رحاها، وفارس جوادها، وكهفها وملاذها، وأصبح اليوم حزننا العميق، وفخرنا الأبديّ، وثورتنا الغاضبة في وجه الطّاغوت.
سيّدنا الحبيب المعطاء؛
هذه الجماهير ستخرج غداً لتقول لك إنّها لن تترك نهجك، ولن تغفل عن مبادئك ورسالتك، وستكمل مسيرك حتّى زوال هذه الآفة الخبيثة من بلادنا..
هذه الجماهير ستمهر عقد الصّدق بدمائها وفاءً لكَ كما كنتَ وفيّاً إذ بايعتَهم بدمك يوم قلت لرفيق دربك: لشهيدنا لا نقول "وداعاً" بل نقول "إلى اللّقاء"، إلى اللّقاء مع انتصار الدّم على السّيف، إلى اللّقاء في الشّهادة، إلى اللّقاء في جوار الأحبّة.
ونحن بلسانِ كلّ مكلومٍ لفقدك نقول: لا نقول لك "وداعاً" بل "إلى اللقاء".. إلى اللقاء عند أولياء الله فإنّ أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
رُوي عن الإمام المجتبى (عليه السّلام): «إنّ اللهَ عزَّ وجلَّ خلق شهر رمضان مضماراً لخلقه ليستبقوا فيه بطاعته إلى رضوانه».
الإيمان بالله وتحقيق العبوديّة أمر أعمق ممّا يجري على ظاهر الألسنة؛ إنّه حقيقة نابعةٌ من القلب بالتّصديق، وسارية في الجوارح بالعمل، وهذا الشهر الفضيل هو شهر إحياء القلوب ومجاهدة الجوارح وتسخيرها في المسارعة إلى مرضاة الله، فهذا دأب الصّالحين من أهل الخوف والرّجاء.. ليس شهر رمضان موسماً لما لا يُرجَى منه الخير، وإنّما هو شهر التّشمير والاجتهاد والجدّ في الطّاعة، بقلوبٍ حيّة يقظةٍ، وجوارح عاملة مجتهدة.
الإيمان بالله وتحقيق العبوديّة أمر أعمق ممّا يجري على ظاهر الألسنة؛ إنّه حقيقة نابعةٌ من القلب بالتّصديق، وسارية في الجوارح بالعمل، وهذا الشهر الفضيل هو شهر إحياء القلوب ومجاهدة الجوارح وتسخيرها في المسارعة إلى مرضاة الله، فهذا دأب الصّالحين من أهل الخوف والرّجاء.. ليس شهر رمضان موسماً لما لا يُرجَى منه الخير، وإنّما هو شهر التّشمير والاجتهاد والجدّ في الطّاعة، بقلوبٍ حيّة يقظةٍ، وجوارح عاملة مجتهدة.
في صبيحة اليوم، الثّاني من شهر رمضان، رحل إلى جوار ربّه الكريم سماحة العلّامة الفاضل، المحقّق الخبير، السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلاليّ..
لقد ثُلم الإسلام برحيله ثلمةً لا يسدّها شيء؛ فهو العالِم المعطاء الذي أمضى عقوداً من حياته الشّريفة في خدمة الدّين والحوزة العلميّة، فترك خلفه إرثاً عظيماً من الإفادة والتّدريس والتحقيق..
وخسرنا - نحن معاشر طلاب العلم - ملاذاً رؤوفاً يفيض عطفاً وحناناً واهتماماً بأبنائه الطّلاب، فهو الأب الذي لم يفتر يوماً عن العناية بهم والسّؤال عن أحوالهم والمبادرة إلى خدمتهم، فكان نِعم الملاذ ونِعم العون في كلّ خطب.
اللهم إنّا لا نعلم عنه إلّا خيراً فارحمه واغفر له وألحقه بالصّالحين واحشره مع النبيّ الكريم وأهل بيته الطّاهرين. إنّا لله وإنّا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العليّ العظيم.
لقد ثُلم الإسلام برحيله ثلمةً لا يسدّها شيء؛ فهو العالِم المعطاء الذي أمضى عقوداً من حياته الشّريفة في خدمة الدّين والحوزة العلميّة، فترك خلفه إرثاً عظيماً من الإفادة والتّدريس والتحقيق..
