Telegram Web Link
بسم الله الرحمن الرحيم.
{فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}..

روي عن الإمام الباقر عليه السلام: «زكاة العلم أن تعلمه عباد الله».
¤ المصدر: الكافي الشريف، كتاب العلم، باب بذل العلم، رقم الحديث 3.
¤ إحقاق الحق، وظيفة أساسية في زمن الغيبة الكبرى.

إن الإسلام دينٌ رسالي، يحمل رسالة هامة إلى البشرية، ولذلك اعتنى بأن يُجنّد أبناءه ليكونوا تحت راية الحق مشتغلين بتكليفهم ليكونوا دعاة إلى الله، وليرشدوا البشرية إلى سبل الكمال التي تحقق لهم الإنسانية الحقّة، ولذلك وظّفَ المؤمنين بأداء تكاليف كثيرة، ولا سيما في زمن غيبة الإمام لتضاعف المسؤوليات على عاتق أهل الولاية والبصيرة الإيمانية، وهذه التكاليف راجعة إلى جانبين:

۱. الجانب الشخصي: وهو بشكل أساسي متعلق بالوظائف الشرعية الفردية، من قبيل أداء الواجبات وترك المحرّمات، والاشتغال بالمستحبات وتهذيب النفس، وكافة ما يتعلق بصلاح الفرد.

۲. الجانب العام: وهو متعلق بوظيفة الفرد تجاه دينه ومجتمعه، فإن للإنسان المؤمن وظائف ثقيلة في هذا المجال، ومن أهمها: الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والتذكير بمعالم الدين وإحيائها، والنطق بالحق في كل موطنٍ بقدر الإمكان والقدرة، والدفاع عن حريم أهل بيت النبوة المظلومين، ودفع أبالسة الضلال عن ضعفاء شيعة آل محمد عليهم السلام، والاعتناء بفقرائهم وضعفائهم، والإحسان إليهم وتكريمهم، وهذه مسؤولية كبيرة ينبغي للجميع أن يساهم في إنجازها بقدر طاقته، ولا سيّما العلماء وطلبة العلم وأهل البصيرة والسداد من عامة الناس، ليكونوا عاملين تحت راية ولي الله الأعظم عجل الله فرجه الشريف، وقد أدخلوا السرور على قلبه بهذا الجهاد في الدفاع عن الحق ودحض الباطل وخدمة المؤمنين.
في تشيعك لآل محمد: كُن أبا سهل، ولا تكن شلمغانيّاً.

من المفارقات في سيرة أصحاب الأئمة عليهم السلام أنّ بعضهم كان يرى طاعته للإمام طاعةً محضةً لله، وبعضهم كان يرى في مرافقة الإمام سبيلاً إلى الدنيا.

حين نُصِب السفير الثالث للإمام الحجة عجل الله فرجه (الحسين بن روح النوبختي) تفاجأ بعض الشيعة، إذ كانوا يظنون أن أمر السفارة لا ينزوي عن أبي سهل النوبختي؛ لأنه الأكثر أهلية بنظرهم، فسُئلَ ذات يومٍ: كيف صار هذا الأمر إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح دونك؟ فقال: «هم أعلم وما اختاروه»، أي أنّه فوّضَ أمر حركته وخدمته للدين بما يحكم به الإمام من آل محمد عليهم السلام، وأنه لا يقول شيئاً في قباله؛ لأنه يعلم أن ما يفعله الإمام فهو في صلاح حاله.

أما الشلمغاني، فقد كان فقيهاً من كبار فقهاء الشيعة، حتى أنّ كتابه «التكليف» كان في معظم بيوت الشيعة، ولكنه كان يرى في الارتباط بالإمام وكتابة العلم سبيلاً إلى الدنيا، ويرى الإمامة من منظور الوكالة والسفارة وقبض الأخماس والتشريفات فقط، فخسر دنياه بمجرد أن سقطَ في امتحان التسليم وصار يترقى في مراتب الضلال حتّى هلك.

والمعنى: عليك بالإخلاص في تشيعك، ولا تجعله مادةً للمساومة بيعاً وشراءً، فما أكثر المشترين، واعلم أنك إذا عملت بإخلاص، سيضعك إمامك في المكان الذي يريد ويرى فيه صلاحاً لك، ولو على رأس جبل بعيد.

فاليوم: لا زالت هذه الفتنة، فتنة الدنيا والأموال والتشريفات تلاحق كل مؤمن، وإما أن يطفئها بماء إيمانه أو تحرقه بنار شيطنتها، وكثير ابتلي بهذا، فكم كان البعض ظاهره خدمة الدين حتى إذا تغيرت بوصلة المال ظهرت نفسه الحقيقية، نعوذ بالله من شر الفتن ونسأله العصمة والثبات حتى يقر عيوننا بالفرج.
2025/07/12 08:56:47
Back to Top
HTML Embed Code: