Telegram Web Link
الله، الرحمانُ شديد العقاب..

الذين يحاولون تحديث الدين بصناعة تصوّرٍ جديد حول الرحمة الإلهية، بأن الله رحيم رؤوف لا يُنسب إليه التعذيب والتنكيل، يشاركون - علموا أم جهلوا - في الإفساد في الأرض، حيث ينفون وجود رادع وعقوبة على أي عملٍ، كما أن من يخوّف الناس بالله بنحو لا ترغيب فيه يساهم في بناء تدين جافّ لا ترتقي فيه الروح ذات الأمل الخافت، فلا تطمع بكرمٍ ولا تهفو إلى رحمةٍ، بل تبقى مرتبكةً في الخوف فقط، وإنما الحق في الجمع بين الأمل بالرحمة والعمل خوف العقوبة، ليطمع العبد بالدرجات العلى ويبقى على خوفٍ يقوّم سلوكه فلا يستزله الشيطان، قال تعالى: (أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا)، فالرجاء للرحمة والخوف من العذاب مقترنان في نفوس العابدين، وفي هذا روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: «الْفَقِيهُ كُلُّ الْفَقِيهِ مَنْ لَمْ يُقَنِّطِ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ، وَلَمْ يُؤْيِسْهُمْ مِنْ رَوْحِ اللهِ وَلَمْ يُؤْمِنْهُمْ مِنْ مَكْرِ اللهِ»..
يُقال: المرأة عورة، وقد حُمل هذا على التشبيه، وأنه تشبيه مستقبَحٌ، فهل هذا صحيح؟!

هذه العبارة مألوفة في بعض الروايات وكلمات الفقهاء (رضوان الله عليهم)، فيقولون: «المرأة عورة»، وهذه الكلمة وفقاً للغة العربية لا إشكال فيها، والمحاولة المذكورة هي للخروج من الحرج من إطلاق هذه العبارة بحملها على التشبيه، ويزيد الطين بلة أن يُقال: إنّ هذا الإطلاق لم يكن تشبيهاً موفَّقاً، وهذا الاشتباه ناشئ عن عدم معرفة المعنى اللغويّ لكلمة «العورة»، والظاهر أنّ التحرّج من مثل هذا الإطلاق هو التسوية بين معنى العورة والسوأة المحرّج على سترها بشدّة، فظُنَّ أن الأمر تشبيهٌ لمناسبة ما بينهما!
والصحيح: إنّ العورةَ ليست هي السوأة، وإن عبارة «المرأة عورة» ليست تشبيهاً من الأساس، فالأصلُ في العورة هو (ما ينبغي ستره ويستقبح كشفه وتركه، فهو مما يحتاج إلى ستر وحراسة وصيانة) كما أشارت إلى هذا كلمات اللغويين على اختلاف بيانها.
وفي هذا يقول ابن فارس في (مقاييس اللغة): (ومن الباب العورة، واشتقاقها من الذي قدمنا ذكره، وأنه مما حمل على الأصل، كأن العورة شيء ينبغي مراقبته لخلوه) بمعنى: أنّ العورة مما يحتاج إلى تحفُّظ وعناية وستر، وعبّر الخليل الفراهيدي بقوله: (وكل أمر يستحى منه فهو عورة) والأصل في هذا الجذر أنّه يُطلق على كُل ما يحتاج إلى تحصين أو ستر، وفي هذا قال الفيومي في مصباحه: (وكلّ شيء يستره الإنسان أنفة وحياء فهو عورة)، وفي هذا المعنى قال تعالى حاكياً قول بعض المنافقين: (وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَاراً)، فالعورة هنا ليست السوأة ولا تشبيه بها، وإنما يريدون أن يقولوا: إنّنا نستأذن لمغادرة الحرب؛ لأن بيوتنا بحاجة إلى تحفُّظٍ وستر وعناية منا.
إذا اتضح هذا عُرِفَ سِرُّ إطلاق «العورة» على المرأة، فإنّ الشريعة الإلهيّة قد أكّدت على تستر المرأة بما يناسب كمال عفافها، فجعلها مما ينبغي أن يُعتنى بأحوالها أشدّ العناية ويُستحى من تعريضها لكل أجنبيّ، حفظاً لجانب الستر والعفاف، ورعاية للأدب..
ولمناسبة المقام للأصل استُعملَت هذه الكلمة في وصفها، وقد أخطأ من قال إنه تشبيهٌ قبيح، فقد أبعد النُّجعة!
🔺 نظام العلية والمعلولية.