وخسرنا - نحن معاشر طلاب العلم - ملاذاً رؤوفاً يفيض عطفاً وحناناً واهتماماً بأبنائه الطّلاب، فهو الأب الذي لم يفتر يوماً عن العناية بهم والسّؤال عن أحوالهم والمبادرة إلى خدمتهم، فكان نِعم الملاذ ونِعم العون في كلّ خطب.
اللهم إنّا لا نعلم عنه إلّا خيراً فارحمه واغفر له وألحقه بالصّالحين واحشره مع النبيّ الكريم وأهل بيته الطّاهرين. إنّا لله وإنّا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العليّ العظيم.
بسم الله الرّحمن الرّحيم
قبل ما يزيد على عامٍ، شرعتُ بحمد الله وتوفيقه بالدرس الأسبوعيّ في قراءة أمالي الشّيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النّعمان البغداديّ العكبريّ (رضي الله عنه) (ت: 413هـ) مع الشرح والتّعليق، وقد تناول البحث عدّة جوانب:
١- التّعريف برجال الأسانيد.
٢- التعليق ببعض الفوائد المرتبطة بالأسانيد.
٣- شرح غريب الحديث، وضبط المتن ضبطاً صحيحاً، وتخليصه من التّصحيفات.
٤- ربط الأحاديث ببعض المطالب الكلاميّة والتاريخيّة.
٥- الدراسة النقدية لبعض الأحاديث.
٦- تخريج الأحاديث تخريجاً علميّاً.
وقد انتهينا في أواخر شهر شعبان المنصرم من المجلس العاشر في أماليه، فكان عدد الجلسات المنعقدة: (43) مجلساً، وقد جمعت روابط تسجيلاتها في هذا الرّابط:
https://mhedaiat.blogspot.com/2023/10/blog-post_23.html
وقد أحببتُ أن أشارك هذا الجهد القليل في ذكرى وفاة هذا الشّيخ العالم الفقيه البصير في دينه، العامل بعلمه، سائلاً الله تبارك وتعالى أن يجزل له الأجر العظيم، وأن يحشرنا وإيّاه مع النبيّ الكريم وأهل بيته الطيبين الطاهرين.
قبل ما يزيد على عامٍ، شرعتُ بحمد الله وتوفيقه بالدرس الأسبوعيّ في قراءة أمالي الشّيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النّعمان البغداديّ العكبريّ (رضي الله عنه) (ت: 413هـ) مع الشرح والتّعليق، وقد تناول البحث عدّة جوانب:
١- التّعريف برجال الأسانيد.
٢- التعليق ببعض الفوائد المرتبطة بالأسانيد.
٣- شرح غريب الحديث، وضبط المتن ضبطاً صحيحاً، وتخليصه من التّصحيفات.
٤- ربط الأحاديث ببعض المطالب الكلاميّة والتاريخيّة.
٥- الدراسة النقدية لبعض الأحاديث.
٦- تخريج الأحاديث تخريجاً علميّاً.
وقد انتهينا في أواخر شهر شعبان المنصرم من المجلس العاشر في أماليه، فكان عدد الجلسات المنعقدة: (43) مجلساً، وقد جمعت روابط تسجيلاتها في هذا الرّابط:
https://mhedaiat.blogspot.com/2023/10/blog-post_23.html
وقد أحببتُ أن أشارك هذا الجهد القليل في ذكرى وفاة هذا الشّيخ العالم الفقيه البصير في دينه، العامل بعلمه، سائلاً الله تبارك وتعالى أن يجزل له الأجر العظيم، وأن يحشرنا وإيّاه مع النبيّ الكريم وأهل بيته الطيبين الطاهرين.
Blogspot
دروس في شرح الأمالي
بسم الله الرحمن الرحيم دروس في شرح الأمالي سلسلة دروس في شرح كتاب (الأمالي) للشّيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النّعمان العكبريّ البغداديّ (رضي...