«المسألة الأخرى التي بقيت غامضةً في مجال التوجهات الفكرية التي تبناها ديفيد هيوم تتلخص فيما يلي: لو لم تكن هناك أية علاقة عليّة بين العلل والمعلولات، ولم يحدث في عالم الوجود سوى توالٍ وتعاقب للأحداث، فهذا يعني إمكانية صدور كل شيء من أي شيء كان! مثلاً، يمكن لشجرة الجوز أن تثمر عن قطارٍ مكونٍ من قاطرة ومئات العربات المليئة بأعداد كبيرة من ديفيد هيوم وبروتاغوراس وسائر الشكوكيين، ثم من الممكن لهذا القطار أن يتحول إلى عارضة زجاجية مليئة بالتماثيل الذهبية التي كانت قبل ذلك مسافرين»..

الشيخ محمد تقي الجعفري؛
تحليل نقدي لنظريات ديفيد هيوم على ضوء أربع مسائل فلسفية، ص٣٢، ترجمة: أسعد الكعبي.
🔎المجهر لكشف الحقائق🔍

🔺 جديد أعمالنا [تحت المجهر].

فضيحة الشيخ السلفي عاصم هيثم (كشف أكاذيبه وتدليساته).

🔗 إعداد وتقديم : حسين رضا.

🎥 لمشاهدة الحلقة. 🔽🔽🔽
https://youtu.be/PHmbZjFsELg
#يوم_البقيع_العالمي

وللوهابية جرائم أخرى غير الاعتداء على حُرمة البقيع، منها هدم ضريح حمزة (عليه السلام) وعبد الله بن عباس (رضي الله عنه).
.
.
.
«كتب أهالي البلدة الطيّبة (المدينة) في عريضةٍ إلى المحضر العالي قائلين: ...، وقد دعا ذلك المتمرد أهالي البلدة الطيبة إلى دينه الباطل، وقال إنهم إنْ رضوا بهذا الأمر فسوف لا يلحق بهم أذى وضرر، إلا أنهم إن عارضوا فسوف يتعرضون دوماً لضغوطه وأذاه. وهدمَ - فضلاً عن ذلك - زاوية من المسجد الشريف لسيدنا حمزة وكسر ضريحه المنيف ونهب الثريا والبساط والأشياء النحاسية والستائر النفيسة كما حطّم الباب الشريف للإمام علي ... وهدمَ قبة عبد الله بن عباس».
انظر: وثائق نجد، تقارير أمراء العثمانيين المعاصرين لظهور محمد بن عبد الوهاب واستقرار أول دولة لآل سعود في نجد والحجاز، ص333، الوثيقة رقم 32.
نقلاً عن أرشيف رئاسة الوزراء في الجمهورية التركية برقم [HAT-00093-03789-00001].
#يوم_البقيع_العالمي

«وإنما هدمنا بيت السيدة خديجة، وقبة المولد، وبعض الزوايا المنسوبة لبعض الأولياء، حسماً لتلك المادة، وتنفيراً عن الإشراك بالله ما أمكن لعظم شأنه، فإنه لا يُغفَر».
شيخ الإرهاب والتكفير: محمد بن عبد الوهاب
الدرر السنية في الأجوبة النجدية، ج١، ص٢٣٣.

جريمة الفئة الضالة - الوهابية - بحق أئمة أهل البيت عليهم السلام في البقيع لا يمكن أن تُنسى، وسيأتي يوم القصاص لا محالة.. يومَ يُجتث أصل الشجرة الخبيثة من بلاد الحرمين.
دور المحكمات واليقينيات في فهم الإمامة

تفسير الإمامة الذي تحاول بعض الجهات الحداثويّة ترويجه يبتني بكل صراحة على نفي العصمة والنصّ وتنزيل الإمام منزلةَ سائر فقهاء المسلمين المجتهدين، إلا أنه بنظرهم أقرب إلى النصوص الخالية من التشويش؛ إذ إن «أهل البيت أدرى بما فيه»، فيكون الإمام بنظرهم عالم مجتهد، يقرأ القرآن الكريم ونصوص النبي وأمير المؤمنين عليهما وآلهما السلام، ويحاول أن يفهمها، ويفتي وفقاً لفهمه وتقديره وقد يصيبُ وقد يُخطئ.
وهذا التفسير ينبغي أن يُعرضَ على المفردات اليقينية عندنا قبلَ الدخول في التفاصيل الجزئيّة، وهذا منهجٌ ينبغي للشباب أن يعتمدوه في مواجهة الشبهات، وهو عدم الركض خلف تفاصيل القوم الجزئية قبل الاتفاق على تحرير الكلام في تفسير الكبريات اليقينية التي لا يشك في ثبوتها ذو علمٍ وإنصافٍ، ومن أهمها: حديث الثقلين، وحديث الغدير، وفي المقام ينبغي أن تُطرح عدة أسئلةٍ مهمة، ومنها:

• هل الإمامة في أهل البيت (عليهم السلام) وفقاً للرأي الحداثويّ تُشكّلُ مصداقاً وافياً لعبارة: (ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً)؛ لا سيّما وأن غير المعصوم قد يقدّم تفسيراً خاطئاً للمعارف الإلهية، وقد يأخذ بالناس شرقاً وغرباً، لا سيما مع ابتعاده عن عصر النص، وهذا وترٌ يضرب عليه نفس أهل الحداثة في قضية فهم النصوص الدينية!
وهذا الطرح إجمالاً، شبيه بطرح الإمامة في المذهب الزيديّ الذي يجعل بابها مفتوحاً للهاشميين الحسنيين والحسينيين، بحيث يتوفّر مستوفي الشروط على منصب الإمامة، فلو ابتليت الأمّة بألف حسنيّ وألف حسيني فيهم ما اشترطوه من شروطٍ بالظن والرأي، فسيصبح لدينا ألفي إمامٍ بفضل الله ومنّته، وهذا التوجّه مُنافٍ لروح الدين الإسلامي الذي يحاول توحيد المجتمع بضوابط تجعله أقرب لنظم الأمر، فكيف بهذا التصور الذي يجعل باب الإمامة سبيلاً إلى تكوين الأحزاب والفرق المتناحرة بغطاء شرعي ديني؟! والحروب بين أئمة الزيدية على مر السنين شاهدٌ قويٌّ على عدم صوابية هذا الرأي، فالهدفُ من مشروع الإمامة هو تكليف الأمة بالاجتماع على إمام واحد يوحّد أمرها ويجمع كلمتها ويقوّم أمر دينها، لا توليد نظريات تعمل على تفريخ عشرات الأئمة المتناحرين، وهذه ثغرةٌ في التصور المنسوب للإسلام ينبغي للحداثويين أن يسدّوها، ولن يأبهوا للأمر؛ لأن تفريغ الإسلام من محتواه المنضبط والمقنن لا يشكل غصة لديهم، بل هي الفوضى في الدين، وليس وراء عبادان قرية!

• لو سلّمنا بإخراج الإمامة في أهل البيت (عليهم السلام) عن دائرة السياسة وفقاً لتنظيراتهم، واقتصرنا على مرجعية أهل البيت الدينية الاجتهادية، فما هو النظام السياسي في الإسلام؟ فإما أن الله قد خطّ للحكومة الإسلامية بياناً ينضبطُ به زمامها، أو أنه جعلها أمراً قابلاً للتنافس، وهو الذي أثبتت الشواهد التاريخية أنه مظنة للفتنة والاقتتال منذ اللحظة الأولى لوفاة النبي (صلى الله عليه وآله).
إن تصوير الإسلام بدون رؤيةٍ للنظام السياسي تنفي الفرقة وذرائع التنافس تصويرٌ ساذج، ويدل على أن واضعه غير حكيم، إذ إن الرؤية الفضفاضة للنظام السياسي بابٌ للفوضى، وتركه مفتوحاً يوجبُ الفُرقة والتشتت، فكما قيل إنه لم يُسَلّ سيفٌ في الإسلام كما سُلّ في شأن الاقتتال على الحكم السياسي، فهل غفل إله الحداثة الحكيم عن سد تلك الثغرة؟!