تقديم القدوة ضمن الخطاب إلى المجتمع غرضه التهذيب والاستقامة والارتقاء العلمي والروحي، ولكن ما الذي يوجد في شخصية معاوية وسائر ملوك بني أمية ليقدّموا في خطاب المرحلة؟ فهؤلاء لم يمتازوا بالعلم أو تزكية النفس والحكمة أو غير ذلك مما ينفع الناس. الغرض الأساسي من استحضار هذه الشخصيات الاستفادة منها في الجانب الذي برعت فيه، وهو الوحشية والحِرص على المُلك وسفك الدّماء في كل قريب وبعيد لأجل تحقيق الغايات السلطويّة التي تمثل غاية الآمال ومنتهى الطّموح عند جماعات الإسلاميين المتطرفين.
اقرأ تاريخ معاوية من أوله إلى آخره، لن تستفيد شيئاً في دينك وإنسانيتك، فالرجل وحش في صورة البشر، همه السلطنة والمملكة، ولو على حساب أنهار من الدماء، وهم يحتاجون إليه ليكون رمز المرحلة المتوحشة.
الأمر الذي لا يضعون له حساباً هو أن السيف لا يمكنه أن يقيم دولاً معمرة ومستقرة، وما كان أوله (معاوية) فآخره (مروان الحمار).
اقرأ تاريخ معاوية من أوله إلى آخره، لن تستفيد شيئاً في دينك وإنسانيتك، فالرجل وحش في صورة البشر، همه السلطنة والمملكة، ولو على حساب أنهار من الدماء، وهم يحتاجون إليه ليكون رمز المرحلة المتوحشة.
الأمر الذي لا يضعون له حساباً هو أن السيف لا يمكنه أن يقيم دولاً معمرة ومستقرة، وما كان أوله (معاوية) فآخره (مروان الحمار).
مصباح الهداية
تقديم القدوة ضمن الخطاب إلى المجتمع غرضه التهذيب والاستقامة والارتقاء العلمي والروحي، ولكن ما الذي يوجد في شخصية معاوية وسائر ملوك بني أمية ليقدّموا في خطاب المرحلة؟ فهؤلاء لم يمتازوا بالعلم أو تزكية النفس والحكمة أو غير ذلك مما ينفع الناس. الغرض الأساسي من…
Presenting role models within discourse to society serves the purpose of refinement, righteousness, and intellectual and spiritual elevation.
But what qualities exist in the personality of Muʿāwiya and the rest of the Umayyad kings that make them worthy of being presented in the discourse of this era? These individuals were not distinguished by knowledge, self-purification, wisdom, or anything else beneficial to people.
The primary purpose of invoking these figures is to utilize them in the aspect in which they excelled, namely, brutality, an insatiable thirst for power, and the spilling of blood. Whether of kin or strangers, to achieve authoritarian goals, which represent the ultimate aspiration of extremist Islamist groups.
Read the history of Muʿāwiya from beginning to end—you will gain nothing for your faith or humanity. The man was a beast in human form, obsessed with dominion and kingship, even at the cost of rivers of blood. They need him as the emblem of this savage era.
What they fail to account for is that the sword cannot build lasting and stable states and what begins with Muʿāwiya inevitably ends with Marwān the Donkey.
✍️ Shaykh Ibrāhīm Jawād
But what qualities exist in the personality of Muʿāwiya and the rest of the Umayyad kings that make them worthy of being presented in the discourse of this era? These individuals were not distinguished by knowledge, self-purification, wisdom, or anything else beneficial to people.
The primary purpose of invoking these figures is to utilize them in the aspect in which they excelled, namely, brutality, an insatiable thirst for power, and the spilling of blood. Whether of kin or strangers, to achieve authoritarian goals, which represent the ultimate aspiration of extremist Islamist groups.
Read the history of Muʿāwiya from beginning to end—you will gain nothing for your faith or humanity. The man was a beast in human form, obsessed with dominion and kingship, even at the cost of rivers of blood. They need him as the emblem of this savage era.
What they fail to account for is that the sword cannot build lasting and stable states and what begins with Muʿāwiya inevitably ends with Marwān the Donkey.
✍️ Shaykh Ibrāhīm Jawād