إذاً: ينبغي لأصحاب الأفكار المستنيرة تقديم قراءة جادّة لا تتجاوز ولا تقفز عن محكمات الإسلام وأهمها: حديث الغدير، حديث الثقلين، وذلك لبيان ماهية المرجعية الدينية والسياسية، بدون أن يقوم «المتنوّرون الإصلاحيون» بإعادة تدوير مُخلّفات السقيفة 'بعرضها العريض' وسائر مخرجاتها وتبعاتها التاريخية، فما يقومون به إلى الآن لا حداثة فيه، بل هو إعادة تدوير لبعض الرؤى المذهبية القديمة، وقد بليت وبان فسادها، وهذا لا يلائم برستيج الحداثة والتجديد، والله الموفق.
إنّ مجرد التذكير والتنبيه للوقوف عند أحكام الله تعالى، ولا سيّما ما يقع محلاً لتجاذب الأهواء، لا يعد كافياً إذا كان الطرف المقابل يُقحم نفسه في الشبهات، ويترك طريق الاحتياط، بل هو محتاج أيضاً إلى التوفيق الإلهي لتشع على روحه أنوار البصائر الإلهية، ويحتاج إلى إيقاظ روحه وإنقاذها من غشاوة الغفلة «بَلِ الإنْسَانُ عَلَى نَفْسِه بَصِيْرَة»، وإلا فمن كانت نفسه في ظلمات الهوى، فإنه لن ينتفع بنصح الآخرين إذا استمر في طريق الغواية «وَلَا يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ ۚ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ»، وفي حديث الإمام الصادق عليه السلام: «مَنْ لَمْ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ وَاعِظاً فَإِنَّ مَوَاعِظَ اَلنَّاسِ لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُ شَيْئاً».
إذاً، عملية الهداية مركبة من المدد الإلهي، والمؤمن المشفق الناصح، والضمير الحيّ والمتيقظ، الذي يمارس المحاسبة الشديدة للنفس الأمارة بالسوء، والعادلة عن بر الأمان إلى سبيل مليء بمصائد الشيطان، وبفقدان أحد أجزاء هذا الدواء الروحي، فإن جميع الأمراض الروحية ستكون عصيّةً على العلاج.
.
.
.
.
«الْمُؤْمِنُ يَحْتَاجُ إِلَى ثَلَاثِ خِصَالٍ: تَوْفِيقٍ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَوَاعِظٍ مِنْ نَفْسِهِ، وَقَبُولٍ مِمَّنْ يَنْصَحُهُ»
الإمام محمد بن علي الجواد عليه السلام.
«لونٌ جديد» في مواعظ الترغيب والترهيب

غالباً ما نُلاحظ أنَّ الله تبارك وتعالى يُرغِّبُ عبادَه الذين يعملون الصالحات بالمزيد من البشرى بنيل الرضا الإلهي والثواب العظيم، كما نجدُ أنّه يُحذِّرُ العاصين من خطورة البقاء على المعصية لما فيها من الفساد والمهلكة، بينما نجدُ عند بعض الدعاة اليوم حالةً عكسيّة تكادُ أن تسودَ في أدبيات بعض الخطابات، فنجدُ دائماً محاولة التهوين من أمر العصيان، فنجد اللين للمرأة السافرة وأنّها مع أنّها عاصية إلا أنّها قد تكون أفضل لحُسن أخلاقها أو التزامها بالصلاة، ونحن نقول: إنّ هذه الطاعات منها أمرٌ حسن، ولكن لا ينبغي أن يكون هذا الكلام مما يبعث على الاطمئنان في النفس بكفاية ذلك مع غض الطرف عن تلك المعصية، إذ في معصيتها أمران خطيران، هما: سبق الإصرار والعَمد، والتكرار والمواظبة، وهذا يحتاج إلى دقّ ناقوس الخطر ممن يرى في معصية الله مهلكةً.
وفي الجانب الآخر نجدُ ممن ينهج ذلك النهج ممارسة لغة التخويف والترهيب لزوّار سيد الشهداء (عليه السلام) أو الملتزمين بالعبادات والشعائر، وفي الواقع نحنُ جميعاً بحاجةٍ إلى تخويفٍ وترهيب من المعصية وسوء العاقبة، إلا أنني أتعجبُ من هذه اللهجة المخوِّفة لخصوص هؤلاء في ظلّ التعاطي بلغة قد تُفهم خطأ على أنها طمأنة لأهل الزلّات، كلنا بحاجة إلى الموعظة الحسنة ترغيباً وترهيباً، ولكن غَلَبة نَفَس الترهيب للمطيعين واللين مع العاصين أمرٌ في غاية الغرابة، وإنْ كان الشارع قد استعمله في بعض المواضع إلا أنّه اتخذ العكس نهجاً، حيث أكثر من ترغيب المطيعين وترهيب العاصين، ولا أدري ما مدى نجاعة هذه الأساليب العكسيّة .. وإنْ كنتُ أرى أننا جميعاً بحاجة إلى من يذكّرنا بالله تعالى، لنكفّ عن المعصية ونزداد من الطاعة قبل فوات الأوان، وما أبرئ نفسي إنّ النفس لأمّارة بالسوء..
📚 صدر حديثاً..

«إحياء الغدير في مدينة الكوفة»
دراسة حول مناشدة الرحبة التي أقامها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في مدينة الكوفة؛ تذكيراً بحادثة الغدير المباركة وإحياءً لذكرها، لتبقى الولاية الإلهية يقيناً راسخاً في قلوب المؤمنين، وفيها بيانٌ لنكات محورية في هذه المناشدة وشرح لبعض انعكاساتها، مع بيان موجز حول حديث الغدير المبارك..
📜 الصحيفة السجادية..

تعتبر الحقبة التي صدرت فيها الصحيفة السجّادية المباركة من أكثر العصور ظلاماً وانحطاطاً في تاريخ الأمّة الإسلامية، حيثُ كانت الأمة في عمق الانهيار الأخلاقيّ والروحيّ والمعرفيّ، حين وصلت إلى أكثر المستويات انحطاطاً بسفك دماء آل محمد (عليهم السلام)، والأمّة حينها بين مُعتَدٍ آثم وخاذلٍ خانعٍ وضعيفٍ خائرٍ، ..
رغم كل هذا السقوط والانحطاط، بدأ الإمام زين العابدين (صلوات الله عليه) بمحاولة تصويب مسار هذه الأمة التائهة عن راعيها ومرشدها الحقيقيّ، فألقى إليهم شيئاً من النور الذي يوقظ الضمائر، ويحيي الأرواح، ويرفد العقول بالمعرفة الإلهيّة الحقّة،لعل ذلك ينير لهم الطريق، ويهديهم إلى سبيل الرشاد، .. وهكذا قام الإمام بهذا الدور الجليل من خلال عبادةٍ عظيمة ورفيعة الشأن.

وفي عصرنا الحاضر، لا أرى أننا بحاجة إلى كثيرٍ من المواعظ، يكفي أن نلقي بأرواحنا وضمائرنا بين هذه الأدعية اليسيرة لعلّنا نسترجعُ شيئاً من إنسانيّتنا وأخلاقيّات الإسلام والقرآن، فمثل هذه الأمة التي بلغت من ضعف الوعي والروح والمعرفة إلى مستويات تبعث على الأسف والأسى بحاجة إلى علاج لتدينها ووعيها، فقد أصبحت مطيّة للفاسدين، ومرتعاً لفتن المستكبرين، .. لذا ينبغي الرجوع إلى هذا العلاج العظيم، والتنعّم بمحضر هذه السطور الجليلة، والتعمّق في فهم هذه المعاني الشريفة، وفهم أسرارها بدقّة لعلنا نستفيد منها في معالجة أمراضنا في هذه الجوانب المذكورة، ولله الأمر من قبل ومن بعد، والعاقبةُ للمتقين..

https://www.tg-me.com/mesbah_qom
..
إكرام خُدَّام سيد الشهداء (عليه السلام) من الأمور الأخلاقية الراقية التي عُهدت في سيرة محبي أبي عبد الله الحسين صلوات الله عليه على مر العصور، وهذا البذل السخيّ كان يهدفُ لإبقاء المنبر الحسيني حيَّـاً فاعـلاً في إحياء علوم آل محمد (صلوات الله عليهم).
نعم؛ تقاضي الأجور المبالغ فيها قبيح، ومع ذلك لا ينبغي أن يُطرح الأمر بصورةٍ فظَّةٍ توجب التعميم المبالَغ فيه كما يفعل البعض، فإنّ الفظاظة في هذا الأمر لا تحيي حقاً ولا تدفعُ باطلاً، لا سيّما أنّ بعض الأساليب تُلحق بخدّام سيد الشهداء (عليه السلام) إهانةً وتهويناً من شأنهم في عيون النَّاس، مع ضرورة الإنكار على فئةٍ معيّنة بالأسلوب المتحلّي بالأدب، وليبقى احترام باذلي الجهد في أيام المصيبة محفوظاً بين المؤمنين، ولأجل عينٍ ألفُ عين تكرم، فكيف إن كانت الكرامة لعين سيد الشهداء (صلوات الله عليه)..
.
.
.
روي عن حمزة بن حمران أنه قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «من استأكل بعلمه افتقر».
فقلت له: جعلت فداك، إن في شيعتك ومواليك قوماً يتحملون علومكم، ويبثونها في شيعتكم فلا يُعدَمُونَ على ذلك منهم البر والصلة والإكرام.
فقال عليه السلام: «ليس أولئك بمستأكلين، إنما المستأكل بعلمه الذي يفتي بغير علم ولا هدى من الله عز وجل؛ ليبطل به الحقوق طمعاً في حطام الدنيا».

@mesbah_qom
💡الإنفاق على شعائر الحسين لا يتعارض مع خدمة الفقراء!

استحضار فكرة التزاحم بين العمل الخيري وما يخص سيد الشهداء عليه السلام من إطعام وزيارة ومجالس وغير ذلك هو وحيٌ شيطانيٌّ، وإلا فبقليلٍ من الحياء لو عَمِلَ كل شخص منّا إحصاءً لنفقاته الخاصّة لوجد أنّ فيها ما يمكن الاستغناء عنه لصالح تلك الأعمال الخيرية، فلماذا لا تُعقد هذه المقارنات لها، ولماذا لا تُستحضر فكرة التزاحم فيها؟! نعوذ بالله من زخارف الشيطان الرجيم..
.
.
.
عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: «أمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ» قال: نحن المحسودون.

@mesbah_qom
💌 أطفال عاشوراء.. ذخيرةٌ إلهيّة

يُثار في الأعوام الأخيرة كلامٌ حول مشاركة الأطفال في زيارة سيد الشهداء (عليه السلام) أو مجالس العزاء بما فيها من بكاءٍ وذكر للمشاهد الفظيعة التي جرت على أهل بيت النبوة وأصحابهم (عليهم السلام أجمعين)، وأنّ لذلك تأثيراتٍ نفسيةٍ خطيرة عليهم، وهذا الكلام من المبالغات التي لا أساس لها من الصحّة، وخير دليل على تكذيب ذلك هو شهادة كثيرٍ من الشباب الذين لازموا المنبر الحسيني منذ طفولتهم، وأثّر فيهم بشكلٍ إيجابيِّ، وبعيداً عن التجارب الشخصية، فإننا إذا أردنا أن نختبر تلك الدعوى، فإنّها لا تملك دليلاً علمياً ولا تستحضر إلا هواجسَ ناشئة عن الوهم، وإلّا فإنَّ استحضار مشهد كربلاء يغرس في الطفل روحيّة محبة المظلوم وحبّ الانتصار له، وبُغض الظالم والحنق عليه، وهذه الفكرة هي محور جملةٍ من الأفلام الكرتونية التي توجّه للأطفال وتدور فكرتها الأساسية حول الخير والشرّ، والعدل والظلم، ومع ذلك لم نسمع من طبيب مختصّ يحذّر من تلك الأفلام، ولم نرَ دراسة حول هذا الأمر تبين تلك المخاطر المزعومة..لذلك لا ينبغي أن يُصغى لتلك الهواجس؛ لأنها لا تقوم على أساس علميٍّ سليم، وإنما هي مجرد مخاوف غير مبررة..
وبعد هذا كله: كيف يمكن أن نبخل على الحسين عليه السلام بأسماع أطفالنا، وهو قد أخذ أطفاله إلى العطش والذبح والسبي؟! أم أن أطفاله من عالم آخر وليسوا بشراً؟!

ينبغي أن يبقى أطفالنا تحت منابر سيد الشهداء (عليه السلام)، وإلا فإنّ تنشئتهم بعيداً عن المفاهيم القرآنية والسيرة الحسينية سوف يُخلِّفُ جيلاً مائعاً مُترفاً لا يعتني بقضايا الأمّة، ولا يخفى ما للتنشئة في مراحلها الأولى من أثر كبير في بناء شخصية الشاب المسلم، كما أنّ هذه المجالس محفوفة بالبركة الإلهية وأنفاس الملائكة الرحمانيّة، فلا يصحُّ حرمان إنسانٍ منها..

@mesbah_qom
بكاء_النبي_ص_على_الإمام_الحسين_عوذكر.pdf
37.1 MB
بكاء النبي (ص) على الإمام الحسين (ع)، وذكر مقتله.

ملفٌ خاصٌّ بعرض الروايات المعتبرة الواردة في كتب أئمة أهل السنة والجماعة حول بكاء النبي (ص) على سيد الشهداء (ع) والإخبار بقتله.
إن تربة سيد الشهداء عليه السلام تشكّل استثناءً في عالم التكوين، وليس هذا إلا لأن باطنها ملكوتيٌّ فوق قوانين المادة.


الصورة المرفقة من كتاب:
محمد باقر الصدر السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق، ج٣، ص٢٩٨.
شفاء أحد علماء أهل السنة ببركة تراب سيد الشهداء عليه السلام

قال ابن الجوزي في (المنتظم في تاريخ الملوك والأمم ج٥ ص٣٤٦-٣٤٧ ، حوادث سنة ٦١) :

«وأخبرنا ابن ناصر قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد العتيقي قال: سمعت أبا بكر محمد بن الحسن بن عبدان الصيرفي يقول: سمعتُ جعفر الخلدي يقول: كان بي جربٌ عظيم فتمسَّحتُ بتراب قبر الحسين، فانتبهتُ وليس عليَّ منه شيء، وزرتُ قبر الحسين فغفوتُ عند القبر غفوة، فرأيت كأنَّ القبر قد شقَّ وخرج منه إنسان، فقلتُ: إلى أين يا ابن رسول الله؟ فقال: من يد هؤلاء».

وإسناده صحيح.
🏴 قيمة عزاء سيد الشهداء عليه السلام

كلما طالعنا تاريخ العزاء الحسينيّ، سوف نشعر بحجم المسؤوليّة الملقاة على عاتقنا للحفاظ عليه وصيانته عن الموهنات، فهو كنز إلهي حفظه العلماء وسائر المؤمنين ولم يصل إلا بالخوف وبذل الدماء والأرواح..

قال القاضي أبو علي التنوخي - وهو من قضاة أهل السنة - في كتابه (نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة، ج٢، ص٢٣٣) عند الحديث حول إحدى قصائد رثاء سيد الشهداء عليه السلام:
(قال أبي وابنُ عيّاش: كانت ببغداد نائحة مُجيدة حاذقة، تُعرف بخِلْب، تنوح بهذه القصيدة، فسمعناها في دور بعض الرؤساء؛ لأن الناس إذ ذاك كانوا لا يتمكنون من النياحة إلا بعزِّ سلطانٍ، أو سراً لأجل الحنابلة.
ولم يكن النوح إلا مراثي الحسين عليه السلام فقط، من غير تعريضٍ بالسلف.
قالا: فبلغنا أنّ البربهاري قال: بلغني أن نائحة يقال لها: خِلْب، اطلبوها فاقتلوها).

* البربهاري: الحسن بن علي بن خلف، رئيس الحنابلة، ومن علمائهم المشهورين، توفي سنة ٣٢٩ هجرية.

@mesbah_qom
خطورة تعويم العرفان

من الواضح في هذا العصر أنّ الأمور الروحيّة والمعنوية رائجةٌ بنحو واسع، وهذا الأمر بغضّ النظر عن أسبابه، يُعدّ أمراً جيداً في نفسه، إلا أنَّه ينبغي أن نُحافظ على الفرصة، وأن لا نحوّلها إلى تهديدٍ ينقلبُ خطره علينا.
هذه الرغبة نعمةٌ إلهيَّةٌ، وهناك من يتصيّد للراغبين في السير إلى الله، فينصب لهم حبائله على هذا الطريق، وذلك بافتتاح الدكاكين التي تهدفُ إلى جمع الأتباع والمريدين، مع أنّ هذا الأمر بعيدٌ عن طريقة العلماء الذين ساروا في هذا المسير.

• للسير والسلوك طريقان معروفان:
الأول: الطريق العام المفتوح أمام جميع الناس، وهو الذي كان يشير إليه الشيخ بهجت رحمه الله بأنه هو الرسالة العملية ومفاتيح الجنان.
الثاني: وهو الطريق الخاص الذي يسلكه بعض العرفاء عبر تنظيم برامج عباديّة معيّنة، قائمة على حسابات وضوابط وفق قواعدهم.
ولست بصدد تأييد أو نفي الطريق الثاني، بل لا أرى مسوغاً للحديث عنه ما دام ليس بمحل ابتلاء كثير من الناس، وإنما حديثي على توجيه الناس إلى هذا الطريق بدون دراية!

• وبناء على ذلك: أعتقد أن تسليط الناس في هذا الطريق بالنحو الثاني، عبر توزيع البرامج المعيّنة عبر التلغرام - كما يفعله البعض في إيران ولبنان - لن يكون ذا أثر إيجابيّ، ومن خلال التجربة بدا هذا جليّاً، بل الظاهر من سيرة الأئمة (عليهم السلام) أنهم لم يتعاطوا مع عامة الناس بالطرق الخاصة والمعهودة للخواص، سواء في باب المعارف الإلهية أو السير والسلوك إلى الله، بينما نرى اليوم من ينهج نهجَ تعويم العرفان بجعل الجميع على ذات المستوى، مع إغفال التفاوت في الاستعداد والقابلية والمعرفة عند مختلف الأفراد، مع أنّ ترك هذا الأمر في متناول الجميع - مع ضرورة العناية الفائقة التي يستحقها - قد يُنتج مخاطر لا نهاية لها، لا سيما إذا التفتنا إلى ورود الجاهل والعالم إلى هذا «البازار المفتوح».

• من المعلوم أن مبدأ بعض حركات المهدوية والسفارة والإمامة في العراق نشأت عبر شطحات «مرتاضين» لم يضبطوا أصول هذا الطريق الخاص بنحو متقن، فصاروا يؤصّلون للمسائل من خلال منامهم ووهم شهودهم، وهذا الأمرُ كان سبباً في تغيّر حال بعض الشباب للأسوأ على المستوى العقائديّ والفكريّ، ومن هنا علينا أن نستفيد من التجارب السابقة، التي ورّطت الكثير من الناس في الانجرار خلف هذه التيارات التي لا يُؤمَنُ معها على الاستقامة في الدين، ولو درسنا تاريخ بعض تيارات الانحراف التي نشأت في القرنين الأخيرين في العراق وإيران والهند سوف نجد أن تعويم العرفان كان له نصيبٌ من ذلك، حيث يتم تحويل من لا يعلمُ شيئاً عن المسائل العلمية المتعلقة بهذا الباب إلى عارفٍ لا يمكنك أن تنتقده!

• العبادة بمفهومها الواسع متاحةٌ لنا، فهي سبيل الله الذي دعانا إليه أئمتنا عليهم السلام، وعلينا أن نستفيد من مصنّفات علمائنا في هذا الجانب، ومن أهمها: مهج الدعوات، فلاح السائل، جمال الأسبوع، إقبال الأعمال للسيد ابن طاوس، اختيار المصباح للسيد ابن باقي، مكارم الأخلاق للطبرسي، البلد الأمين للكفعمي، مفاتيح الجنان للشيخ عباس القمي، مصابيح الجنان للسيد عباس الكاشاني، وهذا النهج العام يوصل الإنسان إلى الله بدون أن يحتاج إلى تعريض نفسه لاستغلال الآخرين، وهو سبيل الفقهاء العاملين، أما ما سوى ذلك ففيه ريب، ويكثر فيه اختلاط المحق بالمبطل، فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك..

منشور سابق:
https://www.tg-me.com/mesbah_qom/63
..
2025/07/09 06:04:18
Back to Top
HTML Embed Code: